لك المحامد يا ذا الجود والنِّحل

الشيخ معروف النودهي البرزنجي


لك المحامد يا ذا الجود والنِّحل ///// في كلِّ حالٍ على نعمائك الهطل
ما كنت شيئاً وقد أوجدتني كرما ///// أحاط علمك بالأشياء في الأزل
وتقدَّست في الأفعال عن لغبٍ ///// وعن علاجٍ وأغراضٍ وعن عدل
أوليتني نعماً لا ضبط يحصرها ///// يا من بلا عوضٍ يعطي ولا بدل


ربَّيتني كرماً في حجر عافيةٍ ///// ممتِّعاً بنعيمٍ طيِّبٍ جلل
مذ كنت طفلاً إلى أن تمَّ لي عمرٌ ///// بضعاً وخمسين عاماً دانيا أجلي
ما مسَّني سغبٌ ولا عطشٌ ///// ولم أزل أكتسي ما شئت من حلل
ولم أرم بغيةً إلاّ سابقة منِّي بها ///// من غير سابقةٍ منِّي ولا عمل


وفَّقتني لاقتناء العلم من صغرٍ ///// إلى المشيب إلى إبَّان مكتهل
علام أشكر؟ أم كيف الثَّناء على ///// مولى أيادٍ هداني أقوم الملل؟
من أمَّةٍ غبطتها الأنبياء ومن ///// إلى البتول ومن أحفاد آل عليّ
لو أنَّ لي عمر الدُّنيا وأنفقه ///// في طاعةٍ دائباً بلا كسل


وألف ألف لسانٍ شاكرٍ لك في ///// أيام سنِّي بلا عجزٍ ولا ملل
وكنت من أوِّل الدُّنيا لآخرها ///// في سجدةٍ، فائضاً دمعي من المقل
لم أقض شكر أياديك الجسام ولا ///// شكر انتسابي لمولى السّادة الرسل
ختم النَّبيين خير العالمين ومن ///// مشى بأمَّته في أعدل السَّبل


ومن سرى ليلة المعراج مرتقباً ///// إلى مقامٍ على العرش العظيم عليّ
هناك خصَّصه المولى برؤيته ///// ولا تقل: كيف؟، واستيقن ولا تسل
وثمَّ أسمعه من غير واسطةٍ ///// أحلى خطابٍ على الأسرار مشتمل
الدِّين يشهد أنَّ الله فضَّله ///// على الأنام فكم نصَّ عليه جلي


شكت له ظبيةٌ خشفاً فأطلقها ///// وبعدما أرضعت عادت على عجل
أومى إلى قمرٍ ليلاً فشقَّ له ///// ولا سبيل إلى الأفلاك للحيل
من صاع زادٍ زهاء الألف أشبعهم ///// وكم جموعٍ كفاهم من إذا رجل
وصاع ماءٍ سقى ألفاً على ظمأ ///// لو شاء زادهم علاًّ على نهل