الكويت

ام ساره : عبي هالدفايه قاز ... متنا من البرد
ساره : مليانه قاز .... بس البرد هالسنه قوي
خمس دقايق صمت بعدها ضرب هادي على الباب..
ام ساره : قومي شوفي من عند الباب
ساره : حاضر
تفتح ساره الباب وتنصدم بأم جراح اللي واقفه على الباب .. زيارته بهالوقت غريبه ...
ساره : حياج الله خالتي
ام جراح : هلا بساره..هلا ببنيتي
ساره : هلافيج..تفضلي
تقوم ام ساره وتسلم على ام جراح وتدخل ساره المطبخ تجيب شي للضيفه الغير متوقعه ..
ولما دخلت عليهم ساره من جديد :
ام جراح : تعالي ياساره يمي ..
تقعد ساره يم خالتها ويبدأ الحديث ..:
ام جراح : ساره اشرايج بالموقف اللي صار بجراح ؟
ساره :..........
ام جراح : تكلمي يابنتي
ساره : جراح كان غلطان
ام جراح : وطول ماهو معاج بيظل يغلط عشانج
ساره ترفع عيونها مستغربه : انا مادفعته للغلط
ام جراح : انا عارفه .. بس جراح مايصلحلج
انصدمت ساره من هالكلمه " مايصلحلي... ليش ؟؟ انا شناقصني"
ام ساره : شهالكلام ياام جراح؟؟ شلون يعني مايصلحلها ؟؟؟
ام جراح : والله اني مستحيه بس اذا ماقلتها ..بتسمعونها من غيري
ام ساره : ماتكلمين ياام جراح ...شصاير ؟؟
ام جراح : كلن يروح بطريق ..
ام ساره : يعني...
ام جراح : خلاص جراح ..مايبي ساره
ساره وهي واقفه بشموخ : يعني انا اللي ميته عليه.. الجبان
ام جراح وهي توقف مع ساره : الحين صار جبان يوم انه ماتزوجج؟؟
ساره : جبان لأنه ماواجهني.. لأنه ماقالي بعظمة لسانه انه مايبيني.. جبان لأنه اعترف بحبه وعجز يعترف بكرهه
ام جراح : هو مايكرهج... بس حس انج مو ممكن انج تكونين سعيده معاه
راحت ساره لغرفتها وطلعت ام جراح بعد ماقالت قرار ولدها وصدمة الناس فيه ..
قفلت على نفسها الباب وقعدت على سريرها بين مصدقه للخبر ومكذبه له .. سمعت صوت امها يدق على الباب .. ماردت عليها .. كل اللي كان يدور فبالها ..:" ان جراح مايبيج .. كرهج. خلاص انسيه "
نزلت دموعها غصب عنها .. ولأول مره تحس ان دموعها حاره ومحرقه...بعد ماحبته وتعلقت فيه .. يكرهها لعنت حظها ووقتها .. .. كانت الصدمه بالنسبه لها كبيره حيل .. مومعقوله جراح اللي حبها من كل قلبه واللي كان مستعد للموت عشانها.. بسهوله يبيعها.. وليش؟؟ .. شنو ذنبها .. شسوت عشان يبيعها..؟؟.. هو الغلطان ..
تمددت على سريرها بتعب .. وسمحت لدموعها انها تنطلق بكل حريه على خدودها .. استلقت على الصوب الثاني وهي تحاول تعيد الذكرى براسها .. تذكرت لما كانت في بداية فترة المراهقه وشلون كانت تصد جراح بعنف وبقسوه..حاولت تكر مشاعرها صوبه .. واكتشفت انها كانت تحتقره .. وهو كان يموت على التراب اللي تمشي عليه .. استلقت على صوبها الثاني وهي تستعرض جانب ثاني من حياتها .. جانب مر كئيب متعب .. تذكرت سالم..وشلون كان حنون وحبوب معاها في البدايه .. وعقب ماتمكن منها تحول لذئب مفترس متوحش.. حطمها ودمرها وقضى على مستقبلها .. وعقب سالم طلع لها خالد .. وصار العن من سالم .. عانت منه الكثير الكثير.. وفي لحظه انتهى الكابوس اللي عاشته.. وطلع جراح بحياتها من جديد.. دافع عنها رغم عيوبها واخطائها الكبيره اللي لايمكن احد يسوي اللي سواه جراح عشانها .. انسجن وعاشت معاه وانسجمت.. عرفت شخصيته عدل وحبته مع انها كرهت بعض الجوانب اللي فيه ومن اهمها الضعف اللي حاولت قد ماتقدر انها تغيره .. وبعد...عقب كل هذا ... وبلحظة ضعف ..يفارقها .. وبدون توضيح الاسباب ..
دفنت راسها بالمخده وردت تبجي من جديد.. بألم وصدمه .. وحسره وندم ...
::::::::::::::::::::
في المملكه .. الساعه 11 مساءا:
سلوى عند خالتها بالصاله مع ولدها ضاحي اللي صار عمره خمس سنين واللي كان نايم يمها ..
