البارت السابع عشر
............
احمرت وجنتا ندي وقذفت مهاب بالوسادة
وصاحت به: أنت قليل الأدب
مهاب وهو يلتقط الوسادة : قليل الأدب!!
انتي شايفه الحاجه زينب اللي قاعدة جمبك. .
مربتنيش
ضحك الجميع علي كلام مهاب ما عدا
ندي التي ازدادت خجلا ولكن علي الأقل تحسنت حالتها و نسيت حزنها
أما زينب فقد قررت عقاب مهاب علي ادخاله لها
في مزاحه الثقيل:
انا فعلا مربتكش. . بس هربيك دلوقتي يا روح أمك
مهاب وقد جحظت عيناه وفتح فمه عند تخيله لما ستفعله والدته : لا زينب بلاش.. دا انا حتي عريس
أمسك محمود زينب من يدها وهو يضحك:
خلاص يا ام العريس عديها النهاردة
وبعدين ربيه
نهض مهاب وقبل رأس والدته ثم تحدث بمزاح:
ما خلاص بقي يا زوبا ..
عايزة المدام و أهلها يقولو علينا عيله مجانين
يامن بتلقائية وضحك : ايوة انتو هتسلوا ندي
-----------------------------
وصل زين ولميس إلي الشقه التي كانت بالفعل
قريبة من منزل زين
كانت معبئه بالاتربة وتحتاج إلي مجهود كبير
لتكون جاهزة ليسكن أحدا بها
زين بمزاح : ايه المغارة دي يا لميس
لميس بثقة : نص ساعه وهتبقي 5 ستار
زين بسخرية: طبعا مانا عارف.. هتمسكي العصايا
السحرية بتاعتك وتقري تعويذة والشقه تبقي 5 ستار
لميس بغضب: أنت بتتريق.. طب أمشي روح
وسيبني أشوف اللي ورايا
زين : ايه يا أما مالك قفشتي كدة ليه .. هو انا كل مرة لازم اقولك اني بهزر .. يا حبيبتي أحب اقولك
أن حظك وقعك في طريق راجل فرفوش
بيتغذي علي القلش في بيئة مفعمة بالهزار
ضحكت لميس : أنت مجنون
زين وهو يهندم من ملابسه في حركة تدل علي غروره المفتعل: و أفتخر ..
لميس : طب يلا يا حبيبي يا مجنون روح
زين بسعادة : قولي تاني كدة.. انتي قولتي ايه
لميس: انا قولت روح
زين بتذمر: انتي وحشه وفصيله.. اللي قبل روح
لميس وهي تمثل عدم الفهم: قولت مجنون
زين وهو يجز علي اسنانه: متشلينيش يا بت انتي
ردت لميس وهي تنظر بالأرض : خلاص هي اتقالت مرة واحدة
زين : وانا راضي بالمرة دي بس مؤقتا
ثم أكمل وهو يشمر ساعديه : يلا أجري أملي جردلين ميه بسرعه ورانا شغل كتير
لميس بصدمة : أنت هتعمل ايه!?
زين وهو يفتح النوافذ : يعني بذكائك كدة أكيد مش عايز ميه عشان جاي اخد دش عندك..
انا هروق معاكي المخروبه دي
لميس بعدم استيعاب: زين أنت بتهزر صح..
مستحيل تكون بتتكلم جد
زين : انتي بقيتي رغايه اوي .. انجري اعملي اللي قولتلك عليه
لميس برجاء : عشان خاطري بطل جنان وامشي
تركها زين تحدث نفسها وذهب ليبحث عن أدوات التنظيف وقام بإزالة الاغطيه من علي الأثاث
وبدأ بالفعل بتنظيف المنزل
لميس: طب أنت مش هتروح لاخوك
زين وهو مستمر في التنظيف : هروحله باليل وهاخدك معايا
لميس كانت تقف مذهوله مما يفعل: والله مجنون
تحركت من مكانها سريعا لتقوم بمساعدته
صرخ بها زين فجأة:
-انتي بتعملي ايه
لميس بتلقائيه :همسح الارض
زين وهو يمسك بشعره:
-واضح انك هتتعبيني معاكي اوي..
