إليك يا
ساكن الروح

أكتب ..

فروحك تحوطني
ليل نهار



أُحِبُّكِـ
وأُجْزِمُ يَا حَبِيبَتي
بَأنَّ الحُبَّ
فِي مَدِينَتِنَا قَدْ مَاتْ
واحْتَرَقَتْ رَسَائلُ العِشْقِ
وَتَنَاثَرَتْ أشْلاءُ الكَلِمَاتْ





أُحِبُّكِـ
متأكّداً إنَ الحُبَّ فِي مَدِينَتِنَا
مِشْبُوهٌ كَالرّاقِصَاتْ
وَكَلامُ العِشْقِ مَشْنُوقٌ
بِحِبَائلِ الأصْوَاتْ




أُحِبُّكِـ
وأعْلِمُ أنَّ العَاشِقُ فِي مَدِينَتِنَا
خَائنٌ وَمُحَاصَرٌ
بنَظَراتِ الكُرْهِـ مِنْ كُلِّ الجِهَاتْ
وَقَصَائدُ الحُبِّ نَائِمَة ٌ
فَوْقَ أَرْصِفَةِ الطَّرُقَاتْ




أُحِبُّكِـ
بِصَمتٍ ، بِخَوفٍ
خَلْفَ سَتَائرُ الآهَاتْ
عُيُونٌ حَاقِدَةٌ وَغَيُورةٌ تَلْذَعُنِي
تُلحِدُني فِي عَباءةَ الشَّائِعَاتْ
وأَظَلُّ كَلِصٍّ أَرْقُبكـِ
مِنْ بَعِيدٍ عَلَي الشّرُفَاتْ



أُحِبُّكِـ
وَفِي صَدْرِي مَرَارةٌ
والشّوْقُ فِي الضُّلوعِ جَمَرَاتْ
شَرَايِينِي مَهْدُكـِ وَالعَيْن حَارِسَةُ
يَا نِسْمَةَ هُدُوءٍ تَسْكُنُ الآهَاتْ


أُحِبُّكِـ
وَجَعَلوا حُبّي إِجْرَامٌ
وَسَلَبُوا مِنَ النّوْمِ السّبَاتْ
تَتَقَاذَفنِي ألْسِنَتَهُم بِحِدَّةٍ
وَصَارَ رَجْمِي عِنْدِهُمْ مِن العِبَادَاتْ
وَقِصَّةُ حُبّي أَقْسَمُوا
سَتَكُونُ حَتْماً مِنَ الأَمْوَاتْ


أُحِبُّكِـ
وَيَحَاوِلُونَ بُكِلَ جَهْدِهِمْ
أَنْ يَقْطَعُوا بيننا كلُّ الطُّرُقَاتْ
هَذَا يُنْذِرُكِ ابْتَعِدِي
وَذَلِكَ يُغْدِقُ أذنيْكِ بَأحْلَي الكَلِمَاتْ
وزَعَمُوا بأنّي وَاهِنٌ أَمَامَهُمْ
كَقِزمٍ يُصَارِعُ أَشْجَارٌ شَامِخَاتْ


أُحِبُّكِـ
وَكُلّ حِيلَتِي أّنّي أُحِبُّكِـ
وَعُيُونِي تَنَامُ فِي دَمْعِهَا غَارِقَاتْ
وَقَلْبِي يَرجُف خَوفاً عَلَيْكـِ
وأمَانيَ فِي بُحُورٍكـِ تَائهَاتْ
فَلَا وَرَبًكـِ سَيّدتِي سأنفجر
وسَأصْرع نُفُوسَهم الظّالمَاتْ

أُحِبُّكِـ

أنا العَابِدُ في المحْرَاب
أَعِيشُ بَينَ قَوافِيّ وَالأَبْيَاتْ
لنْ يَهُمّنِي مَوْتٌ فَإنّي فّدّيْتُكـِ
فَحُبّكـِ فِي قَلْبِي
كَجِبَالِ رَاسِيَاتْ


أُحِبُّكِـ
فَتَعَالِي الَي مَعْبدِي
نَجْمَعُ أَوْرَاقُ الشّتَاتْ
أنَا عَاشقٌ وَلَسْتُ مُجَاهِداً
أطَارِدُ فُلُولَ النّجْمَاتْ
فَتَعَالَي لِنَنْحَرَ جُذُورَ مَدِينَةَ
فإنّا مَلَائِكـُ
فِي مَدِينَةِ غَانِيَاتْ