• دخول الاعضاء

    النتائج 1 إلى 9 من 9

    الموضوع: الأديب إدجار آلان بو

    1. #1
      لَحْظَﮧ بَسْ شوَيْ .. بآخِذْ لِيْ / شهيْق »--• الصورة الرمزية ← τмяĐ ’
      تاريخ التسجيل
      Aug 2008
      الدولة
      حيث يكون الحـلمـ..
      المشاركات
      631
      معدل تقييم المستوى
      66

      افتراضي الأديب إدجار آلان بو

      شاعر، وكاتب قصة قصيرة وناقد..
      يعد من “عمالقة الشعر الرمزي العالمي” و “أحد رواد الرومانسية” كما أنه “أغرب شخصية في تاريخ أمريكا الأدبي وأعظمها حزنا”


      اشتهر (بو) بـ “قصص الفضائع” و “الرعب القوطي” ولا عجب فقد “عاش حياة قلقة نزقة متقلبة” حيث تيتم وهو في الثالثة من عمره، و “تبنته أسرة بعد وفاة والدته، ولم تكن علاقته بوالده بالتبني على ما يرام”، وقد ” دخل (بو) جامعة فرجينيا، وسرعان ما أثقلته الديون لإدمانه القمار والخمر، مما دفع متبنيه الي اخراجه من الجامعة في ديسمبر من العام نفسه، وبسبب تسوية هذه الديون خاض (بو) آخر معاركه مع متبنيه”، و بعدها “اقدم (بو) على الزواج من ابنة عمه فيرجينيا كليم التي كانت في الثالثة عشرة من العمر”، التي أصيبت لاحقا بالسل وتوفيت بعد سنوات قليلة من الزواج، ثم “أكمل حياته بين فقر وسكر ومرض متكرر ومحاولة انتحار، وفي يوم من أيام 1849 وجد (بو) غائبا عن الوعي في احد الأمكنة في بالتيمور، ومات بعدها بأيام ولم يتجاوز الأربعين”.
      معرفتي بإدجار آلان بو ليست سوى مجموعة قصص قصيرة مترجمة قرأتها هنا وهناك، وذلك بعد أن تعرفت عليه من خلال كتيب (أسطورة بو) للروائي د.أحمد خالد توفيق، الكتيب يباع في مكتبة جرير والعبيكان وغيرها بسعر لا يتجاوز 4 ريالات سعودية.

      وإليكم بعض أعمال الكاتب:
      1- القط الأسود (قصة قصيرة).

      2- القلب الواشي (قصة قصيرة).

      3- الغراب (شعر).

      نشأته
      مات والداه قبل بلوغه ثلاث سنوات وهكذا انتقل إلى بيت جديد حيث كان يعيش مع رجل يسمى جون آلان لبقية طفولته.

      سافر إلى بريطانيا ودرس هناك لخمس سنوات، بعد ذلك التحق بجامعة فيرجينيا في ولاية فيرجينيا حيث أظهر تفوقا كبيرا في دراسة اللغات والآداب ولكنه اضطر إلى ترك الجامعة بعد ذلك بثمانية أشهر بسبب مشاكل مالية.

      التحق بالجيش الأمريكي وقبل هذا تم كتابة ونشر شعره. ساعده أصدقاءه وأعطوه الأموال التي احتاج إليها. استمر كتابة الشعر والقصص. حول عام 1832 م انتقل بو إلى مدينة بالتيمور ثم نشر خمس قصص. وفوق هذا كله تزوج في نفس الوقت من ابنة عمته ولم يكن عمر زوجته يتجاوز أربع عشرة سنة. توفيت زوجته عام 1847 م فقضى معظم حياته يعاقر الخمر وفي الحقيقة كان له إدمان على الكحول حتى مات في أحد شوارع مدينة بالتيمور عام 1849 م.



      القط الأسود: إدجار آلن بو
      ترجمة: محمد محمد العيني
      لست أتوقع منكم، بل لست أطلب أن تصدقوا الوقائع التي أسطرها هنا لقصة هي أغرب القصص وإن كانت في الآن عينه مألوفة للغاية.
      سوف أكون مجنوناً لو توقعت أن تصدقوا ذلك، لأن حواسي ذاتها ترفض أن تصدق ماشهدته ولمسته.
      غير أنني لست مجنوناً - ومن المؤكد أنني لا أحلم- وإذ كنت ملاقياً حتفي غداً فلا بد لي من أن أزيح هذا العبئ عن روحي.

