-
الفرزدق
دَعَا دَعْوَةَ الحُبْلى زَبابُ، وَقد رَأى بَني قَطَنٍ هَزّوا القَنَا، فَتَزَعْزَعا
كَأنّهُمُ اقْتادُوا بِهِ مِنْ بُيُوتهِمْ خَرُوفاً مِنَ الشّاءِ الحجازِيِّ أبْقَعا
فَلَوْ أنّ لَوْماً كانَ مُنْجيَ أهْلِهِ لَنَجّى زَبَاباً لَوْمُهُ أنْ يُقَطَّعا
إذاً لَكَفْتْهُ السّيْفَ أُمٌّ لَئِيمَةٌ، وَخالٌ رَعَى الأشْوَالَ حتى تَسَعسَعا
رُمَيْلَةُ أوْ شَيْمَاءُ أوْ عَرَكِيّةٌ دَلُوكٌ برِجْلَيها القَعُودَ المَوَقَّعا
فَلا تَحْسَبَا يا ابْنَيْ رُمَيْلَةَ أنّهُ يكُونُ بَوَاءً دُونَ أنْ تُقْتَلا مَعا
وَإنْ تُقْتَلا لا تُوفَيَا غَيْرَ أنّهُ دَمُ الثأرِ أحرَى أنْ يُصَابَ فيَنْقَعا
بَني صَامتٍ هَلاّ زَجَرْتُمْ كِلابَكُمْ عَنِ اللّحْمِ بالخَبْرَاءِ أنْ يَتَمَزّعا
وَلَيْسَ كَرِيمٌ للخُرَيْبَيْنِ ذائِقاً قِرىً بَعدما نادى زَبابٌ فاسْمَعا
فشَرْعُكُما ألبانَها فَاصْفِرَا بِهَا إذا الفَأرُ مِنْ أرضِ السّبيّةِ أمْرَعا
وعقد كانَ عَوْفٌ ذا ذُحُولٍ كَثِيرَةٍ وَذا طَلَباتٍ تَتْرُكُ الأنْفَ أجْدَعا
أتَيْتَ بَني الشّرْقيّ تَحِسبُ عَزَّهُمْ على عهد ذي القرنين كان تضعضعا
أتيتهم تسعى لتسقي دماءهم وَعَمْروٌ بِشاجٍ قَبْرَهُ كانَ أضيْعَا
أتأتُونَ قَوْماً نارُهمْ في أكُفّهِمْ، وَقاتِلُ عَمْروٍ يَرْقُدُ اللّيلَ أكْتَعا
فَسِيرَا، فَلا شَيخَينِ أحمَقُ منكُما، فَلَمْ تَرْ قعَا يا ابْني أُمَامَةَ مَرْقعَا
تَسُوقَانِ عمَّاداً زَعِيماً كأَنّماَ تَسُوقانِ قِرْداً للحَمالَةِ أصْلَعا
سَيأتي ابنَ مَسْعودِ على نَأى دارِهِ ثَناءٌ إذا غَنّى بهِ الرّكْبُ أقْذَعا
قَوَارِعُ مِنْ قِيلِ امرِىءٍ بكَ عالمٍ، أجَرّكُمُ صَيْفاً جَدِيِداً وَمَرْبَعا
أنَاةً وَحِلْماً وَانْتِظارَ عَشِيرَةٍ، لأدْفَعَ عَني جَهْلَ قَوْمي مَدْفَعا
فَلَمّا أبَوْا إلاّ الضَّجاجَ رَمَيْتُهُمْ بذاتِ حَبارٍ تَترُكُ الوَجْهَ أسْفَعا
فَإنّ أباكَ الوَقْبَ قَبلَكَ خَالِداً، دَفَعناهُ عَنْ جُرْثومَةِ المَجد أجمعا
بِمأثُرَةٍ بَذّتْ أباكَ، ولمَ يَجِدْ لَهُ في ثَناياها ابنُ فِقْرَةَ مَطْلعَا
أيَسْعى ابنُ مَسْعُودٍ وَتِلْكَ سَفاهةٌ ليُدرِكَ ما قد كانَ بالأمْسِ ضَيّعا
ليُدْرِكَ مَسْعاةَ الكِرَامِ، ولمَ يكُنْ ليُدْرِكَها حَتى يُكلِّمَ تُبّعا
كذَبتُمْ بَني سَلمى، لقد تكذِبُ المُنى وَتُرْدَى صَفاةُ الحَرْبِ حَتى تَصَدَّعا
فَإنّ لَنَا مَجْدَ الحياةِ، وَأنْتُمُ تَسُوقُونَ عَوْداً للرُّكُوبِ مُوَقَّعا
سَيَعْلَمُ قَوْمي أنّني بِمفَازَةٍ فَلاةٍ نَفَتْ عَنها الهَجِينَ فأرْتَعا
إذا طَلَبَتْها نَهْشَلٌ كانَ حَظُّها عَناءً وَجَهْداً، ثمّ تَنزِعُ ظُلَّعا
أبي غالِبٌ، وَالله سَمّاهُ غالِباً، وَكانَ جَديراً أنْ يَضُرّ وَيَنْفَعا
وَصَعْصَعَةُ الخَير الذي كانَ قَبْلَهُ، يُشَرِّفُ حَوْضاً في حَيا المَجد مُترَعا
وَجَدّي عِقالٌ مَن يكُنْ فاخِراً بِهِ على الناسِ يُرْفَعْ فَوْقَ من شاء مرْفَعا
وَعَمّي الذي اختارَتْ مَعَدٌّ حكُومَةً على الناسِ إذْ وَافَوْا عُكاظَ بها مَعا
هُوَ الأقْرعُ الخَيرُ الّذي كانَ يَبْتَني أواخيَ مَجْدٍ ثابِتٍ أنْ يُنزَّعا
فَيا أيّهَذا المُؤتلي لِيَنالَني، أبي كانَ خَيراً مِنْ أبِيكَ وَأرْفَعا
وَهذا أوَاني اليَوْمَ يا آلَ نَهْشَلٍ، رَدَيْتُ صَفاكُمْ مِنْ علٍ فَتَصدّعا
رَدَيْتُ بمِرْداةٍ بِما كانَ أوّلي رَداكمْ فَدَنّى سَعيُكمْ فتَضَعضَعا
-
جَزَى الله عنّي في الأمورِ مُجاشِعاً جَزَاءَ كريمٍ عالمٍ كيفَ يَصْنَعُ
فإنْ تَجْزِني مِنْهُمْ، فإنّكَ قادِرٌ، تَجُزُّ كَما شِئْتَ العِبادَ وَتَزْرَعُ
يُرِقّونَ عَظْمي ما اسْتَطاعُوا وَإنّما أشِيدُ لَهُمْ بُنْيانَ مَجْدٍ وَأرْفَعُ
وَكيْفَ بكُمْ إنْ تَظلمُوني وَتَشتكوا إذا أنا عاقَبْتُ امْرأً، وَهوَ أقْطَعُ
إذا انْفَقَأتْ مِنْكُمْ ضَوَاةٌ جَعَلْتُمُ عَلَيّ أذَاهَا، حرقها يَتَزَرّعُ
تَرَوْنَ لَكُمْ مَجْداً هِجائي وَإنّما هِجائي لمَنْ حانَ الذُّعافُ المُسَلَّعُ
وَإني لَيَنْهاني عَنِ الجَهْلِ فِيكُمُ، إذا كِدتُ، خَلاّتٌ من الحلمِ أرْبَعُ:
حَياءٌ وَبُقْيَا وَاتّقَاءٌ، وإنّني كَرِيمٌ فَأُعطي مَا أشاءُ وأمْنَعُ
وَإنْ أعْفُ أستَبقي حُلُومَ مُجاشعٍ، فإنّ العَصَا كانَتْ لذي الحلِم تُقرَعُ
ألمْ تُرْجِلُوني عَنْ جِيادي وَتَخلعَوا عِناني وَما مِثلي من القَوْمِ يُخْلَعُ
كَما كانَ يَلقى الزِّبْرِقانُ، ولَم يزَلْ يُعالِجُ مَوْلىً يَسْتَقِيمُ وَيَظْلَعُ
وَأني لأَجْرِي بَعدَما يَبْلُغُ المَدَى، وَأفقَأُ عَيْنَيْ ذي الذُّبابِ وَأجْدعُ
وَأكْوِي خَياشِيمَ الصُّداعِ، وَأبْتَغي مَجامَعَ داءِ الرّأسِ من حيثُ يَنقَعُ
وَإني لَيَنْميني إلى خَيرِ مَنْصِبٍ أبٌ كانَ أبّاءً يَضُرّ وَيَنْفَعُ
طَوِيلُ عِمادِ البَيْتِ تَبْني مُجاشِعٌ إلى بَيْتِهِ أطْنَابَها مَا تَنَزَّعُ
سَيَبْلُغُ عَني حاجَتي غَيرُ عَامِلٍ، بها من ذوِي الحاجاتِ فَيجٌ مُسَرِّعُ
عَصَائِبُ لمْ يَطْحَنْ كُدَيرٌ مَتاعَها يَمُرّ بها بَينَ الغَدِيرَيْنِ مَهْيَعُ
إلَيْهِ، وَإنْ كَانَتْ زبَالَةُ بَيْنَنَا وَذُو حَدَبٍ فيهِ القَرَاقِيرُ تَمزَعُ
يَمِيناً لَئِنْ أمْسَى كُدَيْرٌ يَلُومُني، لَقَدْ لُمْتُهُ لَوْماً سَيَبْقَى وَيَنْصَعُ
خَليلَيْ كُدَيْرِ أبْلغا، إنْ لَقيتُهُ طَبعتُ، وَأنى ليسَ مِثلُكَ يَطْبَعُ
