"بقاؤنا مقاومة" فيلم يجسد معركة الفرقان في المغراقة
المغراقة– خاص– فلسطين الآن– كثيرة هي المعارك والملاحم التي خاضها مجاهدوا القسام ضد الاحتلال الصهيوني ، وكثيرة هي الانتصارات التي جنتها كتائب القسام بفضل بسالة جنودها وثباتهم على منهج الإسلام القويم ، ولكن لكل معركة حكاية خاصة ، ولكل حكاية رواية ، ولكل رواية جنود مجهولون أفنوا زهرة شبابهم نصرة للإسلام ولرفع راية التوحيد في كل الميادين.
معركة الفرقان ، ليست بالبعيدة عنا وإن كثرت أحداثها ومجرياتها ، فكما نتجت عنها خسائر ، حققت أيضا انتصارات لم يعلن عنها الاحتلال في وقتها ، ولكن حسبنا أنه وجنوده الذي غرقوا في وحل غزة يعلموا حجم الخسائر التي تكبدوا بها خلال هذه المعركة ، والتي كان من ضمنها معركة الفرقان على أرض قرية المغراقة وسط قطاع غزة، والتي تجسد بطولاتها في أحداث فيلم وثائقي بعنوان " بقاؤنا مقاومة " .
أحداث متتابعة
فيلم " بقاؤنا مقاومة " مدته 15 دقيقة ، يركز في سياقه الأساسي على الأحداث التي وقعت أثناء اجتياح الاحتلال لقرية المغراقة في اليوم الأخير من الحرب على قطاع غزة ، حيث يشير الفيلم إلى توغل قوات الاحتلال بطريقة التفافية باتجاه قرية المغراقة من الجهة الشمالية الغربية لها بالقرب من مدينة الزهراء ، وباتخاذ المناطق الزراعية المفتوحة " كروم العنب " طريقا لها أثناء تقدمها ، من أجل تجنب ضربات المقامة ، ولكنه لم يتوقع أنه وإن جمع كل مكره وكيده وأتي من حيث شاء ودبر ، فإن الله خير الماكرين .
أولى الضربات
مع اقتراب آليات الاحتلال من المناطق الغربية لقرية المغراقة ، وبالتحديد عند شجرة " الجميزة الكبيرة " المعروفة بالمنطقة ، تلقى أول ضرباته بانفجار عبوة أرضية بإحدى جرافاته المتقدمة ، لكن الغريب في الأمر أن سلك العبوة كانت مقطوعا ، ولم يكن أحد يجلس ليفجر العبوة ، وإنما قامت الجرافة نفسها بالحفر بالأرض ، فشاءت أقدار الله عز وجل أن تصيب العبوة بضربة أدت لانفجارها " يخربون بيوتهم بأيديهم وأيد المؤمنين " ومما يدلل على إصابة الجرافة بشكل مباشر ، عثور المجاهدين على قطعة " سبطانة السلاح الرشاش " الذي يكون مثبت على الآلية ، وعثورهم على بقايا الآلية مفتتة بشكل جزئي ، حيث تم عرض جميع الغنائم خلال الفيلم .
أقوى الضربات
كانت أقوى الضربات هي تلك التي تلقاها الاحتلال شرق مسجد الإيمان ، عندما قام المجاهدون بتفجير عبوة أرضية ، بإحدى آلياته التي أصبحت أثرا بعد عين ، حيث عثر المجاهدون على خمسة قلائد متناثرة في مكان الانفجار تكون معلقة في العنق ومكتوب عليها أسماء الجنود وأرقامهم العسكرية ، وعرضت كتائب القسام كل القلائد خلال الفيلم ، الأمر الذي يثبت مقتل عدد من الجنود في هذه العملية ، ومما أكرم الله به منفذي العملية انسحابهم من المكان ، بعد أن ظللتهم غمامة حجبت عنهم رؤية الطيران ، ويسرت لهم سبيل الانسحاب إلى نقطة آمنة .
