• دخول الاعضاء

    صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
    النتائج 1 إلى 15 من 55

    الموضوع: قرية برمودا * واسطورة ذو العينين الأرجوانية

    1. #1
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي قرية برمودا * واسطورة ذو العينين الأرجوانية

      اسمحوا لي أن أقدم لكم هذه الرواية الرائعة بقلمي
      قرية برمودا * واسطورة ذو العينين الأرجوانية




      أتمنى أن تحوز الرواية على إعجابكم

    2. #2
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي Part 01

      تنطلق رحلت الشاب أليكس ذو الخامسة والعشرين من عمره من لندن إلى دوشانبي عاصمة دولة طاجيكستان حيث سيلتقي بمجموعة أخرى من السائحين في العاصمة ومنها يقومون بجولة في القرى الطاجكية الرائعة.

      وصلت رحلة أليكس إلى المطار، حيث استقبلته السيدة ساشا المسؤولة عن الرحلة. وكطبيعة العاملات في هذا المجال، تكون أنيقة وملامحها جميلة وفيها من الجاذبية مما يترك انطباع عند من يتعاملون مع الشركة.

      لفت انتباه ساشا عينيه الرمادية تداركت شرودها الذهني وتقدمت إليه مرحبة وعرَّفت بنفسها "ساشا" من جنوب أفريقيا أعمل في مجال الإرشاد السياحي وأتشرف بأن أكون مرشدتكم في هذه الرحلة.

      بالمثل عرَّف "أليكس" بنفسه من بريطانيا لندن متخرج جديد وأتيت إلى هنا لقضاء إجازة سعيدة. أعجبت ساشا بطريقة أليكس في التعريف عن نفسه، فأحبت إطالة الحوار بينهما متسائلة أليكس! وقبل أن يجيبها بنعم أخبرته بانه اسم جميل.

      ابتسم أليكس ومع ابتسامته تحولت عيناه إلى اللون الأخضر الفاتح. لفت انتباهها ذلك أيضا وتساءلت أي نوع من العدسات تستعمل لتتحول عينيك إلى اللون الأخضر. زاد فضولها لمعرفة نوع العدسات فاقتربت ساشا منه لترى نوع العدسات، فتحول لون عينا أليكس للون الأزرق الفاتح، وكلما اقتربت أكثر زاد اللون في الزرقة حتى لما أصبح وجهها أمام عينيه أصبح اللون أزرق غامق. لم تر ساشا عدسات في عين اليكس فأخبرته أن لون عينيك أصبح أزرقاً غامقاً. شعر أليكس بالإحراج فأخرج النظارة من جيبه ووضعها على عينيه. شعرت ساشا بالأسف وشرحت له أنها لم تقصد ازعاجه. ابتسم لها أليكس ليشعرها أنه لم يكن منزعج نزع النظارة من عينيه نظر إلى الأرض ثم رفع رأسه قائلا لها عيوني تفضحني!

      لاحظ علامات الاستفهام على ملامح ساشا. ثم أكمل كلامه عيني في طبيعتها رمادية اللون تصبح خضراء فاتح اللون عندما أكون مبتهج وتزداد خَضاراً عندما أكون سعيدا. وتتحول زرقاء فاتح اللون عندما تبدأ دقات قلبي في التسارع، وتزداد في الزرقة كلما زادة دقات قلبي.

    3. #3
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي Part 02

      استغربت ساشا وقالت: فاجأتني! ولكن لم تكتفِ ولم تشبع فضولها. ثم ابتسمت! عرف ألكس أنها ستسأل السؤال المعتاد الذي يدور في ذهن الكثيرين لما يعرفون أن عينيه تفضح حالته النفسية. ماذا لو تم أثارتك؟ قال بإحراج تصبح عيني ارجوانية تزداد لمعان مع زيادة الإثارة. ثم أكمل يشرح لها باقي الحالات وعندما أغضب تصبح حمراء وعندما أكون قلق تتحول إلى اللون البني، وتتحول سوداء عندما أكون حزينا. تفاجأت ساشا ثم شكرته على ثقته بها وطمأنته بأنها لن تخبر أحد بهذا السر. ثم سار معها إلى الحافلة حيث بقية المجموعة التي تتكون من عشرين شخص من مختلف الدول.

      كانت ساشا المرشدة السياحية الوحيدة للرحلة. وكانت اللغة المشتركة بينهم هي اللغة الإنجليزية. شرحت لهم مخطط الرحلة حيث ستسير إلى العاصمة دوشانبي ثم عبر مجموعة من الجبال والأودية والقرى الطاجيكية الجميلة. تساءل أحد السياح وأسمه "فريد العربي" لما ليست "قرية برمودا" في مخطط الرحلة. اعتادت ساشا على هذا السؤال فوضحت للجميع أن "قرية برمودا" ليست متاحة للسياحة.