      ما أرمي إليه هو أن أبسط أمام العالم، بوضوح ودقة، وبلا أي تعليق، سلسلة من الوقائع العادية جداً. إنها الوقائع التي عصفت بي أهوالها و واصلت تعذيبي ودمرتني. مع ذلك لن أحاول تفسيرها وإذا كنت لا أجد فيها غير الرعب فإنها لن تبدو للآخرين مرعبة بقدر ما ستبدو نوعاً من الخيال الغرائبي المعقد.

      قد يجيء في مقبل الأيام ألمعي حصيف يبين له تفكيره أن هذا الكابوس مجرد أحداث عادية - وربما جاء ألمعي آخر أكثر رصانة وأرسخ منطقاً وتفكيره أقل استعداداً للإثارة من تفكيري، ليرى في الأحداث التي أعرضها بهلع مجرد تعاقب مألوف لأسباب طبيعية ونتائجها المنطقية.

      عُرِفْت منذ طفولتي بوداعتي ومزاجي الإنساني الرقيق، حتى أن رقة قلبي كانت على درجة من الإفراط جعلتني موضوع تندر بين زملائي. وقد تميزت بولع خاص بالحيوانات مما جعل أبواي يعبّران عن تدليلهما لي بإهدائي أنواعاً من الحيوانات المنزلية. مع هذه الحيوانات كنت أمضي معظم أوقاتي ، ولم أعرف سعادة تفوق سعادتي حين كنت أطعمها وأداعبها. نمت هذه الطباع الغريبة مع نموي، وكانت لي في طور الرجولة أكبر منابع المتعة.

      الذين عرفوا مشاعر الولع بكلب أمين ذكي سوف يفهمون بسهولة ما أود قوله عن مدى البهجة المستمدة من العناية بحيوان أليف. إن في تعلق الحيوان بصاحبه تعلقاً ينـكر الـذات ويضـحي بها مايخترق قلب الإنسان الذي هيأت له الظروف أن يعاني من خسة الصداقة وضعف الوفاء عند الجنس البشري.

      تزوجت في سن مبكرة، وقد أسعدني أن أجد في مزاج زوجتي مالايناقض مزاجي. وإذ لاحظت ولعي بالحيوانات المنزلية لم تترك مناسبة تمر دون أن تقتني منها الأجناس الأكثر إمتاعاً وإيناساً. هكذا تجمع لدينا طيور وأسماك ذهبية وكلب أصيل وأرانب وقرد صغير وقط.

      كان هذا القط كبير الحجم بشكل مميز، جميل الشكل، أسود اللون بتمامه، وعلى قدر عجيب من الذكاء، كانت زوجتي التي لا أثر للمعتقدات الخرافية في تفكيرها، حين تتحدث عن ذكائه تشير إلى الحكايات الشعبية القديمة التي تعتبر القطط السود سحرة متنكرين. هذه الإشارات لاتعني أنها كانت في يوم من الأيام جادة حول هذه المسألة. أذكر هذا لسبب وحيد هو أنه لم يرد إلى ذهني قبل هذه اللحظة.

      كان بلوتو - وهذا هو اسم القط- حيواني المدلل وأنيسي المفضل، أطعمه بنفسي، ويلازمني حيثما تحركت في البيت. بل كنت أجد صعوبة لمنعه من اللحاق بي في الشوارع.

      دامت صداقتنا على هذه الحال سنوات عديدة، تبدل خلالها مزاجي وساء سلوكي بفعل ادماني على المسكرات (إني أحمرّ خجلاً إذ أعترف بذلك) ويوما بعد يوم تزايدت حدة مزاجي وشراستي، واستعدادي للهيجان، وتزايد استهتاري بمشاعر الآخرين. ولكم عانيت وتألمت بسبب التعابير القاسية التي رحت أوجهها إلى زوجتي، حتى أنني في النهاية لجأت إلى العنف الجسدي في التعامل معها.
      وبالطبع فقد استشعرت حيواناتي هذا التغير في مزاجي. ولم أكتف بإهمالها بل أسأت معاملتها. وإذا كان قد بقي لبلوتو بعض الاعتبار مما حال دون إساءتي إليه فإنني لم أستشعر دائماً في الإساءة إلى الأرانب أو القرد، أو حتى الكلب، كلما اقتربت مني مصادفة أو بدافع عاطفي. غير أن مرضي قد تغلب علي - وأي مرض كالمسكرات!- و...
      وبقيتُ أنا , بعيده عني !



