-
40
اتجه ليكس إلى القصر ونزل إلى أسفل القصر ومن الباب السري نزل إلى المنجم. سار في المنجم حتى وصل إلى النفق الذي قاموا ببنائه. يمتد النفق إلى مساحات طويلة من وسط المدينة إلى أطرافها.
يسمع من بعيد أصوات الرهائن والعصابة. استمر بالاقتراب حتى وصل بالقرب منهم. يشاهد ليكس العصابة تقوم بضرب الرهائن وربطهم إلى بعضهم البعض. نظر يبحث عن جاك وسيرين. تقدم سمع جاك في الآخر يصرخ وينادي سيرين. عرف أن سيرين في خطر فانطلق بسرعة يبحث عنها ولما اقترب. وجد بعض العصابة يسحبون الفتيات يريدون أن يأخذونهم إلى مكان آخر.
قال ليكس يجب أن أفكر بسرعة قبل أن يهجموا عليهم، فأصبح يسير ورائهم حتى تأخر أحدهم فأخذ سلاحه وضربه حتى أغمى عليه وقام بقتله. ثم اتجه إلى الذي بعده وطعنه بالسكين فسقط يسبح في دمائه. فعل ذلك أيضا بالثالث والرابع. شعرت العصابة أن هنالك من يلحق بهم ويقتل أفراد العصابة. أرسلوا شخصان منهم فقتلهم ليكس. بقي ثلاثة منهم أحدهم كان يمسك بسيرين واضعا السكين على عنقها ويهدد إذا لم تخرج سأقتلها. ذهب أليكس من خلفه وأمسك بالسكين وطعنه طعنات متعددة ثم أطلق النار على الإثنين الباقيين.
شعرت سيرين والفتيات بالرعب، وكادوا يفقدون عقلهم يشاهدونهم يُقتلون أمامهم ولم يشاهدوا من يهجم عليهم. لم يعلم ليكس ماذا يفعل ولا كيف يتصرف. فتقدم إلى سيرين وكانت بعيدة قليلا عنهم. وأمسك بها وأغلق فمها بيده. ثم همس إليها لا تخافين أنا ليكس! يجب ألا يعرف أحد بأني هنا. هدأت سيرين ثم أبعد ليكس يده عنها. قالت كنا قلقين عليك. قال كان يجب أن أختفي عن الأنظار لأكون بجانبكم في يوم مثل هذا اليوم. طلب منها أن تبقى مع الفتيات في هذا المكان بعيد عن العصابة. قالت له أشكرك على انقاذنا. قال خذي هذا السلاح هؤلاء الفتيات مسؤوليتك الآن.
في خارج النفق! بدأت مفاوضات السياسيين مع رؤساء العصابة في النفق. ومحاولة إيجاد الحلول. لإخراج الجميع سالم. ولكن العصابة متمسكة بجميع الرهائن حتى يستطيعوا إخراج الذهب من القرية. فطلبوا من السياسيين تجهيز 10 مركبات مغلقة لنقل الذهب. وقالوا لهم أي محاولات بطولية سنقتل الرهائن كلهم. وتجهيز طائرة في المطار تكون تحت تصرفهم. احتار السياسيين هل يلبون مطالبهم. فبدأوا يماطلون حتى يفكروا ماذا سيفعلون.
في النفق اتصل ليكس بـ لينا. فرحت أنه بخير وقالت ماذا يجري هنالك. أخبرها أنه استطاع أن ينقذ سيرين وبعض الفتيات. وهم الآن بأمان. لكن الوضع خطير جدا للآخرين. لا أريد أن أغامر بحياة الآخرين. قالت له أوعدني أنك ستعود إليّ سالما. قال لن أستطيع أن أعدك، ولكن سأحاول أن أجد ثغرات وأنقذ من أستطيع إنقاذه.
بعد أن قاموا بتقييد الرهائن. بدأت العصابة بزرع المتفجرات في النفق. ثم تركوا بعض الحراس معهم. واتجهوا إلى المناجم.
يريد ليكس أن يتخلص من الحراس لكن بدون أن يشعر الجميع بوجوده. عاد إلى سيرين وطلب منها أن تتقدم هي ورفيقاتها من المذيعات والصحفيات والسياسيين. وفي نقطة معينة قال لها توقفوا هنا. سأحول أن أتخلص من الحراس ثم ستقومون بفك قيدهم. فيما سأحاول أن اتخلص من العصابة عند مدخل النفق. وبالفعل قام ليكس بالتخلص من العصابة عند الرهائن. ثم اتجه إلى سيرين وأخبرها أن تقودهم لتحرير الرهائن. وتنتظر حتى يخبرها بأن تتقدم إلى المخرج.
-
41
تقدم ليكس إلى المخرج فوجد العديد من العصابة يحرسون المدخل. بقي معهم يحاول أن يجردهم من أسلحتهم. فكان يخفيها بعيدا عنهم. تمكن بسبب كونه خفي التخلص من العديد من الأسلحة. وعندما تأكد من قلة الأسلحة معهم والذخيرة. عاد إلى سيرين فأخبرها بأن تطلب منهم أن يتقدموا.
سألها جاك كيف تعرفين بهذه المعلومات. قالت أنا على اتصال بمن في الخارج. هيا لنتقدم.
فلما اقتربوا من المخرج قال لها ليكس خذوا هذه الأسلحة وانتظروا هنا. توجه مباشرة إلى العصابة وبدأ يطلق النار على من لديهم أسلحة. فسقطوا واحد بعد الآخر. استسلم بقية العصابة. أخذ ليكس بقية الأسلحة ثم طلب من سيرين ومن معها التقدم بسرعة قبل عودة من في المناجم.
هرب جميع الرهائن بسلام ولم يصاب منهم أحد. واستسلم أعضاء العصابة للجنود خارج النفق. خرج ليكس معهم وعاد إلى المنزل حيث كانت تنتظره لينا بلهفة. عانقا بعضهما وجلس يحكي لها عن مغامرته. جلسا سويا يتابعون الأخبار. وكانت مطمئنة بسيطرة الجنود على الموقف بعد خروج جميع الرهائن سالمين. وكانت الأخبار تشير أن تم السيطرة على الموقف وجاري القبض على العصابة.
بدأوا باستخراج الذهب ونقله إلى مخازن شديدة الحراسة. عمل بعض أهل القرية معهم في استخراج الذهب من القرية. بدأت الحياة تستقر في القرية. وأصبحت من أجمل المدن السياحية.
قرر جاك وسيدة القصر ولينا توزيع الذهب على أهل القرية بالتساوي. حصل كل واحد منهم على نصيبه. فمنهم من بقي في القرية ومنهم من انتقل إلى المدينة. أخذت لينا نصيبها ونصيب ليكس من الذهب. ثم قالت سأحتفظ به سيحين موسم الأمطار قريبا. سنحاول أن نجد طريقة لنعيدك إلى طبيعتك. ولكن هذه الكمية لا تكفي. ماذا سنفعل هل ترى أن نطلب المساعدة من سيدة القصر. فنسبتهم في الذهب كبيرة.
ذهبت لينا إلى سيدة القصر ماريا وأخبرتها بما تعرض له ليكس وأنها بحاجة إلى كمية من الذهب كافية لجذب البرق ليعود ليكس إلى طبيعته. سألتها ماريا وأين ليكس. رد عليها ليكس وقال أنا هنا سيدتي. فرحت ماريا بسلامته وقالت لما لم تخبرنا بأنك متواجد معنا. قال في البداية تعرضت إلى حادث ثم عدت مع لينا، أردت أن أساعدكم بكل ما أستطيع. قالت أتوقع أنك كنت خلف خروج الرهائن الغريب. قالت لها لينا عمل ليكس كل شيء ليخرج الرهائن من هنالك بسلام.
أخبرتهم سيدة القصر بأن كل ما تملك سيكون تحت تصرفكما. ولكن ذلك لم يزال غير كافي. قالت لينا ما يزال لدي بعض الذهب في بولندا سأذهب لأحضره لك. عادت لينا إلى بولندا فيما بقي ليكس في المنزل في انتظارها.
