اسمحوا لي أن أقدم لكم هذه الرواية الرائعة بقلمي
قرية برمودا * واسطورة ذو العينين الأرجوانية
https://i.imgur.com/bf9QIiv.png
أتمنى أن تحوز الرواية على إعجابكم
عرض للطباعة
اسمحوا لي أن أقدم لكم هذه الرواية الرائعة بقلمي
قرية برمودا * واسطورة ذو العينين الأرجوانية
https://i.imgur.com/bf9QIiv.png
أتمنى أن تحوز الرواية على إعجابكم
تنطلق رحلت الشاب أليكس ذو الخامسة والعشرين من عمره من لندن إلى دوشانبي عاصمة دولة طاجيكستان حيث سيلتقي بمجموعة أخرى من السائحين في العاصمة ومنها يقومون بجولة في القرى الطاجكية الرائعة.
وصلت رحلة أليكس إلى المطار، حيث استقبلته السيدة ساشا المسؤولة عن الرحلة. وكطبيعة العاملات في هذا المجال، تكون أنيقة وملامحها جميلة وفيها من الجاذبية مما يترك انطباع عند من يتعاملون مع الشركة.
لفت انتباه ساشا عينيه الرمادية تداركت شرودها الذهني وتقدمت إليه مرحبة وعرَّفت بنفسها "ساشا" من جنوب أفريقيا أعمل في مجال الإرشاد السياحي وأتشرف بأن أكون مرشدتكم في هذه الرحلة.
بالمثل عرَّف "أليكس" بنفسه من بريطانيا لندن متخرج جديد وأتيت إلى هنا لقضاء إجازة سعيدة. أعجبت ساشا بطريقة أليكس في التعريف عن نفسه، فأحبت إطالة الحوار بينهما متسائلة أليكس! وقبل أن يجيبها بنعم أخبرته بانه اسم جميل.
ابتسم أليكس ومع ابتسامته تحولت عيناه إلى اللون الأخضر الفاتح. لفت انتباهها ذلك أيضا وتساءلت أي نوع من العدسات تستعمل لتتحول عينيك إلى اللون الأخضر. زاد فضولها لمعرفة نوع العدسات فاقتربت ساشا منه لترى نوع العدسات، فتحول لون عينا أليكس للون الأزرق الفاتح، وكلما اقتربت أكثر زاد اللون في الزرقة حتى لما أصبح وجهها أمام عينيه أصبح اللون أزرق غامق. لم تر ساشا عدسات في عين اليكس فأخبرته أن لون عينيك أصبح أزرقاً غامقاً. شعر أليكس بالإحراج فأخرج النظارة من جيبه ووضعها على عينيه. شعرت ساشا بالأسف وشرحت له أنها لم تقصد ازعاجه. ابتسم لها أليكس ليشعرها أنه لم يكن منزعج نزع النظارة من عينيه نظر إلى الأرض ثم رفع رأسه قائلا لها عيوني تفضحني!
لاحظ علامات الاستفهام على ملامح ساشا. ثم أكمل كلامه عيني في طبيعتها رمادية اللون تصبح خضراء فاتح اللون عندما أكون مبتهج وتزداد خَضاراً عندما أكون سعيدا. وتتحول زرقاء فاتح اللون عندما تبدأ دقات قلبي في التسارع، وتزداد في الزرقة كلما زادة دقات قلبي.
استغربت ساشا وقالت: فاجأتني! ولكن لم تكتفِ ولم تشبع فضولها. ثم ابتسمت! عرف ألكس أنها ستسأل السؤال المعتاد الذي يدور في ذهن الكثيرين لما يعرفون أن عينيه تفضح حالته النفسية. ماذا لو تم أثارتك؟ قال بإحراج تصبح عيني ارجوانية تزداد لمعان مع زيادة الإثارة. ثم أكمل يشرح لها باقي الحالات وعندما أغضب تصبح حمراء وعندما أكون قلق تتحول إلى اللون البني، وتتحول سوداء عندما أكون حزينا. تفاجأت ساشا ثم شكرته على ثقته بها وطمأنته بأنها لن تخبر أحد بهذا السر. ثم سار معها إلى الحافلة حيث بقية المجموعة التي تتكون من عشرين شخص من مختلف الدول.
كانت ساشا المرشدة السياحية الوحيدة للرحلة. وكانت اللغة المشتركة بينهم هي اللغة الإنجليزية. شرحت لهم مخطط الرحلة حيث ستسير إلى العاصمة دوشانبي ثم عبر مجموعة من الجبال والأودية والقرى الطاجيكية الجميلة. تساءل أحد السياح وأسمه "فريد العربي" لما ليست "قرية برمودا" في مخطط الرحلة. اعتادت ساشا على هذا السؤال فوضحت للجميع أن "قرية برمودا" ليست متاحة للسياحة.
ثم التفتت إلى فريد متسائلة بما أنك فتحت موضوع القرية لما لا تخبرنا ما قرأت أو ما سمعت عنها. عدل فريد جلسته والتفت إلى الجميع وقال" أنها قرية تقع بين الجبال الثلجية وتغطيها الغابات من كل الجهات. وكأنها جزء من الجنّة، ينبت فيها أفضل خيرات الأرض من الثمار والخضار وفيها أنقى البحيرات، وفيها أجمل النساء على الإطلاق. ثم تغيرت نبرة صوته ونظر إلى ساشا يسألها هل فعلا يعيش أهل القرية فيها بلا بيوت وبلا سقف يحميهم. ولا يستطيعون أن يوقدوا النار وأكثر من ذلك لا يستطيعون أن يقوموا ببناء المنازل ولا يقوموا بأي عمل. ولا يخرجوا من القرية. أجابته ساشا قائلة. كل ما قلته صحيح
سألها أليكس قائلاً هل تخبرينا ما لسبب؟ تنهدت ساشا وسرحت بأفكارها وهي تحدثهم، بالرغم أن هذه القرية من أغنى قرى العالم، فيوجد فيها أغنى قصر في العالم ليس في تصميمه، ولكن تقول القصص تحت هذا القصر توجد ثروة لو وزعت على الطاجيك لأصبحوا أغنى أغنياء العالم، هنالك قوة خفية لا يعلمها أحد. تمنعهم من كل شيء، سوى الأكل والشرب، وأن من يحاول الخروج من القرية، يموت مباشرة عند مخرجها. وبالمثل لا يستطيع أحد دخول القرية لا قوات ولا جيش ولا سيارات. من يدخلها يموت مباشرة.
بدأ الفضول يزداد عندهم فطلبوا من ساشا، هل نستطيع على الأقل مشاهدتها وأخذ الصور. قالت ساشا: تستطيعون مشاهدتها أما التصوير فلا أنصحكم به. فقد الكثير أبصارهم بمجرد محاولة التصوير.
أبدت ساشا رغبتها في أخذهم إلى هنالك لكن شرحت لهم موقف الإدارة وأنهم غالبا يرفضون أخذ السياح إلى تلك القرية، خصوصا بسبب التجاوزات التي حصلت من المجموعات التي سبقتكم. فلا تريد الإدارة أي مشاكل بسبب هذه الزيارة. لكن من أراد زيارة "قرية برمودا" فهنالك حافلات خاصة ستنقلكم بمبلغ ليس بالقليل لزيارتها.
بدأ الجميع رحلتهم السياحية، ونشأت صداقة بين اليكس وفريد فأصبحوا يجلسون بجانب بعضهما ويأكلان سويا ويلتقطون الصور سويا. سأل فريد أليكس. ما سر هذه العين الرمادية. أخبره أليكس بأنه لا يعلم فلقد خلق بها. تجولوا في العاصمة. ثم بدأوا يتنقلون بين الأماكن السياحية ويلتقطون الصور. كانت ساشا مشغولة البال، فطول الرحلة تفكر في أليكس. لم يكن بالشاب بالوسيم لكن سر عينيه شغل بالها.
كان أليكس يحاول أن يتحكم بنفسه أمام المجموعة لكيلا يكتشفون سر عينيه. لكن ساشا شعرت بأنها مميزة عند أليكس خصوصا لما عرفت أنه لم يستطيع أن يتمالك نفسه امام جمالها. عاهدت نفسها أنها لن تتركه يغادر قبل أن ترى عينيه الأرجوانية. فكانت ساشا تجلس دائما بقرب أليكس وفريد تتحدث معهما وتمزح معهما، تنتظر الفرصة التي لا يكون فيها فريد متواجدا لتتكلم مع أليكس. لكن أليكس يحاول ألا يجلس معها لوحدهما.
خابت محاولات ساشا للتقرب من أليكس، فكانت حركاتها مفضوحة أمام الجميع. فلما شعرت أنه كُشف أمرها. توقفت عن التقرب منه، وبدأت تركز في عملها. حتى اليوم الأخير من الرحلة. فبعد ما انتهت من توديع الجميع. تقدم إليها أليكس، وكان وهو يقترب إليها ترى درجات اللون الأخضر في عينيه دليل الابتهاج والفرح. وضعت ملف الرحلة بجانبها ثم وقفت على قدميها. سألها ما سبب تقربك مني أثناء الرحلة. أجابته بانكسار فقط قتلني فضولي فأحببت أن أرى عينيك الأرجوانية. اقترب منها وقبَّلها على خدها. فتحول لون عينيه من الأزرق بدرجاته إلى الأزرق الغامق ثم إلى الأرجواني. وضعت ساشا يدها على خدها ونظرت إليه بخجل وهي تنظر إلى عينيه. وهو ينظر إليها.
بدأ أليكس يتنفس بعمق، ليحاول أن ينظم نبضات قلبه، حتى عاد لون عينيه من الأرجواني إلى الأزرق ثم إلى الأخضر. ثم قال لها أشكرك على الرحلة السياحية الرائعة. ثم عاد إلى رفيقه فريد الذي سأله ما لذي يجري. قال له: سأشرح لك كل شيء لاحقا.
استراح الثنائي في الفندق حتى جاء الصباح، أفطرا ثم سلّما مفاتيح الفندق، وقررا الذهاب إلى قرية برمودا، انتقلا في الصباح إلى منطقة الحافلات، وهنالك وجدا الحافلات التي تنقل الناس إلى القرية. وحينما وصلا إلى هنالك. طلب أصحاب الحافلات منهم مبلغا كبيراً نظرا لأنهم الوحيدين من يستطيعون الذهاب إلى تلك القرية. دفع لهم أليكس وفريد المبلغ الذي طلبوه. ثم وقّعوهما على أوراق إخلاء المسؤولية. سألا صاحب الحافلة لماذا كل هذه التعهدات. قالوا لأن من يذهبون إلى هنالك، ينسون أنفسهم أمام جمال فاتنات القرية. قال لهم سائق الحافلة، باختصار لا تصور، ولا تتكلم ولا تلمس ولا تقترب من أي شيء في تلك القرية.
سأله أليكس ما فائدة التقرب ولمسهن، ففي النهاية تصبح ميت عند مدخل القرية. دخلت ساشا عليهم وقالت: هذا ما يريده أهل القرية، الفتيات يغرينك بجمالهن ومفاتنهن ويسحرنك، فتنير أنوارك الأرجوانية، فتنبهر، ولن تستطيع أن تقاوم، فتدخل، وبمجرد دخولك تختنق وتسقط ميتا عند مدخل القرية. فيأتي رجال القرية ويسحبونك إلى داخلها. سألها وماذا يفعلون بالجثّة؟ أجابته: لم نجد أحد يخبرنا ما الذي يفعلون بالميتين. هل يقدمونهم فدية لشيء ما، أو يأكلونهم أو ماذا.
أكملت ساشا رأيت شباب بقوتهم وذكائهم، ظنوا أنهم أقوياء، لكن سقطوا أمام مدخل القرية. ثم استعجلتهم! هيا سنتأخر عن الرحلة. سألوها هل انت قادمة. قالت سأكون مرشدتكم في هذه الرحلة أيضا. ثم ابتسمت! وقالت ويمكن أكون من يخبر عائلاتكم بخبر وفاتكم.
في الطريق بدأت ساشا تحكي لهم، قالت لهم: لا أحد حتى الآن يعلم القصة الحقيقية. سأذكر لكم ما سمعه الجميع عن تاريخ تلك القرية وأنه يعود فقط لثلاثين سنة مضت، بدأت من عائلتين كبيرتين من أكبر العائلات في المنطقة احداهما غنية والأخرى فقيرة. التقتا العائلتان في تلك المنطقة بين الجبال. واكتشفوا لذة ثمارها ومياهها وطبيعتها الرائعة.
استقروا في هذه القرية التي تحيط بها الغابة من كل الجهات وقاموا ببناء سور عظيم حول القرية ومنعوا أي أحد أن يقترب منها لم يفضلوا أن يشاركهم أحد في الخيرات التي فيها. وأصبحوا يتزاوجون ويتوالدون كان كل جيل يأتي أجمل من الذي قبله وهكذا، وهكذا حتى سنة من السنين، كما هو رائج هاجمهم عدو لم يعلم أحد صفات هذا العدو، فبين يوم وليلة أخرجوهم من القصر وهدموا عليهم البيوت وحرموهم من السعادة التي كانوا فيها.
أصبح لا يستطيع أحدهم أن يرفع مسمارا أو حتى مطرقة ولا يستطيع ان يبني جدار واحد. كل ما يعملونه هو الأكل والشرب والتكاثر خلف الأشجار وفي الغابات. هذه هي حياتهم تحولت من نعيم إلى جحيم.
ثم أكملت قائلة فشلت كل المحاولات الخارجية لدخول القرية لمعرفة ما يجري هنالك. لم تحاول الدولة استخدام القوة المفرطة للدخول إلى القرية. كانت "الطائرات المُسيّرة" تسقط قبل أن تصل إلى القرية والسيارات تحترق على حدود القرية. والناس تموت عند مدخلها، أصبحت تسمى "قرية برمودا" كناية عن مثلث برمودا الشهير. انها قرية الهلاك كما يحب الكثير بتسميتها بهذا الاسم. لن يستطيع أحد الوصول إلى تلك المنطقة، إلا عن طريق دفع المبالغ الكبيرة للمسؤول الجديد الذي استغل منصبه للحصول على الثراء.
سألها فريد ما الذي نتوقع مشاهدته. قالت: لن تشاهدوا الكثير. يحيط القرية سور كبير يحرسه العديد من الحراس من الخارج وأهل القرية من الداخل. في نهاية السور بوابة القرية. ستقف خلف الحواجز تستمع إلى غناء الجميلات الساحرات وتشاهدهم يتراقصون ويتمايلون ويتحايلون عليك لتقترب وتنقذهم من القرية، إذا وجدت في نفسك القوة لتمنع نفسك من الدخول، وأردت أن تقترب أكثر، تستطيع أن تدفع للحارس وتقترب وتشاهدهم من قرب وتتحدث إليهم. وهنالك بوابة أخرى حيث يستعرض الرجال قوتهم ووسامتهم ويسحرون الفتيات.
بمجرد أن تمر من خلف الحراس، تبدأ المراهنات من الجماهير الحاضرة. فمنهم من يراهن أنك لن تتمالك نفسك وتدخل وتموت. ومنهم من يراهن على عودتك. وغالبا عندما تتعدى الحاجز فأنت من عداد الأموات.
نظرت ساشا إلى أليكس وقالت: أنت يا صحب العينين الأرجوانية. ستحتاج إلى مرآة لترى فيها عينيك وقد وصلت إلى أشد لمعانها قبل أن تصل إلى الحاجز. ابتسم أليكس ولم ينظر إليها. قالت له: انظر إليّ أنا جادة لا تقترب فقلبك ضعيف لن تستطيع مقاومة جمالهن.
بدأ الخوف والتردد يدخل إلى قلب أليكس وفريد. وبدأت عينا أليكس تتحول إلى اللون البني دليل القلق. همس له فريد: لا يوجد مجال للتراجع الآن، لقد وصلنا إلى القرية. أكاد أسمع صوت الموسيقى.
قال أليكس لساشا لقد سُحِر فريد من الآن من الأفضل أن نربطه في الحافلة. ضحكت ساشا. من ضحكتها تحولت لون عيني أليكس إلى الأزرق. قالت ساشا ضع نظارتك أتوقع انت من علينا أن نربطه في الحافلة.
توقفت الحافلة في المكان المخصص لها. ونزل الجميع منها ودخلوا في الصفوف بينما ذهبت ساشا إلى منصة المراهنات. وراهنت بكل ما تملك على أن أليكس سيدخل القرية. قدموا لهم المشروبات وبدأوا يعيدون عليهم ويحذرونهم من السير خلف غرائزهم. كانوا يسمحون لهم بالتقدم على مجموعات كل مجموعة تتكون من خمسة عشر شخص لمدة ساعة. فلم يكن هنالك الكثير من الناس.
كان فريد في أول مجموعة. قال له أليكس لا تغامر انظر إليهم وكأنك تنظر إلى عرض تلفزيوني. قال له فريد لا تخاف. دخل فريد مع المجموعة الأولى. بينما ذهب أليكس إلى ساشا.
- راهنت على أنك لن تعود.
- إذا ستخسرين كل مالك.
- إذا قبّلني.
- نظر إلى عينيها ليتأكد انها جادة. وقال: لن أقبلك.
- أتخاف مني؟
- لا طبعا! ولكن ... أراد أن يشرح لها ولكنه شعر أنها قد تسيئ فهم ما سيقول لها.
اقترب منها أليكس وقبّلها. وبعد أن تفرقا، رفعت يديها وسحبت نظارته فإذا عيونه تحولت إلى اللون الأرجواني. عرفت أنها ستكون آخر مرة تلتقي به، فعانقته مودعة، وقالت وداعا أليكس. فتح أليكس هاتفه المحمول وقام بتشغيل الكاميرا وشاهد عينيه في الهاتف المحمول فوجدها وقد تحولت للون الأرجواني.
