حــــــكم الاصـــرار
هي كبيرة من الكبائر فقد عدها ابن حجر كذلك
وَقَالَ العِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ:
الإِصْرَارُ عَلَى الذُّنُوبِ يَجْعَلُ صَغِيرَهَا كَبِيرًا فِي الحُكْمِ وَالإِثْمِ
فَمَا الظَّنُّ بِالإِصْرَارِ عَلَى كَبِيرِهَا
والحاصل أن الإصرار على المعصية ذنب كبير،
لكنه لا يكون كفرا إلا بالاستحلال، والإصرار ليس دليلا على الاستحلال،
لكنه قد يقود إليه، نسأل الله العافية.
وقد حذرنا الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من التهاون في صغائر الذنوب ، فقال :
( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ، كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ ،
فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ ، حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ
، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْه ) .
رواه أحمد (22302) من حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
وقال الحافظ : إسناده حسن اهـ.
( وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ) هي الصغائر
وروى ابن ماجه (4243) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ :قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( يَا عَائِشَةُ ، إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الأَعْمَالِ ، فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ طَالِبًا )
صححه الالباني في صحيح ابن ماجه
عقوبـــــــــة الاصـــــرار على المعصـــــيــه
1- قسوة القلب وظلمته
قال ابن عباس :إن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القبر
والقلب ووهنا في البدن ونقصا في
الرزق وبغضا في قلوب الخلق "
2- انتكاس القلب:قال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
الذنب يكبر ويصبح من الكبائر مع الإصرار
قَالَ الإِمَامُ الغَزَالِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ
[اعْلَمْ أَنَّ الصَّغِيرَةَتَكْبُرُ بِأَسْبَابٍ:
مِنْهَا الإِصْرَارُ وَالْمُوَاظَبَةُ، فَقَطَرَاتٌ مِنَ الْمَاءِ تَقَعُ عَلَى الحَجَرِ عَلَى تَوَالٍ فَتُؤَثِّرُ فِيهِ.
فَكَذَلِكَ القَلِيلُ مِنَ السَّيِّئَاتِ إِذَا دَامَ عَظُمَ تَأْثِيرُهُ فِي إِظْلاَمِ القَلْبِ.
3- الإِصْرَارُ عَلَى الذُّنُوبِ يُسَبِّبُ الوَحْشَةَ بَيْنَ العَبْدِ وَبَيْنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ
. { فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء
4- تَصْعُبُ عَلَيْهِ الطَّاعَاتُ وَيَغْفُلُ عَنِ الدُّعَاءِ فَتَتَقَاذَفُهُ نَوَازِعُ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ
يقول سفيان الثوري:
حُرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أصبته "
وقيل لابن مسعود : لا نستطيع قيام الليل ؟ فقال :
أبعدتكم الذنوب.
5- تَعْظُمُ الدُّنْيَا فِي عَيْنَيْهِ فَيَسْتَعْذِبُهَا وَيَلْهَثُ وَرَاءَهَا .
6-أن العبد يهون على الله عز وجل وعلى عباده
قال تعالى : { وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء }
7- تزيل النعم وتحل النقم
قال تعالى : {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَارِزْقُهَا رَغَدًا مِّن
كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ
الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}
8- حرمان نور العلم :
قال تعالى : { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
فكما أن التقوى من أسباب العلم النافع فترك التقوى من أسباب الحرمان
9- يخشى على المصر على ذنب من غير توبة أن يختم لصاحبه بخاتمة السوء والعياذ بالله
ويتشرب قلبه ما أصر عليه من المعصية ، فيستحل الذنب من كثرة إلفه وحبه له،
ولهذا قال من قال من السلف :
إن المعاصي بريد الكفر ، فيُخشى على المصر أن يستهين بالمعصية
، ويجريها مجرى المباحات دون كراهة لها ، أو خوف من عاقبتها ، فينتقض إيمانه باطنا .
ملاحظه:العقوبات كثــــيره لكن أحببننا اختصارها
المفضلات