ان الزوجين ملزمان بأن يتباحثا بشكل متجدد بشأن كيفية تحديث هذه الآليات التي سيعتمدان عليها في تجاوز كل الخلافات المحتملة وعبورها بأقل الخسائر الممكنة.

1ـ مناقشة الهدف النهائي.

أثناء احتدام الخلاف واشتعال الجدل وتوتر الأجواء يكون من الصعوبة بمكان على الزوجين أن يتواصلا معاً ويتفهم كل منهما الطرف الآخر، لذلك يكون من الضروري أن يحرصا معاً قبل اندلاع أي خلاف أن يكون كل منهما على وعي كامل بهدف الطرف الآخر النهائي الذي يسعى إلى تحقيقه في هذه المرحلة من الحياة، لأن إدراك هذه المعلومة المهمة بصورة متبادلة يفيد بشكل يفوق كل تخيل على صعيد إنهاء أي خلاف محتمل في مهده، وبقدر ما يكون كل طرف منهما ملماً بالهدف النهائي للطرف الآخر بقدر ما يساعد ذلك على الخروج من إطار المشكلة الجزئي إلى رية الصورة الأوسع والأمل في الوصول إلى مستقبل أكثر انسجاماً.

2ـ الالتزام المتبادل.

إذا اتفق الزوجان قبل اندلاع أي مشكلة أو وجود أي خلاف على أن التزامهما معاً ثابت وأن كليهما مخلص وصادق في رغبته في استقرار الحياة وعدم تعكير صفوها فإن هذا الالتزام يكون أحد أهم الأسلحة في التصدي لوساوس الشيطان التي يسعتمد عليها في تأليب كل منهما ضد الآخر، بل سيكون هذا الالتزام المتبادل الذي يتم التأكيد عليه باستمرار وبشكل متكرر ومتجدد أضبه بالقلعة الحصينة التي يحتمي داخلها قلب الزوج وقلب الزوجة في مواجهة الأعاصير والرياح العاتية التي تحاول اقتلاع حياتهما الزوجية من الجذور.


3ـ المرجعية المشتركة.

حتى يضمن الزوجان القدرة على تخطي أي مشكلة أو ازمة لابد أن يتفقدا باستمرار المرجعية التي يريد كل منهما أن تكون حاضرة وماثلة في الذهن والوجدان في حالة التعرض لمثل هذه التحديات، فلا يمكن أن تكون الزوجة متمسكة بالمرجعية الأخلاقية المستندة إلى الدين والعادات الأصيلة بينما يستند الزوج إلى مرجعية المصلحة الذاتية المباشرة حتى لو على حساب المبادىء والأصول، كما لا يمكن أن يكون الزوج يريد الاستناد إلى مرجعية المشاعر الرومانسية الحالمة والعاطفة الجياشة بينما الزوجة تريد أن تعتمد في مرجعيتها على الحسابات المنطقية العقلانية ومعطيات الواقع بشكل أساسي، لأنه كلما تباعدت المرجعيات التي ينطلق منها ويستند إليها كل طرف كلما كان من الصعوبة بمكان وضع نهاية للأزمة التي تواجه الحياة الزوجية، بخلاف ما لو كانت مرجعية الزوجين واحدة حيث سيتمكنان في هذه الحالة الأخيرة من الحديث بلغة مفهومة لكل منهما.

4ـ هامش المرونة.

إذا كانت هناك مصارحة ومكاشفة كافية بين الزوجين بشأن المساحة التي يستطيع كل طرف منهما أن يتحرك فيها لمحاولة إرضاء الطرف الآخر وتقديم التنازلات لجعل حياته أكثر سعادة وسلاسة، كلما كان كل منهما متفهماً للدائرة التي يمكن أن يجعل طموحاته لا تخرج عنها حتى لا يصاب بصدمات متكررة لا داعي لها
منقول