      ثم التفتت إلى فريد متسائلة بما أنك فتحت موضوع القرية لما لا تخبرنا ما قرأت أو ما سمعت عنها. عدل فريد جلسته والتفت إلى الجميع وقال" أنها قرية تقع بين الجبال الثلجية وتغطيها الغابات من كل الجهات. وكأنها جزء من الجنّة، ينبت فيها أفضل خيرات الأرض من الثمار والخضار وفيها أنقى البحيرات، وفيها أجمل النساء على الإطلاق. ثم تغيرت نبرة صوته ونظر إلى ساشا يسألها هل فعلا يعيش أهل القرية فيها بلا بيوت وبلا سقف يحميهم. ولا يستطيعون أن يوقدوا النار وأكثر من ذلك لا يستطيعون أن يقوموا ببناء المنازل ولا يقوموا بأي عمل. ولا يخرجوا من القرية. أجابته ساشا قائلة. كل ما قلته صحيح

    4. #4
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي Part 03

      سألها أليكس قائلاً هل تخبرينا ما لسبب؟ تنهدت ساشا وسرحت بأفكارها وهي تحدثهم، بالرغم أن هذه القرية من أغنى قرى العالم، فيوجد فيها أغنى قصر في العالم ليس في تصميمه، ولكن تقول القصص تحت هذا القصر توجد ثروة لو وزعت على الطاجيك لأصبحوا أغنى أغنياء العالم، هنالك قوة خفية لا يعلمها أحد. تمنعهم من كل شيء، سوى الأكل والشرب، وأن من يحاول الخروج من القرية، يموت مباشرة عند مخرجها. وبالمثل لا يستطيع أحد دخول القرية لا قوات ولا جيش ولا سيارات. من يدخلها يموت مباشرة.

      بدأ الفضول يزداد عندهم فطلبوا من ساشا، هل نستطيع على الأقل مشاهدتها وأخذ الصور. قالت ساشا: تستطيعون مشاهدتها أما التصوير فلا أنصحكم به. فقد الكثير أبصارهم بمجرد محاولة التصوير.

      أبدت ساشا رغبتها في أخذهم إلى هنالك لكن شرحت لهم موقف الإدارة وأنهم غالبا يرفضون أخذ السياح إلى تلك القرية، خصوصا بسبب التجاوزات التي حصلت من المجموعات التي سبقتكم. فلا تريد الإدارة أي مشاكل بسبب هذه الزيارة. لكن من أراد زيارة "قرية برمودا" فهنالك حافلات خاصة ستنقلكم بمبلغ ليس بالقليل لزيارتها.

      بدأ الجميع رحلتهم السياحية، ونشأت صداقة بين اليكس وفريد فأصبحوا يجلسون بجانب بعضهما ويأكلان سويا ويلتقطون الصور سويا. سأل فريد أليكس. ما سر هذه العين الرمادية. أخبره أليكس بأنه لا يعلم فلقد خلق بها. تجولوا في العاصمة. ثم بدأوا يتنقلون بين الأماكن السياحية ويلتقطون الصور. كانت ساشا مشغولة البال، فطول الرحلة تفكر في أليكس. لم يكن بالشاب بالوسيم لكن سر عينيه شغل بالها.

      كان أليكس يحاول أن يتحكم بنفسه أمام المجموعة لكيلا يكتشفون سر عينيه. لكن ساشا شعرت بأنها مميزة عند أليكس خصوصا لما عرفت أنه لم يستطيع أن يتمالك نفسه امام جمالها. عاهدت نفسها أنها لن تتركه يغادر قبل أن ترى عينيه الأرجوانية. فكانت ساشا تجلس دائما بقرب أليكس وفريد تتحدث معهما وتمزح معهما، تنتظر الفرصة التي لا يكون فيها فريد متواجدا لتتكلم مع أليكس. لكن أليكس يحاول ألا يجلس معها لوحدهما.

    5. #5
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي Part 04

      خابت محاولات ساشا للتقرب من أليكس، فكانت حركاتها مفضوحة أمام الجميع. فلما شعرت أنه كُشف أمرها. توقفت عن التقرب منه، وبدأت تركز في عملها. حتى اليوم الأخير من الرحلة. فبعد ما انتهت من توديع الجميع. تقدم إليها أليكس، وكان وهو يقترب إليها ترى درجات اللون الأخضر في عينيه دليل الابتهاج والفرح. وضعت ملف الرحلة بجانبها ثم وقفت على قدميها. سألها ما سبب تقربك مني أثناء الرحلة. أجابته بانكسار فقط قتلني فضولي فأحببت أن أرى عينيك الأرجوانية. اقترب منها وقبَّلها على خدها. فتحول لون عينيه من الأزرق بدرجاته إلى الأزرق الغامق ثم إلى الأرجواني. وضعت ساشا يدها على خدها ونظرت إليه بخجل وهي تنظر إلى عينيه. وهو ينظر إليها.


      بدأ أليكس يتنفس بعمق، ليحاول أن ينظم نبضات قلبه، حتى عاد لون عينيه من الأرجواني إلى الأزرق ثم إلى الأخضر. ثم قال لها أشكرك على الرحلة السياحية الرائعة. ثم عاد إلى رفيقه فريد الذي سأله ما لذي يجري. قال له: سأشرح لك كل شيء لاحقا.

      استراح الثنائي في الفندق حتى جاء الصباح، أفطرا ثم سلّما مفاتيح الفندق، وقررا الذهاب إلى قرية برمودا، انتقلا في الصباح إلى منطقة الحافلات، وهنالك وجدا الحافلات التي تنقل الناس إلى القرية. وحينما وصلا إلى هنالك. طلب أصحاب الحافلات منهم مبلغا كبيراً نظرا لأنهم الوحيدين من يستطيعون الذهاب إلى تلك القرية. دفع لهم أليكس وفريد المبلغ الذي طلبوه. ثم وقّعوهما على أوراق إخلاء المسؤولية. سألا صاحب الحافلة لماذا كل هذه التعهدات. قالوا لأن من يذهبون إلى هنالك، ينسون أنفسهم أمام جمال فاتنات القرية. قال لهم سائق الحافلة، باختصار لا تصور، ولا تتكلم ولا تلمس ولا تقترب من أي شيء في تلك القرية.