أفي مائَةٍ أقْرَضْتَها ذا قَرَابَةٍ، عَلى كُلّ بابٍ، ماءُ عَينَيكَ يَدمَعُ
تَسِيلُ مآقِيكَ الصّدِيدَ تَلُومُني، وَأنْتَ امْرُؤٌ قَحْمُ العِذارَينِ أصْلعُ
فَدُونَكَها إنّي إخالُكَ لمْ تَزَلْ لَدُنْ خَرَجَتْ من بابِ بَيْتك تلمعُ
تُنادي وَتَدْعو الله فِيها، كَأنّمَا، رُزِئْتَ ابنَ أُمٍّ لمْ يكُنْ يَتَضَعضَعُ
مَتى تَأتِهِ مِني النّذِيرَةُ لا يَنَمْ، وَلكنْ يَخافُ الطّارِقاتِ ويَفْزَعُ
وَأيُّ امْرِىءٍ بَعْدَ النّذِيرَةِ قد رَأى طَلايِعَها مِني لَهُ العَينُ تَهْجَعُ
مِنَ النّاسِ إلاّ فاسدَ العَقل شارَكتْ بِهِ العَجْزَ حَوْلاً أُمُّهُ وَهوَ مُرْضَعُ
فلا يَقْذِفَنْكَ الحَينُ في نابِ حَيّةٍ عَصَا كُلَّ حَوّاءٍ بِهِ السّمُّ مُنْقَعُ
يَفِرّ رُقَاةُ القَوْمِ لا يَقْرَبُونَهُ، خَشاشُ حِبالٍ فاتِكُ اللّيلِ أقْرَعُ
مِنَ الصُّمّ إنْ تَعْلُكْكَ منه شكيمةٌ تَمُتْ أوْ تُفِقْ قد بادَ عَقلُكَ أجمعُ
تَرَى جَسَداً عَيْناكَ تَنْظُرُ ساكِناً، وَلَستَ ولَوْ ناداكَ لُقمانُ تَسْمَعُ
فَإيّاكَ! إني قَلّ ما أزْجُرُ أمْرأً سِوى مَرّةٍ، إني بِمَنْ حانَ مُولَعُ
فَذلكَ تَقْديمي إلَيْكَ، فإنْ تكُنْ شَقِيّاً تَردْ حَوْض الذي كنتُ أمنعُ
وَقَدْ شابَ صُدغاكَ اللّئيمانِ عاتِباً عَلَيْنا، وَفينا أُمُّكَ الغُولُ تَمْزَعُ
إلى حُجُرِ الأضْيافِ كلَّ عَشِيّةٍ، بذي حَلَقٍ تَمشي بِه تَتدَعْدعُ
فما زِلتُ عن سَعدٍ لَدُن أنْ هجَوْتُها أخُصّ، وَتَارَاتٍ أعُمّ فَأجْمَعُ
جُعِلْتُ على سَعْدٍ عَذاباً فأصْبَحَتْ تَلاعَنُ سَعْدٌ في عَذابي وَتُقْمَعُ
تَلاعُنَ أهْلِ النّارِ، إذْ يَرْكَبُونَها، وإذْ هيَ تَغشَى المُجْرِمِينَ وَتَسْفَعُ
ألمْ تَرَ سَعْداً أوْدَحَتْ إذْ دَكَكتُها كَمَا دَكّ آطَامَ اليَمَامَةِ تُبّعُ
كَأنّ بَني سَعْدٍ ضِبَاعُ قَصِيمَةٍ، تَفَرّعَها عَبْلُ الذّرَاعَينِ مِصْقَعُ
تُنَفِّسُ عَنْها بِالجُعُورِ وَتَتّقي بِأذْنَابِها زبَّ المَناخِرِ طُلَّعُ
-
إذا كُنْتَ مَلْهُوفاً أصَابَتكَ نَكبَةٌ فَنادِ، وَلا تَعْدِلْ، بِآلِ ذِرَاعِ
سِرَاعٌ إلى المعرُوفِ وَالخَيرِ وَالنّدى وَلَيْسُوا إلى داعي الخَنَا بِسِرَاعِ
كَسَوْتُ قَتودَ الرّحلِ من بعد ناقَتي بِأحْمَرَ مَحْبُوكِ الضّلُوعِ رَبَاعِ
فَما حَسَبٌ منْ نَهْشَلٍ تَشهَدونَهُ، إذا صَارَ في أيْدِيهِمُ، بِمُضَاعِ
-
لَئِنْ صَبَرَ الحَجّاجُ ما مِنْ مُصِيبَةٍ تَكُونُ لِمَرْزُوءٍ أجَلَّ وَأوْجَعا
مِنَ المُصْطَفى وَالمُصْطفى من ثِقاتِه، خَليلَيْهِ إذ بَانَا جَميعاً فَوَدَّعا
وَلَوْ رُزِئَتْ مِثْلَيْهِما هَضْبَةُ الحمى لأصْبحَ ما دارَتْ من الأرْضِ بلْقَعا
جَناحَا عَتِيقٍ فَارَقَاهُ كِلاهُما، وَلَوْ كُسِرَا مِنْ غَيْرِهِ لتَضَعْضَعا
وَكَانَا وَكانَ المَوْتُ للنّاسِ نُهَيةً، سِناناً وَسَيْفاً يَقْطُرُ السّمَّ مُنْقَعَا
فَلا يَوْمَ إلاّ يَوْمُ مَوْتِ خَلِيفَةٍ عَلى النّاسِ من يَوْمَيْهِما كان أفجعَا
وَفَضْلاهُما مِمّا يُعَدّ كِلاهُما على الناسِ مِنْ يَوْمَيهِما كان أوْسَعا
فَلا صَبْرَ إلاّ دُونَ صَبْرٍ على الذي رُزِئْتَ عَلى يَوْم من البأسِ أشْنَعا
على ابنِكَ وَابنِ الأمّ، إذْ أدرَكَتهما المَنايا، وَقَدْ أفْنَينَ عَاداً وَتُبّعا
ولَوْ أنّ يَوْمَي جُمْعَتَيْهِ تَتَابَعَا عَلى جَبَلٍ أمْسَى حُطاماً مُصَرَّعا
وَلَمْ يكُنِ الحَجّاجُ إلاّ عَلى الّذِي هُوَ الدّينُ أوْ فَقْدِ الإمامِ ليَجْزَعا
وَمَا رَاعَ مَنْعِيّاً لَهُ من أخٍ لَهُ، ولا ابنٍ مِنَ الأقوَامِ مِثلاهُما مَعا
فَإنْ يَكُ أمْسَى فارَقَتْهُ نَوَاهُما، فكلُّ امرِىءٍ من غُصّةٍ قَدْ تَجَرّعا
فَلَيْتَ البَرِيدَينِ اللَّذَينِ تَتَابَعَا بِما أخْبَرَا ذاقَا الذُّعافَ المُسَلَّعا
ألا سَلَتَ الله ابنَ سَلْتى كَمَا نَعَى رَبِيعاً تَجَلّى غَيْمُهُ، حِينَ أقلَعا
فلا رُزْءَ إلاّ الدّينَ أعْظَمُ مِنهُما غَداةَ دَعَا ناعِيِهما، ثمّ أسْمَعا
عَلانِيَةً أنّ السِّماكَينِ فَارَقَا مَكانَيْهِما وَالصُّمَّ أصْبَحْنَ خُشّعا
عَلى خَيْرِ مَنْعِيّينِ، إلاّ خَلِيفَةً، وَأولاهُ بالمَجدِ الّذي كانَ أرْفَعا
سَمِيَّيْ رَسُولِ الله سَمّاهُما بِهِ أبٌ لمْ يكُنْ عندَ المُصِيباتِ أخْضَعا
أبٌ كان للحَجّاجِ لمْ يُرَ مِثْلُهُ أباً، كان أبْنَى للمَعالي وَأنْفَعا
وَقائِلَةٍ لَيْتَ القِيامَةَ أُرْسِلَتْ عَلَينا ولمْ يُجرُوا البَرِيدَ المُقَزَّعا
ألَيْنَا بِمَخْتُومٍ عَلَيْها مُؤجَّلاً ليُبْلِغَناها، عاشَ في الناسِ أجدَعا
نَعَى فَتَيَيْنَا للطِّعانِ وَللقِرَى، وَعَدْلَينِ كانَا للحُكومَة مَقْنعَا
خِيارَينِ كَانَا يَمْنَعانِ ذِمَارَنَا، وَمَعقِلَ من يَبكي إذا الرَّوْعُ أفْزَعا
فَعَيْنَيّ ما المَوْتَى سَوَاءً بُكَاهُمُ، فَالبدّمِ، إنْ أنْزَفْتُما المَاء، فادْمَعا
وَما لَكُما لا تَبْكِيانِ، وقَدْ بكَى مِنَ الحَزَنِ الهَضْبُ الذي قد تَقَلّعا
مَآتِمُ لابْنيْ يُوسُفٍ تَلْتَقي لهَا نَوَائِحُ تَنْعَى وَارِيَ الزَّنْدِ أرْوَعا
نَعَتْ خَيرَ شُبّانِ الرّجالِ وَخَيرَهمْ بهِ الشَّيبُ مِنْ أكْنَافِهِ قَدْ تَلَفّعا
أخاً كانَ أجْزَى أيْسَرَ الأرْضِ كلِّها وَأجْزَى ابْنُهُ أمْرَ العِرَاقَينِ أجمَعا
