🔺 حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه .
✒ الشرح :
المقصود بـ (حتى يغبط أهل القبور) يعني الموتى .
فيقول ياليتني مكانك يعني يتمنى الموت .
👈 ولماذا يصل الناس إلى هذا الحد ؟
بسبب الفتن بنوعيها (إما فتن تتصل بالدين أو تتصل بالدنيا) .
أما الدنيا :
إذا كان الإنسان في حال من اليأس من روح الله .. فهذه علامة ضعف إيمان لأنه يتمنى مكان أهل القبور ؛ وصورته اليوم ما نراه من الإنتحار ومحاولاته ؛ فالإكتئاب يقع لكن الإنسان يُعلِّم نفسه التعلق بالله ..
أما الإنتحار فدليل على أن الإنسان قد انفتن في دينه .. فهو يتمنى الموت فإذا حاول قتل نفسه 👈 إذن وقع في الفتنة .
أما الآخر الذي هو المقصود في الحديث .. صاحب هذا الحال يكون معه إيمان وتقوى يخاف بسببها من الفتن حتى أن الدنيا لا تطيب له ؛
فإذا ظهرت فتنة أو عمَّت بلوى في الدين يتمنى الموت ليس من اليأس وإنما من الخوف لأن شأن حياة قلبه أعظم من شأن حياة بدنه ..
وهذا الشخص المؤمن له علامات :
✔ ١ - أن يكون صاحب علم وتقوى وليس جاهلًا [ فالجاهل لا نقبل منه هذا الكلام لأنه لا يستطيع أن يميز ؛ فممكن يرى الدنيا ليس بها خير لكن فيه خير فيدخل في اكتئاب ونفسيته فيها ضيق] .
✔ ٢ - أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد زال أو كاد أن يزول . وما العلاقة ؟
هو عنده علم وتقوى ولا يمكن أن يكون فيه فرصة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتمنى الموت ؛ لكن لما يكون ليس فيه فرصة يتمنى الموت لأنه يخشى على دينه .
✔ ٣ - لا يكون له بالهجرة طريق .
يعني لا يقدر أن يخرج من مكانه ؛ وهذا لا يتمنى الموت صحيح لكن عندك فرصة أن تخرج من ديار الكفر لديار الإسلام حتى لو ستتنازل عن دنياك لأننا الآن نشترط مستوى معيشي معين رغم أن المهاجرين تركوا ديارهم وأموالهم في سبيل الله ؛
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ...) الحديث .
✔ ٤ - حاله على التغليظ فلا يُسمح له بإقامة الدين في نفسه ..
لأن ممكن يعتزل الناس ويبقى يقيم دينه لكن يكون في بيته ويُمنع !
وهذا كان في الدولة الشيوعية أوصلتهم لهذا الحال لا يقدرون على إقامة دينهم في أنفسهم يخشون أن يدخل عليهم أحد .. فأتتهم فتنة تمنوا فيها الموت .
✔ ٥ - أن يكون العبد راضيًا بالله سائلًا الله أن يجعل له الموت مخرجًا .. فكأنه يقول يا رب أنا راض بك ..
لكن لا يأتي شخص ساخط أبدًا يريد أن يخرج من الدنيا سخطًا على الله !
👈 إذن أهل الإيمان يرون أن الموت خيرًا لهم من الإنفتان في دينهم ؛ ففي الشيوعية كانوا يخافون أن يتحولوا من حال لا إله إلا الله إلى حال لا إله .
📚 الباب الثالث والعشرون 📚
باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان
🔺 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال قال سعيد بن المسيب أخبرني أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة وذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يُعبدون في الجاهلية .
✏ الشرح :
نهتم بالحديث الأول ؛ والثاني نأخذه في الدورة الثالثة إن شاء الله مع بقية الكتاب .
(ذي الخلصة وذو الخلصة) صنم عند دوس كان يُعبد في الجاهلية ؛ فبينهم وبين هذا الصنم آلاف السنين .. فمن الذي أعاده ؟
الشيطان بحِيَل لا تنتهي .
المقصود /
أن الإيمان وبقاؤه أمر لا يضمنه الإنسان ؛ والتوحيد وبقاء أسبابه أمر لا يضمنه الإنسان .
فأهم فتنة وأخطرها وأعظمها زوال التوحيد ؛ والمدافعين عن الدين يخافون من أهم الفتن وهي زوال التوحيد ..
في الغالب الآباء والأمهات أقل اهتمام بالتوحيد ؛ فتكون مادة التوحيد مقررة عندنا ويكون اختبارها الفترة الثانية من الإختبارات .. فيدرسون التوحيد في الإستراحة ..!! وليس في بيوتهم ..!! رغم أنه هو النجاة ؛
فالفتن لا تأتي إلا على قدر التوحيد في البلد .
فيظهر الشرك ؛ والذهاب للقبور ؛ وعدم وفرة الرزق ؛ زعزعة الأمن ؛ ..
وحتى البترول الذي منَّ الله به علينا ما خرج إلا لما أُقيم التوحيد ووُضعت قواعده واستقر الأمن والحُجاج دخلوا البلاد آمنين ..
ويبقى الخير مادام التوحيد موجود .. فهو رأس مالنا الحقيقي ودورنا أن نحافظ عليه ونقيمه في نفوسنا بدقة لأنه يصل الزمان إلى أن يعبد الناس الأصنام عبادة .
إذن ادرسه جيدًا وافهمه جيدًا ثم علِّمه أبناءك جيدًا .. لكن أين الأم والأب اللذان يعظمان التوحيد ..؟!
فهل فيه أحد مستقر ثم أقول له هيا سِر وسأحذف دليلك ؟!
فعندنا كتب التوحيد لكنه ليس في قلوبهم ؛ ولو ما فيه معلمات بالمدارس فيه آباء وأمهات في البيوت ..
لكن أقول له أول شيئ الرياضيات والعلوم و و .. والذي سينجيني أنا وأنت نتركه ؟!
فنحن نعاني في المراهقة ان أولادنا يتفلتون ؛ والله أعطانا فرصة ذهبية في الطفولة .. فدرِّسيه التوحيد وأنتِ بذلك تعبدين ربنا أنك علمتيه التوحيد .
جزاكم الله خيرًا .. وإن شاء الله نلتقي في الدورة الثالثة لإكمال بقية الكتاب .