امسكت بقلمي الحزين لأسترسل في كتابه ما زاد بي من آآآهات ..
اتيت بورقتي البيضاء كبياض الثلج ..
ولكن ...
سرعان ما أختلف لون هذا البياض الطاهر ..
إبتديت كتابتي بـــ (حزني السرمدي) ..
فإذا بالقلم يرتجف بين أناملي ..
ازدادت رجفته وسقط على فراشة الابيض ..
تعجبت من موقف هذا القلم الحزين ..
الذي ولأول مرة يفعل بي هاكذا ..
سألته قائلة :
ايها القلم الباكي ...
أيها الصديق ...
ماذا حل بك اليوم ..؟
فأجابني بحرقه ما به ....
كفاك تعذيب لي ...!
كفاك
نزف دمي الأسود على هذه الورقة البيضاء
اما كفاك
عمرك الذي رحل بهذه الغرفة المظلمة دون اهتمام
اما كفاك
دمي الذي أنزفه حتى لم يعد بي سواء قطرات ضئيلة
أما كفاك
اغرقتي اوراقك (وسادتي) البيضاء بالسواد حتى اوشكت على الانعدام
ما بك أيتها المها ....
أنتي ليست بوعيك .؟
أصبحتي خارج نطاق الحياة ..
قلت له وأنا اتمالك غصتي ...
وأخفي عبرتي بصمت ..
لله درك أيها القلم أشعرت بي ....
شعرت بما أكتمة بقلبي ..
وبوساداتك المخفية عن أنظار من هم حولي ..
اشعرت بما لم يشعر به من يملك قلب وروح ..
اني اتمزق بداخلي ...
اني احترق بنار تقذف نحوي من البشر ..
حياتي اصبحت مظلمة (كمملكتي) الصغيرة ..
اصبح السواد يحيطني بالداخل والخارج ...
يحيطني من جميع جهاتي ..
ايها القلم اني اموت ببطء ولم يشعر بي أحد سواك ...
أعلم بأني ....
اهلكت قواك ..
واتلفت ريشتك ..
ومزقت اوراقك دون رحمه ..
فعلت بك مايفعله البشر بي .....؟
قسوت عليك مرارا وتكرارا وكنت الصديق الصبور ..
المها اصبحت وردة ذابله ...
لا تملك بحياتها سوا قلمها وورقتها ...
قال : ولما لا تذهبي لأعز شخص لديك ....؟
لمن سيمحوا العبرات من روحك ؟
لمن سيداوي جراحك .....؟
لمن سيخفف من نزفك ...؟
ابتسمت حزناً على ماقاله .. وقلت له :
وإن كان حزني هو من أعز الناس ...؟!
ألم أقل لك بأني أصبحت وحيدة ولم يبقى لدي سواك بعد الله
فجأة ......؟!!!!
رأيت القلم ينزف أخر قطرات دمه ...
وتنهدات تخرج منه ...
صرخت بشدة ..
ما بك أيها القلم ....
مالذي حدث ..........؟
ارجوك لا ترحل فلم يبقى بحياتي سواك ..
وإذا به ينزف لي هذه العبارة ..
(ايتها المها الحزين ابكيتيني دما وسأريحك دهراً ...
فأمتلكيني وأنزفي بي ما سيريحك من متاهات الدنيا
فلن أخذلك أبداً) ...
بقلمي ...
المفضلات