وبينما هو جالس ذات يوم طرق أحدهم باب المنزل. نظر فإذا هي سيرين. رحب بها قالت علمت أني سأجدك في المنزل. فقد أتيت أن أشكرك على مساعدتنا في النفق. قال لها انه واجبي أن أساعدكم. وأنت كنتي البطلة الحقيقية. سألته هل ما زلت تشعر بذلك الاختناق لما تكون بقربي. كنا قريبين في النفق. قال لم أكن أفكر بشيء في النفق. قالت ولكن أنا كنت أفكر في كل لحظة لمستني وهمست لي فيها. أنا معجبة بك يا أليكس. قد لا أكون أراك ولكن لم أستطيع التوقف عن التفكير فيك. منذ اللحظة التي دخلت القرية كنت أشعر بأنك مميز. لكن سبقتني لينا إلى قلبك.
-
42
لم يعرف ليكس ماذا سيرد عليها. قالت أعرف أنك ولينا تعشقان بعضكما البعض. وأتمنى أن تكونا سعيدين. فقط حبيت أن أخبرك بما في قلبي. تمنى ليكس لو أنها احتفظت بما في قلبها. ولم تخبره بشيء. خرجت سيرين من المنزل عائدة إلى منزلها المجاور.
تشتت تفكير ليكس بعد ان خرجت سيرين. لم يكن سهلا عليه سماع مشاعرها تجاهه. خصوصا أن منزلهما بجوار منزله. جلس بجانب النافذة ينظر إلى منزلها ينتظر خروجها ولكن لم تخرج من منزلها تلك الليلة. تردد كثيرا ثم قال يجب أن أذهب إليه وأتحدث معها. نظر من النافذة كان أخوها جاك في المنزل وكانت ساشا في ضيافتهم. ولما ذهبت إلى غرفتها ذهب وطرق عليها النافذة. في البداية استغربت سيرين من سيتجرأ ويطرق عليها النافذة في هذا الوقت. لكن شعرت أنه أليكس. فتحت النافذة وقالت تستطيع الدخول فلا أحد سيراك هنا. قال يجب ان نتحدث غدا. قالت لملا نتحدث الآن. دخل ليكس من النافذة وبدأ يشرح لها أنه يحب لينا ولا يريد أن يخسرها. وأنه ينظر إليها كأخت.
ابتسمت قائلة أتيت إلي في هذا الوقت! هذا يعني لي الكثير. لقد كنت تفكر فيني طول اليوم. ولم تستطع النوم حتى تخرج ما في قلبك، وأنا متأكدة إن الي في قلبك غير الذي تتكلم عنه الآن. لكن أنا أعشقك، لا أستطيع أن امنع نفسي عنك، سأنتظرك. اذهب وعش معها ما عشت سأنتظر اليوم الذي ستعود إليّ وتقول إنك بحاجة إلي.
في نفس الوقت الذي كان ليكس عند سيرين. عادت لينا إلى المنزل، بحثت عنه في المنزل، وتساءلت الى أين سيذهب في هذا الوقت المتأخر. وبينما هي تبحث عنه، تشاهده يخرج من النافذة من غرفة سيرين. عائداً إلى المنزل. دخل ليكس إلى المنزل وقد كانت عيناه أرجوانيتان. تفاجأ بوجود لينا في المنزل، ارتبك وأقفل عينيه لكيلا تلاحظهما، ولكن كان متأخرا. سألته اتصلت بك ولكن لم ترد. قال نسيت هاتفي المحمول في غرفة النوم. سألته رأيتك تخرج من نافذة سيرين. وعيناك أرجوانيتان حتى الآن. قال لها: ليس الأمر كما تتخيلين. قالت: أصبحت خفي فأصبحت تتنقل بين الجميلات في الظلام. قال لها كنت .... ثم صمت لم يعرف هل يقول لها الحقيقة فتخسر رفيقتها وجارتها أو ماذا سيقول لها. كانت لحظة التردد تلك كافية لترفع درجة الشك في رأس لينا. فقالت له أخرج. دمعت عينا ليكس وقال لها لينا يجب أن تثقي لم ولن أخونك أبدا. لم تتحمل لينا أن ترى أليكس مع أحد غيرها، فقالت له أخرج الآن من المنزل ولا تعود مرة أخرى. قال سأقول لك شيء قبل أن اخرج. سأخر الآن لكن الزمن سيكشف لك يوم من الأيام أنك مخطئة.
فما كان من ليكس إلا أن جمع ملابسه وأغراضه. بكل حزن يعاتب نفسه أنا أخطأت لم يجب أن اذهب إليها من النافذة. خرج من هنالك باكيا حزينا. وقبل أن يبتعد. قالت له لينا انتظر. نظر إليها وقد أصبحت عيناها حمراوان. ألقت إليه حقيبة وقالت خذ نصيبك من الذهب وأغلقت الباب.
لم يعرف أين يذهب. جلس يفكر لساعات. ثم قرر أن يختفي للأبد. قرر أن يذهب إلى سيدة القصر. ليودعها قبل أن يترك المدينة.
ذهب إليها في ذلك الوقت المتأخر من الليل. دخل القصر ولم يراه أحد الحراس. توجه إلى غرفتها مباشرة. طرق الباب سمعها تقول من الطارق. قال: ليكس سيدتي. فتحت الباب لم تراه. قالت تستطيع أن تدخل. دخل الغرفة باكيا وقال لها لقد أخفقت بشدة. خسرت الفتاة التي أحبها. قالت أعطني يديك. وأجلسته وطلبت منه أن يحكي لها ما لذي جرى. قال لها لم علم إلى أين أتجه. قالت له جيد أنك أتيت إلي. اذهب إلى غرفتك وغدا سنجد طريقة لتعودا إلى بعضكما.
-
43
ذهب ليكس إلى غرفته في القصر. في ذلك الأثناء. ذهبت سيدة القصر إلى سيرين مباشرة. طرقت عليهم الباب في آخر الليل فتح جاك الباب رحب بها وقال: كيف أستطيع أن أخدمك في هذه الساعة. قالت أريد التحدث إلى سيرين. أتت سيرين وقالت لها ادخلي لنتحدث في الداخل. طلبت منها سيدة القصر أن يتحدثا خارج المنزل. كانت لينا تبكي بجانب النافذة. فشاهدت ما يجري أمامها.
شعرت سيدة القصر بـأن لينا بالقرب من النافذة. فسألت سيرين ما الذي جرى بينك وبين ليكس. قالت سيرين: هل أتى إليك ليشتكي مني. قالت لم أر مدى الألم الذي يشعر به لكن شعرت بألمه وكأنه يقتله. تنهدت سيرين وقالت: منذ اللحظة التي أتى إلى هذه القرية شاهدت عيناه الأرجوانية عند مدخل القرية. كانت تلمعان بشوق وبلهفه لما رآني قبل أن يرى أي فتاة أخرى. قد تكون تلك المشاعر مؤقته لكنها. مازالت عالقة في ذهني إلى هذه اللحظة. عندما دخل إلى القرية ولم يحصل له شيء كنت متلهفة في تلك اللحظة لأعانقه. لكن أخي لم يسمح لي بذلك وأنا سعيدة أن هذا لم يحصل لأنه قد يختنق في تلك اللحظة ويموت.
كنت سعيدة لأنه وجد الفتاة المناسبة. كنت أحاول أن أخفي مشاعري تجاهه، حتى اللحظة التي أنقذنا في النفق. من بين كل الذين في النفق اختارني ليتواصل معي ويكشف لي سر اختفاءه. وتمكن من انقاذ الجميع. سألتها سيدة القصر لماذا كان عندك الليلة. قالت أتى ليخبرني أن مجرد التفكير في أن يكون بيننا أي مشاعر! قضية خاسرة. لم أحب أن أتحدث إليه من النافذة فضغط عليه ليدخل ويتحدث. لم أرى وجهه أو ملامحه وهو يتحدث. فقط شيء واحد الي عرفته أنه ملك لـ ماجدلينا. ولا يرى في العالم غيرها.
