• دخول الاعضاء

    صفحة 13 من 13 الأولىالأولى ... 3111213
    النتائج 181 إلى 186 من 186

    الموضوع: محمد مهدي الجواهري

    1. #181
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      98

      افتراضي

      سكُت وصدري فيه تغلي مراجلُ وبعض سكوتِ المرءِ للمرءِ قاتلُ
      وبعضُ سكوتِ المرءِ عارٌّ وهُجْنَةٌ يحاسَبُ من جّراهُما ويُجادَل
      ولا عجبٌ أنْ يُخْرِسَ الوضعُ ناطقاً بلى عجبٌ أنْ يُلْهَمَ القولَ قائل
      جزى الله والشعرُ المجوَّدُ نَسْجُهُ بأنكد ما تُجْزَى لئامٌ أراذل
      مخامِرُ غدرٍ طوَّحَتْ بي وعودُهُ فغُِررتُ والتفَّتْ علىَّ الحبائل
      وكنتُ امرَءاً لي عاجلٌ فيه بُلْغَةٌ سدادٌ ومرجُوٌّ من الخير آجل
      رخياً أمينَ السربِ محسودَ نِعمةٍ تَرِفُّ على جنَبيَّ منها مباذل
      فغُودرتُ منها في عَراءٍ تَلُفُّني مَفاوِزُ لا أعتادُها ومجاهل
      طُموحٌ إلى الحتفِ المدبَّر قادني وقد يُزهِقُ النفسَ الطُموحُ المُعاجل
      كَرِهْتُ مداجاةً فرُحْتُ مشاغبا ولم يُجدِني شَغْب فرُحْتُ أُجامل
      وأغْرقْتُ في إطراءِ من لا أهابُه وساجلت بالتقريع من لا يساجَل
      وأصْحَرْتُ عن قلبي فكان تكالُبٌ عليّ لإصحاري وكان تواكُل
      نزولاً على حكمٍ وحفظاً لغاية يكون وسيطاً بينهن التعاُدل
      وما خِلْتُني عبْءا عليهم وأنهم يريدون أن يُجتَثَّ متنٌ وكاهل
      ولما بدا لي أنه سدُّ مَخْرَجٍ وقد أُرتِجَ البابُ الذي أنا داخل
      وأخلَتْ صدورٌ عن قلوبٍ خبيثةٍ ولاحت من الغدرِ الصريحِ مخايل
      رجعت لعُش ٍّ مُوحشٍ أقبلتْ به علي الهمومُ الموحشاتُ القواتل
      وكنتُ كعُصفورٍ وديعٍ تحاملت عليه ممن الستِ الجهاتِ أجادِل
      ورَوَّضْتُ بالتوطينِ نفساً غريبةً تراني وما تبغيه لا نتشاكل
      وقلتُ لها صبراً وان كان وطؤهُ ثقيلا ولكن ليس في الحزن طائل
      وكَظْمُ الفتى غيظاً على ما يسوؤه من الأمر دربٌ عبَّدته الأماثل
      ولِلعْقلِ من معنى العقالِ اشتقاقُه إذا اقتِيدَ إنسان به فهو عاقل
      وكنتُ ودعوايَ احتمالا كفاقدٍ حُساماً وقد رَفَّت عليه الحمائل
      حبستُ لساني بين شِدْقَيَّ مُرغماً على أنه ماضي الشَّبا إذ يناضل
      وعهدي به لا يُرسلُ القولَ واهناً ولا في بيانٍ عن مرادٍ يعاضل
      وبيني وبينَ الشعرِ عهدٌ نكثتُه ورثَّتْ حبالٌ أُحكِمَتْ ووسائل
      وجهّلتُ نفسي لا خمولا وإنما تيقنت – ان السيّدَ المتجاهل
      وما خلت أني في العراق جميعِه سأفقِدُ حراً عن مغيبي يسائل
      سَتَرْتُ على كَرْهٍ وضِعْنٍ مَقاتلي إلى أن بدتْ للشامتينّ المقاتل
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    2. #182
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      98

