متحف اللوفر أبوظبي المعماري هو متحف فني اُنشأ في مدينة أبوظبي،عاصمة الإمارات العربية المتحدة.قام المهندس المعماري الفرنسي جان نوفل بتصميمه.وخُطط بأن المشروع سيكتمل بناؤه بحلول عام 2014[1]،واُنشأالمتحف الذي عُقدت النية لبناؤه بموجب الإتفاقية الموقّعة بين مدينة أبوظبي مع الحكومة الفرنسية،والمتداولة لمدة ثلاثين عاماً على مساحة تصل ل24ألف متر مربع تقريباً في جزيرة السعديات،وذلك بتكلفة تُقّدر ما بين 83 ل108 مليون يورو[2]. وفقاً لمسئولي المشروع أن هذاالمتحف سوف يكون معرض للآثارالفنيةالآتية من جميع أنحاءالعالم والهدف الأساسي من المشروع أن يكون حلقة وصل بين الفن الشرقي والفن الغربي.قد تسبب موضوع كيفيةاستفادة متحف اللوفر في باريس من هذه الإتفاقية لمجادلات ساخنة في العالم الفني[3].
إتفاقية المشروع

وقع كلاً من وزير الثقافة الفرنسي رينو دونديو دو فابر والسلطان بن طحنون آل نهيان إتفاقية مشروع المتحف التي ستكون جارية لمدة ثلاثين عاماً مقابل 1.3مليار دولار،والذي سيقام في جزيرة السعديات الواقعة في وسط مدينةأبوظبي وذلك في عام 2007 [4]. منعت الإتفاقية أيضاً الإمارات الأخرى لدولةالإمارات العربية المتحدة من استخدام اسم اللوفر في تحقيق مشاريع مماثلة في دول المملكة العربية السعودية،الكويت،عمان،البحرين،قطر،مصر،الأردن،سوريا، لبنان،إيرانوالعراق. مدح رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك لتلك الفترة،إتفاقية هذاالمتحف المعقودة مع أبوظبي؛لأنها تعكس فكرة وحدانية العالم،وقال إن كلاالطرفين اللذين عقداالإتفاقية مفتخران بجذورهما وهواياتهما،وإن جميع الثقافات مدركين إن قيمتهم متساوية.[5][6] اعرب شيراك عن تقدير اميرأبوظبي نظراً للخطوات التي خطوها للشراكة مع المتحف الأكثر زيارة وشهرة في العالم.[7]
الوتيرة

قبل البرلمان الفرنسي قرار إنشاء متحف اللوفر أبوظبي رسمياً في التاسع من شهراكتوبر لعام 2007.وقد كُلف لجان نوفل بتنفيذالخدمات المعمارية للمشروع،كماإنه أيضاً معهد العالم العربيالذي يقع في باريس.كُلف ل بورو هابولد بتنفيذ الخدمات الهندسية.[8][9] شكّل متحف اللوفر خُطوةواحدة فقط للمجمع السياحي والثقافي الذي خُطط لتإسيسه بتكلفة تقدر بما يقرب ل27مليار دولار في جزيرة السعديات. قد تم إنشاءأكثر من ثلاث متاحف في نطاق المشروع وهما:متحف جوجنهايم أبوظبي الذي صممه فرانك جيري،ومتحف زايد الوطني الذي صممه بوستر+بارتنزر،ومتحف أبوظبي للفنون الاستعراضية(دار المسارح والفنون المعمارية)الذي صممته زاها حديد.[10] ووفقاً لما ذكره المسئولون في الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بالموضوع بقيام وكالة المتاحف الفرنسية ووكالة السياحة والتنمية والإستثمار التابعين للإمارات العربية المتحدة بتنفيذ هذا المشروع وإعادة تخطيط تشكيل جزيرة السعديات. يأتي الخبير المالي الفرنسي وعضو اكاديمية الفنون الجميلة وأحد كتاب مجلة العلمين الفرنسية مارك لادريت دا لاشارريرا Marc Ladreit de Lacharrière على رأس فريق هذاالمشروع.[11] وعُين المدير السابق لمركز جورج بومبيدو بورنو ماكورت كمدير لمتحف اللوفر أبوظبي.[11]
الموقع

ستكون المنطقة الثقافية عند إكتمالها في جزيرة السعدياتأكبر مأوي يضم المباني الثقافية تحت سقف واحد في العالم[12].صمم فوستر+بارتنرز متحف زايد الوطني بالإضافة لمتحف اللوفر أبوظبي تحت قيادة المهندس المعماري البريطاني نورمان فوستر.اما عن متحف جوجنهايم أبوظبي الذي قام بتصميمه فرانك جيري سيكون أكبر متحف في العالم وأول متحف في الشرق الأوسط.وسيقام أيضاً في المنطقة الثقافيةالعديد من المسارح والفنون بالإضافة لمركز أبوظبي للفنون الاستعراضية الذي صممته زها حديد والمتحف البحري الذي قام بتصميمه تاداو أندو.[13][14]
التكلفة