    6. #6
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي Part 05

      سأله أليكس ما فائدة التقرب ولمسهن، ففي النهاية تصبح ميت عند مدخل القرية. دخلت ساشا عليهم وقالت: هذا ما يريده أهل القرية، الفتيات يغرينك بجمالهن ومفاتنهن ويسحرنك، فتنير أنوارك الأرجوانية، فتنبهر، ولن تستطيع أن تقاوم، فتدخل، وبمجرد دخولك تختنق وتسقط ميتا عند مدخل القرية. فيأتي رجال القرية ويسحبونك إلى داخلها. سألها وماذا يفعلون بالجثّة؟ أجابته: لم نجد أحد يخبرنا ما الذي يفعلون بالميتين. هل يقدمونهم فدية لشيء ما، أو يأكلونهم أو ماذا.

      أكملت ساشا رأيت شباب بقوتهم وذكائهم، ظنوا أنهم أقوياء، لكن سقطوا أمام مدخل القرية. ثم استعجلتهم! هيا سنتأخر عن الرحلة. سألوها هل انت قادمة. قالت سأكون مرشدتكم في هذه الرحلة أيضا. ثم ابتسمت! وقالت ويمكن أكون من يخبر عائلاتكم بخبر وفاتكم.

      في الطريق بدأت ساشا تحكي لهم، قالت لهم: لا أحد حتى الآن يعلم القصة الحقيقية. سأذكر لكم ما سمعه الجميع عن تاريخ تلك القرية وأنه يعود فقط لثلاثين سنة مضت، بدأت من عائلتين كبيرتين من أكبر العائلات في المنطقة احداهما غنية والأخرى فقيرة. التقتا العائلتان في تلك المنطقة بين الجبال. واكتشفوا لذة ثمارها ومياهها وطبيعتها الرائعة.

      استقروا في هذه القرية التي تحيط بها الغابة من كل الجهات وقاموا ببناء سور عظيم حول القرية ومنعوا أي أحد أن يقترب منها لم يفضلوا أن يشاركهم أحد في الخيرات التي فيها. وأصبحوا يتزاوجون ويتوالدون كان كل جيل يأتي أجمل من الذي قبله وهكذا، وهكذا حتى سنة من السنين، كما هو رائج هاجمهم عدو لم يعلم أحد صفات هذا العدو، فبين يوم وليلة أخرجوهم من القصر وهدموا عليهم البيوت وحرموهم من السعادة التي كانوا فيها.

      أصبح لا يستطيع أحدهم أن يرفع مسمارا أو حتى مطرقة ولا يستطيع ان يبني جدار واحد. كل ما يعملونه هو الأكل والشرب والتكاثر خلف الأشجار وفي الغابات. هذه هي حياتهم تحولت من نعيم إلى جحيم.

    7. #7
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي Part 06

      ثم أكملت قائلة فشلت كل المحاولات الخارجية لدخول القرية لمعرفة ما يجري هنالك. لم تحاول الدولة استخدام القوة المفرطة للدخول إلى القرية. كانت "الطائرات المُسيّرة" تسقط قبل أن تصل إلى القرية والسيارات تحترق على حدود القرية. والناس تموت عند مدخلها، أصبحت تسمى "قرية برمودا" كناية عن مثلث برمودا الشهير. انها قرية الهلاك كما يحب الكثير بتسميتها بهذا الاسم. لن يستطيع أحد الوصول إلى تلك المنطقة، إلا عن طريق دفع المبالغ الكبيرة للمسؤول الجديد الذي استغل منصبه للحصول على الثراء.

      سألها فريد ما الذي نتوقع مشاهدته. قالت: لن تشاهدوا الكثير. يحيط القرية سور كبير يحرسه العديد من الحراس من الخارج وأهل القرية من الداخل. في نهاية السور بوابة القرية. ستقف خلف الحواجز تستمع إلى غناء الجميلات الساحرات وتشاهدهم يتراقصون ويتمايلون ويتحايلون عليك لتقترب وتنقذهم من القرية، إذا وجدت في نفسك القوة لتمنع نفسك من الدخول، وأردت أن تقترب أكثر، تستطيع أن تدفع للحارس وتقترب وتشاهدهم من قرب وتتحدث إليهم. وهنالك بوابة أخرى حيث يستعرض الرجال قوتهم ووسامتهم ويسحرون الفتيات.



      بمجرد أن تمر من خلف الحراس، تبدأ المراهنات من الجماهير الحاضرة. فمنهم من يراهن أنك لن تتمالك نفسك وتدخل وتموت. ومنهم من يراهن على عودتك. وغالبا عندما تتعدى الحاجز فأنت من عداد الأموات.

      نظرت ساشا إلى أليكس وقالت: أنت يا صحب العينين الأرجوانية. ستحتاج إلى مرآة لترى فيها عينيك وقد وصلت إلى أشد لمعانها قبل أن تصل إلى الحاجز. ابتسم أليكس ولم ينظر إليها. قالت له: انظر إليّ أنا جادة لا تقترب فقلبك ضعيف لن تستطيع مقاومة جمالهن.

      بدأ الخوف والتردد يدخل إلى قلب أليكس وفريد. وبدأت عينا أليكس تتحول إلى اللون البني دليل القلق. همس له فريد: لا يوجد مجال للتراجع الآن، لقد وصلنا إلى القرية. أكاد أسمع صوت الموسيقى.