أراد أن يتراجع ويعود لكنه خاف مما سيقوله الناس عنه، وخصوصا صديقه فريد. وما هو إلا وقت يسير وينادون على المجموعة الثانية التي فيها أليكس. لبس أليكس النظارة مرة أخرى ودخل مع المجموعة إلى منطقة الزيارة. جلسوا على مقاعد من الجلد. ينظرون إلى الستارة وكانت تحجب الرؤية عنهم وعما خلفها، سمع أليكس أصواتهن الجميلة وهن يغنين من غير موسيقى. كانت تهز القلوب شجنا، ثم بدأت الموسيقى وفتح الستار. شاهد أليكس جمالا لم يره من قبل ونعومة ودلال. يتراقصن ويغرين المشاهدين. بدأت عيني أليكس تتحول إلى أقصى ألوان الأرجواني فبدأت تلمع لمعان يكاد ينير النظارة.
لم يشعر أليكس بنفسه إلا وهو يتقدم إلى رئيس الحراس. قال له الحارس ادفع تعبر. وبدون ما يشعر أخرج ما في جيبه وأعطاها للحارس وتقدم. كانت الفتيات تتراقصن فرحا بقدوم الفريسة. فاقتربوا من المدخل وأليكس يقترب إليهن. وكلما اقترب زادت عينيه إشعاعا يشعر به ولكن لا يراه الآخرين. ولما وصل إلى الباب توقف. تنظر ساشا وينظر فريد والجماهير من منطقة مرتفعة إلى أليكس وهو واقف أمام الباب والجميلات يتراقصن أمامه ويغرينه بأجسامهن وجمالهن.
بدأ أليكس يقترب شيئا فشيئا إلى مدخل القرية. من شدة لمعان عينيه نزع أليكس النظارة، فلفتت عيناه فتاة كانت تجلس على كرسي خلف الراقصات، وكانت تلك الفتاة أشدهن جمالا، لما رآها أليكس لم تعد تعني له الفتيات الأخريات شيئا. مازال أليكس واقفا على حافة مدخل القرية. عرفت الفتاة التي على الكرسي أنها شدت انتباهه أيضا. فتقدمت تسير أليه، وقالت: أنت معجب بي يا صاحب العينين الأرجوانية. بدأ اليكس يتغزل فيها وفي جمالها. همست له بصوت مغري وشغوف إذاً تقدم لتعانقني، ومع ذلك ارادت ان تحذره. هل تعلم أنك ستموت قبل أن تعانقني. قال لها في جميع الحالتين سأموت إن دخلت القرية سأموت وإن لم أموت بذلك سيقتلني جمالك. فليس عندي ما أعود إليه. سألته مرة اخرى هل فعلا تريد الموت لمجرد أن شاهدت فتيات فاتنات. قال لها: وانت لن تهربي إذا دخلت. ضحكت بصوت عالي. وقالت: أنا لن أهرب!
رفع أليكس قدمه فسمع صرخات الجميع خلفه، منهم من يقول لا تتقدم، ومنهم من يقول هيا تقدم يا جبان. لاحظة الفتاة تردده فقالت له: قلت ليس لديك ما تخسره فتقدم إلينا. بالفعل مازال أليكس رافع قدمه متردد هل يتقدم مع أنه عارف أن الموت أمامه. أو يعود من حيث أتى، ولن تعود حياته كما كانت. فسيصبح في عذاب نفسي ليس له مثيل. رأى أن الموت أخف عليه من عذاب العودة. قال لها ما أسمك؟ قالت: "سيرين" قال اسم جميل يستحق الموت من أجله.
أنزل أليكس قدمه في القرية بقوة، ثم أنزل قدمه الأخرى رفع رأسه للسماء وفرد ذراعيه وأغمض عينيه مستسلما للموت. صمت الجميع ووقفوا ينظرون إليه، ينتظرون أن يسقط ويختنق كالذين سبقوه. لكن لم يحصل له شيء، نظرت الفتيات أيضا إليه ينتظرونه أن يسقط لكن لم يحصل شيء فتقدمت إليه الفتاة الجميلة وكانت على وشك تعانقه. وقبل أن تدخل في أحضانه. تقدم حراس القرية إلى أليكس. وطلبوا منه أن يتقدم معهم إلى القرية. وقف الجميع خارج القرية ينظرون إلى المعجزة التي حدثت. شاب يدخل القرية ولم يموت.
نظر أليكس إلى الفتاة من قرب قال كم أنتِ جميلة. تكلمت الفتاة وقالت أنا آسفة لم أكن لأخلف وعدي لك. وبينما هما يتحدثان أقبل من القرية شاب اسمه "جاك" ابن المسؤول عن القرية. وكان وسيما وذو بنية قوية. ثم قال للفتاة ماذا كنت تحاولين؟ فارتعدت خائفة وابتعدت عنه قليلا. نظر جاك إلى أليكس وقال له هل تتقدم معنا.
وبينما هم يدخلون إلى الغابة لاحظ أليكس شيئا في القرية لفت انتباهه ثم اختفى وكأن هنالك من يراقبهم. ثم بدأ يلتفت يمين وشمال. شعر الجميع أن هنالك شيئا يحدث. سأله جاك عما يجري. هز اليكس راسه وقال لا شيء فقط لم أصدق نفسي أني في "قرية برمودا". بدأ أليكس يتحدث إلى الفتاة. رأيت أنك لم تهربي مني. أشارت إليه ألا تتكلم. ولكنه استمر ما لذي جرى كنتم فقط تتلاعبون بقلوب الشباب. تصطادونهم لكي يموتوا أمام المدخل. صرخ به جاك: اصمت وإلا قطعت رأسك، لا تتكلم مع أُختي مرة أخرى. ثم استدرك وتوقفوا للحظات، قال لهم جاك: أعيدوه إلى المدخل.
ما يزال الجميع خارج القرية مذهولين ويتساءلون ماذا يجري؟ وكيف بقي أليكس حيا؟ حاول شابٌ بعده الدخول إلى القرية ولكنه ودع الحياة عند مدخل القرية. سأل فريد ساشا ما العمل الآن. قالت: عرفت أن صديقك صاحب العين الأرجوانية مميز. هيا لنعود فلن يخرج من هنالك أبداً. وبينما هما كذلك يشاهدون أليكس عائد إليهم. خرج من باب القرية ووقف عند المدخل. اجتمع الناس حوله متسائلين ما الذي حصل. قال لهم لا أعلم، نزل فريد وساشا واقتربوا من أليكس عانقه فريد. وصافحته ساشا ثم ابتسمت له: مرحبا مرة أخرى. ثم سألاه ماذا يجري؟ لماذا عدت؟ قال إنهم يريدون أن يتأكدون أنه لم يحصل خطأ عند دخولي. فطلبوا مني أن أخرج وأعود إليهم مرة أخرى. وبينما هو في الخارج، طلب من صديقه فريد أن يحضر له حقيبة الرحلات من الحافلة.
بينما بقي أليكس مع ساشا. التي همزته بكتفها وقالت: كنت أعرف أن بك شيء مميز يا صاحب العين الأرجوانية، هل تظن أنك قادر أن تدخل القرية مرة أخرى بدون أن يحصل لك شيء؟ قال نعم سأدخل وسأجد طريقة لأتواصل معك. اتسعت عينيها شوقا: هل انت واثق من ذلك. نظر إليها أمسك بأكتافها وقال: وسيأتي يوم ستدخلين القرية وستشاهدينها بعينك. قالت: سأعتبره وعدٌ منك ولكن! من أين أتيت بهذه الثقة، قال: لها لا أستطيع أن اخبرك الآن. عاد فريد بالحقيبة وأعطاها أليكس، ثم ودعهما أليكس وقال لفريد: لا تفكر أن تلحق بي.
بعد أن ودعهما، دخل أليكس مرة أخرى إلى القرية، حيث كان جاك والحراس ينتظرونه في الجانب الآخر. دخل أليكس معهم ولم يحصل له شيء. تقدموا إلى الغابة حتى انتهت أشجار الغابة ثم بدأ يرى الطبيعة الرائعة ثم حدائق الثمار والفواكه أشكال وألوان ثم الأزهار بألوانها الجذابة والأنهار الجميلة.
ثم نظر إلى أطراف السهول فشاهد العديد من أكوام الخشب وبجانب كل واحدة توجد عائلة.
سأل جاك لم هذه الأكوام. أخبره جاك: جمعها أباءنا على أمل ان يستطيعوا استخدامها لبناء المنازل. ولكن يا للأسف! إلى الآن لم نستطيع أن نطرق مسمارا واحدا.
في وسط تلك القرية يوجد قصر من أجمل القصور التاريخية. قال أليكس لم لا تسكنوا في القصر. قال جاك لا نستطيع أبدا أن نقترب منه. كل من يقترب منها يصاب بأسهم حراس القصر. فلم يستطيع أحد التقرب من القصر منذ الحادثة.
بعد أن طرده رؤساء القرية، اتجه أليكس إلى مخرج القرية. وعند المخرج استوقفه "حرّاس" يشاهدهم للمرة الأولى، وقالوا إلى أين تذهب. عرف أنهم من حرّاس القصر. قال عائدُ من حيث أتيت. قال قائد الحرس هلا أتيت معنا. سألهم إلى أين. قالوا له إن سيدة القصر تريدك. فساقوه إلى القصر. اقترب أليكس من القصر وقف أمام الدرج للحظات ثم فتحت أبواب القصر ودخل مع الحراس.
أخذه الحراس عبر طرقات في البرج حتى وصل إلى قاعة كبيرة تطل على الجزير وضعوه في تلك الغرفة وأغلقوا الباب. تجول أليكس بملابسه المبللة في الغرفة. أحضروا له ملابس آخرى وطلبوا منه أن يغير ملابسه. دخل إلى غرفة صغيرة وبدأ يغير ملابسه ثم أتى إلى المدفأة في يمين الغرفة وجلس أمامها يدفأ نفسه.
كان باب الشرفة مفتوح ويُدخل الكثير من الهواء المصحوب بزخات المطر إلى الغرفة. قام أليكس ليقفل باب الشرفة. فنظر أماما إلى الغابة. فرأى أهل القرية. بين أشجار الغابة يعانون البرودة والأمطار. فحزن عليهم. وبينما هو ينظر إليهم. سمع صوتا من خلفه يتكلم: مرحبا أليكس. التفت إليها وقال مرحبا. هل انت "سيدة القصر". سألته هل فعلا تراني. قال: نعم أراك جيدا. سيدة جميلة ورائعة.
سألها ماذا تقصدين (تراني). عرفت بنفسها أولا اسمي "ماريا" صافحها ليكس: تشرفت سيدتي. ثم أكملت قائلة: صدق أو لا تصدق انت الوحيد في القرية يستطيع رؤيتنا. سألها هل أنتم .... وتوقف عن اكمال الجملة. قالت مباشرة: لسنا جن ولا طيف وإنما نحن نسمى "المحجوبين" نحن بشر، نرى بعضنا البعض ولكن غير لا يرانا غيرنا.. وكل ما نلمسه يصبح خفي. نستطيع أن نعمل كل شيء لكن لا نأكل، ولا نشرب ولا ننام ولا نحب ونعيش نحن الأغنياء فقط في هذا القصر.
سألها ليكس هل أنتم السبب فيما يحصل لأهل القرية؟ قالت: طبعا لا! نحن أيضا عالقون في البرج مثلهم. هنالك مجموعة من المحجوبين الشريرين يسيطرون على من في القرية. فلا يسمحون لهم بعمل أي شيء إلا ما يأمرونهم به. شعر أليكس أن ما تقوله ماريا فوق طاقة استيعابه. قال لها وأين المحجوبين الشريرين الآن وهل أستطيع أن أراهم مثل ما أراكم. قالت: يتواجدون في حدود القرية وفي الغابات قد تكون شاهدتهم لكن لم تعلم أنهم محجوبين. قال أليكس كأني رأيتهم يختبؤون خلف الأشجار عندما دخلت أول مرة.
قال لا أرى اختلاف بينكم وبين الغير خفيين. قالت: تفضحنا الشمس والإضاءة القوية. عندما نخرج للشمس ستلاحظ أجسامنا تلمع. قال وكيف أعرف الأشرار. قالت له مع الوقت ستتعرف عليهم وستعرف الفرق. يعيشون في الغابة وفوق الأشجار فلا يدخلون البيوت أو القصر أو الأماكن المغلقة. لذلك يمنعون اهل القرية من البناء ولو استطاعوا لهدموا القصر أيضا.
قال هل تقصدين انه بوجودي هنا في القرية سيستطيع أهل القرية من عمل كل شيء. قالت: إلا الدخول والخروج فالأشرار من يحرسون القرية من أي تدخلات خارجية. احذر من الخروج فقوتك تكمن هنا في القرية. وقوتنا نحن في القصر. فلا يستطيعون الدخول إلى القصر.
سألها أليكس كيف استطعتم أن تخفوا أنفسكم؟ أقصد ما الذي جرى وأصبحتم هكذا. قالت: منذ ثلاثين سنة كانت هذه القرية تحت سيطرت عائلتين من أكبر العائلات الطاجيكية وأكثرهم عددا. اكتشفنا هذا المكان ووصلنا إليه سويا. وصلت عائلتنا الغنية أولا وسكنت في السهول، ثم وصلت العائلة الفقيرة وسكنت في الغابات عاش كل منّا حيث أراد. بدأ الفقراء يعملون لدينا. زرعوا لنا الثمار والفواكه. وقاموا برعاية حيواناتنا. وقاموا ببناء القصر والبيوت لعائلتنا. أثناء بناء القصر اكتشفنا أن هنالك منجم ذهب يعتبر كأكبر منجم ذهب في العالم. قام الفقراء بحفر المناجم ثم بناء السور الكبير حول القرية.
كان عددهم كبير فالمال الذي يحصلون عليه الفقراء لم يكن كافيا. فكانوا يشترون به من الثمار والفواكه والطعام من عائلتنا، لم يقتنع الفقراء بوضعهم، بعد انتهاء الأعمال لدينا، لم يعد لهم أي طريق ليحصلوا على المال إلا عن طريق الزراعة ورعاية الأغنام، فكانوا يتقاتلون على الوظائف الصغيرة. ليحصلوا على المال ومن ثم يشترون الطعام منا.
بعد شهور من الفقر والمعاناة، قرر الفقراء الهجوم علينا لأخذ كل ما نملك. كان الفقراء يملكون القوة والأسلحة التي كانوا يعملون بها. فخرجوا كلهم نساءهم ورجالهم وأطفالهم في يوم ماطر. وقالوا أما أن نعود منتصرين وإما نموت بكرامتنا. وفي الجانب الآخر اجتمعنا نحن أيضا رجالنا ونساءنا وأطفالنا بأسلحتنا لنحافظ على القصر وعلى ثرواتنا. اشتدت الرياح وزادت الأمطار وبدأ الخوف يدخل في قلوب الطرفين. نزلت المياه منهمرة من أعالي الجبال، وبسبب السور حول المدينة امتلأت المدينة بالمياه حتى غطت المياه موقع القتال. نزل البرق متكررا على المياه في موقع القتال. فصُعق الجميع في ذلك اليوم وتحول الجميع في ذلك اليوم إلى غير مرئيين.
كان هنالك سيدتان! كانتا في شهرهما الأخير من الولادة، بسبب الخوف والذعر الذي أصاب الجميع، ولدتا طفليهما في موقع القتال، احدى السيدتين من الفقراء فرزقت ببنت والأخرى من الأغنياء ورزقت بولد. تحولت أمهما إلى غير مرئيتين أما الطفلين فكانا مرئيين. أصبح الطفلين هما الوحيدين الذين بإمكانهم رؤيتنا والتحدث إلينا وسماعنا.
كان ذلك اليوم هو أسوء يوم مر على القرية. كسرت المياه أبواب القرية وخرجت إلى الأودية. وبعد أيام جفت القرية. الناس الذين تحولوا إلى محجوبين (غير مرئيين) توقفت أعمارهم فلا تزيد، وأصبحوا لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتزاوجون، يسمعون كل شيء لكن لا يسمعهم أحد. بسبب ذلك لم تستطع السيدتين ارضاع أطفالهن. قررت الفقيرة أن تتخلى عن طفلتها وتعطيه لأحد المارة الزائرين للقرية. فوقفت حتى أتت إحدى العائلات للقرية وقامت بوضع الطفل في سيارتهم وبدأت تراقبهم من بعيد حتى اطمأنت على طفلها. وبعدها قررت الغنية أن تفعل نفس ما فعلت الفقيرة وأعطت طفلها لعائلة أخرى لكي يطعمونه ويعيش حياة أفضل. ومن ذلك اليوم اختفى الطفلان ولم يعلم أو يسمع عنهما أحد.
لم تتوقف المشاكل بيننا وبين الفقراء، اخترنا عدم القتال فبقينا في القصر وأقفلنا الأبواب علينا. أراد الفقراء السكن في بيوتنا التي في السهول. لكن وجدوا أنفسهم لا يستطيعون البقاء في الأماكن المغلقة. فهدموا البيوت التي في السهول ثم عادوا إلى الغابة وأقاموا فيها. ولم يستطيعوا أن يتركوا القرية أملا أن يأتي يوم يعودون لطبيعتهم ويشاركونا الثراء. فكدسوا أنفسهم منذ ذلك اليوم في حراسة وحماية القرية.
