قال تعالى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” أوصانا الله في كتابه العزيز بمصاحبة الصادقين لأن ذلك يغرس فضيلة الصدق في نفوسنا حتى نشب عليها. و المتأمل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاحظ حرصه على تعليم من حوله أن ينشئوا أولادهم على اكتهاء الصدق كما قال أحد الصحابة: دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت تعال أعطك، فقال لها رسول الله عليه السلام: ما أردت أن تعطيه؟ قالت: أردت أن أعطيه تمرا فقال لها: “أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة” . حري بنا أن نتأسى بحبيبنا في صدقه و أمره كله، إذ أنه منجاه من البوائق و حسن للعاقبة و عظم عند أهل السماء للقدر قبل الارض وقد قال عليه السلام “ولا يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا” فكيف بمن اتسع نطاق الكذبة عنده حتى أصبح صفة تخامر طبعه و بضاعته في الحديث، يسوق التهم على من يخالف ما يحب يكفر و يبرئ .. قد نسي شناعة جريمته و سار في طريق عاقبته وخيمة ألا وقد ذكرها رسول الله “الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكون الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع بها هكذا إلى يوم القيامة” فكن صارما في تحري الصدق و اجعله ديدن لك في أقوالك و أفعالك حتى تكون مع الذين أنعم الله عليهم “من النبيين و الصديقين و الشهداء” وما أجملها، أن يبلغ بك صدقك منزلة تفوق منزلة الشهداء.
المفضلات