وَقَدْ رَاعَ للحجّاجِ ناعِيهِما معاً، صَبُوراً عَلى المَيْتِ الكَرِيمِ مُفَجَّعا
وَيَوْمٍ تُرَى جَوْزَاؤهُ مِنْ ظَلامِهِ ترَى طَيْرَهُ قَبْلَ الوَقِيعَةِ وَقَّعا
ليَنْظُرْنَ ما تَقضِي الأسِنّةُ بَيْنَهمْ، وَكُلُّ حُسامٍ غِمدُهُ قَد تَسَعْسَعا
جَعَلْتَ لعافِيها بِكُلّ كَرِيهَةٍ جُمُوعاً إلى القَتْلى مَعافاً وَمَشْبَعا
وَحَائِمَةٍ فَوْقَ الرّماحِ نُسُورُها، صَرَعْتَ لعافِيها الكَمِيّ المُقَنَّعا
بهِنْدِيّةٍ بِيضٍ، إذا مَا تَناوَلَتْ مكانَ الصّدى من رَأس عاصٍ تجَعجعا
وَقد كنتَ ضَرّاباً بها يا ابنَ يوسُفٍ جَماجِمَ مَنْ عادَى الإمامَ وَشَيّعا
جَماجِمَ قَوْمٍ ناكِثِينَ جَرَى بِهمْ إلى الغَيّ إبْلِيسُ النِّفاقِ وَأوْضَعا
-
تَضَعْضَعَ طَوْدَا وَائِلٍ بَعْدَ مَالِكٍ وَأصْبَحَ مِنْهَا مِعطَسُ العزّ أجْدَعا
فَأينَ أبُو غَسّانَ للجَارِ وَالقِرَى، وَللحَرْبِ إنْ هُزّ القَنَا فَتَزَعْزَعا
لَقَدْ بانَ لمْ يُسبَقْ بوِتْرٍ، وَلمْ يَدَعْ إلى الغَرَضِ الأقصَى من المَجدِ منزَعا
-
وَلَمّا رَأيْتُ النّفْس صَارَ نَجِيُّها إلى عازِماتٍ مِنْ وَرَاءِ ضُلُوعي
أبَتْ نَاقَتي إلاّ زِيَاداً وَرَغْبَتي، وَما الجُودُ مِنْ أخْلاقِهِ بِبَدِيعِ
فَتىً غَيرُ مِفْرَاحٍ بِدُنْيَا يُصِيبُها، وَمِنْ نَكَباتِ الدّهْرِ غَيرُ جَزُوعِ
ولمْ أكُ أوْ تَلْقَى زِياداً مَطِيّتي لأكْحَلَ عَيْنَي صَاحِبي بِهجُوعِ
ألا لَيْتَ عَبْدِيَّيْنِ يَجْتَزرَانها، إذا بَلّغَتْني نَاقَتي ابنَ رَبِيعِ
زِياداً، وَإنْ تَبْلُغْ زِياداً فَقَدْ أتَتْ فَتىً لِبِنَاءِ المَجْدِ غَيْرَ مُضِيعِ
نَمَاهُ بَنُو الدّيّانِ في مُشْمَخرّةٍ، إلى حَسَبٍ عِنْدَ السّمَاءِ رَفِيعِ
وَكانَ خَليلي قَبْلَ سُلْطانِ ما رَمَى إلَيْهِ، فَما أدْرِي بِأيّ صَنِيعِ
لَنَا يَقْضِينّ الله، وَالله قادِرٌ عَلى كلّ مَالٍ صَامِتٍ وَزُرُوعِ
وَلَوْلا رَجائي فَضْلَ كفّيكَ لم تَعدْ إلى هَجَرٍ أنْضَاؤنَا لرُجُوعِ
أمِيرٌ، وَذو قُرْبَى، وَكِلْتَاهُما لنا إلَيْهِ مَعَ الدّيّانِ خَيْرُ شَفِيعِ
وَكَانَ بَنُو الدّيَّانِ زَيْناً لِقَوْمِهِمْ وَأرْكَانَ طَودٍ بِالأرَاكِ مَنِيعِ
وَكانَ خدِيجٌ وَالنّجاشِيُّ مِنْهُمُ، ذَوَيْ طِعْمَةٍ في المَجدِ ذاتِ دَسيعِ
هِما طَلَبَا شَعْرانَ حَتى حَبَاهُما بعَضْبٍ وَألْفٍ في الصِّرَارِ جميعِ
-
لَوْ أعْلَمُ الأيّامَ رَاجِعَةً لَنَا، بكَيتُ على أهْلِ القِرَى من مُجاشِعِ
بَكَيتُ على القَوْمِ الّذينَ هَوَتْ بهِمْ دَعَائمُ مَجْدٍ كانَ ضَخمَ الدّسائِعِ
إذا ما بكى العَجْعاجُ هَيّجَ عَبْرَةً لعَيْنَي حَزِينٍ شَجْوُهُ غَيرُ رَاجعِ
فإنْ أبْكِ قَوْمي، يا نَوَارُ، فإنّني أرَى مَسْجِدَيهِمْ مِنهمُ كالبَلاقِعِ
خَلاءَينِ بَعدَ الحِلْمِ وَالجَهلِ فيهما وَبَعْدَ عُبابيِّ النّدَى المُتَدافِعِ
فأصْبَحْتُ قَدْ كادَتْ بُيوتي يَنالُها بحَيْثُ انتَهَى سَيلُ التِّلاعِ الدّوَافعِ
على أنّ فِينَا مِنْ بَقَايا كُهُولِنَا أُسَاةَ الثّأى وَالمُفظِعاتِ الصّوَادعِ
كَأنّ الرّدُيْنِيّاتِ، كانَ بُرُودُهُم عَلَيْهِنّ في أيْدٍ طِوَالِ الأشَاجِعِ
إذا قلتُ: هذا آخرُ اللّيلِ قَد مَضَى، تَرَدّدَ مُسْوَدٌّ بَهِيمُ الأكارِعِ
وَكَائِنْ تَرَكْنَا بِالخُرَيْبَةِ من فَتىً كَرِيمٍ وَسَيْفٍ للضّرِيبَةِ قاطِعِ
وَمِنْ جَفْنَةٍ كانَ اليَتامَى عِيالَها، وَسَابِغَةٍ تَغْشَى بَنانَ الأصَابِعِ
وَمِنْ مُهْرَةٍ شَوْهَاءَ أوْدَى عِنانُها وَقَد كانَ مَحفوظاً لها غَيرَ ضَائِعِ
-
نِعْمَ الفَتى خَلَفٌ، إذا ما أعْصَفَتْ رِيحُ الشّتاءِ مِنَ الشَّمال الحَرْجَفِ
جَمَعَ الشِّوَاءَ مَعَ القَدِيدِ لضَيْفِهِ، كَرَماً وَيَثْني بالسُّلافِ القَرْقَفِ
مِنْ عَاقِرٍ كدمِ الرُّعَافِ مُدامَةٍ، صَهْبَاء، أشْبَهها دِمَاءُ الرُّعّفِ
لله دَرُّكَ حِينَ يَشْتَدّ الوَغَى، وَلَنِعْم دَاعي الصّارِخِينَ الهُتّفِ
أنْتَ المُرَجَى للعَشِيرَةِ كُلِّهَا، في المَحْلِ أوْ صَكِّ الجُموعِ الزُّحّفِ
-
وَحَرْفٍ كجَفنِ السّيْفِ أدرَكَ نِقيَها وَرَاءَ الذي يُخشَى وَجيِفُ التّنائِفِ
قَصَدْتَ بها للغَوْرِ حَتى أنَخْتَها إلى منكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ
تَزِلُّ جُلُوسُ الرّحْلِ عن مُتماحِلٍ من الصُّلبِ دامٍ من عَضِيضِ الظلائِفِ
وكَمْ خَبطَتْ نَعلاً بخُفٍّ وَمَنْسِمٍ تُدَهْدي بهِ صُمّ الجلاميدِ رَاعِفِ
فَلَوْلا تَراخَيهنّ بي، بَعدَما دَنَتْ بِكَفِّيَ أسْبَابُ المَنَايا الدّوَالِفِ
لَكُنْتُ كَظَبْيٍ أدْرَكَتْهُ حِبَالَةٌ وَقَد كانَ يخشَى الظبيّ إحدى الكَفائِفِ
أرَى الله قَد أعطى ابنَ عاتكَة الذي لَهُ الدِّينُ أمسَى مُستَقيمَ السّوالِفِ
تُقَى الله والحُكمَ الذي لَيسَ مثلُهُ ورَأفَة مَهدِيٍّ على النّاسِ عاطِفِ
وَلا جارَ بعْدَ الله خَيرٌ مِن الّذِي وَضَعْتُ إلى أبْوَابِهِ رَحْل خائِفِ
إلى خَيْرِ جَارٍ مُسْتَجارٍ بحَبْلِهِ، وَأوْفَاهُ حَبْلاً للطّرِيدِ المُشَارِفِ
عَلى هُوّةِ المَوْتِ التي إنْ تَقاذَفَتْ بِهِ قَذَفَتْهُ في بَعِيدِ النّفانِفِ
فَلابَأس أنّي قَدْ أخَذْتُ بعُرْوَةٍ هيَ العُرْوَةُ الوُثقَى لخَيرِ الحَلائِفِ
أتَى دُونَ ما أخشَى بكَفِّيَ مِنهُما حَيا النّاسِ وَالأقْدارُ ذاتُ المَتالِفِ
فَطامَنَ نَفْسِي بَعْدَما نَشَزَتْ بِهِ ليَخْرُجَ تَنْزَاءُ القُلُوبِ الرّوَاجِفِ
