هناك أناس لا يمكن أن ننساهم..
فقد يبتعدون عنا..
وقد لا تراهم أعيننا.
وقد تتوقف حتى قلوبنا عن الخفق لهم..
وقد لا نعود نتذكر حتى ملامحهم..
يحدث هذا في ظل "الصدمات"..
وقد يحدث بسبب "التقلبات" الحسية..أو المزاجية..
وقد يحدث لأسباب غامضة..
وقد يحدث رغماً عنا..وفوق طاقتنا..
لكن الشيء الذي لا نستطيع نسيانه..
كما لا نستطيع التخلص منه..
أو الصمود أمامه هو "الحنين".
هو الشعور الساكن بين الأضلاع..
هو الصور..واللحظات..والمواقف التي لا يمكن أن يقتلها البُعد..أو تطمسها "الآلام"..أو تلغيها "الصدمات".
تلك المشاعر تفاجئنا في بعض الأحيان بالتيقظ..
فتنتصب أمامنا..
وتحرك في دواخلنا الكثير من السواكن الراكدة..
وتدفع بنا إلى استشعار أحاسيس دفينة..
ومشاعر مقتولة..
سكنت بين حنايا الصدر..
وداخل شرايين القلب..
وفجأة..
تحرك هذا الساكن في داخلنا..
لأن زمناً أكثر مرارة..
وقلوباً "قاسية" أخرى.
وخيانات لا يتحملها العقل..
قد أحيت فينا..
بعض جراحات الماضي..
ووضعتنا بمواجهة مع أنفسنا..
ومقارنة بين الأضداد..
وأرتنا كيف تكون الصدمة بفعل الحب جميلة..
أما صدمات "الغبن"..
أو القتل القصدي لمشاعرنا..
أو الضغط علينا..والابتزاز لأحاسيسنا.
واختبار مدى الحرص لدينا..
فإنها الأهون علينا..بكل مقاييس الدنيا..
تلك هي القصة..
وذاك هو السبب الغامض وراء حنين مشاعرنا..
وخلف تذكر بعض "الأشرار"..
وعودتهم إلى ذاكرتنا..
وتحريضهم لنا على أن نرتكب جريمة صفح أخرى..
تتبع أخرى..
وتتوالى مرة بعد الأخرى..
بدواعي الحب الصادق..
والإحساس الصامد أمام جراحات الأمس النازفة حتى اليوم..(!!)