-
إنّ ابنَ يُوسُفَ مَحْمُودٌ خَلائِقُهُ سِيئانِ مَعرُوفُهُ في الناسِ وَالمَطَرُ
هُوَ الشِّهابُ الّذي يُرْمى العَدُوُّ بِهِ وَالمَشْرَفيُّ الّذي تَعصَى بهِ مُضَرُ
لا يَرْهَبُ المَوْتَ إنّ النّفسَ باسِلَةٌ، وَالرّأيُ مُجتَمعٌ وَالجُودُ مُنتَشِرُ
أحْيَا العِرَاقَ وَقَدْ ثَلّتْ دَعَائِمَهُ عَمْيَاءُ صَمّاءُ لا تُبْقي ولا تَذَرُ
-
لَقَدْ أمِنَتْ وَحْشُ البِلادِ بجَامِعٍ عَصَا الدّينِ حَتى ما تَخافُ نَوَارُها
بِهِ أمَّنَ الله البِلادَ، فَسَاكِنٌ بِكُلّ طَرِيدٍ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا
رَأيْتَ بَني مَرْوَانَ خَيْرَ عِمارَةٍ، وَأنت إذا عُدّتْ قُرَيشٌ خِيارُها
أتَاكَ بِهَا مَخْشُوشَةً بِزِمَامِهَا خِلافَتَهُ إذْ في يَدَيْكَ اخْتِبَارُهَا
-
إنّ التي نَظَرَتْ إلَيْكَ بِفَادِرٍ نَظَرَتْ إلَيكَ بمِثْلِ عَيْنَيْ جُؤذُرِ
وَسْنَانَ نَامَ، فَأيْقَظَتْهُ أُمُّهُ لِفُوَاقِ رَاعِيَةٍ بِعَهْدٍ مُقْفِرِ
لا مِثْلَ يَوْمِكَ يَوْمَ حَوْمَل إذ أتى يَوْمٌ يُفَرِّجُ غَيْمُهُ لَمْ يَمْطُرِ
وَإذا الوَلِيدُ بَلَغْتِهِ بي، فَاشْرَبي طَرَفَ السِّنَانِ على وَتِينِ المَنْحَرِ
إيّاهُ كُنْتُ أرَدْتُ، إنْ بَلّغْتِني يَوْمَ ارْتَحَلْتُ من العِرَاقِ الأزْوَرِ
يا خَيْرَ مَنْ رَفَعتْ إلَيْهِ مَطِيّةٌ بِمُطَرِّدٍ جَهَدَ المَطِيّةَ مُضْمَرِ
كَمْ أدْلجَتْ بي سَخْوَةٌ من لَيْلَةٍ شَهباءَ، أوْ سَمِعَتْ زَئيرَ المُخْدِرِ
قَلِقَتْ إذا اضْطَرَبَتْ بها أنْساعُها، قَلَقَ المَحَالَةِ فَوْقَ مَتْنِ المِحْوَرِ
وَتَظَلّ تَحْسِبُ ظِلَّهَا شَيْطانَةً، وَتُخالُ نَافِرَةً، وَإنْ لَمْ تَنْفِرِ
خَرْقَاءُ، خالَطَ أُمَّهَا مِنْ عَوْهَجٍ، والأرْحَبِيّةِ ضَرْبُهَا وَالأدْعَرِ
لا تَسْتَطيعُ عصا الغُلامِ، وَإنْ سعى، مَسّاً لِسَاقِ وَظِيفِهَا المُصْعَنْفِرِ
إنّ الوَليدَ وليُّ عَهْدِ مُحَمّدٍ كُلَّ المَكَارِمِ بِالمَكَارِمِ يَشْترِي
لا تَطْلُبي بي غَيْرَهُ مِمّنْ مَشَى، إنْ أنْتِ، ناقَ، لَقِيتِهِ بالقَرْقَرِ
سِيرِي أمَامَكِ إنّهَا قَدْ مُكّنَتْ لِيَدَيْهِ رَاحِلَةُ الإمَامِ الأكْبَرِ
وَرِثَ الخِلافَةَ، سَبْعَةً، آبَاءَهُ عَمِرُوا، وَكُلّهُمُ لأعْلى المِنْبَرِ
رَبٌّ، عَلَيْهِ يَظَلّ يَخْطُبُ قائِماً للنّاسِ يَشْدَخُهُمْ بِمُلْكٍ قَسْوَرِ
وَرِثُوا مَشُورَتَهَا لِعُثْمَانَ الّتي كَانَتْ تُرَاثَ نَبِيِّنَا المُتَخَيَّرِ
وَعِمَادُ بَيْتِكَ في قُرَيْش رُكّبَتْ في الأكْرَمِينَ وَفي العَديدِ الأكْثَرِ
لا شَيْءَ مِثْلُ يَدَيْكَ خَيْرٌ مِنْهُما حَيْثُ التَقَتْ بيَدَيكَ فَيضُ الأبحُرِ
فَتَرَ الرّياحُ عَنِ الوَليدِ، إذا غَدَتْ مَعَهُ، وَفَيْضُ يَمِينِهِ لمْ يَفْتُرِ
مَنْ يَأتِ رَابِيَةَ الوَلِيدِ وَدِفْأَها مِنْ خَائِفٍ لجَرِيرَةٍ لا يُضْرَرِ
ألوَاهِبُ المائَة المَخاضَ وَعَبْدَها للمُجتَديهِ، وَذُو الجَنابِ الأخْضَرِ
فَفَدَاكَ كُلُّ مُجَاوِرٍ جِيرَانُهُ وَرَدُوا بِذِمّةِ حَبْلِهِ لَمْ يُصْدِرِ
حَرْبٌ وَيُوسُفُ أفْرَغَا في حَوْضِهِ، وَأبُو الوَليدِ بخَيرِ حَوْضَيْ مُقْتِرِ
حَوْضَا أبي الحَكَمِ اللّذانِ لِعِيصِهِ والمُتْرَعانِ مِنَ الفُرَاتِ الأكْدَرِ
إنّ الّذِينَ على ابنِ عَفّانٍ بَغَوْا لَمْ يَحْقُنُوها في السّقاءِ الأوْفَرِ
قُتِلُوا بِكُلّ ثَنِيّةٍ وَمَدِينَةٍ صَبْراً، وَمَيْتُ ضَرِيبَةٍ لمْ يُصْبَرِ
وَالنّاسُ يَعْلَمُ أنّنَا أرْبَابُهُمْ، يَوْمَ التقَى حُجّاجُهُمْ بالمَشْعَرِ
وَتَرَى لَهُمْ بِمنىً بُيُوتَ أعِزّةٍ رَفَعَتْ جَوانِبَها صُقُوبُ العَرْعَرِ
يَقِفُونَ يَنْتَظِرُونَ خَلْفَ ظُهُورِنا حَتى نَمِيلَ بِعارِضٍ مُثْعنْجِرِ
مُتٍغطْرِفينَ، وَخِندِفٌ من حَوْلهِمْ كاللّيلِ، إذْ جاءَتْ بِعِزٍّ قَسْوَرِ
-
مَن يكُ عن قَيسِ بنِ عَيلانَ سائِلاً ففي غَطفان مَجدُ قَيس وَخِيرُها
لَهُمْ حامِلاها، وَالفَوارِسُ مِنهُمُ، وَفاتِكُها مِنهُمْ، وَفيهِمْ بحُورُها
إذا رَهِقَتْ قَيس بنَ عَيلان طَحمةٌ مُطَّبِّقَةٌ كَانَتْ إلَيْكُمْ أُمُورُها
وَمَن يَطّلِبْ ما قَد سَعى لكَ أوْ بَنى سُكَينٌ تُصَعِّدْهُ إلى الشمسِ نورُها
ألَمْ تَعْلَمُوا أنّ الكَبِيرَ يَهِيجُهُ من الحَرْبِ من أيدي الغُوَاةِ صَغيرُها
-
لَنا مَنْكِبُ الإسلامِ وَالهامَةُّ الّتي، إذا ما بَدَتْ للهامِ، ذَلّتْ كِبارُهَا
سَوَابِقُنا، في كُلّ يَوْمِ حَفِيظَةٍ، مُبَرِّزَةٌ مَا يُسْتَطاعُ حِضَارُهَا
وَإنّا لَمِمّا تَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً على رَأسِهِ وَالحَرْبُ قد لاحَ نارُهَا
-
وَآلِفَةٍ بَرْدَ الحِجَالِ احْتَوَيْتُها،وَآلِفَةٍ بَرْدَ الحِجَالِ احْتَوَيْتُها، وَقد نامَ مَنْ يَخشَى عليها وَأسْحَرَا
تَغَلْغَلَ وَقّاعٌ إلَيْهَا، وَأقْبَلَتْ تَجُوسُ خُدارِيّاً من الليلِ أخضَرَا
لَطِيفٌ إذا ما انسلّ أدْرَكَ ما ابتغَى إذا هُوَ للطِّنْءِ المَخوفِ تَقَتّرَا
يَزِيدُ عَلى مَا كُنْتُ أوْصَيْتُهُ بِهِ، وَإنْ ناكَرْتُهُ الآنَ ثُمّتَ أنْكَرَا
وَلَوْ أنّهَا تَدْعُو صَدايَ أجابَهَا صَدايَ، لِعَهْدِ بَعْدَها ما تَغَيّرَا
يَقُولُ: أما يَنْهاكَ عَنْ طَلَبِ الصِّبا لِداتُكَ قد شابُوا وَإنْ كنتَ أكْبَرَا
مِنِ ابنِ الثّمانِينَ الذي لَيسَ وَارِداً وَلا جائِياً مِنْ غَيْبَةٍ مُتَنَظَّرَا
أبَتْ مُقْلَتَا عَيْنيّ وَالصّاحِبُ الذي عَصَى الظنَّ مُذ كنتُ الغلامَ الحَزَوّرَا
وَقَدْ كُنْتُ لا لَهْواً تُرِيدُ لِقَاءَهُ، فقد كنتُ إذ أمْشِي إليكَ كأوَجَرَا
لِقاؤكِ في حَيْثُ التَقَيْنَا، وَإنّما أطَعْتُ مَوَاثِيقَ الجَرِيّ المُكَرَّرَا
وَلَيْلَةَ بِتْنَا دَيْرَ حَسّانَ نَبّهَتْ هُجُوداً وَعِيساً كالخَسِيّاتِ ضُمَّرَا
بكَتْ ناقَتي لَيْلاً، فَهاجَ بُكاؤها فُؤاداً إلى أهْلِ الوَرِيعَةِ أصْورَا
وَحَنّتْ حَنِيناً مُنكَراً هَيّجَتْ بِهِ على ذي هَوىً من شَوْقِهِ ما تَنكّرَا
