-
ابن نباتة المصرى
قسماً ما حلت عن عهدِ الوفاء بعدَ مصرَ لا ولا نيلَ بكائي
حبها تحتي وفوقي ويميني وشمالي وأمامي وورائي
فهي ستي من جهاتي ولديها سيدي من حيث ودي وولائي
ناصر الدين الذي ابيض ثنا تضربُ الأمثال فيه بالثناء
شائد البيتِ الذي مازال يمشي حالُ مثلي من ذويه بضياء
سادة السادات من دين ودنيا بلغاءٍ وزراءٍ أولياء
لا عدمنا قصصاً للمدحِ فيهم داعياً كالنمل وفد الشعراء
-
شجونٌ نحوها العشاقُ فاؤا وصبّ ما لهُ في الصبر راء
وصحبٌ إن غروا بملام مثلي فربَّ أصاحبٍ بالإثم باؤا
وعينٌ دمعها في الحبِّ طهرٌ كأن دموع عيني بيرُ حاء
ولاحٍ ما له هاء وميمٌُ له من صبوتي ميم وهاء
ومثلي ما لعشقتهِ هدوّ يرامُ ولا لسلوتهِ اهتداء
كأن الحبَّ دائرة ٌ بقلبي فحيثُ الانتهاء الابتداء
بروحي جيرة رحلوا بقلبٍ أحبَّ وأحسنوا فيما أساؤا
بهم أيامُ عيشي والليالي هي الغلمانُ كانت والإماء
تولى من جمالهم ربيعٌ فجاء بنوء أجفاني الشتاء
وبث صبابتي إنسان عيني فيا عجباً وفي الفم منه ماء
على خدي حميم من دموعي صديق إن دنوا ونأوا سواء
فأبكي حسرة َ حيثُ التنائي وأبكي فرحة ً حيثُ اللقاء
كأن بكايَ لي عبدٌ مجيبٌ فما فرجي اذاً الاَّ البكاء
بعين الله عينٌ قد جفاها كراها والأحبة والهناء
لفكرته سرى ً في كل وادٍ كأنَّ حنينهُ فيها حداء
ذكتْ أشواقه فمتى تراها قباب قبا كما لمعت ذكاء
بحيثُ الأفقُ يشرقُ مطلعاهُ وحيث سنا النبوة ِ والسناء
وباب محمد المرجوّ يروي لقاصدهِ نجاحٌ أو نجاء
تلوذ بجاههِ الفقراء مثلي من العملِ الرديّ والاملياء
فأما واجدُ فروى رباحٌ وأما مقتر فروى عطاء
لنا سند من الرجوى لديه غداة غد يعنعنه الوفاء
وترتقب العصاة ُ ندى شفيعٍ مجابٍ قبل ما وقع النداء
سلامُ اللهِ اصباحاً وممسى على مثواه والسحبُ البطاء
كما كان الغمامُ عليه ظلاًّ عليه الآنَ يسفحُ ما يشاء
ألا ياحبذا في الرسل شافي قلوبٍ شفها للعشقِ داء
فمرسلة ٌ لها سحب العوافي يعفى الداءُ بادره الدواء
وما انتقبت مناقبُ أبطحيٍّ وعنها الأرض تفصحُ والسماء
فيشهد نجمُ تلك ونجمُ هذي ويجري من يديه ندى ً وماء
على ساق سعت شجرٌ وقامت حروبُ النصرِ وازدحمَ الظماء
ففي الدنيا لنا بحداه ساق وفي الأخرى لنا الحوض الرواء
وفي نار المجوس لنا دليل لأنفسهم بها ولها انطفاء
وفي الأسرى وصبحته فخار ينادي ما على صبح غطاء
فقل للملحدين تنقلوها جحيماً أننا منكم براء
وأن أبي ووالدهُ وعرضي لعرضِ محمدٍ منكم وقاء
وأن محمداً لحبيبُ أنس وجنهمو لنعليه فداء
نبيّ تجمل الأنباء عنه جمال الشمس يجلوها الضحاء
وأين الشمس منه سناً ولولا سناه لما ألمَّ بها بهاء
كأنَّ البدرَ صفرهُ خشوعٌ لهُ والشمسَ ضرجها حياء
سريّ في حروف اللفظ سرّ لمنطقه وللضاد اختباء
ألم تر أنها جلست لفخر وقامت خدمة للضاد ظاء
يولد فضل مولدهِ سعوداً بنوا سعدٍ بها أبداً وضاء
لمبعثه على العادين نار وللهادين نور يستضاء
فخير ينعمُ السعداء فيه وبأسٌ تحتويهِ الأشقياء
يجر على الثرى ذيل اتضاع وينصب في مكارمه الثراء
ويكتب بالنصال غداة روع سطوراً ما لأحرفها هجاء
ممدحة ثلاثتها لضر ضرابٌ أو طعانٌ أو رماء
فيالك من أخي صول ونسكٍ تقر له العدى والأولياء
سهام دعا وسهامُ رأيٍ لها في كل معركة مضاء
درى ذو الجيش ما صنعت ظباه و ما يدريه ما صنع الدعاء
وقال الجود بعد الحلم حسبي حياءً إن شيمتك الحياء
فنعم َ الحصنُ ان طلعتْ خطوبٌ ونعم القطبُ ان دارَ الثناء
ونعمَ الغوث ان دهياء دارت ونعم العونُ ان دارَ الرجاء
ونعمَ المصطفى من معشر ما نجومُ النيراتِ لهم كفاء
تقدم سؤددٍ وقديم مجدٍ على سعد السعودِ له حباء
ضفت حلل الثنا وصفت لديه وآدمُ بعدها طينُ وماء
فلولا معربُ الأمداحِ فيه هوى بيتُ القريضِ ولا بناء
ولولاه لما حجت وعجّت وفودُ البيتِ ضاقَ بها الفضاء
فإن يتلى له في الحجّ حمدٌ فقدماً قد تلته الأنبياء
أعد لي يا رجاءُ زمانَ قرب بروضتهِ أعد لي يا رجاء
ولثم حصى ً لتربتهِ ذكيّ كأن شذاه في نفسي كباء
وشكوى كربة فرجت وكانت من اللاتي يمدّ بها العناء
ونفس ذنبها كالنيل مدّا و ما لوعود توبتها وفاء
مشوقة متى وعدت بخير ثقل سينٌ وواوٌ ثم فاء
ولكن حبها وشهادتاها من النيران نعمَ الأكفياء
صفيّ الله يا أزكى البرايا بحبك من عقائدنا الصفاء
ويعتقنا المشفع من جحيم فلا عجبٌ له منا الولاء
عليكَ من الملائك كلَّ وقتٍ صلاة في الجنان لها أداء
وامداح بألسنة الورى في مطالعها ارتقاءٌ وانتقاء
اذا ختمت تعاد فكل تال له وقفٌ عليها وابتداء
-
قام يرنو بمقلة ٍ كحلاءِ علمتني الجنون بالسوداء
رشأٌ دبَّ في سوالفه النم لُ فهامت خواطر الشعراء
روض حسن غنى لنا فوقهُ الحل يُ فأهلاً بالروضة ِ الغناء
جائر الحكم قلبه ليَ صخرٌ وبكائي له بكى الخنساء
عذلوني على هواهُ فأغروا فهواه نصبٌ على الأغراء
من معيني على رشاً صرت من ما ء دموعي عليه مثل الرشاء
من معيني على لواعج حبّ تتلظى من أدمعي بالماء
وحبيبٍ اليّ يفعلُ بالقل بِ فعال الأعداء بالأعداء