وَرَدّ الّذي كادُوا وَما أزمَعُوا لَهُ عَليّ وما قَدْ نَمّقُوا في الصّحائِفِ
لَدَى مَلِكٍ وابنِ المُلُوكِ، كَأنّهُ تَمَامُ بُدُورٍ ضَوْءُهُ غَيرُ كَاسِفِ
أبُوهُ أبُو العاصِي وَحَرْبٌ تَلاقَيا إلَيْهِ بِمَجْدِ الأكْرَمِينَ الغَطارِفِ
هُمُ مَنَعُوني مِنْ زِيادٍ وَغَيْرِهِ، بِأيْدٍ طِوَالٍ أمّنَتْ كُلَّ خَائِفِ
وكمْ من يَدٍ عندي لكُمْ كان فَضْلُها عَليّ لكُمْ يا آلَ مَرْوَانَ ضَاعِفِ
فمِنهُنّ أنْ قَدْ كُنتُ مِثْلَ حَمامةٍ حَرَاماً، وكم من نابِ غَضْبَانَ صَارِفِ
رَدَدْتُ عَلَيْهِ الغَيظَ تحتَ ضُلُوعِهِ فأصْبَحَ مِنهُ المَوْتُ تحتَ الشّرَاسِفِ
-
لَقَدْ كُنتُ أحْياناً صَبُوراً فَهاجَني مَشاعِفُ بالدّيرَينِ رُجْحُ الرّوادِفِ
نَواعِمُ لمْ يَدْرِينَ ما أهْلُ صِرْمَةٍ عِجافغ وَلمْ يَتبَعنَ أحمالَ قائِفِ
وَلَمْ يَدّلِجْ لَيْلاً بِهنّ مُعَزِّبٌ شَقيٌّ وَلمْ يَسمَعن صَوتَ العَوَازِفِ
إذا رُحْنَ في الدّيباجِ، والخَزُّ فَوْقَهُ، مَعاً، مثل أبكارِ الهِجانِ العَلائِفِ
إلى مَلْعَبٍ خَالٍ لَهُنّ بَلَغْنَهُ بدَلِّ الغَوَاني المُكرَماتِ العَفائِفِ
يُنازَعْنَ مَكنُونَ الحَديِثِ كأنّما يُنازعْن مِسكاً بالأكُفّ الدّوَائِفِ
وَقُلْنَ للَيْلى: حَدّثِينا، فَلَمْ تكدْ تَقُولُ بِأدْنَى صَوْتِها المُتَهانِفِ
رَوَاعِفُ بِالجادِيّ كُلَّ عَشِيّةٍ، إذا سُفْنَهُ سَوْفَ الهِجانِ الرّوَاشِفِ
بَناتُ نَعِيمٍ زانَها العيشُ والغِنى يَمِلنَ إذا ما قُمنَ مثلَ الأحاقِفِ
تَبَيّنْ خَليلي هَلْ تعرَى من ظَعائِنٍ لِمَيّةً أمْثالِ النّخِيلِ المَخارِفِ
تَواضَعُ حَت يَأتي الآلُ دُونَها مِراراً وَتَزْهاها الضّحى بالأصَالِفِ
إذا عَرَضَتْ مَرّتْ على الُّلجّ جَارِياً، تَخالُ بها مَرَّ السّفِينِ النّوَاصِفِ
يَجُورُ بهَا المَلاّحُ ثُمّ يُقيِمُها، وَتَحْفِزُها أيْدي الرّجالِ الجَوَاذِفِ
إليكَ ابن خيرِ الناسِ حمّلتُ حاجَتي عَلى ضُمّرٍ كُلّفن عَرْضَ السّنائِفِ
بَناتِ المَهاري الصُّهْبِ كلِّ نَجيبَةٍ جُمَالِيّةٍ تَبْرِي لأعْيَسَ رَاجِفْ
يَظَلّ الحَصى مِنْ وَقْعِهِنّ كأنّما تَرَامى به أيدي الأكُفّ الحَوَاذِفِ
إذا رَكِبَتْ دَوّيّةً مُدْلَهِمّةً، وَصَوّتَ حاديِهَا لَها بِالصّفاصِفِ
تَغالَيْنَ كالجِنّانِ حَتى تَنُوطهُ سُرَاها وَمَشْيُ الرّاسِمِ المُتَقاذِفِ
عِتاقٌ تَغٍشّتْها السُّرَى، كُلَّ لَيلَةٍ، وَرُكْبانُها كالمَهْمَهِ المُتَجانِفِ
كأنّ عَصِيرَ الزّيْتِ مِمّا تَكَلّفَتْ تَحَلّبَ مِنْ أعْناقِها وَالسّوَالِفِ
عَوَامِدُ للعَبّاسِ لمْ تَرْضَ دُونَهُ بقَوْمٍ وَإنْ كانُوا حِسانَ المطارِفِ
لتَسْمَعَ مِنْ قَوْلي ثَناءً وَمَدْحَةً، وَتَحَمِلَ قَوْلي يا ابنَ خَيرِ الخَلائِفِ
وَكمْ من كَرِيمٍ يَشتكي ضَعْفَ عظمه أقَمْتَ لَهُ ما يَشتَكي بالسّقائِفِ
وآَمَنْتَهُ مِمّا يَخافُ، إذا أوَى إلَيْكَ، فَأمْسَى آمِناً غَيرَ خائِفِ
وأنْتَ غِياثُ المُمحِلِينَ إذا شَتَوْا، وَنُورُ هِدىً يا ابنَ المُلُوكِ الغطارِفِ
ثَنائي على العَبّاسِ أكْرَمِ من مشَى إذا رَكِبُوا ثمّ التَقَوْا بِالمَوَاقِفِ
تَراهُمْ، إذا لاقاهِمُ يَوْمَ مَشْهَدٍ، يَغُضّونَ أطرَافَ العُيُونِ الطّوَارِفِ
وَلَوْ ناهَزُوهُ المَجْد أرْبَى عَلَيْهِمُ بِخَيْرِ سُقَاةٍ، تَعلَمونَ، وَغارِفِ
وَتَعْلُو بُحُورَ العالمِينَ بحُورُهُمْ، بِفِعْلٍ عَلى فِعْلِ البَرِيّةِ ضَاعِفِ
ومَا وَلَدَتْ أُنْثَى مِنَ النّاسِ مِثْلَهُ، وَلا لعفّهُ أظْآرُهُ في اللّفائِفِ
وَلمّا دَعا الدّاعُونَ وانْشَقّتِ العَصَا، وَلمْ تَخْبُ نِيرَانُ العَدُوّ المُقاذِفِ
فَزَعْنا إلى العَبّاسِ مِنْ خَوْفِ فِتَنةٍ وَأنْيَابِها المُسْتَقْدِماتِ الصّوَارِفِ
وَكَمْ مِنْ عَوانٍ فَيْلَق قَدْ أبرْتَها بأُخْرَى إلَيها بالخَميسِ المُرَاجِفِ
فَقَدْ أوْقَعَ العبّاسُ إذْ صَارَ وَقَعةً نهَتْ كُلّ ذي ضِغْنٍ وَداءٍ مُقارِفِ
وَأغَنَيتَ مَن لمْ يَغنَ من أبطإ السُّرَى، وَقَوّمْتَ دَرْءَ الأزْوَرِ المُتَجانِفِ
وَأنتَ الّذي يُخْشَى وَيُرْمى بك العدى إذا أحْجَمَتْ خَيلُ الجيادِ المَخالِفِ
سَمَوْتَ فلمْ تَترُكْ على الأرْضِ ناكثاً، وَآمَنْتَ مِنْ إحيائِنا كُلَّ خائِفِ
أبَرْتَ زُحُوفَ المُلْحِدِينَ وَكِدتَهم بمُسْتَنصِرٍ يَتْلُو كِتابَ المَصَاحِفِ
تَأخّرَ أقْوَامٌ، وَأسْرَعْتَ للّتي تُغَلّلُ نُشّابَ الكَميّ المُزَاحِفِ
وَأنْتَ إلى الأعْدَاءِ أوّلُ فَارِسٍ هُناكَ، وَوَقّافٌ كَرِيمُ المَوَاقِفِ
بِضَرْبٍ يُزيلُ الهَامَ عَنْ مُستَقَرّهِ، وَطَعْنٍ بِأطْرَافِ الرّماحِ الجَوَائِفِ
سَبَقتَ بأهْلِ الكوفةِ المَوْتَ بَعدَما أُرِيدَ بإحدى المُهلِكاتِ الجَوَالِفِ
فَلمْ يُغنِ مَن في القصرِ شيئاً وَصَيّحوا إلَيكَ بأصْوَاتِ النّساءِ الهَوَاتِفِ
أخُو الحَرْبِ يَمْشِي طاوِياً ثمّ يَقتدي مُدِلاًّ بِفُرْسَانِ الجيِادِ المَتَالِفِ
يُغادِرْنَ صَرْعَى مِنْ صَناديدَ بَينَها بِسُورَاءَ في إجْرَائِها وَالمَزَاحِفِ
وَما طَعِمَتْ مِنْ مَشَرَبٍ مُذ سقيَتها بِتَدْمُرَ إلاّ مَرّةً بِالشّفَائِفِ
مِنَ الشّأمِ حتى باشَرَتْ أهْلَ بابلٍ وَأكْذَبْتَ مِمّا مّعُوا كلَّ عائِفِ
وَقَدْ أبْطَأ الأشْيَاعُ حَتى كَأنّما يُساقُونَ سَوْقَ المُثْقَلاتِ الزّوَاحِفِ