قالت لها سيدة القصر ان لينا أتت وشاهدته وهو يخرج من نافذتك. رأت عيناه الأرجوانية ولم تعلم أنها كانت تتوهج لأنه كان يفكر فيها ويتكلم عنها. فغارت منك وطردته من المنزل. وهو الآن ما يزال في غرفته في القصر قبل أن يأتي الصباح ويختفي ولن نجد له أثر.
سمعت لينا كلامهما. عرفت أنها ظلمت ليكس. وبينما هما يتحدثان شاهدا لينا تجري متجهة إلى القصر لتعيد أليكس إلى المنزل. دخلت القصر واتجهت إلى غرفته في القصر. وقفت أمام الباب وعينيها قد تلونت باللون الأزرق. فتحت الباب بهدوء وتقدمت حتى اقتربت من السرير فلم تجده. وجدت حقيبته الذهب ووجدت بجانبها رسالة. سيدة ماريا أشكرك على استضافتي. لم أستطيع البقاء حتى الصباح. هذه الحقيبة لم أعد بحاجة إلى أي شيء يربطني بهذه القرية. سأغادر إلى حيث تأخذني قدمي. ارجو أن تعتني بلينا. أنا لا ألومها، أخطأت ووضعت نفسي في موقف لم أستطيع أن أشرحه لها.
جثت لينا على ركبتها ومالت على سريره وبكت بكاء بحرقة. جلست تتذكر كلماته لها حينما قال: قد أمرض وقد أصاب وقد اموت في أحد الشوارع ولم يشعر بي أحد، انتِ الوحيدة من بين هذا العالم التي تشعر بي وأعتمد عليها. تألمت لينا فلم تعلم ماذا تفعل لن تستطيع أن تسأل عنه ولا تعلم أين تبحث عنه. خرجت من القصر مكسورة ومنهكة. التقت بسيدة القصر ارتمت في حضنها وقالت كان يجب أن أصدقه واثق فيه. والمشكلة أني أعرف أنه لن تنجح علاقته مع أي شخص آخر غيري. طردته وكنت قاسية معه ولم أترك له مجال ليعود إلي. بقيت لينا تلك الليلة مع سيدة القصر. ثم عادت اليوم التالي إلى منزلها.
-
44
في الجانب الآخر وجد ليكس نفسه واقف أمام منزل ساشا في المدينة. طرق الباب عليها، فتحت الباب فلم تر أحد. تردد ليكس هل يتحدث إليها ويخبرها. لكن تذكر أنه لا جدوى من ذلك. أقفلت ساشا الباب ودخلت المنزل. أخذ ليكس يجوب الأسواق. ثم قال لنفسه ما الذي أفعله في هذه الدولة. صعد الحافلة واتجه إلى المطار. ودخل إلى أماكن لم يكن ليدخلها قبل وجد نفسه أمام إحدى مركبات الشحن تقوم بنقل الحقائب إلى إحدى الطائرات لم يدقق ولم يفكر إلى أين تتجه. فقط صعد على متن تلك الطائرة. وفي قسم الحقائب في أسفل الطائرة وجد مكان مناسب فجلس فيه. كان مرهقا جدا فنام طول الرحلة.
استيقظ ليكس على صوت خروج العجلات استعداداً للهبوط. جلس وبدأ يتشبث بما حوله حتى هبطت الطائرة. نزلت الطائرة في المسار وبدأت تتجول حتى توقفت. فتحت بوابة الحقائب. دخلت كمية من البرودة شعر ليكس أنه يرتجف بشدة ويقول ما هذه الدولة التي وصلت إليها نزل ليكس مباشرة ودخل المطار من مكان الحقائب. ثم اتجه إلى الصالة. عرف أنه دخل روسيا الكبرى.
صعد المترو انتظر حتى جلس الركاب، وجد مكاناً خاليا وجلس فيه. في المترو شعر ليكس بالدفء قليلا. جلس متأملا ما حوله، يفكر في حاله والمميزات التي حصل عليها. لكونه انسان خفي. وفي جانب آخر كان يتمنى أن تكون لينا معه. مر المترو بمحطات كثيرة حتى وصل إلى وسط المدينة. نزل ليكس يرتجف من شدة البرودة. فلم يكن مستعدا لأجواء متجمدة. يرى الثلوج تغطي الأرض والكل يلبس ملابس كافية. نظر حوله فوجد الكثير من الفنادق اختار ليكس أفخمها. فتوجه إليه مباشرةً. انتظر حتى دخل أحدهم من باب الفندق فدخل معه. شعر بالدفء. تقدم إلى الاستقبال ينتظر فرصة ليدخل احدى غرف الفندق. وجد إحدى البطاقات لشخص قام بترك جناحه منذ لحظات.
أخذ البطاقة واتجه إلى الجناح. دخل الجناح الفاخر. شعر ليكس أنه دخل إلى عالم ثاني شكل الغرفة وديكورها ورائحتها الزكية. السرير الكبير. ومائدة الطعام الشهية. كان يتضوع جوعا أكل من المائدة حتى اكتفى. ثم ارتمى على السرير ونام نوما عميق حتى استقبل اتصال من الاستقبال. قالت له موظفة الاستقبال سيدي هل تريد أن تلغي الحجز أم ما زلت تريد البقاء إلى نهاية الأسبوع. قال سأبقى حتى نهاية الأسبوع.
ضمن ليكس مكان يبقى فيه لعدة أيام حتى يستطيع أن يقرر أين سيذهب لاحقا. ذهب إلى النافذة ليشاهد تساقط الثلوج على المدينة. كان منظرا رائعا يذكره بمدينة لندن. لم يأخذ ليكس هاتفه المحمول.
جلس يشاهد القنوات التلفزيونية. وتقدم له الوجبات الشهية. كان ينزل إلى صالة الاستقبال في الدور الأرضي يجلس ليشاهد الناس. ويتأمل في وجوههم. منهم السعيد ومنهم المشغول ومنهم من يقبل زوجته. ومنهم من يسير مع زوجته وأطفاله. شعر ليكس بوحدة لم يشعر بها من قبل.
بينما هنالك في القرية. حزنت لينا كثيرا. وندمت على ما فعلت مع ليكس. لم تجد أي طريقة لتبحث عن ليكس. تتمنى أن يعود يوم من الأيام إلى القرية.
-
45
في الفندق: بينما ليكس في صالة الاستقبال يشاهد تلك المرأة عمياء العينين. تجلس على احدى المائدات. لاحظ ليكس علامات الحزن على ملامحها. اقترب منها وقال لها مرحبا سيدتي. شعرت المرأة من صوته انه غريب عن المنطقة. قالت له مرحبا. سألها هل أستطيع الجلوس معك. قالت تفضل لا أستطيع ان امنعك.
جلس ليكس معها يحدثها بصوت خافت. سألته هي ايضا بصوت خافت. لماذا تتحدث هكذا. قال لها بصراحة لا اريد ان يشعر أحد بوجودي عندك. استغربت. كيف تقول هذا والكل حولنا يراك. ألسنا في مكان عام. طلب منها ان لا تتفاجأ مما سيقول. قال انا عكسك تماما. قالت لم افهم. قال انت مُنحتي جسماً، ولكن لا ترين. أما انا أرى بدون جسم. ضحكت السيدة بصوت مرتفع فأصبح البعض ينظر إليها. تقدمت احدى العاملات في الفندق. وسألتها سيدتي كيف نستطيع ان نخدمك. قالت لها اخرجي هذا المحتال من هنا. نظرت العاملة وقالت، ولكن لا يوجد أحد هنا بالقرب منك. همس لها ليكس وقال لقد وثقت بك. هدأت السيدة ثم قالت. هل انت متأكدة انه لا يوجد أحد بجواري. قالت: نعم سيدتي انت هنا لوحدك. قالت لها شكرا لك.
عادت العاملة الى مكانها. قال لها ليكس أنا آسف سيدتي لم أريد ازعاجك. استوقفت السيدة ليكس وقالت أنا آسفه. من الصعب على اي شخص يرى ان يصدق أنك خفي. فالأمر للعمياء يكون أصعب.