مر على القرية شهور لا يكاد يُرى فيها أحد وكأنها قرية اشباح. كما يبدوا لمن يمر عليها. في ذلك الوقت عانت إحدى القرى البعيدة من الجفاف وقلة الأمطار فأصبحوا يتنقلون من مكان إلى آخر بحثا عن مكان يستقرون فيه، وترعى فيه حيواناتهم وكانت تلك القرية مشهورة بجمال نسائها وقوة رجالها. بعد عناء اكتشفوا هذه القرية وجدوها خالية كما يبدوا لهم فقرروا البقاء فيها وإعمارها. أُعجب الفقراء من المحجوبين بجمال نسائهم. فلم يسمحوا لهم بالخروج ولم يسمحوا لأحد غيرهم بالدخول. ولنفس السبب اشتهرت القرية وجاء الكثير من العالم يريدون رؤية قرية الفتيات الفاتنات التي أصبحت ممنوعة.
فكانوا المحجوبين يؤذون من يحاول الخروج ومن خرج قتلوه أمام مدخل القرية فخاف الجميع وتوقفت محاولات الخروج. وبنفس الطريقة منعوا من في خارجها من دخول القرية، انتشر الخبر فلم يحاول أحد أن يقترب من القرية. وأصبحت القرية ممنوعة.
حاصر الجيش القرية. والتقوا بقادة القرية من خلف مدخل القرية، فأخبروهم أنهم لا يستطيعون الخروج من القرية ولم يستطيعوا أن يعملوا أي شيء في القرية وأن ما يقومون ببنائه في النهار يسقط في الليل. بقي الجيش يحاصر القرية. في المساء أخذ "المحجوبين" أسلحتهم وأصبحوا يصيبون أفراد الجيش إصابات غير قاتلة. ويفجرون سياراتهم. أخذ بقية الجيش المصابين وهربوا قبل الصباح. فمنعت الدولة الطاجيكية أي شخص يقترب من هذه القرية.
أصبح أهل القرية من المرئيين يعتادون على حياة القرية والعيش بدون مساكن والأكل من الثمار وشرب الحليب من الماشية فكانت مُشبعة لهم. وتأقلموا على حرّها وبردها. وبعد سنوات عدة، عادت الفتاة الفقيرة التي ولدت وقت حادث الإخفاء. وقد أصبحت في الثامنة عشر من عمرها. فتاة جميلة وذات عينين زرقاوان. دخلت القرية اقترب منها المحجوبين ليهجموا عليها، ولكنهم توقفوا لما عرفوا أنها تراهم وتسلم عليهم وترحب بهم، عرفوا أنها تلك الفتاة التي ولدت أثناء الحادث. دخلت القرية وذهبت إلى والدتها التي فرحت بعودتها وتبادلا دموع الفرحة بلقائهما، وفرح الجميع بعودتها وأصبح لديها صديقات في القرية تتحدث إليهم ويقضون أوقات جميلة مع بعض، وكانت حلقة الوصل بين المحجوبين والمرئيين. فأوصلت لمرئيين ما يريده منهم المحجوبين.
أصبح المرئيين يفعلون ما يؤمر منهم. فكانوا يظهرون جمالهم ويستدرجون السياح عند مدخل القرية. ليدخلوا ثم يقتلونهم تخويفا. لكيلا يفكرون بالدخول مرة أخرى. بقيت الفتاة لأيام سرقت ما استطاعت حمله من الذهب الموجود في المناجم ثم اختفت مرة أخرى ولم يعرف أحد إلى أين اختفت.
قال أليكس سنجد طريقة لنعيدها إلى القرية. قالت: انتبه هي الوحيدة التي تجاري قوتك في رؤية الطرفين. استمرت الأمطار إلى منتصف اليوم. ولما توقفت عاد أهل القرية إلى أماكنهم شعر أليكس بحالهم بعد تلك الأمطار. سأل أليكس ماريا (سيدة القصر) هل لديكم المزيد من الخشب غير المبلل. انتظروا حتى نام الناس وقاموا بإخراج الخشب ثم أشعلوا النار فيه. اقترب الجميع من النار ليدفأوا حولها، ومنهم من أخذ جزئاً من الحطب وأشعلوا فيه النار وجلسوا حوله.
في اليوم الثالث لأليكس في القرية. وبعد أن أشرقت الشمس وبدأ الجميع صباح يوم جديد. خرج لهم أليكس من البرج ووقف في مكان مرتفع وقال: أعلم أن وجودي غير مرغوب به. لكن في الحقيقة وجودي سيغير الكثير من مستقبل القرية. أصبحتم تستطيعون اشعال النار والآن بإمكانكم تبنون بيوتكم وتحتمون فيها من البرد ومن الشمس والأمطار. وبإمكانكم أن تطبخوا وتحتطبوا وتعودوا بشر طبيعيين لكن الشيء الوحيد الممنوع هو أنكم لن تستطيعوا الخروج من القرية.
فرح أهل القرية بهذه الأخبار وبدأ الرجال يتفننون في بناء المنازل، واحد بعد الآخر وبدأت النساء بالطبخ لهم وتحضير أشهى المأكولات. أخرج أليكس الهاتف المحمول واتصل بالفتاة السياحية ساشا. فرحت ساشا باتصال أليكس. وقالت له فقدت الأمل في اتصالك. سألها هل تستطيعين القدوم إلى القرية في الصباح الباكر. وطلب منها أن تحضر له بعض الوجبات. وشاحن على الطاقة الشمسية لأن القرية ما تزال بدائية لا يوجد فيها إضاءة أو كهرباء.
استمر أليكس يتحدث إلى ساشا وطلب منها أن تأتي لوحدها لتشاهد القرية. استغربت وسألته مرة أخرى له هل أنت متأكد أني أستطيع الدخول ولن يحصل لي شيء. قال لها يجب أن تثقي بي. وأنهى الاتصال. فرحت ساشا فرحا شديدا باتصال أليكس. ذهبت لتشتري بعض المأكولات التي أحبها أليكس، ولما عادت في المساء طرق أحدهم الباب عليها في منزلها. فتحت الباب قالوا نحن من الاستخبارات كنا نتابع موضوع ذلك الشاب الذي دخل القرية. وكنا متوقعين أن يتصل بك وعلمنا أنك ستذهبين إليه غدا صباحا. قالت نعم. قالوا نريد أن نعرف تفاصيل ما يحدث في تلك القرية.
على ممر السنين لم نستطيع التقرب من القرية ولم نريد أن نستخدم طائراتنا أو مدفعياتنا للحصول عليها قمنا بعمل الطرق حتى وصلت إلى القرية وأوصلنا الكهرباء إلى مدخل القرية. هنالك شيء غير مفهوم حول هذه القرية لم يستطع الجيش التقرب منها. بالإضافة إلى جرائم القتل التي تحصل عند مدخل القرية. وما يهمنا! أن هنالك ثروة تحت هذه القرية. لا تقدر بثمن ممكن تنقل دولتنا نقلة نوعية لتصبح من أغنى دول العالم. سألتهم ما المطلوب مني؟ قالوا نريدك أن تقنعين أليكس بأن يعمل لصالحنا.
ترددت ساشا كثيرا. ثم قالت: سأحاول أتحدث إليه. لكن بعد أن أصل إلى تلك القرية. قادت ساشا سيارتها متجهة إلى "قرية برمودا" وجدت جميع التسهيلات في الطريق لتصل إلى تلك المنطقة. وفور وصولها وجدت أيضا كل التسهيلات لتقف أمام مدخل القرية. حيث كان أليكس في انتظارها.
مد أليكس يديه إلى ساشا التي قلبها يخفق بقوة. قال لها مازحا مالون عينيك الآن ابتسمت وقالت أزرق غامق. ضحك حتى تحولت عيناه للأخضر الغامق. مدت يدها ببطء حتى لامست يد أليكس. قال لها تقدمي لا تخافي. ترددت ساشا في التقدم. ثم سحبها أليكس وألقت بنفسها في أحضانه، انتظرت قليلا في حضنه حتى شعرت بالأمان، ثم سحبت نفسها. نظرت إليه وقالت: مرحبا! رد عليها: مرحبا بك في قرية برمودا. قال لها هيا لتشاهدي القرية، توقفت وسألت أليكس: هل أستطيع التصوير ورفع البيانات ليراها العالم. قال لها افعلي ما شئتِ.
بدأت تصور وتعلّق بصوتها: اليوم ستشاهدون أول فيديو من قرية برمودا الغامضة. وبدأت تري العالم مناظر حية عبر الغابة ثم حقول الفواكه، وتتذوقها وتخبرهم أن طعم تلك الفواكه يفوق الخيال. ثم شربت من الأنهار وكانت مليئة بالأسماك الملونة التي قد تكون بمتناول الأيدي. ثم بعد أن انتهوا من حقول الفاكهة والثمار اتجهوا إلى السهول ترى ساشا وتنقل للعالم. المنظر الرائع لأهل القرية وهم يتعاونون على بناء البيوت. بعد أن عاشوا خمسة وعشرين سنة بدون مأوى. ثم اتجهوا إلى فاتنات القرية وأرتهم كيف مجموعة منهم يطبخون الأكل لأول مرة في هذه القرية. ومجموعة أخرى يغنون ويتراقصون.
سألت ساشا أليكس أمام الكاميرا. العالم يتساءل ما الذي يجري هنا. لماذا هذه القرية مغلقة وما هي القوة التي تمنعهم من الوصول إلى هذه القرية. أجابها أليكس ما زلت في بحث مستمر لمعرفة هذه القوة. لكن بشكل أو بآخر وجودي هنا أعاد الحياة إلى هذه القرية. لقد اكتشفت أني أنتمي لإحدى العائلتين التي سكنت القرية منذ ثلاثين سنة. وهذا ما جعلني مميز ولم يحصل لي شيء عند المدخل. منذ اليوم الذي وصلت إلى هنا. استطاعوا اشعال النار والآن استطاعوا بناء البيوت والطبخ. واليوم سيحتفلون بأول يوم يأكلون فيه اللحوم المطبوخة.
انتهت ساشا من التصوير ثم سألت أليكس أرى عينيك عادت لطبيعتها اللون الرمادي، قال لها لم أعد أهتم للفتيات، فما شاهدته من المعاناة التي كان يعاني منها أهل القرية. كان كافي ليشغل تفكيري عن الجميلات. وبينما هم كذلك يسمعان أهازيج الفرح. قال: لقد بدأوا الاحتفال. سألته: لماذا لا تشاركهم الفرحة. قال لها: أهل القرية عنصريين لا يفضلون أن يدخل أي شخص غريب بينهم. قال لها رغم كل شيء فما زلتُ غير مرغوب بي في هذه القرية. فالبعض يظنون أن مجهودهم هذا سيتلاشى عندما يأتي الليل.
انتهت ساشا من التصوير ثم سألت أليكس أرى عينيك عادت لطبيعتها اللون الرمادي، قال لها لم أعد أهتم للفتيات، فما شاهدته من المعاناة التي كان يعاني منها أهل القرية. كان كافي ليشغل تفكيري عن الجميلات. وبينما هم كذلك يسمعان أهازيج الفرح. قال: لقد بدأوا الاحتفال. سألته: لماذا لا تشاركهم الفرحة. قال لها: أهل القرية عنصريين لا يفضلون أن يدخل أي شخص غريب بينهم. قال لها رغم كل شيء فما زلتُ غير مرغوب بي في هذه القرية. فالبعض يظنون أن مجهودهم هذا سيتلاشى عندما يأتي الليل.
انتبهت ساشا وسألته أين سننام الليلة. نظر أليكس إلى القصر وقال سننام هنالك. فرحت ساشا بالخبر لأنها ستكون أول من سيدخل القصر بعد الحادثة. فتحت ساشا بعض الأكل الذي أحضرته معها وجلست تأكل مع أليكس ثم بدأت تخبره عن رجال الاستخبارات. وما طلبوه منها. قالت يريدون أن تتعاون معهم ليعرفوا حجم قوتهم ومقدار الذهب الذي في القصر. قال لها سيشاهدون الفيديو وسيعرفون أنه من الصعب أن أتعاون معهم. وبينما هم كذلك. اقترب جاك وسيرين منهم وقد أحضرا بعض الأكل مما طبخت الفتيات.
ذاق أليكس وساشا الطعام. ثم نظرا إلى بعضهم وقالا هذا الطعام لذيذ جدا. قال لهم جاك وسيرين بالهناء والعافية. تعرفت ساشا على جاك وسيرين وسهروا تلك الليلة على ضوء النار. ثم عاد جاك وسيرين إلى مجموعتهم. سألت ساشا أليكس وقالت كنت أراقب عينيك لم أجدها تتغير رغم أن سيرين كانت هنا.
قال لها لنذهب لنبحث عن مكان للنوم في هذا القصر. لما اقتربوا من القصر قالت له ماريا (سيدة القصر) أنت مسموح لك بالدخول لكن هي غير مسموح لها بالدخول. توقف ثم قال لساشا توقفي تقدم قليلا وبدأ يتحدث لماريا ويحاول أن يقنعها بأن وجود ساشا هنا سيعيد الفتاة إلى القرية.
قالت وما الفائدة من عودة الفتاة؟ قال أليكس انهم ينظرون إليها بنظرة مميزة كما تنظرون أنتم الأغنياء ألي بنظرة مميزة. فوجودها قد يوقف العداوة القديمة بين عائلتنا وعائلتهم. ثم سنحاول أن نجد الحلول لعودتكم إلى طبيعتكم.
سمحت لها سيدة القصر بدخول القصر الذي أُضيء بأنوار الشموع والشعلات. انبهرت ساشا بما شاهدت ثم قادهم الجنود اللذين لا يراهم إلا أليكس إلى إحدى غرف النوم في القصر. حيث أشعلت المدفأة. أما ساشا فقالت: أنا أشعر بالتعب فنامت على جزء من السرير ونام أليكس بجانبها في الجانب الآخر من السرير. ادارت ساشا جسمها باتجاه أليكس وأصبح وجهيهما متقابلان. قالت لقد كان يوم جميل برفقتك في القرية. هو أيضا أخبرها أنه سعيد بوجودها في القرية. بدأت عيني أليكس تصبح زرقاوان.
وضعت ساشا يدها على قلب أليكس وجدته ينبض بشده وبسرعة. اقتربت منه وقبلته على رأسه. تحولت عينيه مباشرة إلى الأرجواني. لكن أليكس ما زال جامداً في مكانه. سألته هل تحاول أن تمنع نفسك مني. قال لها الأمر ليس كما تظنين. انت جميلة جداً وجذابة. لم أكن لأمنع نفسي من الاقتراب إليك. اقتربت من أكثر ودخلت في أحضانه. لكنه بدأ يتألم ويختنق ثم دفعها، فقال لها أرجوك ابقي بعيدة. أدارت ساشا جسمها للجهة الأخرى. التقط أليكس أنفاسه وقال: ان العيب ليس فيك. هذه المشكلة عندي منذ زمان، ليس فقط معك، كلما ألتقي بفتاة ونعجب ببعض أقترب منها أتألم وأختنق ولا أستطيع أن أكمل معها. أنا آسف ساشا. ثم ذهبا إلى النوم.
استيقظ أليكس على أضواء الشمس الدافئة. فوجد ساشا تصور وتشرح للناس جمال الغرفة التي قضتها مع أليكس في القصر. أخذها أليكس في جولة. في القصر شاهدوا قاعات القصر الكبيرة. وغرفه الفارهة.
حتى وصلوا إلى سلالم تأخذهم إلى مناجم الذهب. فشاهدوا كميات من الذهب على مد البصر ممكن أن تقوم بتطوير الدولة. قال لها أليكس لا تصوري هذا المكان. فبمجرد عرضه، سيكثر اللصوص والطامعين أمام مدخل القرية. وستندلع حربا سيكثر فيها القتل الحقيقي..
التفتت إليه وقالت متعجبة "القتل الحقيقي" قال نعم إن ما يحدث أمام المدخل هو مجرد تخويف لمن في الخارج أن من يحاول الدخول سيختنق ويموت ولكن في الحقيقة يتم تخديرهم واستخدامهم للعمل في القرية. فرحت ساشا بهذا الخبر وقالت خطة ذكية وبالفعل كانت ناجحة.
خرج أليكس وساشا من القصر وعادا إلى وسط القرية. أفطرا ثم جلسا في إحدى الأماكن. بدأ يحكي لها القصة الحقيقية للقرية بداية من العائلتان حتى تحولتا إلى "محجوبين". ثم قال لها لقد: كانت هنالك فتاة ولدت في نفس اليوم وفي نفس الظروف التي ولدتُ فيها وقد يكون عندها نفس الصفاة التي لدي. أتت لزيارة القرية قبل سبع سنوات وسرقت بعض الذهب واختفت. قد تكون تلك الفتاة هي أيضا تعاني مما أعاني. أريد أن أذهب لأبحث عنها، ولكن قبل أن أذهب لأبحث عنها أريد أن أطمئن أن المحجوبين لن يتقاتلوا مع بعضهم. أو يتقاتلوا مع من في القرية. قالت له تحدث إلى سيدة القصر وانظر ماذا تنصحك. قال لها: إذا سأذهب إليها الآن.
عاد أليكس إلى القصر والتقى مع سيدة القصر. قالت له لن تستطيع أن تحل مشكلة القتال في القرية حتى تلتقي بالفتاة وتتفق معها على السلام. فهي الوحيدة التي لديها القدرة على إقناعهم. عاد إلى ساشا وأخبرها ما أخبرته سيدة القصر. قال لها ولكن أين أجد هذه الفتاة الآن.
اقترحت ساشا قائلة: لما لا ترسل رسالة لها وتطلب منها العودة. قد تشاهدها وتتأثر بها ثم تعود. قال لها فكرة جيدة. وقاما بتسجيل الرسالة ورفعاها على الإنترنت.