    8. #8
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي Part 07

      قال أليكس لساشا لقد سُحِر فريد من الآن من الأفضل أن نربطه في الحافلة. ضحكت ساشا. من ضحكتها تحولت لون عيني أليكس إلى الأزرق. قالت ساشا ضع نظارتك أتوقع انت من علينا أن نربطه في الحافلة.

      توقفت الحافلة في المكان المخصص لها. ونزل الجميع منها ودخلوا في الصفوف بينما ذهبت ساشا إلى منصة المراهنات. وراهنت بكل ما تملك على أن أليكس سيدخل القرية. قدموا لهم المشروبات وبدأوا يعيدون عليهم ويحذرونهم من السير خلف غرائزهم. كانوا يسمحون لهم بالتقدم على مجموعات كل مجموعة تتكون من خمسة عشر شخص لمدة ساعة. فلم يكن هنالك الكثير من الناس.

      كان فريد في أول مجموعة. قال له أليكس لا تغامر انظر إليهم وكأنك تنظر إلى عرض تلفزيوني. قال له فريد لا تخاف. دخل فريد مع المجموعة الأولى. بينما ذهب أليكس إلى ساشا.

      • راهنت على أنك لن تعود.
      • إذا ستخسرين كل مالك.
      • إذا قبّلني.
      • نظر إلى عينيها ليتأكد انها جادة. وقال: لن أقبلك.
      • أتخاف مني؟
      • لا طبعا! ولكن ... أراد أن يشرح لها ولكنه شعر أنها قد تسيئ فهم ما سيقول لها.


      اقترب منها أليكس وقبّلها. وبعد أن تفرقا، رفعت يديها وسحبت نظارته فإذا عيونه تحولت إلى اللون الأرجواني. عرفت أنها ستكون آخر مرة تلتقي به، فعانقته مودعة، وقالت وداعا أليكس. فتح أليكس هاتفه المحمول وقام بتشغيل الكاميرا وشاهد عينيه في الهاتف المحمول فوجدها وقد تحولت للون الأرجواني.

    9. #9
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي Part 08

      أراد أن يتراجع ويعود لكنه خاف مما سيقوله الناس عنه، وخصوصا صديقه فريد. وما هو إلا وقت يسير وينادون على المجموعة الثانية التي فيها أليكس. لبس أليكس النظارة مرة أخرى ودخل مع المجموعة إلى منطقة الزيارة. جلسوا على مقاعد من الجلد. ينظرون إلى الستارة وكانت تحجب الرؤية عنهم وعما خلفها، سمع أليكس أصواتهن الجميلة وهن يغنين من غير موسيقى. كانت تهز القلوب شجنا، ثم بدأت الموسيقى وفتح الستار. شاهد أليكس جمالا لم يره من قبل ونعومة ودلال. يتراقصن ويغرين المشاهدين. بدأت عيني أليكس تتحول إلى أقصى ألوان الأرجواني فبدأت تلمع لمعان يكاد ينير النظارة.

      لم يشعر أليكس بنفسه إلا وهو يتقدم إلى رئيس الحراس. قال له الحارس ادفع تعبر. وبدون ما يشعر أخرج ما في جيبه وأعطاها للحارس وتقدم. كانت الفتيات تتراقصن فرحا بقدوم الفريسة. فاقتربوا من المدخل وأليكس يقترب إليهن. وكلما اقترب زادت عينيه إشعاعا يشعر به ولكن لا يراه الآخرين. ولما وصل إلى الباب توقف. تنظر ساشا وينظر فريد والجماهير من منطقة مرتفعة إلى أليكس وهو واقف أمام الباب والجميلات يتراقصن أمامه ويغرينه بأجسامهن وجمالهن.

      بدأ أليكس يقترب شيئا فشيئا إلى مدخل القرية. من شدة لمعان عينيه نزع أليكس النظارة، فلفتت عيناه فتاة كانت تجلس على كرسي خلف الراقصات، وكانت تلك الفتاة أشدهن جمالا، لما رآها أليكس لم تعد تعني له الفتيات الأخريات شيئا. مازال أليكس واقفا على حافة مدخل القرية. عرفت الفتاة التي على الكرسي أنها شدت انتباهه أيضا. فتقدمت تسير أليه، وقالت: أنت معجب بي يا صاحب العينين الأرجوانية. بدأ اليكس يتغزل فيها وفي جمالها. همست له بصوت مغري وشغوف إذاً تقدم لتعانقني، ومع ذلك ارادت ان تحذره. هل تعلم أنك ستموت قبل أن تعانقني. قال لها في جميع الحالتين سأموت إن دخلت القرية سأموت وإن لم أموت بذلك سيقتلني جمالك. فليس عندي ما أعود إليه. سألته مرة اخرى هل فعلا تريد الموت لمجرد أن شاهدت فتيات فاتنات. قال لها: وانت لن تهربي إذا دخلت. ضحكت بصوت عالي. وقالت: أنا لن أهرب!

    10. #10
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي Part 09

      رفع أليكس قدمه فسمع صرخات الجميع خلفه، منهم من يقول لا تتقدم، ومنهم من يقول هيا تقدم يا جبان. لاحظة الفتاة تردده فقالت له: قلت ليس لديك ما تخسره فتقدم إلينا. بالفعل مازال أليكس رافع قدمه متردد هل يتقدم مع أنه عارف أن الموت أمامه. أو يعود من حيث أتى، ولن تعود حياته كما كانت. فسيصبح في عذاب نفسي ليس له مثيل. رأى أن الموت أخف عليه من عذاب العودة. قال لها ما أسمك؟ قالت: "سيرين" قال اسم جميل يستحق الموت من أجله.