    2. #2
      لَحْظَﮧ بَسْ شوَيْ .. بآخِذْ لِيْ / شهيْق »--• الصورة الرمزية ← τмяĐ ’
      تاريخ التسجيل
      Aug 2008
      الدولة
      حيث يكون الحـلمـ..
      المشاركات
      631
      معدل تقييم المستوى
      66

      افتراضي

      الغراب



      (رسـول الشـك واليـأس )
      كنت (وهناً)(1) واهناً ضجراً
      أقلب كتاباً غابراً لحكمة منسية.. !!
      أدهده رأسي، وسنان(2)، وفجأة أرعبني صوت خفيض.
      وكأنما أحد يقرع بلطف باب حجرتي.
      تمتمت، (مطمئناً ذاتي)(3)، هذا زائر يقرع باب حجرتي،
      ولا شيء غير هذا.. (أكدت لنفسي): أن لا شيء غير هذا

      * * *

      كان ذلك في، جُمادى (كانون)(4) ، حيث تجمد الدماء في الشرايين.
      كانت كل جمرة تخبو، تطرز الموقد برمادها..
      كنت أنتظر الصباح بلهفة.. لم أجد عند كتبي مخرجاً من حَزَني..
      حَزَني لفقدي (ليونور)(5)النقية..
      تلك الغادة المتلألئة، الفريدة، التي اسمها الملائكي (ليونور)
      التي لا أحد يناديها بعد هنا..
      أذعرتني خفقات الستائر الأرجوانية
      الحريرية مع نعومتها وخفوتها
      ماذا هناك ؟!
      انتصبت واقفاً، مطمئناً، رددت لنفسي..
      زائر يطرق باب غرفتي..
      زائر متأخر يقف على الباب،
      وليس ثمة شيء (يثير الفزع..)
      استعدت قواي، وثاب إلي رشدي، صرخت:
      عذرَك، سيدي، أو سيدتي
      كنت نائماً وأنت قرعت الباب بلطف
      قرعت بلطف باب حجرتي
      تأخرتُ لأنني لم أسمعك
      وافتح الباب على المصراع..
      فلا أرى إلا وجه الظلام..
      حملقت في الظلمة، وجلاً مندهشاً..
      تختلط في مخيلتي تصورات رهيبة..
      لم تعكر نسمة أو حركة صفو الظلام..
      انطلقت كلمتي همساً (ليونور)
      وردد الصدى همس (ليونور)
      وانتهى كل شيء..

      * * *

      عدت إلى مضجعي، شيء في صدري يمور.. !!
      من جديد أسمع الطرق أقوى..
      لا شك، مطمئناً خوفي، أن شيئاً على نافذتي
      لا شك، إنها الريح، مطمئناً، وتحركت لأبعد الفزع،
      وأكشف وجه الحقيقة..
      فتحت النافذة، ليقتحم علي بضوضاء
      غراب بهيم، وكأنه انسل من حفل طقسي غابر.
      لم يستأذن.. ولم يتردد، اندفع داخلاً
      وحط بلا مبالاة، بكبرياء على باب حجرتي
      توقف فوق تمثال (بالاس) فوق الباب
      استقر بهدوء وبلا مبالاة..

      * * *

      وجدت في طائر الأبانوس، وفي سرباله البهيم
      سلوى همومي:
      أيها الطائر، المجرد من العرف والزينة،
      لست بالجبان..
      أيها الغراب الهرم، أيها الشبح الداكن والشارد
      بعيداً عن شطآن الظلمة..
      أخبرني ما كان اسمك الرباني هناك..
      أجابني الغراب: لا عود..(6)

      * * *

      عجباً، كان الطائر المقيت يتحسس كلماتي،
      ولكن بدا جوابه بلا سياق..
      إذ لا أحد من الناس رأى
      مرة غراباً على باب حجرته
      يزعم أن اسمه (لا عود..)

      * * *

      ولكن الغراب الجاثم على التمثال عند باب حجرتي، قال:
      كلمة واحدة، كانت خلاصة رؤياه
      لم ينبس بسواها، ولا خفق بجناحيه
      قلت لنفسي، أصدقاء قبله فارقوني، طاروا..
      وهو غداً يفارقني، كما تلاشت مع الآخرين جميع آمالي..
      ردد الطائر على الفور (لا عود..)

      * * *

      تمتمت، وقد أزعجني، أن ينعق بحسم بمثل هذا الجواب
      لا ريب أن هذا اللفظ، هو كل ما يعرف الغراب
      هو كل ما لديه
      تعلمه من عجوز بائس طريد
      حاصره قدره باليأس فغدت أغانيه بقفلة واحدة..
      كل أناشيد أمانيه الجنائزية تردد
      دائماً القفلة الحزينة
      أبداً، لا عود..

      * * *

      من جديد قادني الغراب من روحي الحزينة،
      لاتخذ مقعدي إزاءه، أمام الباب والتمثال
      أحاول بعد أن أستقر مكاني
      أن أربط بين الرؤية في سياقها
      أتساءل: عن سر طائر الشؤم هذا ؟
      الطائر العجوز المنكود القاسي، ماذا يعني
      وهو ينعب فوق رأسي: لا عود..

      * * *

      هذا الذي أحاول تفسيره، وأنا أتأمل بصمت
      الطائر الجاثم أمامي، ولهيب عينيه يخترقني
      ويحرق جوهر روحي..
      أحاول أن أفهم، ورأسي إلى الخلف، يستند إلى وسادة مخملية
      وشعاع المصباح ينساب إلي..
      وبين وسائد المخمل وألق المصباح
      والهامة المستندة: آه.. ثم آه
      لا عود.. !!
      من منبع خفي بدأ العطر يضوع في الهواء..
      منبع تحركه ملائك تلامس أقدامها بساط غرفتي
      (ناديت): إنها أَمَنَةٌ، إنها منحة ربانية، فمتع نفسك أيها الشقي
      أَمَنَة تحملها الملائكة إليك كأس سلوى لذكرى (ليونور) التي تحب..
      ارتشف كأس سلواك، وانس الغالية
      ليونور..
      قطعني الغراب فنعب: لا عود..

      * * *

      قلت: يا أيها المتنبئ ! أيها الشرير، كائناً من كنت:
      طيراً أو شيطاناً أو كاهناً..
      سواء أرسلك الشيطان، أو قذفتك عاصفة الريح..
      بائساً، وعنيداً فوق هذه القفار العجيبة
      قذفتك إلى منزلي المملوء بالوحشة أتوسل إليك:
      قل الحقيقة، واصدق في الخبر:
      هل ثمة عطر في الأرض المقدسة ؟ أتوسل إليك:
      قل الحقيقة واصدقني الخبر
      أجاب الغراب: لا عود..

      * * *

      أيها المتنبئ ! أيها الشرير: كائناً من كنت:
      طيراً أو شيطاناً أو كاهناً
      أنشدك بهذه السماء التي تظلنا..
      وأنشدك بالرب الواحد الذي نعبده أنا وأنت
      قل لي، قل لروح يتغلغلها الحزن:
      هل هناك في النعيم الأبعد
      أستطيع أن أعانق الطيبة الطاهرة
      التي يطلق عليها الملاك (ليونور):
      أجاب الغراب: لا عود..
      صرخت فيه: هذا فراق بيني وبينك
      أيها الطائر، أو أيها الشيطان
      ارجع من حيث جئت، إلى العاصفة
      أو إلى شواطئ الظلام..
      لا تترك منك في هذا المكان أثراً،
      ولا ريشة سوداء تذكر بإفكك المفترى..
      (عد) ودعني لوحدتي، اترك التمثال فوق باب حجرتي
      انتزع منقارك الذي غرسته في قلبي، وابتعد عني..
      قال الغراب: لا عود..

      * * *

      ومنذ تلك الليلة، مازال الغراب
      مستقراً فوق التمثال على باب حجرتي
      يشع من عينيه حلم شيطاني
      بينما يمتد ضوء مصباحي على الأرض
      ويمد ظله طويلاً على أرض غرفتي..
      بينما تمتد روحي خارج دائرة الأسر
      أبداً، لا عود..