سألها ماذا تفعلين هنا. قالت تركني ابنائي هنا قالوا سيعودون بعد دقائق. والآن مرت تقريبا 4 ساعات بدون ان اسمع عن اي شخص منهم. اريد ان اذهب الى الحمام، ولكن لا اعرف كيف أصل الى هنالك.
قال لها هيا سأساعدك لتذهبي الى هنالك. امسك ليكس بيد السيدة. واخذها الى قسم النساء. قال لها ادخلي ستجدين من يساعدك على الوصول الى الحمام.
قالت ارجوك ادخل معي لا اعلم هل سيكونون طيبين مثلك. اضطر ليكس ان يدخل معها وقال لها لا تتحدثين معي. حتى نخرج من الحمام. اخذها ليكس الى قسم النساء لم يلتق الا بفتاتين كانتا امام المرآه. تتجملان. شاهدتا السيدة العمياء تسير بثبات حتى دخلت الحمام. أغلق عليها ليكس الحمام وانتظرها حتى انتهت.
خرجت وساعدها حتى تغسل يديها ثم خرجا من الحمام. شكرته السيدة. وطلبت منه ان يبقى معها حتى يعود ابناءها.
قالت خذني الى المطعم. اخذها الى هنالك. قال لها لا أستطيع ان آكل معك. سآكل عندما اعود الى غرفتي. سألته ما اسمك. قال اليكس سيدتي. قالت اسمي "زويا" قال لها تشرفت سيدتي.
تحدثا على مائدة الطعام ثم اكملا في صالة الاستقبال. حكى لها ليكس عن حياته كاملة طبعا قبل ان يذهب الى القرية. كان الوقت قد تأخر. عرفت السيدة ان اولادها لن يعودوا او هنالك ما يعيقهم. سألها هل لديك ارقامهم. قالت فقدت الهاتف المحمول. شعر ليكس وكأنهم تخلصوا من السيدة بإحضارها الى الفندق.
طلب منها ان تبقى معه حتى الصباح. أخذت زويا تفكر قليلا فلم تجد أمامها خيار إلا أن تثق بهذا الشاب. قادها إلى الغرفة التي يسكن فيها في الفندق. تساءلت كيف استطعت الحصول على هذه الغرفة. قال هذه من المميزات التي أحصل عليها عندما أكون خفي. ابتسمت زويا ثم أجلسها على الأريكة في الغرفة.
-
46
شعر ليكس ان السيدة تشعر بعدم الارتياحي. جثا أمامها وأمسك بيديها قال لها سيدتي. إذا أردتِ، أستطيع أن اترك لك الغرفة لوحدك وأخرج. أستطيع أن أحصل على غرفة أخرى. ضغطت عليه وقالت لا أريدك أن تخرج. الأمر أني منذ ثلاثة أيام وأنا ألبس هذه الملابس الثقيلة ولم أستحم. هل تعد لي حمام ساخن. قال لها خمس دقائق وسيكون حمامك جاهز. جهّز لها الحمام. ثم أمسك بيديها وقال حمامك جاهز سيدتي. قالت في العادة أجد من الخدم من يساعدني على الاستحمام فهذا الحمام جديد علي. هل تساعدني؟ قال إذا لم تمانعي سأفعل ما تريدين.
بدأت زويا تنزع ملابسها الثقيلة. حتى لم يبق إلا ملابسها الداخلية. قال لها ليكس سأدخلك الى مكان الاستحمام. هنا أدوات الاستحمام وهنا روب الحمام تستطيعين استعماله بعد أن تنتهي. بينما سأرسل ملابسك للغسيل المستعجل. سأبقى بجانب الحمام إذا احتجتِ شيئا. استحمت السيدة زويا ولبست روب الحمام ثم خرجت. أخذه ليكس إلى السرير وقال ستنامين هنا. بينما سأنام أنا على الأريكة هنالك. قالت له زويا شكرا أليكس.
ناما نوما عميقا. استيقظ أليكس. صباحا على صوت خدمة الغرف. أيقظها وقال يجب أن تفتحي الباب وتأخذ الملابس. فتحت زويا الباب واستلمت الملابس ثم أقفلت الباب. قال ليكس سأدخل إلى الحمام بينما ترتدين ملابسك. استوقفته زويا وقالت يجب أن تساعدني على ارتدائها. شعر ليكس بالخجل منها ثم قال إن كان هذا ما تريدين. سأساعدك. لبست السيدة زويا ملابسها.
جلس ليكس والسيدة زويا على مائدة الإفطار في غرفتهما في الفندق. شعر الاثنان أنهما يكملان بعضهما البعض. سألها يبدو أنك من عائلة غنية. قالت: رغم أني كنت عمياء. تزوجني أحد الأثرياء بعد وفاة زوجته. أحبني وجعلني أرى الحياة بعينيه. وبعد أن توفى يسعى أبناءه على منعي من الميراث. فلم يكونوا متقبلين لزواج والدهم مني. تغيرت حياتي وأصبحت مظلمة. لم أعتمد على نفسي في أي شيء في حياتي. كان لدي ثلاث عاملات يقومون برعايتي ولبسي ومؤانستي. قاموا بطردهم ثم أخذوني إلى هنا وتركوني وغادروا.
حزن ليكس بما سمع. قال هل تسمحين لي أن أتدخل. سأساعدك على استعادة ما هو لك. فرحت زويا بكلام أليكس وبدأت تخبره بكل ما تعلم. جميع العناوين والشركات ومفاتيح الخزنات. قال لها عليك أن تبقي هنا سأذهب وأرى كل شيء بنفسي. أخذ ليكس احدى السيارات من مواقف الفندق. وتوجه للعنوان الذي أخبرته به زويا.
وصل إلى الشركة الكبيرة، حيث مقر القيادة لباقي الشركات. دخلها حتى وصل إلى مكتب الإدارة دخل المكتب وبدأ يبحث عن تلك الأوراق التي تحمي حقوق زويا. حتى وجدها. أخذ لها كل الأوراق وعاد إلى الفندق. قال هذه الأوراق التي تريدينها.
قالت نحن بحاجة إلى محامي. سألها إن كانت تعرف محاميا جيدا. قالت لا نستطيع أن نثق بمن يعملون مع العائلة. يجب أن نجد محامي جيد. بحث ليكس حتى وجد أحد المحاميين الجيدين. ثم أخذ السيدة زويا إليه. بقي ليكس صامتا حتى اتفقت السيدة زويا مع المحامي. ثم عادت إلى الفندق. طلبت منه أن تذهب إلى الاستقبال لتدفع تكاليف الجناح الذي تبقى فيه مع ليكس. ثم أخذته إلى احدى المنازل التي اشتراها لها زوجها ولم يكن يعلم بها أحد. استدعت مساعداتها العاملات ليسكنوا معها. بدون أن يشعروا بوجود ليكس.
بعد أيام كسبت زويا القضية وأخذت نصيبها من أملاك زوجها المتوفى. شكرت ليكس على ما عمل لأجلها. قال لها الآن أتركك بأمان مع هذه العاملات. أما أنا آن الأوان لأشق طريقي وأكتشف قدراتي. طلبت منه أن يزورها عندما تعود الأمور إلى طبيعتها.
-
47
انطلق ليكس إلى المطار مرة أخرى دخل إلى الطائرة المتاحة في تلك الليلة. عن طريق الأمتعة. جلس كالعادة مع الأمتعة. يفكر في حياته وكيف أصبحت بلا معنى بدون لينا. يتذكر لحظاتهما مع بعض يبتسم أحيانا وتتلون عينيه أحيانا. تصل الرحلة إلى وجهتها. يكتشف أن الطائرة عادت به إلى دوشانبي. لم يتمالك ليكس نفسه من الفرحة لعودته. انطلق مباشرة مع الحافلات التي تذهب إلى "قرية برمودا" وصل إلى القرية في وقت متأخر. اتجه مباشرة إلى منزل لينا يتقدم خطوات ويتراجع خطوات أخرى. حتى وصل إلى منزلها أراد أن يطرق الباب ولكن تذكر اللحظات التي طردته من المنزل فعاد إلى أدراجه وذهب إلى القصر.