      أنزل أليكس قدمه في القرية بقوة، ثم أنزل قدمه الأخرى رفع رأسه للسماء وفرد ذراعيه وأغمض عينيه مستسلما للموت. صمت الجميع ووقفوا ينظرون إليه، ينتظرون أن يسقط ويختنق كالذين سبقوه. لكن لم يحصل له شيء، نظرت الفتيات أيضا إليه ينتظرونه أن يسقط لكن لم يحصل شيء فتقدمت إليه الفتاة الجميلة وكانت على وشك تعانقه. وقبل أن تدخل في أحضانه. تقدم حراس القرية إلى أليكس. وطلبوا منه أن يتقدم معهم إلى القرية. وقف الجميع خارج القرية ينظرون إلى المعجزة التي حدثت. شاب يدخل القرية ولم يموت.

      نظر أليكس إلى الفتاة من قرب قال كم أنتِ جميلة. تكلمت الفتاة وقالت أنا آسفة لم أكن لأخلف وعدي لك. وبينما هما يتحدثان أقبل من القرية شاب اسمه "جاك" ابن المسؤول عن القرية. وكان وسيما وذو بنية قوية. ثم قال للفتاة ماذا كنت تحاولين؟ فارتعدت خائفة وابتعدت عنه قليلا. نظر جاك إلى أليكس وقال له هل تتقدم معنا.

      وبينما هم يدخلون إلى الغابة لاحظ أليكس شيئا في القرية لفت انتباهه ثم اختفى وكأن هنالك من يراقبهم. ثم بدأ يلتفت يمين وشمال. شعر الجميع أن هنالك شيئا يحدث. سأله جاك عما يجري. هز اليكس راسه وقال لا شيء فقط لم أصدق نفسي أني في "قرية برمودا". بدأ أليكس يتحدث إلى الفتاة. رأيت أنك لم تهربي مني. أشارت إليه ألا تتكلم. ولكنه استمر ما لذي جرى كنتم فقط تتلاعبون بقلوب الشباب. تصطادونهم لكي يموتوا أمام المدخل. صرخ به جاك: اصمت وإلا قطعت رأسك، لا تتكلم مع أُختي مرة أخرى. ثم استدرك وتوقفوا للحظات، قال لهم جاك: أعيدوه إلى المدخل.

    11. #11
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي Part 10

      ما يزال الجميع خارج القرية مذهولين ويتساءلون ماذا يجري؟ وكيف بقي أليكس حيا؟ حاول شابٌ بعده الدخول إلى القرية ولكنه ودع الحياة عند مدخل القرية. سأل فريد ساشا ما العمل الآن. قالت: عرفت أن صديقك صاحب العين الأرجوانية مميز. هيا لنعود فلن يخرج من هنالك أبداً. وبينما هما كذلك يشاهدون أليكس عائد إليهم. خرج من باب القرية ووقف عند المدخل. اجتمع الناس حوله متسائلين ما الذي حصل. قال لهم لا أعلم، نزل فريد وساشا واقتربوا من أليكس عانقه فريد. وصافحته ساشا ثم ابتسمت له: مرحبا مرة أخرى. ثم سألاه ماذا يجري؟ لماذا عدت؟ قال إنهم يريدون أن يتأكدون أنه لم يحصل خطأ عند دخولي. فطلبوا مني أن أخرج وأعود إليهم مرة أخرى. وبينما هو في الخارج، طلب من صديقه فريد أن يحضر له حقيبة الرحلات من الحافلة.

      بينما بقي أليكس مع ساشا. التي همزته بكتفها وقالت: كنت أعرف أن بك شيء مميز يا صاحب العين الأرجوانية، هل تظن أنك قادر أن تدخل القرية مرة أخرى بدون أن يحصل لك شيء؟ قال نعم سأدخل وسأجد طريقة لأتواصل معك. اتسعت عينيها شوقا: هل انت واثق من ذلك. نظر إليها أمسك بأكتافها وقال: وسيأتي يوم ستدخلين القرية وستشاهدينها بعينك. قالت: سأعتبره وعدٌ منك ولكن! من أين أتيت بهذه الثقة، قال: لها لا أستطيع أن اخبرك الآن. عاد فريد بالحقيبة وأعطاها أليكس، ثم ودعهما أليكس وقال لفريد: لا تفكر أن تلحق بي.

      بعد أن ودعهما، دخل أليكس مرة أخرى إلى القرية، حيث كان جاك والحراس ينتظرونه في الجانب الآخر. دخل أليكس معهم ولم يحصل له شيء. تقدموا إلى الغابة حتى انتهت أشجار الغابة ثم بدأ يرى الطبيعة الرائعة ثم حدائق الثمار والفواكه أشكال وألوان ثم الأزهار بألوانها الجذابة والأنهار الجميلة.


      ثم نظر إلى أطراف السهول فشاهد العديد من أكوام الخشب وبجانب كل واحدة توجد عائلة.


      سأل جاك لم هذه الأكوام. أخبره جاك: جمعها أباءنا على أمل ان يستطيعوا استخدامها لبناء المنازل. ولكن يا للأسف! إلى الآن لم نستطيع أن نطرق مسمارا واحدا.