فَبِتْنا قُعُوداً بَينَ مُلْتَزمِ الهَوَى، وَناهي جُمانِ العَينِ أنْ يَتحَدّرَا
تَرُومُ عَلى نَعْمانَ في الفَجرِ ناقَتي، وَإن هيَ حنّتْ كنتُ بالشّوْقِ أعْذَرَا
إلى حَيْثُ تَلقَاني تَمِيمٌ إذا بَدَتْ وَزدْتُ على قَوْمٍ عُداةٍ لِتُنْصَرَا
فَلَمْ تَرَ مِثْلي ذائِداً عَنْ عَشِيرَةٍ، وَلا ناصِراً مِنْهُمْ أعَزَّ وَأكْثَرَا
فإنَّ تَمِيماً لَنْ تَزُولَ جِبَالُهَا، وَلا عِزُّها هادِيُّهُ لَنْ يُغَيَّرَا
أقُولُ لها إذْ خِفْتُ تَحْوِيلَ رَحْلِها عَلى مِثْلِها جَهْداً، إذا هوَ شَمّرَا
تُساقُ وَتُمْسِي بالجَرِيضِ وَلم تكُنْ مِنَ اللّيْثِ أن يَعدو عَليها لتُذْعَرَا
فإنّ مُنى النّفسِ التي أقْبَلَتْ بِهَا وَحِلَّ نُذُورِي إنْ بَلَغْتُ المُوَقَّرَا
بهِ خَيرُ أهلِ الأرْضِ حَيّاً وَمَيّتاً، سِوَى مَن بهِ دِينُ البَرِيّةِ أسْفَرَا
جَزَى الله خَيْرَ المُسْلِمينَ وَخَيرَهمْ يَدَيْنِ وَأغناهُمْ لِمَنْ كانَ أفقَرَا
إمَامٌ كَأيّنْ مِنْ إمَامٍ نَمَى بِهِ وَشَمْسٍ وَبَدْرٍ قَد أضَاءا فَنوّرَا
وَكانَ الّذي أعطاهُما الله مِنْهُمَا إمَامَ الهُدَى وَالمُصْطَفَى المُتَنَظَّرَا
تَلَقّتْ بهِ في لَيْلَةٍ كانَ فَضْلُها عَلى اللّيْلِ ألْفاً مِنْ شُهُورٍ مُقَدَّرَا
فَلَيْتَ أمِيرَ المُؤمِنِينَ قَضَى لَنَا، فَرُحْنا، ولَمْ تَنْظُرْ غَداً مَن تعذَّرَا
كَأنّ المَطايا، إذْ عَدَلْنا صُدُورَها بَعْثْنَا بِأيْدِيها الحَمَامَ المُطَيَّرَا
فكَمْ من مُصَلٍّ قد رَدَدتَ صَلاتَهُ لَهُ بَعْدَما قَد كانَ في الرّومِ نصّرَا
يَدَيْهِ بِمَصْلُوبٍ عَلى سَاعِدَيْهِما فأصْبَحَ قَدْ صَلّى حَنِيفاً وَكَبّرَا
فَتَحَتَ لهُمْ حتى فكَكْتَ قُيودَهمْ قَناطِرَ مَنْ قَد كانَ قَبلَكَ قَنطَرَا
وَلَيْسَتْ كمَا تَبني العُلوجُ وَحُوّلَتْ عَنِ الجِسْرِ أبْدانُ السّفِينِ المُقَيَّرَا
لُجَينِيّةً بيضاً، وَمَيّالَةَ العُرَى، هِرَقْلِيّةً صَفَرَاءَ من ضَرْبِ قَيصرَا
تَنَاوَلْتَ ما أعْيا ابنَ حَرْبٍ وقَبْلَهُ وَأعْيَا أبَاكَ الحَازِمَ المُتَخَيَّرَا
وَما كانَ قَدْ أعْيَا الوَليدَ وَبَعْدَهُ سُلَيمانَ مِمّن كان في الرّومِ أعصَرَا
وَأعيا أبا حَفْصٍ فكَسّرْتَ عَنهُمُ على أسْوُقٍ أسرَى الحَديدَ المُسَمَّرَا
فَلَوْلا الذي لا خَيرَ في النّاسِ بَعدَهُ بِهِ قَتلَ الله الّذِي كانَ خَبّرَا
بِهِ دَمّر الله المَزُونَ وَمَنْ سَعَى إلَيْهِمْ كمَا كانَ الفَرَاعِينَ دَمّرَا
وَأصْبَحَ أهْلُ الأرْضِ قَد جَمَعَتهمُ يَدُ الله وَالأعمى المَرِيضَ فأبصَرَا
إلى خَيرِ أهلِ الأرْضِ أُمّاً وَخَيرِهمْ أباً وَأخاً إلاّ النّبيَّ، وعُنْصُرَا
سَأثْني على خَيرِ البَرِيّةِ وَالّذِي عَلى النّاسِ ناءَ الغَيثُ مِنهُ فأمْطَرَا
أرى الله في كَفّيْكَ أرْسَلَ رَحْمَةً على الناسِ ملءَ الأرْضِ ماءً مُفجَّرَا
رَبِيبُ مُلُوكٍ في مَوَارِيثَ لمْ يَزَلْ بهَا مَلِكٌ إنْ ماتَ أوْرَثَ مِنْبَرَا
بَنَيْتَ الّذي أحْيا سُلَيْمانَ وَابْنَهُ وَداوُدَ وَالجِنّ الذي كانَ سَخّرَا
فأصْبَحَ جِسْراً خالِداً، ويَدُكّهُ إذا دَكّ عَنْ يأجوجَ رَدْماً فَنَشَّرَا
بِقُوّتِهِ الله الّذِي هُوَ بَاعِثٌ عِبَاداً لَهُ مِنْ خَلْقِهِ حِينَ نَشّرَا
عَصَائِبَ كانَتْ في القبورِ، فبُعِثرَتْ، وَعَادَ تُرَاباً خَلْقُهُ، حِينَ قَدّرَا
-
إني كَتَبْتُ إلَيْكَ ألتَمِسُ الغِنى بِيَدَيْكَ أوْ بِيَدَيْ أبِيكَ الهَيْثَمِ
أيْدٍ سَبَقْنَ إلى المُنادي بالقِرَى، وَالبأسِ في سَبَلِ العَجاجِ الأقْتَمِ
الشّاعِبَاتِ، إذا الأمُورُ تَفاقَمَتْ، والمُطْعِمَاتِ، إذا يَدٌ لمْ تُطْعَمِ
والمُصْلِحاتِ بمَالِهِنّ ذَوِي الغِنى، وَالحاضِبَاتِ قَنَا الأسِنّةِ بِالدّمِ
إني حَلَفْتُ بِرَافِعِينَ أكُفَّهُمْ بَينَ الحَطِيمِ وَبَينَ حَوْضَيْ زَمْزَمِ
لتَأتِيَنّكَ مِدْحَةٌ مَشْهُورَةٌ غَرّاءُ يَعْرِفُها رِفَاقُ المَوْسِمِ
-
إني لَيَنْفَعُني بَأسِي، فَيَصْرِفُني إذا أتَى دُونَ شَيْءٍ مرّةُ الوَذَمِ
وَالشّيْبُ شَرُّ جَدِيدٍ أنْتَ لابِسُهُ، وَلَنْ تَرَى خَلَقاً شَرّاً مِنَ الهَرَمِ
ما مِنْ أبٍ حَمَلَتْهُ الأرْضُ نَعلَمُه خَيرٌ بَنِينَ، وَلا خَيرٌ مِنَ الحَكَمِ
الحَكَم بن أبي العاصِي الذينَ هُمُ غَيْثُ البِلادِ وَنُورُ النّاسِ في الظُّلَمِ
مِنهمْ خَلائِفُ يُستَسقى الغَمامُ بهمْ، وَالمُقْحِمُونَ على الأبطالِ في القَتَمِ
رَأتْ قُرَيْشٌ أبَا العاصِي أحَقَّهُمُ باثنَينِ: بالخاتَمِ المَيْمُونِ وَالقَلَمِ
تَخَيّرُوا قَبلَ هذا النّاس إذْ خُلقُوا مِنَ الخَلائِقِ أخْلاقاً مِنَ الكَرَمِ
مِلْءَ الجِفانِ من الشِّيزَى مُكَلَّلَةً، وَالضّرْبَ عندَ احمرَارِ المَوْتِ للبُهَمِ
ما ماتَ بعَدَ ابن عَفّانَ الذي قَتَلوا، وَبَعْدَ مَرْوَانَ للإسْلامِ وَالحُرَمِ
مثْلُ ابنِ مَرْوَانَ وَالآجالُ لاقِيَةٌ بحَتْفِهَا كُلَّ مَنْ يَمْشِي على قدَمِ
إنْ تَرْجِعوا قد فرَغتمْ من جَنازَتِهِ، فَما حَمَلْتُمْ على الأعْوادِ من أمَمِ
خَليفَةً كانَ يُستَسقى الغَمَامُ بِهِ، خَيرَ الذِينَ بَقُوا في غابِرِ الأُمَمِ
قالُوا ادْفُنُوهُ فكادَ الطّوْدُ يُرْجِفُهُ إذْ حَرّكُوا نَعْشَهُ الرّاسِي من العَلمِ
أمّا الوَليدُ، فَإنّ الله أوْرَثَهُ بِعِلمِهِ فِيهِ مُلْكاً ثَابِتَ الدِّعَمِ
خَلافَةً لمْ تَكُنْ غَصْباً مَشُورَتُهَا، أرْسَى قَوَاعِدَها الرّحَمنُ ذو النِّعَمِ
كانتْ لعُثمانَ لمْ يَظْلِمْ خِلافَتَها، فانْتَهَكَ النّاسُ منهُ أعظَم الحُرَمِ
دَماً حَرَاماً، وَأيْماناً مُغَلَّظَةً، أيّام يُوضَعُ قَمْلُ القَوْمِ باللِّمَمِ
فَرّقتَ بَينَ النّصَارَى في كَنائِسِهِمْ، وَالعابِدِينَ مَعَ الأسْحَارِ وَالعَتَمِ
وَهُمْ مَعاً في مُصَلاّهُمْ وَأوْجُهُهُمْ شَتى، إذا سَجَدُوا لله وَالصّنَمِ
وَكَيفَ يَجتَمِعُ النّاقُوسُ يَضرِبُهُ أهْلُ الصّليبِ مَعَ القُرّاءِ لمْ تَنَمِ
فُهّمتَ تَحوِيلَها عَنهُمْ كما فَهما، إذْ يَحكُمَانِ لهمْ في الحَرْثِ وَالغَنمِ
داوُدُ وَالمَلِكُ المَهْدِيُّ، إذْ حَكَما أوْلادَها وَاجْتِزَازَ الصّوفِ بالجَلَمِ
فَهَمَّكَ الله تَحْوِيلاً لبَيْعَتِهِمْ عَن مَسجِدٍ فيهِ يُتحلى طَيّبُ الكَلِمِ
عَسَتْ فُرُوغُ دلائي أنْ يُصَادِفَها بَعْضُ الفَوائضِ من أنهارِكَ العُظُمِ
إمّا مِنَ النِّيلِ إذْ وارَى جَزَائِرهُ، وَطَمَّ فَوْقَ مَنَارِ المَاءِ والأكَمِ
أوْ من فُرَاتِ أبي العاصِي، إذا التَطمتْ أثْبَاجُهُ بِمَكانٍ وَاسِعِ الثَّلَمِ
تَظَلُّ أرْكَانُ عَانَاتٍ تُقَاتِلُهُ عَنْ سُورِها وَهوَ مثلُ الفالجِ القَطِمِ
يَخشَوْنَ من شُرُفاتِ السُّورِ سَوْرَتَهُ، وَهُمْ على مثل فَحلِ الطّوْد من خِيَمِ
القاتلُ القِرْنَ وَالأبطالُ كَالِحَةٌ، وَالجوعَ بالشّحمِ يوْم القِطقِط الشَّبِمِ
-
عَرَفْتُ بأعَلى رَائِسبَعْدَمَا مَضَتْ سَنَةٌ أيّامُهَا وَشُهُورُهَا
مَنَازلُ أعْرَتْهَا جُبَيرَةُ، وَالتَقَتْ بِهَا الرّيحُ شَرْقِيّاتُهَا وَدَبُورُها
كأنْ لمْ يُحَوِّضْ أهلُها الثَّوْرَ يجتني بحافاتِها الخَطْميَّ غَضّاً نَضِيرُها
أناةٌ كَرِئْمِ الرّمْلِ نَوّامَةُ الضُّحَى، بَطيءٌ على لَوْثِ النِّطاقِ بُكُورُها
إذا حُسِرَت عَنها الجَلابيبُ وَارْتَدَتْ إلى الزّوْجِ مَيّالاً يَكَادُ يَصُورُها
وَمرْتَجّةِ الأرْدافِ مِنْ آلِ جَعفَرٍ مُخَضَّبَةِ الأطْرَافِ بِيض نُحورُها
تَعِجّ إلى القَتْلى عَلَيْها تَساقَطَتْ، عَجيجَ لِقاحٍ قَدْ تَجاوَبَ خورُها
كَأنّ نَقاً مِنْ عَالِجٍ أزَّرَتْ بِهِ بحَيْثُ التَقَتْ أوْرَاكُها وَخُصُورُها
فَقَدْ خِفتُ من تَذَرَافِ عَيْنيّ إثْرَها عَلى بَصَرِي، وَالعَينُ يَعمى بَصِيرُها
تَفَجّرَ مَاءُ العَينِ كُلَّ عَشِيّةٍ، وَللشّوْقِ ساعاتٌ تَهِيجُ ذُكُورُها
وَما خِفتُ وَشْكَ البَينِ حَتى رَأيْتُها يُساقُ على ذاتِ الجَلاميدِ عِيرُها
وَما زلتُ أُزْجي الطرْفَ من حيثُ يمّمَتْ من الأرْض حتى رَدّ عَيني حَسيرُها
فَرَدّ عَليّ العَينَ، وَهْيَ مَرِيضَةٌ، هذالِيلُ بَطْنِ الرّاحَتَينِ وَقُورُها
تَحَيّرَ ذاوِيها، إذ اضْطَرَدَ السَّفَا، وَهاجَتْ لأيّامِ الثُّرَيّا حَرُورُها
أتْصْرِفُ أجْمَالَ النّوَى شاجِنِيّةٌ، أمِ الحَفَرُ الأعْلى بِفَلْجٍ مَصِيرُها
وَما مِنْهما إلاّ بِهِ دِيَارِهَا مَنازِلُ أمْسَتْ ما تَبِيدُ سُطُورُها
وَكائِنْ بها مِنْ عَينِ باكٍ وَعَبْرَةٍ، إذا امتُرِيَتْ كانَتْ سَرِيعاً دُرُورُها
تَرَى قَطَنٌ أهْلَ الأصَارِيمِ، إنّهُ غَنيّ إذا مَا كَلّمَتْهُ فَقِيرُها
تَهادَى إلى بَيْتِ الصّلاةِ كَأنّهَا على الوَعثِ ذو ساقٍ مَهيضٍ كسيرُها
كَدُرّةِ غَوّاصٍ رَمَى في مَهِيبَةٍ بأجْرَامِهِ، وَالنّفسُ يخشَى ضَمِيرُها
مُوَكَّلَةً بالدُّرّ خَرْسَاءَ قَدْ بكَى إلَيْهِ مِنَ الغَوّاصِ مِنها نَذِيرُها
فقالَ أُلاقي المَوْتَ أوْ أُدْرِكُ الغِنى لِنَفْسِيَ، وَالآجالُ جَاءٍ دُهُورُها
ولَمّا رَأى ما دُونَها خاطَرَتْ بِهِ على المَوْتِ نَفْسٌ لا يَنَامُ فَقِيرُها
فَأهْوَى، وَناباها حَوَاليْ يَتِيمَةٍ، هيَ المَوْتُ أوْ دُنْيا يُنادي بَشِيرُها
فَألْقَتْ بِكَفّيْهِ المَنِيّةُ، إذْ دَنَا بِعَضّةِ أنْيَابٍ سَرِيعٍ سُؤورُهاعَرَفْتُ بأعَلى رَائِسَ الفأْوَ، بَعْدَمَا
مَضَتْ سَنَةٌ أيّامُهَا وَشُهُورُهَا مَنَازلُ أعْرَتْهَا جُبَيرَةُ، وَالتَقَتْ
بِهَا الرّيحُ شَرْقِيّاتُهَا وَدَبُورُها كأنْ لمْ يُحَوِّضْ أهلُها الثَّوْرَ يجتني
بحافاتِها الخَطْميَّ غَضّاً نَضِيرُها أناةٌ كَرِئْمِ الرّمْلِ نَوّامَةُ الضُّحَى،
بَطيءٌ على لَوْثِ النِّطاقِ بُكُورُها إذا حُسِرَت عَنها الجَلابيبُ وَارْتَدَتْ
إلى الزّوْجِ مَيّالاً يَكَادُ يَصُورُها وَمرْتَجّةِ الأرْدافِ مِنْ آلِ جَعفَرٍ
مُخَضَّبَةِ الأطْرَافِ بِيض نُحورُها تَعِجّ إلى القَتْلى عَلَيْها تَساقَطَتْ،
عَجيجَ لِقاحٍ قَدْ تَجاوَبَ خورُها كَأنّ نَقاً مِنْ عَالِجٍ أزَّرَتْ بِهِ
بحَيْثُ التَقَتْ أوْرَاكُها وَخُصُورُها فَقَدْ خِفتُ من تَذَرَافِ عَيْنيّ إثْرَها
عَلى بَصَرِي، وَالعَينُ يَعمى بَصِيرُها تَفَجّرَ مَاءُ العَينِ كُلَّ عَشِيّةٍ،
وَللشّوْقِ ساعاتٌ تَهِيجُ ذُكُورُها وَما خِفتُ وَشْكَ البَينِ حَتى رَأيْتُها
يُساقُ على ذاتِ الجَلاميدِ عِيرُها وَما زلتُ أُزْجي الطرْفَ من حيثُ يمّمَتْ
من الأرْض حتى رَدّ عَيني حَسيرُها فَرَدّ عَليّ العَينَ، وَهْيَ مَرِيضَةٌ،
هذالِيلُ بَطْنِ الرّاحَتَينِ وَقُورُها تَحَيّرَ ذاوِيها، إذ اضْطَرَدَ السَّفَا،
وَهاجَتْ لأيّامِ الثُّرَيّا حَرُورُها أتْصْرِفُ أجْمَالَ النّوَى شاجِنِيّةٌ،
أمِ الحَفَرُ الأعْلى بِفَلْجٍ مَصِيرُها وَما مِنْهما إلاّ بِهِ دِيَارِهَا
مَنازِلُ أمْسَتْ ما تَبِيدُ سُطُورُها وَكائِنْ بها مِنْ عَينِ باكٍ وَعَبْرَةٍ،
إذا امتُرِيَتْ كانَتْ سَرِيعاً دُرُورُها تَرَى قَطَنٌ أهْلَ الأصَارِيمِ، إنّهُ
غَنيّ إذا مَا كَلّمَتْهُ فَقِيرُها تَهادَى إلى بَيْتِ الصّلاةِ كَأنّهَا
على الوَعثِ ذو ساقٍ مَهيضٍ كسيرُها كَدُرّةِ غَوّاصٍ رَمَى في مَهِيبَةٍ
بأجْرَامِهِ، وَالنّفسُ يخشَى ضَمِيرُها مُوَكَّلَةً بالدُّرّ خَرْسَاءَ قَدْ بكَى
إلَيْهِ مِنَ الغَوّاصِ مِنها نَذِيرُها فقالَ أُلاقي المَوْتَ أوْ أُدْرِكُ الغِنى
لِنَفْسِيَ، وَالآجالُ جَاءٍ دُهُورُها ولَمّا رَأى ما دُونَها خاطَرَتْ بِهِ
على المَوْتِ نَفْسٌ لا يَنَامُ فَقِيرُها فَأهْوَى، وَناباها حَوَاليْ يَتِيمَةٍ،
هيَ المَوْتُ أوْ دُنْيا يُنادي بَشِيرُها فَألْقَتْ بِكَفّيْهِ المَنِيّةُ، إذْ دَنَا
بِعَضّةِ أنْيَابٍ سَرِيعٍ سُؤورُها فحَرّكَ أعْلى حَبْلِهِ بِحُشَاشَةٍ،
وَمن فَوْقهِ خَضرَاءُ طامٍ بُحُورُها فَما جاءَ حتى مَجّ، وَالمَاءُ دُونَهُ،
مِنَ النّفسِ ألواناً عَبِيطاً نُحُورُها إذا ما أرادُوا أنْ يُحيرَ مَدُوفَةً
أبَى منْ تَقَضِّي نَفسِهِ لا يَحورُها فَلَمّا أرَوْها أُمَّهُ هَانَ وَجْدُهَا
رَجَاةَ الغِنى لَمّا أضَاءَ مُنيرُها وَظَلّتْ تَغالاها التِّجَارُ وَلا تُرَى
لهَا سِيمَةٌ إلاّ قَلِيلاً كَثِيرُها فَرُبّ رَبِيعٍ بِالبَلالِيقِ قَدْ رَعَتْ،
بمُسْتَنّ أغياثٍ بُعاق، ذُكُورُها تَحَدّرَ قَبْلَ النّجْمِ مِمّا أمَامَهُ
من الدّلوِ والأشَرَاطِ يَجرِي غضِيرُها ألَمْ تَعْلَمي أني إذا القِدْرُ حُجّلَتْ
وَأُلْقيَ عَنْ وَجْهِ الفَتَاةِ سُتُورُها وَرَاحتْ تَشِلّ الشَّوْلَ وَالفحلُ خلفَها
زَفِيفاً إلى نِيرَانِهَا زَمْهَرِيرُها شَآميّةٌ تُفْشِي الخَفَائِرَ نَارُها،
وَنَبْحُ كِلابِ الحَيّ فِيها هَرِيرُها إذا الأُفُقُ الغَرْبيُّ أمْسَى كَأنّهُ
سَدَى أُرْجُوَانٍ وَاستَقَلّتْ عَبورُها تعرَى النِّيبَ مِنْ ضَيْفي إذا ما رَأينَهُ
ضُمُوزاً عَلى جَرّاتِها مَا تُحِيرُها يُحاذِرْنَ مِنْ سَيْفي إذا ما رَأيْنَهُ
مَعي قائِماً حتى يكُوسَ عَقيرُها وَقَدْ عَلِمَتْ أنّ القِرَى لابنِ غالبٍ
ذُرَاها إذا لمْ يَقْرِ ضَيْفاً دَرُورُها شَقَقْنا عَنِ الأوْلاِد بالسّيفِ بطنَها
وَلَمّا تُجَلَّدْ وَهْيَ يَحبُو بَقِيرُها وَنُبّئْتُ ذا الأهدامِ يَعوِي، وَدُونَهُ
مِنَ الشّأمِ ذَرّاعاتُها وَقُصُورُها إليّ، وَلمْ أتْرُكْ عَلى الأرْضِ حَيّةً،
وَلا نَابِحاً إلاّ استْسَرّ عَقُورُها كلاباً نَبَحنَ اللّيثَ من كُلّ جانِبٍ
فَعَادَ عُوَاءً بَعْدَ نَبْحٍ هَرِيرُها عَوَى بِشَقاً لابْنَيْ بُحَيْرٍ، وَدُونَنا
نِضَادٌ، فأعْلامُ السِّتارِ، فَنِيرُها وَنُبّئت كَلبَ ابنَيْ حُمَيضَة قد عَوَى
إليّ وَنَارُ الحَرْبِ تَغْلي قُدُورُها وَوَدّتْ مكانَ الأنْفِ لوْ كانَ نَافِعٌ
لهَا حَيْضَةٌ أوْ أعْجَلَتْها شُهُورُها مكان ابْنِها إذْ هَاجَني بِعُوَائِهِ
عَلَيْها، وَكانَتْ مُطمَئِنّاً ضَميرُها لَكانَ ابنُها خَيراً وَأهْوَنَ رَوْعَةً
عَلَيها مِنَ الجُرْبِ البَطيءِ طُرُورُها دوَامعَ قَد يُعْدي الصِّحاحَ قِرَافُها،
إذا هُنِئَتْ يَزْدادُ عَرّاً نُشُورُها وَكَانَ نُفَيْعٌ إذْ هَجَاني لأُمّهِ
كَبَاحِثَةٍ عَنْ مُدْيَةٍ تَسْتَثِيرُها عَجوزٌ تُصَلّي الخَمسَ عاذَتْ بغالبٍ
فَلا وَالّذي عاذَتْ بِهِ لا أضِيرُها فَإني عَلى إشْفَاقِها مِنْ مَخافَتي،
وَإنْ عَقّها بي نَافِعٌ، لَمُجِيرُها وَلمْ تَأتِ عِيرٌ أهْلَها بِالّذِي أتَتْ
بِهِ جَعْفَراً يَوْمَ الهُضَيْباتِ عِيرُها أتَتْهُمْ بِعِيرٍ لَمْ تَكُنْ هَجَرِيّةً
وَلا حِنْطَةَ الشّأمِ المَزِيت خَمِيرُها وَلمْ تُرَ سَوّاقِينَ عِيراً كَسَاقَةٍ،
يَسُوقُونَ أعْدالاً يَدِبّ بَعِيرُها إذا ذَكَرَتْ زَوْجاً لها جَعْفَرِيّةٌ،
وَمَصْرَعَ قَتْلى لمْ تُقَتَّلْ ثُؤورُها تَبَيّنُ أنْ لَمْ يَبْقَ مِنْ آلِ جَعفرٍ
مُحامٍ وَلا دونَ النّساءِ غُيُورُها وَقَدْ أنْكَرَتْ أزْوَاجَها، إذْ رأتهمُ
عُرَاةً، نِساءٌ قَدْ أُحْرّتْ صُدُورُها إذا ذُكِرَتْ أيّامُهُمْ يَوْمَ لمْ يَقُمْ
لِسَلّةِ أسْيَافِ الضِّبَابِ نَفيرُها عَشِيّةَ يَحدُوهمْ هُرَيْمٌ، كَأنّهُمْ
رِئَالُ نَعامٍ مُسْتَخَفٌّ نَفُورُها عَشِيّةَ لاقَتْهُمْ بِآجَالِ جَعْفَرٍ
صَوارِمُ في أيدي الضِّبابِ ذُكورُها كَأنّهُمُ للخَيْلِ يَوْمَ لَقِيتَهُمْ،
بطِخفَةَ، خِرْبانٌ عَلَتْها صُقُورُها وَلمْ تَكُ تَخشَى جَعفَرٌ أنْ يُصِيبَهَا
بأعظَمَ مني مِنْ شَقَاها فُجُورُها وَلا يَوْمَ بِرْيانٌ تُكَسَّعُ بِالقَنَا،
وَلا النّارَ لَوْ يُلقى عَلَيهِمْ سَعيرُها وَقَدْ عَلِمَتْ أعداؤها أنّ جَعفَراً
يَقي جَعْفَراً حَدَّ السّيُوفِ ظُهورُها أتَصْبِرُ لِلْعَادِي ضَغابِيثُ جَعْفَرٍ،
وَثَوْرَةِ ذي الأشْبالِ حِينَ يَثُورُها سَيَبْلُغُ ما لا قَتْ مِنَ الشّرّ جَعْفَرٌ
تِهَامَةَ مِنْ رُكْبانِها مَنْ يَغورُها إذا جَعْفَرٌ مَرّتْ على هَضْبَةِ الحمى
تَقَنَّعُ إذْ صَاحَتْ إليها قُبُورُهاعَرَفْتُ بأعَلى رَائِسَ الفأْوَ، بَعْدَمَا مَضَتْ سَنَةٌ أيّامُهَا وَشُهُورُهَا
مَنَازلُ أعْرَتْهَا جُبَيرَةُ، وَالتَقَتْ بِهَا الرّيحُ شَرْقِيّاتُهَا وَدَبُورُها
كأنْ لمْ يُحَوِّضْ أهلُها الثَّوْرَ يجتني بحافاتِها الخَطْميَّ غَضّاً نَضِيرُها
أناةٌ كَرِئْمِ الرّمْلِ نَوّامَةُ الضُّحَى، بَطيءٌ على لَوْثِ النِّطاقِ بُكُورُها
إذا حُسِرَت عَنها الجَلابيبُ وَارْتَدَتْ إلى الزّوْجِ مَيّالاً يَكَادُ يَصُورُها
وَمرْتَجّةِ الأرْدافِ مِنْ آلِ جَعفَرٍ مُخَضَّبَةِ الأطْرَافِ بِيض نُحورُها
تَعِجّ إلى القَتْلى عَلَيْها تَساقَطَتْ، عَجيجَ لِقاحٍ قَدْ تَجاوَبَ خورُها
كَأنّ نَقاً مِنْ عَالِجٍ أزَّرَتْ بِهِ بحَيْثُ التَقَتْ أوْرَاكُها وَخُصُورُها
فَقَدْ خِفتُ من تَذَرَافِ عَيْنيّ إثْرَها عَلى بَصَرِي، وَالعَينُ يَعمى بَصِيرُها
تَفَجّرَ مَاءُ العَينِ كُلَّ عَشِيّةٍ، وَللشّوْقِ ساعاتٌ تَهِيجُ ذُكُورُها
وَما خِفتُ وَشْكَ البَينِ حَتى رَأيْتُها يُساقُ على ذاتِ الجَلاميدِ عِيرُها
وَما زلتُ أُزْجي الطرْفَ من حيثُ يمّمَتْ من الأرْض حتى رَدّ عَيني حَسيرُها
فَرَدّ عَليّ العَينَ، وَهْيَ مَرِيضَةٌ، هذالِيلُ بَطْنِ الرّاحَتَينِ وَقُورُها
تَحَيّرَ ذاوِيها، إذ اضْطَرَدَ السَّفَا، وَهاجَتْ لأيّامِ الثُّرَيّا حَرُورُها
أتْصْرِفُ أجْمَالَ النّوَى شاجِنِيّةٌ، أمِ الحَفَرُ الأعْلى بِفَلْجٍ مَصِيرُها
وَما مِنْهما إلاّ بِهِ دِيَارِهَا مَنازِلُ أمْسَتْ ما تَبِيدُ سُطُورُها
وَكائِنْ بها مِنْ عَينِ باكٍ وَعَبْرَةٍ، إذا امتُرِيَتْ كانَتْ سَرِيعاً دُرُورُها
تَرَى قَطَنٌ أهْلَ الأصَارِيمِ، إنّهُ غَنيّ إذا مَا كَلّمَتْهُ فَقِيرُها
تَهادَى إلى بَيْتِ الصّلاةِ كَأنّهَا على الوَعثِ ذو ساقٍ مَهيضٍ كسيرُها
كَدُرّةِ غَوّاصٍ رَمَى في مَهِيبَةٍ بأجْرَامِهِ، وَالنّفسُ يخشَى ضَمِيرُها
مُوَكَّلَةً بالدُّرّ خَرْسَاءَ قَدْ بكَى إلَيْهِ مِنَ الغَوّاصِ مِنها نَذِيرُها
فقالَ أُلاقي المَوْتَ أوْ أُدْرِكُ الغِنى لِنَفْسِيَ، وَالآجالُ جَاءٍ دُهُورُها
ولَمّا رَأى ما دُونَها خاطَرَتْ بِهِ على المَوْتِ نَفْسٌ لا يَنَامُ فَقِيرُها
فَأهْوَى، وَناباها حَوَاليْ يَتِيمَةٍ، هيَ المَوْتُ أوْ دُنْيا يُنادي بَشِيرُها
فَألْقَتْ بِكَفّيْهِ المَنِيّةُ، إذْ دَنَا بِعَضّةِ أنْيَابٍ سَرِيعٍ سُؤورُها
فحَرّكَ أعْلى حَبْلِهِ بِحُشَاشَةٍ، وَمن فَوْقهِ خَضرَاءُ طامٍ بُحُورُها
فَما جاءَ حتى مَجّ، وَالمَاءُ دُونَهُ، مِنَ النّفسِ ألواناً عَبِيطاً نُحُورُها
إذا ما أرادُوا أنْ يُحيرَ مَدُوفَةً أبَى منْ تَقَضِّي نَفسِهِ لا يَحورُها
فَلَمّا أرَوْها أُمَّهُ هَانَ وَجْدُهَا رَجَاةَ الغِنى لَمّا أضَاءَ مُنيرُها
وَظَلّتْ تَغالاها التِّجَارُ وَلا تُرَى لهَا سِيمَةٌ إلاّ قَلِيلاً كَثِيرُها
فَرُبّ رَبِيعٍ بِالبَلالِيقِ قَدْ رَعَتْ، بمُسْتَنّ أغياثٍ بُعاق، ذُكُورُها
تَحَدّرَ قَبْلَ النّجْمِ مِمّا أمَامَهُ من الدّلوِ والأشَرَاطِ يَجرِي غضِيرُها
ألَمْ تَعْلَمي أني إذا القِدْرُ حُجّلَتْ وَأُلْقيَ عَنْ وَجْهِ الفَتَاةِ سُتُورُها
وَرَاحتْ تَشِلّ الشَّوْلَ وَالفحلُ خلفَها زَفِيفاً إلى نِيرَانِهَا زَمْهَرِيرُها
شَآميّةٌ تُفْشِي الخَفَائِرَ نَارُها، وَنَبْحُ كِلابِ الحَيّ فِيها هَرِيرُها
إذا الأُفُقُ الغَرْبيُّ أمْسَى كَأنّهُ سَدَى أُرْجُوَانٍ وَاستَقَلّتْ عَبورُها
تعرَى النِّيبَ مِنْ ضَيْفي إذا ما رَأينَهُ ضُمُوزاً عَلى جَرّاتِها مَا تُحِيرُها
يُحاذِرْنَ مِنْ سَيْفي إذا ما رَأيْنَهُ مَعي قائِماً حتى يكُوسَ عَقيرُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أنّ القِرَى لابنِ غالبٍ ذُرَاها إذا لمْ يَقْرِ ضَيْفاً دَرُورُها
شَقَقْنا عَنِ الأوْلاِد بالسّيفِ بطنَها وَلَمّا تُجَلَّدْ وَهْيَ يَحبُو بَقِيرُها
وَنُبّئْتُ ذا الأهدامِ يَعوِي، وَدُونَهُ مِنَ الشّأمِ ذَرّاعاتُها وَقُصُورُها
إليّ، وَلمْ أتْرُكْ عَلى الأرْضِ حَيّةً، وَلا نَابِحاً إلاّ استْسَرّ عَقُورُها
كلاباً نَبَحنَ اللّيثَ من كُلّ جانِبٍ فَعَادَ عُوَاءً بَعْدَ نَبْحٍ هَرِيرُها
عَوَى بِشَقاً لابْنَيْ بُحَيْرٍ، وَدُونَنا نِضَادٌ، فأعْلامُ السِّتارِ، فَنِيرُها
وَنُبّئت كَلبَ ابنَيْ حُمَيضَة قد عَوَى إليّ وَنَارُ الحَرْبِ تَغْلي قُدُورُها
وَوَدّتْ مكانَ الأنْفِ لوْ كانَ نَافِعٌ لهَا حَيْضَةٌ أوْ أعْجَلَتْها شُهُورُها
مكان ابْنِها إذْ هَاجَني بِعُوَائِهِ عَلَيْها، وَكانَتْ مُطمَئِنّاً ضَميرُها
لَكانَ ابنُها خَيراً وَأهْوَنَ رَوْعَةً عَلَيها مِنَ الجُرْبِ البَطيءِ طُرُورُها
دوَامعَ قَد يُعْدي الصِّحاحَ قِرَافُها، إذا هُنِئَتْ يَزْدادُ عَرّاً نُشُورُها
وَكَانَ نُفَيْعٌ إذْ هَجَاني لأُمّهِ كَبَاحِثَةٍ عَنْ مُدْيَةٍ تَسْتَثِيرُها
عَجوزٌ تُصَلّي الخَمسَ عاذَتْ بغالبٍ فَلا وَالّذي عاذَتْ بِهِ لا أضِيرُها
فَإني عَلى إشْفَاقِها مِنْ مَخافَتي، وَإنْ عَقّها بي نَافِعٌ، لَمُجِيرُها
وَلمْ تَأتِ عِيرٌ أهْلَها بِالّذِي أتَتْ بِهِ جَعْفَراً يَوْمَ الهُضَيْباتِ عِيرُها
أتَتْهُمْ بِعِيرٍ لَمْ تَكُنْ هَجَرِيّةً وَلا حِنْطَةَ الشّأمِ المَزِيت خَمِيرُها
وَلمْ تُرَ سَوّاقِينَ عِيراً كَسَاقَةٍ، يَسُوقُونَ أعْدالاً يَدِبّ بَعِيرُها
إذا ذَكَرَتْ زَوْجاً لها جَعْفَرِيّةٌ، وَمَصْرَعَ قَتْلى لمْ تُقَتَّلْ ثُؤورُها
تَبَيّنُ أنْ لَمْ يَبْقَ مِنْ آلِ جَعفرٍ مُحامٍ وَلا دونَ النّساءِ غُيُورُها
وَقَدْ أنْكَرَتْ أزْوَاجَها، إذْ رأتهمُ عُرَاةً، نِساءٌ قَدْ أُحْرّتْ صُدُورُها
إذا ذُكِرَتْ أيّامُهُمْ يَوْمَ لمْ يَقُمْ لِسَلّةِ أسْيَافِ الضِّبَابِ نَفيرُها
عَشِيّةَ يَحدُوهمْ هُرَيْمٌ، كَأنّهُمْ رِئَالُ نَعامٍ مُسْتَخَفٌّ نَفُورُها
عَشِيّةَ لاقَتْهُمْ بِآجَالِ جَعْفَرٍ صَوارِمُ في أيدي الضِّبابِ ذُكورُها
كَأنّهُمُ للخَيْلِ يَوْمَ لَقِيتَهُمْ، بطِخفَةَ، خِرْبانٌ عَلَتْها صُقُورُها
وَلمْ تَكُ تَخشَى جَعفَرٌ أنْ يُصِيبَهَا بأعظَمَ مني مِنْ شَقَاها فُجُورُها
وَلا يَوْمَ بِرْيانٌ تُكَسَّعُ بِالقَنَا، وَلا النّارَ لَوْ يُلقى عَلَيهِمْ سَعيرُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أعداؤها أنّ جَعفَراً يَقي جَعْفَراً حَدَّ السّيُوفِ ظُهورُها
أتَصْبِرُ لِلْعَادِي ضَغابِيثُ جَعْفَرٍ، وَثَوْرَةِ ذي الأشْبالِ حِينَ يَثُورُها
سَيَبْلُغُ ما لا قَتْ مِنَ الشّرّ جَعْفَرٌ تِهَامَةَ مِنْ رُكْبانِها مَنْ يَغورُها
إذا جَعْفَرٌ مَرّتْ على هَضْبَةِ الحمى تَقَنَّعُ إذْ صَاحَتْ إليها قُبُورُها
لَنا مَسْجِدا الله الحَرَامانِ وَالهُدى، وَأصْبَحَتِ الأسْمَاءُ مِنّا كَبِيرُها
سِوِى الله، إنّ الله لا شَيءَ مِثْلَهُ، لَهُ الأمَمُ الأُولى يَقُومُ نُشُورُها
إمَامُ الهُدى كَمْ مِنْ أبٍ أو أخٍ لَهُ وَقَد كانَ للأرْضِ العَرِيضَةِ نُورُها
إذا اجتَمَعَ الآفاقُ من كُلّ جانِبٍ إلى مَنْسِكٍ كانَتْ إلَيْنا أُمُورُها
رَمى النّاسُ عن قَوْسٍ تميماً فما أرَى مُعاداةَ مَنْ عادَى تَميماً تَضِيرُها
وَلَوْ أنّ أُمّ النّاسِ حَواءَ حَارَبَتْ تَميمَ بنَ مَرٍّ لمْ تَجِدْ مَن يُجيرُها
بَنى بَيْتَنا باني السّمَاءِ فَنَالَهَا، وَفي الأرْضِ من بَحرِي تَفيضُ بحورُها
وَنُبّئْتُ أشْقَى جَعْفَرٍ هَاجَ شِقَوَةً، عَلَيْها كَمَا أشْقَى ثَمُودَ مُبِيرُها
يَصِيحونَ يَستَسقونَه حينَ أنضَجَتْ عَليهمْ من الشِّعرى التّرَابَ حَرُورُها
تَصُدّ عَنِ الأزْوَاجِ، إذْ عَدَلَتْهمُ عَيونٌ حَزِيناتٌ سَرِيعٌ دُرُورُها
وَلَكِنّ خِرْبَاناً تَنُوسُ لِحَاهُمُ على قُصُبٍ جُوفٍ تَناوَحَ خُورُها
مُنِعْنَ وَيَسْتَحْيِينَ بَعدَ فِرَارِهِمْ إلى حَيثُ للأوْلادِ يُطوَى صَغيِرُها
لَعَمرِي لَقَدْ لاقَتْ من الشرّ جَعفَرٌ بطِخَفَةَ أيّاماً، طَوِيلاً قَصِيرُها
بطِخْفَةَ وَالرَّيّانِ حَيْثُ تَصَوّبَتْ على جَعْفَرٍ عِقْبانُها وَنُسُورُها
وَقَدْ عَلِمَتْ أفْنَاءُ جَعْفَرَ أنّهُ يَقي جَعفراً وَقَع العَوَالي ظُهُورُها
تضَاغَى وَقد ضَمّتْ ضَغابيثُ جَعفَرٍ شَباً بَينَ أشداقٍ رِحابٍ شُجورُها
شَقا شَقّتَيْهِ جَعْفَرٌ بي وَقَدْ أتَتْ عَليّ لهُمْ سَبْعونَ تَمّتْ شُهُورُها
بَني جَعْفَرٍ هَلْ تَذْكُرُونَ وَأنْتُمُ تُساقُونَ إذْ يَعْلُو القَلِيلَ كَثِيرُها
وَإذْ لا طَعامٌ غَيرَ ما أطْعَمَتْكُمُ بُطُونُ جَوَارِي جَعْفَرٍ وَظُهورُها
وَقد عَلِمَتْ مَيْسونُ أنّ رِماحَكمْ تَهابُ أبَا بَكْرٍ جِهاراً صُدُورُها
عَشِيّةَ أعْطَيْتُمْ سَوَادَةَ جَحْوَشاً وَلَمّا يُفَرَّقْ بَالعَوَالي نَصِيرُها
أقامَتْ على الأجْبابِ حاضِرَةً بهِ، ضَبِينَةُ لمْ تُهتَكْ لظَعنٍ كُسُورُها
تُرِيحُ المَخازِي جَعْفَرٌ كُلَّ لَيْلَةٍ عَلَيْها وَتغْدُو حينَ يَغدو بُكُورُها
فإنْ تَكُ قَيسٌ قَدّمَتْكَ لنَصرِها، فقَدْ خَزِيَتْ قَيْسٌ وَذلّ نَصِيرُها
-
يا ابنَ المَرَاغَةِ إنّمَا جَارَيْتَني بِمُسَبَّقِينَ لَدَى الفَعَالِ قِصَارِ
وَالحابِسِينَ إلى العَشِيّ ليَأخُذُوا نُزُحَ الرّكِيّ وَدِمْنَةَ الأسْآرِ
يا ابنَ المَرَاغَةِ كَيْفَ تَطْلُبُ دارِماً وَأبُوكَ بَينَ حِمَارَةٍ وَحِمَارِ
وإذا كِلابُ بَني المَرَاغَةِ رَبّضَتْ خَطَرَتْ وَرَائي دارِمي وَجِمارِي
هَلْ أنْتُمُ مُتَقَلّدِي أرْبَاقِكُمْ بِفَوَارِسِ الهَيْجَا وَلا الأيْسَارِ
مِثْلُ الكِلابِ تَبُولُ فَوْقَ أُنُوفِهَا يَلْحَسْنَ قَاطِرَهُنّ بِالأسْحَارِ
لَنْ تُدْرِكُوا كَرَمي بِلُؤمِ أبيكُمُ وَأوَابِدي بِتَنَحّلِ الأشْعَارِ
هَلاّ غَدَاةَ حَبَسْتُمُ أعْيَارَكُمْ بِجَدُودَ والخَيْلانِ في إعْصَارِ
وَالحَوْفَزَانُ مُسَوِّمٌ أفْرَاسَهُ، والمُحْصَنَاتُ حَوَاسِرُ الأبْكَارِ
يَدْعُونَ زَيْدَ مَنَاةَ إذْ وَلّيْتُمُ، لا يَتّقِينَ على قَفاً بِخِمَارِ
صَبَرَتْ بَنُو سَعْدٍ لَهُمْ برِماحِهِمْ وَكَشَفْتُمُ لَهُمُ عَنِ الأدْبَارِ
فَلَنَحْنُ أوْثَقُ في صُدُورِ نِسائِكُمْ عِنْدَ الطِّعانِ، وقُبّةِ الجَبّارِ
مِنْكُمْ إذا لَحِقَ الرّكُوبُ، كَأنّها خِرَقُ الجَرَادِ تَثُورُ يَوْمَ غُبَارِ
بالمُرْدَفَات إذا التَقَيْنَ عَشِيّةً، يَبْكِينَ خَلْفَ أوَاخِرِ الأكْوَارِ
فاسْألْ هَوَازِنَ إنّ عِنْدَ سَرَاتِهِمْ عِلْماً وَمُجْتَمَعاً مِنَ الأخْبَارِ
قَوْمٌ لَهُمْ نَضَدٌ، كأنْ أجسادُهُمْ بِالأعْوَجِيّةِ مِنْ سَلُوقَ ضَوَارِي
فَلْتُخْبِرَنّكَ أنّ عِزّةَ دارِمٍ سَبَقَتْكَ يا ابنَ مَسُوِّق الأعْيَارِ
كَيْفَ التّعَذّرُ بَعْدَما ذَمّرْتُمُ سَقْباً لِمُعْضِلَةِ النِّتَاجِ نَوَارِ
قَبَحَ الإلَهُ بَني كُلَيْبٍ إنّهُمْ لا يَغْدِرُونَ وَلا يَفُونَ لِجَارِ
يَسْتَيْقِظُونَ إلى نُهَاقِ حِمارِهمْ وَتَنَامُ أعْيُنُهُمْ عَنِ الأوْتَارِ
يا حَقَّ، كُلُّ بَني كُلَيْبٍ فَوْقهُ لؤمٌ تَسَرْبَلَهُ إلى الأظْفَارِ
مُتَبَرْقِعي لُؤمٍ كَأنّ وُجُوهَهُمْ طُلِيَتْ حَوَاجِبُهَا عَنِيّةَ قَارِ
كَمْ مِنْ أبٍ لي، يا جَرِيرُ، كَأنّهُ قَمَرُ المَجَرّةِ، أوْ سِرَاجُ نَهَارِ
وَرث المَكَارِمَ كَابراً عَنْ كَابِرِ، ضَخْمِ الدّسِيعَةِ يَوْمَ كخلّ فَخارِ
تَلْقَى فَوَارِسَنَا إذا رَبّقْتُمُ، مُتَلَبّبِينَ لِكُلّ يَوْمِ عَوَارِ
وَلَقَدْ تَرَكْتُ بَني كُلَيْبٍ كُلَّهُمْ صمَّ الرّؤوسِ مُفَقّئي الأبْصَارِ
وَلَقَدْ ضَللْتَ أباكَ تَطْلُبُ دارِماً، كَضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَرِيقَ وَبَارِ
لا يَهْتَدي أبَداً، ولَوْ نُعِتَتْ لَهُ بِسَبِيلِ وَارِدَةٍ وَلا إصْدارِ
قالوا: عَلَيْكَ الشّمسَ فاقصِدْ نحوَها، وَالشّمْسُ نَائِيَةٌ عَنِ السُّفَّارِ
لمّا تَكَسّعَ في الرّمَالِ هَدَتْ لَهُ عَرْفَاءُ هَادِيَةٌ بِكُلّ وِجَارِ
كَالسّامِرِيّ يَقُولُ إنْ حَرّكْتَهُ: دَعْني، فَلَيسَ عَليّ غَيرُ إزَارِي
لَوْلا لِسَاني حَيْثُ كُنْتُ رَفَعْتُهُ، لَرَمَيْتُ فَاقِرَةً أبا سَيّارِ
فَوْقَ الحَوَاجِبِ وَالسِّبَالِ كَأنّهَا نَارٌ تَلُوحُ على شَفِيرِ قُتَارِ
إنّ البِكَارَةَ لا يَدَيْ لِصِغَارِها بِزِحَامِ أصْيَدَ رَأسُهُ هَدّارِ
قَرْمٌ، إذا سَمِعَ القُرُومُ هَدِيرَهُ وَلّيْنَهُ وَرَمَيْنَ بِالأبْعَارِ
كَمْ خالةٍ لكَ يا جَريرُ وعَمَّةٍ فَدْعاء قد حَلَبَتْ عَليَّ عِشاري
كُنّا نُحَاذِرُ أنْ تَضِيعَ لِقَاحُنَا، وَلَهاً، إذا سَمِعَتْ دُعَاءَ يَسَارِ
شَغّارَةٍ تَقِذُ الفَصِيلَ بِرِجْلِهَا فَطّارَةٍ لِقَوَادِمِ الأبْكَارِ
كَانَتْ تُرَاوِحُ عَاتِقَيْهَا عُلْبَةً، خَلْفَ اللِّقَاحِ، سَرِيعَةَ الإدْرَارِ
وَلَقَدْ عَرَكْتُ بَني كلَيْبٍ عَرْكةً وَتَرَكْتُهُمْ فَقْعاً بِكُلّ قَرَارِ
-
جَرّ المُخْزِياتِ عَلى كُلَيْبٍ جَرِيرٌ ثمّ مَا مَنَعَ الذِّمَارَا
وَكَانَ لَهُمْ كَبَكْرِ ثَمودَ لمّا رَغَا ظُهْراً، فَدَمّرَهمْ دَمَارَا
عَوَى فَأثَارَ أغْلَبَ ضَيْغَمِيّاً، فَوَيْلَ ابنِ المَرَاغَةِ ما اسْتَثَارَا
مِنَ اللاّئي يَظَلّ الألْفُ مِنْهُ مُنِيخاً مِنْ مَخَافَتِهِ نَهَارَا
تَظَلّ المُخْدِرَاتُ لَهُ سُجُوداً، حَمَى الطّرُقَ المَقانِبَ والتِّجارَا
كَأنّ بساعِدَيْهِ سَوَادَ وَرْسٍ، إذا هُوَ فَوْقَ أيْدي القَوْمِ سارَا
وَإنّ بَني المَرَاغَةِ لَمْ يُصِيبُوا إذا اخْتارُوا مَشاتَمَتي اخْتِيَارَا
هَجَوْني حَائِنِينَ وَكَانَ شَتْمي عَلى أكْبَادِهِمْ سَلَعاً وَقَارَا
سَتَعْلَمُ مَنْ تَنَاوَلُهُ المَخَازِي إذا يَجْرِي وَيَدّرِعُ الغُبَارَا
وَنَامَ ابنُ المَرَاغَةِ عَنْ كُلَيْبٍ فَجَلّلَهَا المَخَازِي وَالشَّنَارَا
وَإنّ بَني كُلَيْبٍ، إذْ هَجَوْني، لَكَالجِعْلانِ إذْ يَغْشَينَ نَارَا
وَإنّ مُجَاشِعاً قَدْ حَمّلَتْني أُمُورَاً لَنْ أُضَيِّعَهَا كِبَارَا
قِرَى الأضْيَافِ، لَيلَةَ كلّ رِيحٍ وَقَدْماً كُنْتُ للأضْيافِ جَارَا
إذا احْتَرَقَتْ مَآشِرُهَا أشَالَتْ أكَارِعَ في جَوَاشِنِهَا قِصَارَا
تَلُومُ عَلى هِجَاءِ بَني كُلَيْبٍ، فَيا لَكَ للمَلامَةِ مِنْ نَوَارَا
فَقُلْتُ لهَا: ألَمّا تَعْرِفِيني، إذا شَدّتْ مَحَافَلَتي الإزَارَا
فَلَوْ غَيرُ الوِبَارِ بَني كُلَيْبٍ هَجَوْني ما أرَدْتُ لَهُمْ حِوَارَا
ولَكِنّ اللّئَامَ إذا هَجَوْني غَضْبتُ فكانَ نُصْرَتي الجِهَارَا