لَعَمرِي! لقد أسرَيتَ لا لَيل عاجزٍ وَما نمتَ فيمَنْ نامَ تحتَ القَطائِفِ
فَجاءوا وَقَدْ أطفَأتَ نِيرَانَ فِتْنَةٍ، وَسكّنتَ رَوْعاتِ القُلُوبِ الرّوَاجِفِ
-
مَضَتْ سَنَةٌ لَمْ تُبْقِ مالاً، وَإنّنَا لَنَنْهَضُ في عامٍ من المَحِل رَادِفِ
فَقُلتُ: أبانُ بنُ الوَليدِ هُوَ الّذِي يُجِيرُ مِنَ الأحْداثِ نِضْوَ المَتالِفِ
فَتىً لمْ تَزَلْ كَفّاهُ في طَلَبِ العُلى تَفِيضَانِ سَحّاً مِنْ تَليدٍ وَطارِفِ
لَعَمْرُكَ ما أصْبَحْتُ أنْثُو عَزِيمَتي وَلا مُخْدِرٌ بَينَ الأمورِ الضّعائِفِ
-
قَدْ نالَ بِشْرٌ مُنْيَةَ النّفْسِ إذْ غدا بِعبدَةَ مَنهاةِ المُنى ابنُ شَغافِ
فيَا لَيْتَهُ لاقَى شَيَاطِينَ مُحْرِزٍ، وَمِثْلَهُمُ مِنْ نَهْشَلٍ وَمَنَافِ
بحيثُ انحنى أنْفُ الصّليبِ وَأعرَضَتْ مَخارِمُ تَحتَ اللّيْلِ ذاتُ نِجافِ
-
ألَمْ يَأتِ بالشّأمِ الخَليفَةَ أنّنَا ضَربْنا لَهُ مَنْ كانَ عَنْهُ يُخالِفُ
صَناديدَ أهْدَيْنا إلَيْه رُؤوسَهُمْ، وَقد باشَرتْ منها السيوفُ الخذارِفُ
وَعِنْدَ أبي بِشْرِ بن أحْوَزَ مِنْهُمُ عَلى جِيَفِ القَتْلى نُسُورٌ عَوَاكِفُ
فإنْ تَنْسَ ما تُبْلي قُرَيْشٌ، فإنّنَا نُجالِدُ عَنْ أحْسابِها، وَنُقاذِفُ
شَدَائِدَ أيّامٍ بِنَا يَتّقُونَها، كأنّ شُعاعَ الشّمسِ فيهنّ كاسِفُ
وَما انكَشَفَتْ خَيلٌ ببابلَ تَتّقي رَدَى المَوْتِ إلاّ مِسْوَرُ الخَيلِ وَاقِفُ
شَوَازِبُ قَدْ كانَتْ دِمَاءُ نحُورِها نِعالاً لأيْديها، وَهُنّ كَوَاتِفُ
بِمُعْتَرَكٍ لا تَنْجَلي غَمَرَاتُهُ عَنِ القَوْمَ إلاّ وَالرّمَاحُ رَوَاعِفُ
نَوَاقِلُ من جُرْدٍ عَوَابِسُ في الوَغَى، وَكُلُّ صَرِيعٍ خَرّقَتْهُ الجَوَائِفُ
عَذيرُكَ ذو شَغْبٍ إذا أنْتَ لمْ تُطَعْ، وَسَهْلٌ إذا طُوّعْتَ للحَقّ عارِفُ
تَجُودُ بنَفْسٍ لا يُجَادُ بِمِثْلِهَا حِفاظاً وَإنْ خِيفَتْ عَلَيكَ المَتالِفُ
فأنْتَ الفَتى المَعُروفُ وَالفارِسُ الذي بهِ، بَعْدَ عَبّادٍ، تُجَلّى المَخاوِفُ
وَتَقْلِصُ بالسّيفِ الطّويلِ نِجادُهُ، وَفي الرَّوْعِ لا شَخْتٌ وَلا مُتآزِفُ
أغَرُّ عَظيمُ المَنْكِبَينِ سَمَا بِهِ إلى كَرَمِ المَجْدِ الكِرَامُ الغَطارِفُ
فَوَارِسُ مِنهُمْ مِسْوَرٌ لا رِماحُهُمْ قِصَارٌ وَلا سُودُ الوُجُوهِ مَقَارِفُ
إذا شَهِدُوا يَوْمَ اللّقَاءِ تَضَمّنُوا مِنَ الطّعْنِ أيّاماً لَهُنّ مَتَالِفُ
-
أنْتَ الّذي عَنّا، بِلالُ، دَفَعْتَهُ وَنَحْنُ نَخافُ مُهلِكاتِ المَتالِفِ
أخَذْنَا بحَبْلٍ ما نَخافُ انْقِطاعَهُ إلى مُشرِفٍ أركانُهُ، مُتقاذِفِ
وَلم تَرَ مثلَ الأشْعَريِّ، إذا رَمى بحَبْلٍ إلى الكَفَّينِ، جاراً لِخَائِفِ
هُوَ المانعُ الجيرانِ وَالمُعجِلُ القِرَى، وَيَحْفَظُ للإسلام ما في المَصَاحِفِ
أرَى إبِلي مِمّا تَحِنّ خِيَارُها، إذا عَلِقَتْ أقْرَانُهَا بِالسّوالِفِ
بِها يُحقَنُ التّامُورُ إنْ كَانَ وَاجباً وَيَرْقَأُ تَوْكافُ العُيُونِ الذّوَارِفِ
وَإنّا دَعَوْنا الله، إذْ نَزَلَتْ بِنَا مُجَلِّلَةً إحْدَى اللّيَالي الخَوَائِفِ
فَسَلّ بِلالٌ دُونَنَا السّيْفَ للقِرَى عَلى عُبُطِ الكُومِ الجِلادِ العَلايِفِ
رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِ، وَبالسّيْفِ خَلاّتِ الكِرَامِ الغَطارِفِ
ثَنَتْ مُضْمَراتٌ مِنْ بِلالٍ قُلوبَنا، إلى مُنْكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ
-
لمّا أُجِيلَتْ سِهامُ القَوْمِ فاقتَسَمُوا صَارَ المُغِيرَةُ في بيْتِ الخَفَافِيشِ
في مَنْزلٍ ما لَهُ في سُفْلِهِ سَعَةٌ، وَإنْ تعرَقّى بصُعْدٍ غَيرِ مَفْرُوشِ
إلاّ على رَأسِ جِذْعٍ باتَ يَنْقُرُهُ جِرْذانُ سَوْءٍ وَفَرْخٌ غَيرُ ذي رِيشٍ
-
إذا باهِليٌّ تَحْتهُ حَنْظَلِيّةٌ لَهُ وَلَدٌ مِنْها فذاكَ المُذَرَّعُ
ذِرَاعٌ بها لئمٌ وَأُخْرَى كرِيمَةٌ، وَما يَصْنَعُ الأقْوَامُ فالله أصْنَعُ
غُلامٌ أتاهُ اللّؤمُ من شَطرِ عَمّهِ، لَهُ مِسْمَعٌ وَافٍ، وَآخَرُ أجدعُ
-
هلالَ بنَ هَمّامٍ فَخَلّوا سَبِيلَهُ،هلالَ بنَ هَمّامٍ فَخَلّوا سَبِيلَهُ، فَتىً لمْ يَزلْ يَبْني العُلى مُذْ تَيَفّعا
فَتىً مِحْرَبِيّاً مَا تَزَالُ يَمِينُهُ تُدافَعُ ضَيْماً، أوْ تَجودُ فتَنْفَعا
-
يا وَيحَ صِبْيَتيَ الّذِينَ تَرَكْتُهُمْ، لا يُنْضجُونَ مِنَ الهُزالِ كُرَاعَا
قَدْ كانَ فيّ لَوَ انّ دَهْراً رَدّني لِبَنيَّ، حَتى يَكْبَرُوا، لمَتَاعَا
-
مَنْ يأتِ عَوّاماً وَيَشْرَبْ عِنْدَهُ يَدَعِ الصّيامَ وَلا تُصَلّى الأرْبَعُ
وَيَبِيتُ في حَرَجٍ، وَيُصْبِحُ هَمُّهُ بَرْدَ الشّرَابِ، وَتَارَةً يَتَهَوّعُ
وَلَقَدْ مَررْتُ بِبابِهِمْ، فَرَأيْتُهُمْ صَرْعَى... قَائِماً يَتَتَعْتَعُ
فَذَكَرْتُ أهْلَ النّارِ حينَ رَأيْتُهُمْ، وَحَمِدْتُ خائِفَنا عَلى ما يَصْنعُ
-
وَلائمَتي يَوْماً عَلى ما أتَتْ بِهِ صُرُوفُ اللّيالي وَالخُطوبُ القَوَارِعُ
فَقُلتُ لهَا: فِيئي إلَيْكِ، وَأقصِري، فأوْمُ الفَتى سَيْفٌ بوَصْلَيْهِ قاطِعُ
تَلُومُ عَلى أنْ صَبّحَ الذّئْبُ ضَأنَها فألْوَى بِحْبْشٍ وَهْوَ في الرّعي رَاتعُ
وَقَدْ مرّ حَوْلٌ بَعْدَ حَوْلٍ وَأشهُرٌ عَلَيْهِ بِبُؤسٍ وَهوَ ظمآنُ جَائِعُ
فَلَمّا رَأى الإقْدامَ حَزْماً، وَأنّهُ أخُو المَوْتِ مَن سُدّتْ عليه المَطالعُ