      في وسط تلك القرية يوجد قصر من أجمل القصور التاريخية. قال أليكس لم لا تسكنوا في القصر. قال جاك لا نستطيع أبدا أن نقترب منه. كل من يقترب منها يصاب بأسهم حراس القصر. فلم يستطيع أحد التقرب من القصر منذ الحادثة.




      بعد أن طرده رؤساء القرية، اتجه أليكس إلى مخرج القرية. وعند المخرج استوقفه "حرّاس" يشاهدهم للمرة الأولى، وقالوا إلى أين تذهب. عرف أنهم من حرّاس القصر. قال عائدُ من حيث أتيت. قال قائد الحرس هلا أتيت معنا. سألهم إلى أين. قالوا له إن سيدة القصر تريدك. فساقوه إلى القصر. اقترب أليكس من القصر وقف أمام الدرج للحظات ثم فتحت أبواب القصر ودخل مع الحراس.


    12. #12
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي 11

      أخذه الحراس عبر طرقات في البرج حتى وصل إلى قاعة كبيرة تطل على الجزير وضعوه في تلك الغرفة وأغلقوا الباب. تجول أليكس بملابسه المبللة في الغرفة. أحضروا له ملابس آخرى وطلبوا منه أن يغير ملابسه. دخل إلى غرفة صغيرة وبدأ يغير ملابسه ثم أتى إلى المدفأة في يمين الغرفة وجلس أمامها يدفأ نفسه.

      كان باب الشرفة مفتوح ويُدخل الكثير من الهواء المصحوب بزخات المطر إلى الغرفة. قام أليكس ليقفل باب الشرفة. فنظر أماما إلى الغابة. فرأى أهل القرية. بين أشجار الغابة يعانون البرودة والأمطار. فحزن عليهم. وبينما هو ينظر إليهم. سمع صوتا من خلفه يتكلم: مرحبا أليكس. التفت إليها وقال مرحبا. هل انت "سيدة القصر". سألته هل فعلا تراني. قال: نعم أراك جيدا. سيدة جميلة ورائعة.

      سألها ماذا تقصدين (تراني). عرفت بنفسها أولا اسمي "ماريا" صافحها ليكس: تشرفت سيدتي. ثم أكملت قائلة: صدق أو لا تصدق انت الوحيد في القرية يستطيع رؤيتنا. سألها هل أنتم .... وتوقف عن اكمال الجملة. قالت مباشرة: لسنا جن ولا طيف وإنما نحن نسمى "المحجوبين" نحن بشر، نرى بعضنا البعض ولكن غير لا يرانا غيرنا.. وكل ما نلمسه يصبح خفي. نستطيع أن نعمل كل شيء لكن لا نأكل، ولا نشرب ولا ننام ولا نحب ونعيش نحن الأغنياء فقط في هذا القصر.

      سألها ليكس هل أنتم السبب فيما يحصل لأهل القرية؟ قالت: طبعا لا! نحن أيضا عالقون في البرج مثلهم. هنالك مجموعة من المحجوبين الشريرين يسيطرون على من في القرية. فلا يسمحون لهم بعمل أي شيء إلا ما يأمرونهم به. شعر أليكس أن ما تقوله ماريا فوق طاقة استيعابه. قال لها وأين المحجوبين الشريرين الآن وهل أستطيع أن أراهم مثل ما أراكم. قالت: يتواجدون في حدود القرية وفي الغابات قد تكون شاهدتهم لكن لم تعلم أنهم محجوبين. قال أليكس كأني رأيتهم يختبؤون خلف الأشجار عندما دخلت أول مرة.

      قال لا أرى اختلاف بينكم وبين الغير خفيين. قالت: تفضحنا الشمس والإضاءة القوية. عندما نخرج للشمس ستلاحظ أجسامنا تلمع. قال وكيف أعرف الأشرار. قالت له مع الوقت ستتعرف عليهم وستعرف الفرق. يعيشون في الغابة وفوق الأشجار فلا يدخلون البيوت أو القصر أو الأماكن المغلقة. لذلك يمنعون اهل القرية من البناء ولو استطاعوا لهدموا القصر أيضا.

      قال هل تقصدين انه بوجودي هنا في القرية سيستطيع أهل القرية من عمل كل شيء. قالت: إلا الدخول والخروج فالأشرار من يحرسون القرية من أي تدخلات خارجية. احذر من الخروج فقوتك تكمن هنا في القرية. وقوتنا نحن في القصر. فلا يستطيعون الدخول إلى القصر.

    13. #13
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي 12

      سألها أليكس كيف استطعتم أن تخفوا أنفسكم؟ أقصد ما الذي جرى وأصبحتم هكذا. قالت: منذ ثلاثين سنة كانت هذه القرية تحت سيطرت عائلتين من أكبر العائلات الطاجيكية وأكثرهم عددا. اكتشفنا هذا المكان ووصلنا إليه سويا. وصلت عائلتنا الغنية أولا وسكنت في السهول، ثم وصلت العائلة الفقيرة وسكنت في الغابات عاش كل منّا حيث أراد. بدأ الفقراء يعملون لدينا. زرعوا لنا الثمار والفواكه. وقاموا برعاية حيواناتنا. وقاموا ببناء القصر والبيوت لعائلتنا. أثناء بناء القصر اكتشفنا أن هنالك منجم ذهب يعتبر كأكبر منجم ذهب في العالم. قام الفقراء بحفر المناجم ثم بناء السور الكبير حول القرية.

