• دخول الاعضاء

    صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
    النتائج 16 إلى 26 من 26

    الموضوع: رواية انت منقذى

    1. #16
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Jul 2017
      المشاركات
      500
      معدل تقييم المستوى
      30

      افتراضي رد: رواية انت منقذى

      البارت السابع عشر
      ............
      احمرت وجنتا ندي وقذفت مهاب بالوسادة
      وصاحت به: أنت قليل الأدب
      مهاب وهو يلتقط الوسادة : قليل الأدب!!
      انتي شايفه الحاجه زينب اللي قاعدة جمبك. .
      مربتنيش
      ضحك الجميع علي كلام مهاب ما عدا
      ندي التي ازدادت خجلا ولكن علي الأقل تحسنت حالتها و نسيت حزنها
      أما زينب فقد قررت عقاب مهاب علي ادخاله لها
      في مزاحه الثقيل:
      انا فعلا مربتكش. . بس هربيك دلوقتي يا روح أمك
      مهاب وقد جحظت عيناه وفتح فمه عند تخيله لما ستفعله والدته : لا زينب بلاش.. دا انا حتي عريس
      أمسك محمود زينب من يدها وهو يضحك:
      خلاص يا ام العريس عديها النهاردة
      وبعدين ربيه
      نهض مهاب وقبل رأس والدته ثم تحدث بمزاح:
      ما خلاص بقي يا زوبا ..
      عايزة المدام و أهلها يقولو علينا عيله مجانين
      يامن بتلقائية وضحك : ايوة انتو هتسلوا ندي
      -----------------------------
      وصل زين ولميس إلي الشقه التي كانت بالفعل
      قريبة من منزل زين
      كانت معبئه بالاتربة وتحتاج إلي مجهود كبير
      لتكون جاهزة ليسكن أحدا بها
      زين بمزاح : ايه المغارة دي يا لميس
      لميس بثقة : نص ساعه وهتبقي 5 ستار
      زين بسخرية: طبعا مانا عارف.. هتمسكي العصايا
      السحرية بتاعتك وتقري تعويذة والشقه تبقي 5 ستار
      لميس بغضب: أنت بتتريق.. طب أمشي روح
      وسيبني أشوف اللي ورايا
      زين : ايه يا أما مالك قفشتي كدة ليه .. هو انا كل مرة لازم اقولك اني بهزر .. يا حبيبتي أحب اقولك
      أن حظك وقعك في طريق راجل فرفوش
      بيتغذي علي القلش في بيئة مفعمة بالهزار
      ضحكت لميس : أنت مجنون
      زين وهو يهندم من ملابسه في حركة تدل علي غروره المفتعل: و أفتخر ..
      لميس : طب يلا يا حبيبي يا مجنون روح
      زين بسعادة : قولي تاني كدة.. انتي قولتي ايه
      لميس: انا قولت روح
      زين بتذمر: انتي وحشه وفصيله.. اللي قبل روح
      لميس وهي تمثل عدم الفهم: قولت مجنون
      زين وهو يجز علي اسنانه: متشلينيش يا بت انتي
      ردت لميس وهي تنظر بالأرض : خلاص هي اتقالت مرة واحدة
      زين : وانا راضي بالمرة دي بس مؤقتا
      ثم أكمل وهو يشمر ساعديه : يلا أجري أملي جردلين ميه بسرعه ورانا شغل كتير
      لميس بصدمة : أنت هتعمل ايه!?
      زين وهو يفتح النوافذ : يعني بذكائك كدة أكيد مش عايز ميه عشان جاي اخد دش عندك..
      انا هروق معاكي المخروبه دي
      لميس بعدم استيعاب: زين أنت بتهزر صح..
      مستحيل تكون بتتكلم جد
      زين : انتي بقيتي رغايه اوي .. انجري اعملي اللي قولتلك عليه
      لميس برجاء : عشان خاطري بطل جنان وامشي
      تركها زين تحدث نفسها وذهب ليبحث عن أدوات التنظيف وقام بإزالة الاغطيه من علي الأثاث
      وبدأ بالفعل بتنظيف المنزل
      لميس: طب أنت مش هتروح لاخوك
      زين وهو مستمر في التنظيف : هروحله باليل وهاخدك معايا
      لميس كانت تقف مذهوله مما يفعل: والله مجنون
      تحركت من مكانها سريعا لتقوم بمساعدته
      صرخ بها زين فجأة:
      -انتي بتعملي ايه
      لميس بتلقائيه :همسح الارض
      زين وهو يمسك بشعره:
      -واضح انك هتتعبيني معاكي اوي..
      هو من ذكائك كدة حد يبدأ بالارض
      عشان لما يجي ينفض ويزعف يبهدل الدنيا ويبوظ اللي عمله تاني
      لميس بتوتر: انا مش عارفه..انا مجربتش اعمل شغل البيت ده قبل كدة
      زين: وكنتي عايزة تنضفي لوحدك
      طب اسمعي بقي كلامي واتعلمي مني
      دي الحاجه زينب لو عرفت هتشخرمك
      لميس :هو انت يعني..ازاي..بتعرف..
      ضحك زين علي كلماتها المتقطعه:
      -هو انتي هتتشلي ولا فقدتي النطق ولا ايه اللي حصلك
      بوصي يا ستي ..انا ومهاب بنعرف نعمل كل شغل البيت ده عشان احنا معندناش اخوات بنات.. فتعلمنا عشان نساعد ماما
      نظرت اليه لميس نظرة اعجاب:
      -تعرف اني كل يوم بيزيد اعجابي بيك
      ابتسم زين ابتسامه صفراء ونظر من اعلي
      -انا مبحبش اتكلم عن نفسي كتير
      ضحكت لميس:علي فكرة مبتعرفش تمثل الغرور
      زين بغيظ: طب اتحركي يا بت شوفي شغلك
      كان من الصعب حقا تنظيف منزل لم يدخله أحد
      منذ سنوات .. إلا أنهم بعد ساعات
      كانوا قد انتهو من كل شئ
      فالمكان لم يكن كبيرا كالقصر الذي تعيش به لميس
      بل هي شقه عادية كمنازل الطبقه المتوسطه
      تتكون من ثلاث غرف وغرفة للمعيشه
      وكانت أصغر حجما من منزل زين
      جلست لميس علي الأريكة بالغرفة بتعب:
      انا خلاص مش قادرة تعبت اوي.. هطلع أشوف زين خلص الصاله ولا لسة
      كانت تهم بالنهوض ببطء إلا أنها قفزت من مكانها
      و ركضت إلي الخارج سريعا عندما سمعت صوت اصطدام قوي بالأرض قادم من غرفة المعيشه
      نظرت أمامها لتري زين ملقي علي الأرض فاقد الوعي
      صرخت لميس باسمه بفزع: زين
      حاولت أن تفيقه ونثرت بعض قطرات الماء علي وجهه لكن بدون فائدة
      شعرت بالخوف الشديد عليه عندما تذكرت أنه كان ساهرا بجوارها طوال الليل ولم يذق طعم النوم
      منذ البارحه ..غير المجهود الكبير الذي بذله معها
      في تنظيف منزلها
      كل هذا ولم يأكل شيئا
      اجهشت في البكاء .. فهي السبب فيما حدث له
      لم تكن تعرف كيف تتصرف وماذا تفعل
      ولكن ينبغي عليها انقاذ من كان سببا في حياتها
      ليس لأنه انقذها من الموت عدة مرات
      بل لأنه انقذها من بؤسها وتعاستها
      ومنحها السعادة بحبه لها
      فتحت باب الشقه لتنادي حارس العمارة
      ولكن للأسف لم تجده
      سمعت جارتها العجوز صوت بكائها و صراخها
      لتفتح بابها بقلق واضح
      رجاء : خير يا بنتي.. وانتي مين
      لميس ببكاء: لو سمحتي ساعديني
      انا عايزة دكتور حالا ومش لاقيه البواب عشان يجيب دكتور
      رجاء: طب أهدي يا حبيبتي.. انا هتصل بالدكتور
      ان شاء الله خير
      لميس ببكاء : يا رب
      دخلت لميس المنزل خلفها السيدة رجاء
      حاولت افاقته مرة أخري و ليس هناك من جديد
      أمسكت يده وقبلتها لتلامس دموعها المنهمرة يده
      لميس من بين دموعها وهي تحتضن يديه:
      بالله عليك متسيبنيش .. انا مش هقدر أعيش من غيرك
      أنت كل حاجه في حياتي .. متسيبنيش
      شعرت السيدة رجاء بالشفقه علي حال تلك الفتاة
      التي ظهرت فجأة .. لا تعرف من هي ولا تعرف
      كيف سكنت في شقة السيد بركات
      واشفقت أيضا علي ذلك الرجل الفاقد للوعي
      وملقي بلا حول ولا قوة
      ..............

    2. #17
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Jul 2017
      المشاركات
      500
      معدل تقييم المستوى
      30

      افتراضي رد: رواية انت منقذى

      البارت الثامن عشر
      ................
      :لامست السيدة رجاء كتف لميس بحنان
      متقلقيش يا بنتي انا ابني دكتور وهو عيادته قريبة من هنا و ادال انا إللي كلمته يبقي هيسيب
      كل اللي وراه ويجي بسرعه و كمان..
      لم تكمل حديثها حتي وجدوه يطرق الباب
      أسرعت لميس لتفتح الباب وحثته علي الإسراع لإنقاذ حبيبها
      ساعدها الطبيب حمزة في حمله إلي الفراش
      و قام بفحصه وكتب له بعض الأدوية
      حمزة : متقلقيش يا مدام هو كويس بس تعب شويه عشان بذل مجهود و واضح أنه مكلش حاجه من الصبح
      ..حاولي تهتمي بيه بس وهيبقي احسن من الأول
      لميس ومازالت دموعها علي وجهها الصغير:
      شكرا جدا لحضرتك
      رجاء : يا بنتي بطلي عياط بقي.. مش خلاص اتطمنتي عليه
      ابتسمت وتابعت
      -شكلك بتحبي جوزك اوي.. ربنا يخليكو لبعض يا بنتي
      كان لوقع تلك الكلمات أثرا واضحا علي لميس
      التي شردت تتأمل ما قالته السيدة رجاء
      زوجك...نعم لقد نعتته بزوجها
      ابتسمت لميس عند تخيلها لزين زوجا لها
      رجاء تنظر إلي لميس الشاردة والابتسامة تعلو وجهها: شكلهم كدة عرسان جداد..
      رفعت صوتها لتخرج لميس من شرودها
      -طب احنا هنستأذن دلوقتي يا بنتي لو احتجتي أي حاجه انا موجودة في الشقه اللي قصادك
      ذهبت السيدة رجاء مع ابنها الذي رفض أن يتقاضى
      ثمن فحصه معللا ذلك بأنهم جيران
      ويجب عليهم معاونة بعضهم
      بعد رحيلهم خرجت لميس من المنزل
      لشراء الأدوية التي كتبها الطبيب
      وأيضا قامت بشراء بعض الأطعمة الجاهزة
      فرغم ما عانته لميس في حياتها لا يمنع ذلك أنها من طبقه غنيه ومنزلها مليئ بالخدم
      لذلك فهي لا تفقه شيئا من فنون الطبخ
      --------------------------------
      زينب بقلق : زين اتأخر اوي ..اول مرة يبقي برة البيت ومعرفش هو فين
      محمود مطمئنا اياها : متخافيش ما أنا كلمته الصبح
      و انتي بنفسك كلمتيه تاني بعد ما رجعنا من عند مهاب وقالك أن واحد صاحبه عنده مشكله
      و هتتحل ويجي
      إيمان : طب اتصل بيه تاني
      محمود بجديه: مش هينفع كل شويه نتصل بيه
      زي العيل الصغير.. اصبري بس وهتلاقي جاي دلوقتي
      لن تهدأ زينب وكانت تشعر بنغزة في قلبها
      قلب الأم الذي يشعر بآلام أبنائها
      حتي وإن كان بينهم مسافات
      جلست تناجي ربها وتدعوه ان يحفظ ابنها
      من كل سوء
      --------------------------------
      كانت تجلس تصفف شعرها أمام المرآه
      ليأتي مهاب من خلفها ويأخذ الفرشاة من يديها
      -سبيني انا اسرحلك شعرك
      ندي بسخرية : وانت بقي هتعرف تسرحلي شعري
      مهاب : اه هعرف.. متبقيش رخمه بقي واسمعي الكلام
      ندي وكأنها تعامل طفل:
      -بوص يا هوبا ..أنت هتقعد تتفرج علي التليفزيون لحد مانا اخلص واجيلك يا حبيبي..ماشي
      مهاب باستنكار : أنت بتكلمي عيل قدامك..
      ثم أكمل وهو يبتسم بثقه
      -قولتلك هعرف اسرحه.. وهعملك قصه أنت متعرفيش تعمليها كمان
      ندي : وانت اتعلمت ده فين بقي
      مهاب وهو يلاعب خصلاتها : كنت بشوف ماما
      وهي بتسرح شعرها..واتعلمت منها
      ندي وهي تحاول أن تأخذ منه الفرشاة:
      -هات بقي يا مهاب .. و أوعدك هخليك تسرحه مرة
      مهاب وهو يرفع يده بالفرشاة لأعلي:
      -هاهاها مش هتطولي يا قصيرة..
      يلا روحي اقعدي علي الكرسي اللي هناك ده
      ندي بعدم فهم: اشمعن الكرسي ده
      مهاب باستذكاء : عشان تبقي بعيدة عن أي مرايات
      ومتشوفيش نفسك. .وافاجأك لما اخلص
      ندي بشك: مهاب أنت هتعرف تسرح شعري بجد
      ولا هتبوظه
      مهاب وهو يجمع الامشاط ومشابك الشعر:
      -نحن رجال أفعال لا أقوال..هتشوفي بنفسك
      انصاعت ندي لطلبه و جلست في المكان الذي حدده
      تمسك مهاب شعرها وأخذ يلعب به ويبتسم بحب
      ويحاول أن يقوم بعمل أي قصه للشعر
      كان يرفع خصله ويلف خصله
      وهو نفسه لا يعرف ماذا يفعل
      ندي : مهاب بقالك ساعه ماسك شعري
      أنت بتعمل ايه؟؟
      مهاب وهو يحاول كتم ضحكاته :
      -ثقي فيا يا حبيبتي.. هتنبهري
      ندي بتساؤل : طب انت خلصت
      رد مهاب وهو يملس علي شعرها:
      -خلاص يا حبيبتي بحط اللمسات الأخيرة
      ندي رافعة حاجبيها: اللمسات الأخيرة..
      لا ده انا متحمسة أشوف نفسي بقي
      امسكها مهاب من يدها واوقفها أمام المرآة
      قائلا : ايه رأيك يا حبيبتي
      فتحت فاهها و جحظت عينيها وهي تنظر إلي المرآه ثم تحسست شعرها
      وصرخت بعد صمتها وصدمتها
      ليضع مهاب يده علي فمها
      -هتفضحينا
      ندي بحنق وتكاد تبكي و تضرب بقدميها بالأرض :
      انا كنت خايفه من كدة.. انا بقيت شبه الهدهد
      مهاب ضاحكا: انتي زي القمر يا حبيبتي..
      وبعدين ماله الهدهد .. دا جميل
      هجمت عليه ندي وهي تنفجر من الغضب:
      أنت مش مكفيك اللي عملته ..كمان بتتريق عليا
      مهاب وقد أحمر وجهه ودمعت عيناه من شدة الضحك
      -يا حبيبتي انا بحب شعرك الأصفر الجميل دا
      وكنت عايز امسكه بس.. والله ما أقصد أنه يحصل فيه كدة
      ندي بضيق: يا مهاب أنت كدة هتخليه يبقي ابيض من اللي بتعمله فيه.. ومش هيبقي لا أصفر ولا نيله
      ده انا شكلي شبه العفريته اللي بتطلع في افلام الرعب
      مهاب وهو يحتضنها : طب بذمتك في عفريته حلوة أوي كدة. . انتي يا قلبي أجمل واحدة في الدنيا حتي لو حلقتي ظلابطه
      ندي وقد قفزت من بين احضانه:
      ايه !!!
      .........................