في مكان آخر عاشت تلك الفتاة في بولندا، احدى دول شمال أوروبا مع العائلة التي تبنّتها وهي طفلة عند باب القرية، قاموا بتسميتها "ماجدَلينا". قدّم لها والديها بالتبني أفضل الرعاية، ووفروا لها أفضل الحياة التي ممكن تحصل عليها، والتعليم في أفضل المدارس العالمية.
بعد أن أكملت الدراسة الثانوية، قام والديها بإبلاغها حقيقتها، وأنها ليست ابنتهم، وأنهم وجدوها عند مدخل القرية التي يطلق عليها "قرية برمودا". حزنت ماجدَلينا وبدأت تتساءل عن والديها وعن القرية.
بحثت عن تلك القرية في الإنترنت فعلمت أنها في طاجيكستان. استأذنت والديها وذهبت إلى تلك الدولة. بدأت تسأل عن تلك القرية وكيفية الوصول إليها. دفعت المال الكثير لتصل إلى مدخل القرية. دخلت القرية رغم التحذيرات. وعند مدخل القرية، عرف قومها أنها تلك الفتات التي فُقدت منذ ثمانية عشر سنة. فأخذوها إلى أمها التي كانت تصارع الموت.
شَكَت لها والدتها حالهم والمصاعب التي يتعرضون لها، وأخبرتها أنها أمل عائلتها والكل ينظر إليها لتقودهم لأنهم لا يستطيعون أن يتواصلوا مع العالم الخارجي إلا عن طريقها. ارتاحت نفس الأم بعد رؤية ابنتها وقد أصبحت فتاة بالغة وجميلة، قالت: الآن أموت بسلام بعد أن اطمأننت عليها، لفظت أنفاسها ثم اختفت للأبد. حزنت ماجدلينا عليه لأيام، ثم قامت ماجدَلينا بدور حلقة الوصل بين قومها المحجوبين والقبائل المرئيين الذين سكنوا القرية. رغم ذلك ماتزال تلك الفتاة المراهقة التي لم يكتمل نضجها، لم تحب حياة القرية بعد أن عاشت في التطور والتقنية والسيارات وكل شيء حولها، استقرت في القرية لعدة أيام ولما وجدت الفرصة، نزلت إلى المناجم وسرقت ما قدرت على حمله من الذهب وهربت عائدة إلى بولندا.
عاشت ماجدَلينا حياتها الفارهة بعيداً عن والديها بالتبني، في البيت الفاخر الذي اشترته بجزء من قيمة الذهب الذي سرقته من القرية. وقامت بإكمال دراستها الجامعية. وأصبحت تلك الفتاة الجميلة والفاتنة، عملت في مجال الموضة وعروض الأزياء.
ولكنها لم تتوفق في أن تجد الشاب المناسب لها فكانت كلما بدأت علاقة تنتهي بشعور سيء. فرغم الشهرة التي وصلت لها، والجمهور، والمعجبين، إلا أنها تشعر أن حياتها ناقصة أو بها خلل يمنعها أن تكون مع من تحب. استمرت ماجدَلينا في حياتها. مخلصة لعملها ولا تريد ان تدخل في علاقات مع الجنس الآخر حتى تجد حل لمشكلتها.
ذهبت ماجدَلينا إلى مستشفيات عالمية، وكلهم قاموا بفحصها وأخبروها أنها طبيعية. ذهبت إلى طبيب نفسي وشرحت له حياتها. فقال إن ما حصل لك لحظة ولادتك قد يكون السبب في عدم تقبل جسمك الاقتراب لأي شخص. ثم قال لها للأسف قد لا يكون هنالك علاج لهذا المرض أو الحالة في الوقت الحالي.
تحاول ماجدَلينا أن تتأقلم مع مشكلتها، لكن رؤية الناس حولها سعيدين مع بعضهم البعض، سبب لها الكثير من الإحباط. فقررت ترك عالم الأزياء. وأصبحت عصبية فكانت تثير الفوضى في الأماكن التي تزورها. أصبحت الصحف تكتب عنها الكثير وتصفها بالعاجزة.
إلا أن أتى يوم من الأيام وبينما هي تأكل في ساحة إحدى المطاعم. قام بعض الفتيات بإزعاجها. لم تعد تستحمل تلك الإهانات. فوقفت وقالت سأريكم الآن مدى غضبي. وقفت مكانها وبينما هي تشير إلى الفتيات بيدها. شاهد كل من في المطعم الفتيات يتعرضن لضرب مبرح بدون أن يشاهدوا أحد. تفاجأت ماجدلينا بما يحصل ولما أنزلت يدها توقف الضرب. وقالت من اليوم هذا جزاء من يحاول الاستهزاء بي. انتشر المقطع في السوشال ميديا. فأصبح الناس يقولون إن هذه الفتاة لها قوة خارقة. ومنهم من يقول إنها ساحرة.
شعرت ماجدَلينا بشعور القوة بعد ما حصل في المطعم. وذهبت إلى سيارتها صعدت معها أربع من الفتيات. قالت مبتسمة ما فعلتموه بتلك الفتيات رائع. كنت أراكم في أماكن عديدة حيث أتواجد. قالوا لها نعم سيدتي، أتينا هنا من القرية ونحن هنا لحمايتك. قالت إذا لم يشاهدكم أحد غيري في ذلك المطعم. قالوا نعم سيدتي. قالت: إذا ستبقون معي في المنزل. قالوا لها: كما تعلمين سيدتي لا نستطيع أن ندخل إلى الأماكن المغلقة. قالت لهم. عندي حل لمشكلتكم. دخلت المنزل وأحضرت قطع من الذهب وربطة معصم كل واحدة منهن. ثم قالت: الآن تستطيعون الدخول.
في اليوم التالي استيقظت ماجدَلينا على صوت سيارات الشرطة أمام منزلها. فتحت لهم الباب، قال الضابط: نحن هنا لنقبض عليك بسبب ممارستك للسحر والشعوذة. لإيذاء الأخرين. لم تستوعب ماجدَلينا ما تقوله الشرطة. قالوا لها نحن هنا لنفتش المنزل عن أي شيء يدل أنك تمارسين السحر والشعوذة.
سمحت ماجدَلينا لهم بتفتيش المنزل. وبعد ساعة من التفتيش لم يجدوا شيئا. سألها الضابط كيف فعلت ذلك. قالت هنالك ملائكة تحميني من كل شيء. ثم أغلقت باب المنزل. ضحكت كثيرا مع صديقاتها. فأصبحت تقضي معظم وقتها مع الفتيات. يخرجون ويفعلون كل ما يحلوا لهم.
أيضا رغم وجود الفتيات حولها ما زالت ماجدلينا تشعر بشوق في قلبها لوجود رجل في حياتها. مرت أيام كثيرة، منذ آخر مرة تعرفت ماجدلينا على شاب. وفي يوم من الأيام كانت تجلس في إحدى المطاعم. سمعت شباب يتحدثون. عن قرية برمودا وجمال فتياتها. قالت لهم زُرتها مرة انها قرية مملة. لن تستطيعوا حتى التقرب منها.
أخبروها بأن هنالك شاب غير موازين الحياة في تلك القرية. قالت لم أعلم أن هنالك أحد قادر يدخل القرية إلا ومات عند مدخلها. قالوا سابقا نعم، لكن الآن أصبح بإمكانهم بناء البيوت وإشعال النار وطبخ الطعام.
عادت ماجدلينا إلى المنزل مباشرة، وبدأت تبحث عن التقرير، ثم بدأت تشاهده. مع رفيقاتها. قالوا لها قد يكون هذا الشاب من العائلة الغنية، الذي ولد في نفس اليوم الذي ولدتي فيه. وفي نفس الأحوال. وفي آخر التقرير سمعت الرسالة التي قال لها أليكس " هنالك فتاة تعيش على هذه الأرض. تغربت مثلي عن القرية. وكبرت بعيدا عنها وربما تشعر بوحدة. وبشعور لا تستطيع المستشفيات أو الأطبة النفسيين تفسيره. مكانك هنا بيننا ووجودك قد يساعد على وحدتنا. فعودي نحن في انتظارك ".
لامست الكلمات قلب ماجدلينا. سألت رفيقاتها ماذا سنفعل. قالوا لها نرى أنه صادق. قالت كيف عرف بما اشعر به أنا لم أتحدث بذلك حتى لأمي. توقفت قليلا ثم قالت: ربما هو يشعر بنفس الشعور. ويظن أن عائلاتنا ممكن تتفق ويحل السلام في القرية. لا لن أعود وبدأت دقات قلبها تزيد ولأول مرة في حياتها يزداد لون الزرقة في عيونها. قالوا لها رفاقها لقد زاد لون عينيك ازرقاقاً. أحضرت ماجدلينا المرآه وشاهدت نفسها وقالت ماذا يجري. ولما عادت دقات قلبها إلى طبيعتها عاد إلى عيونها لونها الطبيعي.
قضت ماجدلينا ليلتها تفكر في كلام اليكس، وفي القرية، وما يحصل فيها. ثم ظنت أنهم ربما يستدرجونها لأجل الذهب الذي قامت بسرقته. لم تعرف ماذا تقرر. وأخيرا جاءتها فكرة. قالت: هو لا يعرف شكلي ولا كيف أبدو. وأهل القرية آخر مرة شاهدوني قبل سبع سنوات وكنت وقتها صغيرة وشعري قصير. سأذهب وسأرى ما سأفعل.
تنطلق رحلة ماجدَلينا المتوجهة إلى "قرية برمودا" منتحلة شخصية صحفية. في الوقت الذي مئات الصحفيين يتواجدون حول القرية. واتفقت مع رفاقها بأنها ستمثل أنها تغامر وتختنق أمام مدخل القرية. ومن ثم تنتقل إلى القرية لتلتقي بأليكس.
وصلت ماجدلينا إلى القرية ووقفت مع جموع الصحفيين. قام رفاقها بإخبار "المحجوبين" حول القرية بالخطة. قام المحجوبين بمساعدتها في اغفال الحراس، وحينما وجدت فرصة هربت متجهة إلى البوابة حتى وصلت إلى المدخل. وعند المدخل اختنقت وسقطت كما هو مخطط.
بدأت الضجة في القرية بأن أحد الصحفيات سقطت مختنقة أمام مدخل القرية. ذهب أليكس مسرعا إلى المدخل وجدها ملقاة على الأرض. قام بالكشف عليها فوجدها ما تزال تتنفس. فحملها ودخل بها إلى القرية. ينظر إليها ويقول أرجوك لا تموتي. لا نريد ان نخسر أي شخص بعد الآن. أسرع بها وأخذها إلى القصر ووضعها على السرير. وما تزال ماجدلينا تمثل دور المغمى عليها بنجاح. طلب من ساشا أن تعطيها قبلة الحياة، ولكن ساشا رفضت وقالت: لا أعرف كيف أفعلها. قالم أليكس وبدأ يضغط على صدرها وقرب منها يريد أن يعطيها قبلة الحياة.
شعرت به يقترب منها. قالت لنفسها آن الأوان لتفتحي عينيك. فتحت عينيها على عيني أليكس وقد أصبحت بُنَّية اللون من القلق. شاهدها أليكس فتحت عينيها فوجدت أليكس قريب منها. فتحول لون عيناه من البني إلى الأخضر الفاتح. قال لها لقد عدتي لوعيك. قالت نعم أين أنا "قال لها انت في قصر القرية. رفعت ماجدلينا رأسها فرأت الفرحة في عين أليكس بسلامتها، ورأته ينظر إلى ساشا ويقول لها لقد أنقذنا حياتها، لو تأخرنا دقائق لخسرناها.
بدأ أليكس يعاتبها بحرقة، لماذا فعلت ذلك هل تريدين الانتحار؟ لا يجب أن يخسر العالم واحدة بجمالك. كل هذا لأجل تحصلي على سبق صحفي. شعرت ماجدلينا أنها فعليا تريد أن تبكي. قالت: أنا آسفة وبدأت تبكي. فأشارت ساشا إلى أليكس بأن لا تضغط عليها. قال لها أليكس أنا آسف كنّا فقط قلقين عليك. زادة نوبة البكاء لدى ماجدلينا. فكانت رقيقة القلب. رغم أنها كانت تمثل إلا أنها شعرت وكأن ما حصل حقيقي. اقترب إليها أليكس وعانقها وقال لا تقلقي. أثناء العناق شعر أليكس بشعور غريب. فلم يشعر بتلك الآلام ولا بالاختناق نسي نفسه أن الفتاة في أحضانه. وفي الجانب الآخر شعرت ماجدلينا بنفس الشعور. فلم تكن تتحمل ان يقترب منها شاب فضلا أنه يعانقها. أطالا العناق! أصبح الفضول يكتسح الموقف فكل واحد منهما يريد أن يعرف متى تبدأ الآلام وضيق التنفس.
رأت ساشا أنهما أطال العناق أكثر مما ينبغي. فسحبت نفسها وخرجت من الغرفة وتركتهما لوحدهما. كان صوت إغلاق الباب بعد خروج ساشا إشارة للتوقف عن العناق. بدأ كل واحدٍ منهما يسحب نفسه ببطء. لم يشعر أحدهما بالألم أو ضيق التنفس الذي كان يمنعهما مع الآخرين.
نظرا إلى بعضهما بأسف وبدأ كل واحد منهما يتأسف للآخر. تذكرت ماجدلينا أن أليكس عدوها. فبدأت تبكي وتكره نفسها بان الشخص الذي ممكن تجد راحتها معه، هو من العائلة الغنية التي تكرهها. طلبت من أليكس أن يتركها لوحدها. فخرج وعاد إلى القرية حتى وصل إلى ساشا. يبكي من الفرح ويقول لها وجدت الفتاة التي أبحث عنها من سنين.
نظرت ساشا إلى عينيه الخضراوان ثم سألته ما لذي حصل بالأعلى. قال لها ما زلت لم أستوعب ما لذي جرى في الغرفة. وكأننا نعرف بعضنا من زمن بعيد، كان عناق بريء في أوله، ثم شعرت براحة لم أشعر بها مع أي فتاة من قبل، لا ألم ولا اختناق شعرت أني انسان طبيعي بمعنى الكلمة. ثم سرح بخياله. فرحت ساشا لأليكس وقالت: أكمل. قال ما أن انتهينا من العناق شعرنا بأننا أطلنا العناق أكثر من اللازم. تركتها لوحدها في الغرفة. وأتمنى أن تكون بخير.
مرت ساعة قبل أن تنزل ماجدلينا من غرفتها. فلما وصلت إليهما في القرية شعرت بالإحراج. وقالت: آسفة لم أعلم أنكما ... ثم صمتت. قالت لها ساشا. أنا وأليكس مجرد صديقين. تحولت عيني ماجدلينا الى الأخضر، ثم التفتت إلى أليكس: هل تسمح لي بلقاء تلفزيوني؟ سألها إذا تريدين هنا في هذه السهول. نظرت إلى المكان وأكدت له بأنها سيكون منظر رائع، منظر اهل القرية وهم يقومون ببناء المساكن. شعر ليكس أن ماجدلينا اسم ثقيل قليلا في النطق فطلب منها أن تسمح له بأن يناديها بـ "لينا" وهي أحبت أن تناديه بـ "ليكس". واتفقا على ذلك.
قامت لينا بتعديل زينتها. ثم طلبت من ساشا أن تقوم بالتصوير. بدأت لينا بسؤالها الأول. ممكن تكلمنا عن طفولتك. أجابها ليكس قائلا ولدت في هذه القرية، لم تتحمل أمي فراقي ففارقت الحياة. بعدما سلمتني لعائلة انجليزية لتعتني بي. كانت طفولتي رائعة حتى اليوم الذي عرفت أني لست بطفلهم. تغيرت حياتي كلياً. لم يخبراني أني انتمى لهذه القرية. لكن شاء القدر أن أعود لمسقط رأسي. وألتقي بساشا ثم التقي بأهل القرية. سألته كيف وجدت القرية. أجابها القرية تكاد ان تكون جزء من الجنة. طبيعة رائعة وثمار لذيذة ونساء فاتنات.
سألته رغم وجود النساء الفاتنات في هذه القرية وجهت رسالة إلى فتاة مجهولة لتعود إلى القرية. هل تستطيع أن تتكلم عنها قليلا ولماذا تريدها تعود. قال ليكس: تلك الفتاة! بشكل أو بآخر. مصيرها مرتبط بمصيري. ولدنا في نفس اليوم، وفي نفس الظروف وفي نفس الأحوال. عشنا الغربة بعيدا عن قريتنا. مصيري ومصير القرية يعتمد عليها. لأني متأكد أنها المفتاح لحل بعض الأمور الغامضة وإحلال السلام في هذه القرية.
سألته ما تعني: أن مصيركما مرتبط ببعض. قال لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال، لكن أنا متأكد أنها أينما كانت تفهم ما أقصد.
سألته: ماذا ستفعل حينما يعم السلام في القرية وترجع الأمور إلى طبيعتها. أجابها ما يزال هنالك الكثير لأقوم به في هذه القرية. لا يزال الكثير يطمعون في الحصول على هذه القرية وقد يكون أهل القرية في خطر بسبب هذه المشكلة. شكرته لينا على السماح لها بعمل اللقاء.