طرق الباب على سيدة القصر. وطلب منها البقاء في القصر. أخبرته أن لينا علمت أنها أخطأت وهي نادمة على اتهامك. اذهب إليها ولا تتردد فأنتما بحاجة إلى بعضكما. عاد ليكس إلى لينا وقد تلونت عيناه بالأزرق. وقف أمام منزلها يحاول أن ينظم أنفاسه تحولت عيناه من الأزرق إلى الأخضر. لم يستطيع ليكس إخفاء سعادته. طرق الباب مرة وأخرى ثم فتح الباب بالمفتاح الذي لديه. دخل المنزل واتجه إلى غرفة النوم. شعرت به لينا. عرفت أنه ليكس خافت أن تفتح عيناها ويفضحها شوقها. دخل ليكس غرفة النوم جلس امامها يتأملها ويخبرها عن مدى اشتياقه لرؤيتها. لم تستطع لينا أن تتحكم في مشاعرها فتحت عيناها وهي تدمع بشوق. فرمت بنفسها في أحضان أليكس عانقا بعضهما.
وتحولت ليلتهما إلى ليلة ارجوانية.
قضى الاثنان أسبوع من أجمل الأسابيع في القرية. تحدثا مع بعضهما واستمتعا بألذ الوجبات، لم تخبر لينا أحد عن عودة أليكس. في يوم من الأيام طرقت سيدة القصر عليهما. ثم أخبرتهم عن وصول شباب حديثي التخرج، سيقومون بدراسة الظواهر التي حدثت في القرية. يجب أن تأتيا قد تجدا حلا لمشكلة أليكس.
انطلق الثلاثي إلى حيث يتواجد الشباب الباحثون. في إحدى الفنادق في القرية. التقت لينا وسيدة القصر بالطلاب الثلاثة شابين وفتاة. شرح لهم الطلاب بأنهم يعملون على رسالة الدكتوراه واختاروا " قرية برمودة" لتكون رسالة الدكتوراه. فتمنوا من سيدة القصر ولينا مساعدتهم على هذه الرسالة.
شرحت سيدة القصر للفريق بسرية تامة ما جرى للقرية عبر ممر السنين وكيف استطاعوا العودة بعد خمسة وعشرين سنة. تفاجئ الطلاب الباحثون بما سمعوا. وقالوا مستحيل لا يوجد أي تقنية في العالم لديها القدرة على إخفاء الناس. قالت لينا عندنا مثال حي الآن. تكلم ليكس وقال: أنا أكبر مثال لهذه الحادثة. فزعوا وتفاجؤوا. قالت لينا أعرفكم بحبيبي ليكس تحولت عدسات عيناها للون الأزرق كان من المقرر أن نتزوج لولا حادث اختفائه. لاحظوا تغير لون عدسات لينا ثم تقدموا إلى ليكس يلامسونه ويتأكدون أن هذا الحادث حقيقي. أكملت لينا يجب أن تجدوا طريقة لإعادته إلى طبيعته، لن أنتظر 25 سنة أخرى حتى يتكرر سيناريو الصواعق ليعود ليكس لطبيعته.
قال الباحثون نحن بحاجة لوجودكم معنا نريد ان نقوم بدراسة للمنطقة. وإذا سمحتم نريد أن نعمل بعض الاختبارات لأليكس ولينا. وسنرى ما يمكننا عمله. أخذت سيدة القصر الطلاب إلى منطقة القتال حيث كان حادث الاختفاء. وشرحت لهم ما حصل هنالك.
-
48
أعدت لينا وجبة عشاء للباحثين فقدموا إلى منزلها مساء وأخبرتهم بأنه لا يجب أن يعرف أحد بوجود أليكس. تناول الثلاثي مع ليكس ولينا لاحظة الفتاة عينا لينا تتلون عندما تتحدث مع ليكس. عرفت لينا أن الفتاة ستبدأ الأسئلة المعتادة. فشرحت أن عيونها طبيعية بدون عدسات. لكن تتلون على أحوالها. سألتها وهل ليكس عنده نفس الألوان. أخبرتها لينا بأنهما خلقا لبعض لا يستطيع أحدهما أن يندمج مع أي شخص آخر. سألتها الفتاة هل الصورة التي في الجدار لأليكس. قالت لينا نعم.
فرحت الفتاة وقالت للشباب نحن أمام معجزة لو استطعنا فهمها. سنحدث ضجة عالمية ليس لها مثيل. قال لها ليكس إن ما تسميه ضجة عالمية سلاح أخطر من أي سلاح في العالم. قادر أن يدمر أي قوة ويفكك أي هجوم. ويبدل الحقائق. ويختفي الأمان من العالم. قال أحد الشباب أن الحصول على قوة مثل هذه التي عند أليكس هي حلم كل شاب. أخبره ليكس قد تكون قوة من جهة وقد تكون عذاب من جهة أخرى. عذاب الوحدة وعدم شعور الناس بك. فهو عذاب ليس له مثيل. أنا سعيد بأن لينا تراني وتهتم بي.
كانت ليلة رائعة تعرف الجميع على بعضهم. ثم ذهب الطلاب إلى الفندق. بينما بقي ليكس ولينا. في منزلهما. كان ليكس جالس بالقرب من النافذة. تحولت عدسة عيناه للون الأزرق حينما شاهد سيرين ولكن أقفل النافذة مباشرة. شاهدت لينا تلك اللحظة. وقالت لا ألومك كم هي جميلة وجذابة. مئات الشباب يتمنون مجرد نظرة منها. لكن قلبها مع شاب آخر. ابتسمت وقالت أما ذلك الشخص فقلبه معي. فأنا أيضا ما ألومها أن تعجب بك. أحيانا أتمنى أن تبقى هكذا لا يراك أحد غيري. ولا يستطيع أن يرى عيناك أحد غيري. لكن هل أنا الفتاة التي تتمنى أن تقضي بقية عمرك معها.
نظر ليكس إليها وتقدم إليها تحول لون عينيه إلى اللون الأرجواني. قال قد أرى الجميلات والفاتنات سواء في الطبيعة أو في التلفاز. لكن هذا اللون الأرجواني لن يتحرك لأحد غيرك. ابتسمت لينا وتحولت عيناها للون الأرجواني. وقضيا ليلة ارجوانية.
بعد عدة أيام. جاء الباحثون إلى لينا وليكس وأخبروهما أنهما بحاجة لعمل بعض الأشعة والصور الممغنطة لهما. فقالوا يجب أن تذهبا معنا إلى أمريكا حيث يوجد هنالك أفضل الأجهزة والمختبرات.
انطلقت طائرة ليكس ولينا والطلاب إلى أمريكا. وكان في استقبالهم طاقم طبي من الجامعة الأمريكية. شعر ليكس ولينا ببعض الخوف. امسك ليكس بيديها وقال لا تقلقين سنكون بخير. أخذوهما إلى أحد الفنادق الفاخرة. حيث جُهِّز لهما جناح خاص بهما إلى وقت انتهاء الفحص.
في الجناح الذي بجوارهما بقي الطلاب مع أحد الأساتذة. قال الأستاذ هل أنتم متأكدين أن هنالك شخص خفي مع لينا. لأن كل الفحوصات سواء أشعة المطار الحرارية والحركية لم تستشعر أي جسم سوى لينا. فإذا كان الشخص الخفي لا تستطيع أي تقنية الكشف عنه سوى عيون لينا. فنحن أمام تقنية ليس لها مثيل.
قال الطلاب "قرية برمودا" تخفي في ثناياها العديد من المعجزات التي تجعلنا نريد أن نفهم القدرة التركيبية لتلك القرية. من تلك المعجزات أن اللذين اختفوا من 25 سنة عادوا ولم تزداد أعمارهم يوم واحد. عادوا بنفس العمر. طبيعة الماء والفواكه اللذيذة وغيرها من الأشياء التي تبهرك، وهذا ما جعلنا نريد أن تكون رسالة الدكتوراه عن تلك القرية.