    3. #18
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Jul 2017
      المشاركات
      500
      معدل تقييم المستوى
      30

      افتراضي رد: رواية انت منقذى

      ًالبارت التاسع عشر
      ............
      اسندت زين لتعطيه الدواء
      وبدأت في اطعامه بيديها
      اما هو فكان شبه غائب عن الوعي
      كانت تشعر بالخوف عليه
      وفي نفس الوقت تشعر بالسعادة لأنها اخيرا
      ادركت المعني الحقيقي للحب
      اصبحت تود ان تقضي عمرها كله بجواره
      ....
      علي رنين هاتفهه ..نظرت لميس لتري من المتصل
      ..
      -دي مامته..اعمل ايه..اكيد قلقانه عليه
      لو محدش رد اكيد هتعرف ان في حاجه
      نظرت الي حاله زين لتستشف منها انه
      غير قادر علي التحدث بالهاتف
      فاضت الدموع من عينيها وحدثت نفسها :
      -يا ربي ساعدني انا اول مرة اتحط في موقف زي دا
      انا خلاص مش هرد وهو الصبح يبقي يكلمها
      قامت لميس باغلاق الهاتف
      وهي تعتذر لوالدته في نفسها
      ......
      حل الصباح وبالفعل تحسنت حاله زين
      كما قال الطبيب
      استيقظ ليجدها نائمه علي ذلك الكرسي بجوار السرير
      نهض زين وابتسم الي تلك الاميرة النائمه
      ليسخر من الموقف في قرارة نفسه
      كان نفس المشهد ده بالظبط امبارح..
      بس الأدوار اتبدلت
      حملها ليضعها علي السرير
      ثم امسك هاتفه وفتحه
      ليجد ما يزيد عن عشرين مكالمة من والدته
      فأسرع بالاتصال بها
      ..
      اتاهه صوتها الحنون مليئ باللهفه والقلق
      -زين حبيبي انت فين مجيتش البيت ليه
      انا اتصلت بيك كتير اوي مردتش
      بعدين اداني مقفول... انت كويس يا حبيبي
      ابتسم زين فقد كان يعلم كم ستقلق عليه والدته
      -يا حبيبتي انا كويس ...اهدي مفيش حاجه
      زينب بقلق: طب انت فين
      زين: قولتلك يا ماما عند واحد صاحبي
      والموبايل مكنتش سامعه
      زينب : طب هتيجي امتي
      زين بمراوغه: انا...انا جاي دلوقتي
      بس هعدي علي لميس اجيبها معايا عشان كانت عايزة تبارك لندي
      زينب بفهم: مممم ..هي بردو كانت عايزة تبارك لندي.. ماشي يا حبيبي ..متتأخرش
      زين :حاضر يا ماما
      ----------------------------------------
      لاحظت جميله عدم وجود لميس بالمنزل
      فتوقعت انها خرجت باكرا كعادتها
      لم تهتم بالأمر كثيرا ولم تكلف نفسها حتي الاطمئنان علي ابنتها الوحيدة
      جلست تتناول فطورها مع زوجها في صمت ... ذلك الروتين وحياتهم الجافه البارده التي يعيشونها ويروا ان تلك هي السعادة
      قطع سامح ذلك الصمت ..اراد ان يتأكد ان كانت رأت او سمعت شيئا مما حدث البارحه
      -متعرفيش فين لميس
      جميله ببرود : معرفش...
      سامح بتعجب : انا عايش معاكي بقالي عشر سنين عمري ما شفتك بتهتمي بيها
      زي اي ام ...هي مش بنتك ولا ايه
      نظرت اليه بغضب واحمر وجهها ورمت الملعقه من يدها بعنف علي الطاوله
      -اعتقد ان ده شئ ميخصكش..
      انت مش ابوها يعني عشان تخاف عليها
      غادرت المكان وتركت سامح وسط حيرته وذهوله فقد عهدها امرأه هادئه بارده
      كالثلج لا يهمها سوا التبضع و الرفاهيه
      ولا يؤثر بها شئ
      عادتها انها لا تضحك ولا تبكي
      ولا يظهر عليها ايا من مشاعر البشر
      كيف لها ان تتحول فجأة
      هذا التصرف جعله يشك اذا كانت علي دراية بما حدث
      لكن لماذا لم تطرده او تعنفه
      يالها من امرأه غريبه و غامضه
      ----------------------------------------
      استعد كلا من زين و لميس للخروج من المنزل بعد ان تناولا فطورا خفيفا
      و عزما علي التوجه الي بيت زين
      ....
      فتح زين باب السيارة و هم بالركوب
      وكانت لميس تفتح الباب المقابل
      لكن فجأة
      هناك من سحب لميس من يدها
      اسرع زين بالخروج من السيارة
      وقابل ذلك الرجل بلكمة قوية واخذ لميس
      التي صرخت مما رأته
      رجلا اسمر البشرة داكن اللون ضخم البنيه كثيف الشعر غليظ الملامح
      ضرب زين علي رأسه بمسدسه
      فسقط ارضآ
      حمل ذلك الرجل زين الي السيارة
      بينما لم يتكلف الاخر عناء حمل لميس
      فقد اسرعت بنفسها الي السيارة فور ان ادخلوا زين بها
      انطلقت السيارة الي مكان غريب للأسف لم تنظر لميس الي الطريق بسبب انشغالها بزين
      الذي كان ينزف الدماء من رأسه
      وضعت يدها علي الجرح في محاوله لإيقاف الدماء
      كانت تبكي بمرارة وقهر
      قد اعتادت علي تلك الحياة البائسه ..لكن
      ما ذنب زين ليتعذب هكذا بسببها
      توقفت السيارة امام مكان مهجور
      و نزل منها الرجلان و معهم السائق
      كان زين قد استفاق اخيرا
      لم يحاول الهرب لادراكه مدي صعوبة الموقف
      ادخلوهم غرفه خاليه برودتها و صلابه بابها الحديد تجعلها اشبه بالزنزانة
      اخرجت من حقيبتها علبة اسعافات اوليه
      ونظرت اليه بعينيها الدامعتين
      -اقعد بسرعه عشان اطهرلك الجرح
      زين بدهشه: ايه ده!! انتي دكتورة!؟
      لميس بغضب واضح:
      -زين بجد مش وقت هزار
      انا اعصابي مش مستحملة
      اقترب منها ومسح دموعها
      -اهدي يا حبيبتي وكل حاجة هتتحل
      جذبته من يده و جلسا علي الأرض
      وقامت باسعافه
      كان زين يحاول ان يخفف عنها ..فاردف مازحا:
      -خلاص..عملتي اللي كنتي عايزاه
      قوليلي بقي ..انتي كنتي عارفه ان انا هتضرب
      عشان كدة جبتي العيادة اللي ف شنطتك دي
      لميس ولم تجف دموعها بعد:
      -انا مش عارفه انت ازاي بتقدر تهزر في المواقف دي
      زين بتلقائيه: مش احسن ما اعيط زيك
      ابتسمت لميس و مسحت علي شعرها لتحاول استعادة هدوئها
      زين باعجاب: شعرك ناعم اوي
      لميس بضحكة خفيفه :
      -انت مش طبيعي
      زين: علي فكرة انا مش بهزر دلوقتي انا بتكلم جد
      انتي فعلا شعرك ناعم اوي
      تعرفي ان انا كمان بعمل الحركة دي لما اكون متضايق
      شوفتي بقي ان احنا شبه بعض
      كان يمزح و يحاول تلطيف الأجواء
      وفجأة… حدث ما لم يتوقعه ايا منهم

    4. #19
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Jul 2017
      المشاركات
      500
      معدل تقييم المستوى
      30

      افتراضي رد: رواية انت منقذى

      البارت العشرون
      ……………
      جالسا علي الكرسي يرافعا رجله فوق المكتب موجها حذاؤه في وجه حازم
      -عفارم عليك يا حازم كنت عارف انك هتقدر تعمل اللي انا امرتك بيه
      حازم بابتسامه مصطنعه تنطوي علي الغضب والكره و الغيظ
      : تلميذك يا سامح باشا..تحب نتصرف معاهم ازاي..
      سامح بشر وابتسامه خبيثه
      -انت هتخلي لميس تمضي علي ورق بيع نصيبها في الشركه الاول بعدين تخلص عليهم وتتاويهم
      حازم: تحت امرك يا سامح باشا
      انصرف حازم و هو يضمر الشر بداخله
      اصبح لا يطيق سامح واستعباده له
      فرغم ان حازم قد ارتكب الكثير من المعاصي
      الا انه لم يقتل نفسا من قبل
      ولم يكن يود ان يرتكب مثل تلك الجريمة
      لكن سامح يجبره علي ذلك
      بينما يبقي هو بعيدا تماما عن الموضوع
      نعم انه يخاطر به ولا يهمه امره
      فرجال العصابه لا يعرفون سوي حازم
      اما سامح فهو يخطط لكل شئ في الخفاء
      دون ان يلوث يده او يكشف وجهه
      -----------------------------------------------
      سمعوا صوت صرخات مدويه وتأوهات عاليه
      اسرعت لميس الي تلك الفتحه الصغيرة التي كانت ما هي الا حجر مكسور في الحائط الذي يفصل بين حجرتهم والحجرة المجاورة لهم
      كادت ان تصرخ من هول ما رأت لكنه وضعت يدها علي فمها حتي لا يكشف امرها
      قلق زين من رؤيته لملامحها التي تغيرت فجأة و وجهها الذي الذي شحب لونه
      ابعدها عن الحائط واخذ مكانها امام تلك الفتحه
      كان بالداخل رجال معلقين من ارجلهم بالسقف
      ويتعرضون للتعذيب من قبل عدة اشخاص يحملون بيدهم سياط و عصي بالاضافه الي تلك الاسلحه البيضاء التي يسخنونها علي النيران المتقدة بأحد اركان الغرفه ويكوون بها تلك الاجساد المتهالكه من شدة التعذيب
      حاول ان يتدارك صدمته من ذلك المشهد المرعب
      والتفت الي لميس التي كانت ترتجف وتتساقط دموعها بخوف
      اقترب منها و مسح دموعها وقبلها من جبينها :
      -متخافيش محدش هيقدر يأذيكي طول ما انا عايش
      نظرت اليه نظره تحمل الكثير من المعاني
      وكأنها تخبره ان جل خوفها عليه هو
      تخبره انها تفكر في حال هؤلاء الأسري وحال زوجاتهم و ابنائهم
      كانت تخبره انها لم تخشي علي نفسها لحظة
      زين وكأنه تذكر شيئا :
      لميس انتي معاكي شنطتك ..هاتي الموبايل بسرعه
      حركت رأسها نفيا :
      -خدوه مني واحنا في العربية و كسروه
      ضرب بقبضته علي الحائط بغضب ثم مسح علي شعره بعنف وحاول ان يفكر في طريقة للنجاة بها من ذلك المأزق الذي وقعوا فيه
      -----------------------------------------------
      كانت زينب تحضر نفسها للذهاب الي مهاب بعد عوده زين ..كانت في قمه سعادتها
      -زين زمانه جاي وجايب معاه العروسه …
      ايه رأيك يا محمود نعزمها علي العشا النهاردة
      محمود بسعادة: اخيرا زين هيتجوز و في واحدة عجبته ..حاجه متتصدقش بصراحه
      زينب : انا بجد فرحانه اوي ..خلاص ولادي كبروا ..
      واحد اتجوز والتاني اختار عروسته وهيفرحني بيه هو كمان
      محمود بمزاح: عجزنا يا زينب
      زينب بدلال :يعني خلاص بقيت ست كبيرة ومش عاجباك
      احتضنها برومانسية وقال: انتي هتفضلي طول عمرك اجمل ست في الدنيا في عيني
      ابتسمت بخجل ولم ترد
      -طب بذمتك بنات اليومين دول يعرفوا يتكسفوا كدة
      زينب بحرج حاولت تغيير الموضوع :
      -احممم اتصل بزين شوفوا فين
      محمود بابتسامة ساخرة:
      -هو مش قالك هيعدي علي العروسة و يجيبها معاه ..اكيد بتجهز ..سيبيها تاخد وقتها وتتأخر
      زينب :انت بتتريق علي مرات ابني المستقبلية ..دي ست البنات وبراحتها تتأخر زي ما هي عايزة
      محمود ضاحكا :انتي مستحيل تكوني حمي ابدا
      ثم تابع بجديه و حب:
      -اكيد ندي ولميس امهاتهم داعيالهم عشان كدة ربنا رزقهم بحمي زيك
      -----------------------------------------------
      كانا جالسان في تلك الغرفه التي كتب عليهم السجن فيها بدون ذنب
      مازالت لميس تشعر بالخوف منذ رؤيتها للغرفه المجاورة و هؤلاء الرجال الذين سكنت صرخاتهم
      لا يعرفها كم اصبحت الساعه الان وكم مر عليهم وهم محتجزين بتلك الحجرة
      لكنه قد مضي الكثير من الوقت منذ اختطافهم ولم يدخل اليهم اي شخص حتي الان
      زين : تفتكري مين اللي ممكن يعمل كدة
      لميس بغضب ونبرة يكسوها الحزن:
      -انا اسفه اوي يا زين كل دا بسببي..
      انت من يوم ما شوفتني و حياتك بقت كلها مشاكل
      زين : وانتي عرفتي منين ان دا بسببك ..ممكن
      قاطعته لميس :
      -لا مفيش ممكن.. لان انا عارفه مين اللي بعت الناس دول عشان يخطفونا
      زين بصدمة :عارفه ازاي يعني
      لميس بغضب: سامح
      زين : مين سامح.. لميس انا اسف..بس..
      انا معرفش اي حاجه عنك ..يعني… قصدي
      ابتسمت لميس بحزن:
      -انا فاهمة قصدك.. انت من حقك تعرف كل حاجه
      اسندت ظهرها الي الحائط و بدأت في سرد قصتها وكل شئ يخص حياتها من البداية…
      -اولا ماما جميله مش امي الحقيقيه لانها اصلا مبتخلفش
      بس بابا كان زي اي حد كان نفسه يخلف ..
      راح اتجوز السكرتيرة بتاعته في السر…. امي
      ومرضيش يعرف ماما جميله عشان كان
      خايف علي مشاعرها ومكنش عايز يجرحها
      و بعد كدة انا اتولدت.. كنت عايشه مع ماما في البيت اللي كنا فيه انا وانت النهاردة وبابا كان بيجي كل فترة يشوفنا ..كان يبات يوم واحد بس
      وكان مكتفي انه بيبعتلنا مبلغ كل شهر
      عشت علي الوضع دا 8 سنين.. لحد ما في يوم..
      ماما تعبت اوي و وقعت في الأرض
      وانا كنت طفله صغيرة مش عارفه اتصرف.. جريت علي الجيران و انا عماله اعيط و خدتهم معايا شقتنا ..مكنش حد فاهم حاجه لأني من كتر خوفي علي امي مكنتش قادرة اتكلم
      بعيط.. وبس
      اول لما شافوا ماما حاولوا كتير يفوقوها بس للأسف معرفوش
      اتصلوا بالاسعاف و ودوها المستشفي.. بعدين اتصلوا ببابا وجيه
      الموقف دا عدي عليه سنين كتير اوي..
      بس انا فاكره كل حاجه اكنها حصلت امبارح
      في نفس اللحظة اللي بابا دخل فيها المستشفي
      خرج الدكتور من اوضته ماما وقال انها
      ماتت
      وعرفنا ان كان عندها سرطان في الدم
      مرضيتش تقول لحد ولا حتي بابا
      كانت خايفه من العلاج الكيماوي خصوصا انه غالي اوي..وفي نفس الوقت
      كانت خايفه تموت وتسيبني لوحدي
      كانت بتشتري ترامادول زي المدمنين
      من واحد بيبيع مخدرات في مكان مشبوه
      كان السواق بتاعنا هو اللي عرفها عليه
      يمكن هو الوحيد اللي كان يعرف السر دا …
      وهو اللي حكالنا علي كل اللي حصل مع ماما…
      بابا كان عايز يبلغ عنه ..قال ان هو السبب ..
      بس السواق اكدله ان ماما اللي طلبت منه كدة
      فاكتفي بانه طرده من الشغل
      بعدين بابا خدني وراح القصر بتاعه
      و حكي لماما جميله علي كل حاجه
      اتضايقت اوي انه اتجوز عليها.. بس بابا اقنعها انها تعتبرني بنتها.. و وافقت
      بابا حب انه يخلي علاقتي انا وهي اقوي
      فغير اسم الام في شهادة ميلادي وكتب اسمها
      هي حاولت كتير تتقبلني بس مقدرتش
      بدل ما تعوض حرمانها من الامومه و تعاملني زي بنتها… كانت بتشوف فيا عجزها
      بدل ما تشوف فيا الطفله اللي اتحرمت من امها ..كانت بتشوف فيا درتها اللي بابا اتجوزها عليها
      بس مكنتش وحشه لدرجة انها تأذي علي طفله
      هي مقدرتش تحبني و في نفس الوقت مقدرتش تكرهني…مقدرتش تبقي حنينه معايا
      بس بردو مقدرتش تقسي عليا
      باختصار مكنش في تعامل بينا.. بس قدام الناس حاجه تانيه… احنا ام و بنتها
      بعدها بفترة قليله ..ظهر سامح
      كان بيشتغل عند بابا في الشركه..
      في مرة كنت مع بابا في مكتبه و كان عنده شغل كتير اوي.. قعدنا لغاية وقت متأخر..
      وكل الموظفين مشيوا ..او كنا فاكرين كدة
      كنت انا سبت بابا في المكتب ودخلت الحمام
      بس لما خرجت و رجعت المكتب تاني لقيت
      بابا بيتخانق مع سامح.. وقبل ما اجري علي بابا
      كان سامح طلع مسدس وقتله
      شوفت بابا وهو بيتقتل قدام عنيا.. وانا اصلا مكنتش لسه خرجت من حزني علي ماما
      مقدرتش استحمل اللي حصل ..اغمي عليا
      مصحيتش غير وانا في المستشفي ..
      وكنت فاقدة النطق
      كنت طفله معقدة بالنسبه لكل الناس
      كانوا فاكرين ان اللي حصل بسبب اني توهت من اهلي.. لان سامح حاول علي قد ما يقدر انه يخلي جريمته كامله...لما فوقت قالولي ان سامح اللي بيشتغل عند بابا لقاني في الشارع و كان في ست مخدراني وشايلاني ...خطف اطفال يعني
      فاتأكدت ان سامح لما لقاني واقعه قدام باب المكتب
      عرف اني شوفت….فخفي اي اثر ليه في الشركه
      و وداني المستشفي والف القصه دي
      انا كمان متأكدة انه اداني حاجه افقدتني النطق عشان متكلمش واحكي اللي شوفته
      مش عارفه ايه اللي خلاه ميقتلنيش ..بس اكيد دا قدر ربنا
      بعدها بحوالي سنه اتجوز ماما جميله
      انا مكنتش شايفه سبب لموافقتها غير انها عايزة ترد لبابا اللي عمله ...زي ما اتجوز واحدة غيرها هي كمان اتجوزت واحد غيره
      مقدرتش اتكلم غير بعد خمس سنين
      وساعتها سامح كان بيتعامل عادي جدا ولا كأن حاجه حصلت..مكنش خايف اني اعترف عليه
      وكان عنده حق في كدة.. لأني مكنش عندي الشجاعه عشان ابلغ عنه..كمان قولت اكيد محدش هيصدقني خصوصا بعد ما عدا سنين علي الموضوع ..كمان انا مكنتش طفله طبيعيه
      لان في الفترة اللي بين موت ماما وبابا كان بيجيلي نوبات صرع وكنت بتعالج نفسيا
      اقنع ماما جميله انه يدير شركة بابا وهي وافقت
      وبقي هو اللي مسيطر علي كل حاجه
      كان بيعاملني اسوأ معامله بس من ورا ماما جميله
      ويتهيألي انها لو عرفت مكنتش هتهتم بالموضوع
      وسامح دا هو اللي.. كان بيحاول يعتدي عليا
      انهت كلماتها وكانت دموعها تجري علي وجهها كالشلالات.. لم يجد زين اي تعليق علي كلامها
      وكأن الصدمه قد الجمت لسانه
      احتضنها بقوة و حنان ..اراد ان يشعرها بالامان الذي لم تنعم به في حياتها قط
      وتوعد ان يأخذ بحقها من ذلك الخائن القذر ..سامح
      …………..
      بقلمي :نورهان امير المؤمنين

