عرض للطباعة
لا تَعِيبُوا السَّوادَ فَهُوَ مُناكُمْ = فِي فُرُوعٍ وأَعْيُنٍ وَحَواجِبْ ولَقَدْ تَجْعَلُونَ مِنْهُ رُقُوشاً = وَنُقُوشاً عَلَى خُدُودِ الكَوَاعِبْ
لَم يَبْقَ رَسْمٌ للأدَبْ = أودَى ضَياعاً وَذَهَبْ أوْفَدْتُه فَلَم يُفِدْ = مِنْ فِضّةٍ ولا ذَهَبْ
هُنِّئْتَ يَا بَدْرَ الكَمَالِ أهِلّة = طَلَعَتْ بِأسْعَد حَالَةٍ وَمَآبِ اثْنَانِ ثُمّ ابْنَان مِنْكَ تَفَرَّعَا = في أطْهرِ الأحْسَابِ والأنْسَابِ
يَقَرُّ بعَيني أن أزورَ مَغَانِياً = بِسَاحَتِها كُنّا نَخوضُ ونَلْعبُ إذا العَيْش غَضٌّ والشَبيبَةُ لَدْنَةٌ = وسافرُ وَجْه الحُسْنِ ليسَ يُحجّبُ
تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِها جُنوبُ = تُدافِعُ بِالإِنَابَةِ مَا يَنُوبُ وَهَبَّتْ أَعْيُنٌ في اللَّهِ تَبْكِي = خَطَاياهَا وَقَدْ عُدِمَ الهُبُوبُ
نُفوسُ العالَمينَ لك الفِداءُ = فكيف ألَمّ يُؤْلِمُك اشتِكاء وكيفَ خَطا إلى ناديكَ يُفضي = وبالخَطّي قد شَرِق الفَضاء
حَمَلتْ بِراحتِها شَبيهةَ خدّها = تُفّاحَةً لَبِسَت حُلَى الصّهْبَاء ورَمَتْ إلى جِهَتي بها بَلْ أوْمَأت = وجلت يَداً مَخْضوبَة بِدمائي
ألَمْ تَر لِلْخُسوفِ وكيف أوْدى = بِبَدْرِ التّمّ لَمّاع الضّياء كمِرآةٍ جَلاها الصّقْل حتّى = أنارَتْ ثُمّ رُدَّتْ في غِشَاء
إنّ تقوى اللّه نعمَ الملجأ = ورجاءُ الناس بئس النبأ قلّما يبرَأ منهوك الحجا = عن هداه بعماه يربَأ
ظَهيراك التوكُّل والمَضاء = فَعُمْرُ الكُفْر آن له انْقِضاءُ يدُ الإيمَانِ عَالِيَةٌ عَليه = كَما يَعْلو على الظُّلَم الضّياءُ
قالوا الخروج لأرْضِ الرُّوم منقصَةٌ = فقلتُ كَلا ولكن صادُها باءُ إذَا خَرَجْتُ وَفَاءً ثم عُدْتُ تُقىً = أثْنَتْ بِفِعلي عُداتي والأحِبّاءُ
لا تطلُبوا بدمي سوى أدْمَاء = في السّر من تَيْم ومن تَيْماءِ رَمَتِ الفُؤادَ فأقْصَدَتْه سِهامُها = لم تَحْنُ راميةً على أحناءِ
نَادَتْكَ أنْدَلُسٌ فَلَبِّ نِداءَها = واجْعل طَواغيتَ الصّليبِ فِداءَها صَرَختْ بِدَعوَتك العليّة فاحْبُها = من عاطِفاتك ما يقي حوْباءها
هَلْ لِمُعاني الهوى دَواء = أمْ هل لِعاني الهَوى فِداءُ وما لِدَمعي يعودُ نَاراً = من شدّة الشّوْق وهْوَ ماءُ
من نطفةٍ خلق الفتى أمشاجِ = أفلا تيقّظ خيفةَ استدراج ذلٌّ وذلّ صاحباه إلى الثّرى = فعلام يشفَعَ نخوَةً بلجاجِ