ضيق العينِ ان رنا واستمحنا وعناء تسمح البخلاء
ليتَ أعطافه ولو في منامٍ وعدت باستراقة ٍ للقاء
يتثنى كقامة الغصن اللدّ ن ويعطو كالظبية الأدماء
ياشبيه الغصون رفقاً بصبّ نائح في الهوى مع الورقاء
يذكرُ العهدَ بالعقيق فيبكي لهواهُ بدمعة ٍ حمراء
يالها دمعة ٌ على الخدّ حمرا ء بدت من سوداء في صفراء
فكأني حملت رنك بن أيو ب على وجنتي لفرط ولاء
ملك حافظ المناقب تروي راحتاه عن واصل عن عطاء
في معاليه للمديح اجتماعٌ كأبي جاد في اجتماع الهجاء
خلِّ كعباً ورم نداه فما كع بُ العطايا ورأسها بالسواء
وارجُ وعد المنى لديه فإسما عيلُ ما زال معدناً للوفاء
ما لكفيهِ في الثراء هدوّ فهو فيه كسابح في ماء
جمعت في فنائه الخيل والاب ل وفوداً أكرم بها من فناء
لو سكتنا عن مدحه مدحته بصهيل من حوله ورغاء
همة ٌ جازت السماكَ فلم يع بأ مداها بالحاسد العوّاء
وندى ً يخجلُ السحابَ فيمشي من ورا جودهِ على استحياء
طالَ بيتُ الفخار منه على الشع ر فماذا يقولُ بيتُ الثناء
أعربت ذكرهُ مباني المعاني فعجبنا لمعربٍ ذي باء
ورقى صاعداً فلم يبقَ للحا سدِ إلا تنفسُ الصعداء
شرفٌ في تواضعٍ ونوالٌ في اعتذار وهيبة في حياء
يا مليكاً علا على الشمس حتى عمَّ إحسانهُ عمومَ الضياء
صنت كفي عن الأنام ولفظي فحرام نداهمُ وثنائي
وسقتني مياهُ جودكَ سقياً رفعتني على ابن ماء السماء
فابقَ عالي المحل داني العطايا قاهرَ البأس ظاهر الانباء
يتمنى حسودكَ العيش حتى أتمنى له امتدادجَ البقاء
-
أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي وا حيرتي بين أفعال وأسماء
ان كان قلبك صخراً من قساوته فان طرفَ المعنى طرفُ خنساء
ويحَ المعنى الذي أضرمت باطنه ما ذا يكابد من أهوالِ أهواء
قامت قيامة قلبي في هواكِ فان أسكت فقد شهدت بالسقمِ أعضائي
وقد بكى ليَ حتى الروضَ فاعتبروا كم مقلة ٍ لشقيق الغصن رمداء
وأمرضتني جفون منكِ قد مرضتْ فكان أطيبَ من نجح الدوا دائي
يا صاحبي أقلاّ من ملامكما ولا تزيدا بهذا اللوم اغرائي
هذي الرياضُ عن الأزهار باسمة ٌ كما تبسم عجباً ثغر لمياء
والأرض ناطقة ٌ عن صنع بارئها الى الورى وعجيبٌ نطقُ خرساء
فما يصدكما والحالُ داعية ٌ عن شربِ فاقعة ٍ للهمّ صفراء
راحاً غريتُ برياها ومشربها حتى انتصبت اليها نصب اغراء
من الكميت التي تجري بصاحبها جري الرهان الى غايات سرَّاء
سكراً أحيطت أباريقُ المدام به فرجعت صوتَ تمتامٍ وفأفاء
من كفّ أغيد يحسوها مقهقهة َ كما تأوّد غصنٌ تحت ورقاء
حسبي من الله غفرٌ للذنوب ومن جدوى المؤيد تجديدٌ لنعمائي
ملك يطوق بالإحسان وفد رجا وبالظبا والعوالي وفد هيجاء
ذا بالنضار وهذا بالحديد فما ينفكّ آسرَ أحبابٍ وأعداء
داع لجودِ يدٍ بيضاء ما برحت تقضي على كل صفراءٍ وبيضاء
يدافع النكباتِ الموعداتِ لنا حتى الرياح فما تسري بنكباء
ويوقد الله نوراً من سعادته فكيف يطمع حسادٌ بإطفاء
لو جاورت آل ذبيانٍ حماهُ لما ذموا العواقبَ من حالاتِ غبراء
ولو حمى حملَ الأبراجِ دع حملاً يومَ الهباءة لمْ يقصد بدهياء
ولو رجا المشتري ادراكَ غايته لدافعته عصاً في كف جوزاء
مازال يرفع إسماعيلُ بيت على ً حتى استوت غايتا نسل وآباء
مصرّفُ الفكر في حبّ العلوم فما يشفى بسعدي ولا يروى بظمياء
له بدائع لفظ صاحبت كرماً كأنهن نجومٌ ذاتُ أنواء
وأنملٌ في الوغى والسلم كاتبة ٌ إما بأسمرَ نضوٍ أو بسمراء
تكفلت كل عام سحبُ راحته عن البرية إشباعي وإروائي
فما أبالي اذا استكثرت عائلة ً فقد كفى همّ إصباحي وإمسائي
نظمتُ ديوانَ شعر فيه واتخذت عليّ كتابه ديوان إعطاء
وعادَ قولُ البرايا عبدُ دولتهِ أشهى وأشهرَ ألقابي وأسمائي
محرَّر اللفظ لكن غرّ أنعمهِ قد صيرتني من بعض الأرقاء
أعطي الزكاة َ وقدماً كنتُ آخذها يا قرب ما بين اقتاري وإثرائي
شكراً لوجناء سارتْ بي إلى ملكٍ لولاهُ لم يطو نظمي سمعة َ الطائي
عالٍ عن الوصفِ إلا أن أنعمهُ لجبر قلبي تلقاني بإصغاء
ياجابرَ القلبِ خذها مدحة سلمتْ فبيتُ حاسدها أولى بإقواء
مشت على مستحب الهمز مصمية ً نبالها كلَّ هماز ومشاء
بيوت نظم هي الجناتُ معجبة كأن في كل بيتِ وجهَ حوراء
-
ليلُ وصل معطرُ الإرجاء لاحَ فيه الصباحُ قبلَ المساء
زارني من هويته باسمَ الثغ ر فجلى غياهبَ الظلماء
التقيه ويحسبُ الهجرَ قلبي فكأني ما نلتُ طيبَ اللقاء
ربَّ عيش طهرٍ على ذلك الس فح غنمناهُ قبلَ يومِ التنائي
نقطعُ اليوم كالدجى في سكونٍ ودجاهُ كاليومِ في الاضواء
فكأني بالأمن في ظل إسما عيلَ ربِّ العلى وربِّ الوفاء
ملك أنشرَ الثنا في زمان نسي الناس فيه ذكر الثناء
هاجرٌ حرفَ لا اذا سئل الجو دَ كهجران واصل للراء
يسبقُ الوعدَ بالنوالِ فلا يح وجُ قصادَهُ إلى الشفعاء
شاعَ بالكتمِ جودُ كفيه ذكراً فهو كالمسكِ فاحَ بالاخفاء
جاد حتى كادت عفاة حماهُ لا يذوقون لذة ً للحباء
كلما ظنَّ جودهُ في انتهاء لائمٌ عادَ جودهُ في ابتداء
عذلوهُ على النوال ِفأغروا فنداه نصبٌ على الاغراء
وحلا منّ بابه فسعت كالنَّ ملِ فيهِ طوائفَ الشعراء