      افتراضي

      هو الحُكم – إن حقَّقتَ – لُعبةُ لاعبِ يُسَمُّونَ ترقيعاتهِ بالتجارِبِ
      فتجرِبةٌ للحكمِ خَلقُ موظفٍ وتجرِبةٌ للشعبِ تخريجُ نائب
      وإنَّ بلاداً بالتجارِب هُدّمت وضُيّعَ أهلوها لإحدى العجائب
      وأعجبُ منه أن يُمنِّي رجالُها نفوسَهمُ خيراً بعقبى المصائب
      تُعطَّلُ أربابُ المواهبِ ريثما يُتمَّمُ تخريجُ الضِّعاف المواهب
      ولو جَرَّبوا أهل المناصب وحدَهم لهانَ ، ولكنْ جُربّوا في المناصب
      من الظلم أن تأتي قصيدةُ شاعر لتُصلِحَ حالاً أو مقالةُ كاتب
      فما دامَ حُكمٌ للتجاريب راهن فليس لنا غيرُ انتظارِ العواقب
      ولكنَّ دأبَ الشاعِرينَ تحرُّشٌ ومن عادةٍ الكُتابِ خلقُ المتاعبّّ
      دعوا القومَ أحراراً يؤدُّونَ واجباً ولا تحسَبِوا سهلاً قياماً بواجبّ
      ولا تحسبوا سهلاً بناءَ دوائرٍ وتوقيع أوراقٍ وتوزيعَ راتب!
      غزا الجهلُ أرض الرافدْينِ فحلَّها كثيرَ السَّرايا مُستجاشَ الكتائب
      طليعةُ جيشٍ للمصائبِ هدَّدتْ كرامتَهُ والجْهلُ رأسُ المصائب
      وما خيرُ شعب لستَ تعثرُ بينه على قارئٍ من كلِّ ألفٍ وكاتب
      تمشَّى يجرُّ الفَقْر ردفاً وراءهُ وأتعِسْ بمصحوبٍ وأتعِسْ بصاحب
      وراحا على الجُمهور ضيفينِ ألفْيَا مُناخاً جميلاً بين هذي الخرائب
      فكان لِزاماً أنْ تحوزَ عصابةٌ تفيتْ بظلِّ الجاه أعلى المراتب
      وكان لزاماً أن تتمَّ سيادةٌ عليه لأبناءِ " الذوات " الأطايب
      وكان لزاماً أن تُقادَ جموعُه حفاةً عراةً مهطعينَ " لراكب "
      وكان لزاماً أن تحاكَ دسائسٌ له تحت أستار الخِداع الكواذب
      وكان لزاماً أن تعطَّل صنعةٌ وأن يُصبحَ التوظيفُ أغلى المكاسب
      مشى الشعب منهوكَ القُوى واهنَ الخُطى كواهلُه قد أُثقِلتْ بالضرائب
      وقد حِيلَ ما بين الحياةِ وبينهُ فللموت منه بين عَينٍ وحاجب
      وكُمَّت به الأفواه عن كشف سوءَةٍ كأنْ لم يكن من ثَمَّ عتبٌ لعاتب
      وأوجعُ ما يُصمي الغيورَ مقْاصرٌ أطلَّتْ على مجحورةٍ في الزرائب
      يَبينُ على الحيطان شرخُ نعيمها وتغمُرها اللذاتُ من كلِّ جانب
      وتحيي ليالي الرّقْص فيها خليعةٌ تكشَّف عن سوق الحسان الكواعب
      ويجبى إليها خمرُها من مشارقٍ يجادُ بها تقطيرُها وَمغارب
      وتلك من الإدقاع تتَّسد الثرى يلاعبُ جنبيها دبيبُ العقارب
      وقد ذيدَ عنها الزادُ رَفهاً لآكلٍ وحُرّم فيها الماء صفواً لشارب
      وإنيَّ في إرضائيَ الشِعرَ حائرٌ وإني لمأخوذٌ بهذا التضارب
      فقد يُعجِز التفكيرَ ذكرُ محاسنٍ وقد يُخجل القرطاسَ ذِكرُ المثالب
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    3. #183
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      98

      افتراضي

      يومٌ من العُمْرِ في واديكِ مَعدودُ مُستوحِشاتٌ به أيَّاميَ السُودُ
      نزلتُ ساحتَكِ الغنَّاءَ فانبعثَتْ بالذكرياتِ الشَّجيَّاتِ الأناشيد
      واجتَزتُ رغمَ الليالي بابَ ساحرةٍ مرَّ الشبابُ عليه وهو مسدود
      قامَتْ قِيامتُه بالحُسْنِ وانتشرتْ فيه الأهازيجُ والأضواءُ والغيد
      ما وحدَهُ غرَّدَ الشادي لِيرْقِصَهُ الماءُ والشجرُ المهتزُّ غِرِّيد
      واد هو الجَّنةُ المحسودُ داخلُها أو أنَّه من جِنان الخُلدِ محسود
      ثقي " زحيْلةُ " أنَّ الحسْنَ أجمَعَهُ في الكونِ عن حُسنكِ المطبوعِ تقليد
      أنتِ الحياةُ وعمرٌ في سواكِ مضى فإنما هو تبذيرٌ وتبديد
      أقسمتُ أُعطي شبابي حقَّ قيمتهِ لو أنَّ ما فاتَ منه اليومَ مردود
      وكيفَ بي ونصيبُ المرء مُرْتَهَنٌ به ، ومَغْنَمُهُ في العُمْرِ محدود
      لم يأتِ للجَبَلْينِ العاطفَيْنِ على واديكِ أبهى وأنقى منهُ مولود
      زَفَّتْ له مُتَعُ الدُّنيا بشائرَها واستقبلَتْهُ مِن الطيرِ الأغاريد
      أوفى عليه يَقيهِ حَرَّ هاجرةٍ سُرادِقٌ من لطيفِ الظلِّ ممدود
      بالحََوْرِ قامَ على الجنبينِ يحْرُسُهُ مُعَوَّذٌ من عُيونِ الناسِ مرصود
      تناولَ الأفْقَ معتزّاً بقامتهِ لا ينثني فَنَنٌ منه ولا عود
      يقولُ للعاصفاتِ النازلاتِ بهِ إليكِ عنيّ ، فغيرُ " الحَوْرِ " رِعديد
      صُنْعُ الطبيعةِ ، بالأشجارِ وارفةً لَهُ ، وبالنَّهَرِ الرّقراقِ ، تحديد
      خَصَّتْهُ باللُطفِ منها فهو مُنْبَعِثٌ ورُبَّ وادٍ جَفتْهُ فهو موءود
      طافَ الخيالُ على شَتَّى مظاهرهِ واستوقَفَتْني بهِ حتَّى الجْلاميد
      تَفَجَّرَ الحجرُ القاسي بهِ وبدا في وَجْنَةِ الصَّخرةِ الصَّماءِ توريد
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    4. #184
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      98

