استرجاع الطّعام أو Reflux هو من المشاكل الشّائعة عند الأطفال وتسبّب الإزعاج للأمّ والطّفل على حدّ سواء.
حوالى 25 إلى 40% من الأطفال يعانون من هذه المشكلة في الأشهر الأولى من عمرهم، يرجعون الطّعام عبر الأنبوب الغذائي وأحياناً إلى الفم فتعود معه الحوامض الموجودة في المعدة لهضم الطّعام ما يسبّب له شعوراً بالانزعاج، وهو أمر مختلف عن التّقيؤ بحسب ما يؤكّد لـ"نواعم" الدّكتور رامي محسن الاختصاصي بطبّ الأطفال وحديثي الولادة.
ويقول د. محسن إنّ استرجاع الطعام يعتبر مشكلة آنيّة عند الأطفال، ويضيف: "يمكن أن يسترجع الطّفل الطّعام مرّة أو عدّة مرّات في اليوم، وفي كثير من الأحيان تزول هذه المشلكة بمفردها فيما تستمرّ عند نسبة قليلة من الأطفال فتتطلّب علاجاً خاصاً".
أمّا عن سبب استرجاع الطّعام فيشير د. محسن إلى أنّ الطّفل لديه صمام يفصل المعدة عن أنبوب الطّعام الذي يفتح عندما يشرب الحليب ويغلق لحفظه في المعدة، أمّا الطّفل الذي يعاني من هذه المشكلة فيكون الصمام لم يتكون ويتطوّر بشكل كامل بعد.
ويعطي د. محسن بعض الإرشادات لتجنّب استرجاع الطّعام أهمّها:
- إعطاء الطّفل الحليب بوضعيّة الجلوس وحمله لمدة 20 إلى 30 دقيقة بعد كلّ وجبة.
- إعطاء الطّفل وجبات أصغر من حاجاته لكن بشكل متكرّر.
- عدم إعطاء الطّفل كمية كبيرة من الحليب لأنّه سيرجعه بسرعة.
- عدم تحريك الطفل كثيراً بعد الأكل لأنّ ذلك قد يتسبّب برجوع الطّعام.
- إذا كان يرضع بالقنينة يجب مساعدة الطّفل على التّجشؤ كلّ ثلاث دقائق تقريباً والتّأكّد من أن لا يكون الثّقب في حلمة القنينة كبيراً لكي لا يتدفق الحليب بسرعة.

أمّا عن طريقة معالجة هذه المشكلة فيقول: "بداية نعمد إلى اللّجوء إلى الحليب المخصّص لهذه المشكلة والذي يتّصف بسماكة زائدة بفضل النّشويات المضافة إليه ما يمنع رجوع الطّعام، وإعطاء الدّواء الذي يساعد على التّطور السّريع لصمام المعدة".
ويختم د. محسن قائلاً: "مع التّدابير المناسبة وعبر استخدام الحليب المضاد لاسترجاع الطّعام تتقلص هذه المشكلة خلال 3 أيّام وتختفي نهائياً عند ثلث الأطفال خلال شهر"