وختامه موجع
لم يخطر ببال الاحتلال وجنوده المهزومين نفسيا ومعنويا ، أن تنفذ بحقهم ضربة في نهاية حربهم على قطاع غزة ، وخصوصا بعد 22 يوما من القصف والدمار والتشديد ، ظانين أنهم بفعلهم هذا قد أتعبوا المرابطين، وشغلوهم عن التصدي لهم ، فبمجرد أن تقدمت وحدة صهيونية خاصة بعد صلاة عصر اليوم الأخير من الحرب ، واعتلت منزل عائلة الوحيدي ، وقامت بفتح ثغرات من السقف الأول للمنزل ، كانت أعين المجاهدين لهم بالمرصاد ، فكشفوا تواجدهم ، وباغتوهم بقذيفتي آر بي جي دخلت الاثنتان إلى داخل الغرفة المتواجدين فيها ، الأمر الذي أربك كل حسابات الاحتلال وقياداته المهزومة ، التي أمرت بحرق المنزل المستهدف لإخفاء حجم هزيمتها ، غير أن قدر الله شاء أن تكون هذه العملية موثقة بتصوير المجاهدين لها بالفيديو ، والتي عرضه القسام خلال الفيلم وعلى وسائل الإعلام وكشفت زيف الاحتلال.
حصاد يوم من أيام الفرقان
أصدرت كتائب القسام في فيلم بقاؤنا مقاومة حصادها الجهادي ، المتمثل في ضرب العديد من قذائف الآر بي جي ، والاشتباك المباشر مع القوات الخاصة ، وتفجير وإعطاب عدد من الآليات ، لكنه ليس بالشيء الغريب أن يخفي الاحتلال حجم خسارته في هذه المعركة ، والاكتفاء بالاعتراف ب 13 إصابة منهم ضابط ، إلا أن الحقيقة لا تغطى بغربال ، وما حصلت عليه كتائب القسام من أشرطة فيديو صورت من داخل قرية المغراقة ، تثبت زيف ادعاءاته ، وتفند كل حججه وأكاذيبه.
ومن الجدير ذكره أن عدد المجاهدين الذين خاضوا هذه المعركة ، وبحسب ما تذكر كتائب القسام في هذا الفيلم لم يتجاوز 6 مجاهدين ، ولم يصب أي مجاهد منهم بأذى ، بل عادوا إلى ثغورهم سالمين غانمين ، بعدما أثخنوا بالاحتلال وجنوده ، وعلموه أن الدخول إلى وحل قطاع غزة يكلف أثمانا باهظة لا يمكن حسابها ، وليؤكدوا للعالم أجمع أن الحقوق لا تسترد إلا بالقوة ، وليرسموا على جبين الشمس بأن بقاؤنا مقاومة.
قلائدهم شاهدا عليهم
وبعد معركة الفرقان القسامية، أكد أحد القادة الميدانيين لكتائب القسام أن رجاله عثروا على مخلفات تؤكد إصابة الجنود والآليات، وقد تناثرت دماؤهم على التراب، مضيفاً "وجدنا أجزاء من رشاشات ثقيلة وأجزاء من آليات وبقايا قنابل وخمس قلائد لجنود الاحتلال في كل واحدة اسم الجندي ورقمه العسكري حيث تكون هذه القلائد معلقة في عنق كل جندي.
وأضاف هذا القائد القسامي أن هذه القلائد عبارة عن سلاسل فضية اللون لجنود قتلى أو مصابين وهم: الجندي "كلاينر سورون، ورقمه: 5926597، والجندي أنفس أبشالوم، ورقمه: 5377189، والجندي عوفر عران، ورقمه: 5360634، والجندي كوهن أفيخار ورقمه: 7686397، والجندي مايتوس أندري، ورقمه: 7714709.
تعليقات القراء
هي الفيلم
وفي رسائل
يتبع روابط الفيلم
يتبع انتظرونا
المفضلات