    5. #20
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Jul 2017
      المشاركات
      500
      معدل تقييم المستوى
      30

      افتراضي رد: رواية انت منقذى

      البارت الواحد والعشرون
      ……………..
      -انا اصلا من الأول قلبي مش متطمن ..ده كلمني وقال انه جاي بقالوا اربع ساعات ولسه مجاش
      ندي وهي تربت علي كتفها في محاوله لتهدئتها
      -متخافيش يا ماما ما هو امبارح بردو كان مختفي وبعدين كلمك واتطمنتي عليه.. اكيد هو كويس
      محمود بقلق : حاول يا مهاب تتصل بيه تاني يمكن يرد
      امسك مهاب هاتفه ليعيد الاتصال بأخيه
      وبعد عدة محاولات ...اخيرا اتاه الرد
      -الو
      -مين حضرتك دا موبايل اخويا
      -انا لقيت الموبايل واقع في الشارع..
      وممكن حضرتك تقابلني وتاخده
      -اه ..اكيد..اقابلك فين
      - …..
      ازداد بكاء زينب و نحيبها
      -المكان دا قريب من البيت ..اكيد كان مروح وحصله حاجه في الطريق
      بكت ندي لبكاء حماتها ..كم تأثرت بحزن تلك الام ونحيبها علي ولدها و دعت ان يكون بخير
      واسرع مهاب لمقابله ذلك الرجل الذي وجد الهاتف
      لعله يجد ما يدله علي اخيه بذلك المكان
      -----------------------------------------------
      ذهب الي مكان العصابه حتي ينفذ ما امره به سيده
      مبني مهجور وسط الصحراء حيث لا يعيش سوي الافاعي والعقارب
      -دخل حازم اليهم كان يظن ان لميس لم تتعرف عليه.. لذلك لم يهتم ولم يخشي رؤيتها له
      فتح الباب الحديدي الضخم ..
      وقف زين امام لميس وامسكت هي بقميصه بخوف
      كانت تخشي ان يصيبه مكروه ..فهي متأكدة انه لن يسمح لأحد بايذائها وسيتعرض لأي خطر في سبيل حمايتها
      تقدم حازم وبيده قلم بالاضافه الي ذلك العقد اللعين
      و بدون اي مقدمات
      -امضي علي الورقه دي
      نظرت لميس اليه بعينا ثاقبه ..انه مألوف بالنسبه لها.
      حاولت انت تتذكر اين رأته.. ولكن
      زين بحدة: انت مين ؟
      حازم بعصبيه شديدة تدل علي مدي توتره
      -مالكش دعوة..وخليها تمضي علي الورق
      لو كنتوا عايزين تطلعوا من هنا
      اخذت لميس الورقه ونظرت اليها..لم تندهش كثيرا مما رأت فهذا بالضبط ما توقعته
      اخذت القلم من حازم: انا همضي
      امسك زين الورقه منها ..وفور ما قرأ الوارد بها
      مزقها بعنف و القاها علي الأرض.. ليرمق حازم بغضب شديد
      -مستحيل ..اللعبه الوسخه بتاعتكو دي مش هتكمل
      ومحدش فيكو هيقدر يأذيها تاني او ياخد منها حاجه
      و حقها هيرجعلها منكوا يا شويه كلاب
      بكت لميس واشارت اليه نفيا ..ارادت منعه من الوقوف امام سامح ذلك الوحش الذي من السهل عليه القتل واراقه الدماء
      ولكن من المستحيل ان يتنازل ذلك العاشق عن حق معشوقته
      خرج حازم بغضب دون ان ينطق بأي كلمه
      وانطلق بسيارته بسرعه جنونيه حتي كادت ان تنقلب السيارة اكثر من مرة..
      لكن مهارته في القيادة هي من انقذته
      -----------------------------------------------
      كان جالسا بمكتبه الذي بقاؤه فيه يشبه الاحتلال
      حين دخلت اليه تلك الفاتنه ماهيتاب
      لتتكلم بدلال و تتمايل كالافعي بجسدها الممشوق
      -بقالك كتير مبتجيش.. ايه موحشتكش
      نهض عن مكتبه وهو ينزع ربطة عنقه
      -ازاي يعني موحشتنيش ..دا انتي دايما في قلبي وفي عيني وفي...سريري
      انقض عليها ليأخذ منها ما يشبع حاجته
      ورغباته الشهوانيه وضغط بيده علي زر ليغلق باب المكتب اليكترونيا
      وفي تلك اللحظة رن هاتفه لتتأفف ماهيتاب
      -يووووو ..هو موبايلك دا دايما مستقصدني كدة هو موراهوش غيري ولا ايه
      ضحك سامح ضحكته العاليه و اردف
      -بيعاكسك يا قمر
      ثم اعتدل في جلسته ورد علي الهاتف
      -ايوه يا زفت..عايز ايه
      حازم وهو يحاول ان يتمالك اعصابه
      -الواد قطع العقد و مخلاهاش تمضي
      سامح بغضب : عشان انت اصلا غبي و مش نافع في حاجه.. اقولك
      اقتلهم هما الاتنين ..خلص عليهم يا حازم
      لما لميس تموت هتبقي كل حاجه باسم جميله
      وانا هعرف اتصرف معاها
      لم يتمكن حازم من الرد لأن ذلك الشيطان كان قد اغلق الخط فور انهائه لاصدار اوامره
      فسلم للأمر الواقع
      وبالفعل عاد لينهي حياتهم
      -----------------------------------------------
      في منزل مهاب كانت الاجواء لا تدل علي ان هذا منزل عروسين
      كانت زينب جالسه تبكي وتدعو الله الا يكون قد اصاب ابنها سوء وان يعود اليها سالما
      اعدت ندي لها الطعام واحضرته اليها الا انها لم تقبل ان تتذوق لقمه واحدة قبل عوده ولدها
      الحت عليها ندي كثيرا لعلها توافق
      -يا ماما هو انتي مش بتعتبريني بنتك
      -طبعا يا حبيبتي
      -طب عشان خاطر بنتك بقي كلي..
      واتطمني بابا ومهاب نزلوا يدوروا عليه
      وان شاء الله مش هيرجعوا غير وهو معاهم
      وهيكون كويس وتلاقي انه مفيش داعي لكل دا
      زينب ببكاء: يا رب يا بنتي يكون كلامك صح
      -عشان خاطري يا ماما بقي متعيطيش
      ويلا كلي من ايدي عشان انتي كدة هتتعبي
      بعد الحاح شديد تناولت بعض اللقيمات الصغيرة
      ثم ساعدتها ندي للتمدد في الفراش لعلها ترتاح قليلا ...ولكن هل يهدأ قلب الام في غياب ابنها
      -----------------------------------------------
      عندما عاد حازم مرة اخري الي مقر العصابه
      رأي طفله صغيرة لا تبلغ من العمر عشر سنوات
      كانت غارقه في دمها
      ذبحوها اولائك الاوغاد …. كان جسدها مليئ بالجراح مغطي بالدماء تكاد تنفصل رقبتها عن باقي جسمها
      ..لم يرقوا لطفولتها ولم يرحموا برائتها ..لم يفكروا في والدتها التي ستنكسر ويفطر قلبها وتهدم حياتها لفراق طفلتها
      لم يفكروا في والدها الذي سينهار لقتل صغيرته
      والاهم من ذلك انهم لم يفكروا في من يراقبهم في كل ما يفعلونه.. نعم فإن الله شاهدا عليهم
      وقد اعد لهم عذابا اليما.. هو المنتقم الجبار
      لا يسامح في حق عباده
      ترنح حازم في مكانه وكاد ان يسقط لولا ان استند علي سيارته..كيف لهم ان يكونوا بمثل تلك الوحشيه..كيف يذبحوا طفله صغيرة بهذا الشكل
      وقف مكانه ما يزيد علي عشر دقائق ثم دخل وطلب من الحراس ان يفتحوا باب الغرفه
      شعرت لميس انه عاد لقتلهم
      اما زين فقابله بنظرات حادة تنم عن الغضب
      لم يبدي حازم اي تعبير وشرد الي اكثر من عشر سنوات …
      Flash back
      عندما كان خارجا من ذلك القصر الضخم وهو في قمه حزنه و غضبه ..يشعر بالكره والاشمأزاز
      رأي طفله صغيرة تجلس بين الزهور وتبكي بصمت..
      اقترب منها ..كان يجدها زهرة تشبه الزهور الجميله التي تجلس وسطها
      ولكن كان يبدو عليها انها زهره ذابله علي خلاف البقيه.. حاول التحدث اليها ليتضح انها..بكماء
      شعر بأنها تشبهه في حزنه وتشبهه ايضا في
      ظلم ذلك الزمان الغادر لها
      تأكد انها تلك هي ابنة صاحبه القصر..وان ذلك الشيطان هو السبب في حزنها كما كان السبب في حزنه هو ايضا
      Back
      لم يستطع ان يتخيل لميس وهي قتيله فهو يدرك ما تعرضت له من الم علي يد سامح
      رغم انه اصبح مجرم يعمل لحساب ذلك الشيطان لكن مازال بداخله انسانا يريد السلم
      نادي علي الحارس الواقف امام الباب
      واخبره بأن مهمة عاصبته قد انتهت الآن
      وطلب منهم ان يأخذوهم الي سيارته
      واعطاه حقيبة مليئه بالمال ..تلك الحقيبه التي كان قد اعطاه اياها سامح لينهي حسابه مع العصابه مقابل قتلهم لزين و لميس
      ما هي الا دقائق و كانا بسيارة زين معصوبي الأعين .. امسك زين لميس و قربها منه حتي لا تصاب بأي اذي
      انطلق حازم بسيارته الي ان وصل الي احد الطرق العامه وترجل من السيارة و نزع عنهم العصابات وانزلهم وسط الطريق
      ثم تحرك سريعا من جديد الي مكان كان يجب ان يتوجه اليه منذ وقتا طويل
      ---------------------------------------------

    6. #21
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Jul 2017
      المشاركات
      500
      معدل تقييم المستوى
      30

