• دخول الاعضاء

    النتائج 1 إلى 3 من 3

    الموضوع: التفكير بين المثير والاستجابة

    1. #1
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Aug 2016
      المشاركات
      210
      معدل تقييم المستوى
      33

      افتراضي التفكير بين المثير والاستجابة

      إذا تأملت حياة بعض العلماء الذين أنتجوا نظريات علمية غيرت طريقة نظرتنا للكون من حولنا، نجد أن هناك قاسماً مشتركاً يربط بين مناهجهم العقلية في التفكير، ويكاد يكون العامل المؤثر فيما وصلوا إليه من انجازات رائدة، وابتكارات رائعة.

      هذا الفيزيائي الشهير إسحاق نيوتن يجلس متأملاً في بستان، فيرى تفاحة تسقط من شجرة فيقف حائرا سائلا نفسه: لماذا سقطت؟ فيكون ذلك المنظر ملهماً له في إبداع نظريته عن الكون و دور الجاذبية- رابع قوى الطبيعة- فيه، وكيفية ترابط الكواكب والمجرات وغير ذلك.

      وهذا العالم العربي ابن الهيثم الذي أسس علم الضوء والبصريات وكتب كتابه (المناظر) بعد أن لاحظ أثناء سجنه المعتم تسرب الضوء عبر شقوق الجدار وانعكاسه على الزجاج المتناثر على أرضية السجن، وكذلك إذا بحثنا في حياة مبدعي النظريات العلمية الأخرى وجدنا أنهم مروا على مثل هذه المواقف المثيرة.

      مع مثل هؤلاء العلماء تتحول المواقف المعتادة لنا إلى باعث تأمل وتفكر بالنسبة لهم، والظواهر الطبيعية إلى وحي وإلهام لبناء أروع النظريات العلمية، وهذا هو العامل الرئيس الذي حول سقوط التفاحة إلى "مثير" لإسحاق نيوتن، وجعل انعكاس الضوء على الزجاج المتناثر "مثيراً" بالنسبة لابن الهيثم، والغريب أن الكل يمر على نفس المثيرات ولكن الاختلاف والفرق بيننا وبينهم هو في مدى (إدراك المثير) والقابلية (للاستجابة الواعية).

      من المقولات المنتشرة حول العلوم وعلاقتها بالواقع أن (الحاجة أم الاختراع)، والحاجة تختلف من زمان إلى آخر، وتتلون من منطقة إلى أخرى، ولو بحثنا عن أصل تلك الحاجة المثير لوجدنا أنها قلة معرفتنا بالموارد المتاحة سواء كانت تلك الموارد معلومات أو معرفة بالواقع المحيط أو غير ذلك، بمعنى آخر أن إدراكنا للمثير يوضح مدى النقص في فهمنا لما حولنا من الموارد بشتى أنواعها، والذي يجعلنا بالتالي لا نستطيع إكمال القدرة للاستفادة من الخامات المادية أو الإمكانات البشرية أو المعلومات المفرقة، وكذلك بالنسبة للاستجابة لا تخرج عن المعرفة والفهم لما يحيط بنا، وكيفية استثمار ذلك لفهم الظاهرة بشكل عميق وإنزالها للواقع العملي في الحياة.

      كثير من الناس يظن أن العلماء يبدؤون انجازاتهم ونظرياتهم عن طريق أمر غير اعتيادي، وهذا تصور خاطئ بناءاً على الأمثلة السابقة وغيرها، ولهذا لا يلاحظوا هؤلاء الناس الظواهر التي يمرون عليها، فإن المثير الحقيقي للتفكير والمؤدي إلى نتائج مؤثرة ليس خارجا عن ما يحيط بنا من الأمور المعتادة، ولقد كان هذا العائق مغروسا في تكوين الإنسان العقلي فإن من أقدم العلوم التي أستكشفها الإنسان علم الفلك والنظر في النجوم ودراسة مواقعها، والسبب في ذلك يرجع إلى غرابة ذلك المجال العلمي وبُعده عن محيط الإنسان القريب، وكذلك ما يكتنفه من الغموض الذي لم يكن يعرفه آنذاك، ولهذا السبب جذبه، وشغله عن دراسة الواقع المحيط به.