      افتراضي

      عفواً إذا خانني شعري وتبِاني فلُطفُكُم لا أوفِّيهِ بشُكْرانِ
      وقد يُهوِّنُ عند المرء زلتَه إحساسُه أنه ما بينَ إخوان
      غطارفَ الحلةِ الفيحاءِ أنكُمُ في كل مَكرمُةٍ فِرسانُ ميدان
      وليس إحسانُكمُ نحوي بمبتَدعٍ هنا منابتُ ألطافٍ وإحسان
      للعُرْبِ سفرُ نقاباتٍ مُضيَّعةٍ باقٍ لديكم عليه خيرُ عُنوان
      ملامحٌ عرَبيّاتٌ مُخبِّرةٌ بأنكُم خيرُ منسوبٍ لقَحطان
      أتيتُ ربةَ أشعاري أُناشدُها عَوناً على الشعر أو صَفحاً عن الجاني
      ورُحتُ منها على وَعدٍ بمغفرة إنْ لم يُسدِّدْ خطايَ اليومَ شيطاني
      وجئتُ مَحفِلَكُم أمشي على ثقةٍ من ربّةِ الشعر عندي صَكُ غُفران
      أبناءَ بابل للأشعار عندَكُمُ عِمارةٌ لم يشيَّدْ مثلَها بانِ
      ودولةٌ برجال الشعر زاهرةٌ معمورةٌ بمقاطيعٍ وأوزان
      أقمتمُوها عُصوراً في رعايتِكم لم تَخلُ من آمرٍ منكُم وسُلطان
      طوعَ الأكُفِّ دواوينٌ مشهَّرة وفي الزوايا مُضاعٌ ألفُ ديوان
      هنا نَمَتْ عذَبَاتُ الشعر وارفةً غصونُها قبل سوريّا ولُبنان
      وعنكُمُ أخَذَتْ مِصرٌ مساهِمةً في مُعجِبٍ من طريف القول فَينْان
      ومن شعور الفراتِينَ قد نَهِلَت أرضُ العراق وعبَّتْ أرضُ بَغدان
      لكنني مستميحٌ عفوَكم كَرَماً اذا عَتَبتُ عليكم عَتْبَ غضبان
      وان نَكِرتُ عليكم سيرَ متَّئدٍ وان طَلَبتُ اليكم سيرَ عَجلان
      وإن أردت لكم شِعراً يُجَسُّ به نَبْضُ السياسةِ من آنٍ إلى آن
      يكون منها بمرصادٍ يقابلها وجهاً لوجهٍ على حدٍ وميزان
      وفي العواطف أمواهٌ مُرَقْرَقَةٌ وتارةً هو تسعيرٌ لنيران
      شعراً تُعالَج أبوابُ الحياة به يكونُ عن كل ما فيها كإعلان
      نَسَجتُمُ بُردةً للشعر ضافية أتقنتُمُ لُحمَتَيها أيَّ إِتقان
      ماشتْ عصوراً طِوالاً وهي زاهيةٌ نُوراً لملك وتزييناً لتيجان
      ولو أردَتُم لكانَتْ زينةً لكُمُ بها يُفاخَرُ ماكرَّ الجديدان
      أتاكُمُ عالَم ثانٍ فكانَ لكم أن تُبرزوها بشكل مُونِقٍ ثان
      وكان يكفيكُمُ حِفظاً لرَونقِها أنْ تأخذوها بأصباغٍ وألوان
      لا أدَّعي أنني أولَى بتَكرِمةٍ وأنني فوقَ أصحابي وأقراني
      ولا أُعرضُ اني طائشٌ فرحاً وان تَذكَّرتمُوني بعد نِسيان
      لكنما سرَّني أن الفراتَ به يُقامُ أولُ تكريمٍ لفنّان