      افتراضي رد: رواية انت منقذى

      البارت الثاني والعشرون
      ………….
      عاد سامح الي المنزل وقرر البدء في تنفيذ خطته
      دون ان يفكر لحظة بأنه سيحاسب علي ما يفعل
      اقترب من جميله ليبدأ تمثيليته عليها
      -تعالي يا حبيبتي عايز اتكلم معاكي شويه في المكتب
      نظرت اليه جميله بهدوء :
      -طب اسبقني وانا ثواني وهاجي وراك
      دخل سامح الي المكتب وبعد دقائق قليله كانت جميله واقفة امامه
      -خير كنت عايزني في ايه
      ابتسم ابتسامته الخبيثه واستعد لقول المقدمه التي قد اعدها وحضرها مسبقا
      -حبيبتي انتي عارفه ان من يوم ما اتجوزنا وانا اللي شايل شغل الشركه كله ..وانا راضي يا حبيبتي وسعيد جدا اني متحمل مسؤليتك انتي ولميس وبحافظ علي مالكم واملاككم لا دا واجبي
      بس للأسف في شويه مشاكل بتقابلني بسبب ان كل حاجه باسمك انتي ولميس ...يعني توقيع الصفقات والعقود ..انتي فاهمة طبعا
      فكنت بقول يعني انه لو عملتيلي توكيل المشكله دي هتتحل والشغل يبقي اسهل..
      نظرت اليه نظرة لم يفهم معناها ثم فركت يدها و وضعت رجلا فوق الاخري
      -بوص يا سامح لو كنت فاكر اني مش فاهماك ..تبقي غلطان..انا فاهماك كويس اوي من اول يوم اتجوزتك فيه ..
      ولو كنت سامحالك تسرق فلوسي ف دا بمزاجي
      انا بس مكنتش عايزة اوجع دماغي
      ومكنتش فاضيه اني ادير الشركه خصوصا اني مبفهمش في شغل السياحه
      بس لسوء حظك اني بفهم في الناس وقدرت اكشفك
      توتر سامح وحاول الدفاع عن نفسه
      -انتي بتقولي ايه ...لاطبعا انتي فاهمه غلط
      انا..
      -متكملش لانك مهما حاولت تبرر مفيش فايدة
      انا عارفه كل حاجة ..وممكن اعمل نفسي مسمعتش منك حاجه النهاردة ولا ان احنا اتكلمنا اصلا ...وانت متعيدش كلام في الموضوع دا تاني
      شعر انه قد انكشف فعلا ولم يعد هناك داعي للمراوغه اكثر من ذلك
      -احسنلك يا جميله تنفذي اللي قولتلك عليه من سكات والا هتصرف تصرف مش هيعجبك
      جميله ببرود :انت اصلا متقدرش تعمل حاجه وفر تهديداتك دي لحد تاني غيري
      ادخل يده الي درج المكتب ليمسك بذلك المسدس الذي يحتفظ به في مكتبه دائما
      ثم نهض عن كرسيه ورفع المسدس بوجهها
      -لسه شايفه اني مقدرش اعمل حاجه
      ضحكت جميله باستفزاز وسخرت منه
      -صدق خوفت..دا حقيقي دا ولا ميه يا شاطر
      -جميله متنرفزنيش ..انا ممكن اقتلك وادفنك مكانك
      -اتكلم علي قدك يا سامح ..انا زي ما غنيتك سهل اوي اني افقرك تاني واخليك تمشي تشحت في الشوارع زي المتشردين يا كلب
      صفعها بقوة وصاح بها
      -اخرسي… انا هدفعك تمن كلامك دا يا جميله
      لم تستوعب جميله ما حدث ..كيف له ان يصفعها هكذا بكل سهوله.. كيف يكسر
      كبريائها وغرورها الذي لا يقهر
      لم تفكر الا في استعادة كرامتها المهدرة
      رفعت عينيها اليه بنظرة مفعمة بالغضب
      وسرعان ما ردت اليه الصفعه صفعتين علي خديه
      وبصقت عليه حتي ابتل وجهه
      ثار سامح بهمجيه وانقض عليه كالاسد الذي يهجم علي فريسته
      -انتي بتمدي ايدك عليا ..انا هقتلك.. هقتلك
      اخذ يسدد اليها الضربات بوحشيه وكأنه يسعي لقتلها حقا
      كانت تصرخ بألم..تشعر انها ستموت بين يديه
      تمادي في ضربها وضرب رأسها بالأرض عدة مرات حتي سالت منها الدماء
      لن يكتفي بذلك فقد اصبح غير واع لما يفعل
      صفعاتها جعلته يفقد عقله
      رفعها عن الأرض وهي فاقدة للوعي
      وسحبها الي المكتب
      امسكها من رأسها واخذ يصدم وجهها بزجاج المكتب بكل قوته
      وبعد مرور الوقت كان قد تعب جسده من ضربه لها ..رماها ارضا وجلس بجوارها
      اخيرا استفاق من جنونه و انتهت نوبه الوحشيه
      نظر اليها..
      ليصدم مما يري
      هو نفسه ..القاتل..السفاح ..المجرم
      لم يتحمل ما رأي
      كانت رأسها منشطرة حتي ظهرت اجزاؤها من الداخل اعتقد ان مثل هذا المشهد لم يره الا في كتب الاحياء...رأس انسان من الداخل
      كان من الصعب عليه رؤيه ذلك
      قلبها علي وجهها لعله شكلها من الامام افضل حالا
      ولكن….كان الوضع اسوأ
      ملامحها تشوهت.. قطع الزجاج تملأ وجهها
      من رآها هكذا لا يستطع معرفه ان كان هذا وجهها ام جزءا اخر من جسدها
      لا يعرف كيف خرجت عينها اليسري خارج جفنها
      كيف انقطعت شفتها العلويه
      كيف اصبحت فتحتا انفها متصلتين
      لم يتحمل رؤيتها ..لدرجه انه تقيأ عندما دقق النظر اليها
      تري متي ماتت ؟؟
      هل عندما صدم وجهها بالزجاج ام عندما صدم رأسها بالارض ..ام انها ماتت قبل كل ذلك
      عندما ابرحها ضربا كالمجنون
      ام انه فعل بها شئ اخر لا يتذكره
      -----------------------------------------------
      توقف حازم بسيارته امام قسم الشرطه
      وتقدم اليه بخطواتا واثقه ..ينوي ان يتوب عن كل ذنوبه وان يتخلص من ذلك الحمل علي عاتقه
      -انا جاي اسلم نفسي ...عايز اعترف علي كل الجرايم اللي عملتها في حياتي وكمان عايز اعترف علي مجرم خطير متخفي في صورة رجل اعمال ومافيا ليهم تاريخ اجرامي ضخم
      نظر اليه الضابط باهتمام
      -انت حتي ملكش اي حاجه في السجلات عندنا
      ايه خلاك تقرر تسلم نفسك
      -حازم بندم: تقدر تقول فوقت
      -طب اتكلم عن كل حاجه بوضوح واتأكد ان اعترافك دا هيحسن موقفك في القضيه
      -انا الابن الغير شرعي لسامح عبد التواب الشيمي
      طبعا هو مش معترف بيا
      رماني زي اي حاجه رخيصه عنده
      مره امي راحتله واترجته انه يديها فلوس لكن طبعا موافقش وضربها و طردها
      كنا وصلنا لدرجة ان احنا مش لاقين ناكل
      بعد ما الناس اللي كانت امي بتشتغل عندهم طردوها لما عرفوا ان ليها ابن غير شرعي
      وكنت انا ساعتها في ثانويه عامة وهي رفضت اني اشتغل.. كانت عايزاني اذاكر وادخل كليه
      لما رجعت البيت وحكيتلي علي اللي عمله ...روحتله عشان اتكلم معاه ..من غبائي قولت اكيد هيحن لابنه وهيساعدنا..بس كنت غلطان
      قالي اقعد من المدرسه وهو هيشغلني عنده ويديني مبلغ يعيشني انا وامي مرتاحين طول عمرنا ...و..وافقت
      من ساعتها وهو شغلني عنده الشغلانه اللي كان صعب يثق فأي حد يشتغلها
      فاخترني لانه كان عارف محتاج فلوس ومضتر اعمل اي حاجه عشان اعيش
      بقيت انفذله كل جرايمه من غير ما تيجي سيرته في حاجه ايا كانت
      نصبت علي ناس وسرقت ناس
      وفي الاخر خلاني كنت هقتل…
      وانا عندي دليل علي كل كلمه بقولها دلوقتي
      انا اللي اتفقت مع العصابه اللي كانت هتنفذ القتل
      وعارف مكانهم كويس
      بس لازم تحضروا قوه مجهزة عشان تقدروا تقبضوا عليهم لأنهم مسلحين واعدادهم كبيرة
      انا عندي استعداد اجي معاكوا وادلكم علي مكانهم
      بس الاول تقبضوا علي سامح قبل ما ينفذ اللي في دماغوا ويقتل حد ملوش ذنب
      .............

    7. #22
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Jul 2017
      المشاركات
      500
      معدل تقييم المستوى
      30

      افتراضي رد: رواية انت منقذى

      البارت الثالث والعشرين
      ……………..
      جلسا علي طرف الطريق ينتظران مرور سيارة ما لتنقلهما من هذا المكان ...لكن من الواضح انهم يبعدان كثيرا عن المدينه
      فلا يوجد اي اثر لأي وسيله مواصلات
      -انا مستحيل اسيبك لوحدك لازم نتجوز النهاردة
      -ازاي!!؟….مينفعش طبعا
      احتدت لهجة زين اكثر ليصيح بها
      -هو ايه اللي مينفعش..يعني انتي عايزة تستني لما يجي حد يهجم عليكي وانتي لوحدك و الله اعلم ممكن يعمل فيكي ايه
      -التمست له العذر في انفعاله فحقا الوضع غير امن ابدا ولكن حاولت ردعه عن تفكيره
      -يا حبيبي ان شاء الله مش هيحصل حاجه
      بس مينفعش جواز بالطريقه دي
      -يبقي تقعدي عندي في البيت مع ماما لحد ما نبقي نتجوز بالطريقه اللي انتي عايزاها
      -بردو مينفعش ...مستحيل
      -خلاص يا لميس احنا من هنا علي المأذون
      دا قراري لأنه مفيش حل تاني
      -بي محدش هيقبل بكدة.. لو افترضنا مثلا ان ماما جميله وافقت..اهلك اكيد مش هيوافقوا
      -بس احنا في ظروف بتجبرنا نعمل كدة
      انا مستحيل اآمن عليكي وانتي بعيدة عني
      ولو علي موافقه اهلي ف احنا هتجوز في شقتي انا بعيد عنهم ...بعد هروحلهم واقنعهم وهما عارفينك وبيحبوكي ولو اتضايقو شويه عشان سرعة جوازنا ..هتبقي فتره وهتعدي وهينسوا
      حاولت الاعتراض لكنه لم يسمح لها بذلك وقاطعها
      -الموضوع انتهي يا لميس
      -----------------------------------------------
      صفت سيارات الشرطه امام قصر سامح الذي
      هو في الاصل ملك بركات الغزولي والد لميس
      اقتحموا القصر وفتشوا كل ركن فيه مما جعل الحاديث والاقاويل تتناقل بين الخدم
      اخيرا وجدوه داخل غرفه المكتب
      كان يجلس محدقا الي ورق الجرائد الذي لم يجد غيره ليغطي به جثه جميله
      وجه رجال الشرطة اسلحتهم بوجهه
      لكنه لم يتأثر كثيرا بذلك ولم يظهر عليه رده فعل جديدة غير صدمته منذ رؤية جميله
      ازاح الضابط الجرائد ليصعق هو وكل من كان معه ورأي هذا المنظر المروع
      لحسن حظ حازم انه كان ينتظر مع فردين من العساكر بسيارة الشرطة ولم يرها
      سرعان ما غطاها الضابط من جديد وقد تأكد ان تلك كانت اخر جرائم سامح
      ……..
      بدأ التحقيق في قضايا سامح
      بعد ان حُملت جثه جميله الي المشرحة
      لم يحاول سامح الدفاع عن نفسه لو بكلمة
      وكأنه فقد النطق بعد ادراكه لبشاعة فعلته
      ربما كان هذا جزاء ما فعله مع لميس عندما اعطاها عقارا لتفقد نطقها
      ولكن تبقي الكثير من الحقوق المعلقه في رقبته وسيحاسب عليها في الدنيا والآخرة
      -----------------------------------------------
      بعد انتظار ساعه تقريبا استطاع زين ايقاف سيارة متجهه الي القاهرة
      لم يصدم كثيرا عندما علم انهم كانوا علي طريق الواحات..فمن المتوقع ان تحملهم تلك العصابه الي مكان بعيد عن الجميع

