ابن الأبار القضاعي ( الشاعر الاندلسي ) + مطلع قصائده

[هيبـة ملڪ]

95 - 658 هـ / 1199 - 1260 م محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله. من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس. فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده. ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه. فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس. وله شعر رقيق. من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و(المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.

[هيبـة ملڪ]

دارت السرّاء فيهِ قَهْوة = فَتَسَوّغْتُ الأجَلَ الأعْذَبا
قَبْل أنْ أغْشَاهُ هَاجَرْتُ له = نِيّةٌ أخْلَصْتُها مُحْتَسِبا

[هيبـة ملڪ]

يا حَبّذا بِحَديقَةٍ دُولابُ = سَكَنَتْ إلى حَرَكَاتِهِ الألبَابُ
غَنّى وَلَمْ يَطْرَبْ وَسَقَّى وهو لم = يَشْرَبْ ومِنْهُ اللّحْنُ والأكْوَابُ

[هيبـة ملڪ]

لَقَدْ تَرِبَتْ يَميني مِنْ شُخَيْصٍ = إلَى التُّرْبِ استقَل مِن التّرائِبْ
يُقَرِّبُه التّذُّكُّرُ وهْوَ نَاء = ويُحْضرُه التفكر وهْو غائِبْ

[هيبـة ملڪ]

أحِنُّ إلى تُرْبٍ ثوى سكناً به = فَألْثَمُه شَوْقاً لِمَنْ وُسّد الترْبا
وأُطْبِقُ أجفاني أُحاوِلُ غَفْوَةً = فيَأبى هُناك الهُدب أن يصِلَ الهُدْبا

[هيبـة ملڪ]

للّهِ نَهْرٌ كالْحُباب = تَرْقيشُه سامي الحَبابِ
يصفُ السّماء صفاؤه = فحصاهُ ليسَ بذِي احتِجابِ

[هيبـة ملڪ]

يا حُسْنَها سَوْسَناتٍ أطْلعتْ عَجَبا = مَداهِناً مِن لُجَيْنٍ تخْبأُ الذّهَبا
لمّا سَقاها الحَيا ما شاء مُنْبِتُها = لم تَعْدُ أنْ مزّقَتْ أثْوَابَها طرَبا

[هيبـة ملڪ]

دَعْ ما يريبُ إلى ما ليسَ بالرِّيب = فَذا يبوؤك العَلْيا مِن الرُّتبِ
واعْمِدْ إلى سُبُل الخيراتِ منتَهجا = لَها لِتَسْعَدَ في حالٍ وَمُنْقَلَبِ

[هيبـة ملڪ]

هنيئاً لوَفْدِ الغَرْبِ من صفوة العُرْب = قُدومٌ على الرُّغبِ المُجيرِ من الرُّعبِ
وهَصْرٌ لأفنانِ الأماني أفادَهُم = أفانينَ حصْبِ الجُودِ بالرَّفْهِ والخِصْبِ

[هيبـة ملڪ]

ألَمْ تَرَها تَسْمو لأشرَفِ غَايَةٍ = وتَسبِقُ سَبْق المقرباتِ الشَوازِبِ
إذا أصْدَرَتْ غُبْرُ السّباسِبِ وافِداً = لَها أوْرَدَتْ شرْواه خُضْرُ الغَوارِبِ

[هيبـة ملڪ]

تَحِيّةُ اللّهِ عَلى مَعْشَرٍ = ودّعْتَهُم توديع شَرْخ الشّبابْ
كانوا وكُنَّا زَمَناً وانْطوى = ما بَيْننا مثل انطِواء الكِتابْ

[هيبـة ملڪ]

نَاوَلتني العُنّاب أنْمُلُ خَوْد = خَضَبَتْها بِحُمْرَة العُنّابِ
فتحيّرْتُ فِيهما ثم أهوَي = ت بِحُكمِ الهَوى لذاتِ الخِضابِ

[هيبـة ملڪ]

دَانَتْ بِهَجْر الدُّنى للّهِ وازْدَلَفَت = كَريمَة المُنتمَى مرْضِيّةَ القُرَبِ
قَوّامة الليلِ مَحْنِيا عَلى خَصَرٍ = صَوّامة اليَوْم مَطْوياً عَلى لَهَبِ

[هيبـة ملڪ]

ورافضةٍ من مائها في هوائِها = نَثاراً يُريها في عدادِ النَواصبِ
تمُجُّ كِبار الدُّرّ في دَوَرَانِها = فلو لُقِطتْ زانَتْ نُحورَ الكَواعبِ

[هيبـة ملڪ]

أحِنُّ لأرْبابِ المَعارفِ بالتُّرْبِ = وأرْجو بِهِم شَفْعَ الصّنيعَة بالرّب
مكانَ اعتمادِي واعتدادِي جَعلتهم = وتُدَّخَر الأعلاقُ للحِقَبِ الشُّهْب