-
49
بينما في جناح ليكس ولينا استمتع الاثنان وكأنهما في نزهة. يقضيان لحظات رومنسية. يغنيان ويرقصان على نغمات أغنيتهما المفضلة. حتى سقطا من التعب. ثم خرجا يتجولان في مدينة نيويورك. حيث المباني العالية. وعالم جديد لم يشاهدوه من قبل. يرى الجميع لينا لوحدها، بينما هي تسير برفقة ليكس الذي لا يراه أحدٌ غيرها. يتنقلان بين الشوارع الرئيسية مشيا على الأقدم. ثم يعودان إلى الفندق. كان في انتظارهما أحد الطلاب الذي طلب منهم بأن لا يغادرا غرفتهما مرة أخرى. حتى يرافقهما أحد منهما فقط لسلامتهما. اعتذرا وقالا لم نتوقع أننا سنكون تحت المراقبة.
طلب ليكس من لينا التوجه إلى الجناح بينما. بقي يراقب الطلاب والأساتذة. لحق بهم حتى دخلوا في الجناح الذي بجانبهم. فوجد أنهم يراقبون جناحهم بالكامل بما في ذلك غرفة النوم والحمام. ويسمعان حديثهما. حتى أثناء خروجهما كان هنالك عملاء يراقبونهما خطوة بخطوة. فشعر أن هنالك شيء خاطئ. عاد ليكس إلى غرفته وأخبر لينا أن عليهما أن يتركا الفندق في أقرب فرصة. فاتصلا عليهم وأخبروهم بأنهم يريدون النزول إلى مطعم الفندق لتناول العشاء.
نزلا إلى المطعم طلبا الطعام ثم تناولا الطعام. بعد أن تناولا الطعام ذهبا إلى المصعد بدون أن يلاحظهما أحد ثم نزلا إلى موقف السيارات. ومن هنالك خرجا إلى خارج الفندق بدون أن يلاحظهما أحد. صعدا مع أحد سائقي التاكسي وانتقلا إلى حيث تسكن الفتاة "تارا" احدى الطلاب الثلاثة. طرقا عليها باب المنزل ولما فتحت الباب استغربت وجودهما. سألتهما ما الذي أتى بكما إلى هنا. قالت لينا يجب أن تخبرينا ما الذي يجري؟ أتينا معكم لعمل بعض التجارب فتفاجأنا أننا مراقبين حتى في الجناح الذي نسكنه.
قالت تارا بالفعل أنتم مراقبين ولم نكن نريد ان يحصل ذلك. لما عرف العلماء أنهم لم يستطيعوا أن يحصلوا على أي إشارة لأليكس. شعروا بثغرة أمنية. فاتصلوا على أحد المسؤولين فطلب مراقبة تحركاتكم. أنا آسفة. بإمكانكم البقاء هذه الليلة عندي. لن يتوقع أحد وجودكما هنا. سألها ليكس هل انت هنا لوحدك. قالت نعم. منذ أن توفي والدي وأنا أعيش لوحدي. أراد والدي أن أحصل الدكتوراه وسأفعل ذلك من أجلي واجلهما. طلبت تارا من ليكس لأنه خفي أن يذهب معها غدا إلى المختبر الطبي في الجامعة أخبرته أنهما سيبقيان خلال إجازة نهاية الأسبوع لعدم وجود أي شخص آخر هنالك. ستقوم بعمل بعض التجارب. نظر ليكس إلى لينا. أشارت إليه بأن تستطيع الذهاب.
في اليوم التالي غادرت تارا إلى الجامعة، ولما اقترب انتهاء اليوم الدراسي، وصل ليكس إلى هنالك. ولما وجدت تارا الوقت المناسب، دخلت مع ليكس إلى المركز الطبي، واختفيا هنالك حتى خرج الجميع، وأقفلت الجامعة أبوابها. قالت الآن هو الوقت المناسب لنتمكن من عمل الفحوصات اللازمة. اتصلا بلينا لتتابع معهم الفحوصات. قالت تارا سنبدأ بجهاز الرنين المغناطيسي.
-
50
استلقى اليكس على جهاز الرنين. ثم بدأت تارا بتشغيل الجهاز. ولكن لم يظهر أي شيء من أليكس. استغربت تارا وسألته هل ممكن نحاول جهاز الصدمات الكهربائية. قال ليكس انا هنا تحت أمرك. أحضرت تارا جهاز الصدمات الكهربائي. وقالت لأليكس سوف أبدأ اعطاءك صدمات ضعيفة ثم أقوى ونحاول أن نلاحظ التغيرات. بدأت تارا بإعطاء صدمات ضعيفة. ولكن ليكس لم يتأثر وبدأت تزيد من قوة الكهرباء حتى وصلت المنتصف تقريبا. بدأ يظهر ليكس لثواني ثم يعود إلى وضع الإختفاء. فرح الجميع بذلك ثم طلب منها ليكس أن تزيد وكل مرة يبقى ليكس لثواني أكثر. خافت لينا على ليكس وقالت يكفي. قد يؤثر ذلك على قلبك. قال ليكس لنجرب للمرة الأخيرة ثم همس لتارا بأن تضع أقصى درجة.
استعدت تارا لتصعق ليكس بأقصى درجة. أخذ ليكس نفسا عميقا ثم صعقته تارا انتفض جسم ليكس بشدة ثم. ظهر جسمه وهذه المرة استمر ولم يعد إلى الاختفاء مرة أخرى. فرح ليكس وفرحت لينا التي تشاهدهم على شاشة الجوال. وابتهجت تارا على هذا النجاح.
قالت لليكس علينا أن نخرج من هنا بسرعة. قبل أن يلاحظ أحد. هربا من الجامعة وعادا إلى منزل تارا. استقبلت لينا ليكس بالعناق. قبلا بعضهما ثم التفتا إلى تارا شاكرين لها. تناول الجميع طعام العشاء ثم ذهبوا إلى النوم. فرح ليكس ولينا وقالا نستطيع الآن أن نعلن زواجنا للجميع. خلدا إلى النوم وكانت ليلة سعيدة.
أشرقت صباح يوم جديد استيقظت لينا تشعر بليكس بجانبها لكن لا تراه. أيقظته وقالت ليكس أنا لا أراك فتح ليكس عيناه وقال ماذا. قالت لم أعد اراك. أمسك ليكس بيديها وقال لا تقلقي يا حبيبتي ربما حصل شيء خاطئ أثناء العلاج. حزنت لينا وقالت لم يكن يهمني ألا يراك الآخرين، ولكن الآن انا أيضاً لا أراك. فبقيت تبكي في حضنه. وبينما هما كذلك لامس "سلسالها الذهبي" جسم ليكس فاستطاعت أن تراه مرة أخرى قالت ليكس أنا اراك مجددا. ولما بعد عن عنها اختفى مرة أخرى. طلبت منه ان يقترب مرة أخرى فعاد إلى طبيعته. ولما ابتعد اختفى مرة أخرى. بدأ ليكس يلامس وجهها ورأسها ولما وصل إلى عنقها ولمس السلسال. عاد مرة أخرى. عرفا أنه يستطيع أن يعود عن طريق لمس الذهب.
عاد لون عيني ليكس ولينا للون الأخضر. طرقت عليهما تارا الباب وأخبرتهما أن الفطار جاهز. نزعت لينا سلسالها الذهبي وأعطته لأليكس. وخرجا من الغرفة كأن لم يحصل شيء. طلبت تارا أن تأخذ اليكس لعمل بعض الفحوصات الطبية لتطمئن على قلبه. تداركت لينا الأمر وقالت لها لقد فحصت قلبه مساء الأمس ووجدته يعمل أفضل من الأول ابتسم ليكس من الخجل. وتحولت عيناه للون الأرجواني.
سألتهم تارا، ماذا ستفعلان الآن. قالا سنعود إلى قريتنا. لا نريد أن نسبب لك المزيد من المتاعب. أعد ليكس ولينا متاعهما. وتوجها إلى المطار مباشرة. في الطريق حجزت لينا تذكرتين للعودة إلى قريتهم.
