رأيت أحدهم في الحراج يبحث عن الأثاث المستخدم والآواني المنزلية التليدة والأجهزة الكهربائية المتهالكة..فدفعني الفضول والعياذ بالله من التطفل!
فسألته لماذا لاتشتري الجديد فهو أضمن؟فأجابني بأنه متقاعد ولايملك سكنا فهو كل عام عبارة عن لقمة ووجبة دسمة لأصحاب الشقق ..
يُطرد بعد المضغ رغما عن أنفه..
وعلمت أن أحدهم يقفل هاتفه وجميع مايتعلق به من وسائل الاتصال لأن صاحب العقار يطلب منه دفع الإيجار قبل نزول راتبه الضخم مع أنه رجل
لايتواني في دفع الإيجار..وقد يأتيه الاتصال في الثلث الأخير من الليل!
ورأيت أشدهم حرقة وألما ذات الخمار..ذات العباءة السوداء..الباكية فراق زوجها..الشاكية هم فراق من يذود عنها..رأيتها تحمل صغارها..
تطرق أبواب أصحاب الشقق هل من رجل؟هل من كريم؟هل من شهم؟هل من أخ لم تلده أمي؟لكن للأسف هم قليل..!هم نادرون..!
من يحمونها..!بل للأسف قد يساومونها في عرضها..!
بعد ذلك وجهت أسئلة:
إلى مكافحة الفساد والهيئة العامة للسياحة:
إلى متى أصحاب الشقق والعقارات يرفعون الأسعار ويتربصون فينا الدوائر ويتلاعبون ويرقصون على آلامنا..؟!
إلى الجمعيات الخيرية والشئون الاجتماعية:
متى نرى وقفة صادقة وجادة وإنسانية تكفل للأرامل والمطلقات حقوقهن وترسم البسمة على وجوه
لم تعد تعرف من الابتسامة إلا اسمها وتكفيهن شر المفسدين والذئاب البشرية ؟!
إلى مصلحة التقاعد:
إلى متى وهذا الرجل الذي أفنى عمره في خدمة دينة ثم وطنه ينتظر منكم لفته وفاء بتكريمة
لو بقطعة أرض..أو زيادة في تقاعدة؟!
إلى أهل الشورى والمالية:
إلى متى تدرسون بدل السكن؟! إلى أهل الصندوق العقاري: إلى متى التباطؤ والتخاذل؟!
من يبحثون عن السكن يحملون في أفئدتهم الهم والحسرة..والعذاب والحرقة..من الوضع الحزين
والمزري الذي لن يعرف معاناته إلا من عاشها ورقص فؤاده فوق جمر لوعتها..
الباحثون عن السكن ليسوا بالقليل ..ينتظرون لفته كريمة من أب كريم خيره يسبقه
ينتظرون لمن وجهت لهم أسئلتي الآنفة الذكر إخطاره بمأساتهم..فإن فعلوا فالمزانية ستصب في مصلحتهم
وأعني مصلحة الباحثين عن السكن فهل يفعل أولئك الوزراء والمسئولين؟ألا ليتهم يعطفون..ألا ليتهم يرحمون..ألا ليتهم يشعرون !قولوا آمين..
خارج النص:
كم تطلبون لنا عيبا فيعحزكم .. . .. ويكره الله ماتأتون والكرم..
أترك لكم النقاش
المفضلات