طلب منها أن تبقى هذا اليوم في القرية. أخذها ليكس وأراها القرية وتعرفت على رفيقه جاك وسيرين. ثم تناولت الغداء معهم. ثم أخذها إلى الحدائق وأكلت من الفواكه ثم شربت من المياه. شعرت لينا وكأنها لأول مرة تأتي القرية. حل المساء أشعل اهل القرية النار وبدأوا يغنون ويتراقصون حولها ثم دخلوا إلى منازلهم. سألها هل تريدين ان نذهب إلى القصر. ترددت لينا ثم قالت: لقد قضيت معك يوم من أجمل أيام حياتي. حظ أوفر مع فتاتك. سألها! انتِ كفتاة هل تعتقدين أني يوم من الأيام ممكن ألتقي بهذه الفتاة. وضعت يدها على خده وقالت: أنت شاب رائع من يعلم يمكن يوم من الأيام تجدها واقفة أمامك. قال ليكس سأنتظر هذا اليوم. عانقته وقالت: وداعا ليكس ذو العينين الأرجوانية. قال لها وداعا لينا. سارت خطوات ثم التفتت وقالت وهي تتقدم، على فكرة شكرا على إنقاذي صباح اليوم.
ذهبت تجري بين الشعلات التي رسمت لها الطريق باتجاه مخرج المدينة. وقبل ان تخرج من المدينة التقت برفيقاتها وقومها المحجوبين. وقالت لهم " إذا هنالك شخص ممكن يعيدكم إلى طبيعتكم البشرية فهو ذلك الشاب "أليكس" انسوا الماضي واتفقوا على السلام وحافظوا على القرية واوقفوا القتل. وضعوا يدكم بيد أليكس فهو ليس العدو. العدو يعد العدة لكي يهجم على القرية ويسرق ثروتها وذهبها.
سألها رفيقاتها ما لذي جرى هنالك ومالنا نرى عينيك أرجوانيتان. سألتهم: حقا! قالوا وتكاد تشع من اللمعان. قالت: لهم هيا لنعود وسأحكي ما حصل في الطريق. عادت لينا إلى حياتها في بولندا بينما بقي ليكس في القرية.
عاد ليكس إلى القصر ليلتقي بسيدة القصر. قالت: هل تعلم أن هذه الفتاة هي الفتاة التي كنت تبحث عنها. قال: نعم! قالت: ومع ذلك تركتها ترحل. قال: مثل ما توقعت هي الفتاة الوحيدة في العالم التي أنا وهي خلقنا لبعض. قالت لماذا تركتها تذهب. قال لم أريد أن أجرح كبريائها. أتت لتمثل دور الصحفية. وتريد ان تعرف ما أرادت أن تعرف عني. قالت: سيدة القصر عرفتها منذ الوهلة الأولى فاضطررنا للاختفاء. سألته: هل تتوقع أن تعود مرة أخرى. قال بشوق: لست متأكد. فمثل هذه الفتاة يصعب التنبؤ بتصرفاتها.
وصلت ساشا متأخرة ومتسائلة هل فاتني شيء. أخبرها ليكس أنه يتحدث الآن مع سيدة القصر. رحبت بها ساشا رغم أنها لا تراها. ردت سيدة القصر لساشا رغم أنها تعلم انها لا تسمع حديثها، ولكن ساشا لا تسمع كلامها سعيدون بوجودك في القصر. ردد ليكس لها ما قالت سيدة القصر. قالت ساشا هيا لتنام كان يوم طويل. ذهب أليكس إلى غرفته وقال لساشا تستطيعين النوم على السرير وأنا سأنام هنا على الكنبة. قالت ساشا: غدا سأغادر القرية يجب أن أعود إلى عملي. حاول ليكس أن يغير رائيها. ولكن شعر أن قلبها يتألم بوجود "لينا".
كانت ليلة هادئة في القرية. نظرت ساشا إلى ليكس الذي هو من شدة تفكيره بلينا قبل النوم تكاد عينية الأرجوانية تنير الغرفة من شدة لمعانها. عرفت ساشا أنها فقدت أي امل بأن تكون قريبة من ليكس. فعزمت الذهاب بلا عودة.
ومع اشراقة صباح جميل وهادئ. تستيقظ ساشا وتودع ليكس الذي ما يزال غارقا في النوم بنظرات الوداع. ثم تسير بخطوات خفيفة إلى خارج الغرفة. فتح ليكس عينيه وقال كنت أتوقع أكثر من كلمة "وداعا ليكس". ألا تستحق الأيام التي قضيناها سويا عناق لكن قبل ذلك أريد ان أعرض عليك مشروع العمر. أعارته ساشا انتباهها وقالت: ماذا تريد ان تقول. قال أنا الآن جائع لماذا لا نتناقش على الإفطار. وبينما هما كذلك. قال لها توقفي! ثم التفت إلى سيدة القصر وقال ماذا هنالك؟ قالت إنهم يتجمعون أمام القصر. نظر ليكس من النافذة فشاهد جيش الفقراء أمام القصر.
طلب ليكس من ساشا البقاء في القصر، بينما ذهب ليرى ماذا يريد جيش الفقراء أمام القصر. وبينما هو ينزل من القصر لاحظ استعدادات جيش الأغنياء للقتال، نظر إليهم بعينيه التي اكتسحت باللون البني دليل القلق، فطلب منهم البقاء في القصر.
خرج ليكس من القصر لوحده ليقف أمامهم ويسألهم ماذا تريدون. أشار إليهم قائدهم فألقوا جميعهم السلاح. ثم قال أتينا هنا "للسلم" لا نريد القتال، فقط نريد أن نُعامل بالتساوي مع قومك الأغنياء. قال لهم كما تعلمون نحن أتينا إلى القرية قبلكم، وأنتم من أتى إلينا طلبا للعمل. ونحن من اكتشفنا المناجم. قال قائدهم ونحن من حفرناها لكم. سألهم ليكس ألم تأخذوا أجركم كاملا مقابل ما عملتم. أمالوا رؤوسهم وقالوا نعم. قال لهم ليكس إذا لما الطمع. قالوا نحن الآن نعتذر منكم ونطلب أن تكونوا كرماء معنا، وسنفعل كل ما نستطيع لنحمي كنوز القرية. قال لهم ليكس ولكن بدون قتل أو اعتداء، وأنا سأعدكم باننا سنكون كرماء معكم وسأعمل المستحيل لأعيدكم وقومنا إلى طبيعتكم.
ابتهج الجميع وعم الفرح القرية كاملة. نزلت سيدة القصر من القصر وتعاهدت مع قائد الفقراء على العمل سويا لحماية القرية والمحافظة على ممتلكاتها. سألهم ليكس وقال ما لذي تغير. قالوا له اسأل ذات العيون الأرجوانية. ابتسم ليكس وتحولت عينيه إلى اللون الأخضر فرحا بما سمع. قال الفقراء تعلمون أننا لا نستطيع الدخول إلى الأماكن المغلقة. قالت لهم سيدة القصر مباشرة سنقوم بتجهيز الخواتم الذهبية لتسمح لكم دخول الأماكن المغلقة.
تقدمت سيرين مع أخيها جاك. قالا لأليكس ماذا يجري. قال من اليوم أنت وقومك بأمان كامل. لن يطفئ أحد لكم ناراً، ولن يهدم أحد لكم منزلاً، ولن يعتدي عليكم أحد. قالت سيرين. فعلا، فعانقته وقالت أشكرك. تحولت عيني ليكس إلى الأرجواني. ثم بدأ يشعر بالاختناق أراد أن يدفعها، ولكن أبقاها ثواني أخرى مجاملة. فلم تركته سقط ليكس إلى الأرض يحاول أن يتنفس بقوة، خاف عليه الجميع ولم يعرفوا ما حصل له أقبلت ساشا مسرعة وقالت: ابتعدي عنه ارجوك! أخذت ليكس في حضنها وقالت هيا تنفس. يحاول ليكس أن يلتقط أنفاسه. حتى عاد إلى طبيعته. ثم بدا يضحك. قال لساشا هل أتيتي إلى هنا لتضعيني في حضنك وتكملي علي. قالت سامحني كنت أحاول مساعدتك.
تساءل الجميع ما لذي يجري. قالت لهم ساشا: إذا أردتم أن تقتلوا هذا الشاب، لن تحتاجوا إلى سلاح، كل ما عليكم أن ترسلوا له ونظرت إلى سيرين أجمل فتاة عندكم. سيختنق ويتوقف قلبه ثم يصبح في خبر كان. ضحك الجميع. ثم اعتذرت له سيرين وأخبرته أنها لم تكن تعلم بهذا. قال لها ليكس قلت لك قبل أنني لا مانع عندي أن أموت بسبب جمالك. لكن حالتي ما تجعلني لا أستطيع التقرب منك.
عاد الجميع إلى أعمالهم بعد هذا الصباح الرائع. سألت ساشا ليكس ماذا جرى؟ قال انتهت الحرب في القرية. تصالحت الأطراف. قالت كنت أعرف أنك ستغير كل شيء. قال كنت عارف أنها طيبة القلب. أحضر لهما جاك الطعام بينما بقيت سيرين تنظر من بعيد وتقول له أنا آسفة. قال ليكس لا عليك انضمي إلينا وشاركينا الطعام. شرح لهم ليكس أهمية القرية وأهمية إبقاء العالم الخارجي متخوفين من الدخول للقرية. قال لكن هذه المرة لن نقتلهم بل سنخدرهم ثم سنسجنهم لكيلا تذهب خطتنا سدا. ثم سنبحث عن طريقة لنخفي بها الذهب الذي في المناجم. قال جاك انتهى منا الخشب! لم نعد قادرين أن نبني المزيد من المنازل. إلا إذا سمح لنا أصحاب الغابة بقطع الأخشاب.
قال لهم ليكس. لن نقطع الأشجار. ربما الآن نعتمد على إحدى شركات البناء، لإعادة تخطيط القرية ومن ثم بناء المنازل للجميع في القرية. وتوفير الكهرباء. وكل ما تحتاجه القرية. نظر ليكس إلى ساشا وقال لها فرصتك لتصبحي المندوبة الوحيدة لتطوير القرية. قالت إنها مهمة ليست بسهلة. لكن لن أتركها لغيري. قال لها أولا نريد شخص يشتري مجموعة من الذهب ويكون شخص تستطيعين الاعتماد عليه. قالت لدي الشخص المناسب.
قامت ساشا بتصوير مقطع فيديو، تخبر العالم بأن هذا اليوم يعتبر يوم تاريخي لأهل القرية. والسبب أنه عاد الأمان والطمأنينة لأهل القرية ومن حولها. فأصبحوا بإمكانهم اشعال النار بأمان، والطبخ وبناء البيوت والكثير من الأعمال التي لم يستطيعوا عملها في الماضي أصبحت الان متاحة لهم. والفضل للفتاة ذات العيون الأرجوانية.
رأت لينا الخبر. فتحولت عيناها بين درجات اللون الأخضر والأزرق والأرجواني. يشاهدها رفيقاتها حولها ويقولون. لماذا خرجت من القرية. كان بإمكانك البقاء بجانبه ومساعدته. انظري إلى هذا الشاب الذي عيناه تحولت للون الأخضر منذ أن التقى بك. قالت: لهم لم أستطيع البقاء في تلك القرية، منذ سبع سنين أثناء زيارتي لتلك القرية سرقتهم، وكنت السبب في تدمير حيات أهلها، لسبع سنين عاشوها تحت الشمس الحارقة في الصيف وعانوا من البرودة في الشتاء وحُرموا من أن يستروا أنفسهم في بيوت تمنحهم الدفء وتحميهم من حرارة الشمس وبرد الشتاء. لم أجد الجرأة لأنظر في أعينهم وأقول أنا تلك الفتاة. وقد تسببت في قتل الكثير عند مدخل القرية. لو لم أكن أنا حلقة الوصل بين قومنا والمرئيين لم تحصل حالات القتل.
الآن أنا أعاقب نفسي بالبعد عن الشاب الوحيد في هذا العالم، الذي ممكن يمنحني السعادة، ويعوضني وحدة السنين الماضية. قالوا لها يجب أن تعودي الآن لتقفي بجانبه وتصححي ما أفسدتِ. صمتت لينا ولم تعرف ماذا تفعل.
أخبرها رفيقاتها بأنه لم تحصل حالة قتل واحدة في القرية فقد كنا نوهم من في الخارج بأننا نقتلهم، بينما كنا نخدرهم ونأخذهم إلى داخل القرية ليعملوا في الزراعة والرعي. ومن كانوا يريدون الخروج أيضا نخدرهم ثم نسجنهم حتى يتوقفوا عن المحاولة
فرحت لينا بالخبر لكن كانت محتارة، واستمرت لأيام تحاول أن تجد حل لحيرتها التي أفسدت عليها حياتها. وبينما هي في منزلها الفاخر تشاهد الأمطار من خلف الزجاج. يرن جرس المنزل. تذهب لينا إلى الشاشة الخاصة بالباب الخارجي. فتحها فترى ليكس ذو العينان الزرقاوان واقف تحت الأمطار. انطلقت لينا تجري لتعبر الحديقة الداخلية متجهة إلى الباب الخارجي وقد اشتعلت عيناها ازرقاقا فتحت الباب نظر أحدهما إلى الآخر تحت الأمطار وقد تحولت عيناهما إلى الأرجواني. رمت لينا نفسها في أحضان ليكس. عانقا بعضهما بشوق. ثم دخلا إلى المنزل يتبادلان القبلات. رأى ليكس رفيقات لينا. فتوقف ثم رحب بهم. قالوا له على هونك أيها العاشق، نعلم مدى الشوق الذي بينكما لكن عليكما أن تتقيدا بتقاليد القرية لا يمكنك أن تأتي وتظن نفسك قادر على الحصول عليها بدون موافقة أهل القرية.
نظرا ليكس ولينا إلى بعضهما وقد انطفأت شرارتهما الأرجوانية. لكن ما تزال عيونهما في شدة اخضرارها. قالت: لم أتوقع أن تأتي إلى هنا. قال لها وأنا أيضا لم أتوقع أن تستقبلينني. قالت لو لم تأتي إلى هنا لكنت أنا من أتى إليك في القرية. قال هل هذا يعني أنك ستعودين معي إلى القرية. أجابته نعم وجاهزة لأي عقوبة يحددها أهل القرية المهم أبقى بجانبك.
قال انتِ طيبة وشجاعة لتقرري هذا القرار. قالت المهم هل سامحتني أنت. نظر إليها بعينيه الخضراوان. ابتسمت هي الأخرى بعينيها الخضراوان. وقالت: سيأتي يوم لن أحتاج أن نتكلم لأن عيونك بتقول كل شيء.
نام كل واحد منهما في غرفة مفردة تحت حراسة من رفيقاتها. ثم استيقظا صباحا بنفس نظرات الشوق والفرح. أفطرا سويا، ثم أخذته لينا في جولة في المدينة التي تسكن فيها. شاهد ليكس المدينة في عيون لينا. فكانت تحكي له مدى معاناتها ووحدتها في تلك المدينة. ثم عادا لتستعد للعودة إلى "قرية برمودا" وعاد رفاقهما معهما.
بقيت لينا في أحضان ليكس طول وقت الرحلة الطويلة. وكان طول الرحلة مناسبا ليتعرفا على بعضهما جيدا. قال لها ليكس. كنت قد فقدت الأمل لأحصل على حياة طبيعية. كان هذا مؤرقا لي، ويشعرني بالنقص وعدم القدرة على التواصل. لكن الآن أنا أسعد شاب في العالم لأن لدي أجمل فتاة في العالم ولن أحتاج لفتاة غيرها. همست له ليس لك أصلا خيار آخر. ضحك الاثنان واشتعلت عيونهما اخضرارا. واستمرت باللون الأخضر دليل السعادة.
وصلا إلى العاصمة. وكان في انتظارهما رجال الاستخبارات. رحبوا بهما وطلبوا منهما التوجه إلى مقر الاستخبارات. صعدا في الميني باص. طلبت لينا من الفتيات المحجوبات الصعود معهم. وصلوا إلى مقر الاستخبارات، وهنالك وجدوا ساشا محتجزة لديهم. سألها ليكس ما لذي يجري. قالت لم أخبرهم بشيء عن المحجوبين. ضغطوا على فأخبرتهم عن موعد عودتكم. ابتسم لها ليكس وقال حسناً فعلتِ.
بدأوا يحققون مع ليكس وساشا وقالوا لهم ما شأنكم بهذه القرية. وكيف تدخلون وتخرجون بهذه السهولة. كل ما نريده منكم أن تتعاونا معنا. الذهب الذي في هذه القرية يعتبر ثروة وطنية. يجب أن تذهب إلى خزينة الدولة. لا نريد أن نستخدم القوة المفرطة التي قد يذهب ضحيتها الكثير من الناس. سنعطيكم شهر من الآن. لتقنعوا من له السلطة هنالك بأن يسلموا القرية سنأخذ الذهب وسنترك لكم مدينتكم.
استغلت لينا الفرصة. وسألته! ما لذي جعلكم متأكدين أن الذهب بالكميات الكبيرة التي تتطلعون بها. أكد لها موظف الاستخبارات بأنهم يعلمون ذلك عن طريق الأقمار الصناعية. قالت وما الذي يستفيد اهل القرية إذا أخذتم الذهب. سألها الموظف ماذا تريدون. قالت: ستمتد الطرقات إلى وسط القرية وتقومون بتزويد القرية بكل ما تحتاجه من الموارد الطبيعية وتقومون ببناء البيوت وتوصيل الكهرباء والاتصالات. والمجاري وغيرها. إذا أصبحت القرية متكاملة عندها سنسلمكم الذهب.
أخذ يفكر موظف الاستخبارات ثم قال سيستغرق ذلك وقت طويل. ما الذي يمنعنا أن نرسل قواتنا الآن لتهجم على القرية ونأخذ كل شيء بالقوة. قال أليكس لا أظن أنك تفكر جديا في هذه الخطوة. قد تكون القرية صغيرة لكن الموت يحيط بها وبمن يفكر ان يطيح بها. سنعود الآن إلى قريتنا وسننتظر. بإمكانكم الاتصال بوكيلتنا ساشا في المدينة عندما تقررون البدء بجزئكم من الاتفاقية.