شرفٌ في تواضع واحتمالٌ في اقتدار وهيبة ٌ في حياء
رب وجناء ضامر تقطعُ البي دَ على إثر ضامر وجناء
في قفار يخافُ في أفقها البر قُ سرى فهو خافقُ الأحشاء
رتعت في حماك ثم استراحت من أليمين الرحلِ والبيداء
وظلام كأن كيوان أعمى سائلٌ فيهِ عن عصا الجوزاء
ذكر السائلون ذكركَ فيهِ فسروا بالأفكار في الأضواء
وحروبٍ تجري السوابحُ منها في بحار مسفوحة ٍ من دماء
من ضراب تشبّ من وقعهِ النا رُ وتطفى حرارة ُ الشحناء
يئس الناس اذ تجلى فجلَّ يت دجاها بالبأس والآراء
فأجل عني حالاً أراني منها كلَّ يوم في غارة ٍ شعواء
فكفى من وضوحِ حالي أني في زماني هذا من الأدباء
ضاع فيه لفظي الجهير وفضلي ضيعة َ السيفِ في يدٍ شلاّء
غيرأني على عماد المعالي قد بنيت الرجا أتم بناء
ليت شعري من منك أولى بمثلي يافريدَ الأجوادِ والكرماء
دمتَ سامي المقامِ هامي العطايا قاهرَ البأس فارجَ الغماء
لمواليك ما ارتجى من بقاءٍ ولشانيك ما اختشى من فناء
-
ليلايَ كم ليلة ٍ بالشعر ليلاء وليلة ٍ قبلها كالثغر غراء
وصلٌ وهجرٌ فمن ظلماء تخرجني لنور عيش ومن نور لظلماء
ما أنتِ إلا زمانُ العمر مذهبة بالثغر والشعر إصباحي وإمسائي
أفديكِ من زهرة ٍ بالحسن مشرقة ِ بليتُ من عاذلي فيها بعواء
ويح العذول يرى ليلي ويسمعُ من لا يسمعُ العذلَ فيها قولَ فحشاء
يارب طرفٍ ضرير عن محاسنها وربّ أذنٍ عن الفحشاءِ صماء
وربّ طيفٍ على عذر يؤوبني بشخص عذراء يجلو كأس عذراء
فبت أرشفُ من فيه وقهوتهِ حلينِ قد أثملا بالنومِ أعضائي
زورٌ عفيفٌ على عينِ الشجيِّ مشى فيا له صالحاً يمشي على الماء
ثم انتبهت وذاتُ الخالِ ساكنة لم تدر سهدي ولم تشعر بإغفائي
رشيقة ٌ ما كأني يومَ فرقتها الا على آلة ٍ في القوم حدباء
ميتٌ من الحبّ إلا أنني بسرى ذكر الصبابة ِ حيٌّ بين أحياء
في كل حيّ حديثٌ لي بسلسله تعديلُ دمعيَ أو تجريحُ أحشائي
قد لوع الحبّ قلبي في تلهبهِ وصرّحَ الدمعُ في ليلي بإشقائي
وزالَ مازالَ من وصل شفيتُ به من عارض اليأس لكن بعد إشفائي
أيامَ لي حيث وارت صدغها قبلٌ كأنّ سرعتها ترجيع فأفاء
تدير عيناً وكأساً لي فلا عجب اذا جننت بسوداءٍ وصفراء
حتى اذا ضاء شيب الرأس بتّ على بقية من نواهي النفس بيضاء
مديرة َ الكأس عني أن لي شغلا عن صفو كأسك من شيبي بإقذاءِ
ما الشيب إلا قذى عين وسخنتها عندي وعند برود الظلم لمياء
عمري لقد قل صفو العيش من بشر وكيف لا وهو من طين ومن ماء
وانما لعليّ في الورى نعم كادت تعيد لهم شرخ الصبي النائي
وراحة ٌ حوت العليا بما شملت أبناء آدم بالنعمى وحوّاء
قاضي القضاة اذا أعيا الورى فطناً حسيرة العين دون الباء والتاء
والمعتلي رتباً لم يفتخر بسوى أقدامه الراءُ قبل التاء والياء
والثاقب الفكر في غرّاء ينصبها لكل طالب نعمى نصبَ إغراء
لطالب الجود شغل من فتوته وطالب العلم أشغال بإفتاء
لو مس تهذيبهُ أو رفقة حجراً مسته في حالتيه ألفُ سراء
من بيت فضل صحيح الوزن قد رجحت به مفاخرُ آباءٍ وأبناءِ
قامتْ لنصرة خير الانبياء ظبا أنصاره واستعاضوا خير أنباء
أهل الصريجين من نطق ومن كرمٍ آل الريحين من نصرٍ وأنواء
المعربون بألفاظٍ ولحن ظبا ناهيك من عربٍ في الخلق عرباء
مفرغين جفوناً في صباح وغى ومالئين جفاناً عند إمساء
مضوا وضاءت بنوهم بعدهم شهباً تمحى بنور سناها كلّ ظلماء
فمن هلالٍ ومن نجمٍ ومن قمرٍ في أفق عزٍّ وتمجيدٍ وعلياء
حتى تجلى تقي الدين صبح هدى يملي وإملاؤه من فكره الرائي
يجلو الدياجيَ مستجلى سناه فلا نعدم زمان جليّ الفضل جلاّء
أغر يسقي بيمناه وطلعته صوب الحيا عام سرَّاء وضرَّاء
لو لم يجدنا برفدٍ جادنا بدعاً معدٍ على سنوات المحل دعاء
ذو العلم كالعلم المنشور تتبعه بنو قرى ً تترجاه وإقراء
فالشافعيّ لو استجلى صحائفه فدى بأمَّين فحواها وآباء
وبات منقبضاً ربّ البسيط بها ومات في جلده من بعد إحياء
يقرّ بالرقّ من ملك ومن صحفٍ لمن يجلّ به قدر الارقاء
لمن بكفيه اما طوق عارضة ٍ للاولياء واما غلّ أعداء
لا عيبَ فيه سوى تعجيل أنعمهِ فما يلذّ برجوى بعد ارجاء
يلقاك بالبشر تلوَ البرّ مبتسماً كالبرق تلوهتونِ المزن وطفاء
ان أقطع الليل في مدحي له فلقد حمدت عند صباح البشر إسرائي
لبست نعماه مثل الروض مزهرة ً بفائضات يدٍ كالغيثِ زهراء
وكيف لا ألبس النعمى مشهرة ً والغيث في جانبيها أي وشاء
وكيف لا أورد الأمداح تحسبها في الصحف غانية من بين غناء
ياجائداً رام أن تخفى له مننٌ هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء
ولا نسيم ثنائي بالخفيّ وقد رويته بالعطايا أي إرواء
خذها اليك جديدات الثنا حللاً صنع السريّ ولكن غير رفاء
وعش كما شئت ممتدحاً تثنى بخير لآلٍ خير آلاء
منك استفدت بليغ اللفظ أنظمه نظماً يهيم ألبابَ الألباء
أعدت منه شذوراً لست أحبسها عن مسمعيك وليس الحبس من راء
-
جسمٌ سقيمٌ لا يرام شفاؤه سلبت سويدا مهجتي سوداؤه
عجباً له جفناً كما قسم الهوى فيه الضنى وبمهجتي أدواؤه
يا معرضاً يهوى فنا روحي ولي روح تمنى أن يطول بقاؤه
