يقول الله سبحانه وتعالى :

(( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) الزمر .

والصبر نعمة من نعم الله علينا
فبالصبر يتغلب المؤمن على مصائبه , ويحتسب الأجر , والصابرون لهم

أجر كبير عند الله يوم القيامة , يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :

إنما الصبر عند الصدمة الأولى ,

وهنا سأعرض لكم بعض القصص عن روائع
الصبر لنأخذ منها العِبر ونتعلم منها , ونعرف كيف صبر غيرنا على مصائبهم

وكيف احتسبوا الأجر عند الله .

القصة الأولى :

يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه

وأعمى وأصم وهو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه .

فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ماالذي عافاك
الله منه لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك .

فقال له : إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً
يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره 0

القصة الثانية :

قال الأحنف بن قيس : شكوت إلى عمي وجعاً في بطني فنهرني وقال :

إذا نزل بك شيء فلا تشكهإلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه ,

ولكن اُشكُ لمن ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عنك , يا ابن
أخي إحدى عيني هاتين ما أُبصرُ بها من أربعين سنة وما أخبرت امراتي

بذلك ولا أحداً من أهلي 0

القصة الثالثة :

يُحكى أن أحد الصالحين كان إذا أُصيب بشيء أو ابتُليَ به يقول خيراً وذات ليلة جاء

ذئب فأكل ديكاً له , فقيل له به فقال : خيراً , ثم ضُربَ في هذه الليلة كلبه المُكلف

بالحراسة فمات . فقيل له , فقال : خيراً ,
ثم نهق حماره فمات , فقال : خيراً إن شاء الله . فضاق أهله بكلامه ذرعاً .

ونزل بهم في تلك الليلة عرب أغارواعليهم فقتلوا كُلَ من بالمنطقة ولم ينجُ إلا هو

وأهل بيته . فالذين غاروا استدلوا على الناس الذين قتلوهم بصياح
الديكة ونباح الكلاب ونهيق الحمير , وهو قد مات له كل ذلك فكان هلاك هذه

الأشياء خيراً وسبباً لنجاته من القتل فسبحاااااان المدبر الحكيم .

القصة الرابعة :

قال المدائني : رأيت بالبادية امرأةً لم أر جِلداً ولا أنضر منها ولا أحسن وجهاً منها ,

فقلت :تالله إن فعل هذا بكِ من الاعتدال والسرور , فقالت :

كلا والله إن لدي أحزاناً وخلفي همومُ , وسأخبرك :
كان لي زوج وكان لي منه ابنان فذبح أبوهما شاة في يوم عيد الأضحى والصبيان يلعبان ,

فقال الأكبر للأصغر :
أَتريد أن أُريك كيف ذبح أبي الشاة . قال : نعم , فذبحه . فلما نظر الدم خاف

ففزع نحو الجبل فأكله الذئب فخرجأبوه يبحث عنه فضاع فمات عطشاً فأفردني الدهر .

فقلت لها وكيف أنتِ والصبر ؟؟؟
فقالت لو دام لي لَدُمتُ له ولكنه كاااان جرحاً فَشُفِي .

القصة الخامسة :

حدثت للشافعي رحمه الله عند موت ابنه , فقال : اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت

وإن كنت أخذت فقد أبقيت , أخذت عضواً وأبقيت أعضاء , وأخذت ابناً وأبقيت أبناء .
لله درهم من صابرين , صبروا على مصائب تَهد الجبال واحتسبوا الأجر من

عند الواحد المنان , لأنهم عرفوا فائدة الصبر وأجره العظيم عند الله , وتغلبوا على

هذه المصاءب بقوة ايمانهم وثقتهم بالله سبحانه وتعالى 0

* وأخيراً سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري وأصبر حتى

يقول الصبر إني صبرت على شيء أمر من الصبر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته