نفق لوتشبرغ شريان جديد لربط شمال أوروبا بجنوب

تدفق آلاف السويسريين إلى مدينتي فروتيغن وفيسب جنوبي البلاد للمشاركة في افتتاح نفق لوتشبرغ للقطارات، الذي يعد ثالث أطول نفق قطارات في العالم.

ويربط النفق بين المدينتين تحت جبال الألب بطول 34.6 كيلومترا، واستغرق بناؤه ثماني سنوات حيث ستتمكن قطارات البضائع من اختراقه بسرعة 160 كلم/ساعة ليشكل شريانا جديدا يربط شمال أوروبا بجنوبها.

ومن المنتظر أن تبدأ قطارات نقل الركاب في استخدامه اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وستصل سرعة القطار حينئذ إلى 250 كلم/ساعة.

ومن المتوقع أن يعبر هذا النفق يوميا 42 قطارا للركاب و72 للبضائع، وهو ما يوفر وقتا لا يقل عن 70 دقيقة تقريبا.

وقوبل افتتاح هذا النفق بترحيب من الساسة السويسريين والأوروبيين على حد سواء، رغم المخاوف التي ثارت حول جدواه الاقتصادية والتأثيرات السلبية المحتملة على البيئة.
ويتفق الجميع على أنه ترجمة عملية ناجحة للاعتماد على النقل بواسطة القطارات بدلا من الشاحنات الثقيلة والسيارات، الأمر الذي سيساعد في تقليص نسبة تلوث الهواء.

ويعبر سويسرا سنويا ما لايقل عن مليون شاحنة نقل بضائع بين الشمال والجنوب، وتتوقع الحكومة السويسرية أن يقل هذا العدد مع افتتاح النفق الجديد والتشجيع على استخدام السكك الحديدية.

أوروبا الجديدة
وأكد هذا التوجه مسؤول ملف المواصلات في الاتحاد الأوروبي جاك بارو، الذي قال في كلمة الافتتاح "إن السويسريين استوعبوا أن القارة الآن بحاجة ماسة إلى الاعتماد على السكك الحديدية في النقل، وأكدوا هذا من خلال تنفيذ هذا النفق". ومن جهته رأى وزير المواصلات الألماني فوفغانغ تيفنزيه أن هذا النفق تاريخي بكل معنى الكلمة.

وبدوره أكد وزير المواصلات السويسري موريتس لوينبرغر أن هذا النفق هو مساهمة سويسرية في أوروبا الجديدة -حسب وصفه- حيث سبقت سويسرا مشروعات أوروبية مشابهة للربط بين إيطاليا وكل من النمسا وفرنسا، لكنها لا تزال قيد الدراسة إلى اليوم.



طابع بريدي صدر بمناسبة تدشين النفق الجديد
وشكلت الطبيعة الجيولوجية المعقدة لسلسلة جبال الألب التي يخترقها النفق تحديا كبيرا للغاية، حسب المهندس يورغ فاتفلي وهو أحد من شاركوا في تصميم وتنفيذ المشروع.

وقال إن الخبراء اضطروا لاستعمال كميات كبيرة من المتفجرات السائلة لتفجير الأنفاق، مع الأخذ بعين الاعتبار نوعية الصخور وتغيير نوعية الحفارات العملاقة التي كانت تخترق الجبل طبقا لنوعية الصخور ودرجة صلابتها.

سلبيات متوقعة
ولجأ الخبراء – يضيف فاتفلي- إلى تبطين النفق بطبقة من الأسمنت المسلح بلغ سمكها 30 سنتيمترا على امتداد 34.6 كيلومترا، مع مراعاة التهوية للحفاظ على درجة حرارة ثابتة وتجديد الهواء داخله، والتغلب على العوامل الجوية المختلفة مثل البرودة الشديدة في الشتاء أو الأمطار الغزيرة صيفا، ونسبة الرطوبة وارتفاع معدلات درجة الحرارة في الصيف.

وتم تزويد النفق بأجهزة مراقبة دقيقة لمتابعة سير الحركة فيه، وأخرى للإنذار، بالإضافة إلى إنشاء وحدة للتدخل السريع وقت الأزمات على طرفي النفق.

ويتخوف حماة البيئة من تأثير هذا النفق على حمامات المياه المعدنية الطبيعية المنتشرة بالمنطقة، والتنوع البيولوجي فيها بسبب التغيرات المتوقعة في درجات الحرارة ونوعية الهواء.

ويمثل هذا النفق أحد الأجزاء المهمة من مشروع عملاق للنقل والمواصلات عبر جبال الألب، يحمل اسم "نيات" من المحتمل أن ينتهي العمل به مع حلول عام 2017.

ويذكر أن نفق سايكان في اليابان هو أطول نفق للقطارات في العالم بطول 53.90 كيلومترا يليه النفق الأوروبي الذي يربط فرنسا وبريطانيا عبر بحر المانش بطول 49.9 كيلومترا.
منقول