ان ينأ عني منك شخصٌ باخلٌ روحي وما ملكت يديّ فداؤه
فلربّ ليلٍ شقّ طيفك جنحه والصبح لم ينشقّ عنه رداؤه
سمحاً يسابقني الى القبل التي قد كان يقنعني بها ايماؤه
ومضيق ضمّ لودراه معذبي ضاقت عليه أرضه وسماؤه
جسمان مرئيان جسماً واحداً كالنظم شدد حرفه علماؤه
أفدي الذي هو في سناه وسطوهِ بدرٌ وقتلى حسنهِ شهداؤه
قامت حلاهُ بوصفه حتى غدا متغزلاً في خده وأواؤه
حتام بين مذكرٍ ومؤنثٍ قلبي الشجيّ طويلة برحاؤه
وعلى الغزالة والغزال لأدمعي سيلٌ وأقوالُ الوشاة ِ غثاؤه
سقياً لمصر حمى بسيطٌ بحرهُ للواصفين مديدة ٌ أفياؤه
لو لم يكن بلداً يعالي بلدة ً بين النجوم لما ارتضاه علاؤه
أما عليّ المستماحُ فكلنا متشيعٌ يسري اليه ولاؤه
المشتري سلع الثناء بجوده وبهاؤه لعطاردٍ وذكاؤه
دلت مناقبه على أنسابه وحماهُ عن تسآل منْ لألاؤه
ذو الفضل من نسبٍ ومن شيمٍ فيا للهِ منبتُ عودهِ ونماؤه
والعود صحّ نجارهُ فاذا سرى أرجُ الثنا فالعود فاح كباؤه
والبيت حيث سنا الصباح عمودهُ وبحيث أخبية السعود خباؤه
واللفظ نثرٌ من صفات الحسن لا بيضاء روضِ حمى ولا صفراؤه
والجود ما لحيا الشآمِ عمومهُ فينا ولا في نيل مصرَ فناؤه
والرأي نافذة ٌ قضايا رسمهِ من قبل ما نوت الارادة َ راؤه
وسعادة الدارين جلَّ أساسها بمعاقد التقوى فجلَّ بقاؤه
من أسرة عمرية ٍ عدوية ٍ شهدت بفضل مكانها أعداؤه
من كلّ ذي نسبٍ سمت أعراقه يوم العلا واستبطحت بطحاؤه
قوم همو غررُ الزمان اذا أضا أمراؤه وزراؤه شعراؤه
ملأوا الثرى جوداً يزينُ ربيعه والجوَّ ذكراً تنجلي أضواؤه
فالجوّ تصدح بالمحامد عجمهُ والتربُ تنطقُ بالثنا خرساؤه
من حولِ منزلهِ الرجاءُ محلقٌ ومقصرٌ حمدُ الفتى وثناؤه
-
سهرت عليكِ لواحظُ الرقباء سهرا ألذّ لها من الاغفاء
فمتى أحاول غفلة ً ومرادهم بيعُ الرقاد بلذة استحلاء
ومتى يقصر عاذلي ورجاؤه في مرّ ذكرك دائماً ورجائي
قسما بسورة عارضيك فانها كالنمل عند بصائر الشعراء
وجفونك اللاتي تبرحُ بالورى وتقول لا حرجٌ على الضعفاء
اني ليعجبني بلفظ عواذلي مني ومنك تجمع الأسماء
وتلذ لي البرحاء أعلم أنه يرضيكِ ما ألقى من البرحاء
ويشوقني مغنى الوصال فكلما ذكر العقيق بكيتهُ بدمائي
أيام لا أهوى لقاك بقدر ما تهوي لإفراط الوداد لقائي
متمازجان من التعانق والوفا في الحبّ مزجَ الماءِ بالصهباء
لو رامت الأيامُ سلوة َ بعضنا لم تدرمن فينا أخو الاهواء
وصلٌ سهرتُ زمانه لتنعم وسهرتُ بعد زمانه بشقاء
يا جفن لست أراك تعرف ماالكرى فعلام تشكو منه مرّ جفاء
كانت لياليَ لذة ٍ فتقلصت بيد الفراق تقلص الأفياء
ومنازل بالسفح غُير رسمها بمدامعِ العشاقِ والأنواء
لم يبقَ لي غيرُ انتشاقِ نسيمها ياطولَ خيبة ِ قانعٍ بهواء
كمؤمل يبغي براحة ِ واهبٍ كرماً ويتركُ أكرمَ الوزراء
الصاحب الشرف الرفيعِ على السها قدراً برغمِ الحاسدِ العواء
ندبٌ بدا كالشمس في أفق العلا فتفرقت أهلُ العلا كهباء
عالي المكانة حيث حلَّ مقامه كالنجمِ حيث بدا رفيعَ سناء
ما السحبُ خافقة ٌ ذوائبُ برقها بأبرّ من جدواه في اللأواء
لا والذي أعلا وأعلن مجدهُ حتى تجاوز هامة َ الجوزاء
لا عيبَ في نعماهُ إلا أنها تسلي عن الأوطان والقرباء
مغرى على رغم العواذل والعدى بشتاتِ أموالٍ وجمعِ ثناء
لا تستقر يداه في أمواله فكأنما هو سابحٌ في ماء
جمعت شمائله المديحَ كمثل ما جمعت أبي جادٍ حروفَ هجاء
وتفردت كرماً وان قال العدى انَّ الغمامَ لها من النظراء
وتقدمت في كل محفل سؤددٍ تقديمَ بسم اللهِ في الأسماء
أكرمْ بهنَّ شمائلا معروفة يوم العلى بتحملِ الأعباء
يلوي بقول اللائمينَ نوالها كالسيل يلوي جريهُ بغثاء
ومراتباً غاظ السماء علوها فتلقبت للغيظ بالجرباء
ومناقباً تمشي المدائح خلفها لوفور سؤددها على استحياء
وفضائلاً كالروض غنى ذكرها يا حبذا من روضة ٍ غناء
ويراعة ً تسطو فيقرع سنها خجلاً قوامَ الصعدة السمراء
هرقت دم المحل المروع والعدى حتى بدت في أهبة ٍ حمراء
عجباً لإبقاء المهارق تحتها ونوالها كالديمة الوطفاء
كم عمرت بحسابها من دولة وبلا حساب كم سخت بعطاء
ولكم جلا تدبيرها عن موطن دهماءَ واسأل ساحة َ الشهباء
لولاك في حلبٍ لأحدرِ ضرعها وقرى ضيوفَ جنابها بعناء
يا من به تكفى الخطوبُ وترتمي بكر الثناء لسيدِ الأكفاء
أنت الذي أحيا القريض وطالما أمسى رهين عناً طريدَ فناء
في معشر منعوا اجابة َ سائل ولقد يجيبُ الصخرُ بالأصداء
أسفي على الشعراء أنهمو على حال تثير شماتة الأعداء
خاضوا بحور الشعر إلا أنها مما تريق وجوههم من ماء
حتى اذا لجأوا اليكَ كفيتهم شجناً وقلت أذلة ُ العلياء
ظنوا السؤال خديعة وأنا الذي خدعت يداه بصائر العلماء
أعطوا أجورهم وأعطيتَ اللهى شتانَ بين فناً وبينَ بقاء
شكراً لفضلكَ فهو ناعشُ عيشتي ونداك فهو مجيبُ صوتَ ندائي
من بعد ما ولع الزمان بمهجتي فردعته وحبوتني حوبائي
وبلغتَ ما بلغ السحابُ براحة ٍ عرفتْ أصابعُ بحرها بوفاء
فانعم بما شادت يداك ودمْ على مرّ الزمان ممدحَ الآلاء
