من على سرير المرض في أميركا، كتب الشاعر والروائي

السعودي غازي عبد الرحمن القصيبي قصيدة الوداع التي ربما سيجتاز بها هذه المحنة

أم لا. وهي محنة غادرة متى سقط فيها المرء يصعب أن يكابر وينجو. لكن الجميل في

الشاعر إن لديه القدرة على مواجهة هذه المصيبة بشجاعة دفعته إلى كتابة القصيدة.

أذكر قبل أيام ، نشر الكاتب السعودي عبدالله الناصر افتتاحية يودع فيها مجلته

"الثقافية" التي صدر منها نحو خمسين عدداً وكان يصرف عليها من جيبه إلى أن أصبح

من الصعب الإستمرار في إصدارها، وكانت مجلة ثقافية بامتياز ولا يقلّ عدد صفحاتها

عن 120 مطبوعة طباعة أنيقة، ومما أعلنه الناصر أن مكافأة الكتّاب كان يدفعها الشاعر

القصيبي من جيبه لاعتباره أن الكاتب مجرد رجل فقير ولا يجوز أن تكون كتابته في

المجلة بالمجان. لا شك أن هذا كان من مواقف الشاعر وحبه العميق للشعراء والكتّاب

الذين ملؤوا المجلة بإبداعاتهم المتنوعة، عدا كتابته زاوية فيها بدون انقطاع. وكان

المرحوم الطيب صالح مستشار التحرير فيها .


والقصيبي شاعر وروائي ومؤلف في التراث وشعر القدامى، وسفير فوق العادة في

بريطانيا وإيرلندا للمملكة العربية السعودية عشرة أعوام متتالية، إلى أن تسلم وزارة

المياه في المملكة ، ومن ثم وزارة العمل حالياً قبل أن ينتقل للعلاج في مستشفى

متخصص للسرطان في الولايات المتحدة.


ويبدو أن القصيبي شعر بأن أيامه باتت على جرف الهاوية ، فكتب من على سرير

المرض، وباستعجال، هذه القصيدة:

أغالب الليل الحزين الطويل

أغالب الداء المقيم الوبيل

أغالب الآلام مهما طغت

بحسبي الله ونعم الوكيل

فحسبي الله قبل الشروق

وحسبي الله بعيد الأصيل

وحسب الله إذا رضّني

بصدره المشؤوم همّي الثقيل

وحسبي الله إذا أسبلت

دموعها عين الفقير العليل

يا رب أنت المرتجى سيّدي

أنر لخطوتي سواء السبيل

قضيت عمري تائهاَ، ها أنا

أعود إذ لم يبقَ إلا القليل

الله يدري أنني مؤمن

في عمق قلبي رهبة للجليل

مهما طغى القبح يظل الهدى

كالطود يختال بوجه جميل

أنا الشريد اليوم يا سيدي

فاغفر أيا ربّ لعبد ذليل

ذرفت أمس دمعتي توبة

ولم تزل على خدودي تسيل

يا ليتني ما زلت طفلاً وفي

عيني ما زال جمال النخيل

أرتّل القرآن يا ليتني

ما زلت طفلاً في الاهاب النحيل

على جبين الحب في مخدعي

يؤذنّي في الليل صوت الخليل

هديل* بنتي مثل نور الضحى

أسمع فيها هدهدات العويل

تقول يا بابا تريث فلا

أقول إلا سامحيني ... هديل.





*هديل: صغرى بنات الشاعر



............................

تعليق

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيك


رغم اني كنت ما احب القصيبي لكن من فترة وانا اتابع اخباره بأمريكا واخر تطورات مرضه

سبحان الله

الواحد قد مايكره الشخص

لكن يوم يمرض مرض خطير

ينسى كل سلبياته

حتى قصيدته

اوووووووول مرة اقرأ له قصيدة كاملة وبتمعن

الله يشفيك يالقصيبي