كان هناك شاب يبيع القماش ويضعه على ظهره ويطوف بالبيوت، وكان هذا الشاب جميل الهيئة من راه أحبه لما حباه الله من جمال، وفي يوم من الأيام وهو يمر بين البيوت أبصرته امرأة فنادته وأمرته بالدخول وقالت له إنني لم أدعك لأشتري منك، ودعته إلى نفسها فذكرها بالله وأليم عقابه فما زادها إلا إصرارا.
وقالت له: إذا لم تفعل ما امرك صحت في الناس وقلت لهم دخل داري ويريد أن ينال من عفتي.. فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان، سألها أن تسمح له بالدخول إلى الحمام أولا، ففرحت لذلك فرحا شديدا ودخل الحمام وجسده يرتعش من خوف الوقوع في المعصية وفجأة خطرت له فكرة فقام ولطخ جسده بالقاذورات والأوساخ وبكى ودعا الله قائلا: ربي وإلاهي وسيدي خوفك جعلني أعمل هذا العمل فاخلف علي بخير، ثم خرج إليها فلما رأته على هذه الحال صرخت في وجهه قائلة: اخرج من داري يا مجنون، فخرج خائفا يترقب الناس وماذا سيقولون عنه حتى وصل إلى بيته وهناك خلع ثيابه واغتسل غسلا حسنا فعندما خرج من الحمام عوضه الله شيئا عظيما بقي في جسده حتى فارق الحياة، لقد أعطاه الله رائح عطرية تفوح منه لمسافات بعيدة ويشمها الناس حتى لقب ((بالمسكي)) ........ وعندما مات كتب على قبره: هذا قبر المسكي.

" من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه "