استعدَّ لرمضان بكثرة الاستغفار، والإلحاح بالدعاء أن تبلغ الشهر، ويتيسر لك العمل الصالح، ويكتب لك القبول، الدعاء هو العبادة؛ فتمسَّكْ به.

لديك معصية من سنين وأنت تقترفها، أتعبتك! أشقَتْك! رمضان فرصة لتعود لرب غفور رحيم.
اقترَب الحبيب! أراه على بعد أيام، اشتقنا لأيامه ولياليه، صيامه وقيامه، وسؤالي: ماذا أعددنا لرمضان؟ سؤال نحتاج أن نفكر فيه، ونحتاج أن نعد له إجابات عملية.
ساهم في إفطار صائم ولو بالقليل، ليكون لك مثل أجره! فرصة عظيمة وأجر كبير! أين المشمِّر للجنان، وطالب رضا الرحمن.
كُنْ من أهل القيام، وتقرَّب إلى الله، ناجِه وبُثَّ له الشكوى، واذرف الدمع، وترقب الفرج؛ فهو قريب.
ليلة التاسع من رمضان، الشهر يعدو لكي يتوارى، مهلاً رمضان، فما زال البعض مشغولاً عن القيام، والبعض هاجرًا للقرآن، والبعض يتجهز لعيد الأجسام، وأناس تتقطع قلوبهم على انقضاء ساعاتك، يا من فرَّط، ما زالت الفرصة قائمة! انفُض غبار الكسل، وابدأ بالعمل، فوَالله إن حان الأجل، فستندم، وحينها لن ينفع الندم!
ها قد انتصف الشهر، راجع حساباتك، ودوِّن ملاحظاتك، ولُمْ نفسك على التقصير, جدِّد نشاطك، فما زالت لديك فرصة، وتذكر أن كل ليلة هناك عتقاءُ من النار.
إن تزكية النفس تكون بالتخلية والتحلية، تخلية القلب من المعاصي والآثام، وتحليته بالطاعات وطيب الأخلاق، فاسعَ لذلك في كل وقت، وفي رمضان خاصة.
رمضان مدرسة يتخرَّجُ منها الأتقياء، من كانت طاعة الله عندهم مقدمةً على من سواه، وسنة رسوله نبراسًا لهم في الحياة، لم تُغْرِهم دنيا فانية، ولا شهوة عابرة!
في رمضان تتهيأ فرص الطاعة من حولك، هناك من يشجعك بلسانه، ومن يحمسك بفعله، ترى التنافس بين الكبار والصغار، الكلُّ في شوق للجنة، فبادِرْ وسارع.
بعد أداء العمرة، سأل الله القبول، حلَق رأسه، وأحس بسعادة تغمر قلبه، ثم أشعل سيجارته، على خطوات من بيت الله الحرام! مسكين غابت عنه معانٍ كثيرة!
طفل صغير لم يتجاوز الثامنة، صلى بجانبي صلاة التراويح كاملة.. هي رسالة لمن يصلي ركعتين وينصرف لغير حاجة!
مهلاً رمضان! أراك تعدو مسرعًا نحو المغيب! رفقًا بقلوب لم تُفِقْ من فرحة اللقاء، لا تُباغِتْها بصدمة الوداع، وبين اللقاء والوداع قصة شوق!
إن صباح رمضان مختلف.. صباح يجدد الأرواح وينعشها.. صباح بعد ليلة قيام ليبدأ الجسم في الصيام، طاعات ونفحات، تلك هي أيام وليالي رمضان!
من الجميل أن تساهم يوميًّا في سُفَرِ الإفطار الخاصة بالمسجد المجاور لمنزلك، طبق تمر، أو عدد من عبوات اللبن، أو طبق منزلي، استثمِرْ أيام رمضان المعدودة.