      كان عددهم كبير فالمال الذي يحصلون عليه الفقراء لم يكن كافيا. فكانوا يشترون به من الثمار والفواكه والطعام من عائلتنا، لم يقتنع الفقراء بوضعهم، بعد انتهاء الأعمال لدينا، لم يعد لهم أي طريق ليحصلوا على المال إلا عن طريق الزراعة ورعاية الأغنام، فكانوا يتقاتلون على الوظائف الصغيرة. ليحصلوا على المال ومن ثم يشترون الطعام منا.

      بعد شهور من الفقر والمعاناة، قرر الفقراء الهجوم علينا لأخذ كل ما نملك. كان الفقراء يملكون القوة والأسلحة التي كانوا يعملون بها. فخرجوا كلهم نساءهم ورجالهم وأطفالهم في يوم ماطر. وقالوا أما أن نعود منتصرين وإما نموت بكرامتنا. وفي الجانب الآخر اجتمعنا نحن أيضا رجالنا ونساءنا وأطفالنا بأسلحتنا لنحافظ على القصر وعلى ثرواتنا. اشتدت الرياح وزادت الأمطار وبدأ الخوف يدخل في قلوب الطرفين. نزلت المياه منهمرة من أعالي الجبال، وبسبب السور حول المدينة امتلأت المدينة بالمياه حتى غطت المياه موقع القتال. نزل البرق متكررا على المياه في موقع القتال. فصُعق الجميع في ذلك اليوم وتحول الجميع في ذلك اليوم إلى غير مرئيين.

      كان هنالك سيدتان! كانتا في شهرهما الأخير من الولادة، بسبب الخوف والذعر الذي أصاب الجميع، ولدتا طفليهما في موقع القتال، احدى السيدتين من الفقراء فرزقت ببنت والأخرى من الأغنياء ورزقت بولد. تحولت أمهما إلى غير مرئيتين أما الطفلين فكانا مرئيين. أصبح الطفلين هما الوحيدين الذين بإمكانهم رؤيتنا والتحدث إلينا وسماعنا.

      كان ذلك اليوم هو أسوء يوم مر على القرية. كسرت المياه أبواب القرية وخرجت إلى الأودية. وبعد أيام جفت القرية. الناس الذين تحولوا إلى محجوبين (غير مرئيين) توقفت أعمارهم فلا تزيد، وأصبحوا لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتزاوجون، يسمعون كل شيء لكن لا يسمعهم أحد. بسبب ذلك لم تستطع السيدتين ارضاع أطفالهن. قررت الفقيرة أن تتخلى عن طفلتها وتعطيه لأحد المارة الزائرين للقرية. فوقفت حتى أتت إحدى العائلات للقرية وقامت بوضع الطفل في سيارتهم وبدأت تراقبهم من بعيد حتى اطمأنت على طفلها. وبعدها قررت الغنية أن تفعل نفس ما فعلت الفقيرة وأعطت طفلها لعائلة أخرى لكي يطعمونه ويعيش حياة أفضل. ومن ذلك اليوم اختفى الطفلان ولم يعلم أو يسمع عنهما أحد.

    14. #14
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي 13

      لم تتوقف المشاكل بيننا وبين الفقراء، اخترنا عدم القتال فبقينا في القصر وأقفلنا الأبواب علينا. أراد الفقراء السكن في بيوتنا التي في السهول. لكن وجدوا أنفسهم لا يستطيعون البقاء في الأماكن المغلقة. فهدموا البيوت التي في السهول ثم عادوا إلى الغابة وأقاموا فيها. ولم يستطيعوا أن يتركوا القرية أملا أن يأتي يوم يعودون لطبيعتهم ويشاركونا الثراء. فكدسوا أنفسهم منذ ذلك اليوم في حراسة وحماية القرية.

      مر على القرية شهور لا يكاد يُرى فيها أحد وكأنها قرية اشباح. كما يبدوا لمن يمر عليها. في ذلك الوقت عانت إحدى القرى البعيدة من الجفاف وقلة الأمطار فأصبحوا يتنقلون من مكان إلى آخر بحثا عن مكان يستقرون فيه، وترعى فيه حيواناتهم وكانت تلك القرية مشهورة بجمال نسائها وقوة رجالها. بعد عناء اكتشفوا هذه القرية وجدوها خالية كما يبدوا لهم فقرروا البقاء فيها وإعمارها. أُعجب الفقراء من المحجوبين بجمال نسائهم. فلم يسمحوا لهم بالخروج ولم يسمحوا لأحد غيرهم بالدخول. ولنفس السبب اشتهرت القرية وجاء الكثير من العالم يريدون رؤية قرية الفتيات الفاتنات التي أصبحت ممنوعة.

      فكانوا المحجوبين يؤذون من يحاول الخروج ومن خرج قتلوه أمام مدخل القرية فخاف الجميع وتوقفت محاولات الخروج. وبنفس الطريقة منعوا من في خارجها من دخول القرية، انتشر الخبر فلم يحاول أحد أن يقترب من القرية. وأصبحت القرية ممنوعة.

      حاصر الجيش القرية. والتقوا بقادة القرية من خلف مدخل القرية، فأخبروهم أنهم لا يستطيعون الخروج من القرية ولم يستطيعوا أن يعملوا أي شيء في القرية وأن ما يقومون ببنائه في النهار يسقط في الليل. بقي الجيش يحاصر القرية. في المساء أخذ "المحجوبين" أسلحتهم وأصبحوا يصيبون أفراد الجيش إصابات غير قاتلة. ويفجرون سياراتهم. أخذ بقية الجيش المصابين وهربوا قبل الصباح. فمنعت الدولة الطاجيكية أي شخص يقترب من هذه القرية.