واحكِ الكواكب في البقاء كمثلِ ما حاكيتها في بهجة ٍ وعلاء
-
وعدت بطيف خيالها هيفاءُ ان كان يمكن مقلتي اغفاء
يا من يوفر طيفها سهري لقد أمنَ ازدياركِ في الدجى الرقباء
يا من يطيل أخو الهوى لقوامها شكواه وهي الصعدة السمراءُ
أفديك شمسَ ضحى ً دموعي نثرة ٌ لما تغيبُ وعاذلي عوّاء
وعزيزة ٍ هيَ للنواظرِ جنة ٌ تجلى ولكن للقلوبِ شقاءُ
خضبت بأحمرَ كالنضارِ معاصماً كالماءِ فيها رونقٌ وصفاء
واهاً لهنَّ معاصماً مخضوبة ًسال النضارُ بها وقام الماءص أصبو الى البرحاء أعلمُ أنهُسقط شطرين ص يرضيكَ أن يعتادني البرحاء
ويبثّ ما يلقاه من ألم الجوى قلبي وأنتِ الصعدة ُ الصماء
كم من جمالٍ عندهُ ضرّ الفتى ولكم جمالٍ عنده السراء
كجمال دينِ الله وابنِ شهابهِ لا الظلمُ حيث يرى ولا الظلماء
الماجد الراقي مراتبَ سؤددٍ قد رصعت بجوارهِ الجوزاء
ذاك الذي أمسى السها جاراً لهُ لكنَّ حاسدَ مجدهِ العواء
عمت مكارمه وسار حديثه فبكل أرض نعمة ٌ وثناء
وسعت يراعتهُ بأرزاق الورى فكأنها قلبٌ وتلكَ رشاء
وحمى العواصمَ رأيهُ ولطالما قعدَ الحسامُ وقامت الآراء
عجباً لنار ذكائهِ مشبوبة ً وبظلهِ تتفيأ الأفياء
وللفظه يزداد رأي مديره وحجاه وهو القهوة الصهباء
غني اليراعُ به وأظهرَ طرسهُ وكذا تكون الروضة الغناء
ياراكبَ العزمات غاياتُ المنى مغنى شهابِ الدينِ والشهباء
ذي المجد لا في ساعديه عن العلا قصرٌ ولا في عزمه إعياء
والعدلُ يردعُ قادراً عن عاجز فالذئب هاجعة ٌ لديهِ الشاء
والحلم يروي جابرٌ عن فضله والفضلُ يروي عن يديه عطاء
يا أكملَ الرؤساء لا مستثنياً أحداً إذا ما عدت الرؤساء
يا من مللت من المعاد لهُ وما ملت لديَّ معادها النعماء
ان لم تقم بحقوق ما أوليتني مدحي فأرجو أن يقومَ دعاء
شهدت معاليك الرفيعة ُ والندى
-
مزجتُ بتذكار العقيق بكائي وطارحتُ معتل النسيم بدائي
وان حدَّثَ العذال عني بسلوة ٍ فاني وعذالي من الضعفاء
وليس دوائي غيرتربة أحمدٍ بطيبة َ عال فوقَ كل سماء
تطوف بمسراه الملائكُ خشعاً مساءَ صباحٍ أو صباحَ مساء
فهل لي الى أبيات طيبة مطلعٌ به مخلصٌ لي من اسارِ شقائي
أصوغ على الدرّ اليتيم مدائحاً أعد بها من صاغة ِ الشعراء
ببيت زهير حيث كعب مبارك وحسان مدحي ثابتٌ ورجائي
-
يا روضة َ الحسنِ انَّ النفسَ خضراءُ فهل يدٌ بيننا للوصلِ بيضاءُ
بصاد أقسم ما للعين ان عشقت سواك نونٌ ولا ظاءٌ ولا راءُ
وانَّ شعري اذا نظمتُ في غزلٍ ومدحِ سلطاننا للروض وشاءُ
سلطاننا حسن الاوصاف أجمعها يروي بها عن صحيح الملك أبناءُ
يا من له تعربُ الآفاقُ عن سير عظمى وتنطقُ أرضٌ وهيَ خرساء
تشريفُ عبدكَ نادى بيتُ مدحتهِ لقد تشرّف بنيانٌ وبناءُ
أما العدى فلهم من خلطهم خلعٌ في الصدرِ سوداء أو في الرأس صفراء
-
يا جفن امزج ادمعي بدمائي وأشهد بها لملوكنا الشهداء
لهفي على ملكين جادَ عليهما في كلِّ أرض أفقُ كلّ سماء
لهفي لاسماعيل قبل محمدٍ لم ألقَ يوم رداهما لفداء
أما ذبيحا مقلتي ومدامعي لهما فما وفيا بفيض دماء
بحران اسندُ عن يزيدَ وواصلٍ لهما وأروي عن رجا وعطاءِ
ذهبا فلا ذهبٌ أناديهِ سوى ما صاغ خدي باحمرار بكائي
نم يا محمد مع أبيكَ فانه مارثّ وأبيكَ عهد رثائي
-
قسمتُ بين ظبا الملاح تغزلي ولمدح انشاء الملوك ثنائي
ولسيف دين الله يعملُ خيلهُ غزوا من البلقاءِ للشهباء
بين العشائر والعشيرِ محاسنٌ غزواتهُ بالرأي والآراء
بالرعب طوراً والقواضبِ تارة ً تزورّ منه نواظرُ الزوراء
فكأنني بك فاتحاً شرقيها للسد يا مفتاح كلّ هناء
وكأنني يا سيف دولة فتنة ُ بك وهو مفتخرٌ على القدماء
في الشعر والانشاء بابنِ نباتة ٍ تزهو على الخطباء والشعراء
-
صفاء ودي مشهور لديك فما للنفس أشياء أخفيها وأشياء
حاشا الدليل على البرهان يشهده في محضرين أحباء وأعداء
ياليت صحباً على ضعفي وقوتهم ولي من الشكر أشواقٌ وإملاء
وحسب قلبي ان كان الصدود رضى ً فداوني بالتي كانت هي الداء
وهاكَ ياساكناً قلبي كؤوس طلاً لو مسها حجرٌ مسته سراء
وقل لمن قلبه أيضاً قسا حجراً هلاّ تفجر منه كالصفا ماء
آها لشرخ شبابٍ كان لي ومضى واعتضت شرخاً ولكن ماله خاء
-
ياواحدَ المدحِ والثناءِ وموجبَ الأجرِ والدعاءِ
تهنّ بالعشر في سرور وفي حبور وفي ارتقاء
فلثمُ يمناك فيه لثمٌ بخمسها لازم الأداء
فأنت بالعشر في سرور ونحن بالخمس في ثناء
-
أهلا بمنداك السعيد وحبذا في مطلع العلياء منكَ بهاءُ
في الأرض من أثر السرى قول به يملي الهنا ولشهرنا إصغاء
نهدي الذي بهباتهِ وثنائه سمعَ الأصم وقالتِ الخرساء
-
غاب ذو الفضل في حمى مصرعنا فهنيئاً له حمى النعماء
تسقط الطيرُ حيث تلتقط الح بّ وتغشى منازلَ الكرماء
حجليّ اذا انتسبت ولكن ألفُ عرفٍ له وألف ثناء
-
أيها الكامل قصراً وولاءً وثناء
أحمد الله الذي قد جعل الشمس ضياء
سيدٌ حلّ من المج د المعلى حيث شاء
ودنا وردُ أيادي ه فقصرت الرشاء
-
شكراً لنعماك يا من عليه سر ثنائي
كم نعمة لك مهما نظرت كانت إزائي
يمنايَ يسرايَ فوقي تحتي أمامي ورائي
-
و هائم بالجواري الخود قلبي من سمر القدود فسمراء ولمياء