هو من ذكائك كدة حد يبدأ بالارض
عشان لما يجي ينفض ويزعف يبهدل الدنيا ويبوظ اللي عمله تاني
لميس بتوتر: انا مش عارفه..انا مجربتش اعمل شغل البيت ده قبل كدة
زين: وكنتي عايزة تنضفي لوحدك
طب اسمعي بقي كلامي واتعلمي مني
دي الحاجه زينب لو عرفت هتشخرمك
لميس :هو انت يعني..ازاي..بتعرف..
ضحك زين علي كلماتها المتقطعه:
-هو انتي هتتشلي ولا فقدتي النطق ولا ايه اللي حصلك
بوصي يا ستي ..انا ومهاب بنعرف نعمل كل شغل البيت ده عشان احنا معندناش اخوات بنات.. فتعلمنا عشان نساعد ماما
نظرت اليه لميس نظرة اعجاب:
-تعرف اني كل يوم بيزيد اعجابي بيك
ابتسم زين ابتسامه صفراء ونظر من اعلي
-انا مبحبش اتكلم عن نفسي كتير
ضحكت لميس:علي فكرة مبتعرفش تمثل الغرور
زين بغيظ: طب اتحركي يا بت شوفي شغلك
كان من الصعب حقا تنظيف منزل لم يدخله أحد
منذ سنوات .. إلا أنهم بعد ساعات
كانوا قد انتهو من كل شئ
فالمكان لم يكن كبيرا كالقصر الذي تعيش به لميس
بل هي شقه عادية كمنازل الطبقه المتوسطه
تتكون من ثلاث غرف وغرفة للمعيشه
وكانت أصغر حجما من منزل زين
جلست لميس علي الأريكة بالغرفة بتعب:
انا خلاص مش قادرة تعبت اوي.. هطلع أشوف زين خلص الصاله ولا لسة
كانت تهم بالنهوض ببطء إلا أنها قفزت من مكانها
و ركضت إلي الخارج سريعا عندما سمعت صوت اصطدام قوي بالأرض قادم من غرفة المعيشه
نظرت أمامها لتري زين ملقي علي الأرض فاقد الوعي
صرخت لميس باسمه بفزع: زين
حاولت أن تفيقه ونثرت بعض قطرات الماء علي وجهه لكن بدون فائدة
شعرت بالخوف الشديد عليه عندما تذكرت أنه كان ساهرا بجوارها طوال الليل ولم يذق طعم النوم
منذ البارحه ..غير المجهود الكبير الذي بذله معها
في تنظيف منزلها
كل هذا ولم يأكل شيئا
اجهشت في البكاء .. فهي السبب فيما حدث له
لم تكن تعرف كيف تتصرف وماذا تفعل
ولكن ينبغي عليها انقاذ من كان سببا في حياتها
ليس لأنه انقذها من الموت عدة مرات
بل لأنه انقذها من بؤسها وتعاستها
ومنحها السعادة بحبه لها
فتحت باب الشقه لتنادي حارس العمارة
ولكن للأسف لم تجده
سمعت جارتها العجوز صوت بكائها و صراخها
لتفتح بابها بقلق واضح
رجاء : خير يا بنتي.. وانتي مين
لميس ببكاء: لو سمحتي ساعديني
انا عايزة دكتور حالا ومش لاقيه البواب عشان يجيب دكتور
رجاء: طب أهدي يا حبيبتي.. انا هتصل بالدكتور
ان شاء الله خير
لميس ببكاء : يا رب
دخلت لميس المنزل خلفها السيدة رجاء
حاولت افاقته مرة أخري و ليس هناك من جديد
أمسكت يده وقبلتها لتلامس دموعها المنهمرة يده
لميس من بين دموعها وهي تحتضن يديه:
بالله عليك متسيبنيش .. انا مش هقدر أعيش من غيرك
أنت كل حاجه في حياتي .. متسيبنيش
شعرت السيدة رجاء بالشفقه علي حال تلك الفتاة
التي ظهرت فجأة .. لا تعرف من هي ولا تعرف
كيف سكنت في شقة السيد بركات
واشفقت أيضا علي ذلك الرجل الفاقد للوعي
وملقي بلا حول ولا قوة
..............