أغَارَ عَلى خَوْفٍ وَصَادَفَ غِرّةً، فَلاقَى التي كانَتْ عَليها المطامِعُ
وَما كُنتُ مِضْياعاً وَلَكِنّ هِمّتي سِوى الرَّعْيِ مَفطوماً وَإذْ أنا يافِعُ
أبِيتُ أسُومُ النّفْسَ كُلَّ عَظِيمَةٍ إذا وَطُؤتْ بالمُكْثِرِينَ المَضَاجِعُ
-
لكلّ امرِىءٍ نَفسانِ: نَفسٌ كرِيمَةٌ، وَأخْرَى يُعاصِيها الفتى أوْ يُطِيعُها
وَنَفْسُكَ من نَفْسَيكَ تَشفعُ للنّدى إذا قَلّ منْ أحْرَارهِنّ شَفِيعُها
-
إلَيكَ ابنَ سَيّارٍ فتى الجُودِ وَاعَسَتْ بنا البيدَ أعضَادُ المَهارِي الشّعاشعِ
كَمِ اجتَبْنَ من لَيلٍ يطأنَ خدودَه إلَيكَ، وَنَشْرٍ بالضّحَى مُتَخاشعِ
إذا انْقادَ بالمَوْماةِ سامَينَ خَطْمَهُ بِمَائِرَةِ الآباطِ خُوصِ المَدامِعِ
فَلَمّا شكَتْ عضّ الرِّحالِ ظهورُها إلى خِنْدِفيّ الجُودِ، للضّيمِ دافِعِ
أنَخْنا بها صُهْبَ المَهاري، فجُرّدتْ من المَيسِ تجرِيدَ السّيوفِ القَوَاطعِ
وَأنْتَ امْرُؤٌ تَحمي ذِمارَ عَشِيرةٍ كِرَامٍ بجَزْلٍ مِنْ عَطائِكَ نافِعِ
جَسِيمُ محَلِّ البَيْتِ ضَمّنَكَ القِرَى أبُوكَ وَأحداثُ الأمورِ الجَوَامِعِ
لِبَيْتِكَ، مِن أفناءِ خِندِفَ كلِّها، عَرَانِينُ لَيسَتْ بالوَشيطِ التّوَابِعِ
وَكُلُّ جَسُورٍ بالمِئينَ وَمُطْعِمٍ، إذا اغْبَرّ آفَاقُ الرّياحِ الزّعَازِعِ
فَكَمْ لكَ يا نَصرَ بنَ سَيّارَ من أبٍ أغَرَّ، إذا التَفّتْ نَوَاصي المَجامِعِ
كُهُولٌ وَشُبّانٌ مَساعِيرُ في الوَغَى، لَهُمْ بِالقَنَا أيْدٍ طِوَالُ الأشاجِعِ
إذا جَرّدُوا أسْيافَهُمْ لِكَتِيبَةٍ لمَعْنَ، وَميضَ العارِضِ المُتَدافِعِ
وَأنْتَ ابنُ أشْيَاخٍ إذا نضَبَ الثّرَى مِنَ المَحْلِ كانوا كاللّيُوثِ الروَابعِ
هُمُ الضّامِنُونَ المَالَ للجارِ وَالقِرَى من الأرْض إذ خيفتْ جدوبُ المَوَاقعِ
وَلمّا رَأيتُ الجُودَ تَجرِي جِيادُهُ إلى خَطَرٍ يُفْلى بِهِ كُلُّ مَائِعِ
مَدْحتُ جَوَاداً بَينَ سَيّارَ بَيْتُهُ، وَبَينَ حُصَينٍ بِالرّوَابي الفَوَارِعِ
أنْصْرَ بنَ سَيّارٍ بكَفّيْكَ ضُمّنَتْ معَ الجُودِ ضرْبَ الهامِ عندَ الوَقائعِ
خَطِيبُ مُلُوكِ لا تَزَالُ جِيادُهُ بِثَغْرِ بَزَانٍ في ظِلالِ اللّوَامِعِ
إذا سَدَفُ الصّبْحِ انّجَلى عن جَبينِهِ وَلَمْحُ قَطائيٍّ على السّرْجِ وَاقِعِ
غَدا فارِسَ الفُرْسانِ تَحتَ لِوَائِهِ، طِوَالَ الهوَادِي مُقْرَباتِ النّزَائِعِ
جَمَعتَ العُلى وَالجودَ وَالحلمَ تَقتدي بقَتْلِ أبِيكَ الجُوعَ عَن كُلِّ جائعِ
وَأنتَ الجَوادُ ابنُ الجَوَادِ وَسَيّدٌ لسادَةِ صِدْقٍ وَالكُهولِ الأصَالِعِ
وَأنْتَ امرُؤٌ إنْ تُسْألِ الخَيرَ تُعطِه جَزِيلاً، وَإنْ تَشفَعْ تكنْ خيرَ شافعِ
-
أنّي إلى خَيْرِ البَرِيّةِ كُلِّهَا رَحَلْتُ وَما ضَاقَتْ عَليَّ المَطامِعُ
إلى القائِدِ المَيْمُونِ وَالمُهْتَدَى بِهِ، إذ النّاسُ مَتْبُوعٌ وَآخَرُ تَابِعُ
طُبِعتَ على الإسْلام وَالحَزْمِ والندى، ألا إنّما تُبْدِي الأمُورَ الطّبَائِعُ
فَداكَ رِجالٌ أوْقَدُوا ثمّ أخْمَدُوا، مَنازلُهُمْ مِنْ كُلّ خَيرٍ بَلاقِعُ
أرَى الشّمس فيها الرّوحُ سيقتْ هديّةً إليّ وَقَدْ أعْيَتْ عَليّ المَضَاجِعُ
تَبَسّمُ عَنْ غُرٍّ عِذَابٍ، كأنّها أقاحٌ تُرَوّيها الذِّهابُ اللّوَامِعُ
كَأنّ مُجَاجَ النّحْل بَينَ لِثاتِها، وَمَاء سَحَابٍ أحْرَزَتْهُ الوَقَائِعُ
وَكادَتْ بَناتُ النّفسِ تَخرُجُ وَالحشا وَتَنفَضّ من وجدٍ عليها الأضَالِعُ
أرَاني، إذا دارٌ بظَمْياءَ طَوّحَتْ، أخا زَفَراتٍ تَعْتَقِبْها الفَوَاجِعُ
-
ولا تَحْسبَا أنّي تَضَعْضَعَ جَانِبي لفقدِ امرِىءٍ، لوْ كانَ غيرِي تضَعضَعا
بَنيَّ بِأعْلامِ الجَرِيرَةِ صُرّعُوا، وَكُلُّ امرِىءٍ يَوْماً سيأخذُ مَضْجَعا
لَعَمرِي لَقَدْ أبقى ليَ الدّهرُ صَخرَةً يُرَادَى بي الباغي وَلمْ أكُ أضْرَعَا
-
على ابنِ أبي سُودٍ تَفِيضُ دُمُوعي، وَمَنْ لِمِرَاسِ الحَرْبِ بَعْدَ وَكِيعِ
لَقَدْ كانَ قَوّاد الجِيادِ إلى الوَغَى، عَلَيْهِنّ غابٌ مِنْ قَناً وَدُرُوعِ
تَقُولُ تَمهيمٌ بَعْدَما فُجِعُوا بِهِ: لَقَدْ كانَ للأحْسابِ غَير مُضِيعِ
-
لَقدْ رُزِئت حَزْماً وَحِلماً وَنَائِلاً تَمِيمُ بنُ مُرٍّ يَوْمَ مَاتَ وَكِيعُ
وَما كانَ وَقّافاً وَكيعٌ، إذا بَدَتْ نَجَائِبُ مَوْتٍ، وَبْلُهُنّ نَجِيعُ
إذا التقَتِ الأبْطالُ أبْصَرْتَ وَجهَهُ مُضِيئاً، وَأعناقُ الكُماةِ خُضُوعُ
فَصَبْراً تَمِيمٌ، إنّما المَوْتُ مَنْهَلٌ يَصِيرُ إلَيْهِ صَابِرٌ وَجَزُوعُ
-
فِدىً لرُؤوسٍ مِنْ تَمِيمٍ تَتابَعُوا إلى الشّأمِ لمْ يَرْضَوْا بحكمِ السَّمَيدعِ
أحُكْمُ حَرُورِيٍّ مِنَ الدِّينِ مارِقٍ أضَلُّ وَأغْوَى مِنْ حِمارٍ مُجَدَّعِ
-
نَزَعَ ابنُ بِشْرٍ وَابنُ عَمْروٍ قَبْلَهُ وَأخُو هَرَاةَ لمِثْلِهَا يَتَوقّعُ
وَمَضَتْ لمَسْلَمَةَ الرّكابُ مُوَدَّعاً، فَارْعَيْ فَزَارَة، لا هَناكِ المَرْتَعُ
وَلَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ فَزَارَة أُمّرَتْ أنْ سَوْفَ تَطْمَعُ في الإمارَةِ أشجَعُ
إنّ القِيامَةَ قَدْ دَنَتْ أشْرَاطُها، حَتى أُمَيّةُ عَنْ فَزَارَةَ تَنْزَعُ
-
رِعَاءُ الشّاءِ زيْدُ مَنَاةَ كَانُوا بِكَاظِمَةِ العِرَاقِ بَني لَكَاعا
وَلَوْ شَهِدَتْ بَني ذَهْلٍ لحَامُوا على أحْسَابِ ضَبّةَ أنْ تُضَاعا