وَقَالَتْ عِنْدَ آخِرِ مَا نَهَتْني: أتَهْجُو بِالخَضَارِمَةِ الوِبَارَا
أتَهْجُو بِالأقَارِعِ وَابنِ لَيْلى وَصَعْصَعَةَ الّذِي غَمَرَ البِحَارَا
وَنَاجِيَةَ الّذِي كَانَتْ تَمِيمٌ تَعِيشُ بِحَزْمِهِ أنّى أشَارَا
بِهِ رَكَز الرِّمَاحَ بَنُو تَمِيمٍ عَشِيّةَ حَلّتِ الظُّعُنُ النِّسَارَا
وَأنْتَ تَسُوقُ بَهْمَ بَني كُلَيْبٍ تُطَرْطِبُ قائِماً تُشلي الحُوَارَا
فكَيْفَ ترُدّ نَفْسَكَ يا ابن ليلى إلى ظِرْبَى تَحَفّرَتِ المَغَارَا
أجِعْلانَ الرَّغَامِ بَني كُلَيْبٍ، شِرَارَ النّاس أحْسَاباً وَدَارَا
فَرَافِعْهُمْ، فَإنّ أبَاكَ يَنْمَى إلى العُلْيا إذا احتقروا النقارا
وإنَّ أباكَ أكرمُ منْ كليبٍ إذا العِيدانُ تُعْتَصَرُ اعْتِصَارَا
إذا جُعَلُ الرَّغَامِ أبُو جَرِيرٍ تَرَدّدَ دُونَ حُفْرَتِهِ فَحَارَا
مِنَ السُّودِ السّرَاعِفِ ما يُبَالي ألَيْلاً مَا تَلَطّخَ أمْ نَهَارَا
لَهُ دُهْدِيّةٌ إنْ خَافَ شَيْئاً مِنَ الجِعْلانِ أحْرَزَها احتِفارَا
وَإنْ نَقِدَتْ يَدَاهُ فَزلّ عَنْهَا أطافَ بِهِ عَطِيّةُ فَاسْتَدَارَا
رَأيْتُ ابنَ المَرَاغَةِ حِينَ ذَكّى تَحَوّلَ، غَيرَ لحيَتِهِ، حِمَارَا
هَلمّ نُوَافِ مَكّةَ ثُمّ نَسْألْ بِنَا وَبِكُمْ قُضَاعَةَ أوْ نِزَارَا
وَرَهطَ ابنِ الحُصَينِ فلا تَدَعْهُمْ ذَوِي يَمَنٍ وَعَاظِمْني خِطَارَا
هُنَالِكَ لَوْ نَسَبْتَ بَني كُلَيْبٍ وَجَدْتَهُمُ الأدِقَاءَ الصِّغَارَا
وَمَا غَرّ الوِبَارَ بَني كُلَيْبٍ، بِغَيْثي حِينَ أنْجَدَ وَاسْتَطَارَا
وَبَاراً بِالفَضَاءِ سَمِعْنَ رَعْداً، فَحاذَرْنَ الصّوَاعِقَ، حينَ ثارَا
هَرَبْنَ إلى مَدَاخِلِهِنّ مِنْهُ، وَجَاءَ يُقَلِّعُ الصّخْرَ انْحِدارَا
فَأدْرَكهُنّ مُنْبَعِقٌ ثُعَابٌ، بحَتْفِ الحَينِ إذْ غَلَبَ الحِذارَا
هَجَوْتُ صِغَارَ يَرْبُوعٍ بُيُوتاً، وَأعْظَمَهُمْ مِنَ المَخْزَاةِ عَارَا
فإنّكَ وَالرِّهَانَ عَلى كُلَيْبٍ لَكَالمُجْرِي مَعَ الفَرَسِ الحِمارَا
-
أقُولُ لِصَاحبَيّ مِن التّعَزّي، وَقَدْ نَكّبْنَ أكْثِبَةَ العُقَارِ
أعِينَاني عَلى زَفَرَاتِ قَلْبٍ، يَحِنّ بِرَامَتَينِ إلى النَّوَارِ
إذا ذُكِرَتْ نَوَارُ لَهُ اسْتَهَلّتْ مَدامِعُ مُسْبِلِ العَبَرَاتِ جَارِ
فَلَمْ أرَ مِثْلَ ما قَطَعَتْ إلَيْنَا مِن الظُّلَمِ الحَنادِسِ وَالصّحارِي
تَخُوضُ فُرُوجَهُ حَتى أتَتْنَا عَلى بُعْدِ المُنَاخِ مِنَ المَزَارِ
وَكَيْفَ وِصَالُ مُنقَطِعٍ طَرِيدٍ يَغُورُ مَعَ النّجومِ إلى المَغَارِ
كَسَعْتُ ابنَ المَرَاغَةِ حِينَ وَلّى إلى شَرّ القَبَائِلِ وَالدّيَارِ
إلى أهْلِ المَضَايِقِ مِنْ كُلَيْبٍ كِلابٍ تَحْتَ أخْبِيَةٍ صِغَارِ
ألا قَبَحَ الإلَهُ بَني كُلَيْبٍ، ذَوِي الحُمُرَاتِ وَالعَمَدِ القِصَارِ
نِسَاءٌ بِالمَضَايِقِ مَا يُوَارِي مَخَازِيَهُنّ مُنْتَقَبُ الخِمَارِ
ولَوْ تُرْمى بِلُؤمِ بَني كُلَيْبٍ نُجُومُ اللّيلِ ما وَضَحَتْ لسارِي
وَلَوْ لَبِسَ النّهارَ بَنُو كُلَيْبٍ لَدَنّسَ لُؤمُهُمْ وَضَحَ النّهارِ
وَمَا يَغْدُو عَزِيزُ بَني كُلَيْبٍ لِيَطْلُبَ حَاجَةً إلاّ بِجَارِ
بَنُو السِّيدِ الأشَائِمُ للأعَادِي، نَمَوْني لِلْعُلَى وَبَنو ضِرَارِ
وَعَائِذَةُ الّتي كَانَتْ تَمِيمٌ تُقَدّمُهَا لِمَحْمِيَةِ الذِّمَارِ
وَأصْحابُ الشّقِيقَةِ يَوْمَ لاقَوْا بعني شَيْبانَ بِالأسَلِ الحِرَارِ
وَسَامٍ عَاقِدٍ خَرَزَاتِ مُلْكٍ يَقُودُ الخَيْلَ تَنْبِذُ بِالمهارِ
أنَاخَ بِهِمْ مُغاضَبَةً فَلاقَى شَعُوبَ المَوْتِ أوْ حَلَقَ الإسَارِ
وَفَضّلَ آلَ ضَبّةَ كُلَّ يَوْمٍ وَقَائِعُ بِالمُجَرَّدَةِ العَوَارِي
وَتَقْدِيمٌ، إذا اعْتَرَكَ المَنَايَا، بجُرْدِ الخَيْلِ في اللُّجَجِ الغِمَارِ
وَتَقْتِيلُ المُلُوكِ ، وَإنّ مِنْهُمْ فَوَارِسَ يَوْمَ طِخْفَةَ وَالنِّسارِ
وَإنّهُمُ هُمُ الحَامُونَ لَمّا تَوَاكَل مَنْ يَذُودُ عَنِ الذِّمَارِ
وَمِنْهُمْ كانَتِ الرّؤسَاءُ قِدْماً، وَهُمْ قَتلُوا العَدُأ بِكُلّ دارِ
فَمَا أمْسَى لِضَبّةَ مِنْ عَدُوٍّ يَنَامُ، وَلا يُنِيمُ مِنَ الحِذَارِ
-
يا ابن الحِمَارَةِ للحِمَارِ، وَإنّمَا تَلِدُ الحِمَارَةُ وَالحِمَارُ حِمَارَا
وَلَوْ أنّ ألأمَ مَنْ مَشَى يُكْسَى غداً ثَوْباً لرُحْتَ وَقَدْ كُسِيتَ إزَارَا
كَلَمَتْ مُرُوءتُكَ الّتي تُعْنى بهَا، لَوْ جَادَ سَرْجُكَ وَاسْتَجَدّ عِذارَا
-
أهانَ عَلى المُرْطانِ أحْداثِ نَهشَلٍ إذا جيدَ شَرْقيٌّ لهَا وَالحَفَائِرُ
سَيَكْفي بَني زَيْدٍ إذا جَاءَ سَائِلٌ أبُو عَامِرٍ حَبْلَ العَطَاءِ وَعَامِرُ
-
أعرَفَتْ بَينَ رُوَيّتَينِ وَحَنْبَلٍ دِمَناً تَلُوحُ كَأنّهَا الأسْطَارُ
لَعِبَ العَجاجُ بِكُلّ مَعْرِفَةٍ لهَا، وَمُلِثّةٌ غَبَياتُهَا مِدْرَارُ
فَعَفَتْ مَعالِمَها، وَغَيّرَ رَسْمَها رِيحٌ تَرَوّحُ بِالحَصَى مِبْكَارُ
فَترَى الأثَافيَ وَالرّمَادَ كَأنّهُ بَوٌّ عَلَيْهِ رَوَائِمٌ أظْآرُ
وَلَقَدْ يَحُلّ بها الجَميعُ، وَفيهِمُ حُورُ العُيُونِ كَأنّهُنّ صِوارُ
يَأنَسْنَ عِندَ بُعُولِهنّ إذا التَقَوْا، وَإذا هُمُ بَرَزُوا فَهُنّ خِفَارُ
شُمُسٌ إذا بَلٍغ الحَديثُ حَيَاءَهُ؛ وَأوَانِسٌ بِكَرِيمَةٍ أغْرَارُ
وَكَلامُهُنّ كَأنّمَا مَرْفُوعُهُ بحَديثِهِنّ، إذا التَقَيْنَ، سِرَارُ
رُجُحٌ وَلَسْنَ مِنَ اللّوَاتي بالضّحَى لذُيولهِنّ، على الطّرِيقِ، غُبَارُ
وَإذا خَرَجْنَ يَعُدْنَ أهْلَ مُصَابَةٍ كان الخُطا لِسِرَاعِها الأشْبارُ
هُنّ الحَرَائرُ لمْ يَرِثْنَ لِمُعْرِضٍ مالاً، وَلَيْسَ أبٌ لَهُنّ يُجَارُ
فَاطرَحْ بعَيْنِكَ هَلْ تَرَى أحداجهم كالدَّوْمِ حِينَ تُحَمَّلُ الأخْدَارُ
يَغْشَى الإكَامَ بِهِنّ كُلُّ مُخَيَّس قَدْ شَاكَ مُخْتَلِفَاتُهُ مَوّارُ
وَإذا العُيُونُ تَكارَهَتْ أبْصَارُها، وَجَرَى بِهنّ مَعَ السّرَابِ قِفَارُ
نَظَرَ الدَّلَهْمسُ نَظْرَةً مَا رَدّها حَولٌ بِمُقْلَتِهِ، وَلا عُوّارُ
