وفي خطوة جريئة يعاقب عليها القانون أقدمت غادة السمان على ابتلاع ربع قرص يحتوي أخطر أنواع المخدرات على الإطلاق واسمه «إل. إس. دي» من أجل الولوج إلى عالم المدمنين من الداخل دون حذلقات فوصفت بدقة متناهية الأحاسيس الشيطانية والمشاعر المتناقضة والخيالات المجموعة التي تنتاب هؤلاء.
لقد سجلت هذه التجربة الفريدة في كتابها الذي يحمل اسم: «السباحة في بحيرة الشيطان» والسلامة لنا ولكم.
تقول غادة السمان في هذا الشأن: «هذا المخدر رهيب إنه يعمل بشكل موجات، من جديد تهجم موجة النار الملون إلى عيوني وأصابعي وحواسي كلها، إني أشتعل.. رأسي يشتعل ألواناً راجفة شرسة إني أتوجع وأئن... أسمع صوتي يضحك، الضحك والأنين شيء واحد بالنسبة إلى الرئتين».
وبإيجاز فقد أدخلت غادة السمان إلى الأدب العربي الحديث أنواعاً جديدة كأدب الرسائل وأدب الاعترافات وأدب «الباراسيكولوجيا» المواكب للتجربة الشخصية للأديبة غادة حيث جعلت موضوعات علم الظواهر النفسية الخارقة للمألوف تدور حول طاقات وقدرات الإنسان ما فوق العقلية وظاهرات الطبيعة اللاطبيعية التي لم يتمكن العلم الحديث بعد من قول كلمته حولها، ربما لأن الأمر يتعلق بالتقصير المعرفي تجاه هذه الحالات المغلفة بالغموض
المفضلات