أنفقت مدينة أبوظبي 195مليون دولار نقدياً من أصل 525مليون دولار وذلك لاستخدام اسم اللوفر.كما اُنفق أيضاً747مليون دولار لمبادلة الآثار الفنية،ولترتيب وتنظيم المعارض الخاصة.[15][16] سوف يتم إنفاق 247مليون دولار من هذا المال من أجل عرض 253 اثر فني في مدة عشر سنوات من اللوفر،وبالإضافة إلى ذلك،تم تخصيص 214.5مليون دولار للخدمات الاستشارية الإداية لمتحف اللوفر في باريس.سوف يُنفق أيضاً 253.5مليون دولار للمعارض الفنية الخاصة.سوف يُنظم أربع معارض سنويا على مدى خمسة عشر عاما.[16] .سوف تتبرع مدينة أبوظبي ب32.5مليون دولار للمعارض الفنية الخاصة من أجل إفتتاح قسم بافيلون دي فلور في متحف اللوفر في باريس.وقُدّر أن تكلفة المشروع بالكامل تتراوح من83ل108مليون يورو.
التصميم

تم إتخاذ قرار بأن يكون الشكل الخارجي للمتحف على هيئة قبة متموجة عادةً؛اُستهدف بذلك دخول الشمس من القبة لداخل المبنى،وكان الهدف من تصميم هذه القبة بهذا الشكل هو تمثيل تأثير أشعةالشمس النافذة من خلال أوراق شجر النخيل في الواحة[17].وقد تم تخصيص جزء من مساحة متحف اللوفر أبوظبي الذي سيُقام على مساحة أربعة وعشرين ألف متر مربع تقريباً،يصل إلى ستة ألآف متر مربع وذلك من أجل المجوعات الدائمة،وخُصصت مساحة تصل إلى ألفين متر مربع للمعارض المؤقتة.[3][18][19]
الأعمال الفنية التي ستُعرض في المتحف

جرت مناقشات فيما يتعلق بكيفية عرض الأعمال الفنية التي ستُعرض في المتحف.أعرب رئيس ومدير متحف اللوفر في باريس هنري لويريت في بيانه"أن متحف اللوفر أبوظبي الجديد الذي سيتم بناؤه لن يؤثر بأي حال من الأحوال على أنواع ومحتويات المعرض المُخطط له أن يكون في بلد مسلمة" [20].وقد تمت مناقشةالمواضيع والقضاياالرئيسة للمعرض المخطط له في أبوظبي مع شراكئنا،ولم يدرج وضع أي قيودإطلاقاً في جدول الأعمال بشأن المسائل الواضحة في هذه الوتيرة.سوف يتم التخطيط للمعارض وفقاً لمعايير ذات جودة عالية ومتميزة.ونأمل بأن يكون متحف اللوفر أبوظبي باعتباره حديثاً جزءً من المجتمع العالمي. اُعلن في بيان أن الآثار التي ستُعرض في المتحف سوف يتم إتخاذها من العديد من المتاحف وعلى رأسها مركز بومبيدو،متحف أورسيه وقصر فيرساي.وعلاوة على ذلك،فقدأضاف وزير التقافة الفرنسية لتلك الفترة رينو دونديو دو فابر أن متحف اللوفر في باريس سوف لا يُباع أي قطعة من أعماله المعروضة حالياً في المتحف،المكوّنة من خمسة وثلاثون ألف قطعة.وسوف يكون هذا المكان ليس فقط لعرض الأعمال الفنيةالغربيةولكن أيضا سيكون مخصص لعرض جميع الأعمال الفنيةالمتنوعة،وفي الوقت نفسه سيكون اللوفرأبوظبي حلقة وصل التي تجمع بين الشرق والغرب مع الشمال والجنوب،وفي نفس السياق سوف تُعرض الأعمال الفنية المصنوعة في الشرق الأوسط في متحف اللوفر أبوظبي. هنري لويريت؛مدير ورئيس متحف اللوفر في باريس.[20]
مسيرة الإنشاء