      ناشدتُكم بالحَمِيّات التي دفعت بكم لذكرِيَ والإِعلاءُ من شاني
      وبالمزايا الفُراتِيّات هذَّبها جورُ الطُغاةِ وكم فضلٍ لطُغيان
      ألا اجتهَدْتُم بأن لا تتركوا لَبِقاً أو نابغاً عبقرياً طيَّ كتمان
      قد يَبعَثُ الشاعرَ الحَساسَ مزدهراً تقديرُ عاطفةٍ منه ووجدان
      وقد تَبوخُ على الأهمال مَوهِبةٌ لو أُلْهِبَت لرأيتُم أيَّ بَركان
      أنا الدليلُ على قَولٍ أردتُ به أن لا يكونَ له غَيري كبُرهان
      تناوشتْني من الأطراف ناهشةً لحمي عصابةُ أضباع وذُؤبان
      كالتْ ليَ الشَتْمَ ما شاءَت مكارمُها سمحاءَ من دون تطفيف ونُقصان
      وحسبُكُم وعليكُمْ شرحُ مُجمَله أن لم يكن شتمُ إنسانٍ لإنسان
      وان صَدَقتُ فما للقوم من غَرَضٍ إلا إماتةُ حِسٍ فيَّ يقظان
      ولم أجدْ ما يُنَسَّيني مَضاضتَها إلا عواطفَ خُلاّنٍ وخُلْصان
      وانني إنْ رَمَتْني أعينٌ خُزُرٌ فانَّ أعينَكُم باللطفِ تَرعاني
      في الشعر شَحْذٌ لعَزْماتٍ ومُحتَسَبٌ لطارئآتٍ وترويضٌ لأذهان
      خذوا بما ضمَّت " الفيحاءُ " من غُرَرٍ مْخَلَّداتٍ وما ضَمَّ " الغَرِيّان "
      ونوِّهوا باسمِ أهليها لتَسمَعَهم - ولو على الرغم منها – صُمُّ آذان
      ودَرِّسوا نشْكم من شِعرِهم قِطَعاً مُصوِّراتٍ لأفراحٍ وأحزان
      هنا بـ " بابلَ " قام الفنُّ تُسنِدُه حضارةُ المُلكِ من أزمانِ ازمان
      هنا مَشَى الفذُّ " بانيبالُ " مُزدَهياً في موكِبٍ بغُواةِ الفنِ مُزدان
      تَرجَّلَ المُلْكُ إكراماً له ومَشَتْ خواشعاً – ساسةٌ غُرٌّ – كرُهبان
      مُقَدِّرين من النحّات موهبةً هي النُبُوّةُ من وحيٍ وإيمان
      من هاهنا كان تحضيرٌ لأنظمةٍ في المشرِقَينِ وتمهيدٌ لأديان
      تشريعُ بابلَ هزَّ الناسَ روعتُه من قبلِ أن يعرِفوا تشريعَ يونان
      للآنَ يُحتاجُ في إصلاحِ مملكةٍ نظامُ دولةِ آشورٍ وكِلدان
      هنا " حمورابِ" سنَّ العدلَ معتمداً به على حفظِ أفراد وعمران
      شكراً جزيلاً لأفواهٍ تُعطِّرُني بكل مُمتْدَحِ الأسلوبِ حَسّان
      رّيانةً بمُذابِ العاطفاتِ أتَتْ تسعى لقلبٍ من الإخلاص رَيان
      ولو تمكَّنتُ قدَّمتُ الفؤادَ لكم لكنَّ تقديمَ إحساسي بإِمكاني
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    5. #185
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      98