      عندها يحاول الشاعر أن يتحرر من شبح يأسه وتشاؤمه وكفرانه فيرمي الغراب بطلاق بائن، ويطالبه أن يعود من حيث جاء، ولكن الغراب الذي يجسد شك الشاعر وتشاؤمه ويأسه يظل عالقاً على باب حجرته. ويظل (ظله) يمتد في نور مصباح الشاعر !! في هذه المعركة الخالدة المستعرة بين الشك واليأس وبين نور مصباح الأمل. هنا تقفز روح الشاعر بعيداً تنطلق هي الأخرى لتتحرر من الشك واليأس والتشاؤم والمشاعر المريضة التي تجهد لتكريس أسرها. تنطلق وهي ترقب ظل الغراب على أرض الحجرة، يتراقص في ضوء مصباح الشاعر ويردد وبلا ملل لا عود..

      ربما نستطيع أن نصنف قصيدة الغراب في إطار الأدب (التأملي) أو (الصوفي) في الصراع بين اليأس والأمل. بين النفس الخاوية البائسة التي تسحقها المادية الطاغية في عالم الحس المحدود، وبين النفس التي ينتعش فيها مصباح الأمل، ليحيل اليأس إلى ظل يعيق بعض شعاع النور، ولكنه يقدر دائماً على أن يحرر الروح من الأسر.

      لن ننسى أن لكل منكم في هذه الحياة غرابه الذي يقتحم وحدته، ويعكر هدأته، ويلقي فوق رأسه نشيد اليأس: لا عود .. لا عود.. كما أن لكل قارئ مصباحه الذي ينير له دياجير النفس قبل أن ينير سبل الحياة.


      وبقيتُ أنا , بعيده عني !



    3. #3
      لَحْظَﮧ بَسْ شوَيْ .. بآخِذْ لِيْ / شهيْق »--• الصورة الرمزية ← τмяĐ ’
      تاريخ التسجيل
      Aug 2008
      الدولة
      حيث يكون الحـلمـ..
      المشاركات
      631
      معدل تقييم المستوى
      66

      افتراضي

      [align=left]" the tell tale heart "
      القلب الواشي!!

      نعم ، انا عصبي ، عصبي جداً . كنت و سوف أزال.
      لكن لماذا تقول انني مجنون ؟ أنا لست مجنوناً ! المرض حد حواسي ولم يؤذيها. اصغ الى قصتي ! انظر كيف أرويها بهدوء ! انا لست رجلاً مجنوناً !
      لا أستطيع القول كيف دخلت الفكرة أولا الى عقلي. لكن عندما فكرت بها ، لاحقتني ليلاً نهاراً . لقد أحببت الرجل العجوز. لم يفعل لي شيئاً سيئاً أبداً. لم أكن اريد نقوده . اعتقد انها كانت عينه ! نعم هذه هي ! احدى عيناه كانت شاحبة باهتة . بدت كأنها عين نسر ! حيثما نظرت الي ، كان دمي يتجمد . و هكذا ، بهدوء و بطء ، قررت أن آخذ حياة الرجل العجوز ، لأخلص نفسي من العين الى الأبد.

      الآن هذه هي الفكرة. انت تظن انني مجنون. المجانين لا يعرفون شيئاً . لكنك يجب أن تراني. يجب أن ترى كيف نفذت عملي بحرص و حكمة !
      كنت لطيفاً مع الرجل العجوز قبل اسبوع من قتلي له . كل ليلة ، عند منتصف الليل . افتح بابه . بلطف ! بلطف ! خطوت داخل الغرفة . كان معي مصباح لكنه كان مغلقاً . تحركت ببطء ، ببطء شديد ، لكي لا ازعج نوم الرجل العجوز. اخذ الوقت مني ساعة لكي اصل الى فراشه.
      استطعت رؤيته وهو نائم . ها! انا اسألك - هل باستطاعة رجل مجنون أن يكون بهذه الدقة ؟
      ثم ببطء ، ببطء شديد ، أدرت المصباح ، ووجهته لكي يقع خيط ضوء رفيع واحد على عين النسر.

