ابتدأ نزول القرأن في هذا الشهر المبارك شهر رمضان و جعله الله هداية للناس ودلالات واضحات من الهدى وفرق به بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الرشد والغي

ونزل القرأن مفرقا لأنه أدعى إلى فهم السامع وكذلك لتيسير حفظه وفهمه ثم العمل به وأياته محكمة الضبط والترتيب.


قال تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنـزيلاً} (الإسراء)

قال تعالى: {كتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} (هود)

قال تعالى:{لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنـزيل من حكيم حميد} (فصلت).



وأنزل الله القرأن موضوعات مختلفة منها :
1- خطاب المشركين وما يتأولونه على الله وما قالوه للنبي وما يقوله هو ردا عليهم وما يأمره الله به
2- قصص الأنبياء الذين اختارهم الله ليخبر نبيه بهم، ليقتدى بهم ويُعتبر بقصصهم، وغيرها من القصص
3- الأحكام الشرعية وما يأمر الله به المؤمنين وما ينهاهم عنه والقوانين والتشريعات التي يقوم عليها الدين
4- الأحداث التارخية من غزوات ومعارك وأحداث حدثت للنبي وأخرى لأصحابه ومنها ما حدث لغيرهم
5- البراهين والدلالات الإلهية والأيات الدالة على ربوبيته التي تستوجب عبوديته سبحانه وما يمن به على خلقه
6- الأمثال التي يضربها الله -تعالى- ويُفصلها ويُرتلها للناس لتكون عبرة وعظة وحكمة لعلهم يتذكرون
7- بيان حال المتقين في الجنة وما هم فيه من النعيم، وبيان حال الكافرين في النار وما هم فيه من العداب
8- سبب نزول الكتاب القرأن وتحدي الثقلين في الإتيان بمثله والبلاغة والنثر التي أعجزت التاريخ والحاضر



لهذا يجب على كل مسلم أن يكثر من تلاوة القرأن الكريم وخاصة في الشهر الذي نزل فيه القرأن شهر رمضان


لقوله تعالى {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أعمالهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور} (فاطر)


فضل قراءة القرأن


عن أبي أمامة أن رسول الله قال: ((اقرؤوا القرأن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)) مسلم



وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ((يقال لصاحب القرأن اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند أخر أية تقرأها)). الترمدي وأبوداود والنسائي



والتلاوة مع اخلاص النية لوجه الله عبادة يؤجر عليها المسلم ،وتقربه من خالقه، وروى الترمدي عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله يقول: ((من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول (الم) حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف))


وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الماهر بالقرأن مع السفرة الكرام البررة، والدي يقرأ القرأن يتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران))


أداب تلاوة القرأن


1-اخلاص النية لله، والتجرد عن الأهواء والرغبات والأعراض الدنيوية الزائلة.


قال سبحانه : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ( الكهف )


2- تحسين الهيئة، والتطيب وتنظيف البدن والوضوء

"إن الله جميل يحب الجمال" . أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وأخرجه عدد كثير من أهل الحديث

قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} (ال عمران)

يجوز قراءة القرأن بدون وضوء من جهاز أو عن ظهر قلب مع عدم لمس المصحف

3- استحضار القلب والتأهب لقراءة القرأن والإحساس بكل كلمة بمعنى أن يعقل ما يقول

قال تعالى: {إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} (الزخرف)

4- الإستعاذة عند ابتداء التلاوة

{فإدا قرأت القرأن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}(النحل)

5- الخشوع والتدبر في معاني القرأن الكريم والوقوف عند كل عبرة وموعظة والأخذ بها والتأكيد بكل وعد ووعيد

قال تعالى: {أفلا يتدبرون القرأن أم على قلوب أقفالها}(محمد)

قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا أياته وليتذكر أولو الألباب} (ص)

قال سبحانه: {أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} (البقرة)

وهذه (الأمية) هي أمية عقل وفهم، وأمية تدبر وعمل، لا أمية قراءة وكتابة، و(الأماني) هي التلاوة

6- تحسين الصوت بالقراءة وتجويده وترتيله ترتيلا حسنا

قال تعالى: {ورتل االقرأن ترتيلا} (المزمل)

و يمدح النبي أبي موسى في حديثه عن االنبي قال له: ((يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير ال داود)) ( البخاري)

عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى باالقرأن))وقال صاحب له يريد يجهر به ( البخاري)

7- القراء في المسجد أفضل

عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ )) (مسلم)


إن لكل شيء في هذَا الوجود حدا، أما جمال القرأن فلا حد له، فهو جميل في ظاهره، جميل في باطنه، جميل في معناه، جميل في مبناه، جميل إذَا سمعته، جميل إذَا تلوته، يزداد حسنا كلما أعدته، ورونقا كلما فتشته، إذَا أردت أن تجد حدا لوسامته أو مثيلا لقسامته أعيتك الحيل، وإن جزالته لتنفذَ إلى القلوب العامرة بالإيمان فتبكيها وإلى القلوب القاسية فتدخل الخشية فيها.


اللهم تقبل منا الصيام والقيام وتجاوز عنا ما بذَر من المعاصي والأثام، اللهم اجعلنا من أهل القرأن وارزقنا تدبره والعمل به يا ذَا الجلال والإكرام
اللهم صل وسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين واجمعنا معهم في عليين يا أكرم الأكرمين