-
بَنَيْتَ بِنَاءً يُجْرِضُ الغَيْظُ دونَهُ عَدُوَّكَ، وَالأبْصَارُ فِيهِ تَقَطَّعُ
وَإنّكَ في الأخرَى إذا الحَرْبُ شمَّرَتْ لكالسيفِ ما يُنخَى له السّيْفُ يُقطَعُ
جَدَعْتَ عَرَانِينَ المَزُونِ فَلا أرَى أذلّ وَأخْزعى مِنْهُمُ يَوْمَ جُدِّعُوا
وَحَمّلْتَ أعجازَ البِغالِ فأصْبَحَتْ مُحَذَّفَةً في كُلّ بَيْدَاءَ تَلْمَعُ
جَمَاجِمَ أشْياخٍ كَأنّ لِحاهُمُ ثَعالِبُ مَوْتَى أوْ نَعَامٌ مُنَزَّعُ
وَنَجّى أبَا المِنْهالِ ثَانٍ، كَأنّهُ يَدا سابِحٍ في غَمْرَةٍ يَتَذَرَّعُ
-
أميرَ المُؤمِنيِن، وَأنْتَ وَالٍ شَفِيقٌ لَسْتَ بِالوَالي الحَرِيصِ
أأطْعَمْتَ العِرَاقَ وَرَافِدَيْهِ فَزَارِيّاً أحْذَّ يَدِ القَمِيصِ
ولَمْ يَكُ قَبْلَها رَاعي مَخَاضٍ لِيَأمَنَهُ عَلى وِرِكَيْ قَمِيصِ
تَفَيْهَقَ بِالعِرَاقِ أبُو المُثَنّى، وَعَلّمَ قَوْمَهُ أكْلَ الخَبِيصِ
سَتَحْملُهُ الدّنيئَةُ عَنْ قَلِيلٍ عَلى سِيسَاءِ ذِعْلِبَةٍ قَمُوصِ
-
لَوْ كُنتُ مِنْ سَعْدِ بنِ ضَبّةَ لم أُبَلْ مَقالاً وَلَوْ أحْفَظْتَني بالقَوارِصِ
وَكَيْفَ بصَفحي عَنْ لَئيمٍ تلاحقَتْ إلَيْهِ بِأخْلاقِ الدَّنَاءَةِ نَاقِصِ
نَهَيْتُكَ أنْ تَجْرِي وَلَيسَ بلاحِقٍ مَشُوبُ الفِلاءِ بالجِيادِ الخَوَالِصِ
-
مَنَعَ الحَيَاةَ مِنَ الرّجالِ وَطِيبَها حَدَقٌ يُقَلِّبُهَا النّسَاءُ مِرَاضُ
فَكَأنّ أفْئِدَةَ الرّجَالِ، إذا رَأوْا حَدَقَ النّسَاءِ، لِنَبْلِها الأغْرَاضُ
خَرَجَتْ إلَيْكَ وَلمْ تَكُنْ خَرّاجَةً فَأُصِيبَ صَدْعُ فُؤادِكَ المُنْهَاضُ
-
بَكَرَتْ عَلَيّ نَوَارُ تَنْتِفُ لِحْيَتي نَتْفَ الجَعِيدَةِ لحيَةَ الخُشْخاشِ
كِلْتَاهُمَا أسَدٌ، إذا حَرّبْتَهَا، وَرِضَاهُما وَأبِيكَ خَيرُ مَعاشِ
-
ألَمّ خَيَالٌ مِنْ عُلَيّةَ، بعْدَمَا رَجا ليَ أهْلي البُرْءَ من داءِ دانِفِ
وَكُنتُ كَذي ساقٍ تَهيّضَ كَسْرُها إذا انْقَطَعَتْ عَنها سيُورُ السّقائِفِ
فأصْبَحَ لا يَحْتالُ، بَعْدَ قِيامَهِ، لمُنهاض كَسْرٍ مِنْ عُلَيّةَ، رَادِفِ
وَلَوْ وصَفَ الناسُ الحسانَ لأضْعَفَتْ عَلَيهنّ أضْعافاً لَدَى كُلّ وَاصِفِ
لأنّ لها نِصْفَ المَلاحَةِ قِسْمَةً، مَعَ الفَتْرَةِ الحَسْناءِ عِندَ التّهانُفِ
ذَكَرْتُكِ، يا أُمّ العَلاءِ، وَدُونَنا مَصَارِيعُ أبْوابِ السّجُونِ الصّوَارِفِ
قَد اعتَرَفَتْ نفْسٌ، عُلَيّةُ داؤها، بطُولِ ضَنىً مِنها، إذا لَمْ تُساعِفِ
فإنْ يُطْلِقِ الرّحمَنُ قَيْدي فألقَها نُحَلِّلْ نُذُوراً بالشّفاهِ الرّواشِفِ
وإلاّ تُبَلِّغْها القِلاصُ، فَإنّهَا سَتُبْلِغُها عَنّي بُطُونُ الصّحائِفِ
وَلَو أسْقَبَتْ أُمُّ العَلاءِ بِدارِها، إذاً لَتلَقّتْني لها غَيْرَ عائِفِ
وَكَمْ قَطّعَتْ أُمُّ العَلاء من القُوَى وَمَوْصُولِ حَبْلٍ بالعُيونِ الضّعائِفِ
أبَى القَلْبُ إلاّ أنْ يُسَلّى بحَاجَةٍ أتَى ذِكْرُها بَينَ الحَشا وَالشّوَاغِفِ
وَمُنْتَحِرٍ بِالبيدِ يَصْدَعُ بَيْنَهَا عَنِ القُورِ أنْ مَرّتْ بها مُتَجانِفِ
وَرُودٍ لأعْدادِ المِياهِ، إذا انْتَحَى عَلَيْهِ الرّزَايا من حَسِيرٍ وَزَاحِفِ
تَصِيحُ بِه الأصْداءُ يُخْشَى به الرّدى، فَسِيحٌ لأذْيالِ الرّياحِ العَوَاصِفِ
إلَيْكَ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، تَعَسّفَتْ بنا الصُّهبُ أجَوَازَ الفَلاةِ التّنائِفِ
إذا صَوّتَ الحادي بهِنّ تَقَاذَفَتْ تَسامَى بِأعْناقٍ، وَأيْدٍ خَوَانِفِ
سَفِينَةُ بَرٍّ مُسْتَعَدٌّ نَجَاؤهَا، لتَوْجابِ رَوعاتِ القُلوبِ الرّوَاجِفِ
عُذافِرَةٌ، حَرْفٌ، تَئِطّ نُسُوعُها، من الذّامِلاتِ الليلَ ذاتِ العَجارِفِ
كأنّ نَديفَ القُطنِ أُلبِسَ خَطمها، به نَدفُ أوْتارِ القِسِيّ النّوَادِفِ
دَعَوْتُ أمِينَ الله في الأرْضِ دَعَوةً ليَفرِجَ عَن ساقَيّ، خَيرُ الخَلائِفِ
فيا خَير أهلِ الأرْض! إنّكَ لوْ تَرَى بِساقَيّ آثَارَ القُيُودِ النّوَاسِفِ
إذاً لَرَجَوْتُ العَفْوَ مِنْكَ وَرَحْمَةً وَعَدْلَ إمَامٍ بِالرّعِيّةِ رَائِفِ
هِشامَ ابن خَيرِ النّاسِ، إلاّ محَمّداً وَأصْحابَهُ، إنّي لَكُمْ لمْ أُقارِفِ
مِنَ الغِشّ شَيئاً، والذي نَحَرَتْ لَهُ قُرَيْشٌ هَدايا كلّ وَرْقاءَ شَارِفِ
ألَمْ يَكْفِني مَرْوَانُ لَمّا أتَيْتُهُ نِفاراً وَرَدّ النّفسَ بَينَ الشّرَاسِفِ
وَيَمْنَعُ جَاراً إنْ أنَاخَ فِنَاءَهُ، لَهُ مُستَقىً عندَ ابنِ مَرْوَانَ غارِفِ
إلى آلِ مَرْوَان انتَهَتْ كلُّ عِزّةٍ، وَكلُّ حصىً ذي حَوْمَةٍ للخَنادِفِ
هُمُ الأكْرَمُونَ الأكْثَرُونَ وَلم يزَل لهمْ مُنكِرُ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ
أبُوكُمْ أبُو العاصِي الذي كانَ جارُهُ أعَزَّ منَ العصْماءِ فَوْقَ النّفانِفِ
وَلَستُ بناسٍ فَضْلَ مَرْوَان ما دَعَتْ حَمامَةُ أيْكٍ في الحَمامِ الهَواتِفِ
وَكَانَ لِمَنْ رَدّ الحَياةَ، وَنفْسُهُ عَلَيها، بَوَاكٍ بالعُيُونِ الذّوَارِفِ
وَما أحَدٌ مُعطىً عَطاءً كَنَفْسِهِ، إذا نَشِبَتْ مكْظُومَةٌ بالحَوَائِفِ
حُتُوفُ المَنَايا قَدْ أطَفْنَ بنَفْسِهِ، وَأشْلاءِ مَحبوسٍ على المَوْتِ وَاقِفِ
وَما زَالَ فيكُمْ آل مَرْوَان مُنعِمٌ عَليّ بِنُعْمَى بادىءٍ ثُمّ عاطِفِ
فإنْ أكُ مَحْبُوساً بِغَيرِ جَرِيرَةٍ، فَقَدْ أخذُوني آمِناً غَيرَ خَائِفِ