خرج ليكس ولينا وساشا من المركز بينما بقيت الفتيات المحجوبات يراقبون الوضع ويحاولون أن يعرفوا الأيدي العليا التي تهتم بالموضوع. طلب ليكس من ساشا البقاء في المدينة، فقد يتصلون عليها قريبا. بينما عاد مع لينا إلى القرية، يفكران كيف يُخرجان الذهب من القرية إلى مكان آمن.
اتصل موظف الاستخبارات برؤسائه. وأخبرهم أنهم وصلوا إلى اتفاق قد يستغرق وقت طويل، وشرح له ما عليهم أن يفعلوه حتى يصلوا إلى الذهب. وافق الرؤساء على خطة مساعدة أهل القرية بعد أن يتأكدوا بصور حية للذهب.
تواصل الموظف بساشا وأخبرها أنهم موافقون بعد أن يتأكدوا من كمية الذهب في القرية. مباشرة اتصلت ساشا بليكس وأخبرته قرارهم. أشارت لينا على ليكس انهم لا يجب أن يعرفوا بكمية الذهب الحقيقية. واتفقوا أن يريهم ما يجعلهم يتحمسون لمساعدة أهل القرية. بينما يجدون طريقة أخرى لإخفاء جزء منه لصالح أهل القرية.
وصل ليكس ولينا إلى القرية. كانت لينا متخوفة مما سيفعله أهل القرية بها. عند مدخل القرية استقبلها قومها الفقراء المحجوبين بالفرح والأهازيج فرحين بقدومها ورحبوا بليكس أيضا لكن ليس كفرحتهم بلينا.
شعرت لينا بأن جزء من الهم قد خفّ عنها. منتظرة الجزء الأهم وهو أهل القرية المرئيين. أمسك ليكس بيديها وقال مهما سيحكمون عليك سأتحمل أنا نصفه. التف الجميع حولهما وقالوا نحن لن نلومك. فأنت مجرد مترجمة في سن المراهقة. لكن نعتمد عليكما أن تعوضوننا الكثير من سنين المعاناة التي وضعنا فيها قومكما المحجوبين.
جثت لينا على ركبتها وأخبرتهم بأنها لن يهدأ لها بال حتى تجعل القرية أفضل وأغنى قرية على الإطلاق. وأخبرهم ليكس بما اقترحته أمام موظفي الاستخبارات لمصلحة القرية. وأنهم حصلوا على الموافقة الفورية.
فرح الجميع بعودة الابن والبنت الضالة للقرية. وبعد اجتماع مع كبراء القرية شرح لهم ليكس أهمية تطوير القرية والبحث عن طريقة من أجل إعادة المحجوبين إلى طبيعتهم. لكن طلب منهم أن يصبروا على كونهم محجوبين فوجودهم هو السلاح الذي تعتمد عليه القرية للمحافظة على سلامة وحقوق أهل القرية.
اقتنع الجميع بكلام ليكس ولينا، ورشحوهما لقيادة القرية في الوقت الحالي. شعر الاثنان بالمسؤولية. ثم استغل ليكس وجود الجميع وطلب يد لينا للزواج. فرح البعض لكن بعد ذلك اتفقوا أنه لا يمكنه الزواج من لينا حتى يعود الجميع إلى طبيعتهم. تحولت لون عينا ليكس ولينا لبدايات الأسود دليل الحزن. رأى ليكس لينا وكأن عينيها بدأت تدمع. أشار إليها لا تدمعي علينا أن نحترم عادات قريتنا في الاقتران ثم همس لها سأفعل المستحيل حتى نتزوج قريبا.
ذهب ليكس ولينا ومجموعة من كل فريق إلى القصر ومن ثم نزلوا عبر السلالم إلى المنجم تحت القصر. وأشعلوا الشعلات، شاهد ليكس ولينا والجميع كميات الذهب الكبيرة، قال ليكس لا أعلم إذا يجب علينا أن نسلم لهم هذا المنجم. لقد اكتشفه عائلتي وعملت عائلتك على إذابته وتصنيعه. وهؤلاء يريدون أن يأخذوه. بكل سهولة. شاركته لينا الرأي، ولكن لا نستطيع أن نُعرض أهل القرية للخطر. اقترح جاك أن يتابعوا السير في المناجم ليعلموا أين تصل بهم.
https://i.imgur.com/F8zfmdO.jpg?1
سار الجميع عبر المنجم يشاهدون لمعان الذهب على جدار المنجم حولهمK حتى وصلوا إلى منطقة حيث وجدوا المياه تنزل على شكل قطرات عبر شقوق من الأعلى إلى أسفل المنجم، قال جاك هذا الماء ناتج من منطقة المعركة فدائما تتجمع مياه الأمطار فيها باستمرار. قال ليكس الآن عرفت ما حدث لقومنا وجعلهم يختفون. وجود جذور الذهب بكميات كبيرة اختلطت مع مياه الأمطار ولما جاء البرق والصواعق تسبب ذلك الشعاع في اختفاء الجميع. قالت لينا لم أفهم. شرح لها ليكس بأن الذهب موصل جيد للكهرباء والماء كذلك فوجود عروق كبيره من الذهب الداخلة في الأرض كالأسلاك كانت كالأرضي تسحب البرق إلى داخل الأرض فيصطدم بكميات كبيرة من الذهب فينعكس الضوء كشعاع تسبب في اختفاء الجميع فلم يصاب أي أحد منهم بأي صعق.
سأل الجميع ليكس إذا كيف سنعيدهم. قال يجب أن نعكس ما حصل ليعود الجميع إلى طبيعتهم. لكن لا أعرف كيف سنعكسها. استمروا في السير عبر المنجم حتى وصلوا إلى نهاية المنجم حيث وصلوا إلى نهاية لمعان الجدار قال ليكس للينا لقد قام قومك بعمل رائع. سألت لينا ما ذا تتوقع أن نجد خلف هذا الجدار.
قال جاك لقد توقفوا هنا بسبب انتهاء الذهب لكن الا تلاحظون أننا سرنا طويلا في المنجم مع ذلك كمية الأكسجين لم تقل. قال لهم أحد المحجوبين لقد توقفنا عن الحفر لأننا .... ثم صمت. قال له ليكس تكلم. قال المحجوب: سمعنا صوتا وشممنا رائحة الموت من خلف الجدار.
مرر أليكس الشعلة حول الجدار فوجد في إحدى الجهات نسمات من الهواء تتلاعب بنيران الشعلة. بدأ البعض يتردد بينما ليكس قال يجب أن نكتشف ماذا في الخلف. بدأ ليكس يُكسّر في الجدار ثم بدأ جاك يساعده. يبدوا أنها صخرة كبيرة الحجم. كلما حفروا حولها زاد الهواء بالتدفق حتى استطاعوا أن يُكسّروا جزء منها فتدفقت كمية من الهواء مطلقة صوت كبير هز قلوبهم أجمعين وأطفأ الشعلات النارية التي معهم. خاف الجميع. صوت مزعج وظلام دامس وهواء شديد في آن واحد صرخت لينا وذهب ليكس في الظلام يقترب منها حتى وجدها ووضع رأسها على صدره وقال لها لا تخافي. استمر ذلك لدقيقة بدا يتحول الهواء الداخل إلى البرودة. تماسك الجميع حتى توقف الصوت والهواء. سأل ليكس لينا هل انت بخير. همست طبعا بخير.
حاول الجميع البحث عن الشعلات ولما وجدوها أوقدوا فيها النار مرة أخرى. اطمئن الجميع على بعضهم. سالت لينا ليكس ما هذا. قال أتوقع أنها كمية من الهواء المضغوط تجمعت في ذلك المكان. أكمل الجميع تكسير الصخرة حتى بدأت يتكسر جزء منها يسمح لهم العبور إلى الجانب الآخر. عبر الجميع وجدوا أنهم دخلوا إلى مدينة تحت الأرض. قاموا بإشعال الشعلات في تلك المدينة فأنارت المدينة، ثم استمروا يتنقلون في المدينة فلم يروا أي شخص وكأنها مدينة مهجورة. قال جاك أظن أن هذه المدينة تحت الجبل بما يعني أننا سنجد مخرج من الجهة الأخرى للجبل.
طلب منهم ليكس بالاستمرار في البحث عن مخرج آخر بينما عاد هو ولينا وقاما بتصوير غرفة من خمسة غرف من الذهب. وأرسلوا الصور إلى ساشا ومن ثم قامت ساشا بإرسال الصور للمخابرات. بقي الجميع ينتظرون ما الذي سيحصل بعد ذلك.
وبينما لينا وليكس ينتظرون، سألته كيف اكتشفت سر الألوان في عينيك. قال أليكس لما وصلت العشرين من عمري لاحظت أمي بالتبني أن عيناي من وقت إلى آخر يتغير لونها، قالت لي هل تضع عدسات ملونة ضحكت ولم أرد عليها فلم أعلم ما تعني أمي كنت أظنها تمزح. كانت لدي تلك الفتاة تسكن بجوارنا نشأنا سويا ودرسنا الجامعة سويا. كانت بيننا تلك المشاعر لكن كلما حاولت أن أتقرب منها أشعر بألم في قلبي واختناق وكأن نَفَسي يتقطع. في يوم من الأيام قررت أن أعانقها حتى ولو كلف الأمر حياتي. ضغطت على نفسي وعانقتها رغم الألم والاختناق حتى سقطت مغمى علي. أخذتني أمي إلى المستشفى استمروا ينعشونني حتى استيقظت مرة أخرى. ومنذ ذلك اليوم لا أعلم أين اختفت تلك الفتاة. وبدأت تظهر درجات الألوان في عيني.
في الأول كنت لا أعرف لما تتغير. حتى يوم من الأيام اكتشفت أمي أنها تفضح ما في قلبي. فكنت لا أستطيع أن أخفي شيء عن أمي. سألته لينا ما سر لقب "ذو العينين الأرجوانية" أجابها ليكس أنه بعد أن فقدت الفتاة. استمرت حياتي بلا هوية. كنت أرى الفتيات الجميلات في الجامعة. كانوا يتوددون لي ولكن كنت لا أريد أن أجرحهم. وكنت أرتدي النظارة باستمرار لكيل يلاحظ أحد عيوني. حتى يوم من الأيام كُسرت النظارة في إحدى حفلات الرقص حيث كان المكان مليء بالجميلات. فكانت عيناي يكسوها اللون الأرجواني، ظنّ الجميع أني أرتدي عدسات أرجوانية. فأصبحوا يطلقون عليّ "ذو العينين الأرجوانية".
لم أستطع بعدها أن أنجح في علاقة. حتى التقيت بك. سألها وأنتِ؟ قالت لينا لم يكن قلبي يستحمل اقتراب أي شخص مني، انت أول واحد وانت الوحيد الذي استطاع أن يقترب مني ولم أشعر معه بأي آلام أو اختناق. ومعك اكتشفت الألوان في عيني.
وبينما هم كذلك يعود إليهم المستكشفين. يخبرونهما أنهم اكتشفوا أن المكان وكر لعصابة من أكبر العصابات. عرفنا من أين يدخلون ووجدنا الكثير من الأسلحة والمتفجرات. لم نرى أحد لكن ربما هذه هي المخازن التي يخبئون فيها أسلحتهم. طلب ليكس من المحجوبين إبقاء فريق لمراقبة المكان ومحاولة معرفة من هم وماذا يخططون. عاد الجميع إلى سطح الأرض. وجدوا الفتيات رفيقات لينا قد عادوا فأخبروهم أن الاستخبارات سيبدؤون العمل على الاتفاقية. وأن كل شيء كما هو مخطط له.
في المساء التقى ليكس ولينا بماريا "سيدة القصر". أخبرتهم أن هنالك تجمع للغيوم مثل الذي حصل زمان وقت الحادثة. قالت قد تبدأ الأمطار بالنزول بعد ثلاثة أيام. وبعد ثلاثة أيام أخرى ستنهمر المياه من الجبال وتجتمع في الجانب الشمالي حيث وقعت الحادثة لا ننسى ذلك اليوم كان الجميع في ذلك المكان رجالاً ونساءً يحملون الأسلحة. وأدوات الحفر. ثم بدأت البرق ينزل من السماء وكأنها كانت ترفض العداوة. سألها هل تعرفين أين نزل البرق. قالت بالتأكيد أعرف. قال غدا ستأخذينني إلى ذلك المكان. قالت منذ الحادثة لم أخرج من هذا القصر. قالت لينا آن الأوان لتعودا إلى طبيعتكم.
كان يوم حافل لم يستطع ليكس ولينا النوم في تلك الليلة. جاءت الأخبار أن العصابة قد عادوا مساء وأحضروا معهم العديد من النساء المختطفات والأطفال. يريدون أن يحتفلوا ثم يغتصبونهم. غضبت لينا وليكس فلم يروق لهما أفعالهم. قال لهم ليكس. يجب أن ننقذ الفتيات أولا ونحدد الأبرياء منهم ثم نتخلص منهم جميعا.
بقيت لينا وسيرين وسيدة القصر ينتظرون. بينما ذهب ليكس وجاك مع المحجوبين ليشاهدوا بأعينهم ما يجري. أخذهم المحجوبين من مكان آمن. وصلوا الغرف حيث يبقون النساء المخطوفات. أشار أليهم ليكس بأن لا يطلقوا الأصوات. قال لهم بعد ما تنتهي الحفلة سيروا معهم إلى حيث يريدون واطمئنوا لن يحصل لكم شيء. ثم ذهبوا وشاهدوا الإرهابيين ما يزيد عن السبعين شخص. فيهم كبارهم وجنودهم ثم الأطفال الذين كانوا يستغلونهم. قال ليكس سنقتلهم واحد! واحد حينما يختلون بالنساء. وهذه مهمة المحجوبين. لا أريد أن تتعرض أي فتاة لأي ضرر.
انتهت الحفلة ثم ذهب كبارهم لينتقوا من الفتيات ثم الذين بعدهم. انتظر المحجوبين حتى دخلوا الغرف ثم بدأوا يقتلونهم واحد تلو الآخر. جمعوا الجثث ووضعوها في إحدى المركبات. وجمعوا الأطفال ووضعوهم في مركبة أخرى ثم النساء ووضعوهم في مركبة ثالثة والأسلحة في مركبة رابعة. وقادوا المركبة إلى وسط المدينة أطلقوا سراح النساء بينما سلموا الأطفال للشرطة المحلية. استحوذ ليكس وجاك على الوكر وقالوا الآن أصبح عندنا خطة كيف نخفي جزءاً من الذهب بعيدا.
عاد الجميع وذهب كل واحد منهم إلى منزله بقيت لينا بجانب ليكس. قالت كانت ليلة رائعة. لم أتوقع هذه المغامرة والتشويق. عانقا بعضهم فاشتعلت أعينهما الأرجوانية. ينظران إلى بعضهما والشوق يقتلهما. قالت لينا علينا أن نكبح جماح أنفسنا كلها أيام معدودة ويعود الجميع إلى طبيعتهم ونحتفل بليلة زواج رائعة. قال لها رغم أني كنت أفضل أن يبقوا محجوبين لسنة أخرى. ألم ترين كيف تمكنا من الإرهابيين في أقل من ساعتين. قالت هذا رائع لكن وجودهم في وضع التخفي سلاح ذو حدين قد ينقلب علينا. قال هيا لنذهب إلى النوم وغدا سنرى ما سنفعل.
اجتمع أهل القرية كلهم في اليوم التالي: قال لهم ليكس: سنمر خلال الستة أيام القادمة بفترة قد تكون فارقة في حياتنا وهي عودة المحجوبين إلى وضعهم الطبيعي. سنتعاون جميعا لتهيئة نفس الأجواء. ستتهاطل الأمطار وسنقفل باب القرية. ستجتمع المياه كما سبق في الجزء الشمالي كل هذا نستطيع أن نتحكم فيه لكن ما لا نستطيع التحكم فيه هو البرق، ولكن سنحاول أن نهيئ له المكان المناسب ليضرب وينطلق الإشعاع في المكان الذي ستدلنا عليه "سيدة القصر"
خرجت سيدة القصر وقادة الجميع إلى المكان الذي حصل منه الإشعاع. حفر الجميع ووجدوا أكبر قطعة ذهب على الإطلاق. فتأكد ليكس من نظرية انعكاس البرق على قطعة الذهب ومع وجود ماء الأمطار هو من تسبب في اختفاء أهل القرية الأولين.
بدأت الأمطار تزداد وما زال الجميع يحفر حول قطعة الذهب. حتى انكشفت. قال ليكس هكذا ستجذب البرق إليها. استمرت الأمطار لثلاثة أيام وفي اليوم الثالث طلب ليكس من المرئيين الذهاب إلى القصر بينما جميع المحجوبين اتجهوا إلى منطقة الأمطار منتظرين البرق يصل إلى مكانهم. وبالفعل بدأ البرق يزداد وبدأت سهامه تصيب كل مكان. كان ليكس ولينا والمرئيين يشاهدون ما يحصل من القصر.
بدأ البرق والصواعق تضرب في كل مكان إلا المنطقة التي يجتمع المحجوبين فيها. قال ليكس هنالك شيء خاطئ يجب أن يبتعدوا قليلا عن قطعة الذهب. أشار أليهم، ولكن لم يرونه. قال سأنزل وأصرخ لهم. نزل ليكس ليصرخ لهم لكن أيضا لم يستمعوا. استمر يقترب ويصرخ حتى سمعوا صوته فلما ابتعدوا عن الصخرة وتجلت للبرق عاد أليكس هاربا إلى القصر. وبينما هو كذلك ضرب البرق صخرة الذهب بشدة فانطلق منها إشعاع أنار كل شيء وانعكس في المياه ليعيدهم إلى طبيعتهم. ويفتت صخرة الذهب في مكانها.