      لم يكن هدف الخاطف هو السرقه لذلك لم يأخذ سوي الهاتف الذي وجده مع لميس
      وترك اموالهم ومتعلقاتهم دون المساس بها
      دفعوا مبلغا مناسبا مقابل سفرهم الي القاهرة
      وبالفعل توجهوا الي مكتب المأذون الشرعي
      وتم عقد القران
      تلك اللحظة التي من المفترض ان تكون اجمل لحظة في حياتهم
      لم يشعر ايا منهم بلذتها
      كان الحزن والتوتر باد عليهما بوضوح
      الا ان لمعة الحب لم تنطفأ في عيونهما
      تساقطت العبرات من عيني لميس فمسحتها سريعا حتي لا يلاحظ زين ذلك والاهم اللا يلاحظ المأذون حتي لا يعتقد انها مجبرة علي الزواج
      نجحت في اخفاء دموعها عنه لكن من المستحيل ان تخفيها عن هذا العاشق الذي يشعر بها وان لم تكن معه
      لم يتفوه ايا منهم بكلمة حتي وصلوا الي شقة زين
      التي كانت في غاية الجمال ..يظهر عليها ان هناك من يسكن بها فقد كانت مرتبه جيدا
      تمتاز بالاثاث الحديث والطلاءات الراقيه
      مما يدل علي الذوق الرفيع
      نظرت لميس تتمعن في منزلها الجديد
      متعجبة كيف ان تكون شقته مرتبه بهذا الشكل علي الرغم من انها يقتن مع والديه
      كان من السهل عليه فهم نظراتها فاجاب علي تساؤلاتها دون حتي ان تسأل
      -ماما بتبعت ناس ينضفوا الشقه كل اسبوع
      وكمان انا ساعات كنت باجي اقعد هنا عشان المكان دا قريب من الشركة
      -انا مسألتكش
      -بس انا حبيت اعرفك عشان ترتاحي
      بدل ما تفتكريني كنت متجوز واحدة قبلك ومعيشها هنا ولا حاجه
      نظرت اليه شزرا وهي تشتعل بداخلها بسبب سخريته منها.. لكنها لم ترد لأنها لم ترغب في العراك معه في هذا الوقت الصعب
      -المفروض تروح لأهلك عشان تطمنهم عليك
      -وانتي مش عايزة تروحي لمامتك ؟
      -مفيش داعي ..في هنا تليفون ارضي ممكن اتصل بيها منه
      -----------------------------------------------
      عاد زين الي منزله ولم يجد احدا فتيقن انهم بمنزل مهاب….
      نزع الضماد عن رأسه وقام بأخذ حماما ساخن وبدل ملامبسه واستعد للتوجه الي بيت اخيه
      ………..
      فتحت ندي الباب لتري من الطارق
      فتفاجأت برؤيه زين واقفا امامها
      فصاحت بدهشه وفرحه
      -زين
      اتفضل ادخل...اقولك احسن ادخل لماما جوا قي الاوضه دي كانت تعبانه اوي
      وانا هتصل بمهاب عشان يجي هو وبابا
      ابتسم زين بدهشه
      -هما لحقوا يعدوكي مبقالكيش كام يوم متجوزة وعيلتنا الكريمه عديتك بداء الرغي
      ردت بمزاح
      -بوص..انا مش هرد احتراما لفرق السن وانت زي اخويا الكبير بردو
      بس جوزي جاي وهيجيبلي حقي منك
      ضحك زين معها علي الرغم من الحزن المشتعل بداخله… يكفي انها عروسا لم تهنأ بزواجها بسببه
      …..
      فتح الباب ليجد والدته مستلقيه علي السرير باكيۃ
      لمحته فور دخوله اليها
      فهبت من مكانها وعانقته بشوق وحنان
      -كنت فين زين وجعت قلبي عليك يا ابني
      شكلك تعبان...ايه اللي حصلك يا حبيبي
      قبل رأسها ويدها وابتسم ابتسامته الهادئه
      -انا كويس يا حبيبتي الحمدلله
      وهحكيلك علي كل حاجه ..بس فين بابا ومهاب
      جاء صوت ندي من خلفه التي تقدمت اليهم حاملة بيدها الطعام
      -نزلوا يدوروا عليك ...انت مش متخيل قلقنا عليك ازاي
      ثم اضافت مازحه
      يا شيخ دا انا قولت انت اتجوزت لميس في السر وروحتو تقضوا شهر العسل
      عبس وجه زين وبدي عليه التوتر والانزعاج
      فغير الموضوع سريعا
      -احمممم ..طب يلا يا ماما بقي نقوم ناكل دي ندي جايبه الاكل بنفسها لحد اوضتك
      ه
      ……
      ما هي الا دقائق وحضر مهاب و والده
      واعدت ندي المائدة لتناول الغداء
      انتهوا من الطعام لتحين تلك اللحظة التي يجب علي زين التكلم فيها ولا يعرف كيف يبدأ
      لكن قد وفر عليه مهاب الكثير عندما طرح سؤاله
      -قولي بقي يا معلم كنت فين؟
      نظر زين اليهم بتوتر ثم حسم امره ..وتكلم
      -هو لازم كلكوا تعرفوا اللي حصل من الاول وتعرفوا اني لو غلطت فانا كنت مضطر
      اقلقتهم كلماته وادخلت برؤوسهم العديد من التساؤلات
      ليرد علي كل تساؤلاتهم عندما سرد عليهم كل ما حدث معه ومع لميس
      منذ ايصاله لها بعد زفاف مهاب وندي
      الي زواجهم المفاجئ ماعدا بعض التفاصيل التي حكتها له عن حياتها تقديرا لوثوقها به وانها اءتمنته علي اسرارها التي لا تشاركها مع اي احد سواه….كما انه ايضا لم يخبرهم ان جميله ليست والده لميس الحقيقيۃ
      اعتلت الدهشه والصدمة وجوه الجميع
      لكن كانت الآراء مختلفه
      قدر مهاب وندي ما حدث وتفهما الموقف
      هربما كان شبابهم من احد الاسباب التي سهلت عليهم تقبل الوضع لكن ما كان له الاثر الاعظم هو حبهم وعشقهم الذي جعلهم يتفهمون مشاعر عاشق تجاه حبيبته المهددة بالخطر
      اما والداه فكان لهما رأيا مختلفاه
      صاحت به زينب
      -انت اكيد اتجننت ..ازاي يا زين ..وصلت لدرجة انك تتجوز من ورانا
      -يا ماما كنتي عايزاني اعمل ايه يعني ..
      استني لحد ما تموت
      رد محمود برزانه:
      -بس اكيد كان في حل تاني… علي الاقل كنت عرفنا الاول..مش تروح تتجوز بعدين تيجي تقولنا انا اتجوزت
      -يا بابا انا عارف اني غلطت ..بس مكنش ينفع اجيبها واقولكو احنا هنتجوز النهارده
      انا كدة هبقي بحرجها
      صرخت به زينب برفض:
      -انا مش ممكن اوافق علي الجوازة دي
      اصلا لميس عملتلك كل المشاكل دي من قبل ما تتجوزوا ..امال بعدين هيحصل ايه
      تتدخل مهاب محاولا تهدئة الموقف
      -يا ماما متظلميهاش ..هي بردو ملهاش ذنب في اللي حصل ..بعدين انتو كنتو موافقين عليها من الاول ..اعتبروا انهم قدموا جوازهم شوية
      طال النقاش لعل محمود قد بدأ يتفهم الوضع ويتقبل زواج زين ولميس بعد اقناع زين ومهاب وندي له
      الا ان زينب لم يتغير رأيها
      قد يكون السبب انها خائفه علي ابنها من كثرة مشاكل لميس..وقد يكون السبب هو زواجه بغير علمها بتلك الطريقة المفاجأة

    8. #23
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Jul 2017
      المشاركات
      500
      معدل تقييم المستوى
      30

      افتراضي رد: رواية انت منقذى

      البارت الرابع والعشرون
      ………………..
      عاد زين الي منزله عابسا بعد ما حدث بينه وبين عائلته كاد ما ان اخرج المفتاح من جيبه حتي وجد الباب قد فُتح وحده
      فتحت لميس الباب وجدته امامها فارتمت بين احضانه وهي تبكي بشدة لتنطق من بين شهقاتها
      -ماما...جمييله...ماتت...سا...سامح...قتلها
      كان يتوقع زين شئ كهذا من سامح ..لذا شكر ربه كثيرا انه لم يسمح للميس بالبقاء وحدها
      ربما كان هذا الشيطان قتلها مثلما فعل مع عائلتها
      -البقاء لله...ربنا يرحمها...اهدي يا حبيبتي ..تعالي طيب ادخلي دلوقتي ..هجيبلك كوبايه ميه
      بعد ان هدأت قليلا جلس زين بجوارها واحتضنها واخذ يربت عليها
      -انتي عرفتي ازاي
      -اتصلت علي تليفون البيت عشان اعرفها اللي حصل...بس لقيت حد من الخدامين اللي رد عليا وقالي ان سامح قتل ماما والبوليس قبض عليه
      -وانتي بقي كنتي خارجة كدة رايحه القسم
      اجهشت في البكاء من جديد
      -لازم اعرف ماما ودو ماما فين
      وكمان ..انا...انا لازم اقعد في هناك في البيت علي الاقل ايام العزا
      لم يستطع الرفض فحتي ان لم تكن والدتها الحقيقية وان لم يكن هناك ود بينهم
      فيكفي انها المرأة التي عاشت معها الجزء الاكبر من عمرها
      -ماشي يا لميس ...بس خليكي هنا دلوقتي وانا هروح القسم اعرف ايه اللي حصل
      وكمان لازم عيلتها تعرف وهما اللي يستلموا الجثه
      -هاجي معاك ...في اجندة في البيت فيها ارقام كل قرايبها تعالي نروح نتصل بيهم
      -----------------------------------------------
      وصلت الشرطة الي مقر العصابه بمساعدة حازم
      وتم القبض عليهم وتحرير الاسري
      ليكتشفوا انهم كانوا يحبسون ما يزيد عن عشرين فردا في هذا المكان ..شباب واطفال وشيوخ ونساء
      كان هذا عاملا قويا في تحسين موقف حازم بالقضيه وخير دليل علي توبته
      لكن هذا لا يعني انه غير متورط بجرائم سامح
      …….
      تم حبس كلا من سامح وحازم علي زمة التحقيق
      وكانا يجلسان بزنزانة واحدة
      كان حازم يشعر بالكراهيه تجاه والقرف والغضب تجاه سامح لذا حاول التحدث معه وتعنيفه
      -دا جزائك ..انا غلطان اصلا اني مبلغتش عنك من الاول ...يمكن كنت بخاف عشان انا شريكك في بلاوي كتير من اللي عملتها ...بس الحمد لله اني فوقت وقدرت اعمل حاجة كويسة في حياته
      كان سامح يلعب بخصلات شعره كالابله ويبدو وكأنه لا يستمع لما يقوله له
      صرخ به حازم وهزه بعنف
      -بوصلي هنا انت …
      لم يكمل جملته فقد عقدت الصدمه لسانه بعد رد فعل سامح الغريب
      رفع رأسه اليه وفتح عينيه علي وسعيهما
      وفتح فمه في ابتسامة عريضة
      وتغيرت ملامح وجهه بالكامل
      و وضع كلتا يديه علي حازم واخذ يمررها عليه
      ليقول بصوت مرتفع بطريقه غبية
      -انت حلو….انت امور…انت جميل
      مناخيرك حلوة اوي ..عندك فتحتين صغيرين
      انت جميل...بس جميله مبقتش جميله
      جميله مبقتش جميله
      بالغ في ضحكه وارتفع صوته وصوت قهقهاته
      -جميله مبقتش جميله
      طرق حازم علي باب الزنزانه بطريقه همجيه وصرخ بالعساكر
      -الحقوا...سامح اتجنن
      دخل اليهم الضابط ومعه اثنين من رجال الشرطة
      ليقفز سامح امامهم كالكنغرو
      -انتو كلكو حلوين
      بس جميله مبقتش جميله ..وشها دخل في بعضه
      ههههههعععععععههااااااااااا
      جميله مبقتش جميله و وشها دخل في بعضه
      راسها بقت عامله زي البطيخه المفتوحه
      راس جميلة من جوة احمرة
      جميله مبقتش جميله
      جميله بقت شبه الفسيخة
      هههههههععععععههههههههععععااااااااا
      اسرع الضابط واتصل بمشفي الامراض العقليه
      وجاءوا لحمل سامح الي المشفي مع الحراسه المشددة عليه من قبل الشرطه
      -----------------------------------------------
      عاد والدا مهاب الي منزلهما رغم الحاح ندي بأن يقضوا الليله معهم..ولكن رفضوا
      كانت ندي تجلس بغرفتها تحتضن وسادتها شاردة
      عندما دخل اليها مهاب ليلامس خصلات شعرها الذهبية برقه ويهمس بالقرب منها
      -انا اسف
      اخترقت الكلمه اذنها لتخرجها من شرودها وتركز كل اهتمامها اليه
      -اولا انا معرفش انت بتعتذر علي ايه
      ثانيا انت مينفعش تعتذرلي اصلا لو مهما حصل
      انا مش عايزة اسمع الكلمة دي تاني
      -كان المفروض تبقي في شهر عسل دلوقتي
      بس انتي من تاني يوم جواز
      دخلتي في مشاكل و نكد من غير ذنب
      وانا عارف ان دي حاجه تضايق
      -بس انا فعلا متضايقه بس مش عشان الاسباب التافهه دي ،بالعكس..دي مشاكلي اصلا لأن دي عيلتي انا كنت الأول متضايقه وزعلانه لأني كنت خايفه علي زين لأنه اخويا زي ماهو اخوك
      وكنت زعلانه علي ماما والحاله اللي كانت فيها
      ودلوقتي بقيت متضايقه عشان المشكله اللي حصلت مع ماما وبابا بسبب جواز زين
      وزعلانه علي لميس لأنها اتظلمت كتير ومش عايزة ان احنا كمان نظلمها
      صعب اوي علي اي بنت انها تبقي لوحدها يوم جوازها.. صدقني احساس وحش اوي
      عرفت بقي انا متضايقه ليه ؟
      قبل رأسها بحب
      -انا بحبك اوي
      انتي اجمل حاجه في حياتي.. اكيد ربنا بيحبني
      عشان كدة كافأني بيكي
      -وانا بحبك لدرجة مقدرش اوصفها
      بدعي كل يوم وانا بصلي ان ربنا ميفرقناش ابدا
      مش عايزة حتي الموت يفرقنا
      بدعي دايما نبقي مع بعض في الجنة
      ابتسم بجاذبية ثم تكلم بنبرة صادقه
      -هتصدقيني لو قولتلك اني بدعي الدعاء دا من اول يوم شوفتك فيه
      -انا اصلا كنت عارفه
      -و عرفتي منين بقي
      -لأني متأكدة ان احنا بنفكر بنفس الطريقه واللي في قلبنا واحد
      بعدين انا سمعتك وانت بتدعي لما كنا بنصلي يوم فرحنا
      ضحك واردف مازحا
      -هو انتي كنتي بتصلي ولا كنتي مركزة معايا…
      بوصي عموما انتي اللي جبتيه لنفسك
      نهض من امامها وذهب لإطفاء المصابيح بالغرفه
      ندي بخوف:ايه دا انت طفيت النور ليه
      -هتعرفي دلوقتي
      -مهاب انا بخاف من الضلمة
      -بس انا مبخافش
      -----------------------------------------------
      لم يصدق انه يمكن لأحد ان يصل جنونه الي تلك الدرجة ..كيف له ان يكون بتلك الوحشية ليقتلها تلك القتلة الشنيعة..حقا ما ابشع ما فعل
      بعدما رآها زين لم يسمح للميس برؤيتها
      من المؤكد انها لن تقدر علي تحمل مثل هذا المنظر
      تمت مراسم الدفن وكان العزاء مكدس بالناس والشخصيات المهمة بالدولة
      بالطبع..فجميله من اكبر عائلات مصر
      ولها العديد من المعارف
      لكن حتي في تلك الطبقة الراقيه لم يكف الناس عن النم والتحدث علي ما صار
      مهما كانوا ارستطقراطيين فتلك هي عادة البشر
      كما ان مهاب وندي قدموا لحضور العذاء فور علمهم من قنوات الاخبار
      حتي زينب ومحمود ذهبوا ايضا وتواجدوا معهم
      فمهما حدث بينهم او كانوا غاضبين من لميس وزين فهذا ليس له علاقه بتأدية الواجب
      فقيمهم التي تربوا عليها تحتم عليهم الوقوف بجانب ابنائهم في مثل تلك الاوقات
      انتهي العذاء وعاد الجميع الي بيوتهم ماعدا
      مهاب وندي الذين بقيا مع لميس وزين
      جلست ندي مع لميس في غرفتها وحاولت التخفيف عنها ومواساتها بعد كل تلك المصائب التي مرت بها
      -البقاء لله يا لميس..انا والله زعلت اوي لما عرفت اللي حصل
      -ونعم بالله… بس انتي لسه عروسه ومكنش المفروض تيجي
      -يا حبيبتي مفيش حاجة اسمها عروسه في ظروف دي
      اصلا انا كنت ناوية اجي عشان اباركلك علي جوازك ..بعدين عرفت اللي حصل
      نظرت لميس والدموع تتلألأ في عينيها
      -طنط زينب متضايقه مني ومش موافقه علي الجواز..مش كدة؟
      شعرت ندي بالحزن علي تلك المسكينة التي لم تهنأ بشئ في حياتها
      -صدقيني ماما زينب طيبة اوي وهي بس زعلانة عشان اتجوزتوا فجأة من ما تعرف هي وبابا محمود
      بس انتي شوفتي اهو ان هما الاتنين جم النهاردة عشان يعزوكي ودا معناه انهم بيحبوكي
      كمان انا عايزاكي تعتبريني اختك وهنبقي مع بعض دايما ..انا معنديش اخوات بنات وانتي هتبقي اختي الوحيدة
      نظرت اليها لميس بأسي
      -انتي طيبة اوي..انا حبيتك من ساعة ما شوفتك في الفرح.. تعرفي
      انا معنديش اخوات خالص وعمري ما كان عندي اصحاب حتي ماما جميله الله يرحمها مكنتش قريبه مني وطول عمري عايشة لوحدي
      مش بتكلم مع حد ومش بسمع حد
      وانا في المدرسه كنت بشوف البنات دايما مع بعض بيضحكوا ويهزروا بس محدش فيهم كان بيقبل صداقتي لاني في الوقت دا كنت فاقدة النطق
      وبعدين لما قدرت اتكلم كنت اتعودت ع الوحدة
      كمان نظرات الشفقة اللي كنت بشوفها في عيون الناس مكنتش بتشجعني اني اقرب منهم او اختلط بحد ..ثم ابتسمت ابتسامة مليئة بالحزن وتابعت..
      حتي زين اول ما شافني كان فاكرني خرسة
      لم تستطع ندي التحكم في نفسها اكثر من ذلك وسمحت لدموعها بأن تأخذ مجراها علي وجنتيها
      احتضنت لميس بحب واردفت
      -من النهاردة انتي مش لوحدك ..انا اختك وصاحبتك وكمان ماما زينب زي مامتك بالظبط
      انتي خلاص بقيتي واحدة مننا ومش هنسيبك لوحدك ابدا
      وانا مش هسمح لدموعك الغالية دي انها تنزل تاني ..مفهوم
      مدت كلا منهم يدها لتمسح دموع الاخري
      لتقولا بصوت واحد
      =انا بحبك اوي
      ابتسمت الفتاتان علي تحدثهما بنفس الكلمة في نفس الوقت
      ثم هما بالنزول الي حديقة ذلك القصر الغناء
      حيث كان يجلس ازاوجهم
      كان واضح علي لميس كم تحسنت حالتها ليس عما كانت قبل قليل
      لا بل تحسنت عن اي مرة كانت بها في حياتها
      القت السلام عليهم وبدأت هي في الحديث
      -مبروك يا مهاب ..والله انا كنت ناوية اني اجي اباركلك بنفسي ..بس للأسف ملحقتش
      نظر كلا من مهاب وزين اليها بدهشه
      متعجبين كيف تغير حالها بتلك السرعه
      رد مهاب بتلعثم نتيجة صدمته بها
      -اا...ال..الله يبارك فيكي
      اضافت ندي بابتسامة
      -يالا يا مهاب نروح احنا ونجيلهم تاني الصبح
      ثم نظرت الي لميس لتتحدث بجدية مصطنعه
      -وانتي يا لميس.. يوم عدي ولسه ليكي يومين كمان هنا بعدين ترجعي علي بيتك ..مفهوم
      ابتسمت لميس وجاوبت بنفس طريقتها
      -مفهوم