وَما سَجَنُوني غَير أني ابنُ غالِبٍ، وَأني مِنَ الأثْرَين غَيرِ الزّعانِفِ
وأني الّذي كانَتْ تَعُدّ لثَغْرِهَا تَميمٌ لأبْياتِ العدُوّ المقاذِفِ
وَكَمْ من عَدُوٍّ دونَهمْ قد فَرَستُهُ إلى المَوْت لمْ يَسطَعْ إلى السّمّ رَائِفِ
وَكُنْتُ مَتى تَعْلَقْ حِبالي قَرِينَةً، إذا عَلِقَتْ أقْرَانَهَا بِالسّوَالِفِ
مَدَدْتَ عَلابيَّ القَرِينِ وَزِدْتَهُ عَلى المَدّ جَذْباً للقَرِينِ المُخالِفِ
وإنّي لأعْداءِ الخَنادِفِ مِدْرَهٌ بِذَحْلٍ غَنيٍّ، بالنّوَائِبِ كالِفِ
لجَامُ شَجىً بَينَ الَّلهاتَينِ مَنْ يَقَعْ لَهُ في فَمٍ يَرْكَبْ سَبيلَ المَتالِفِ
وَإنْ غِبْتُ كانُوا بَينَ رَاوٍ وَمُحْتَبٍ، وبَينَ مُعِيبٍ، قَلْبُهُ بالشّنائِفِ
وبَالأمسِ ما قد حاذرُوا وَقْعَ صَوْلَتي فصَيّفَ عَنْها كُلُّ بَاغٍ وَقاذِفِ
وَقَدْ عَلِم المَقْرُونُ بي أنّ رَأسَهُ سيَذهَبُ أوْ يُرْمَى بهِ في النّفانِفِ
أرى شُعَرَاءَ الناسِ غَيرِي كَأنّهُمْ بِمَكّةَ قُطَّانُ الحَمامِ الأوَالِفِ
عَجِبْتُ لقَوْمٍ إنْ رَأوْني تَعذّرُوا، وإنْ غِبْتُ كانوا بَينَ رَاوٍ وَجانِفِ
عَليّ، وَقَدْ كانُوا يَخافُونَ صَوْلَتي، وَيَرْقَأ بي فَيْضُ العُيونِ الذّوَارِفِ
وَأفْقَأ صادَ النّاظِرَينِ، وَتَلْتَقي إليّ هجَانُ المصَنات الطّرائِفِ
وَلَوْ كُنتُ أخشَى خالِداً أنْ يَرُوعَني لَطِرْتُ بِوافٍ رِيشُهُ غَيرَ جادِفِ
كما طِرْتُ مِنْ مِصْرَيْ زِيادٍ، وَإنّهُ لَتَصْرِفُ لي أنْيَابُهُ بِالمَتَالِفِ
وَما كُنتُ أخشى أنْ أُرى في مَخَيَّس قَصِيرَ الخُطى أمشِي كَمَشْي الرّواسِفِ
أبيتُ تَطُوفُ الزُّطُّ حَوْلي بجُلْجُلٍ، عَليّ رَقِيبٌ مِنْهُمُ كالمُحالِفِ
-
لِيَبْكِ على الحَجّاجِ مَنْ كانَ باكياً على الدِّينِ أوْ شارٍ على الثّغْرِ وَاقِفِ
وَأيْتامُ سَوْداءِ الذّراعَينِ لمْ يَدَعْ لها الدّهرُ مالاً بالسّنِينَ الجَوَالِفِ
وما ذَرَفَتْ عَيْنانِ بَعْدَ مُحَمّدٍ عَلى مِثْلِهِ، إلاّ نُفُوسَ الخَلائِفِ
وَما ضُمّنَتْ أرْضٌ فتحملَ مِثْلَهُ، وَلا خُطّ يُنْعى في بُطونِ الصّحائِفِ
لحَزْمٍ وَلا تَنكِيلِ عِفْرِيتِ فِتْنَةٍ، إذا اكتَحَلَتْ أنيابُ جَرْباءَ شارِفِ
فَلمْ أرَ يَوْماً كانَ أنْكَى رَزِيّةً، وَأكْثَرَ لَطّاً للعُيُونِ الذّوَارِفِ
مِنَ اليَوْمِ للحَجّاجِ لمّا غَدَوْا بِهِ، وَقد كانَ يَحمي مُضْلِعاتِ المَكالِفِ
وَمُهْمِلَةٍ لَمّا أتَاهَا نَعِيُّهُ، أرَاحَتْ عَلَيها مَهمَلاتِ التّنايِفِ
فَقالَتْ لعَبْدَيْها: أرِيحا! فَعَقِّلا، فَقدَ ماتَ راعي ذُوْدِنا بالطّراَيِفِ
وَماتَ الّذي يَرْعَى على النّاسِ دِينَهم، وَيَضرِبُ بالهِندّي رَأسَ المخالِفِ
فَلَيْتَ الأكُفّ الدّافِناتِ ابنَ يوسف تَقطّعَن إذْ يَحْثِينَ فَوْقَ السّقايِفِ
وَكَيْفَ، وَأنْتُمْ. تَنظُرُونَ، رَمَيتُم بِهِ بَينَ جَوْلَيْ هَوّةٍ في اللّفَايِفِ
ألمْ تَعْلَمُوا أنّ الّذِي تَدْفنُونَهُ بِهِ كانَ يُرْعَى قاصِياتُ الزّعانِفِ
وَكانَتْ ظُباتُ المَشرَفِيّةِ قَدْ شَفَى بها الدِّين والأضْغانَ ذاتَ الخَوَالِفِ
ولَمْ يَكُ دُونَ الحُكْمِ مالٌ وَلم تكن قُواهُ مِنَ المُستَرْخِياتِ الضّعايِفِ
وَلكِنّها شَزْراً أُمرّتْ، فأُحكمَتْ إلى عُقَدٍ تُلْوَى وَرَاءَ السّوَالِفِ
يَقُولُونَ لَمّا أنْ أتَاهُمْ نَعيُّهُ، وَهم من وَرَاءِ النهرِ جَيشُ الرّوَادِفِ
شَقِينا وَماتَتْ قُوّةُ الجَيشِ وَالّذِي بِهِ تُرْبَطُ الأحْشاءُ عِنْدَ المَخاوِفِ
فإنْ يكُنِ الحَجّاجُ ماتَ فلَمْ تَمُتْ قُرُومُ أبي العاصِي الكِراَمِ الغَطارِفِ
ولَمْ يَعدَموا مِنْ آلِ مَرْوَانَ حَيّةً تَمامَ بُدُورٍ، وَجْهُهُ غَيرُ كاسِفِ
لَهُ أشْرَقَتْ أرْضُ العِرَاقِ لِنُورِهِ، وَأُومِنَ، إلاّ ذَنْبَهُ، كُلُّ خائِفِ
-
بَني نَهشَلٍ هَلاّ أصَابَتْ رِماحُكُم عَلى حَنْثَلٍ فيما يُصَادِفْنَ مِرْبَعا
وَجَدْتُمْ زَباباً كان أضْعَفَ ناصِراً، وَأقرَبَ من دارِ الهَوَانِ، وَأضْرَعا
قَتَلْتُمْ بِهِ ثَوْلَ الضّباعِ فَغادَرَتْ مَناصِلُكُمْ مِنْهُ خَصِيلاً مَوَضَّعا
فكَيْفَ يَنامُ ابْنا صُبَيْحٍ وَمِرْبَعٌ عَلى حَنْثَلٍ يُسْقَى الحَليبَ المُنَقَّعا
-
لمْ أرَ جاراً لامْرِىءٍ يَسْتَجِيرُهُ، كَجارِيَ أوْفَى لي جِوَاراً وَأمْنَعا
رَمَى بي إلَيْهِ الخَوْفُ حَتى أتَيْتُهُ، وَقَدْ يَمْنَعُ الحَامي إذا ما تَمَنّعا
فَشَمّرَ عَنْ ساقَيْهِ حَتى تَطامَنَتْ أنايب نفسي واستقرت بها معاً
به حَطَمَ الله القيودَ وأومنت مَخافَةُ نَفْسٍ طُومِنَتْ أنْ تفزّعا
كمَنْعِ أبي لَيْلى عِياضَ بنَ دَيْهَثٍ عَشِيّةَ خافَ القَوْمُ أنْ يَتَمَزّعا
فَما يحيَ لا أخشَ العدُوَّ وَلا أزَلْ على الناسِ أعلو من ذُرَى المجد مَفرَعا
جَزَى الله جارِي خير ما كان جازِياً، من الناسِ جارَاً، يَوْمَ بِنْتُ مُوَدَّعا
-
لَوْ لمْ يُفارِقْني عَطِيّةُ لَمْ أهُنْ وَلَمْ أُعْطِ أعدائي الذي كُنتُ أمْنَعُ
شُجاعٌ إذا لاقَى، وَرَامٍ إذا رَمعى، وَهادٍ إذا ما أظْلَمَ اللّيلُ مِصْدَعُ
سأبكيكَ حَتى تُنْفِدَ العينُ ماءَها، وَيَشْفيَ مِنّي الدّمْعُ ما أتَوَجّعُ
-
إني لأُبْغصُ سَعْداً أنْ أُجَاورَهُ، ولا أُحِبّ بَني عَمْرِو بنِ يَرْبُوعِ
قَوْمٌ إذا حارَبوا لمْ يَخشَهُمْ أحَدٌ، وَالجارُ فيهِمْ ذَليلٌ غَيرُ مَمْنُوعِ