عراقية طلَّقها زوجها السعودي وأطلق عليها النار ابن أخيها


انشيء في : 2013-08-17 07:05:49






صحيفة المرصد : دخلت الأراضي السعودية قبل سنوات طويلة بتأشيرة «ربة بيت»، وبعد نزاع مع زوجها السعودي وجدت نفسها مطلّقة، لتلجأ إلى الزواج، مرة أخرى، من سعودي آخر مُقعَد. لكن الزواج جرّ عليها وبالاً اجتماعياً بحضور ابن شقيقها من العراق وإطلاق النار عليها، لأنها تزوجت رجلاً أقلّ منها نسباً..!
ومن هنا، تعقّدت حياة «أم نايف» أكثر، وآل بها الأمر إلى حياة مهينة تحت رحمة الجمعية الخيرية.
بدأت مأساة أم نايف بعد أن ضحَّت بعمرها وتغربت عن بلدها، حين كانت في ريعان شبابها، لأجل زواج كانت تأمل منه أن ينقلها لواقع مختلف ومستقبل كانت تنسجه بخيوط الحلم حسب استيعابها كطفلة بدأت تكبر وتفكر في أن تكون زوجة وأماً مثالية.. لكن أم نايف لم تعلم أن هذا الحلم هو أوهن من خيوط العنكبوت، وذلك في وقت متأخر، وها هي الآن تمضغ الذكريات حسرة وألماً دون أن تحرك ساكناً.
فلم يكن في بال أم نايف الشمري (عراقية الجنسية) المقعدة أن يتخلى عنها زوجها هي وأولادها الثمانية، ويرميها لأقدارها التي تصارعها وسط غياب أهلها وأي شخص يتمكن من مساعدتها.
«الشرق» اتجهت للمنزل الذي تقطن فيه أم نايف وهو عبارة عن غرفة من «الهنقر» تبرع بها أحد رجال الخير في حفرالباطن.
تزوجني في عمر الزهور

وتروي أم نايف بداية الحكاية قائلة: «تزوجت من طليقي حين كان عمري لم يتجاوز سن الثالثة عشرة في دولة الكويت وبعد ما أنجبت منه خمسة أولاد قرر العودة إلى موطنه الأصلي بالمملكة.
وتضيف: جاء للمملكة دون أن يصطحبني معه، وقد استخرج دفتر العائلة، أو ما يسمى الآن بسجل الأسرة، له وللأولاد دون أن يضيفني معهم، وبعد فترة أتى بي إلى المملكة بعد أن استخرج لي إقامة عمل بمهنة ربة بيت، ولم يعترف بي كزوجة له، ولم يقم بإضافتي معه رسمياً في سجلات الدولة.
طريق مسدود

وتشير أم نايف إلى أنها وصلت معه لطريق مسدود، وقالت: لم يستجب لطلبي وهو أن يعترف بي كزوجة له وأم للأبناء، فقررت اللجوء للشرع، ورفعت قضية عليه بأن يطلقني أو يقوم بإضافتي في السجلات الرسمية في دفتر العائلة، مضيفة بأنه رفض هذه الخطوة وطلقني.
وتذكر أم نايف: من هنا بدأت قصة الظلم والبحث عن الأمان والاستقرار، حيث رفع علي طليقي قضية إبعاد من المملكة وتم استدعائي لشرطة حفرالباطن التي أحالتني للمحكمة، وقد خيرني الشيخ بين الزواج والسكن في المحافظة، أو الترحيل، فرضيت بالزواج من شخص عاجز وذلك فقط لأكون قريبة من أولادي، وكنت وقتها أقوم ببيع الخردوات بالسوق الشعبي بحفرالباطن.
إطلاق النار علي

وتضيف أم نايف: بعد مرور شهر قام أخو طليقي بالاتصال بأهلي في العراق وأبلغهم بطلاقي، وزواجي من شخص غير متكافئ النسب، فغضب ابن أخي وأتى إلي في منزلي ولم أعلم بوجوده، وأثناء عودتي من السوق وإذا بي أتفاجأ به يحمل مسدساً بيده ويطلق النار علي ويصيبني في ظهري ما سبب لي شللاً كاملاً أقعدني عن المشي والحركة، مضيفة: حكم على ابن أخي بالسجن أربع سنوات وتعويض مالي قدره تسعون ألف ريال، إلا أنه لم يكمل المدة وخرج خلال سنة فقط من السجن، وتم ترحيله ولم يتم دفع التعويض لي.
تكاتف المرض على العائلة

وتقول أم نايف وهي تمسح عينها: أنا مقعدة، ولا أقدر على الحركة، خاصة بعد دهس أحد أولادي وهو الوحيد الذي كان يراجعني ويخلص شؤوني، أما ابني الآخر فهو مصاب بمرض الدرن وأصيب بالشلل بسب خطأ طبي، أما البنات فإحداهما مريضة نفسية وتراجع المستشفى لتلقي العلاج، أما الأخرى فهي مريضة بالغدة، مؤكدة أن عدم إضافتها للسجلات الرسمية حرم أولادها من الوظائف بسبب عدم وجود اسم للأم.
إنهاء المعاناة

وتناشد أم نايف المسؤولين ومن لديه قدرة على إنهاء هذه المعاناة المضاعفة لها ولأطفالها، بالتدخل الفوري والسريع، وتوفير خادمة منزلية ومساعدتها في فك هذه الأزمة الخانقة، فضلاً عن توفير منزل ولو بأقل الإمكانات الإنسانية بدلاً من هذه الغرفة واصفة إياها بالجحر الذي لايمكن لأحد أن يقطن فيه.
مشمولة بضمان الجمعية

من جهة أخرى ذكر مدير العلاقات في الجمعية الخيرية بحفرالباطن عواد صغير لـ «الشرق» بأن المقعدة أم نايف مشمولة ضمن برامج الجمعية، ولها معاملة خاصة لدينا، مشيراً إلى أنها تستلم شهرياً مبلغاً وقدره 500 ريال، وهي مكفولة من الجمعية الخيرية.
الشرق