فرح كل من في القصر بعودة الجميع إلى طبيعتهم. كانت لينا تتراقص من الفرح. نظر جاك وسيرين وساشا وقالوا أين ليكس. توقفت لينا عن الرقص وبدأت تنظر تبحث عنه في السهول فلم ترا ليكس. نزلت تجري خارجة من القصر ونزل الجميع خلفها. يبحثون عن ليكس لكن لم يجدونه. فأصبح كل واحد يصرخ ليكس. لكنهم لم يجدونه. خرجت العائلتان التي في الماء يحتفلون بعودتهم فأخذوا يتعانقون ويشربون المياه ويأكلون من الثمار ويقبل كل منهم زوجته. جلس الجميع مع بعضهم أغنياء وفقراء يهني بعضهم بعضا بعودتهم إلى طبيعتهم. ثم التقت العائلات الثلاث في السهول ثم بدأ الجميع يبحث عن ليكس.
بعد الحادثة الذي أعادت أهالي القرية إلى طبيعتهم. وجد أليكس نفسه مُلقى بعيدا في الغابة. وقد أصيب في ظهره من أثر اصطدامه بإحدى الأشجار. يتألم كثيرا لا يستطيع أن يرفع جسمه. وبينما هو كذلك! يسمع الجميع ينادون باسمه بحثاً عنه. فبدأ يحاول أن يرفع يديه ليشير إليهم ويخبرهم انه متواجد في هذا المكان لكن من شدة الألم، لم يستطع أن يخرج صوته.
تحولت عيناه إلى اللون الأخضر فرحا باقتراب مجموعة منهم، ينادون باسمه ينظرون هنا وهناك. ولما اقتربوا منه. أشر لهم ليكس بيده، مروا بجانبه وكأنه غير موجود، اكتشف ليكس أنهم لا يرونه ولم يشعروا به.. لم يتوقع ليكس أنه ممكن يكون تأثر بالإشعاع وتحول إلى "شخص خفي".
بقي ليكس في ذلك المكان يتألم ولا يعلم ماذا يفعل يتمنى أن تمر به "لينا" لأنه يشعر بأنها هي الوحيدة التي ممكن أن تراه. شعر ليكس بالجوع والعطش، استغرب من ذلك لأن المحجوبين لم يكونوا يشعروا بالجوع أو العطش. يسمع صوت النهر يجري بشدة بعد الأمطار الغزيرة ثم شاهد الجميع يهربون خوفا من سيل النهر الجارف النازل من الجبال. حاول ليكس الالتفاف حول الشجرة لعلها تصد عنه سيل النهر، لكن لم يستطيع أن يحرك جسمه. كان جريان النهر شديد سحب ليكس في طريقة. اصطدم ليكس بالكثير من الأشجار والحجارة. وكاد يغرق. أخذه السيل إلى خارج القرية. زادة معاناة ليكس أكثر بين ألم الظهر. وخوف الغرق في النهر. إلى أن استطاع أن يتمسك بجذع شجرة وصعد عليه، وسار به على السيل الجارف لا يعلم أين سيأخذه أو سيلقي به.
في القرية فقد الجميع الأمل في العثور على ليكس، فزاد قلق لينا وبكائها عليه. ذهب الجميع إلى الأماكن المرتفعة ليحتموا هنالك، وخلدوا إلى النوم بعد معاناة يوم جديد. بينما ذهبت لينا مع سيدة القصر ماريا إلى القصر، حاولت ماريا ان تهدئ من روعها، فقالت لها اذهبي إلى النوم الآن وغدا سنبحث عنه مع طلوع الشمس. لم يكن لدى لينا خيار آخر فقد كان يوم شاق، فدخلت غرفتها باكية تتساءل أين أنت يا ليكس؟ أرجو أن تكون بخير. بقيت قليلا تنظر من نافذتها إلى السهول ولكن المكان كان مظلما، لم ترى لينا سوى شعلات النار في كل مكان في السهول وحولها العديد من الناس يحاولون الحصول على الدفيء. تركت النافذة مفتوحة لعلها تسمع شيئا عن ليكس، واستمرت تبكي حتى غلبها النوم.
مع بداية يوم جديد مع طلوع الشمس استيقظت لينا باكرا، وخرجت مباشرة لتبحث عن ليكس. استيقظ البعض أيضا يساعدونها في البحث عنه في أرجاء القرية. ومع نصف النهار لم يجدوا أي أثر لأليكس. رأت الجميع منهكين فطلبت لينا من الجميع التوقف عن البحث. بينما استمرت تبحث عنه لوحدها. حتى جاء المساء بدأت تفقد الأمل في وجوده.
وقف الجميع حول لينا يواسونها ويصبرونها، لم تعرف لينا كيف تفكر ولا أين تبحث. شعرت أن أهل القرية لم يفرحوا بعودتهم إلى طبيعتهم بسبب البحث عن ليكس. قالت لسيدة القصر: لنحتفل اليوم بعودة الجميع إلى طبيعتهم. وغدا سنبحث عن ليكس خارج القرية. بدأت الاحتفالات وبينما هم كذلك. تأتي الأخبار من مدخل القرية أن الإمدادات قادمة. ذهبت لينا وسيدة القصر إلى "مدخل القرية" وجدت ساشا ومعها الكثير من المهندسين الذين سيعملون على دراسة كيف تطوير القرية، وتوفير جميع مطالب الحياة فيها.
تفاجأت ساشا بزيادة عدد أهل القرية. فأخبرتها لينا أنهم بالأمس استطاعوا إعادتهم إلى وضعهم الطبيعي. لاحظت ساشا بعض الحزن في عيون لينا، فسألتها هل انت بخير؟ أين ليكس هل هو أيضا بخير. قالت لينا وقد كسى اللون الأسود عيناها. لم نر ليكس منذ الحادثة. بحثنا في كل مكان لكن لم نجده ولم نجد أي أثر يدل أنه حي أو ميت. سنبحث غدا عنه خارج القرية.
قالت ساشا غدا سأخرج معك ونبحث عنه سويا. دمعت عينا لينا وعانقت ساشا حزنا على أليكس. بدأت ساشا تواسيها وتطمئنها أن ليكس سيكون بخير. قالت لينا: كل الأمر أنني اشتقت إليه. أريده أن يكون بجانبي، هو الشخص الوحيد الذي كان يُصبّرني على البقاء في هذه القرية. سألتها ساشا: وهل ستتركين القرية والذهب. تتنهد لينا وتقول أصبح ليكس هو عالمي وحياتي وكل ما أملك في هذه الدنيا. سأبقى طبعا وسنحتفل بعودة الجميع إلى طبيعتهم.
سارت لينا وساشا إلى القرية بينما ما تزال الاستعدادات قائمة للاحتفال بعودة الجميع. بقيت ساشا بقرب لينا فلم تتركها لوحدها. بدأ الجميع الاحتفال في تلك الليلة. بإشعال النار والاحتفال حولها عزفت الموسيقى ورقص الجميع.
تحاملت لينا على نفسها ورقصت مجاملة مع ساشا وسيرين. حتى انتهت الحفلة وتناول الجميع طعام العشاء. ثم توجهت لينا مسرعة إلى غرفتها في القصر تتخيل ليكس وتبكي على اختفائه. دخلت عندها سيدة القصر وقالت سأبقى هذه الليلة بجانبك إذا أحببتِ.
في مكانٍ ما بعيداً عن القرية والمدينة يفتح ليكس عيناه ليجد نفسه مُغطى بالطين بمحاذات النهر وقد سببت له تلك الرحلة الجروح في كل مكان. ما يزال يعاني من آلام ظهره وأُضيفت إليها جروحه التي تتصبب دما من كل مكان. استطاع أن يقف بصعوبة، لا يعلم إلى أين سيذهب أو كيف يعود. تعكز بإحدى جذوع الأشجار، وبدأ يسير باتجاه أنوار المدينة. يسير أحيانا ويرتاح أحيانا أخرى. تمر السيارات بجانبه ولكنهم لا يرونه. حتى اقترب من حدود المدينة. وصل إلى إحدى محطات البنزين خارج المدينة. دخل إلى حماماتها ونزع ملابسه الملطخة بالطين والدماء، ورمى بها بعيدا. وبدأ يغسل نفسه من بقايا الطين والتراب الذي علق بجسمه وغسل جروحه.
دخل ليكس إلى مركز تسوق المحطة دون أن يراه أحد. وذهب إلى قسم الملابس وبدون أن يشعر به أحد أختار بعض الملابس المناسبة. لبسها وبقي في الزاوية يرتاح. كان كل شيء يمسك به أو يلامس جسمه يختفي عن الأنظار. تقدم وشرب القليل من الماء وأكل من الفواكه ليسد جوعه. وقرر أن يعيدها فيما بعد. سار ليكس في طريقه ليجد أحد الفنادق الصغيرة. أخذ مفتاح إحدى الغرف. دخل تلك الغرفة ونام فيها نوما عميقا.
في صباح اليوم التالي استيقظت لينا وماريا صباحا، على فرحة أهل القرية ببدء دخول الآلات لبدأ الأعمال الإنشائية لتطوير القرية. طرقت ساشا الباب عليهما فلاحظة عينا لينا وقد رجعت إلى طبيعتها. ابتسمت ساشا وقالت أرى أنك عُدتي إلى طبيعتك. قالت كل هذا بفضل سيدة القصر فوجودها بجانبي هون عليك البقاء لوحدي وكثرة التفكير. سألتها لينا أين كنت ليلة الأمس. قالت ساشا بإحراج كنت مع جاك وسيرين. لقد سهرنا مع بعض وكانت ليلة رائعة. ابتسمت لها لينا وقالت: جاك شاب طيب ووسيم أتمنى لكما السعادة.
طلبت منها لينا الدخول إلى الغرفة لكن ساشا اعتذرت، ثم أخبرتها بأن شركات الإنشاء يطلبون الأذن لبدأ أعمال البناء والتطوير. طلبت منها لينا أن تنتظر حتى تغير ملابسها ثم سترافقها. تحدثت لينا مع ماريا وقالت هل انت موافقة. بكل سرور قالت ماريا ليس هنالك ما نخشاه في القرية. فقط يجب ألا يقترب أحد من القصر. يجب أن يتواجد الجميع حول القصر لحمايته.
خرجت لينا مع ساشا وأخبرتها بما يجب أن تقوم به. فيما نزلت ماريا وبعض المساعدين عبر السلالم إلى المنجم لتفكر كيف سينقلون الذهب. اتجهوا مباشرة إلى آخر المنجم. ودخلوا الى وكر العصابة. لاحظت ماريا أن الطريق عبر الجبال أفضل طريق ليخرجوا بعض من الذهب. عادت إلى القرية. لتلتقي بلينا وتخبرها أنه من الأفضل أن يتحركوا بسرعة. قبل أن يكتشف أمر تلك الطرقات. وبالفعل أخذت لينا ساشا وجاك وبعض أهل القرية وبدأوا بنقل العديد من الذهب إلى المركبات التي ما زالت هنالك. ومن ثم قرروا أن يأخذوها إلى أحد المخازن التي تعمل فيها ساشا.
قاد جاك المركبة محملة بكميات من الذهب ليست بالقليلة إلى المخازن. وبعد أن اطمئن الجميع على نقل الذهب. قاموا بتقسيمه على العائلات الثلاثة. ثم عادوا إلى المنجم وسدوا الطريق التي تؤدي إلى الوكر. أما لينا فأخذت نصيبها ونصيب ليكس من الذهب وقررت أن تبني منزل لهما يُطلُ على القصر. في الوقت الذي قرر جاك وسيرين السكن بجوارها.
بحثت لينا وساشا على طول مجرى السيل الخارج من القرية فلم يجدوا أي أثر لأليكس. قالت ساشا للينا يكفي! لقد بحثتِ في القرية وخارج القرية. لا نعلم ما الذي حصل لـ ليكس. إذا ما يزال على قيد الحياة ستلتقين به يوم من الأيام.
في أطراف المدينة. بقي ليكس في تلك الغرفة. وفي نفس الليلة استأجر الغرفة رجل وزوجته وكانا قد تزوجا قريبا. فما كان من ليكس إلا أن نزل تحت السرير لكيلا يشعران به. أحضرا الطعام الشهي واللذيذ ووضعوه على المائدة وبدأ يأكلان. ينظر ليكس إليهما ويلاحظ كم هما سعيدان. فيتذكر لينا وقال في نفسه يجب أن أعود إلى القرية لعلها قلقة علي. أكمل ليكس تلك الليلة على أصوات نغماتهما فوق السرير. فانتظر حتى غلبهما النوم ثم خرج وبدأ يأكل مما تبقى من طعامهما حتى شبع. وبينما هو كذلك يشاهد الزوجة تخرج من سريرها بلا ملابس متجهة إلى الحمام. حاول ليكس أن يغض النظر عنها ولكن لم يستطيع أن يمنع نفسه. فأخذ يراقبها بعيون زرقاء حتى عادت إلى السرير مرة أخرى.
عاتب ليكس نفسه على هذا التصرف، وعلم أن الاختفاء سلاح ذو حدّين قد يستخدم في الخير وقد يستخدم في الشر. وأن لم يتحكم بنفسه مرة اخرى قد يتعدى الخطوط الحمراء ولن يستطيع التراجع منها. جاء الصباح ولما فتحوا الباب خرج مباشرةً من الغرفة واتجه إلى موقف الحافلات، صعد الحافلة مجاناً واتجه إلى قلب المدينة نظر إليها ليكس الآن بنظرة مختلفة، وكأنه يراها لأول مرة. يمر بالناس الذين لا يرونه. يسمع محادثاتهم. ويرى تصرفاتهم التلقائية.
وصل إلى احدى الفنادق الفارهة. وقف أمام الفندق وقال ما لذي يمنعني أن أقضي ليلة مجانية على مائدة مع أكبر المشاهير والممثلين والمغنين. وبينما هو واقف يُمنّى النفس. وقفت سيارة المغنية الشهيرة "نيجور خولوفا". ونزل منها السائق ليفتح لها الباب من الجهة الأخرى. نظر إليها ليكس معجبا بها، فكان يستمع إلى أغانيها في القرية. نظر من النافذة التي بجانبها يرى في الجانب الآخر من السيارة ذلك الطفل الذي قد هرب من والديه واتجه باتجاه طريق السيارات. قريبا منهم. فما كان من ليكس إلا أن صعد السيارة وعاد بها وأغلق الطريق على السيارات القادمة وأنقذ الطفل من الطريق. اصطدمت إحدى السيارات بالسيارة لم يصب أحد فقط المطربة أغمي عليها. حملها ليكس ووضعها مكان قائد السيارة. خرج ليكس من النافذة الأخرى وبدأ الجميع يلتفون حول السيارة.
عادة المغنية الشهيرة "نيجور خولوفا" لوعيها وفتحت عيناها على تصفيق الجميع لها بأنها بحركتها تلك استطاعت أن تنقذ الطفل. أصيب ليكس بإصابة أخرى. تمكن سائق المطربة من اصطحابها وأدخلها إلى الفندق. كان عند ليكس بعض الفضول ليرى ما ستفعل وتقول تلك المطربة. أخذها سائقها على انفراد وقال لها معاتبا لم فعلت ذلك. كنت ستضحين بحياتك من أجل طفل صغير. قالت صدقني حدث كل شيء بسرعة رأيتك نزلت لتفتح الباب فجأة تحركت السيارة لوحدها عائدة إلى الطريق. وشاهدت السيارات تصطدم بسيارتي. ثم لم أشعر بنفسي إلا وأنا في مكانك أفتح عيناي على تشجيع الجماهير.
قال لها السائق إلى أن نعرف ما حدث بالضبط. انت الآن بطلة في عيون الجماهير. أحضر لها العاملون في الفندق الماء والعصير. ثم اتجهت إلى جناحها. دخل معها ليكس إلى جناحها الفاخر. أقفلت الباب ثم بدأت تنهال إليها الاتصالات يسألونها هل هي بخير. ويقولون إن السوشال ميديا ليس لها حديث غيرك وبطولتك في انقاذ الطفل. كانت تلك المطربة متواضعة. فلم تنسب تلك البطولة لنفسها. قالت لهم ان شيء غريب كانت السيارة تقود نفسها. لم أكن بوعيي ولكن شعرت أن أحدهم حملني بسرعة ووضعني في مكان السائق. طلب منها رفاقها أن تتريث ولا تقول ذلك الكلام لأن هذا سيؤثر على مسيرتها الفنية.
يشاهد ليكس تلك الفتاة البريئة الحائرة التي تطوف بجناحها من شدة التفكير. ثم دخلت إلى الحمام لتستحم. وتحاول أن تعود إلى طبيعتها. يراها ليكس ستنهار من شدة التفكير. أخرج ورقه وكتب لها بأن ما رأته صحيح. وألا تخاف أنا لست بجن أنا انسان طبيعي لكن تعرضت لحادث واختفيت. بدأ الرعب يدخل إلى قلب المطربة. كتب لها أرجوك لا تخافي. أنا بحاجة إليك أنا مصاب وبحاجة إلى أدوية ومضادات. أرجوك لا تخبري أي أحد عني.
سألته من أنت. ولم فعلت كذا. بدأ يتحدث معها. أنها قصة طويلة. سأخبرك بها فيما بعد. قالت هل أستطيع أن المسك. قال لها: لا ولكن أنا أستطيع أن ألمس الأشياء وبإمكاني أن أخفيها فأراها كيف يتحكم في القلم ثم أخفاه عنها.