      قمت بهذا لمدة سبع ليلا ، كل ليلة عند منتصف الليل . لكني دائماً أجد العين مغلقة ! و هكذا كان من المستحيل أن أقوم بعملي ! حيث لم يكن الرجل العجوز من يلاحقني ، لكنها عينه الفظيعة !
      كل صباح ، اذهب الى غرفته مباشرة ، احدثه بأدب ، اناديه باسمه مشجعاً . سألته كيف قضى ليلته. لم يكن باستطاعته ان يشك انه في كل ليلة كنت اراقبه وهو نائم.
      في اليم الثاني ، كنت أكثر حرصاً في فتح الباب ، لم أشعر أبداً قبل ذلك بهذه الحكمة و القوة. لم يكن باستطاعتي ايقاف نفسي . ربما سمعني ، حيث انه تحرك فجأة في سريره. الآن ربما تظنون انني تراجعت. لكن لا. الغرفة كانت مظلمة و الستائر منزلة. أعرف انه ليس باستطاعته ان يرى فتحة الباب.
      انا الآن بالداخل و كنت على وشك ان اشعل المصباح . أخذت خطوة واحدة . اصدرت الواح الارضية صوتاُ . و عندها ، قفز الرجل في سريره صارخاً : "من هناك ؟"
      بقيت هادئاً ولم أقل شيئاً . لمدة ساعة كاملة ، لم أحرك عضلة . وفي اثناء ذلك ، لم اسمعه يرقد . كان جالساً في السرير ، يسمع.
      و فجأة سمعت أنيناً خافتاً . لم تكن أنة حزن و الم . لا! كانت أنة خوف و رعب ! انا اعرف الصوت جيداً! في ليال كثيرة بينما العالم نائم ، كنت أسمع أنةً مثلها صارخة من شفاهي.
      أعرفها جيداً . عرفت شعور الرجل العجوز . لفترة ، أشفقت عليه . لكن في قلبي ضحكت . عرفن انه كان مستيقظاً منذ أول صوت اصدره عندما تقلب في فراشه. خوفه كان آخذاً بالنمو منذ ذلك الوقت . كان يحاول أن يتظاهر بعدم وجود شئ. كان يقول لنفسه : "كان صوت الريح فقط. كان فئراً مر من الأرض .كان مجرد صرير . "
      نعم ، كان يحاول التظاهر بعدم وجود شئ. لكن ذلك كان في ألم . كله في ألم . لأن الموت كان يقترب منه . و كان باستطاعة الرجل العجوز أن يشعر بذلك.

      انتظرت لمدة طويلة . لم أسمعه يرد . ومن ثم قررت أن اضيء أشعل المصباح. و بحرص ، لا يمكن ان تتخيله ، أفلت خيطاً رفيعاً وحيداً من الضوء ، كخيط العنكبوت ، و تركته يقع على عين النسر تلك.
      كانت العين مفتوحة باتساع . أخذني الغضب وانا احدق بها . شاهدتها بوضوح ! انها شاحبة زرقاء اللون. اقشعر بدني منها حتى العظام !
      لم استطع رؤية شئ آخر من وجه العجوز . وكما قلت من قبل ، اسمع ! الآن ، انا أقول ، سمعت صوتا باهتاً خافتاً سريعاً ، كالصوت الذي تخرجه الساعة عندما تلف في القطن . عرفت الصوت جيداً . كان نبض قلب الرجل العجوز ! جعلني ازداد غضباً ، كضربة الطبل الذي يحرك الجندي الى المعركة .

