أثارت تقنية البلاك بيري ومواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الإشكاليات التي لم تكن في حسبان بعض الفتيات ذوات المؤهلات العليا والمتدنية و اللواتي وقعن في فخ أصحاب النوايا الخبيثة الذين استغلوا حاجتهن وحماسهن لخوض غمار الحياة العملية، فقد ابتكر بعض ذوي النفوس الضعيفة وسائل إحتيالية للإيقاع بالباحثات عن عمل، وذلك من خلال إدعائهم امتلاكهم لشركات تستقطب الخريجات في جميع المراحل من الابتدائية وحتى الجامعية برواتب مغرية.


وبحسب «المدينة» فقد التقت عددا من الفتيات اللواتي كن ضحايا لمثل هذه الشركات الوهمية، واستطلعت آراء مسؤولين في وزارة العمل والأجهزة الأمنية عن دورهم في حمايتهن من الوقوع في شراك أمثال هؤلاء المحتالين.

الحارس أنقذني

بداية تحكي ريم محمد (خريجة ثانوية عامة) ما حدث معها بعد تجاوبها مع احدى الرسائل التي وصلتها عن طريق البلاك بيري معلنة عن افتتاح مؤسسة ترغب في توظيف عدد من الفتيات بأي مؤهل دراسي، حيث قامت بإرسال كافة معلوماتها الشخصية بما فيها الاسم و أرقام هواتفها الخاصة، وهي تقول: «سعدت بسرعة التواصل معي من قبل احد الأشخاص الذي ادعى انه مسؤول التوظيف بالمؤسسة فطلب مني أن أحضر لإجراء المقابلة الشخصية، وفي الموعد المحدد ذهبت لإجراء المقابلة، ومنذ وصولي للمكان المتفق عليه شعرت بالريبة لان المقر لا يحمل أي لوحات تدل على وجود أي مؤسسة تجارية، عندها اعتقدت إنني أخطأت العنوان المقصود، وبالإتصال على رقم الهاتف الذي تواصل معي أكد لي صحة العنوان مبررا غياب اللوحة بعدم افتتاح المقر بشكل رسمي، وبمجرد دخولي للمبنى أحمد الله إني تنبهت لسؤال حارس العمارة عن الشقة المقصودة، فأكد لي انه لا توجد في المبنى أي مؤسسة، عندها سارعت بالهروب من المكان».

عروض غريبة

بدورها روت ام محمد وهي خريجة المرحلة الابتدائية، ذكريات ما حدث معها بعد ان وصلتها رسالة شعرت للحظة انها فرصة العمر حيث كان مضمونها الإعلان عن توفر فرص وظيفية لحملة الشهادة الابتدائية: «فور وصول الرسالة سارعت بالاتصال على الرقم المعروض، فأجاب علي شاب مؤكدا صحة ما ورد بالرسالة، وموضحا ان الراتب الشهري سيكون 3 آلاف ريال، وعند سؤالي عن توفر مواصلات اجابني بأنه فور حضوري إلى مقرهم سوف يحققون كل رغباتي، عندها شعرت بالريبة والاستغراب من هذه العروض الغريبة فتخوفت من خوض التجربة».

مسؤولية «العمل» و»المدنية»

و تضيف هتون الهاجري «كثيرا ما تصلنا رسائل تفيد بتوفر فرص وظيفية لكافة المستويات التعليمية، ولكني لا أتعامل معها بجدية كافية، لأنني أخشى من غموض هويتها، ولكن بالتأكيد هناك الكثير من الفتيات يعتبرن هذه الإعلانات بمثابة طوق نجاة ينقذهن من الغرق في بحر البطالة خاصة مع البطء الذي نجده من مكتب العمل في توفير فرص وظيفية، لذا فإننا نعتبر وزارة العمل و ديوان الخدمة المدنية المتسبب الرئيسي في وقوع الباحثات عن العمل فريسة في شباك أمثال هؤلاء الطامعين.
فلو كان توفير الوظائف يتم بأسلوب سلس لما كان من السهل وقوع الكثيرات منهن في مثل هذه الإشكاليات».

"العمل": يجب التأكد من مصداقية أي جهة تعرض فرصا وظيفية

الشرطة تدعو الضحايا لتسجيل بلاغاتهن

من جانبه دعا الناطق الإعلامي بشرطة جدة العميد مسفر الجعيد أي فتاة تتعرض لأي نوع من الابتزاز أو المضايقة من قبل أي جهة كانت، إلى المبادرة برفع شكواها للشرطة لأنها الجهة المخولة بالدفاع عنها و حمايتها.