قال لها أنك ليستِ مجنونه لكن فضولي لأرى فنانة مشهورة، هو الذي أتى بي إلى سيارتك أولا ثم إلى هذا الجناح وأعتذر على تعدي حدودك الشخصية. وداعا سيدتي. طلبت منه أن ينتظر حتى تعود إليه صحته. اتصلت نيجور بطبيبها الخاص وسألته عن الأعراض التي يشعر بها ليكس وماذا يجب أن يفعل. قال لها من الأفضل أن يذهب للمستشفى ليجد العناية المناسبة. قالت لن يستطيع. فوصف لها الطبيب بعض العلاجات والمضادات. طلبتها من الصيدلية وبدأت ترشد ليكس ماذا يفعل. أقام ليكس مع المطربة أسبوع كامل يتناول العلاجات ويرتاح.
كانت السيدة نيجور تذهب إلى حفلاتها وتمضي وقتها كما هو مخطط ثم تعود إلى الفندق. وتتحدث مع ليكس. بينما كان ليكس يتابع أخبار التطور في قرية برمودا. احتاج علاجه أسبوعين آخرين. خلال تلك الفترة. طلب ليكس من نيجور أن تذهب إلى القرية وتسأل عن فتاة اسمها "ماجدلينا" أو "لينا".
اغتنمت نيجور فرصة زيارة عدد من رفقائها لتلك القرية، فطلبت منهم أن يسألوا عن الفتاة "لينا". ثم تعود لتخبر ليكس أنها ما تزال في القرية وأنها استطاعة أن تبني منزلها بجانب منزل ابن المحافظ جاك.
رأى ليكس أنه بدأ يتحسن وأنه آن الأوان لكي يعود إلى القرية. كانت المغنية معجبة بليكس وبفكرة الاختفاء. طلبت منه أن يبقى معها فسويا ممكن يعملون أشياء تبهر الجميع، لكن ليكس رأى أنه آن الأوان ليعود إلى لينا بعد أن استعاد عافيته. طلبت منه المغنية أن يزورها بعد أن يعود إلى طبيعته.
في القرية أتمت لينا بناء منزلها الصغير. وسكن بجوارها جاك وأخته سيرين. ولما مرت ثلاثة أسابيع منذ غياب ليكس. شعرت لينا أنه ليس لها مكان في تلك القرية. فذهبت لتبحث عن ليكس فلربما عاد إلى عائلته في لندن.
تمر القرية بأجواء رائعة. فبدأت تُرسم الطرقات. وتبنى المنازل والمحلات التجارية. وبدأ يتوفر فيها كل متطلبات الحياة من الماء والكهرباء وكل ما يحتاجونه. انقسمت القرية إلى ثلاثة أقسام فكل عائلة تعيش كما يحلوا لها فالأغنياء فكانوا يعملون في التجارة، ومن كانوا فقراء ساعدوا في البناء وعائلة الجميلات فلم يكونوا أغنياء ولم يكونوا فقراء. لكنهم استمروا في زراعة المحاصيل والمحافظة على طبيعة القرية. فكان كل فريق منهم يؤدي دوره.
خلال تلك الفترة كان هنالك نفق خاص تقوم الدولة ببنائه تحت المدينة، يؤدي مباشرةً إلى المناجم تحت الأرض حيث سيتم بعد ذلك استمرار جمع الذهب ونقله عبر تلك الأنفاق إلى خارج القرية بدون. أن يؤثر ذلك على أهل القرية.
عاد ليكس إلى المدينة واتجه مباشرة إلى حيث تسكن لينا. دخل المنزل لكنه لم يجدها. نظر مع النافذة. فرأى جاك وسيرين في المنزل المجاور. أراد أن يتواصل معهم. لكنه رأى من الأفضل ألا يعلم أحد بسر اختفائه. بقي في القرية يحاول أن يسمع أي شيء عن لينا بدون أن يتحدث إلى أي أحد. قال إذا هنالك أحد يعلم عن لينا فهو جاك وأخته سيرين. أحضر بعض الزهور وألقاها أمام منزل لينا ثم انتظر ليسمع ماذا يقولان.
خرجت سيرين ورأت الزهور أمام منزل لينا. فرحت وقالت: ربما عادة لينا، فذهبت تطرق الباب على منزلها، ولكن لا أحد يجيب. رآها جاك وسألها ماذا يجري. قالت: شاهدت هذه الزهور أمام منزل لينا فتوقعت أنها عادت. قال جاك لن تعود لينا حتى تجد ليكس. منذ أن ذهبت تبحث عنه في لندن لم نسمع عنها أي خبر.
سمع ليكس تلك الأخبار ثم اتجه إلى المدينة. ومن المدينة اتجه إلى المطار. وصعد أول رحلة إلى أوروبا. كانت بعض المقاعد فارغة فاستطاع أن يجلس على أحدها. استمتع ليكس بالرحلة المجانية. وحينما وصل إلى المدينة سار مباشرة إلى حيث يسكن والديه بالتبني. رآهما ليكس ولكن لم يستطع أن يعانقهما، عرف أن لينا ليست لديهما. ثم ذهب إلى غرفته ليستريح رمى نفسه على فراشه. فإذا به يشم رائحة عطر لينا في كل مكان. عرف أنها أمضت بعض الوقت مع والديه.
قال لعلها ذهبت إلى منزلها في بولندا. ارتاح ليكس في غرفته ومتع ناظريه برؤية والديه، ثم اتجه اليوم التالي إلى المطار. ليبحث عن أقرب رحلة إلى وارسو عاصمة بولندا. وبالفعل وجد رحلة في المساء. فصعد إليها. لم تكن الرحلة طويلة. نزل ليكس وخرج من المطار متجها عبر المترو إلى منزل لينا في أرقى أحياء وارسو. خرج من المترو وسار باتجاه منزلها. تتلون عيونه فأحيانا خضراء من الفرح وأحيانا بني من القلق ولما اقترب من منزلها رأى إنارة المنزل تعمل. تذكر أول مرة التقى بها في هذا المنزل. فبدأت دقات قلبه تتسارع وأصبحت عيناه زرقا في أشد توهجها. ضغط على زر الجرس. سمعها تقول وصلت البيتزا بهذه السرعة. لقد تطورت خدمتكم. وضغطت على الزر وفتح الباب.
دخل ليكس إلى الساحة الخارجية من المنزل. متردد الخطوات. وبينما لينا في المنزل ترى ليكس من خلف الزجاج يتقدم إليها بدأت هي الأخرى تتلون عيناها من الأخضر إلى الأزرق حتى أصبح أزرق غامق. فتحت الباب الداخلي وخرجت تنظر إلى ليكس. عرف ليكس أنها تراه. فجثا على ركبته وبكى من الفرحة. تقدمت لينا وجثت على ركبتها أمامه وعانقا بعضهما. وكل واحد منهما يبكي من الفرح. اكتشفا تلك الليلة لون آخر من ألوان العينين وهو الذهبي. عرفا أنه يعني الحب المطلق.
دخلا إلى المنزل. قالت لينا: كنت قلقة عليك! لم يكن ليكس مرتاحا طلب منها أن تنتظر قليلا ريثما يستحم ويغير ملابسه، ثم سيتحدثان الليل بطوله. قالت توجد بعض الملابس من المرة السابقة. دخل ليكس الحمام ليستحم، ثم خرج بعد أن بدل ملابسه.
نزل إلى الصالة في لحظة وصول البيتزا. وضع الرجل البيتزا. التفتت لينا إلى ليكس تحادثه قائلة: خرجت في الوقت المناسب. نظر رجل البيتزا إلى حيث تنظر لينا ثم التفت إليها. وقال سيدتي مع من تتحدثين؟ أشار إليها ليكس بأن تصمت. فتداركت لينا نفسها وقالت: كنت متعودة أن أقول لحبيبي هذا الكلام.
خرج موزع البيتزا ثم تبادل ليكس ولينا النظرات، تقدمت إليه لينا ببطء وبدأت تلامس وجهه وجسمه وتقول. رجل البيتزا لم يراك وأنا لست في حلم. نظر إليها وقال انتِ الوحيدة التي تستطيع أن تراني. نزلت دموعها على خدها وقالت ماذا حصل لك.
جلسا ليأكلا البيتزا. سألته هل تستطيع أن تأكل وتشرب. قال لها أستطيع أن أفعل كل شيء، لقد تعرضت للإشعاع لكن لبعد المسافة جعلني فقط خفيا. بدأ يحكي لها ما حصل معه منذ أن أصيب بالإشعاع حتى وصل إلى منزلها. حزنت لينا بسبب ما مر به ليكس من المصاعب. بقيت لينا في أحضان ليكس تحكي له هي أيضا مدى الألم التي شعرت به منذ أن فارقها إلى هذه اللحظة.
جاء وقت النوم. كان هنالك لحظة تردد من ليكس ولينا يكسو عيناهما اللون الأرجواني. ولكنهما لا يعلمان هل آن الأوان لتجمعهما غرفة واحدة أم ما يزالان بحاجة أن يتعرفا على بعضهما أكثر. تحول لون أعينهما إلى الأزرق. رغم أن ليس لهما خيارات أخرى، إلا أنهما اختارا التريث لكيلا تتغلب الناحية الجنسية على موضوع ارتباطهما. ذهب كل واحد منهما إلى غرفة منفصلة. فلم تكن الليلة سهلة لأي واحد منهما. فكانا يحاولان أن تكون ليلتهما الأولى مميزة.
استيقظت لينا وذهبت إلى غرفة ليكس. فتح عينيه على عيناها وقد أصبحتا زرقاوان غامقتان. قالت أردت أن أتأكد أنن لم أكن أحلم، ثم سألته ما هو الشعور بأن تكون مختفيا. نظر إلى الأسفل ثم رفع راسه وقال بصراحة شعور غريب أشعر بأنني موجود ولست بموجود، أشعر بأنني أملك العالم. أستطيع أن أقود أفضل السيارات، وأسكن أفضل القصور، وأحصل على المال الكثير، وكل ما أريد من ملذات وشهوات، أستطيع أن أكون قاتل وسارق أو بطل الأبطال. ثم أنزل ليكس عينيه وتحولت إلى اللون البني وقال: لكن في الجانب الآخر قد أمرض وأصاب وأتألم لكن لا أحد يشعر بي ولا أحد يستطيع علاجي وقد أموت في أحد الشوارع ولا أحد يلاحظني.
دمعت عينا لينا وقالت: سنبقى مع بعض وعلى تواصل، لن أتركك تغيب عن عيني. وستبقى معي تملأ حياتي وتكون حياتنا كلها خضراء. ومعا سنحقق كل ما نتمنى. ثم سنعود إلى قريتنا ونحافظ عليها ونحمي أهلها. سألها هل تغيرت نظرتك للقرية. ابتسمت وقالت: ربما نشأت وعشت زمن ليس بالقليل هنا لكن أشعر أن هنالك أشياء تربطني بالقرية. لم أستطع أن أكون صداقات هنا. لكن في القرية شعرت أن الكل عائلتي. هنالك التقيت بك وهذا يكفيني. قال لها: عندما التقيت بك لأول مرة ظننت أنك من النوع المتكبر والمتباهي. لكن وجدتك طيبة ورقيقة القلب. شعرت لينا بشعور جميل لدى سماع كلمات ليكس عنها. فكانت محتاجة أن تسمع مثل تلك الكلمات. وبدأت هي الأخرى، تكشف مشاعرها تجاهه وتخبره بأنها أعجبت به منذ اللحظة التي فتحت عيناها ورأت نظرات الخوف في عينيه.
استمرت تلك اللحظات الرومنسية بينهما. وبدأ كل واحد منهما يتعرف على الآخر أكثر. ثم قررا العودة إلى القرية فالكل هنالك محتاج لهما. أخبرها بأنه يجب على أهل القرية أن لا يعلموا ولا يشعروا بوجوده معها.
عادا سويا إلى القرية. دخلا القرية وشاهدا عمليات التطور التي تجري في القرية. وفرحة الجميع بها. التقت لينا بجاك وسيرين. وساشا ثم ذهبت لتلقي التحية على سيدة القصر. رحب بها الجميع وفرحوا لعودتها. ثم سألوها عن ليكس. قالت لم أجده في منزل والديه في لندن. لكن كانت فرصة لألتقي بتلك العائلة التي تبنته، استضافوني لعدة أيام كانت كافية بأن أشعر أن ليكس ما يزال بخير.
يجب أن تعرفوا أن ليكس ما يزال في قلبي. وأشعر أني أراه في كل مكان حولي. في قلبي وفي منزلي وفي حياتي كلها. يهمس لي ويضمني ويحميني ويشعرني بالأمان. دمعت عيونهم حزنا على ليكس. وقالو كلنا ندين الى ليكس بوجودنا الآن وبكل التطور الذي يحصل في هذه القرية. قد لا نعلم أين هو الآن. لكن كلنا نتمنى أن يكون متواجد معنا الان.
سألتها سيرين عنه قائلة. كنّا ننظر إليه في السهول يصرخ فيهم ليبتعدوا عن قطعة الذهب. ولما ابتعدوا رأيناه عائد يهرب عن منطقة الخطر. ولما ضرب البرق وانطلق الشعاع لم يستمر للثواني معدودة. بعدها عُدنا للنظر إلى السهول فلم أراه. قد يكون تعرض للإشعاع وتحول إلى شخص خفي لدرجة أنك أيضا لا ترينه. ربما يكون حولنا يحاول أن يتواصل معنا لكن لا نراه. قالت لينا هذا ما فكرت به وهو ما جعلني مطمئنة أنه حولنا يرانا ويراقبنا. ويبحث عن طريقة أو حل ليتواصل معنا.
تنظر لينا حولها وتقول ليكس. أنا أشعر بوجودك حولنا. إن كنت كذلك أنا كلي ثقة بأنك ستجد طريقة. لتعود إلي.
عاد الجميع إلى أعمالهم وعادت لينا بجانب أليكس ينظران إلى بعضهما. ينتظران اللحظة التي يدخلان فيها إلى المنزل ويغلقان الباب خلفهما ويعانقان بعضهما. ثم قال لها انت ممثلة رائعة. ابتسمت وقالت الآن يجب أن أقنعهم بأن نقيم زواج تحتفل فيه كل القرية. قال لها لن يقتنعوا ولن يقيموا الزواج حتى يشاهدوني أمامهم. شعر الاثنان بخيبة أمل. ولكن ذلك لم يمنعهما من البقاء مع بعضهما حتى يجدا حل لمشكلة ليكس.
في الجانب الآخر بدأت قصة حب بين جاك وساشا. شعر كل واحد منهما بانجذاب للآخر. وأصبحا يقضيان الكثير من الوقت مع بعضهما. في تطوير القرية حتى جاء اليوم المناسب. وعبّر لها جاك عن مشاعره. وكان شعور متبادل بينه وبين ساشا. فرحت له أخته سيرين وفرحت لهما لينا. وتمنا لها أن يعود إليها ليكس مجددا.
مرت عدة شهور بسلام. أكتمل بناء القرية، وأتى الوقت الذي تأتي فيه الدولة. لتسيطر على مناجم الذهب. أخذهم جاك إلى المناجم وشاهدوا كميات الذهب. التي استخرجت وكميات الذهب التي ممكن أن يحصلوا عليها من تلك المناجم. كانت أعينهم تتلألأ من الفرح. لدى رؤية الذهب والمناجم.
في اليوم التالي. اجتمع العشرات من الصحفيين والإعلاميين. لتدشين افتتاح النفق الذي سيؤدي إلى الكنز الذي تحلم به الدولة. عشرات الأطنان من الذهب الخالص. الذي ستغير حال الدولة. اجتمعت القوات الأمنية، وفرق العمل، لحماية هذه المنطقة.
يشاهد الطاجيك عامة وأهل القرية خاصة. وليكس ولينا هذه اللحظة في منزلهما. يستغرب ليكس أن يتم الإعلان عن هذا أمام هذا الكم من الكاميرات. سألته لينا قائلة إنهم فقط يحتفلون بهذا الاكتشاف الذي سينقل الدولة نقلة نوعية. أخبرها بأنه يشعر أن هنالك خطأ في ذلك. كان من ألأفضل أن ينقلوا الذهب إلى مكان آمن ثم يعلنوا ما يريدون أن يعلنوا.
ولم يكمل ليكس كلماته! إلا وتأتي الأخبار عن اندلاع الحرب بين القوات الأمنية وعصابات اتحدت لتهجم وتسيطر على منطقة الذهب. يشاهد الجميع على كاميرات التلفاز تلك العصابة تحاصر المكان. وتطلق النار على القوات التي لم تكن مستعدة لهجوم منسق بهذه القوة. أخذت العصابة رهائن من المسؤولين والإعلاميين داخل الأنفاق وأغلقت الأنفاق. ثم يشاهدان جاك وأخته سيرين من بين الرهائن.
نظرت لينا إلى ليكس وقالت كلامك صحيح. لقد حصل ما كنت تخاف منه. الحمد لله أننا استطعنا أن نخفي نصيب أهل القرية قبل أن تتحصل عليه العصابة. وما هي إلا ساعات وأصبحت القرية والنفق محاصرة بالجنود والسياسيين. الذين أصبحوا الأن يرجون سلامة الرهائن.
تحولتا عينا ليكس للون البني وقال يجب أن أذهب الآن قد يكونوا في خطر. أمسكت به لينا وقالت. لن أتركك تذهب يجب أن تبقى بجانبي، هذه العصابات متوحشة. قال سيكون جاك وسيرين في خطر اطمئني لن يشعروا بي.