أخذت يارا تتمشى في الحديقة حول المسبح تتحدث مع كمال وكانت دائما تحاول أن تفتح مواضيع معه لكي تستمر تحادثه، بينما كانت تتحدث مع كمال فقدت توازنها على حافة المسبح فسقطت بملابسها بالهاتف المحمول في المسبح. أخرجت رأسها من الماء بسرعة، ومسحت وجهها شعرت أنها لم تعد تسمع صوت كمال. تذكرت الهاتف المحمول فخرجت من المسبح بسرعة فوجدت أن الهاتف المحمول مبتل وقد دخلت المياه بداخله. صرخت لا! لا! لا أرجوك لا تتعطل أنا بحاجة إليك. نزعت البطارية من الهاتف المحمول بسرعة وبدأت تجفف الهاتف المحمول على أمل أن يعود كما كان، لكن فات الأوان لم يعد الهاتف المحمول يعمل.


فقدت يارا الاتصال مع كمال. فجلست تبكي طول اليوم وطول الليل ولم تعرف ما تفعل. تعودت على صوت كمال في إذنها. كانت ليلة من أسوأ الليالي عليها تصرخ وتنادي كمال. سمع جارها جلال ما يحصل ليارا، طرق عليها الباب الذي يفصل بينهما، ولما فتحت وجدها وقد بللت الدموع خديها، قال لها هل أنتِ بخير. قالت وهي تبكي: لست بخير. لقد غرق الهاتف المحمول ثم جلست تبكي. ينظر إليها جلال ويقول هذا مجرد هاتف محمول ودموعك أغلى من أن تنزل لمجرد هاتف. ثم قال لها هل أستطيع أن أنظر إلى هذا الهاتف المحمول قد أستطيع أن اصلاحه.


أعطته يارا الهاتف المحمول وقالت أرجوك يا جلال حاول إصلاحه لن آخذ منك إيجار سنة كاملة لو أصلحته. عرف جلال أن المشكلة لديها ليست مجرد هاتف محمول، فبدأ يفكك الهاتف المحمول لعدت قطع ثم يجففها قال لها ضعي شريحتك في هاتفي المحمول واتصلي بمن أحببتِ. قالت ليتني أعرف أرقامهم. وضع جلال الشريحة في هاتفه المحمول ثم قام بتشغيل الهاتف المحمول رأى الاثنان شرارة من مكان الشريحة أخرجها جلال ورآها محترقة، قال لها لقد فسدت الشريحة أيضا. انهارت يارا من البكاء، وقالت له أشكرك عد إلى منزلك وأتركنِ لوحدي.


عاد جلال إلى منزله وأغلق الباب من جهته وهي أيضا أغلقت الباب من جهتها وصعدت غرفتها وهي تبكي بحرقة. قالت سيحاول غدا أن يتصل مرة أخرى وسيختفي للأبد سيظن أني لم اعد أريد الاتصال به، سامحني كمال لقد أحببتك. لكن أعلم أنك تتقيد بشروطك.


لم تغادر يارا المنزل وتغيبت عن الجامعة يومين لعل كمال أن يأتي إليها أو يتواصل معها بأي طريقة. لكن بلا أمل. عرفت أن كمال لن يتصل بها. أو حاول أن يتصل بها لكن بدون أي جدوى.