من السراري التي بعد موت أب لو مسها حجر مسته سراء
-
هنئت شهراً بالسعادة مقبلاً يا من أفاضَ على الورى نعماءه
أسمعته فيك الثناء مخبراً فانظر لمن سمع الأصم ثناءه
-
ما بال ليلي لا يسير كأنما وقفت كواكبه من الإعياء
و كأنما كيوان في آفاقه أعمى يسائل عن عصا الجوزاء
-
أكتم أخبار الهوى عن عواذلي و للطرف مني بالمدامع انباء
فيا عجباً مني لإنسان مقلني يحدث أخباري وفي فمه ماء
-
أمولاي فخر الدين شكراً لأنعم لنا بشذاها غبطة ٌ وهناء
سقيت بماء الورد غرسَ مكارمٍ فلا عجبٌ إن فاحَ منه ثناء
-
يا لهف قلبي على عبد الرحيم ويا شوقي إليه وياشجوي ويادائي
في شهر كانونَ وافاه الحمامُ لقد أحرقت بالنار ياكانونُ أحشائي
-
صحبت ركابك حيث سرتَ مسرة ٌ موصولة ٌ بسعادة ٍ وهناء
وجرت على الوادي وطيبِ بلادهِ فزها الصعيدُ على طهور الماء
-
ربّ سوداء مقلة هيجت لي داءَ وجدٍ أعظم به من داءُ
ليتَ رمانَ صدرها كان يجنى فهو بعض الدوا من السوداءُ
-
ياسراة الشآمِ أشكو اليكم أرضَ قلٍّ فلاحها للرجاء
واذا قلَّتِ الفلاحة ُ في الأر ضِ فعتبُ الفتى على الرؤساء
-
ربّ انّ ابنَ عامرٍ هاثمُ الف كرمعنى ً في صبحة وِ المساء
يتمنى القضا فلا تعطينهُ واجعلِ الموتَ سابقاً للقضاء
-
مشروط خدٍ مصحفٍ كم جاءَ رقيبٌ له إزائي
إن قلتُ ذا الشرط منك شرطي قال وهذا الجزا جزائي
-
سائلي عن شرح حالي كيفَ حالُ الضعفاء
فرط إسهالٍ وفقرٍ إنّ ذا حالُ خراء
-
مولاي رفقاً بصبّ صدعته بجفائك
لا تكسرنَّ إناءً ملآنة ً بولائك
-
لا ونعماكَ لم يكن سببُ التأ خير قصدي ولم يكنْ عن رجائي
انما كان هيضة حققت لي أنَّ حالي في البعدِ حالُ خراءِ
-
هنأت منزلكَ الذي قد زخرفت جنباته وعلا بهِ استعلاءُ
أحسن بها فوارة ً وجوانباً سالَ النضارُ بها وقامَ الماءُ
-
بالغتَ في شجني وفي تعذيبي ومعَ الأذى أفديكَ من محبوب
ياقاسياً هلاَّ تعلم قلبهُ لينَ الصبا من جسمه المشروب
آهاً لوردٍ فوقَ خدك أحمر لو أنّ ذاك الوردَ كانَ نصيبي
ولواحظ ترثُ الملاحة َ في الظبا إرثَ السماحة ِ في بني أيوب
فتحت بنو أيوبَ أبوابَ الرجا وأتتْ بحارهمو بكلّ عجيب
وبملكهم رفعَ الهدى أعلامهُ وحمى سرادقَ بيتهِ المنصوب
وإلى عمادهمُ انتهت علياؤهم وإلى العلاء قد انتهت لنجيب
ملكٌ بأدنى سطوهِ ونواله أنسى ندى هرمٍ وبأسَ شبيب
الجود ملءُ مطامع والعلم مل ءُ مسامع والعز ملءُ قلوب
ألفت بأنبوبِ اليراعة والقنا يمناهُ يومَ ندى ويومَ حروب
فاذا نظرتَ وجدتَ أرزاق الورى ودمَ العداة ِ يفيضُ من أنبوب
كم مدحة ٍ لي صغتها وأثابها فزهت على التفضيضِ والتذهيب
وتعودت في كل مصرٍ عنده مرعى يقابل جدبها بخصيب
ياربّ بشرٍ منه طائيّ الندى يلقى مدائحنا لقاء حبيب
-
عوض بكأسك ما أتلفتَ من نشب فالكأس من فضة ٍ والراحُ من ذهب
واخطب إلى الشرب أمّ الدهر ان نسبت أختَ المسرة واللهو ابنة العنبِ
غراءُ حالية ُ الأعطافِ تخطر في ثوبٍ من النورِ أو عقدٍ من الحبب
عذراءُ تنجزُ ميعادَ السرورِ فما تومى إليكَ بكفّ غيرِ مختضب
مصونة ٌ تجعل الأستارَ ظاهرة ً وجنة تتلقى العينَ باللهب
لو لم يكن من لقاها غيرُ راحتنتا من حرفة المتعبين العقلِ والادب
فهات واشربْ الى أن لا يبينَ لنا أنحنُ في صعدٍ نستنّ أم صبب
خفت فلو لم تدرها كفّ حاملها دارت بلا حاملٍ في مجلس الطرب
يا حبذا الراح للأرواح سارية ً تقضي بسعد سراها أنجم الحبب
من كفّ أغيد تروي عن شمائله عن خده المشتهى عن ثغره الشنب
علقته من بني الاتراكِ مقترباً من خاطري وهو مني غيرُ مقترب
حمالة الحلى والديباج قامته تبت غصون الربا حمالة الحطب
يا تاليَ العذلِ كتباً في لواحظه السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتب
كم رمتُ كتمَ الجوى فيه فنمّ به الى الوشاة ِ لسانُ المدمعِ السرب
جادت جفوني بمحمرِّ الدموع لهُ جودَ المؤيد للعافين بالذهب
شادت عزائم إسماعيلَ فاتصلت قواعدُ البيتِ ذي العلياء والرتب
ملك تدلك في الجدوى شمائلهُ على شمائلِ آباءٍ له نجبُ
محجب العزّ عن خلق تحاوله وجودُ كفيه بادٍ غير محتجب
قد أتعب السيفَ من طولِ القراعِ به فالسيفُ في راحة ٍ منه وفي تعب
هذا للحلم معنى ً في خلائقهِ لا تستطيلُ إليه سورة الغضب
يغضي عن السبب المردي بصاحبه عفواً ويعطي العطا جماً بلا سبب
ويحفظُ الدين بالعلمِ الذي اتضحت ألفاظهُ فيه حفظَ الأفقِ بالشهب
يممْ حماهُ تجد عفواً لمقترفٍ مالاً لمفتقرٍ جاهاً لمقترب
ولا تطع في السرى والسيرِ ذا عذلٍ واسجد بذاكَ الثرى الملثومِ واقترب
وعذ من الخوف والبؤسى بذي هممٍ للمدحِ مجتلبٍ للذمّ مجتنب
ذاك الكريم الذي لو لم يجد لكفت مدائحٌ فيه عندَ اللهِ كالقرب
نوعٌ من الصدقِ مرفوع المنارِ غدا في الصالحات من الأعمالِ في الكتب
وواهب لو غفلنا عن تطلبه لجاءنا جودهُ الفياضُ في الطلب
أسدى الرغائب حتى ما يشاركهُ في لفظها غيرُ هذا العشر من رجب
واعتاد أن يهب الآلافَ عاجلة وان سرى لألوف الجيشِ لم يهبِ
كم غارة ٍ عن حمى الاسلامِ كفكفها بالضرب والطعنِ أو بالرعبِ والرهب
