-
أفنيتُ عمري في تطلب صاحبٍ وافٍ ؛ فلم أظفرْ بغير خؤونِ
ألقاهُ مبتهجاً بوجهِ مسرة ٍ أبداً ويلقاني بوجه حزين ؛
وبلوتُ من أبناء دهري معشراً حققتُ فيهم سيئات ظنوني ؛
أخلاقهم في غلطة ٍ كقلوبهم وعقولهم في رقة ٍ ؛ كالدينِ ؛
لوددتُ أني عندما شاهدتهم من قبل ذاك عدمتُ ضوءَ عيوني
لو أنها امتدتْ لنيلِ أكفهم يوماً يميني ؛ ما صحبتُ يمني ؛
يا دهر أقصر عنْ محاربتي بنا تبديه لي من غدرهم وتريني .
-
لا تقف بعدَ عزمِ شهرِ الصيامِ أيها العيد وارتحلْ بسلام ؛
يفرحُ العالمون بالعيد غيري فهو عندي كسائر الأيام ؛
طالَ عندي لطول فقري حتى صار عاماً وربّ يومٍ كعام ؛
أحمدُ الله ؛ كم سوانح آمالٍ تقنصتُ في شباك المنام ؛
من يكن في الورى فقيراً ؛ فإني في غنى ً من ذخائر الأحلامِ ؛
غير أني حملت نفساً أرتني لقنوعي أن الزمان غلامي
الفتْ نفسي القناعة حتى ليس يدرى عنايَ من إعدامي ؛
لستُ أرضى ببذلِ ماء محياي مدى الدهر في يسير حطامِ
-
مالي وللافتقار في بلدي أفَّ لدهري وعيشيَ النكدِ ؛
قدْ ركبتني الديونُ واشتملتْ على فؤادي بالهمَّ والكمدِ ؛
وكان صدري من قبل ذا سعة ٍ فضاقَ صدري لضيقِ ذاتِ يدي ؛
قالوا تلطفْ واحتلْ ؛ فقلتُ لهمْ قلَّ اصطباري وخانني جلدي ؛
وليس يغني شيئاً دها ثعلٍ والمالُ مني في جبهة ِ الأسدِ ؛
وبعد ذا كله فلي ثقة ٌ وحسنُ ظنًّ بالواحدِ الصمد ؛
فهو الذي بالأنامِ قاطبة ً أشفقُ من والدٍ على ولدِ
-
وأشكو بعدَ ذلكَ ما ألاقي من الأيام منْ همّ وضيقِ ؛
إذا ما رمتُ سيراً للمعالي وجدتُ الافتقار على طريقي
وملني الصديقُ لسوءِ حالي فلم أعرفْ عدوي من صديقي ؛
وكم أشكو إلى منْ ليسَ يرثي كما يشكو الأسيرُ إلى الطليقِ
ولا واللهِ ما بي خوفُ فقرٍ ؛ ولكن كيفَ أصنعُ بالحقوقِ
فإنْ أنهضْ لها فبلاَ جناحٍ ؛ وإنْ أهملْ ؛ نسبتُ إلى العقوقِ .
-
غير حظي لا ألومُ ؛ وهو واللهِ المشومُ؛
كلما رمتُ مراماً صدني عما أرومُ ؛
لم يزلْ يقعد في ما لستُ أرضى ويقومُ
إن أنبههُ لأمرٍ فهو مكسالٌ نؤومُ .
-
صرفتُ عن الكيميا همتي وصرفتها في اكتساب الأدبْ ؛
فما قلتُ للبدرِ أنت اللجين ولا قلتُ للشمس أنت الذهبْ
-
لا تعتبرْ ضعفَ حالي واعتبر أدبي وغضّ عن رثَّ أطماري وأسمالي ؛
فما طلابيَ للدنيا بممتنعٍ لكنْ رأيتُ طلابَ المجد أسمالي .
-
الحمدُ للهٍ الذي أصحَّ جسمي وشفى
قد كنتُ لولاَ فضله من ألمي على شفا ؛
-
أخفضُ للخلّ من جناحي إن كان عند الخطوب خلا
وذاك معْ منْ أحبّ دأبي أن يرع لي ذمة ً ؛ وإلاّ ..
-
قل للحواسد إن الله أكرمنا بما ترون ومنه الفضل والمددُ
الحمد لله ؛ كم فينا لخالقنا مواهب ليس يحصي شكرها أحدُ
فإن قدرتم على تحويل أنعمه عنا ؛ فدونكمُ يا قوم ؛ فاجتهدوا
فلا أزالَ إلاه الخلق أنعمه عنا ؛ ولا زال عنكم ذلك الحسدُ .
-
أنا السيفُ لا تختشى نبوتي إذ أحشيتْ نبوة القاضب ؛
إلى ذي القفار اعتزائي ؛ كما إلى حيدر يعتزي صاحبي .
-
أحسودُ قلْ ما شئت فيَّ لكَ البقاءُ من الملامهْ.
فخري كشمسٍ أشرقتْ لم تخفها أبداً غمامهْ ؛
أحسودُ يا تربَ السفالة ِ والجهالة ِ واللآمة ْ ؛
لمَ لا يطول على الورى من كان حيدرة ٌ إمامه
من بالكتاب وعترة المختار ِ قد أضحى اعتصامهْ ؛
واختارَ دينَ أبي الحسين لحبّ حيدرة ٍ علامهْ
من بالولاءِ لحيدرٍ ينجوُ ويأمنُ في القيامهْ
ويروحُ مسروراً غداً يوم التغابنِ والندامة
ويحوز في جنات عدن يوم التغابنِ والندامة
وتديرُ ولدانُ الجنانِ عليه كاسات المدامهْ ؛
ولربّ كأسٍ فضّ عن مسكٍ بلا حرجٍ ختامهْ