لستَ وحدك مَن يسبَح ضد التيار،
تذكَّر ذلك،
حتى وإن أوهموك بالعكس،
حتى وإن قالوا لك هازئين:
"لا يُمكنك تغيير العالم وحدك"!
تذكَّر أن منك الكثير!
تذكر أن هناك مَن يُعانون مثلك!
من يدركون بؤس واقعهم وشقاءه،
مَن يريدون تغييره للأفضل.
تذكر إن كنتَ تأمُل في غدٍ واعد،
ومُستقبل زاهر.



وأنت تُحارب بكل قوتك مِن أجل أن يحقَّ الحق،
ويَزهق الباطل،
وأن ترفع الظلم عن المَغبونين؛
من كل ألم تألمته،
وأنت ترى حالات الشقاء والبؤس أمام ناظرَيك،
في بلدك.. بين إخوانك،
فيك أنت أيضًا.
حالات القهر والظلم التي تسود البلدان.
التي يعاني منها إخوانُنا المسلمون في كلِّ مكان.



تذكر أنك إن كنت كذلك، فقد حجزت لنفسك مكانًا في قافلة الشرفاء؛
فلا تَبتئس مِن وحشة الطريق ووعورته،
وتأكد أنك لست وحدك؛
حتى وإن خُيِّل لك ذلك،
حتى وإن أوهموك بذلك!



قاومهم.. قاوم تثبيطهم،
وتعجيزهم.
تسلَّح بالإيمان،
ثق بربك واطلب منه العون والمدد؛
فمَن كان الله معه فمَن عليه؟!
إذ إن أكبر خطأ نرتكبه في حق ذواتنا هو التراجُع..
هو الرضوخ لتثبيطاتهم.


هو الاستسلام.. هو أن نسبَح مع التيار،
أو في أحسن الأحوال:
أن نكتفي بدور المتفرِّج الذي سئم مما يُعرض عليه،
ولكن ليس بيده حيلة سوى أن يُكمل العرض لآخره،
ولا يعترض للمَشاهِد التي تُعرَض؛
بل عليه أن يتقبَّل كل شيء كأنه أمر محتوم.




لا يعلم أن بإمكانه أن يقول: "لا" رافضًا واقعه المرير،
عازمًا على إصلاحه.
أن يسعى بكل ما أوتي من جهد؛
ليبدأ خطوات العلاج.

قد لا يَستسيغ الدواء،
قد يملُّ،
قد يتراجع بضع خطوات؛
لكن عليه ألا يَستدير أو أن يتوقَّف؛
فمَرارة الاستسلام أشد وطئًا على النفس من كل الآلام.