    9. #24
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Jul 2017
      المشاركات
      500
      معدل تقييم المستوى
      30

      افتراضي رد: رواية انت منقذى

      -----------------------------------------------
      البارت الخامس والعشرون
      ……………
      صعد زين ولميس الي غرفتها متعبين بعد يوم طويل وشاق بالنسبة لكليهما
      اغلق زين باب الغرفة ثم توجه لأخذ حماما ساخن لعله يرتاح لو قليلا من شقاء هذا اليوم
      خرج بعد دقائق عاري الصدر لا يرتدي سوي بنطاله الجينز
      شهقت لميس وفتحت فاهها وقفزت من علي السرير ووقفت امام باب الغرفه توليه ظهرها
      -ايه اللي انت عامله دا
      زين بتعجب:عملت ايه
      -انت ازاي ...ازي تخرج كدة
      نظر الي نفسه وقد فهم مقصدها
      -مممم..حبيبتي كنت عايز اوضحلك بس حاجة انتي مش واخدة بالك منها.. احنا اتجوزنا
      لميس بتوتر ومازالت لا تنظر اليه
      -بوص يا زين.. انت اصريت اننا نتجوز بالسرعه دي ومن غير ما نعرف حد كمان وانا وافقت
      بس بجد انا مش مستعدة لأي حاجة دلوقتي
      مرر اصابعه بعنف بين خصلات شعره الناعمة واغمض عينيه في حركته المعتادة ليهدئ نفسه
      ثم تكلم بعد لحظات
      -طب اعمل ايه انا مش جايب معايا اي هدوم ومستحيل انام بالقميص دا عشان قماشته بتحرر
      فكرت لميس للحظات ثم نطقت بالحل الذي جعل زين علي وشك ضربها
      -انا عندي بلوزات كتير في الدولاب اختار واحدة
      صرخ بها زين في غضب وسخرية
      -انتي هبلة ..متخلينيش اتعصب عليكي
      تقدم اليها ثم حملها بين زراعيه بشكل مفاجئ
      لتصرخ به :اللي عملته دا
      وضعها علي طرف السرير ثم اطفأ النور واتجه لينام علي الطرف الآخر
      -نامي..متخافيش مش هكلك
      كادت ان تنهض من مكانها لولا ان امسكها من يدها قائلا
      -نامي وخلصيني بيننا مسافه تاخد 3 انفار غيرنا
      ابتلعت ريقها بصعوبة واغمضت عينيها دون ان تتكلم وابتعدت بجسدها عنه اكثر حتي كادت ان تسقط من علي السرير
      سرعان ما نام كلاهما فحقا كانا متعبان الي ابعد حد
      -----------------------------------------------
      تم نقل سامح الي مشفي الامراض العقلية
      وضعوه في غرفه ضيقه بمفرده وتم وضع رجلان للحراس امام باب تلك الغرفه
      لم يهدأ ولم يستكين بل ظل يتكلم ويصرخ بصوت عال كما انه كان كثير الحركة يقفز من مكان لآخر
      -جميلة مبقتش جميله
      اخذ يصفق ويغني بطريقه غبيه
      بوق جميله اقطع.. عين جميله افقع
      جميله مبقتش جميله
      اخذ يضرب نفسه بوجنون و وحشيه تماما كما فعل مع زوجته
      لكن غياب عقله كان سببا في عدم شعوره بالالم
      كما تألمت هي عندما كان يقتلها بلا رحمة
      اشتد في جنونه واخذ يعيد مع نفسه ما فعله معها حتي ادخل اصابعه القذره في عينه واقتلعها من مكانها وضرب رأسه بالأرض الصلبة حتي مات في مكانه ولم يشعر به احد الا بعد ساعات من موته عندما دخل احد عاملين المشفي ليقدم له وجبته الغذائيه
      خرج الرجل سريعا عندما رآها ملقي بهذا الوضع
      واسرع لإحضار الطبيب الذي اكد وفاة سامح
      كم ارتكب جرائم في حياته وكم ظلم اناس ابرياء
      ما اعظم الخطأ الذي ارتكبه في حق لميس عندما قتل والدها ليحكم عليها بالوحده والبؤس طول حياتها ..ماذا فعلت له حتي يحرمها من سعادتها التي لم تكن تمتلكها من الاساس
      ولكن ربما لو بقي والدها حيا لعوضها عن فقد والدتها والايام البائسه التي قضتها بعيدا عنه..
      في ماذا آذاه والد لميس حتي يقتله ويجرده من حياته بكل برود وبأي حق يسرق امواله و يسيطر علي املاكه و يعذب ابنته…
      وما ابشع الذنب الذي ارتكبه في حق ابنه الوحيد الذي لم يكن بيده ان يصبح طفلا غير شرعيا ليبقي ذلك عبأ عليه و وصمة عار يحي بها بين الناس حتي نهاية عمره…
      واخيرا ..بأي حق يقتل زوجته بتلك الطريقه البشعه والمخيفه فقط لأنها رفضت ان تسلمه املاكها لينهبها ويتصرف بها بالباطل
      اقترف العديد من الذنوب وتسبب في كثيرا من المصائب.. ربما كانت تلك هي النهاية التي كان يستحقها بعد صفحات حياته السوداء
      كان قدره ان يعاقب في الدنيا والآخره
      -----------------------------------------------
      مرت ايام العزاء سريعا وكانت ندي بجانب لميس كأختها حقا مما اثار عجب كل من كان يعرفها سابقا.. فالجميع يعلم ان لميس لا تختلط بأحد ودائما منعزله وحيدة و انطوائيه
      كيف تقربت الي ندي الي هذا الحد وكيف تزوجت فجأة من هذا الشاب الوسيم
      اثارت التساؤلات اذهان الجميع ولكن لا اجابة
      ……..
      عادت لميس الي بيتها برفقة زوجها
      لا تغادرها فكرة انها ستبدأ حياة جديدة
      لا تعلم عنها شيئا ولكن يكفيها انها ستكون مع حبيبها الذي اصبح كل شئ بالنسبة لها الآن
      وايضا ستكون مع تلك الفتاة الطيبة التي جعلتها تشعر وكأنها تعرفها منذ وقتا طويل واصبحتا كلأختين واكثر من ذلك
      -تعالي بقي افرجك علي الشقة عشان ملحقتيش تشوفيها المرة اللي فاتت
      ابتسمت لميس وامسكت يده لتستمتع معه برؤية بيت الزوجية
      لميس بدهشة:-ايه دا !!
      نظر اليها زين ونظر حوله بتعجب
      -ايه
      -انت لو موديل مكنتش هتخلي كل حته في الشقة مليانة مرايات بالشكل دا
      ضحك زين كثيرا علي جملتها ثم ابتسم بجاذبية ووقف امام المرآة واخذ يهندم ملابسه ويلاعب شعره بغرور
      -اصل بصراحه ربنا وقعك مع واحد وسيم وجذاب عينه خضرا وشعره بني وابيضاني وامور
      وبيحب يبقي حواليه مرايات في كل مكان عشان يتباهي بجماله
      نظرت اليه لميس بحنق
      -انت مغرور اوي
      ضحك بقوة ضحكة عالية واحتضنها بشدة
      -طب بذمتك مش شكلهم حلو
      -انت عامل مراية التسريحة واخدة الحيطة كلها وقلنا ماشي ..الدولاب عبارة عن مرايه ضخمة ثلاثية الابعاد وقولت معلش
      مفيش برواز طبيعي واحد يوحد ربنا وكل البراويز عبارة عن مرايات وعديتهالك
      انما باب الشقه علي شكل مرايا ليه بقي
      جذبها من يدها ليقفا امام الباب
      -دا عشان اللمسه الاخيرة يا حبيبتي
      لما تكوني خارجه من البيت وانتي بتفتحي الباب تبوصي بصه كدة علي شكلك قبل ما تخرجي
      -انت بتتكلم جد
      -امال بهزر
      -انت مجنون
      -شكرا يا ستي علي المجامله اللطيفه دي ..كلك ذوق
      لميس بتوتر وقلق
      -انت زعلت ولا ايه..انا مش قصدي
      ضمها اليه ليبتسم علي براءتها
      -لا مزعلتش ..انا كدة بهزر.. انتي كل دا مبتعرفيش تفرقي بين الجد والهزار
      نظرت الي الأرض بألم لتتحدث بنبره حزينة
      -تعرف ان انت اول واحد يهزر معايا
      انا حوالي 23 سنه مبتكلمش مع حد غير في الكلام الضروري المهم وبكل اختصار كمان
      ومكنتش بقعد مع ناس بتتكلم عشان اشوف بيهزروا ازاي.. انا دايما لوحدي
      رفع رأسها بأنامله لتتلاقي اعينهم مع بعضها
      -كل دا بقي ماضي.. وعمرك ما هترجعيله تاني
      ثم اضاف بمرح
      خلاص الدنيا ضحكتلك..احب اقولك ان حظك دبسك في عيله مسخرة ..احنا اصلا بيتنا عامل زي مسرح مصر 24 ساعه قلش وضحك..
      وبعدين كفاية عليكي ندي
      تعرفي انها واخدة جايزة احسن ممثله كوميدية في الجامعه
      -متتريقش علي اختي كدة
      -هو انا عشان بكلمك عن الهزار تفتكريني بهزر
      انا بتكلم بجد.. ندي طول عمرها بتمثل في مسرح الجامعه وكانت ادوارها كلها كوميدي
      -هي طيبة اوي وانا حبيتها والله زي اختي بالظبط ومتأكدة ان احنا هنبقي دايما مع بعض
      بس تفتكر مامتك وباباك هيسامحونا ؟
      -صدقيني دول اطيب خلق الله وهثبتلك كدة بنفسي كمان ..بكرة نروحلهم وهتشوفي هيعاملوكي ازاي
      ابتسمت لميس بسعادة وامل
      -ان شاء الله
      -----------------------------------------------
      انه صباح يوم جديد ،اشرقت الشمس بأشعتها
      الذهبية لتغمر الكون بنورها الوضاء
      اخترقت زقزقة الطيور آذان البشر لترسم البسمة علي محياهم لتعلن بداية هذا اليوم بالسعادة
      صوت طرقات عالية ومتتاليه علي الباب مع رنين الجرس الصاخب جعلها تتقدم نحو الباب وهي تصيح
      -هطين عيشتك ياللي ع الباب ..بطل صداع
      فتحت الباب لتجد من التصق بها كالوطواط
      -وحشتيني اوي يا ماما
      احتضنتها بحنان وقبلتها من وجنتيها
      -انتي كمان وحشتيني اوي يا ندي
      ثم ضربت مهاب علي كتفه
      -اكيد انت اللي كنت عامل الهيصه دي كلها
      مهاب وهو يمثل الالم من ضربتها الخفيفه
      -لا والله ..انا كنت برن الجرس بس
      ندي اللي كانت بتخبط
      اختبأت ندي خلف ظهر زوجها وامسكت بقميصه
      -بالله عليكي يا ماما متضربينيش انا كنت بهزر
      ابتسمت زينب لهم ثم جذبتها من زراعها
      -تعالي يا قردة مش هعملك حاجة
      انا مش مهاب لحق يعلمك حركات الاطفال دي امتي
      رفع مهاب يديه وكأنه يبرئ نفسه
      -والله يا ماما معلمتهاش حاجه..انا واخدها كدة
      دي هي صاحبة الفكرة اصلا
      ضحكت ندي بمرح وهي تنظر الي حماتها
      ثم اضافت
      هو فين بابا
      -نزل يجيب الفطار زمانه جاي
      تسطح مهاب علي الاريكة وامسك جهاز التحكم ليقلب بالتلفاز
      -دا احنا جايين في معادنا بقي
      طول عمري باجي علي سيرة الأكل
      بعد لحظات كان محمود واقفا امامهم بيده الفطور
      ركضت اليه ندي وانتشلت الحقيبة من بين يديه
      انا هدخل اجهز الفطار بقي عشان ابنك بصراحة مجوعني ومش بيجيب اكل في البيت
      هب مهاب واقفا ليأخذ منها الطعام
      -هاتي يا مفجوعه انتي هتاكلي الأكل كله لوحدك في المطبخ.. انا اللي هعمل الفطار
      حرك محمود رأسه يمينا ويسارا
      -لا حول ولا قوة الا بالله
      والله انتو جوز مجانين واتلميتوعلي بعض
      واضح ان العيله دي مش هيدخلها حد عاقل ابدا
      نظر مهاب وندي الي بعضهم نظرة ذات معني
      لتبدأ ندي بالتحدث
      -لا في...لميس
      تغيرت ملامح الجميع ودمعت عين زينب
      وساد الصمت للحظات ليكسره مهاب
      -كفاية زعل بقي ..انتو عارفين ان اللي حصل مكنش بإرادتهم وكان لازم يعملوا كدة
      جلست ندي بجوار حماتها وامسكت يدها
      -انا عارفه يا ماما انك هتسامحيهم
      لميس اتظلمت في حياتها كتير اوي ..بلاش احنا كمان نظلمها
      صدقيني هي مشافتش يوم حلو في حياتها
      انا لما اتكلمت معاها حسيت بوجعها بجد
      كانت طول عمرها لوحدها ومحدش بيسأل عليها
      تخيلي يا ماما واحدة يتيمة عايشة مع جوز ام
      ومامتها نفسها مبتهتمش بيها ومبتعاملهاش كويس
      تفتكري حياتها تبقي عامله ازاي
      وكمان كانت عايشة في بيت واحد مع الراجل اللي قتل ابوها ومقدرتش تتكلم
      ونفس الراجل دا هو اللي كان بيحاول يقتلها..
      اعتبريها زي بنتك يا ماما
      انتي اللي بإيدك تدخلي الفرحه علي حياتها
      ويبقي ليها عيلة تحس بالأمان معاهم
      فاضت الدموع من عيني زينب
      كم كانت تريد ان تري لميس امامها في تلك اللحظة لتحتضنها بحنان الأم وتعوضها عن كل ما فقدته في حياتها
      ................

