الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله

ماذا أقول عنه ؟
لقد غمرني بفضله ، وأثراني بعلمه ، ورباني بأدبه ، وأضحكني بدعابته ، وأبكاني بحرقته وتضحياته ،
رجل بألف هذا أقل ما أصفه
لاتظنون أني قد التقيت به أو جلست معه
وهذي من أعظم أمنياتي ولم تتحقق
ولكن واسطتي بيني وبينه كتبه الثمينة
ومؤلفاته الكنوز
هو شيخ الأدباء وأديب المشايخ كما يسميه بعضهم
لم أكن أتوقع أن ذلك الشيخ البسيط الذي شاهدته في التلفاز أيام رمضان المبارك
يملك كل هذه المواهب
حتى قرأت ذكرياته ولا زلت أتنزه في حدائقها
فعلمت أن هذا الشيخ البسيط جبل من المواهب
معلم من الطراز النادر
وأديب كما تعرفون
قاضي ورئيس محكمة يهابه الجميع
كاتب صحفي يزلزل الحكومات بمقالاته
خطيب يسلب القلوب ويثير حماس البليد
رياضي أيضاً
وفقيه وأصولي
مربٍ للقادة بل هو مدرسة في التربية
أستاذ في الطرفة
داعية ومحتسب لا يخاف في الله لومة لائم
شيخ الإعلاميين من أوائل من تحدث في المذياع وخرج على الشاشات
هذا هو الطنطاوي ببساطة
كما قال عنه الشيخ عائض القرني

إذا قلت: علي الطنطاوي، حضرت دائرة المعارف، وموسوعة الأدب، وجامعة الفنون، فصرت معه في عالم من المنقول والمعقول، والقديم والحديث، والعلم والأدب، والنثر والشعر، تقرؤه، فإذا الآية والحديث، والقصة والمثل، والبيت والحكاية،
والنكتة والخاطرة، يضحكك ويبكيك، يطربك ويشجيك، يفرحك ويحزنك، فأنت معه بين بسمة ودمعة، ووصل وهجر، وسلم وحرب.. الخ
انظر هذا الرابط
http://www.odabasham.net/show.php?sid=15494

أعتذر إليكم أن أطلت في المقدمة ، ولكنه أقل ما نقوله عن الشيخ رحمه الله ، خاصة وأن له ذكرى طيبة في رمضان في حديثه الشيق عبر التلفاز



أعجبني موقف للشيخ رحمه الله قرأته في ذكرياته ج6 ص325 يحكي فيه كيف عود ابنته ذات العشرسنوات على الحجاب بطريقة ربما استغرب منها البعض ولكنها آتت أكلها على كل حال ، أقول هذا وأنا أعرف معانات الأسر في إقناع بناتهن بالحجاب ، عسى أن يكون في هذا فائدة لهم .
يقول الشيخ رحمه الله: كيف أعمل على تعليم بناتي الحجاب ؟ أنا لا أريد أن أجبر ابنتي عليه إجباراً ، فتتخذه وهي كارهة له ضائقة به حتى إذا استطاعت نبذه نبذته ن بل ، أريد أن تتخذه مقتنعة به مطمئنة إليه محبة له . ففكرت وطلبت العون من الله لما جاوزت بنتي الأولى التاسعة ومشت في العاشرة ، أو قبل ذلك بقليل ، لقد نسيت الآن . قلت لأمها : اذهبي فاشتري لها خماراً ( إيشارب) غالياً نفيساً . وكان الخمار العادي يباع بليرتين اثنتين وإن ارتفع ثمنه فبثلاث ، قالت : إنها صغيرة تسخر منها رفيقاتها إن غطت شعرها ويهزأن منها . قلت : لقد قدّرت هذا وفكرت فيه ، فاشتري لها أغلى خمار تجدينه في السوق مهما بلغ ثمنه .
فكلمتني بالهاتف من السوق وقالت : لقد وجدت خماراً نفيساً جداً من الحرير الخاص ولكن ثمنه أربعون ليرة . وكان هذا المبلغ يعدل يومئذٍ أكثر من ثلث راتبي في الشهر كله ، فقلت لها : اشتريه . فتعجبت وحاولت أن تثنيني عن شرائه فأصررت ، فلما جاءت به ولبسته البنت وذهبت به إلى المدرسة كان إعجاب التلميذات به أكثر من عجبهن منها بارتدائه ، وجعلن يثنين عليه ، وقد حسدها أكثرهن على امتلاكه . فاقترن اتخاذها الحجاب وهي صغيرة بهذا الإعجاب وهذا الذي رأته من الرفيقات ، وذهب بعضهن في اليوم التالي فاشترين ما يقدرن عليه من أمثاله ، وإن لم تشتر واحدة منهن خماراً في مثل نفاسته وارتفاع سعره .
بدأت اتخاذ الحجاب فخورة به محبة له ، لم تكره عليه ولم تلبسه جبراً ، وإذا كان العامة يقولون : (( الشي الغالي ثمنه فيه )9 فإن هذا الخمار بقي على بهائه وعلى جدته حتى لبسه بعدها لعض أخواتها وهو لا يزال جديداً ، فنشأن بحمد الله متمسكات بالحجاب تمسك اقتناع به وحرص عليه . حتى ابنتي .....إلى آخر ماقال رحمه الله

أتمنى أن تجدوا فيما نقلت فائدة لكم ومتعة وفكرة جديدة ممكن أن تطبقوها أو تبتكروا غيرها
تمنياتي لكم بالتوفيق ولبناتكم بالستر والحشمة