أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى من خلفه،
فهذا حق وثابت وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم،
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هل ترون قبلتي هاهنا، فوالله لا يخفى عليَّ ركوعكم ولا سجودكم، إني لأراكم من وراء ظهري.
وروى مسلم عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أيها الناس إني أمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود،
فإني أراكم من أمامي ومن خلفي.
---------------------------------------------
وهذه من المعجزات والآيات التي أيّد الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم ، وخصه بها ،
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" ليس المراد منه : أنه كان يلتفت ببصره في صلاته إلى من خلفه ، حتى يرى صلاتهم ،
كما ظنه بعضهم ، وقد رد الإمام أحمد على من زعم ذلك ،
وأثبت ذلك من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وآياته ومعجزاته

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" الصَّوَابُ الْمُخْتَارُ : أَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى ظَاهِرِهِ ،
وَأَنَّ هَذَا الْإِبْصَارَ إِدْرَاكٌ حَقِيقِيٌّ خَاصٌّ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
انْخَرَقَتْ لَهُ فِيهِ الْعَادَةُ ، وَعَلَى هَذَا عَمَلُ الْمُصَنِّفِ ،
فَأَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ،
وَكَذَا نُقِلَ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ " انتهى.
----------------------------------------

والحاصل :
أن هذا الأمر :
هو من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعجزاته
وأن العادة قد جرت ألا يرى الإنسان إلا ما يقابله ؛ والرسول صلى الله عليه وسلم ، في هذا المقام :
رأى ما وراء ظهره ، فانخرقت العادة ، وصحت له الرؤية