وغاية ٍ جاز في آفاقها صعداً كأنما هوَ والأسراع في صبب
و مزمل ينظر الدنيا على ظمإ منها ويطوي الحشا ليلاً على سغب
نادته أوصافه اللاتي قد اشتهرت لمَ القعودُ على غير الغنى فثب
فقام يعمل بين الكثب ناجية ً كأنما احتملت شيئاً من الكتب
حتى أناخت بمغناه فقال لها ياوصلة َ الرزق هذي فرقة التعب
لاعيب في ذلك المغنى سوى كرم يسلو عن الأهل فيه كل مغترب
كم ليلة قالَ لي فيها ندى يده يا أشعرَ العرب امدح أكرمَ العرب
فصبحته قوافيّ التي بهرتْ بخردٍ مثل أسراب المها عرب
ألبسته وشيها الحالي وألبسني نواله وشيَ أثوابِ الغنى القشبِ
فرحتُ أفخر في أهل القريض بهِ وراح يفخر في أهل السيادة ِ بي
ياابن الملوك الأولى لولا مهابتهم وجودهم لم يطع دهرٌ ولم يطب
الجائدين بما نالت عزائمهم والطاعنين الأعادي بالقنا السلبِ
والشائدينَ على كيوان بيتَ على تغيب زهر الدراري وهو لم يغب
بيت من الفخر شادوه على عمدٍ وبالمجرة مدوه على طنب
لله أنت فما تصغي الى عذل يومَ النوال ولا تلوي على نشب
أنشأتَ للشعر أسباباً يقالُ بها وهل تنظم أشعارٌ بلا سبب
أنت الذي أنقذتني من يدي زمني يداه من بعد اشرافي على العطب
أجابني قبل أن ناديتُ جودك إذ ناديتُ جودَ بني الدنيا فلم يجب
فإن يكن بعض امداح الورى كذباً فان مدحك تكفيرٌ من الكذب
-
ماضرّ من لمْ يجدْ في الحبّ تعذيبي لو كان يحملُ عني همّ تأنيبي
أشكو الى اللهِ عذّالاً أكابدهم وما يزيدون قلبي غيرَ تشبيب
وخاطرٍ خنثَ الأشواقِ تعجبهُ سوالفُ التركِ في عطفِ الاعاريب
كأنني لوجوه الغيدِ معتكفٌ ما بينَ أصداغِ شعرٍ كالمحاريب
كأنني الشمعُ لما باتَ مشتعلَ ال فؤاد قال لأحشائي الأسى ذوبي
لا يقربُ الصبرُ قلبي أو يفارقه كأنهُ المالُ في كفّ بن أيوب
لولا ابن أيوبَ ما سرنا لمغتربٍ في المكرمات ولا فزنا بمرغوب
دعا المؤيد بالترغيب قاصدهُ فلو تأخر لاستدعي بترهيب
ملكٌ اذا مرّ يومٌ لا عفاة به فليس ذلك من عمر بمحسوب
للجود والعلمِ أقلامٌ براحتهِ تجري المقاصدُ منها تحتَ مكتوب
مجموعة ٌ فيه أوصافُ الأولى سلفوا كما تترجم أخبارٌ بتبويب
اذا تسابق للعلياء ذو خطرٍ سعى فأدركَ تبعيداً بتقريب
وإن أمالَ الى الهيجاء سمرقنا أجرى دماءَ الأعادي بالانابيب
قد أقسم الجودُ لا ينفكّ عن يده إما لعافيهِ أو للنسرِ والذيب
أما حماهُ فقد أضحى بدولتهِ ملاذَ كلّ قصيّ الدار محروب
غريبة الباب تقري من ألمّ بها فخلّ بغدادَ واتركْ بابها النوبى
وانعم بوعدِ الأماني عند رؤيتهِ فان ذلكَ وعدٌ غير مكذوب
واعجب لا يدي جوادٍ قط ماسئمت انّ البحارَ لآباءُ الاعاجيب
كلّ العفاة عبيدٌ في صنايعه ودارُ كل عدوّ دارُ ملحوب
يا مانحي منناً من بعدها مننٌ كالماءِ يتبعُ مسكوباً بمسكوبِ
من كان يلزمُ ممدوحاً على غررٍ فما لزمتك الا بعدَ تجريب
أنت الذي نبهت فكري مدائحهُ ودرّبتنيَ والاشيا بتدريب
حتى أقمتُ قريرَ العينِ في دعة ٍ وذكر مدحكَ في الآفاق يسرى بي
مدحٌ بغار لمسودّ المداد بهِ حمر الحلى والمطايا والجلابيب
-
عجبت خلتي لو خط مشيبي في أوان الصبى وغير عجيب
من يعم في بحار همي يظهر زبدٌ فوقَ فرعهِ الغربيب
من يحارب حوادث الدهر يخفى لون فؤديهِ في غبار الحروب
أي فرع جونٍ على عنتِ الايا م يبقى وأي غصنٍ رطيب
لو همي ماء معطفيّ في الل ن لأفننته مهجتي بلهيب
ربّ يوم لو لم أخف فيه عقبى سوء حالي لخفتُ عقبى ذنوبي
ظاهر دون باطنٍ مستجار ليت حالي يكون بالمقلوب
منعتني الدنيا جنى ً فتزهد تُ ولكن تزهد المغلوب
ووهت قوتي فأعرضت كرهاً عن لقاءِ المكروه والمحبوب
ما أرى الدهرُ غيرنا زهدَ الأف ضل والحال ممكن المطلوب
ملك في حمى الشبيبة والم لك له من دنياهُ زادُ الغريب
دبر الملك بالتقى فكساه الل ه فيه ثوبَ المرجَّى المهيب
بين سجادة وبين كتاب وسواه ما بين كأس وكوب
ينشر العدل أو يبث العطايا فهو زاكي الترغيب والترهيب
وله فوق أدهم الليل تسري دعوات خفيفة المركوب
جل من صبر التقى فيه خلقاً قبل خلق التدريج والتدريب
والمعالي في آل أيوب إرث كالنبوات في بني يعقوب
حبذا من ملوكهم كل نسل بين محرابه وبين الحروب
وسقى الله أصلهم فلقد أثم ر من نسله بكل نجيب
كم قصدنا محمداً فحمدنا شادويّ الفخار والتهذيب
كم مدحنا منه نسيباً فجئنا بمديح مكمل ونسيب
كم له في حماه نفحة غيث شملت في البلاد كل جديب
كم له عزمة الى أرض مصر بشرت عامَ وفدها بخصيب
كم أشاع الاعداء أمراً فردَّ الل هُ ما شنعوا بلطفٍ عجيب
يا مليكاً له صنائع برّ وتقى ً يدفعانِ صدرَ الخطوب
إبق ماشئت كيف شئت ودوموا في حمى الله يا بني أيوب
إن قلبي لكم لكا لكبد الح رّي وقلبي لغيركم كالقلوب
ها كها أستقي من البحر منها وابن قادوس يستقي من قليب
كل شعب أنتم به آل شادٍ فهو شعبي وشعب كل أديب
-
تجني لواحظه عليّ وتعتب بالروح يفدى الظالم المتغضب
آهاً له خدّ مشرق ما دونه لعديم لب مذهب
متلون الأخلاق مثل مدامعي والقلب مثل خدوده متلهب
يعطو كما يعطو الغزال لعاشق ويروغ عنه كما يروغ الثعلب