بدأ تاريخ بناء متحف اللوفر أبوظبي رسمياً في السادس والعشرون من شهر مارس في عام 2009.قام الأمير محمد بن زايدآل نهيان ولي عهد إمارة أبو ظبي ونيكولاس ساركوزي رئيس جمهورية فرنسا بافتتاح معرض"التحدث عن الفن:لوفر أبو ظبي"في "جاليري وان" بفندق قصر الإمارات وذلك بمناسبة ذكرى بدايةالإنشاءات،وبجانب الآثار الفنية التي ستعرض في المتحف،عرضت آثار التي تم استعارها من العديد من المتاحف الفرنسية. اٌسند العمل في تثبيت الأوتاد الأساسية،وهي المرحلة الأولى من عملية البناءإلى الشركةالألمانية باور انترناشيونال،وهي متخصصة في هذاالموضوع. أعلنت شركة أبوظبي للتنمية السياحيةوالاستثمار،وهي المسئولةعن إنشاء متحف اللوفر في أبوظبي،كما أنها الشركة المسئولة عن إدارة المشاريع التابعة لحكومة الإمارات،في بيان رسمي لهاالذي عقدته في تاريخ 29اكتوبر 2011،أنها أجلت إتمام بناءالمتحف المقرر أن يكون في بداية 2013/2014 إلى وقت لاحق،ولم يتضح موعد تاريخ البناء الجديد بعد[21]. وتم توضيح أحد أهم أسباب تأجيل إتمام بناء المتحف وهو إعادة نظر الإمارات العربية المتحدة مرة أخرى في الاستراتيجية الإقتصادية[22].
إنتهاكات حقوق الإنسان في مكان العمل

وجّه أكثر من 120 فنان عالمي في إبريل 2011دعوة لمقاطعة متحفي اللوفر وجوجنهايم؛وذلك نظراً لمايقومون به من استغلال العمال وجعلهم يعملون في ظروف سيئةأثناء عمليةالبناء[23].قد احتج الفنانون ومنظمات حقوق الإنسان على سياسات أبوظبي والإمارات العربية المتحدة من حبسهم للأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة اليشريةونفيهم خارج الدولة وكذلك منعهم من دخولهم لها مدى الحياة.[24]
ردود الفعل

تسببت الإتفاقية المعقوده بخصوص مشروع اللوفر أبوظبي لردود فعل سلبية في الأوساط الفنية وأيضاً في المجال الآكاديمي.قد تزعمهاديدييه ريكنر[25] المؤرخ الفني لجبهه المعارضين على الإتفاقية؛وذلك من أجل نجاح هذاالمشروع بين فرنسا والإمارات وقاد أيضاً حملة جمع التوقيعات في هذاالصدد.وتم التأكيد على أن"هذه المتاحف ليست للبيع"[26] وذلك في البيان الذي وقعه كلا من خبراء 4650متحف،علماءالآثار ومؤرخي الفن[27]. قدأتى في بداية جدول الأعمال إتهام اللوفر"بأنه يعمل على تحقيق استراتيجيتها للاستفادة بأقصى قدر من الأرباح،تماماً مثل شركة تجارية". خسرنا المعركة،ولكن يستمر الكفاح[28]. ويشير ديدييه ريكنر في بيانه في عام2007إلى توضيح ماقاله شارل ديغول إستنادً على هزيمة فرنسا أمام ألمانيا النازية في 1940[29]. ردهنري لويريترئيس ومدير اللوفر في باريس على الإنتقادات الوجه بخصوص إنشاء وحدات في خارج الدول المتواجدة بهاالمتاحف،موضحاً"أن لا مفر من إعادة تنظيم المتاحف بشكل عالمي"وأضاف ايضاًألا يمكن لمتحف اللوفر أن يظل في خارج هذه العملية[30].المبلغ المدفوع مقابل استخدام اسم اللوفر هو مبلغ عادل.اللاعبون دور قيادي في هذه العملية،فهم بالفعل يستحقون جائزة لذلك،وهذاوضع طبيعي للغاية. هنري لويريت؛رئيس ومدير اللوفر في باريس في عام2007[31]. قام كلا من رينو دونديو دو فابر وزير الثقافة الفرنسية لتلك الفترة مع خليفة بن زايدآل نهيانرئيس دولةالإمارات العربيةالمتحدةوامير أبو ظبي بعدة تصريحات في نفس الإتجاه،ألا وهي: نحن لا نبيع تراث وتاريخ الثقافة الفرنسية.لدينا الرغبة في إضاءةالمناطق الأخرى من العالم التي تقدّر قيمة هذه الثقافة.نحن فخورين للغاية؛لأنهم يرغبون بإحضار متحف اللوفر أبو ظبي لدولتهم.وهدفنا هو ليس بالتأكيد تحويل الثقافةإلى مستلزمات إستهلاكية. رينو دونديو دو فابر،وزير الثقافة الفرنسية عام 2007[32]. هذاالمشروع هو تطور هام جدا لكى تصبح أبو ظبي مكاناً عالمياً يعمل كجسر رابط بين الثقافات.سوف تقوي هذه الإتفاقية الحوار الدولي الذي يدعي ملكية جميع الثقافات. وهذا العمل بين الدولتين علاقتهما جيدة منذ زمن طويل ماهو إلا نقطة تحول خاصة جدا في ريادةالأعمال الدولية والعلاقات المتبادلة. خليفة بن زايد آل نهيان،رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وأمير أبوظبي عام 2007[33].