وسائل اجتناب الشيطان ، ورد كيده في نحره !!!



على رأس كل طريق شيطان يدعو إليه فإياك أيها المسلم من دخول سبل الشيطان التي حذرنا الله منها ، فالشيطان عدوك وعدو أبيك آدم ، وهو الذي طرده الله من رحمته وتوعده بالنار خالداً فيها فطلب من رب العزة أن يهمله وأخذ العهد على نفسه أن يعمل على إضلال بني آدم حتى يدخلهم النار ، قال تعالى : ( إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)(فاطر: من الآية6) ، وهناك يكشف إبليس عن عداوته لابن آدم ويعترف بخذلانه له ليزيده حسرة وندماً.
يقول الله تعالى : ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (إبراهيم:22)

هذه الآية تسمى خطبة إبليس كما جاء في القرطبي: أن إبليس يقف يوم القيامة خطيباً في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعاً. وقيل أنه يخطب خطبته هذه بعدما يسمع أهل النار يلومونه ويقرعونه على أن أغواهم حتى دخلوا النار. فيقول لهم: إن الله وعدكم وعد الحق أي وعدكم وعداً حقاً بأن يثيب المطيع ويعاقب العاصي فوفى لكم وعده، ووعدتكم فأخلفتكم أي وعدتكم ألا بعث ولاثواب ولاعقاب فكذبتكم وأخلفتكم الوعد، وماكان لي عليكم من سلطان أي لم يكن لي قدرة وتسلط عليكم إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي أي بالوسوسة والتزيين فاستجبتم لي باختياركم، فلاتلوموني ولوموا أنفسكم أي لاترجعوا باللوم علي اليوم ولكن لوموا أنفسكم فالذنب ذنبكم ، ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي أي ماأنا بمغيثكم ولاأنتم بمغيثي من عذاب الله، إني كفرت بماأشركتمون من قبل أي كفرت بإشراككم لي مع الله في الطاعة، إن الظالمين لهم عذاب أليم أي أن المشركين لهم عذاب مؤلم.
ولما كان الشيطان بهذا الخبث والمكر حذرنا الله من هذا العدو الغرور الخداع ومن وسوسته وتزيينه للفواحش والمعاصي ، وبين لنا سبل الوقاية منه لتجنبه. وهذه جملة من الآيات التي تحذرنا من إبليس ... قال الله تعالى: ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ)(الأعراف: من الآية27) ، وقال : ( فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً) (فاطر: 5-6) ، وقال : ( ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) (البقرة:208)

~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~

ومن الوسائل والأعمال التي تقي المسلم كيد الشيطان:
1) الإيمان بالله، فالله يقول : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (النحل:99).
~*~*~*~*~
2) الإخلاص في هذا الدين يقول الله تعالى : ( إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (الحجر:40).

~*~*~*~*~

2) طلب العلم الشرعي من مصادره الصحيحة. إن أمر العلم والعلماء عظيم حتى فضل واحد منهم على ألف عابد ؛ لأن نفعه يعم الأشخاص والأعصار إلى يوم الدين ، وكلما فتح الشيطان بابا على الناس من الهوى وزين الشهوات في قلوبهم بين الفقيه العارف مكائده ومكامن غوائله فيسد ذلك الباب ويرده خائبا خاسرا ، والعابد ربما اشتغل بالعبادة وهو في حبائل الشيطان ولا يدري