تفاح خديه بقتلي شامت فلأجل ذا يلقاك وهو مخضب
لي بالأماني في لماهُ وخدهِ في كل يوم منزهٌ أو مشرب
أأروم عنه رضاع كاس مسلياً لاأم لي ان كان ذاك ولا أب
لافرق عندي بين وصف رضابه ومدامه إلا الحلال الطيب
واصبوتي بشذا لماهُ كأنه نفسٌ لمادح آل شادٍ مطرب
الشائدين الملك بالهمم التي وقف السهى ساهٍ لها يتعجب
والقابلين بجودهم سلعَ الثنا فإلى سوى أبوابهم لا تجلب
والماكين رقابنا بصنائع سبقت مطامعنا فليست ترقب
جادت ثرى الملك المؤيد ديمة ٌ وطفاءُ مثل نواله تتصبب
ورعى المقام الأفضلي بمدحه فضل يشرق ذكره ويغرّب
ملك الندى واليأس إما ضيغم دامي البواترأو غمام صيب
وأبيه ما للسحب مثل بنانه وانظر اليها إذ تغيض وتنضب
ماسميت بالسحب إلا انها في أفقها من خجلة تتسحب
لله فضلُ محمدٍ ماذا على أقلامنا تملي علاه وتكتب
ذهبت بنو شادي الملوك وأقبلت أيامهُ فكأنهم لم يذهبوا
للعلمِ والنعماءِ في أبوابهِ للطالبينَ مطالبٌ لا تحجب
واللهٍ ما ندري اذا ما فاتنا طلبٌ إليكَ من الذي يتطلب
يا أيها الملكُ العريق فخاره وأجلّ من يحمي حماهُ ويرهُب
اني لمادحُ ملككم وشبيبتي تزهو وها أنا والشباب منكّب
ولبست أنعمهُ القشيبة َ والصبى فسلبتُ ذاكَ وهذه لا تسلب
خذ من ثنائي كالعقودِ محبباً إنّ الثناءَ إلى الكريمِ محبب
من كل مقبلة ِ النظامِ لمثلها نظمُ الوليدِ أبي عبيدة َ أشيب
نادت معانيها وقد عارضنه عارضتنا أصلاً فقلنا الرّبرب
-
عطفت كأمثالِ القسيّ حواجبا فرمت غداة َ البين قلباً واجبا
بلواحظٍ يرفعنَ جفناً كاسراً فتثير في الأحشاء هما ناصباً
ومعاطفٍ كالماء تحتَ ذوائبٍ فأعجب لهنّ جوامدً وذوائبا
سود الغدائر قد تعقرب بعضها ومن الأقاربِ ما يكونُ عقاربا
من كل ماردة ِ الهوى مصرية ٍ لم تخش من شهب الدموع ثواقبا
لم يكف أن شرعت رماح قدودها حتى عقدنَ على الرماحِ عصائبا
أفدي قضيبَ معاطفٍ ميادة ٍ تجلو عليّ من اللواحظ قاضبا
كانت تساعدني عليه شبيبتي حتى نأت فنأى وأعرض جانبا
واذا الفتى قطع السنين عديدة ً شابَ الحياة َ فظلّ يدعى شائبا
يا أختَ أقمارِ السماءِ محاسناً والشمسِ نوراً والنجومِ مناسبا
ان كابدت كبدي عليك مهالكا فلقد فتحت من الدموعِ مطالبا
كالتبر سيالاً فلا أدري به جفني المسهد سابكاً أم ساكبا
كاتمتُ أشجاني وحسبي بالبكا في صفحِ خدّي للعواذلِ كاتبا
دمعي مجيبٌ حالتي مستخبراً للهِ دمعاً سائلاً ومجاوبا
وعواذلي عابوا عليك صبابتي وكفاهم جهلُ الصبابة ِ عائبا
ما حسن يوسف عنك بالنائي ولا دمُ مهجتي بقميصِ خدّك كاذبا
بأبي الخدودَ العارياتِ من البكى اللابساتِ من الحرير جلاببا
النابتات بأرض مصرَ أزاهراً والزاهرات بأرض مصر كواكبا
آهاً لمصر وأين مصرُ وكيف لي بديار مصرَ مراتعاً وملاعبا
حيثُ الشبيبة ُ والحبيبة ُ والوفا في الأعربينِ مشارباً وأصاحبا
والطرف يركعُ في مشاهد أوجهٍ عقدت بها طرر الشعور محاربا
والدهرُ سلمٌ كيفَ ما حاولتهُ لا مثل دهري في دمشق محاربا
هيهات يقربني الزمان اذى ً وقد بلغت شكايتي العلآء الصاحبا
أعلا الورى همماً وأعدل سيرة ً وأعز منتصراً وأمنعَ جانبا
مرآة فضل الله والقوم الأولى ملأوا الزمانَ محامداً ومناقبا
الحافظين ممالكاً وشرائعاً والشارعينَ مهابة ً ومواهبا
لا يأتلي منهم امامُ سيادة ٍ من أن يبذّ النيرات مراتبا
إما بخطيّ اليراعِ إذ الفتى في السلم أو في الحرب يغدو كاتبا
فاذا سخا ملأ الديار عوارفاً واذا غزا ملأ القفار كتائبا
فاذا استهل بنفسه وبقومه عدّ لمفاخرَ وارثاً أو كاسبا
ابقوا عليَّ وقوضوا فحسبتهم وحسبتهُ سيلاً طماَ وسحائبا
ذو الفضل قد دعيت رواة فخاره في الخافقينِ دعاءها المتناسبا
فالبيتُ يدعى عامراً والمجدُ يُد عى ثابتاً والمالُ يُدعى السائبا
ما رحبتهُ القائلونَ مدائحاً إلاّ وقد شملَ الاكفّ رغائبا
نعم المجددُ في الهدى أقلامهُ أيامَ ذو الاقلامَِ يُدعى حاطبا
تخذَ المكارمَ مذهباً لما رأى للناسِ فيما يعشقون مذاهبا
وحياطة َ الملكِ العقيمِ وظيفة ً و مطالعَ الشرفِ المؤيد راتبا
والعدلَ حكماًُ كاد أن لا يغتدي زيدُ النحاة به لعمروٍ ضاربا
والفضل لو سكت الورى لاستنطقت غررُ الثنا حقباً به وحقائبا
واللفظ بينَ إناءة ٍ وإفادة ٍ قسمَ الزمانُ فليسَ يعدمُ طالبا
وعرائس الاقلام واطربي بها سودَ المحابرِ للقلوبِ سوالبا
المنهبات عيوننا وقلوبنا وجناتهنّ الناهبات الناهبا
سحارة تحكي كعوبَ الرمحِ في روعٍ وتحكي في السرور كواعبا
لا تسألن عن طبها متأملاً واسأل به دون الملوكِ تجاربا
يا حافظاً ملك الهدى كتابهُ سرّت صحائفها المليكَ الكاتبا
يا سابقاً لمدى العلى بعزائم تسري الصَّبا من خلفهنّ جنائبا
يا فاتحاً لي في الورى من عطفهِ باباً فما آسى على إغلاق با
يا من تملكني الخمولُ فردّهُ بسلاح أحرفهِ فولى هاربا
يا معتقاً رقي وباعثَ كتبه للهِ دركَ معتقاً ومكاتبا
يا غارساً مني نباتَ مدائح من مثله يجنى الثمار غرائبا
إن ناسبت مدحي معاليكَ التي شرُفت فانّ لكلّ سوق جالبا
أهدي المديح على الحقيقة كاملا لكمو وأهدي للورى متقاربا