    10. #25
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Jul 2017
      المشاركات
      500
      معدل تقييم المستوى
      30

      افتراضي رد: رواية انت منقذى

      البارت السادس والعشرون
      …………….
      كانت تقف تنظر بتوتر الي ملابسها الملقاة بإهمال
      علي السرير امامها عندما اقترب منها زين
      -حبيبتي بقالك ساعتين واقفه كدة وقلبتي الدولاب كله علي السرير ولسه مختارتيش حاجه
      انا جاهز وشكلي كدة هروح لوحدي
      امسكت لميس احد الفساتين امامها و وضعته علي وجهها لتقول بضيق
      -انا مش عارفه البس ايه ..خلاص زهقت
      -يا حبيبتي 200 طقم و100 فستان
      حراام عليكي كل دول مش عجبينك
      رفعت عينيها لتنظر اليه بانزعاج
      -كلهم ضيقين
      -ايه!!...معقول لحقتي تتخني لدرجة ان كل الهدوم مبقتش تتدخل فيكي
      -بطل هزار بقي… انا مش لاقية اي حاجة مناسبة
      اقترب منها وقبل يدها وضمها الي صدره
      -فاهمك.. خلاص متزعليش
      النهاردة نروح نشتري هدوم جديدة والاستايل اللي يعجبك
      ابتعدت عنه قليلا ثم نظرت الي عينيه لتقول بحزم
      -زين انا عايزة اتحجب
      ابتسم ابتسامة واسعه ولمعت عيناه عند سماع جملتها
      -انتي قولتي ايه!! انتي بتتكلمي بجد
      اومأت برأسها وتعلو وجهها ابتسامة رضا عن قرارها الذي شعرت بأهميته مؤخرا
      -اه بتكلم جد جدا
      -انا بحبك اوي يا لميس ..انتي فعلا مفيش منك
      انا ...انا بعشقك يا لوما
      حملها بين ذراعيه واخذ يدور بالغرفه حاملا اياها
      بسعادة وهو يهتف
      -انتي هتبقي جميله اوي بالحجاب انتي حلوة اوي
      وانا بحبك اوي اوي
      كانت لميس تضحك والفرحه تملأ عينيها
      -خلاص نزلني هدوخ
      انزلها والبسمه لم تفارق وجوههم
      -انتي ايه اللي جاب الفكرة دي في دماغك
      -بصراحة في اليومين اللي فاتوا ندي كلمتني عن الحجاب بطريقه غير مباشرة.. وانا اقتنعت بكلامها
      حسيت لأول مره ان في حد بيوجهني لحاجة صح
      انا عمري ماكان عندي ام تتكلم معايا وتعرفني الصح من الغلط وتعلمني اعيش ازاي
      ولا كان عندي أب يزعقلي علي تصرفاتي
      ويقوللي البس ايه وملبسش ايه
      اغرورقت عيناها بالدموع لتتابع
      -عشان انا زي ما انت شايف
      زين انا عايزاك تعرفني ازاي اتصرف
      وتعرفني ايه الصح وايه الغلط
      عايزاك تعلمني ازاي اعيش
      اعتبرني بنتك اللي بتربيها علي ايدك
      زين انت جوزي وابويا واخويا ..انت كل حاجة
      احتضنها لتستكين بين احضانه ...نعم
      فقد اصبح حضنه هو عالمها الجديد
      اما زين فقد لمعت دموعه في عينيه من شدة تأثره بحيديثها...ما اعظم المسؤليه التي حملته اياها
      انه لشعور نادر ان يجعلك احد مسئول عن حياته بل ان يجعلك كل حياته
      في تلك اللحظة قطع عهد علي نفسه ان يكون بحجم تلك المسئوليه وان يكون نعم السند لها
      حتي يبدأوا معا طريقهم في هذه الحياة والي…
      الجنة
      كانا غارقان في عالمهما الخاص حتي قاطعهم رنين جرس الباب
      -مين ممكن يكون جاي دلوقتي
      -مش عارف ..خليكي هنا هشوف مين
      ما ان قام بفتح الباب حتي وجد امامه والديه واخاه وزوجت...نظر اليهم نظرات توتر تكسوها الفرحة
      -اتفضلوا
      جلسوا بالصالون والتوتر يسيطر علي الجميع
      و الصمت هو سيد الموقف لتكسر زينب ذلك الصمت
      -امال فين عروستك
      لا ينكر انه تفاجأ بوجودهم لكنه يعرف تلك العائله جيدا وعنده يقين انهم سيتقبلون زوجته في اقرب وقت
      -اااا..ثواني هندهلها
      دخل الي غرفته ليجدها ما زالت علي جلستها
      لم يتغير شئ
      نظرت اليه لتقول بعفوية
      -مين اللي جيه
      -كلهم
      تعجبت لميس من رده كما انها لم تفهم شيئا
      -هما مين دول اللي كلهم
      نظر اليها ليقول بسخرية
      -اللي كنا رايحنلهم
      توترت لميس كثيرا تلك اللحظة التي كانت تنتظرها منذ عقد قرانها والتي كانت تسعي اليها توا ولكن صدمتها بحضورهم اليها جعلتها تشعر انها غير مستعدة لهذا اللقاء
      -بجد..يعني….فعلا
      اقترب منها ولامس وجنتها بانامله وحاول طمئنتها
      -متخافيش ..مش انتي اصلا كنتي هتروحيلهم دلوقتي ..فرقت ايه بقي
      ثقي فيا يا حبيبتي انا معاكي ..وكمان اختك برة
      ملوش لازمة التوتر دا
      -طب انا ثواني هغير هدومي وجايه
      قبل رأسها بحب كعادته ثم تركها ليقابل عائلته ريثما تكون جاهزة لمقابلتهم معه
      -ايه يا ابني شكلك كدة لابس ومتشيك ..كنت خارج ولا ايه
      نطق بها مهاب في محاوله لتلطيف الجواء لكنه
      لكن رد زين هو ما جعل جملته اكثر تأثيرا
      -اه...انا ولميس كنا رايحين لبابا وماما
      شعر والداه بفرحه غامره لأن ابنهم مازال كما هو
      يرغب في رضاهم ولا يريد الابتعاد عنهم
      الا انهم لم يظهروا مشاعرهم
      ليقول محمود بتأنيب ظنه زين سخريه
      ولم يدرك ان والده يتكلم بجدية
      -انت جبت مراتك هنا علي الفرش القديم!
      ازاي ؟! هي مش عروسه زيها زي اي بنت ومن حقها تفرش بيتها علي ذوقها
      رغم ان زين فهم كلامه علي انه سخرية الا انه رد عليه باحترام واختصار ايضا
      -هي معترضتش علي اي حاجة
      لم يكملوا حديثهم عندما رأوا لميس تتقدم نحوهم بخطوات متثاقله
      كانت ترتدي فستانا بسيطا من اللون الفيروزي
      طويلا يصل لأسفل قدميها ويغطي زراعه بقماشه
      الشفاف حتي معصميها
      واسدلت شعرها الطويل علي ظهرها
      وكان هذا اكثر ملابسها احتشاما
      -السلام عليكم
      نظر اليها الجميع باهتمام
      -وعليكم السلام
      وقفت زينب امامها ونظرت اليها متفحصة اياها ليكون اللقاء الاول بين زينب ولميس بعد الزواج
      -طبعا انتي عارفه ان محدش موافق علي جوازكوا
      ثبتت لميس نظرها بالأرض و وشعرت بغصة في قلبها وكأن تلك الجمله الجارحة قد اخترقتها
      رفعت زينب وجهها بيدها
      -بوصيلي هنا...انتي غلطتي
      حتي لو الواد دا اصر عليكي تتجوزوا بالطريقه دي
      مكنتيش وافقتي
      ازاي تتجوزوا من ورانا؟!
      ازي تاخدوا قرار مهم زي دا لوحدكوا؟!
      ثم مررت ناظريها بين لميس وزين واضافت
      ازاي متعملوش فرح ؟!
      نظر مهاب وندي الي بعضهم بسعادة
      ونهض محمود و وضع يده علي كتف لميس
      -مبروك يا حبيبتي ..انتي من النهاردة بقيتي زيك زي ندي بالظبط… واحدة من عيلتنا
      ابتسمت زينب بسعادة واضافت
      -انا عارفه ان زين هو السبب في كل دا
      بس مش مهم..المهم دلوقتي ان كل شئ اتحل
      وعيلتك كلها بقت جمبك يا بنتي
      احنا كان لازم نكون جنبك في كتب الكتاب ونعملك فرح كبير ونزفك لعريسك يا احلي عروسة.. بس انا عرفه هعوضك ازاي
      كل هذا ولم تتحرك لميس من مكانها ولم تنطق لو بحرف واحد وكأن عقلها لم يستوعب ما يحدث
      لكنها نظرت الي زين وكأنها تسأله عن ما يدور حولها...ابتسم لها زين مؤكدا انها في واقع ولا تحلم وكل هذا حقيقة وليس خيال
      مررت لميس عينيها بين الجميع لتحاول استيعاب الاحداث
      ايعقل ان تلك هي نهاية حياتها الكئيبة البائسه
      و ولادة حياة جديدة تسودها السعادة والحب
      هل حقا اصبح لديها عائله تحبها وتخاف عليها
      سقطت دمعه من عينها البندقية الجميله لتتلوها العديد من الدمعات لتغرق دموعها وجهها بغزارتها
      احتضنتها زينب بحنان ربتت عليها لتقول بدفء امومتها
      -متعيطيش بقي ...انا مش عايزة اشوف دموعك الحلوة دي تاني ...خلاص مبقاش في مكان لحياتك غير للضحك والفرح وبس
      شعرت زينب بأنها استكانت علي كتفها وهدأت شهقاتها فامسكتها لتبعدها قليلا حتي تستطيع التحدث اليها ..ولكن
      تفاجأت كما تفاجأ الجميع بأن لميس فقدت وعيها
      قفزت ندي وزوجها من مكانهم سريعا ليطمئنوا عليها لكن زين كان قد سبق الجميع وحملها ليضعها علي تلك الأريكة العريضة بهدوء
      فأسرعت ندي لإحضار كوبا من الماء
      لتنثر قطراته علي وجهها
      واخذ زين يضرب علي وجهها بخفه
      -لميس… لميس… لميس انتي سامعاني
      سيطر القلق علي الجميع ما بال تلك الفتاة
      ألم يكتب لها ان تري السعادة بحياتها ابدا
      فتحت عينيها ببطء لتري القلق يرتسم علي وجوه الجميع ...بدأت تبتسم بتعب
      في الفترة الأخيرة دخلت الي قلبها العديد من المشاعر الجديد.. ربما كان هذا افضلها
      وجود عائله كاملة بجوارها ..عائله حقيقية
      زوج وأب وأم وأخوة ايضا
      لامس زين وجهها بقلق
      -حبيبتي انتي تعبانة؟ ..حاسه بحاجة؟
      نظرت اليه بابتسامة رقيقة تعلوا وجهها
      -فرحانه
      النهاردة اسعد يوم في حياتي
      مسحت ندي دمعاتها باطمئنان
      -حرام عليكي يا شيخه دا انتي وقعتي قلبي
      كل دا عشان تقولي فرحانة
      اضافت زينب: ربنا يجعل حياتك كلها فرح يا بنتي
      ساعدها زين علي الجلوس وقد اطمأن عليها
      وهدأ الموقف وعادت البسمة الي الجميع
      قال محمود بمرح
      -وانتي بقي يا عروسة مش عايزة هدية جوازك
      -ها..لا..انا بصراحة مش عايزة اي حاجة
      اضافت زينب: لا..احنا اصلا حضرنا الهدية
      اخرجت سيئا ما من حقيبة يدها
      دي تذاكر طيران عشان تقضوا شهر العسل
      ثم وضعت يدها علي كتف ندي الجالسة بجوارها
      وندي ومهاب كمان هيروحوا معاكوا
      دي هدية جوازكو انتو الاربعه مني انا و محمود
      والحجز بعد يومين بالظبط من النهاردة
      ---------------------------------------------
      هبطت الطائرة بمطار شرم الشيخ وانطلق ابطالنا الي الفندق الذي اخبرهم عنه والدهم مسبقا
      تقدم زين الي موظف الاستقبال بالفندق
      -صباح الخير
      -صباح النور يا فندم
      -لو سمحت كان في حجزين هنا بإسم زين محمود ومهاب محمود
      -اهلا وسهلا بحضاراتكم
      دا مفتاح غرفه 217 بإسم زين محمود ودا مفتاح غرفه 218 بإسم مهاب محمود
      -شكرا
      -حضرتك دا شهر عسل مش كدة؟
      -اه...كدة
      -حضرتك احنا هنا في الفندق بنقدم program
      خاص لشهر العسل ممكن حضر…
      هنا لم يستطع مهاب ان يصمت ولم يتمكن من السيطرة علي لسانه السليط
      -حضرتك program ايه وبتاع ايه
      ربنا يكفيك شقاوة رحلة كل اللي طلعنها اصلا مرشديين سياحيين
      سيب الواجب دا علينا احنا
      ابتسم الرجل بدهشة ..ربما لأنه لم يتوقع ان تكون تلك طريقة مرشد سياحي
      ولكن ماذا نفعل بطباع البشر
      -يلا بقي نطلع ننام انا منمتش من امبارح
      قالت ندي تلك الكلمات وهي تتثائب
      أكدت لميس علي كلامها وبالفعل قرر الاربعه اخذ قسطا من الراحة قبل البدء في نزهتهم
      ……….
      الغلق زين الباب باحكام والتفت للميس ليجدها واقفة امام المرآة تخلع حجابها
      -كويس
      -هو ايه دا اللي كويس
      -اللي انتي بتعمليه ...استمري
      نظرت اليه بغيظ ثم حملت ثيابها بيدها
      -انا هدخل الحمام اغير هدومي
      -لا
      -هو ايه اللي لا..مالك النهاردة
      اخذ منها الملابس التي كانت تمسك بها ووضعها علي ذلك الكرسي الصغير الذي كان بجواره
      ثم غمز اليها
      -مفيش داعي للهدوم ..مش هنحتاجها
      شهقت لميس وضربته بقوة علي كتفه وصاحت به
      -بس عيب كدة
      -هو ايه اللي عيب انتي بتزعقي لابنك..
      بوصي انتي اصلا مبتجيش بالذوق
      حملها علي غفلة منها واتجه بها الي السرير
      -بس ..بس انت هتعمل ايه سيبني
      لم ينصت اليها علي الاطلاق و
      رماها علي ذلك السرير الناعم باهمال
      -ايه دا انت شايل شوال بطاطس وبترميه
      استلقي زين بجوارها ثم جذبها من خصرها لتلتصق به
      -متقوليش علي نفسك كدة يا قلبي انتي مش شوال بطاطس..دا انتي شوال فراوله يا احمراني انت
      يا ابو خدود طماطماية
      -لا لا انت بجد مش طبيعي النهاردة
      ايه السوق اللي انت قاعد فيه دا
      مد يده الي ليطفأ ضوء ذلك المصباح بجواره
      وبدأ يلاعب خصلات شعرها الحريرية بيده لتتناثر علي الوسادة بعشوائيه
      -انا صبرت كتير اوي…. مش هقدر اصبر تاني
      كادت لميس ان تتكلم لتبدي اعتراضها
      الا انه ابتلع كلاماتها بقبلة عميقة عادت ان تقطع الهواء في رئتيها.. تلك القبله التي وصف بها مشاعره الملتهبة ومدي اشتياقه ليتذوق عسل شفتيها ويشتم رحيقها المحبب الي
      كم كان يتوق الي تلك اللحظة التي سيتقرب منها فيها ليجعلها زوجته اسما وفعلا
      اختلطت انفاسهم و وتلاقت قلوبهم
      ليسطر التاريخ بخطوط من ذهب
      ولادة عشق جديد يحفر اسمه بين اسماء العاشقين
      ---------------------------------------------
      ارتمت ندي علي السرير بتعب
      -الله..سرير...انا محتاجة السرير دا اوي
      نظر اليها مهاب بحبث مع ابتسامته التي تنم عن نواياه
      -يا فاهمني انت...انا كمان محتاج السرير دا اوي
      -طب يلا يا حبيبي تعالي نام
      فتح ازار قميصه سريعا ورماه علي الأرض ثم قفز بجوارها
      -اتاخري يا حبيبتي كدة عشان انا تعبان اوي
      نهضت ندي ونظرت اليه بقلق
      -تعبان عندك ايه يا حبيبي...اتصل بالدكتور
      جذبها من يدها دون سابق انظار لتسقط فوقه وتصطدم بصدره القوي
      -انتي الدكتور بتاعي
      فهمت ندي ما كان يقصده ويراوغ من اجله
      فنامت و اولته ظهرها
      -طب نام يا مهاب
      حركها و وجهها اليه لينظر في عينيها برومانسيه
      -يعني انتي مش عايزة تعالجيني ..هتسيبيني اموت
      لامست وجهه باصابعها الصغيرة ودمعت عيناها
      -مسموح تهزر في اي حاجة الا دي
      صدقني اليوم دا لو جيه هكون انا ميتة قبلك
      احتضنتها وضمها اليه بشدة وقبل رأسها بحنان
      -بعد الشر عليكي يا حبيبتي
      مرت لحظات وهي مختبئة بأحضانه حتي ضربها علي وجهها بخفة
      -كفايه نكد بقي سديتي نفسي
      وانا اللي كنت ناوي اجيب البت النهاردة
      -بت مين
      -بنتنا يا حبيبتي
      -بجد..انا كمان عايزة بنوته وتكون حلوة شبهك
      -هتكون احلي بنوته في الدنيا
      بوصي انا عايزها امورة وشعرها اصفر كدة زيك
      وتكون عنيها خضرا زيي
      بوصي من الآخر انا عايز بت اجنبية كدة
      ضحكت ندي حتي ظهرت اسنانها اللؤلؤية
      -طبعا لازم تبقي اجنبية دي من عيلة كلها مرشديين سياحيين
      ……….

