لا تذبحوااللون الآبيض

أتوقف أمام قاموس لغتنا الجميلة و حوارتنا اليومية
فى محاولة منى ... لإعادة فهم و ترجمة لكلمة آياً كانت
و أتساااااااااااائل ؟؟؟

هل فقدت الكلمة الحلوة معناها و دلالتها ؟؟؟
فجأة أشعر بأنهم ذبحوا اللون الآبيض
فقد ضاع من الآبيض...النقاء و الطهر و الأمل الناصع
و أصبح الآبيض... لوناً مفضلاً لرذيلة الكذب
و جعلوا من الكذب الآبيض توليفة حنان و ذوق و مُجاملة

و دخل الكذب الآبيضالتاريخ اللغوى
مع كلمات أمثال " معلهش " و " ما عليه شئ " .... إلخ
و تربع فى قاموس النفاق الإجتماعى و التزلف المُصطنع .
و أصبحسوق الكذب الآبيضرائجاً و مطلوباً بشدة
فى الآسواق العاطفية و الصفقات الغرامية

فرجال هذا الزمان... أكثرهم يُفضلونها كاذبة و مُنافقة
رجل القرن الواحد و عشرون يُفضل أن يغرق حتى أذنيه
فى بحر العسل " المغشوش " و " كلام عشق " ليس صادراً من القلب

الشهرزادية التى لا تعرف الكذب الآبيض
و تُؤمن بأن الكذب له لون واحدهو لون " الخديعة الأسود "
فيا ويلها ... قد تنتصر عليها من تحترف فن الكذب الآبيض
و إستمراراً منى فى متابعة قاموسنا الحياتى و اللغوى
فإن الصراحة أصبحت " تهمة " و " طامة كبرى " بل " مُصيبة "

و من تمتلك " الصدق " و " الصراحة " و " الفضيلة "
أصبحت " مُتهمة " بأنها" شخصية مُعقدة "
و أقترنت " الصراحة " بصفة رذيلة" صريحة زيادة عن اللزوم "
و كأن " الصدق "تهمة و " الصراحة "شئ نسبى
بأختصار : أصبحت الصراحة و الصدقتهمة و بلوى
بعض رجال القرن الواحد و العشرون يٌفضلونها
إمرآة عقلها " أبيض "

و الآبيض هنا مُرادف لكلمة " فارغ " مٌفرغ من الصدق و الصراحة
لأن الشهرزادية الصريحة...ستوجع دماغه بصراحتها
فهو يُريد المُداهنة العاطفيةفهى تُرضىغروره و ذكورته
حتى لو كانتاريخها الآخلاقى بلون الخروب و قلبها أسود قاتم
وأخيراً ...يُدمى قلبى على اللون الآبيض المذبوح
و أردد أن الآبيض... سيظل لون البراءة المُفضل

و هناك رجال أذكياء تعشق الصدق و الصراحة
و يستطيعونبذكائِهم ... أن يُقدروا
القلوبالبيضاء الصافية النقية

و سيظل الآبيض...صباحاً و أملاً لغد مُشرق
و نهارك أبيض مثل بياض الحليب يا واد يا أسمر
و مساؤكم أبيض مثل الفل