      تختلف المواقف المثيرة من شخص لأخر ولكن طريقة الاستجابة تتحد بينهم جميعاً، فلقد كان المثير الذي جعل الفيزيائي ألبرت أينشتاين يكتشف نظريته النسبية، عندما تعجب من معلومة بسيطة وهي أن سرعة الضوء ثابتة بغض النظر عن مصدره كان ساكنا أم متحركا، فدعاه هذا إلى التساؤل: حسناً، ماذا يحصل إذا ركبت شعاع ضوء؟ واستمر في التساؤل حتى قاده ذلك إلى سياقات نظرية في قمة الروعة لم تكن تخطر على عقله حتى ذلك الوقت، إذاً كانت الاستجابة التي يتحد فيها العلماء المفكرون هي التساؤل والبحث عن سياقات تفسيرية لتساؤلاتهم، ولقد كان عمر بن الخطاب يقول عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن (له لسان سؤول، وقلب عقول)، الجزء الأول متعلق بالمثير والأخر بالقابلية للاستجابة.

      وإننا نخطئ عندما نظن أن التساؤل المعرفي يجب أن يكون مقرون بالمعلومات الكمية التي نحملها فننشر هذا في وسائلنا التعليمية أو السؤال عن الغاية التي لن نصل لها إلا بأن نعلق تفكيرنا دوماً بالكيفية! وهذا ما أسميه (سؤال المنهجية)، بمعنى أن التساؤل عن الكيفية يربط بين إدراكنا للمثير والاستجابة الواعية، وينير المسافة المظلمة بين البداية والغاية، وهو الطريق الذي من خلاله نستطيع الوصول لما نريد معرفته، ولذلك نلاحظ أن علماء الشريعة من السلف الصالح اهتموا بأصول الفقه لأنه المنهج والطريق المتصل بين استنباط الأحكام والنص الشرعي.

      وكذلك إذا راجعنا مثلاً المثير الذي حفز أينشتاين نعلم أنه كان معروفا عند غيره من العلماء، وأنهم ربما تساءلوا كذلك، ولكن الفرق بينه وبينهم في الاستجابة، لقد كانت استجابتهم مختارة مسبقاً ومتحيزة لأنظمتهم الفكرية،ولم يستطيعوا أن يخترقوا الأغشية التي تعمي أبصارهم عن معرفة الأجوبة التفسيرية لتلك التساؤلات المثيرة، لذلك لم يدركوا خلف ذلك المثير السياقات الكامنة فيه، فكما أن الأمر متعلق في البداية على إدراك المثير فكذلك هو متعلق بطريقة الاستجابة غير المألوفة، فعندما تخضع استجاباتنا لأنظمة متحيزة لا تسندها الحقائق تكون الإجابات التفسيرية مألوفة لا تبدع جديدا.

      ودائما ما أكرر لبعض الأخوة قانون مهم في التفكير وهو أن (العقل يختار ما يراه) بمعنى أنه مهما كانت المثيرات ذات قوة تساؤليه فإن الاستجابة إذا كانت خاضعة لأراء وأنساق فكرية مسبقة داخل نظام التفكير الخاص بها، وما لم تخرج الاستجابة عنها فلا فائدة كبيرة تجنى من البحث والتساؤل، ولذلك يجب أن ننظر إلى المثيرات كما هي على حقيقتها وليس كما نريد أن تكون، إن ما يغيرنا ليس ما يحدث لنا، بل استجابتنا لما يحدث لنا. إن ما يصيب البعض من شلل فكري هو اعتمادهم على آراء سابقة، ولذلك لا يرونا خلف تلك التساؤلات ما يثير العقل والفكر وينير درب الإبداع.