استطاعا بقدرة ليكس على الاختفاء الصعود إلى الطائرة. وصلا إلى العاصمة ومن العاصمة اتجها إلى "قرية برمودا" دخل ليكس ولينا القرية في أجواء ممطرة لكن ذلك لم يمنع من عرفوا بوصولهما الفرح بعودتهما. التقى ليكس برفيقه جاك وصديقته ساشا. ثم التقى بسيرين وسيدة القصر. عانق الجميع ليكس مرحبين به. وسرعان ما انتشر الخبر في القرية بعودة ليكس ولينا. فقررت سيدة القصر بان تعمل لهما احتفالاً في المساء في القصر بمناسبة عودتهما.
-
51
نظر ليكس ولينا إلى بعضهما وكسى عيناهما اللون الأخضر فرحا بهذا الخبر. أخذت الفتيات لينا ليستعدوا لحفلة المساء. بينما ذهب ليكس مع الشباب، بينما بدأ أهل القرية كلهم التجهيزات. جاء المساء! وما يزال معدل الأمطار في ازدياد حاول جاك الاتصال بأخته سيرين يريد أن يطمئن على الاستعدادات لكن وجد هاتفها المحمول مغلق، ثم حاول الاتصال على ساشا وجد أيضا هاتفها مغلق. استغرب جاك ثم طلب من ليكس محاولة الاتصال على لينا. وجدوا أيضا هاتفها مغلق. شعروا أنّ هنالك خطأ ما.
انطلق الاثنان مباشرة إلى منزل جاك حيث كانت الفتيات مجتمعين. وجدا أنّ الباب مكسور ولا أثر للفتيات. بحثوا عنهم، ولكن لم يجدوهم. ثم ذهبا مباشرة إلى القصر. في الطريق وجدوا منازل أخرى تظهر عليها آثار الاعتداء. ولما وصلا إلى القصر وجدا بعض الحراس ما بين مصابين وقتلى. سألوا المصابين، ما لذي حدث؟ قالوا هجموا علينا وتمكنوا منا، معهم الكثير من الرهائن ونزلوا إلى المناجم يحملون الكثير من الصناديق عليها شعار المتفجرات. تحول لون عينا ليكس للون البني. طلب من جاك الاتصال بالمسؤولين. ومحاصرة القصر بينما ذهب هو ليرى مدى سوء الوضع.
دخل ليكس إلى القصر واتجه مباشرة إلى غرفته في القصر. ولما تأكد أنه لوحده. نزع الخاتم الذهبي واختفى كليا. اتجه بصمت إلى المناجم وبدون أن يشعر الحراس وصل إلى هنالك. وتنقل من غرفة إلى أخرى. وجد الرهائن في الغرفة الثالثة وتكاد تكون خالية من الذهب. تمكن ليكس من تجاوز الحارس المسلح. ودخل الغرفة يرى جميع الرهائن الفتيات ومعهم بعض حرس القصر وقد كبلوهم بقيود من حديد ببعضهم البعض. ووجد في الغرفة كمية من المفجرات تكفي لتدمير القصر بأكمله.
ينظر في الزاوية الأخرى يشاهد لينا هي الأخرى قد كُبِّلت مع مجموعة من الفتيات. تقدم أليها وعيناه تدمع من الخوف عليها. تقدم إليها وضع يده على فمها لكيلا تصرخ عانقها وهمس في أذنها أنا أليكس. تلونت عيناها إلى الأخضر فرحا لما شعرت بلمساته وسمعت صوته. قبّلها ثم قالت له تأخرت قال لا تقلقي سأحرركم كلكم لكن المكان كله ممتلئ بأفراد العصابة. وبينما هم كذلك يسمعون صوت انفجار في إحدى غرف الذهب. ثم رأوا القلق والارتباك في أفراد العصابة حولهم. همس في أذنها سأذهب وأرى ما يجري. قالت له انتبه المكان مليء بحبيبات الذهب قد تجعلهم يرونك. قال لها لا تقلقي ثم خرج.
ذهب ليكس إلى مكان الانفجار رأى الغرفة وقد رُدِمت مسببة تشققات في السقف تنزل منها مياه الأمطار. ووجدهم حوله يتخاصمون فعرف من كلامهم أن الانفجار لم يكن مخططا له. وبينما هم كذلك بدأت تصب المياه في الغرفة كأنها شلال. عرفوا أن المناجم ستغمرها المياه. فهربوا صعودا إلى القصر.
في غرفة الرهائن. بدأت المياه تدخل الغرفة وسرعان ما ارتفع منسوب المياه في الغرفة وقف الجميع في أماكنهم. وأخذت العصابة تحاول السيطرة على الموقف عن طريق تهديدهم بأن من يحاول الحركة سيطلقون عليه النار.
مازال مستوى المياه في المناجم يرتفع حتى وصل إلى بطونهم. هرب رؤساء العصابة بينما بقي صغارهم يحرسون الرهائن. دخل ليكس بينهم واستطاع أخذ مفاتيح القيود. ثم سمع أحدهم يقول لصاحبه. هل نفجرهم بداخل الغرفة؟ قال له صاحبه أتريد أن تنهمر مياه الوادي علينا. سنقفل عليهم الأبواب وستغرقهم المياه.
-
52
اجتمعت القوات وحاصروا القصر من كل الجهات. علقت العصابة في المنتصف. لن يستطيعوا الخروج من القصر ولم يستطيعوا العودة إلى المناجم. فقرروا يهددونهم بتفجير الرهائن.
بعد أن تأكد ليكس أن العصابة كلهم صعدوا إلى القصر. لبس خاتمه ثم اتجه بسرعة إلى الرهائن. وبدأ يفك قيودهم. وصلت المياه إلى صدورهم وشعر الجميع بالخوف. طلب منهم أليكس أن يمسكوا بأيدي بعضهم البعض. ثم خرجوا من الغرفة. اتجهوا إلى مخرج القصر صعدوا على السلالم، ولكن وجدو المدخل مغلق. قال لهم ليكس انتظروا هنا سآخذ بعض الشباب وسنذهب لنبحث عن مخرج.
نزل ليكس ومعه ثلاثة من الشباب مرة أخرى إلى المياه في المنجم وساروا حتى وصلوا إلى حيث المنطقة التي تفصل بين المنجم ووكر عصابة الأسلحة سابقا. وبدأوا بتحريك الأحجار ومحاولة فتحه مرة أخرى. بدأ المياه تصل إلى عنقهم وما زالوا يحاولون أن يحركوا الأحجار والرمال المنهمرة، حتى استطاعوا أن يحدثوا فتحة في الحاجز بدأت المياه تسير من تلك الفتحة باتجاه وكر عصابة الأسلحة حتى توسعت وكبر حجمها مع مرور المياه خلالها تدريجيا حتى تلاشت الفتحة وأصبح مستوى المياه إلى الأقدام
عاد ليكس إلى أسفل القصر. أخذ لينا والبقية وذهبوا مسرعين إلى الوكر. وقد نزلت المياه من الجهة الأخرى عبر الجبال. أدخل الجميع في الشاحنات وقال للسائق خذهم إلى وسط المدينة. عرفت لينا أن رومي سيبقى خلفهم. سألته لماذا تريد أن تبقى. قال سأعود وأتأكد أننا لم نترك أحد في المنجم. قالت وعيونها تدمع إذا سأبقى معك. عانقها وقال لها أذهبِ وأعدك أن ألحق بكم. كانت لحظات وداع حزينة. عاد بعدها ليكس إلى المناجم. دخل غرفة المتفجرات. تفاجئ بأن عداد التفجير قد بدأ العد التنازلي ولم يبقى سوى عشر دقائق.