    11. #26
      • ريشـہ مـبـدع
      تاريخ التسجيل
      Jul 2017
      المشاركات
      500
      معدل تقييم المستوى
      30

      افتراضي رد: رواية انت منقذى

      البارت السابع والعشرون. (الأخير)
      ……………….
      بعد مرور عامين
      قبلت ندي طفلتها الصغيره ذات العام الواحد
      و اعطتها الي لميس التي حملتها بين يديها بحب
      -انا مطمنه علي تالين طول ما هي معاكي يا لميس خلي بالك منها وخلي بالك من نفسك
      ابتسمت لميس بفرحه شديدة اتطمني يا ندوش
      توتا دي في عنيا
      بس انتي ادعيلنا دعوة حلوة كدة وانتي هناك
      نظرت لميس الي مهاب ورفعت اصبعها محذرة
      -مهاب..خلي بالك من اختي ..مفهوم
      وضع مهاب يدة علي كتف ندي وضمها اليه
      -هتوصيني علي مراتي بردو
      احتضنت ايمان ابنتها واخذت تذرف الدموع من عينيها
      -خلي بالك من نفسك يا ندي وخلي بالك من جوزك يا حبيبتي وادعيلنا كلنا ماشي
      -اكيد يا ماما بس انتي هتوحشيني اوي
      هنا تدخلت زينب عاتبه
      -يعني هي حنان بس اللي هتوحشك وانا لأ
      احتضنتها ندي و كادت ان تبكي هي الأخري
      -وانتي كمان يا ماما..كلكو هتوحشوني
      انتقلت خطوة واحدة لتودع والدها وحماها الذين قبلاها من رأسها و ودعاها بحرارة
      دمعت عيني ندي ونظرت اليهم جميعا وهي تقول
      -كان نفسي تبقوا كلكو معايا
      جذبها مهاب من يدها
      -قلبك ابيض اوي يا روحي..هما مش راحو كلهم السنه اللي فاتت وانتي كنتي حامل ومقدرتيش تسافري ..نسيتي
      تتدخل زين في تلك اللحظة مازحا
      -اه يا خويا كلهم راحو ماعدا انا ومراتي الغلبانة اللي اتدبسنا فيك انت وهي ومروحناش عشان لميس هانم مينفعش تسيب اختها وهي حامل
      حرام عليكو بقي نفسي اخد لوما ونروح مرة
      اقتربت لميس من ندي وامسكت يدها بقوة
      واخرجت لسانها لزين بطفولة
      -ايوة مقدرش اسيب اختي.. ملكش دعوة
      وحتي لو روحنا السنة الجاية هاخد اختي معايا
      قاطعهم محمود بصرامة
      -طب يلا بطلوا رغي الطيارة هتفوتكو كدة
      احتضنت لميس ندي من جديد بعد ان اعطت الطفله لزين ليحملها
      -ادعيلي وانتي قدام الكعبة بالظبط يا ندوش
      -صدقيني يا حبيبتي دايما بدعيلك
      خدي بالك من ماما حنان وبابا عماد وخليكي معاهم زي ماما زينب وبابا محمود بالظبط
      ابتسمت لها لميس واحتضنت يد حنان
      -بتوصيني علي مين يا ندي
      انتي عارفه ان كلهم عيلتي ومامتك وباباكي هما اهلي ..دا انا حتي مقدرش اعيش من غيرهم
      بعد وداع حار صعد مهاب و ندي الطائرة لتنطلق بهم الي المملكة العربية السعودية
      لزيارة بيت الله الحرام ويتموا مناسك العمرة
      ---------------------------------------------
      وضعت لميس الطفله علي ذلك السرير الصغير الذي اشترته خصيصا من اجلها وزينته بالورود والالعاب بلمسه فنية راقية ليبدو اجمل سرير اطفال وجد بالكون
      -انا كنت عايزة اتكلم معاك شوية يا زين
      التفت اليها لينظر لها باهتمام
      -اتكلمي يا حبيبتي
      تكلمت لميس والتوتر يكسو كل عباراتها
      -انت عارف ان...ان انت السبب بعد ربنا طبعا في وجودي في الدنيا لحد دلوقتي
      انت انقذت حياتي اكتر من مرة قبل كدة
      وكمان بعد ما كنت وحيدة ومليش حد
      جيت انت مليت عليا حياتي وبسببك بقي عندي عيلة كبيرة وبيحبوني
      حتي لما اكتشفت ان شركة بابا افلست بسبب سامح
      انت اللي اشتغلت فيها لحد ما خليتها بقت في مكان اعلي من اللي كانت فيه الأول
      ثم تابعت والدموع تغطي وجهها
      -انت عملتلي حاجات كتير اوي وفي المقابل انا مقدرتش اعملك اي حاجة اسعدك بيها
      ضمها زين اليه ومسح دموعها التي انهمرت علي خديها كالشلالات
      -وجودك معايا اكبر حاجة ممكن تقدميهالي يا لميس
      انتي اجمل هدية ربنا بعتهالي
      انتي فرحي وسعادتي واحلي حاجة في حياتي
      نظرت الي عينيه بدموعها التي كانت كالسكاكين التي تمزق قلبه لتقول تلك العبارة التي آلمته اكثر
      -يعني مش هتزهق مني في يوم
      او تحس اني مقدرتش اسعدك لأني مبخلفش
      كم آلمته تلك العبارة وكم تعذب اكثر لحزنها
      -مستحيل
      انا مستحيل افكر كدة ..وانتي لازم يبقي عندك ثقه فيا اني مش ممكن افكر بالطريقة دي
      خلاص الموضوع انتهي ومش عايز كلام فيه تاني
      القت نفسها بين احضانه لتبكي بغزارة
      -انا بحبك اوي..ربنا عوضني بيك عن كل يوم وحش عيشته في حياتي
      نظر اليها ليمازحها بطريقته المعتادة
      -انتي بتجيبي الدموع دي كلها منين
      انا كل شوية اقول هتبطل ...اكيد مخزون المية بتاعها هيخلص بس بردو مبيخلصش
      تكونيش حفرة قناة بين عنيكي و بحيرة فيكتوريا
      ضحكت لميس من قلبها لترد عليه بمزحه اخري
      -خلاص هخاول ارشد استهلاك المية شوية
      ---------------------------------------------
      كانت تجلس تلاعب تلك الطفله الصغيرة
      -توتا حبيتي هتشرب اللبن دا كله عشان هنروح النهاردة نقابل مامي وبابي في المطار
      يلا يا روحي اشربي
      في تلك اللحظة سمعت خبرا بالتلفاز جعلها تصرخ وتبكي حتي فقدت وعيها لتترك تلك الطفله الصغيرة تبكي بشدة ولا احد يشعر بهمع
      لحسن الحظ بعد عدة دقائق كان زين قد وصل من عمله ليفزع عندما رأي زوجته مطروحه ارضا وتالين الصغيرة تصرخ حتي كاد صوتها ان ينقطع
      اسرع اليهم وحمل الطفله بيده وقام بإحضار كوب من الماء ليلقيه بأكمله فوق لميس والقلق يتوغل بقلبه
      استافقت لميس لتتمسك به وتشير الي التلفاز وتبكي بطريقه هيستيرية ومع زيادة بكائها يزداد بكاء تلك الطفله الصغيرة تالين
      سيطر القلق والخوف عليه بل ما كان بقلبه اكبر واصعب من ذلك بكثير
      -اهدي يا حبيبتي.. مالك ...ايه اللي حصل
      اشارت بيدها الي التلفاز ولم تستطع التكلم
      فهم زين اشاراتها والتفت الي التلفاز ليصعقه الخبر الذي يتصدر الشاشه
      (سقوط طائرة الحجاج قبل عبورهم الخطوط الجوية المصرية)
      لم يستطع تحمل الصدمة وسقط ارضا ليجلس بجوار زوجته
      ضمها اليه بقوة كما انه شدد علي ضم الصغيرة تالين بين احضانه
      تلك المسكينه التي فقدت والديها حتي قبل ان تتمكن من نطق اسميهما
      اختلطت دموع الثلاثه وتعمقت جروحهم وزين يحتوي الاثنتين بين زراعيه ولا يستطع منع دموعه من الهطول امامهم
      ليكون ذلك اصعب مشهد بقصتنا
      *وجع*
      تثاقلت الاحمال علي عاتقه لتصبح كالجبال
      تري كيف سيتمكن من اخبار والديه
      ما الطريقه المناسبة ليطلع والدا ندي علي ذلك
      يخشي ان تنهار تلك العائله الكبيرة بسبب تلك الحادثه المفاجئة التي اودت بأبنائها
      وهم مايزالوا في ريعان شبابهم
      الشابان المرحان الذان كانا يطفيان البهجة علي الجميع بإبتسامتهم العذبة
      •••••••
      الموت هو نهاية كل انسان
      لا يخشاه الا من كان غير مستعد للقاء ربه
      لذا يجب علينا جميعا ان نعد العدة لذلك اليوم الذي سنفارق فيه الحياة
      علينا اللا نستبعد ذلك اليوم ابدا فالموت لا يفرق بين كبير او صغير ..لا احد يعلم متي كتب الموت
      مخطئ من ظن ان الموت شر
      فالموت لا يؤلم الموتي..بل يؤلم الاحياء
      يالسعادة ذلك المؤمن الذي توفاه الله بخاتمة حسنه
      وما احسن واجمل ان نختتم الدنيا خاليين من الذنوب ...عائدين من بيت الله الحرام
      لنتشرف بالخلود في جنته العالية
      ---------------------------------------------
      بعد مرور خمسة اعوام
      -بابي بابي بابي اثحي يلا قوم
      جذبها زين اليه ودثرها بالغطاء وهو مازال مغمض العينين
      -نامي يا بنتي ..نامي يلا وسيبيني انام
      حاولت نزع الغطاء لتنهض لكن بلا فائدة
      حيث كان زين يضع زراعه فوق جسدها الصغير
      -يا بابي قوم بقي النهردة اول يوم في المدرثه وانت قولت هتوثلني
      جاوبها زين بصوت ناعس
      -يا حبيبتي بلا مدرسه بلا بتاع ..
      يعني هما اللي اتعلموا كانو عملوا ايه
      جاهدت تالين لتبعده عنها وركضت الي لميس التي كانت تحضر الفطور بالمطبخ
      -بابي كثلان...بابي كثلان
      نزلت لميس الي مستواها وداعبت انفها الصغير
      -مالك يا توتا عامله دوشه ليه
      -يا مامي بثحي بابي وهو مش بيثحي
      غمزت لها لميس وقامت بملء ابريق الماء
      -يلا ننفذ الطريقه اللي تيته زينب قالتلنا عليها
      ضربت الأم وابنتها كفا بكف وذهبتا لتنفيذ ما تخططان له
      جلستا بجواره علي السرير وهما تضحكان
      -هشششش..وطي ثوتك يا مامي عثان ميعرفث
      غمزت لميس وهي تكتم صوت ضحكاتها وهمست لصغيرتها
      -تحت امرك يا كبيرة
      ١.٢.٣
      قذفت لميس عليه ابريق الماء بأكمله بينما رمته تالين بكوبها الصغير
      ليقفز من مكانه صارخا
      -عااااااااااااا
      انا هربيكو انا هقطع المية عن البيت دا
      الله يسامحك يا ماما انتي السبب
      اخرجت له لسانها لتغيظه
      -ملكث دعوة بتيته
      قالت جملتها ثم اختبأت خلف ظهر والدتها سريعا
      لترمقه لميس بنظرة صارمة مصطنعه
      -١٠ دقايق تكون لبست وفطرت وطلعت العربية من الجراج عشان نوصل توتا ع المدرسه
      نهض اخيرا من السرير واخذ المنشفه واتجه الي الحمام بعد ان ذهب النوم من عينه
      -تحت امرك يا فندم
      بالفعل تجهزوا جميعا للخروج من المنزل
      و وقفوا امام صورة مهاب وندي المعلقه بعرض الحائط
      لتنظر اليها تلك الطفله تالين بعينيها البريئتين
      الخضراوتين كعيني والدها وبياضها الحليبي وشعرها الاشقر الذين ورثتهما من والدتها
      كانت حقا كما كانا يحلمان
      جميله وبريئة ومرحه وحنونة
      -مامي ندي وبابا مهاب ..عاملين ايه النهاردة
      عارفين..النهاردة اول يوم ليا في المدرثه
      ومامي لميث وبابي زين جايين معايا
      ثلام...هتوحثوني اوي لغاية ما ارجع

    صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. رواية البقاء لمن يحب
      بواسطة الجواهر الغالية في المنتدى القصة والرواية
      مشاركات: 16
      آخر مشاركة: 18-10-2018, 08:57 PM
    2. رواية بقايا حرب
      بواسطة نبضة انيقة في المنتدى القصة والرواية
      مشاركات: 31
      آخر مشاركة: 15-09-2017, 05:35 AM
    3. رواية فاطمة
      بواسطة الالماسية الحنون في المنتدى القصة والرواية
      مشاركات: 16
      آخر مشاركة: 17-08-2017, 06:27 PM
    4. رواية الخريف ،،
      بواسطة تحت المطر في المنتدى القصة والرواية
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 22-05-2014, 04:54 AM
    5. رواية الخريف ،،
      بواسطة تحت المطر في المنتدى مدونات الاعضاء
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 30-11-2011, 05:54 PM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com