السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




من روائع الشاعر السوداني احمد اليمني


حرف واحساس يعلو فوق سُحب الخيال


قصيدة المستثنى




لأني أغربُ الدمَعاتِ نايا
شدوتُ فلم يُذِبْ نايي سوايَا


ففاجأتُ الظلامَ
بجرِّ ظلِّي
لأعرفَ مِنه من مِنَّا أنَايا


ولوَّنتُ الوجوهَ
بلونِ صمتي
لأسمعَ في ملامِحِها ندايا


وأقنعتُ الضبابَ
بما يواري عناويني
وأخمدتُ الشَّظَايا


أنا مَن جرَّبَ الوقتينِ:
وقتي وقتَ سوايَ
حتى منتَهايا


أرى في العابرينَ
شتاتَ شكلي
وأنكرُ مَن تُجمِّعُهُ المرايا


وقد أُصغِي
إلى الورقِيِّ مني
لآخُذَ مِن طريقتِهِ رؤايا


وقد ينتابني ضدي تمَامًا
لِذا ترتابُ من جِهَتِي خُطَايا


كما تتناثرُ الليلاتُ حولي
نثرتُ ضِيايَ
في كلِّ الزَّوايا


تَرابِيًا بُليتُ
بحبِّ أفقٍ
غمامَتُهُ تُؤكِّدُ لي صدايا


برغم تهامُسِ الأسرارِ
لي مِن
شرودي ما يُهَدهِدُ مُحتَوَايا


أنا-لا غيرَ-
آخرُ من سيبقى
مِن النُّساكِ في زمنِ الخطايا


وحيدًا
أنبذُ الطينيَّ عَنِّي
وأخشعُ في الغناءِ بصوتِ فايا


أراني ما أرى في كلِّ صمتٍ
وفي خدٍّ تُبَلِّلُهُ الحكايَا


وقد لا تُنصِفُ الأيامُ عمري
ولكنِّي سأُنصِفُ في الوصايا








قصيدة الشاعر احمد اليمني