فَرَأى الحُمُولَ كَأنّمَا أحْداجُهَا في الآلِ حِينَ سَمَا بها الإظْهَارُ
نَخلٌ يَكَادُ ذُرَاهُ مِنْ قِنْوَانِهِ، بذُرَيْعَتَينِ، يُمِيلُهُ الإيقَارُ
إنّ المَلامَةَ مِثْلُ مَا بَكَرَتْ به، مِنْ تَحْتِ لَيْلَتها عَلَيكَ، نَوَارُ
وَتَقُولُ كَيْفَ يَميلُ مِثْلُكَ للصِّبا وَعَلَيْكَ مِنْ سَمَةِ الحَلِيمِ عِذارُ
وَالشَّيبُ يَنهَضُ في السّوَادِ كأنّهُ لَيْلٌ يَصِيحُ بِجَانِبَيْهِ نَهَارُ
إنّ الشّبابَ لَرَابِحٌ مَنْ بَاعَهُ، وَالشَّيْبُ لَيسَ لِبَائِعِيهِ تِجَارُ
يا ابنَ المَرَاغَة! أنتَ ألأمُ مَن مَشَى وَأذَلُّ مَنْ لِبَنَانِهِ أظْفَارُ
وَإذا ذَكَرْتَ أبَاكَ أوْ أيّامَهُ، أخْزَاكَ حَيْثُ تُقَبَّلُ الأحْجارُ
إنّ المَرَاغَةَ مَرّغَتْ يَرْبُوعَها في اللّؤمِ، حَيْثُ تجاهَدَ المِضْمارُ
أنْتُمْ قَرَارَةُ كُلّ مَدْفَعِ سَوْءَةٍ، وَلِكُلّ دافِعَةٍ تَسِيلُ قَرَارُ
إني غَمَمْتُكَ بالهِجاءِ وَبِالحَصَى، وَمَكَارِمٍ لِفِعالهِنّ مَنَارُ
وَلَقَدْ عَطَفْتُ عَلَيْكَ حَرْباً مُرّةً، إنّ الحُرُوبَ عَوَاطِفٌ أمْرارُ
حَرْباً، وأُمِّكَ، لَيْسَ مُنجيَ هارِبٍ مِنْها، وَلَوْ رَكِبَ النّعَامَ، فِرَارُ
فلأفْخَرَنّ عَلَيْكَ فَخْراً لي بِهِ قُحَمٌ عَلَيْكَ مِنَ الفَخَارِ كِبَارُ
إني لَيَرْفَعُني عَلَيْكَ لِدارِمٍ قَرْمٌ لَهُمْ وَنَجِيبَةٌ مِذْكَارُ
وَإذا نَظَرْتَ رَأيتَ فوْقَكَ دارِماً في الجَوّ حَيْثُ تُقَطَّعُ الأبْصَارُ
إني لَيَعْطِفُ لِلّئِيمِ، إذا رَجَا، مِني الرّوَاحَ مُجَرَّبٌ كَرّارُ
إني لأشْتِمُكُمْ وَمَا في قَوْمِكُمْ حَسَبٌ يُعَادِلُنا، وَلا أخْطارُ
هَلْ يُعْدَلَنّ بقاصِعائِكَ مَعْشَرٌ لَهُمُ السّماءُ عَلَيْكَ وَالأنْهَارُ
وَالأكْرَمُونَ إذا يُعَدّ قَدِيمُهُمْ، والأكْثَرُونَ إذا يُعَدّ كِثَارُ
وَلَهُمْ عَلَيْك إذا القُرُومُ تخاطَرَتْ خَمْطُ الفُحُولَةِ مُصْعَبٌ خَطّارُ
وَلهُمْ عَليكَ إذا الفُحولُ تَدافَعَتْ لُجَجٌ يَضُمّكَ مَوْجُهُنّ غِمَارُ
قَوْمٌ يُرَدّ بِهِمْ، إذا ما اسْتَلأمُوا، غَضَبُ المُلُوكِ، وَتُمْنَعُ الأدْبَارُ
مَنَعَ النّسَاءَ لآلِ ضَبّةَ وَقْعَةٌ، وَلآلِ سَعْدٍ وَقْعَةٌ مِبْكَارُ
فَاسْألْ غَداةَ جَدُودَ أيُّ فَوَارِسٍ مَنَعُوا النّسَاءَ لِعُوذِهِنّ جُؤارُ
وَالخَيْلُ عَابِسَةٌ، عَلى أكْتافِهَا دُفَعٌ تَبُلّ صُدُورَهَا وَغُبَارُ
إنّا، وَأُمِّكَ، مَا تَظَلّ جِيَادُنا إلاّ شَوَازِبَ لاحهُنّ غِوَارُ
قُبّاً بِنَا وَبِهِنّ يُدْفَعُ وَالقَنَا وَغْمُ العَدُوّ وَتُنْقَضُ الأوْتَارُ
كَم كانَ مِن مَلِكٍ وَطِئْنَ وَسُوقةٍ أطْلَقْنَهُ وَبِسَاعِدَيْهِ إسَارُ
كانَ الفِداءُ لَهُ صُدُورَ رِمَاحِنَا، وَالخَيْلَ إذْ رَهَجُ الغُبَارِ مُثَارُ
وَلَئِنْ سَألْتَ لَتُنْبَأنّ بِأنّنَا نَسْمُو بِأكْرَمِ ما تَعُدّ نِزَارُ
قالَ المَلائِكَةُ الّذِينَ تُخُيِّرُوا، وَالمُصْطَفُونَ لِدِينِهِ الأخْيَارُ:
أبْكَى الإلَهُ عَلى بَلِيّةَ مَنْ بكَى جَدَثاً يَنُوحُ على صَدَاهُ حِمَارُ
كانَتْ مُنافِقَةَ الحَياةِ، وَمَوْتُها خِزْيٌ عَلانِيَةٌ عَلَيْكَ وَعَارُ
فَلَئِنْ بَكَيْتَ على الأتانِ لقد بكَى جَزَعاً، غَادةَ فِرَاقِهَا، الأعيْارُ
يَنْهَسْنَ أذْرُعَهُنّ حِينَ عَهِدْنَها وَمَكانُ جُثْوَتِها لَهُنّ دُوَارُ
تَبْكي عَلى امْرَأةٍ وَعِنْدَكَ مِثْلُها قَعْسَاءُ لَيسَ لها عَلَيْكَ خِمَارُ
وَلَتَكْفِيَنّكَ فقْدَ زَوْجَتِكَ التي هَلَكَتْ مُوَقَّعَةُ الظّهُورِ قِصَارُ
أخَوَاتُ أُمِّكَ كُلّهُنّ حَرِيصَةٌ، ألاّ يَفُوتَكَ عِنْدَها الإصْهَارُ
فاخْطُبْ وَقُلْ لأبيكَ يَشْفَعْ إنّهُ سَيَكُونُ، أوْ سَيُعِينُكَ المِقْدارُ
بِكْراً عَستْ بكَ أن تكونَ حَظِيّةً، إنّ المَنَاكِحَ خَيرُها الأبْكَارُ
إنّ الزّيارَةَ في الحَياةِ، ولا أرَى مَيْتاً إذا دَخَلَ القُبُورَ يُزَارُ
لما جَنَنْتَ اليَوْمَ مِنْهَا أعْظُماً، يَبْرُقْنَ، بَينَ فُصُوصِهِنّ، فِقَارُ
وَرَثَيْتَها وَفَضَحْتَها، في قَبْرِها، مَا مِثْلَ ذلِكَ تَفْعَلُ الأخْيَارُ
وَأكَلْتَ ما ذَخَرَتْ لنَفْسِكَ دونَها وَالجَدْبُ فيهِ تَفاضَلُ الأبْرَارُ
آثَرْتَ نَفْسَكَ بِاللَّوِيّةِ وَالّتي كَانَتْ لهَا وَلِمثْلِهَا الأذْخَارُ
وَتَرَى اللّئِيمَ كَذاكَ دُونَ عِيَالِهِ، وَعَلى قَعِيدَتِهِ لَهُ اسْتِئْثَارُ
أنَسِيتَ صُحْبَتَها، وَمَن يَكُ مُقرِفاً تُخرِجْ مُغَيَّبَ سِرِّهِ الأخْبَارُ
لمّا شَبِعْتَ ذَكَرْتَ رِيحَ كِسَائِهَا، وَتَرَكْتَها، وَشِتَاؤها هَرّارُ
هَلاّ وَقَدْ غَمَرَتْ فُؤادَكَ كَثْبَةٌ، وَالضّأنُ مُخْصِبَةُ الجَنابِ غِزَارُ
هَجْهَجْتَ حِينَ دَعَتكَ إنْ لم تأتِها حَيْثُ السّباعُ شَوَارِعٌ كُشّارُ
نَهَضَتْ لتَحْرُزَ شِلْوَها فَتَجَوّرَتْ وَالمُخُّ مِنْ قَصَبِ القَوَائِمِ رَارُ
قالَتْ، وَقَدْ جَنَحَتْ عَلى مَملولها، وَالنّارُ تَخْبُو مَرّةً وَتُثَارُ
عَجْفَاءُ، عَارِيَةُ العِظَامِ، أصَابها حَدَثُ الزّمَانِ، وَجَدُّها العَثّارُ:
أبَني الحَرَامِ فَتاتُكُمْ لا تُهْزَلَنْ، إنّ الهُزَالَ عَلى الحَرائِرِ عَارُ
لا تَتْرُكَنّ، وَلا يَزَالَنْ عِنْدَهَا مِنْكُمْ، بِحَدّ شِتَائِهَا، مَيّارُ
وَبِحَقّها، وَأبِيكَ، تُهْزَلُ مَا لهَا مَالٌ فَيَعْصِمَهَا، وَلا أيْسارُ
وَتَرَى شُيُوخَ بَني كُلَيْبٍ بَعْدَها شَمِطَ اللِّحَى، وَتَسَعْسَعَ الأعمارُ
يَتَكَلّمُونَ مَعَ الرّجالِ تَراهُمُ زُبَّ اللّحَى، وَقُلُوبُهُمْ أصْفَارُ
وَنُسَيّةٌ لِبَني كُلَيْبٍ عِنْدَهُمْ مِثْلُ الخَنَافِسِ بَيْنَهُنّ وِبَارُ
مُتَقَبِّضَاتٌ عِنْدَ شَرِّ بُعُولَةٍ، شَمِطَتْ رُؤوسُهُمُ وَهُمْ أغْمَارُ
أمَةُ اليَدَيْنِ لَئِيمَةٌ آباؤها، سَوْداءُ حَيْثُ يُعلَّقُ التِّقْصَارُ
مُتَعَالِمُ النَّفَرِ الّذِينَ هُمُ هُمُ بِالتَّبْلِ لا غُمُرٌ ولا أفْتَارُ
فَارْبِطْ لأُمّكَ عَنْ أبِيكَ أتَانَهُ، وَاخْسأ فَما بكَ للكرَامِ فَخَارُ
كَمْ كَانَ قَبْلَكَ مِنْ لَئِيمٍ خائِنٍ تُرِكَتْ مَسَامِعُهُ وَهُنّ صِغَارُ