      لكن على الرغم من ذلك ، لم أفعل شيئاً و بقيت صامتاً . تنفست بصعوبة . أمسكت بالمصباح ، ضوءه على عين العجوز . وفي أثناء ذلك ، ازداد النبض الفظيع لقلب العجوز ! ازداد سرعة و سرعة و ازعاجاً كل ثانية ! لا بد ان رعب العجوز كان فظيعاً ! ازداد ازعاجاً ، اقول ازعاجاً كل لحظة ! هل تفهم ماذا أقول ! قلت لك اني عصبي . و الآن في الساعة المتبقية من الليل . في الصمت المريع لهذا البيت القديم ، ملأتني دقات قلبه بالرعب !
      تجمدت من الخوف. و لعدة دقائق ، لم أقم بأي شئ. وقفت ساكناً . لكن الدقات ازدادت علواً. اعتقدت ان قلبه سينفجر ! و الآن أخذ خوف جديد يتملكني..باستطاعة الجيران سماع الصوت !
      حانت ساعة الرجل العجوز ! و بصرخة عالية ، اندفعت الى داخل الغرفة . صرخ مرة ، مرة واحدة فقط. وفي الحال ، جررته نحو الأرض و ضغطت الوسادة فوق رأسه. ابتسمت في نفسي عندما انتهى.
      و لعدة دقائق ، سمعت دقات قلبه بصوت خافت . لم يزعجني هذا ن حيث ان الصوت لم يكن ممكناً سماعه من خلال الحائط. و أخيراً توقف الصوت . كان الرجل العجوز ميتاً . أزحت الوسادة و تفحصت الجثة . نعم ، كان ميتاً ، ميتاً كالحجر. وضعت يدي على قلبه و ابقيتها فوقه لعدة دقائق. كان ميتاً. لن تستطيع عينه أن تزعجني بعد الآن.

      اذا كنت لا تزال تظن اني مجنون ، اسمع كيف اخفيت جثته بدقة. ومن ثم سوف تغير رأيك.
      كان الوقت متأخراً ، و عملت بسرعة و صمت . أزحت عدداً من ألواح أرضية الغرفة. دفعت بالجثة تحت الفراغ ومن ثم دققت الألواح مرة اخرى في مكانها. قمت بهذا بحذر ، بذكاء لم تكن تستطيع معه عين بشرية ان تميز الفرق.
      عندما انهيت عملي ، كانت الساعة الرابعة. كانت السماء لا تزال مظلمة كمنتصف الليل. و بينما جرس الساعة يدق ، سمعت دقاً على الباب. نزلت الى الأسفل لأفتحه بقلب مرح. لماذا أخاف الآن ؟
      و على الباب ، وقف 3 ضباط . سمع الجيران صوت صرخة ، و جاءوا ليتفقدوا الأمر . ابتسمت ، من ماذا سوف أخاف . رحبت بالرجال . قلت ان الصرخة كانت صرختي . وقلت ات الرجل العجوز ذهب الى البلدة ، و جعلتهم يفتشون ، يفتشون باحكام. و أخيراً ، ارشدتهم الى غرفته. كانت اغراضه بأمان في مكانها.
      شعرت بثقة في نفسي لدرجة اني جلبت اربعة مقاعد ووضعتها داخل الغرفة.
      أقنعتهم بالجلوس هناك ليستريحوا . ضحكت لنفسي. وفي خلال سعادتي لعملي المتقن ، وضعت مقعدي مباشرة فوق البقعة التي وضعت تحتها جثة الرجل العجوز.
      شعر رجال الشرطة بالرضا . الطريقة التي تحدثت بها اقنعتهم. كنت هادئاً و مرتاحاً . جلسوا و تحدثنا.
      لكن بعد فترة ، شعرت بنفسي آخذة بالشحوب ، و تمنيت ان يغادروا. شعرت بصداع في رأسي. تخيلت اني سمعت رنيناً في أذني. لكن على الرغم ظلوا جالسين.
      ازداد صوت الرنين وضوحاً . استمر و أخذ صوته بالارتفاع. تحدثت أكثر و أكثر لأتخلص من ذلك الشعور . لكنه لم يذهب. ومن ثم ادركت ان ذلك الصوت لم يكن في أذني.
      بدون شكك ، ازداد شحوبي . لكني تكلمت بسرعة و بصوت أعلى . لكن الصوت ما زال يزداد. ماذا باستطاعتي ان أفعل ؟ كان صوتاً باهتاً خافتاً سريعاً ، كالصوت الذي تخرجه الساعة عندما تلف في القطن . جاهدت لتنفس ، لكن الضباط لم يسمعوني . أخذت بالصراخ ، لكن الصوت ازداد علواً . لماذا لا يغادرون ؟!
      قمت من مقعدي و حركت ذراعي بحدة . لكن الصوت ما زال يعلو ! ماذا باستطاعتي أن أفعل ؟ صرخت ! صرخت ! امسكت بمقعدي و رميته على الأرض ! لكن الصوت استمر و أخذ يزداد علواً ، علواً ! و ما زال الرجال يتحدثون و يبتسمون ! هل كان من المعقول انهم لم يسمعوه ؟ لا ! لا ! لقد سمعوه ! لقد شكوا ! لقد عرفوا ! كانوا يهزؤون برعبي ! لم أعد أحتمل ابتساماتهم ! شعرت بأنه يجب علي أن أصرخ أو أموت ! والآن مرة أخرى ! اسمع ! ها هو هناك ! اسمعه يعلو ! يعلو ! يعلو! يعلو!
      صرخت : " أوقفوا ابتساماتكم ! أعترف ! انزعوا الألواح ! هنا ! نعم هنا ! ما تسمعوه هو صوت دقات قلبه الفظيع! "



