قال الخبير في العلاقات الروسية السعودية، قسطنطين دوداريف، إن زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا ولقاءه المزمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأتيان بعد نحو أربع سنوات من تجميد العلاقات بين موسكو والرياض على خلفية الأزمة السورية، ويعتبران تطوراً إيجابياً في العلاقات بين البلدَيْن.

وبيَّن الخبير أن توتر العلاقات السعودية – الروسية بسبب الأزمة السورية كان له تأثير اقتصادي؛ إذ كانت هناك توجيهات سعودية للشركات بعدم التعامل تجارياً واقتصادياً مع روسيا سابقاً، لكن الآن الوضع تغير؛ إذ سُمح للشركات بإعادة تعاملها الاقتصادي مع روسيا؛ ما يمثل تطوراً إيجابياً في العلاقات.

ويرى الباحث الروسي أن الأمير محمد بن سلمان يشغل مواقع حساسة في أعلى هرم السلطة، منها رئاسة لجنة الاقتصاد والتنمية ووزارة الدفاع، إضافة إلى أنه يحمل منصب ولي ولي العهد؛ الأمر الذي يضفي على زيارته الأولى لروسيا أهمية استثنائية.

وتحدّث “دوداريف” عبر قناة “روسيا اليوم” عن الملفات التي من المتوقع بحثها أثناء زيارة ولي ولي العهد، ومدى ارتباط تنشيط العلاقات الروسية – السعودية بخيبة الأمل الخليجية من السياسات الأمريكية في المنطقة فيما يخص داعش والأزمة السورية.

وقال: “ثقة دول الخليج بأمريكا سقطت، خاصة بعدما خان الأمريكيون حلفاءهم. على سبيل المثال حسني مبارك؛ إذ كان إنذاراً لقادة بلدان الخليج، وبعدها إعلان الولايات المتحدة أنها تنقل ثقلها السياسي الخارجي من الشرق الأوسط إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ إذ خيب ذلك آمال الكثير من السياسيين في السعودية، ويعد ذلك لربما إشارة إلى ضرورة إعادة النظر في العلاقات مع روسيا؛ لأنه وفي الوقت نفسه كان يجري تعزيز للمواقع الروسية في العالم، فالدبلوماسية الروسية وروسيا عموماً أبرزت أنها حليف موثوق به للتعامل معها لسنوات طويلة. وعلى سبيل المثال سوريا”.

وتوقَّع الخبير الروسي أن يتم التفاوض لشراء أسلحة روسية، خاصة أنه كانت هناك مفاوضات جادة بين البلدين عام ٢٠٠٩، ولكن المفاوضات فشلت بعد الأزمة السورية. متوقعاً أن تُستأنف حالياً، خاصة بعد ظهور أنماط تسليح جديدة في روسيا.


وأشار الخبير إلى أن هناك أمراً موضوعياً من المتوقع أن يحدث بين السعودية وروسيا، وهو فصل السياسة عن الأمور الاقتصادية، كما يحدث بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.