سلوى بحزن : خلاص ياخالتي.. المرض فيني اكيد
درعا : خلاص يابنتي ..قضاء الله وقدره ..هذا المكتوب لك
سلوى : جلسات غسيل الكلى تبدي من الاسبوع الجاي
درعا : الله كريم
سلوى تبكي: سمعت انها عذاب ياخالتي
درعا : لازم تحملين .. وانشالله بتطيبين وترجعين احسن من اول
سلوى وهي تناظر ولدها وهو نايم : الله يخليك ياخالتي اذا صار فيني شي..ترى ضاحي امانه برقبتك
درعا: لاتقولين هالكلام ياسلوى كفانا الشر ... لاحول ولاقوة الا بالله ..تعوذي من ابليس..
سلوى تمسح دموعها : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
درعا : الا اقول سلوى... ماشفتي مها
سلوى بدون اهتمام : لا ماشفتها
درعا : حتى انا .. وين تهقينها تروح ؟
سلوى وهي توقف : وين بعد ؟؟.. اكيد فالبيت
خذت ولدها معاها وراحت لشقتها ..
دخلت الشقه وحطت ضاحي بسريره .. شافت فيصل كان مستغرق بالنوم ولاهو حاس باللي حوله .. تذكرت مها وحست بتأنيب ضمير فظيع.. حاسبت نفسها : ليه سوت اللي سوته ؟؟ .. في هاللحظه كرهت نفسها وحست انها مذنبه ... وذنبها عظيم .. طردت الاتهامات من راسها وراحت توضت وصلت ركعتين .. دعت فيهم ان الله يعينها على مرضها ويغفر لها ويرحمها ويتوب عليها ... عقبها مسكت القرآن وقعدت تقرى فيه لي اذان الفجر ... ولما اذن صلت ورجعت تنام ... عقب ماقعدت فيصل للصلاة
:::::::::::::::::::::::
في الكويت وفي ظهر اليوم الثاني من سمعت ساره الخبر المؤلم .. تضرب عليها امها الباب :
ام ساره : ساره فجي الباب ولاتسوين في روحج جذي .. خلاص اللي صار صار وانتي لازم تنسين
ساره : يمه الله يخليج خليني لحالي

ام ساره : مايصير اخليج جذي .. بدون اكل ولاشرب
ساره : مو جوعانه
ام ساره : انزين فجي بكلمج
ساره : يمه الله يخليج .. خليني مالي خلق اتكلم بهالموضوع
ام ساره : انا الحين بخليج .. بس تأكدي ان لي قعده طويله معاج
ماردت عليها ساره وتمت تفكر وتفكر وتفكر .. لما مل منها التفكير وصارت تذكر وتذكر وتذكر.. لما خلصت ذكرياتها.. حست بقلبها يعورها .. حست بألم يسري بعروقها .. وحست بالنيران تحرق جوفها .. فأطفأتها بوابل من الدموع المنهمره كالسيل العارم........
وبعد مده من الوقت حست انها محتاجه تكلم ومحتاجه تسمع وتقتنع ..فتحت الباب وراحت لأمها اللي كانت قاعده بالصاله واول ماشافت الام بنتها متجهه صوبها قامت من مكانها بحركه سريعه .. حطت ايدها على ظهر بنتها واللي بدورها انزعجت وقعدة على الكرسي وهي زعلانه ومطنقره ..
قعدت امها على الكرسي اللي يمها : ها يابنتي شنو مشتهيه اسويلج تاكلينه؟
ساره بضيق : مابي شي
ام ساره : مايصير لازم تاكلين
ساره بنفاذ صبر : يـــمــــــه
ام ساره : خلاص خلاص لاتاكلين شي
اخذت الريموت اللي كان على الطاوله وصارت تقلب في القنوات ولما ملت رجعت الريموت مكانه والتفت على امها اللي كانت منزله راسها بحزن ..
ساره : شفتي اللي سواه جراح
رفعت راسها : يمه الزواج قسمه ونصيب
ساره : ليش سوى جذي؟
ام ساره : هذا المكتوب
ساره: بس لابد من وجود دافع يخليه يسوي اللي سواه
ام ساره : يمكن فكر عدل ..ولقى ان انتي مراح ترتاحين معاه
ساره : ليش ماتقولين انه هو اللي مراح يرتاح معاي واني مااصلحله ؟
ام ساره : نفس المعنى يابنتي
ساره بعد تفكير : لايمه المعنى يختلف
ام ساره : ساره ... اللي صار صار .. والكلام الحين ماينفع ... المطلوب منج انج تنسين جراح وتعيشين دنيا جديده
تقاطعها ساره : كم مره مكتوب علي اني اعيش دنيا جديده؟
ام ساره : ميخالف يابنتي هذي الحياه .. واحنا لازم نسايرها
سكتت ساره وهي تفكر بهالحياة اللي كل مالها وتغير للأسوأ...
أسايرها تعاندني..اعاندها ولا اقوى..اضحكها وانا ابكي...وهي ترسم لي البلوه ..دنيا ..دنيا
:::::::::::::::::::::