      افتراضي

      أبرزتُ قلبي للرماة معرَّضا وجلوت شعري للعواطف مَعرِضا
      ووجدتُني في صفحةٍ وعقبيها متناقضاً في السُخْط مني والرضا
      أبرمتُ ما أبرمتهُ مستسهلاً ان حانَ موعِدُ نقضِه ان يُنقَصا
      ونزلتُ منه على الطبيعة منزلاً الفيتُني فيه على جَمر الغَضا
      متجانياً عن خير مَن أبغَضتَهُ ولشرِّ من أحببتُه مُتعرَّضا
      ومدَحْتُ من لا يستحقُّ وراقَ لي تَكفيرتي بهجائِه عما مَضى
      ووجدتُني مُستصعِباً إطراءَ مَن أطريتُه بالأمسِ طَوعاً ريِّضا
      وحَمِدت أني عبدُ قلبي ما اشتهَى أن ينثني بوِدادِه أو يُمحَضا
      وحمدت من هذا اللسان سُكوتَه حتى يُحرِّكَه الفوآدُ فينبضا
      فوَّضتُه وحَمَلت ألفَ مصيبة من أجل أن راح الفوآدُ مفوَّضا
      نافقتُ إذ كان النفاق ضريبةً متحرِّقاً من صَنعتى مترمِّضا
      ولكم قَلِقتُ مسهَّداً لمواقفٍ حَكَمت عليَّ بأن أداري مُبغِضا
      ولَعَنت ربَّ الشعر فيما اختار لي وبما قَضى ، ولَعَنت أحكامَ القَضَا
      وصَدَعت فيها بالصراحة مَرةً زمراً تُجوِّدُ ان تقولَ فتُغمِضا
      ولقد حَدَوت بأصغَريَّ ليُمليا ما يطلُبان على اليراع ويَفرِضا
      غَلَبَ السرورُ فشعَّ رونقُ بعضِها وخبا رُواءُ الأخرَيات فغُيِّضا
      واسوْدّ بالنِيات سوداً خاطرٌ ومَشَى على البعضِ الصفاءُ فبيَّضا
      وخلا فجفَ من العواطف بعضُه وزها بها بعضٌ فرفَّ وروَّضا
      وأتى على عفوٍ فصحَّ نسيجُه بعضٌ وبعضٌ بالتكلف أمرَضا
      وضَحِكت من تشبيهِ ما استعجَلتهُ بالسَقْط أعجله المخاض فأجهَضَا
      ووجدتُ في أثنائها رَجعيَّةً طَفَحَت وكنت لها الدوَّ المُبغِضا
      ولكم تبينت الجمودَ مُجسَّماً في بعض ما قد قلتُه مستنهضا
      ولقد حَسِبت مُصارحاً مُتخلِّعاً في مؤنساتٍ قلتُهن مُعرِّضا
      فوددتُ لو أنّي استقيتُ تَرفُّهاً فيها استَقَيتُ من المجونَ تَبرُّضا
      وأنفِت من هذي الطبيعة حرةً يعاتقُها التدليسُ أن تتمخَّضا
      وخِشيتُها مكبوتةً لتحفُّزٍ كالليثِ أرهَبُ ما يُري أن يربِضا
      وعَجبِتُ ممن لستُ أبلغُ شأوَه في الموبقات توغُّلاً وتعرُّضا
      عَبَّرتُ في الإحماض عن شهواته ومضى عفيفاً مُنكِراً أن أُحمِضا
      وكشفتُ عن هذي الطبائع ثوبَها وبسطتهنَّ حريصةً أن تُقبَضا
      فإذا بها الحشرات تسكن جيفةً مستورةً ، والخزيُ ان تَتَنفَّضا
      ورأيتها ملأَى بكل رذيلةٍ تجري مع العرق الخبيث تحرُّضا
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    6. #186
      فوضوي له مكانه الصورة الرمزية محمودى
      تاريخ التسجيل
      Jan 2010
      المشاركات
      19,950
      معدل تقييم المستوى
      98

      افتراضي

      طغَى فضوعف منه الحسنُ والخَطَرُ وفاض فالأرضُ والأشجارُ تنغمِرُ
      وراعت الطائرَ الظمآنَ هيبتُه فمرَّ وهو جبانٌ فوقَه حذِر
      كأنما هو في آذيِّه جَبَلٌ على الضفاف مُطلٌّ وهي تنحدر
      رَبُّ المزارعِ والملاّحِ راعَهما بالحول منه عظيمُ البطش مقتدِر
      باتت على ضَفَّتيه الليلَ تحرُسُه غُلبُ الرجال لما يأتيه تنتظر
      راحو أُسارى مطأطين الرؤوسَ له وراح طوعَ يديه النفعُ والضرر
      مَشَى على رِسْلِه لا الخوفُ يَردَعُه ولا عن الفِعلة النكراءِ يعتذِر
      ومر يَهزَأ من أيد تقاومه تسعَى لتحكيم أسداد وتبتدِر
      فكلُّ ما بلغَ الانسانُ من عَنَتٍ قُوى الطبيعةِ تأتيه فيندحِر
      وما " الفرات ُ " بمسطاعٍ فمختَضَدٍ ولا بمستعبَد بالعُنفِ يُقتَسر
      كم من معاركَ شنَّ الفنُ غارتَها على " الفرات " ولكنْ كانَ ينتصر
      نَموذَجٌ " للأنانيينَ " ليس له ولا عليه ، أفازَ الناسُ أم خسِروا
      في حينَ باتَ جميعُ الناس يُرهبُهم في كل ثانيةٍ عن سَيره خَبَر
      ملءُ القلوب خشوعٌ من مهابتِه وملءُ أعينهم من خوفِه سَهر
      وراح شُغْل النوادي عن فظاظته يُجرى الحديثَ وفيه ينقضي السهر
      ورُوِّعَ السمعُ حتى بات من ذَهَل يود سَمعُ الفتى لو أنه بَصَر
      واستُبطِئت عن نَثَا أخباره بُرُدٌ واستُنهِضَ البرقُ يُستقصي به الخَبَر
      هو " الفرات " وكم في أمره عَجَبٌ في حالتيهِ وكم في آيِه عِبَر
      بينا هو البحرُ لا تُسطاع غضبتُه إذا استشاطَ فلا يُبقي ولا يَذرَ
      إذا به واهنُ المَجرى يعارِضُه عودٌ ويمنعه عن سيره حَجَر
      طَمَى فردَّ شبابَ الأرض قاحلةً به وعادت إلى رَيعانها الغُدُر
      وأشرفت بقعةٌ أُخرى ألَّم بها على الممات فأمسَت وهي تُحتَضر
      وودَّعَ الزارعون الزرعَ وانصرفوا للماء ما زَرَعوا منه وما بَذَروا
      من كان بالامس يعلو وجهَهُ فرحٌ بما يُرجِّيه غطَّ وجهَه كَدَر
      وقطَّبت بعد تهليل أسرَّتُه وبان فوق خُطاه الضعفُ والخَوَر
      صُبَّت عليها بلاياه ونقمتُه أنا " القصورُ " فلا خوفٌ ولا حذَر
      طافت عليه حنايا الكوخ واقتُلِعَتْ مضارِبُ البيت منه فهي تنتثر
      غط الهديرُ فغضَّت منه ثاغيةٌ ورددت ثغيّها من خلفِها أُخر
      واستحكمت ضجةٌ من كل ناحية جاءت إليها بموتٍ عاجلٍ نُذُر
      ورُبَّ طالبةٍ بالماء راضَعَها ورب عاريةٍ بالماء تأتزر
      وصفحةٍ من بديع الشعر منظرهُ طامي العُباب مُطِلاً فوقَه القَمَر
      وقد بدت خضرةُ الأشجار لامعةً مغمورةً بسناه فهي تزدهِر
      ومن على ضَفَّتيه انصاعَ منغمرا في الماء نصفٌ فوقَه الشَجر
      باتت على خَطَرٍ ناسٌ بثورته وراح يؤنُسنا في المنظر الخَطَر
      وهكذا الناسُ يُغريهم تخيُّلُهم حتى يَجيئوا الى البَلْوى فيختبروا
      كما أتى الحربَ فنانٌ ليرسُمَها في حينَ آخرُ يُصلى جسمَه الشرَر
      روحٌ جرت لم يُردْ نَفعا بها بدنٌ وعسجدٌ سال إلا أنه هَدَر
      هذا المشيِّدُ للعُمران ريِّقَه في الرافدين به العُمرانُ يندثر
      كان العراقُ سواداً من مزارعه على بنيهِ يفيءُ الظلُ والثَمَر
      تَفيض خيرا على الأقطار غلَّتُه موفورةً لسنين الجوع تُدَّخر
      ووزّع الماءَ عدلاً في مسايله فكلُّ ناحيةٍ يجري بها نَهَر
      باسم " الفرات " وتنظيمٍ له خُلقتْ دوائرٌ لم يَبِنْ من سعيها أثَر
      أغفَت طويلاً ولما هاجَ هائجُه جاءته بعد فواتِ الوقتِ تبتدِر
      وهاهو الماءُ موتٌ في زيادته وفي النقيصةِ مسروقٌ فمُحتَكَر
      لئن سالتني يارب يوم القيامة عن ذنبي لاسالنك عن رحمتك
      ولئن سالتني يارب عن تقصيري لاسالنك عن عفوك


    صفحة 13 من 13 الأولىالأولى ... 3111213

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. ... عند الرقم 5 .. أهدي عطر لأي عضو ...●
      بواسطة دلوعه وبس في المنتدى استراحة المنتدى
      مشاركات: 119
      آخر مشاركة: 08-12-2016, 05:54 AM
    2. اختفاء شروق مهدي القثامي 14 سنة ومليون ريال لمن يجدها
      بواسطة الحسام في المنتدى اخبار ينبع مناسبات افراح وفيات
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 20-07-2015, 07:51 AM
    3. هربتَ من الزمآن / مهدي بن سعيد
      بواسطة عجآيب في المنتدى نبض القوافي
      مشاركات: 20
      آخر مشاركة: 20-05-2014, 01:40 AM
    4. مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 29-10-2013, 06:26 AM
    5. شرطة المدينه تقبض على مهدي اخر في الحرم المدني
      بواسطة غالية الاثمان في المنتدى الارشيف
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 21-04-2011, 01:11 AM

    المفضلات

    المفضلات

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    www.yanbualbahar.com