مغالبة مجاهدةالنفس

[شمس ألاحلام]

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;border:6px solid deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
كلمة مغالبة تعني بالإنجليزية كلمة "to struggle" وهي في أغلب الأحيان ترتبط بالمقاومة والفعل العنيف، وعادة ما تستخدم في مقاومة الاحتلال ورجاله, وكلمة مغالبة عرفها آخرين بكلمة " risistance" وهي كلمة تعني المقاومة السرية التي يمارسها سكان البلد المحتل ضد المستعمر, وكلا الكلمتين لا يؤديان معني كلمة مغالبة باللغة العربية, حيث تأتي كلمة مغالبة في سياق المعني المراد لها بحيث تعني: تفضيل أمر علي الآخر, لما لذلك الأمر من مزايا ومحاسن, بحيث يكون أقرب وأفضل لنفس ذلك الشخص . وعرفت هذه الكلمة "مغالبة ": هي كل التعليمات و التوجيهات التي تعمل وتساعد علي ترقية ورفع مستوي أداء الطلاب في مستواهم الدراسي ومجمل حياتهم العامة, بحيث تعمل علي تحسين تأهيلهم الدراسي، وترقية أدائهم الأخلاقي والنأي بهمه عن ممارسة كلما هو شائن وقبيح, بجانب قربهم من المجتمع الذي يعيشون بداخله، مما يجعلهم ينبذون المشاعر السالبة, وبالتالي تمتلئ نفوسهم محبة وألفة وتعاون مع كل أفراد المجتمع الذي يعيش من حولهم. وهذه الكلمة الصغيرة في حروفها تعتبر كلمة كبيرة في مدلولها ومعانيها في ديننا الإسلامي، حيث أطلق عليها رسولنا الكريم صفة الجهاد الأكبر, بالتالي تعتبر من أعظم الخصال التي إذا ما نجح المسلم في أدائها, فقد وصفها بالجهاد الأكبر وفضلها علي الجهاد في سبيل الله بتقديم النفس هدية لله. ولقد جاء ذكر هذا الحديث ( ولكنه حديث ضعيف جدا) حينما رجع محاربو المسلمين من غزوة تبوك, روي الخطيب البغدادي قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "رجعنا من الجهاد الأصغر للجهاد الأكبر" رواه الخطيب البغدادي، والبيهقي وحكم عليه بعض العلماء بالوضع مثل ابن تيمية، وبعض العلماء حكوا عليه بالضعف الشديد، منهم: العراقي والسيوطي والألباني، وهو يعني أن هؤلاء المسلمين رجعوا من ميدان الحرب و الجهاد لميدان الحياة والمعيشة، حيث يصعب علي المسلم مغالبة نفسه الأمارة بالسوء, ويصعب علي المسلم مجاهدة نفسه والتغلب علي مكامن غرائزه وشهواته, وما أعظم الشهوات والنزوات وما أبرع شياطين الجن والإنس في إغواء المسلمين! وتوجد أحاديث أخر صحيحة توضح هذا المعنى الذي نركز عليه في مغالبة النفس أو مجاهدة النفس، وهذه الأحاديث تثبت أنَّ الجهاد في الإسلام لا ينحصر في الغزو الحربيِّ والقتال بالسيف، فقد صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه سُئل: أي الجهاد أفضل؟ فقال: "كلمة حقٍّ عند سلطانٍ جائر"رواه أحمد وأبو داود و والترمذي والنَّسائيُّ والبيهقيُّ في الشُّعَب والضياء المقدسيُّ عن طارق بن شهاب، وقال المنذريُّ بعد عزوه للنَّسائيّ: إسناده صحيح، وصححه الألباني. كما روى مسلم في صحيحه عن ابن مسعودٍ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من نبيٍّ بعثه الله في أُمَّةٍ قبلي إلا كان له من أُمَّته حواريُّون وأصحابٌ يأخذون بسنَّته ويقتدون بأمره، ثمَّ إنَّها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبَّة خردل". ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم"رواه أحمد وأبو داود والنَّسائيُّ وابن حبَّان والحاكم عن أنس، وقال: صحيح، وصححه ابن عبد الهادي، وابن دقيق العيد، و السيوطي وابن باز والألباني". وإذا ما رجعنا للخلف وتلمسنا التاريخ الإسلامي نجد أن المسلمين قد فقدوا الكثير من ممتلكاتهم ومماليكهم التي نالوها بالغزو والحرب نظرا لبعدهم عن مغالبة النفس وكمثال على ذلك بلاد أو مملكة الأندلس" لم يعتد غزاة المسلمين علي العيشة الرغدة و الرفاهية ذات السقف العالي, غلبتهم شهواتهم ونزواتهم، وتمرغوا في هناء العيش وغلبتهم نفوسهم ولم يغلبوها فنال منهم العدو. وانهارت تلك المملكة العظيمة التي ما زالت آثارها تشهد علي عظمة أجدادنا الكرام ممثلة في القصور الشاهقة في غرناطة وقرطبة. مغالبة النفس خصلة تنقص الكثير من أهلنا المسلمون في هذا العصر، على الرغم من التوجه الإسلامي الذي شمل معظم بلداننا العربية, فالمسلم لا يصل لمرتبة غلبة النفس أو مجاهدة النفس إلا إذا زود نفسه بالتقوى والصلاح مما يوسع ماعون الصدر، وبالتالي تزدهر البصيرة بجمال الحكمة وحدة العقل وقوة البصيرة. وإذا جاز لنا التعبير ونظرنا بتجرد للتجارب التي ظهرت في عصرنا الحالي, يمكننا إضفاء هذه التجربة علي تجربة دولة ماليزيا التي قادها "مغالب النفس الشامل " الرئيس مهاتير محمد, الذي رفع شعار " مغالبة النفس " للشعب الماليزي ونجح في قيادته كنموذج يحتذي طوال العشرين عاما حتى مكن بلاده من الوصول لمراقي التقدم والتطور و الازدهار. حينما ينجح أحدنا في الوصول لمغالبة النفس وقهرها، فإنه بالتالي نجح في قهر الشيطان، وبالتالي تلاشت سلطة الشر من نفسه, فيصبح الإنسان خيرا في كل خطواته وأفعاله وحركاته, تتفجر روحه حبا وجمالا وازدهارا, فلا يعمل غير الخير, وحينما يفعل كل منا الخير، ويبتعد عن الشر، يرتقي الجميع وبالتالي تزدهر عقولنا وأفعالنا وتسمو نفوسنا وترتقي علوا وبهاء. وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري: "قال الله تعالي "من عادي وليا فقد آذنته بالحرب, وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه, وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها , وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرنه له، وإذا استعانني أعذته". وحتى يكون العبد ربانيا لا بد من أن يجتهد في مجاهدة نفسه والانتصار عليها، ولن ينتصر المسلمون على الأعداء إلا إذا انتصروا على أنفسهم أولا. وهذا ما ذكره الإمام ابن القيِّم عن مراتب الجهاد التي تصلح للمسلمين عامَّةً سواءً من الرجال أو النساء، وإليك ما قاله في كتاب "زاد المعاد": "الجهاد أربع مراتب: جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد الكفار وجهاد المنافقين. أوَّلا: مراتب جهاد النفس: فجهاد النفس أربع مراتب أيضا: إحداها: أن يجاهدها على تعلُّم الهدى ودين الحقِّ الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين. الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرَّد العلم بلا عملٍ إن لم يضرّها لم ينفعها. الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه، وتعليمه من لا يعلمه، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبيِّنات، ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله. الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله، وأذى الخَلْق، ويتحمَّل ذلك كلَّه لله. فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربَّانيِّين، فإنَّ السلف مجمعون على أنَّ العالِم لا يستحقُّ أن يسمَّى ربَّانيًّا حتى يعرف الحقَّ ويعمل به ويعلِّمه، فمن علم وعمل وعلَّم فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السماوات. [/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

[خيالي]

ربي يجزاكي الجنة ويرحم والديك
وربي يكتبنا مع الشهداء

[اتعبني غيابك]

جزاك الله خير

وجعله ربى فى ميزااان حسناااتك

[شمس ألاحلام]

اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخيروعافيه

شمس الاحلام