فكر كيف سيوقف التفجير. وتخيل ما سيحدثه التفجير، سيدمر القصر وسيدمر كل شيء حوله. وبينما هو هنالك يسمع خطوات خلفه التفت فوجد لينا واقفه تنظر إليه. رأت العد التنازلي للمتفجرات يصل إلى الثمانية دقائق. قال لها وعيناه تدمع خوفا عليها لماذا أتيتي قالت لن أتركك تغامر لوحدك. إما أن نعيش سويا أو نموت سويا. لم يفكر ليكس كثيرا قال يجب أن ننقل المتفجرات بعيدا من القصر. نظر ليكس حوله فرأى قاطرات نقل الذهب. حملا المتفجرات ووضعاها في العربة ثم دفعاه باتجاه الوكر. ينظر ليكس إلى ساعته لم يتبقى سوى ثلاث دقائق. وصلا إلى الوكر أدخلا القاطرة إلى الوكر. لم يبقى سوى دقيقة ونصف لم تكن كافية ليخرجا من الجهة الأخرى من الوكر. عادا يجريان إلى داخل المناجم وجدا قاطرة أخرى أقفلا على أنفسهما بداخلها. لا يعلمان ماذا سيحل بهما أو ما سيجري لهما.
بعد ثواني قليلة سمعا انفجارا عظيما هز الأرض وبدأ الصوت يقترب بسرعة مذهلة عانق أحدهما الآخر. وسرعان ما شعرا بأن عربتهما تحلق في داخل المناجم ثم تصطدم بإحدى جدران المنجم. تألم ليكس ولينا بشدة أثر التصادم وتقلب القاطرة عدة مرات حتى استقرت ثم يشعران بالصخور والتراب ينهمر فوق العربة ليدفنهما بداخلها.
-
53
في الجهة الأخرى دمر الانفجار الوكر بأكمله حتى أصبح وكأنه لم يكن هناك. ولأن الوكر كان تحت الجبال فلم يكن للانفجار ذلك التأثير على القرية. أما خارج القصر سمع المسؤولين الصوت الذي هز الأرض تحته. جثا الجميع على ركبته، وبدأت أصوات البكاء والنحيب على الرهائن تحت القصر. بكى أيضا جاك على أخته واحترق قلبه على فراقها. قبض الجنود على العصابة. وبينما هم هنالك تصل الشاحنة التي نقلت الناجين من الرهائن تحت القصر. تنزل سيدة القصر وتفرح بأن قصرها ما يزال واقفا كما كان. ثم تنزل سيرين وترتمي في أحضان أخيها جاك ثم ساشا أيضا. ثم ينظرون حولهم ولا يرون ليكس ولينا فيسألون عنهم يشير لهم جاك والمسؤولين أنهم لم يرونهم ولم يخرج أحد من أسفل القصر او من مخرج المناجب من الجهة الأخرى. يذهب الجميع يبحثون في أسفل القصر لكن وجدوا كل شيء مدفون جيدا فلم يعرفوا إذا ما يزالون أحياء أو انهم لم يسلموا من الانفجار.
بدأ الجميع بالبحث عنهم تحت الأنقاض ويصرخون بإسميهما. لكن لا أثر لهما. بينما تحت أمتار بسيطة يتواجد ليكس ولينا تحت الأنقاض مُغماً عليهم في قاطرتهم التي أصبحت تضغط عليهم من كل مكان بسبب ضغط التراب على أطرافها. يفتح ليكس عيناه متألما ولكن لا يرى شيئا بسبب الظلام الحالك. لكنه يشعر بلينا التي ماتزال في حضنه يخرج يديه بصعوبة من خلفها. ثم يحاول أن يوقظها. تفتح لينا هي الأخرى عيناها وتسأل بصوت مخنوق ليكس هل أنت بخير. يقول لها أنا بخير ماذا عنك. قالت أنا أيضا بخير. وبينما هما كذلك يسمعان من ينادي عنهما. ولكن لشدة الألم لم يستطيعان أن يصرخا. أو أن يحركا أجزاء جسمهما.
استمرت عمليات البحث عنهما حتى ساعات متأخرة رغم الأمطار والخوف من الانهيارات فلم يستسلم رفاقهما عن البحث عنهما. قالت لينا أنا سعيدة لأني بجانبك. استغرب ليكس وقال متسائلا: في هذا المكان؟ قالت لم أكن لأتمنى أن أكون هنالك بالأعلى وانت هنا لوحدك تحت الأنقاض. قال لها سامحيني أنا السبب لأنك في هذا المأزق معي. وضعت رأسها على أكتافه وقالت المهم أننا مع بعضنا. كنت أعرف من الوهل الأولى أن المكان خطير وأني ممكن أن ألا أخرج من هنا على قيد الحياة. لكن ها أنا في حضنك. لا يهم المكان والزمان. قال ليكس انت رائعة يا لينا. سنخرج من هنا وستكون حياتنا أفضل.
كان الوضع يزداد سوءً داخل القاطرة، وجد لكس قطعة من الحديد وبدأ يطرق في جنبات القاطرة، لعل أحدهم أن يسمعهم فيخرجهم. كان الصوت خافت لا يمكن سماعة بسبب أدوات الحفر الجارية بحثاً عنهم. توقف الحفر في ساعات متأخرة من الليل لترتاح المكائن. ذهب البعض للنوم بينما بقي البعض الآخر حزينين على ما حصل لـ ليكس ولينا. وبينما هم كذلك يسمعون صوت طرق من بعيد، انتشروا في أماكن مختلفة في المنجم. لعلهم يسمعون ذلك الطرق مرة أخرى.
-
54
بدأ ليكس ولينا يستنفذان الأكسجين الذي في القاطرة. شعر لكس بأن لينا لم تعد تتحرك. وكأنها فقدت الوعي. بدأ يتحسس نفسها وجدها تتنفس بصعوبة. طرق القاطرة طرقة أخيرة بقوة. سمعها جاك الذي كان قريبا من ذلك المكان. فصرخ للجميع بأن يبدؤا الحفر حيث يقف. تحركت مكائن الحفر مرة أخرى واقتربت من المكان ثم بدأوا يحفرون بسرعة. سمع ليكس عمليات الحفر فوقهم تبسم وقال للينا تماسكي سنكون بخير. ولكن لينا لا تكاد تتحرك. سرعان ما وصلت أدوات الحفر إلى القاطرة. وبدأ بعض الأكسجين يدخل إلى القاطرة. وصل الحفر إلى القاطرة ثم استمروا يحفرون حولها حتى أخرجوها من هنالك. فتحوا القاطرة وجدوا ليكس ولينا قال لهم ليكس أرجوكم أنقذوها، إنها لا تتحرك. أخذوا ليكس ولينا في سيارة الإسعاف إلى مستشفى القرية. فرح رفاقهما بأنهما على قيد الحياة. نقلوهما إلى مستشفى القرية. اطمئن ليكس أن لينا استعادة وعيها وفتحت عيناها.
عملوا لهما الفحوصات الأولية وتأكدوا من سلامتهما. كانت لديهما بعض الكدمات في أماكن مختلفة من جسديهما ولكنها لا تستدعي بقاءهما في المستشفى. نظر ليكس ولينا إلى بعضهما. شعرا بالسعادة لأنهما خرجا بسلام. تقدم إليهما رفاقهما واطمئنا على سلامتهما. وعانقاهما. شكرت سيدة القصر ليكس ولينا على ما فعلاه لإبقاء القصر شامخ في القرية. قالت ستبقيان لدينا في القصر حتى ترجع إليكما قوتكما.
عادة الحياة إلى طبيعتها في القرية. أصبح ليكس ولينا من مشاهير القرية. قررت سيدة القصر إقامة زواج لهما. في قلب القرية. تمت التحضيرات لزواج اسطوري، حظره الكثير من أهل القرية والمسؤولين والمطربين على رأسهم المطربة المشهورة "نيجور خولوفا" التي التقى بها ليكس. كانت ليلة من أجمل الليالي في الجزيرة. فرح ليكس ولينا بتلك الليلة فكانا ليلتهما المنتظرة. فاحتفلا ورقصا في تلك الليلة برفقة رفاقهما. ثم عادا إلى منزلهما وقضيا ليلة من أجمل الليالي الأرجوانية.
استغل ليكس قدرته في التخفي لعمل الخير. فلم يكن يعرف بها أحد سوى لينا.
انتهت قصة هذه القرية التي كانت على ممر السنين سر لم يفهمه الكثير. لكن بفضل الثنائي ليكس ولينا أصبحت الواجهة لكثير من السياح عبر العالم. وقصة ليكس ولينا أصبحت الرواية التي انتشرت عبر الأجيال.