      أصبح أهل القرية من المرئيين يعتادون على حياة القرية والعيش بدون مساكن والأكل من الثمار وشرب الحليب من الماشية فكانت مُشبعة لهم. وتأقلموا على حرّها وبردها. وبعد سنوات عدة، عادت الفتاة الفقيرة التي ولدت وقت حادث الإخفاء. وقد أصبحت في الثامنة عشر من عمرها. فتاة جميلة وذات عينين زرقاوان. دخلت القرية اقترب منها المحجوبين ليهجموا عليها، ولكنهم توقفوا لما عرفوا أنها تراهم وتسلم عليهم وترحب بهم، عرفوا أنها تلك الفتاة التي ولدت أثناء الحادث. دخلت القرية وذهبت إلى والدتها التي فرحت بعودتها وتبادلا دموع الفرحة بلقائهما، وفرح الجميع بعودتها وأصبح لديها صديقات في القرية تتحدث إليهم ويقضون أوقات جميلة مع بعض، وكانت حلقة الوصل بين المحجوبين والمرئيين. فأوصلت لمرئيين ما يريده منهم المحجوبين.

    15. #15
      مشرف متميز
      تاريخ التسجيل
      May 2021
      المشاركات
      141
      معدل تقييم المستوى
      13

      افتراضي 14

      أصبح المرئيين يفعلون ما يؤمر منهم. فكانوا يظهرون جمالهم ويستدرجون السياح عند مدخل القرية. ليدخلوا ثم يقتلونهم تخويفا. لكيلا يفكرون بالدخول مرة أخرى. بقيت الفتاة لأيام سرقت ما استطاعت حمله من الذهب الموجود في المناجم ثم اختفت مرة أخرى ولم يعرف أحد إلى أين اختفت.

      قال أليكس سنجد طريقة لنعيدها إلى القرية. قالت: انتبه هي الوحيدة التي تجاري قوتك في رؤية الطرفين. استمرت الأمطار إلى منتصف اليوم. ولما توقفت عاد أهل القرية إلى أماكنهم شعر أليكس بحالهم بعد تلك الأمطار. سأل أليكس ماريا (سيدة القصر) هل لديكم المزيد من الخشب غير المبلل. انتظروا حتى نام الناس وقاموا بإخراج الخشب ثم أشعلوا النار فيه. اقترب الجميع من النار ليدفأوا حولها، ومنهم من أخذ جزئاً من الحطب وأشعلوا فيه النار وجلسوا حوله.

      في اليوم الثالث لأليكس في القرية. وبعد أن أشرقت الشمس وبدأ الجميع صباح يوم جديد. خرج لهم أليكس من البرج ووقف في مكان مرتفع وقال: أعلم أن وجودي غير مرغوب به. لكن في الحقيقة وجودي سيغير الكثير من مستقبل القرية. أصبحتم تستطيعون اشعال النار والآن بإمكانكم تبنون بيوتكم وتحتمون فيها من البرد ومن الشمس والأمطار. وبإمكانكم أن تطبخوا وتحتطبوا وتعودوا بشر طبيعيين لكن الشيء الوحيد الممنوع هو أنكم لن تستطيعوا الخروج من القرية.

      فرح أهل القرية بهذه الأخبار وبدأ الرجال يتفننون في بناء المنازل، واحد بعد الآخر وبدأت النساء بالطبخ لهم وتحضير أشهى المأكولات. أخرج أليكس الهاتف المحمول واتصل بالفتاة السياحية ساشا. فرحت ساشا باتصال أليكس. وقالت له فقدت الأمل في اتصالك. سألها هل تستطيعين القدوم إلى القرية في الصباح الباكر. وطلب منها أن تحضر له بعض الوجبات. وشاحن على الطاقة الشمسية لأن القرية ما تزال بدائية لا يوجد فيها إضاءة أو كهرباء.

      استمر أليكس يتحدث إلى ساشا وطلب منها أن تأتي لوحدها لتشاهد القرية. استغربت وسألته مرة أخرى له هل أنت متأكد أني أستطيع الدخول ولن يحصل لي شيء. قال لها يجب أن تثقي بي. وأنهى الاتصال. فرحت ساشا فرحا شديدا باتصال أليكس. ذهبت لتشتري بعض المأكولات التي أحبها أليكس، ولما عادت في المساء طرق أحدهم الباب عليها في منزلها. فتحت الباب قالوا نحن من الاستخبارات كنا نتابع موضوع ذلك الشاب الذي دخل القرية. وكنا متوقعين أن يتصل بك وعلمنا أنك ستذهبين إليه غدا صباحا. قالت نعم. قالوا نريد أن نعرف تفاصيل ما يحدث في تلك القرية.

      على ممر السنين لم نستطيع التقرب من القرية ولم نريد أن نستخدم طائراتنا أو مدفعياتنا للحصول عليها قمنا بعمل الطرق حتى وصلت إلى القرية وأوصلنا الكهرباء إلى مدخل القرية. هنالك شيء غير مفهوم حول هذه القرية لم يستطع الجيش التقرب منها. بالإضافة إلى جرائم القتل التي تحصل عند مدخل القرية. وما يهمنا! أن هنالك ثروة تحت هذه القرية. لا تقدر بثمن ممكن تنقل دولتنا نقلة نوعية لتصبح من أغنى دول العالم. سألتهم ما المطلوب مني؟ قالوا نريدك أن تقنعين أليكس بأن يعمل لصالحنا.

    صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com