      القلب الذي كشف السر (The Tell-Tale Heart)
      بقلم : ادجار الآن بو.
      ترجمة[StonedRaider]

      [/align]
      وبقيتُ أنا , بعيده عني !



    4. #4
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية لحن الجروح
      تاريخ التسجيل
      Oct 2008
      المشاركات
      2,820
      معدل تقييم المستوى
      69

      افتراضي

      يعطيك الف عافيه يارب
      على الطرح الرائع
      [flash1=http://www.upgulf.com/SWF/RsQ57326.swf]WIDTH=550 HEIGHT=350[/flash1]



    5. #5
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية مومهم اسمي
      تاريخ التسجيل
      Oct 2008
      المشاركات
      21,260
      معدل تقييم المستوى
      106

      افتراضي

      [align=center]
      يعــطيكٌ ربيٌ الفٌ عآفيـــهٌ
      عالمـــوضوعٌ الرآئـــعٌ
      أبــــدعتيٌ فيٌ إختيـــآرهـ
      تقــبليٌ مرووريٌ

      [/align]

    6. #6
      مميز
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      المشاركات
      135
      معدل تقييم المستوى
      59

      افتراضي

      تسسلمين ع الموضوع الرووعه
      لاخلا ولا عدم

      ..

    7. #7
      عندما يتوؤقف الناي عن العزف .. الصورة الرمزية عـــزف المستحيل
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      فِي عٍالًمُي انٍاً
      العمر
      33
      المشاركات
      1,224
      معدل تقييم المستوى
      61

      افتراضي

      تقديم رائع أجبرني على أن أقرأ من قصصه

      التي من النظرة الاولى توحي انها رائعة أشكرك لتعريفي بمثل هذا الكاتب العملاق مبديئا


      عساك بخير . . !
      وش أول و آخر جروحك ؟
      وش آخر و أول فراقي ؟

    8. #8
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية يخنقني غ ـيآبك
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      المشاركات
      3,180
      معدل تقييم المستوى
      65

      افتراضي

      عؤآفي

      ع القصه الممتعه
      وينك ؟

      ذبحني الحنين وجيت لك كلي !

      ع ط ش ا ن / جايع ! وانفاسي .. تناثر عليك !
      لآ يا بعد حي ! يا دنياي / يا ملّي .. !
      ما قلت لك .. كل [نبضه] من عروقي تبيك ؟

      004

    9. #9
      الصورة الرمزية ♥} آمـل الـ عٍ ـشآق ♪
      تاريخ التسجيل
      Dec 2009
      الدولة
      " ع‘ــشقـِـِـي آلمَدينـَـَـَـﮧ ..
      المشاركات
      18,765
      معدل تقييم المستوى
      96

      افتراضي

      أنقاء رائع فاضلتي

      دمت بجمآل وروعة أبداعك

      مودتي وأكثر لروحك النقيه


      لمْ أحححبكك من فراآاغ ,/
      كي أنسسسسإآك من فرآغ . .
      احببتكك بِ قنآإعه عظّيمه ـ‘
      و سَ أنساك بَقناعه أعظم !|



    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. ‏يصادف اليوم ذكرى وفاة الأديب غازي القصيبي رحمه الله
      بواسطة هايمه بذكراك في المنتدى منتدى المواضيع العامة
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 04-09-2014, 03:55 PM
    2. روائع الأديب يوسف ادريس
      بواسطة الصريح في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 09-05-2010, 03:02 PM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •