بتر أصابع القدم
مقدمة
قد يُؤدّي تلفُ الأوعيَة الدمويّة والأعصاب في القَدم إلى عدوى شَديدَة يصعب علاجها. يُجرى بَتر أصابع القَدَم عندما لا تَنجحُ جهود إنقاذ الأصابع. كما يُجرى إذا تَسبَّبت العدوى بتلف نسيجي شَديد. قد يوصي مُقدّم الرعاية الصحيّة ببتر أصابع القدَم. ويرجعُ قرار إجراء الجراحَة، إذا أوصى مُقدّم الرعاية الصحيَّة بها، للمريض نفسه. يتناولُ هذا البرنامجُ التثقيفي بَتر أصابع القَدَم. وهو يَشرحُ فوائد ومَخاطر الجراحَة.
الأسباب
تُساعدُ أصابعُ القدم، لاسيما إبهام القدم، على الحركة والحفاظِ على التوازن. يمكنُ لمُمارسة الرياضَة والجري وإصابة القَدم أن تتلفَ أصابع القدم. كما يمكنُ أن يتسبّبُ ارتداء أحذية واسعة أو ضيّقَة زيادَة عن اللزوم بمَشاكِل. ويمكنُ لأمراض مُعيّنة، مثل التهاب المَفاصِل الشَديد، أن يتسبّب بمشاكل وألم في أصابِع القدَم. يحملُ الدمُ الأكسجين والموادّ الغذائيّة إلى الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك أصابع القَدم. وتحملُ الأوعية الدمويّة الدمَ من القلب والرئتين إلى القدمين. قد تموت الأنسجة إذا لم تحصُل أصابع القَدَم على الأكسجين أو المَواد الغذائيّة التي تحتاج إليها. ويمكن أن يَحدثَ ذلك للعديد من الأسباب، بما في ذلك:
- انسداد الشَرايين في الرجلين.
- السَّرطان.
- السّكّري.
- العدوى.
- إصابات أصابع القدَم.
سوفَ تصبحُ أصابع القَدم باردةً ومؤلمةَ في حال موت الأنسجة في أصابع القدَم. كما قد يتغيّر لونُ جلد أصابع القدمين ويصبح أزرق أو أسوَد اللون. يتأثر الجهاز المناعيّ بموت أصابع القدمين. وهذا يعني أن احتمال إصابة أصابع القَدمين بالعدوى سيزداد. ويمكنُ لجروحِ أصابع القدمين ألاَّ تكونَ قادرةً على الالتئام أبداً. كما يمكن حتى للإصابات الصَغيرَة، مثلَ الجروح الصَغيرة، أن تتحوَّلَ إلى عدوى خَطيرة. يمكنُ للعدوى أن تنتشرَ إلى باقي الجسم. وهذا ما قد يُؤدّي للموت. وإذا لم يكن بالإمكان تحسين جَريان الدم إلى أصابع القَدم، فقد تكون الجراحة لاستئصال إصبع أو أكثر ضَروريّة. ويُطلَقُ على تلكَ الجراحة اسم البتر. قد يُساعدُ بتر أصابع القدم الميتة على الحفاظ على الحياة. ويُجرى البترُ عندما لا تفلحُ الجهود المَبذولة لإنقاذ الأصابع. كما يمكنُ أن يُجرى إذا تسبّبَت العدوى بتلَف نسيجي شَديد. يحاولُ مُقدّم الرعاية الصحيّة في أثناء البَتر إنقاذ ما يمكن من قَدم المَريض. وهو يعملُ على التأكّد من التئام الجُزء المُتبقّي من القَدَم كي لا يكون هُناكَ ضَرورة إلى جراحةٍ إضافيّة. يمكنُ التحدّثُ مع مُقدّم الرعاية الصحيّة عند الحاجَة للبتر حول كيفَ يُمكن أن يُفيدَ المَريض. يُسكّنُ البترُ الألمَ الشَديد الحاصِل بسبب العدوى غالباً. كما يمكنه التخلّص من العدوى. وبإمكانه التخلّص من العدوى ومن الحاجة إلى مُضادّات حيويّة قوية.
الوقاية
قد تُساعدُ عادات نمط حياة مُعيّنة على وقاية أصابع القدم من الوُصول إلى مرحلة التلف الذي يحتاجُ للبَتر. قد يُقلّل النظام الغذائي الصحي مُنخفض الدهن من كبر اللويحَة في الشَرايين، ويسمحُ هذا بجريان دمٍ كافٍ إلى الرجلين. ولذلك، يجب على الشخص ألاَّ يُدخّن وأن يتجنّبَ التدخين غير المُباشِر، حيث قد يُؤدّي التدخين إلى نموّ اللويحة. قد تُساعدُ أدويةٌ مُعيّنة على الوقايَة من مَوت أنسجة أصابع القَدَم؛ فمثلاً يمكن استخدام المُضادّات الحيويّة إذا كان تلف أنسجة أصابع القدَم يرجع إلى عدوى جُرثوميّة بهدف علاج العدوى. كما قد يُساعد إبقاء السكري وباقي الأمراض تحتَ السيطرَة على تقليل احتمال موت أنسجة أصابع القدم. وقد يقي هذا من الحاجَة للبتر. وقد تُساعد نظافة القَدَم الملائمَة على الوقايَة من العدوى.
البَتر
قد يُوصَى بالبَتر إذا لم تكن الإجراءات الوِقائيّة كافية للوقايَة من موتِ أنسجة القَدَم. البترُ هو استئصالٌ جراحيّ للأنسجة الميتة. وتَستغرقُ هذه الجراحَة أقلّ من ساعَة عادةً. ويعتمدُ مقدار الأنسجة التي تحتاجُ للبتر على:
- عدد أصابع القدم التي تموّتت.
- عدد أصابع القدم تحتَ خُطورَة الموت.
- مدى جودة جريان الدم عبر القدم.
سوفَ يتحدّثُ الجراح مع المريض عن مقدار الأنسجة التي سوفَ تُستأصَلُ. البتر الجزئيّ هو استئصالُ أعلى إصبع القَدَم والإظفَر. وبترُ إصبع القدم التامّ هوَ استئصالُ كامل الإصبَع. هَدَفُ البَتر هو استئصال أنسجة إصبَع القدَم الميتة، وتسكين الألم في الإصبع، وتخفيفُ الضَغط على أصابع القَدم المُعافاة. في أثناء البَتر، تُزالُ جميع الأنسجة الميتة. وقد يُنشَرُ بعضُ العظم إذا كان ذلك ضَرورياً. سوفَ يُغلَقُ الجُرح إذا لم يكن هناكَ دليلٌ على وجود عدوى في مكان البَتر. وسوفَ يُفسح المجال للجرح كي يلتئم تلقائياً بمرور الوقت إذا كان هناكَ دليلٌ على وجود عدوى في مكان البَتر. وسيكون هناك حاجةٌ إلى تغيير الضماد بشكلٍ مُتكرّر إلى أن يلتئمَ الجُرح بشكلٍ كامل.
المَخاطِر والمُضاعفات
العمليّة آمنةٌ، غيرَ أنَّ هُناك عدداً من المَخاطِر والمُضاعفات غير المُرجّحة. ويحتاجُ المريضُ إلى معرفتها تَحسُّباً لحال حدوثها، حيثُ سيكونُ المريضُ عن طريق تثقيفه قادراً على مُساعدَة مُقدّم الرعايَة الصحيّة على كَشف المُضاعفات مُبكّراً. تتضمّنُ المَخاطر والمُضاعفات تلكَ المُتعلّقة بالتخدير والمُتعلّقة بأيّ نوع جراحة. تتضمّنُ مخاطر التخدير العامّ:
- الغثيان.
- القيء.
- احتباس البول.
- شُقوق الشفتين.
- تكسّر الأسنان.
- التهابُ الحلق.
- الصّداع.
وتشمل المخاطر الأكثر خُطورة للتخدير العام:
- نوبَة قلبية.
- سكتة دماغية.
- الالتهاب الرئوي.
- الجلطات الدمويّة في الرجلين.
قد تحدث جلطات دمويّة في الرجلين بسبب عدم الحركة في أثناء وبعد الجراحة. وتظهر تلكَ الجلطات عادةً بعد الجراحة ببضعة أيام. وهي تتسبّب بتورّم الرجل وحدوث ألم فيها. يمكن أن تخرج الجلطات الدمويّة من الرجل وتنتقلَ إلى الرئتين، حيث تتسبّب بضيق النفس وألم صدري وربما الموت. ومن المهم جداً إخبار مُقدّم الرعاية الصحيّة في حال حُدوث أي من تلك الأعراض فوراً. وهي قد تحدثُ أحياناً دون إنذار. أفضَلُ طَريقَة للوقايَة من الجَّلطات الدمويّة هي بالنهوض باكراً من الفراش بعد الجراحة وبالمشي مرتين أو ثلاث مرات يومياً على الأقلّ. سيناقشُ طبيبُ التخدير تلك المَخاطِر مع المريض، وسوف يسأله إن كان مُصاباً بحساسية تجاه أدوية مُعيّنة. وتتضمَّنُ المخاطِر الأخرى للعمليّة:
- العدوى.
- التكدّم أو النزف.
- الحاجة لبتر إضافيّ.
بعدَ الجراحَة
يستطيع المريضُ بعدَ البتر العودَة إلى منزله في نفس اليوم. ولابدَّ من وجود أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء ليصحب المريض للمنزل. قد يحتاجُ المريض إلى استخدام مَشاية وكرسي مُدولب (بعجلات). وعلى المريض عدَم وَضع أيّ ثقل على الجرح، وعدم تركه يلمس الأرض. يجب التأكّدُ من إبقاء الجُرح جافّاً ونظيفاً. ويجب عدَم:
- الاستحمام.
- وضع الجرح في مَغطس.
- السّباحَة.
وبإمكان المريض سُؤال مُقدّم الرعاية الصحيّة إن كانَ بإمكانه تنظيف الجُرح بِرفق بصابونٍ خَفيف. ويجب عدم فَرك الجُرح. يجب إبقاء الجُرح بعدَ التئامه مَكشوفاً على الهواء. بعد إزالة الضماد يجب غسل القدَم بصابونٍ خفيف وماء كلّ يوم، وعدم وضعها في مَغطس، ويجب تجفيفها جيداً. يجب تفحّص القدم كلّ يوم، ويجب الاتصال بمُقدّم الرعاية الصحيّة إذا كان الجُرح:
- ذو رائحة كريهة.
- فيه نجيج أو نزف حديث.
- فيه فوهات جديدة، أو إذا ابتعدَ الجلد المُحيط بالجرح.
- أخذ بالكبر.
- أصبح أغمق لوناً أو صار أسود اللون.
كما يجبُ الاتصال بمُقدّم الرعاية الصحيّة في حال:
- الشكوى من ألم آخذ بالتدهوُر.
- الإصابة بحُمّى.
- وجود خُطوط حَمراء على الجلد صاعدة على القدَم أو الرجل.
- مُلاحظَة تورّم أو بروز حولَ الجُرح.
يجب إبقاء القدَم في مستوى الرأس أو فوقه عندَ الاستلقاء. كما يجب عدم مُصالبة الرجلين عندَ الجُلوس، فذلك قد يُوقف جَريان الدم إلى القَدَم. قد يُوصي مُقدّم الرعاية الصحيّة بعدَ الجراحة بما يلي:
- نظام غذائي صحّي مُنخفض الدهن والملح.
- المُحافظة على ضبط سُكّر الدم في حال الإصابة بالسكري.
- التمارين الرياضية المُعتدلة.
- الإقلاع عن التدخين.
يمكنُ لتلكَ العادات أن تقلّلَ فُرصَة بترٍ لاحق. العناية بالقدَم أمرٌ مهمّ. ولذلك، يجب تفحّص القدمين يومياً بحثاً عن الشقوق أو النَفطات أو الجُروح أو الاحمرار أو التورُّم. كما يجب غسل القدمين يومياً بالماء والصابون، وتجفيف القدمين برفق، لاسيَّما بينَ ما تبقى من الأصابع. سوفَ يخبرُ مُقدّم الرعاية الصحيّة المريضَ عن كم يلزم من الوقت قبلَ أن يلتئمَ بتره تماماً، ومتى يمكنه العودَة إلى عمله. ويعتمدُ هذا على العديد من العوامِل، بما في ذلك عمره ونوع عمله وحالته الصحيّة. من المرجح أن يَكونَ لدى المريض ألمٌ لعدّة أيّام بعدَ الجراحَة. وقد يكون لدى المريض شعورٌ بأنّ إصبع القدم لا يزالُ في مكانه، حيثُ يكون لدى بعض من خَضع للبتر ألمٌ شبحيّ، وهوُ شعورٌ بألمٍ في الإصبع الناقص. إن إجراء بتر لأصابع القدم حدثٌ رَضْحِيّ . ويجب إتاحة الوقت للنفس للمواساة والتكيُّف مع خسارة جزء من الجسم. يمكن طلب الدعم من العائلة والأصدقاء، كما يمكن التحدث مع محترف صحي طلباً للمشورة. ويمكنُ الاستفادة من التحدّث مع شخصٍ أجري بترٌ له.