      شامل توقعات الابراج 2017 توقعات ابو علي الشيباني توقعات العرافة البلغارية 2017 توقعات هالة عمر للابراج توقعات السعودية 2017 توقعات نوستراداموس 2017 تنبؤات مصر 2017 توقعات احمد شاهين 2017 تنبؤات عام 2017 توقعات محمد فرعون 2017 توقعات 2017 للعالم توقعات 2017 للسعودية توقعات 2017 للعراق توقعات سمير طنب 2017 توقعات 2017 لسوريا توقعات عبد العزيز الخطابي 2017 توقعات 2017 لليمن توقعات ليلى عبد اللطيف 2017 توقعات مصر 2017 توقعات مايك فغالي 2017 توقعات لبنان 2017 توقعات ميشال حايك 2017 توقعات الابراج ليلى عبد اللطيف 2017 توقعات منى احمد للابراج توقعات الابراج عبير فؤاد 2017 توقعات الابراج ميشال حايك 2017 توقعات الابراج احمد شاهين 2017 توقعات الابراج وسام السيفي 2017 توقعات الابراج 2017 سعيد مناع توقعات الابراج 2017 حسن الشارني.

      يصف لنا د. عبد الكريم بكار، في كتابه "خطوة نحو التفكير القويم"، المتسرّعَ المندفع في طريقة تفكيره وفي اتخاذ قراراته ومناقشاته وأعماله كافّة، بدون النظر في العواقب المضرة لهذا التفكير..

      فيقول:
      • يتَّسم صاحب التفكير العَجُول بسرعة التصديق للأفكار والخطوط البيانية الجديدة، مع أنها تظل موضِع شدٍّ وجذبٍ حتى تُخْتَبَر وتُبَلْوَر.

      • لا يناقش الكلام الذي يسمعه بعقلانية؛ بل يقبل ما وافق مِزاجه وهواه دون إعمال الفِكر فيه، وإذا خالف مِزاجه اتَّخذ منه موقفًا سلبيًّا سريعًا.

      • يسمع ما يحبُّ أن يسمعه، ولا يعطي للتَّنْظير والتَّخْطيط الأهمية التي يستحقَّانِها.

      • تغلب النَّمطية والقَوْلِيَّة عليه، فهو قد تعوَّد اتِّباع طرق تقليدية في إنجاز أموره والوصول إلى أهدافه، وحين تُعْرَض عليه بدائل جديدة؛ فإنه في الغالب لا يَأبَه بها.

      • ينغمس في أعماله، لكن يغلب عليه ضعف الإحساس بأهداف العمل وغاياته.

    2. #2
      • ريشـہ مـبـدع الصورة الرمزية بنت الحجاز
      تاريخ التسجيل
      Feb 2015
      المشاركات
      5,388
      معدل تقييم المستوى
      49

      افتراضي

      شكراً جزيلاً لموضوعك

    3. #3
      مديرة عامة الصورة الرمزية قمر الشرقية
      تاريخ التسجيل
      Oct 2014
      المشاركات
      4,389
      معدل تقييم المستوى
      49

      افتراضي رد: التفكير بين المثير والاستجابة

      الف شكر لك ع طرحك
      يعطيك الف عافيه
      لاهنت

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. التفكير التربوي لدى الوالدين
      بواسطة بنت مثقفة في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 17-10-2016, 08:51 AM
    2. اهم مراحل التفكير لدى الطفل
      بواسطة مزيونه في المنتدى الطفل ومتطلباته
      مشاركات: 9
      آخر مشاركة: 23-12-2015, 01:50 PM
    3. فكر التفكير في فكرة !
      بواسطة 00.00.01 في المنتدى عقار ينبع شقق تمليك - شقق وغرف للايجار - اراضي للبيع
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 15-01-2013, 06:45 AM
    4. التفكير الايجابي
      بواسطة لحن الجروح في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 04-11-2009, 07:45 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com