-
نامَ الخُليُّ، وَما أُغَمّضُ سَاعَةً، أرَقاً، وَهَاجَ الشّوْقُ لي أحْزَاني
وَإذا ذَكَرْتُكَ يا ابنَ مُوسَى أسبَلتْ عَيْني بِدَمْعٍ دائِمِ الهَمَلانِ
ما كُنْتُ أبْكي الهالِكِينَ لفَقْدِهمْ، وَلَقَدْ بَكَيْتُ وَعَزّ مَا أبْكَاني
كَسَفتْ له شَمسُ النّهارِ فأصْبَحتْ شَمْسُ النّهَارِ كَأنّهَا بِدُخَانِ
لا حَيّ بَعْدَكَ يا ابنَ مُوسَى فِيهِمُ يَرْجُونَهُ لِنَوَائِبِ الحَدَثَانِ
كَانُوا لَيَاليَ كُنْتَ فِيِمْ أُمّةً، يُرْجَى لهَا زَمَنٌ مِنَ الأزْمَانِ
فالنّاسُ بَعدَكَ يا ابن موسى أصْبحوا كَقَنَاةِ حَرْبٍ غَيرِ ذاتِ سِنَانِ
مُتَشَابِهِينَ بُيُوتُهُمْ بَمَجَازَةٍ للسّيْلِ، بَينَ سَباسِبٍ وَمِتَانِ
أوْدَى ابنُ مُوسَى وَالمكارِمُ وَالنّدَى وَالعِزُّ عِنْدَ تَحَفّظِ السّلْطَانِ
جُمعَ ابنُ مُوسَى والمَكارِمُ والنّدى وَالعِزُّ، عِنْد تَحَفّظِ السّلْطَانِ
جُمعَ ابنُ مُوسَى وَالمكارِمُ وَالنّدَى في القَبْرِ بَينَ سَبائبِ الأكْفَانِ
ما مات فِيهِمْ بَعْدَ طَلْحَةَ مِثْلُهُ للسّائِلِينَ، وَلا لِيَوْم طِعَانِ
وَلَئنْ جِيادُكَ يا ابنَ موسَى أصْبحتْ مُلْسَ المُتُونِ تجولُ في الأشْطانِ
لَبِمَا تُقادُ إلى العَدُوّ ضَوامِراً جُرْداً، مُجَنَّبَةً معَ الرُّكْبَانِ
مِنْ كُلّ سابحَةٍ وَأجْرَدَ سَابِحٍ، كَالسِّيدِ يَوْمَ تَغَيّمٍ وَدُخَانِ
كَانَ ابنُ مُوسَى قَدْ بَنى ذا هَيبَةٍ صَعْبَ الذّرَى مُتَمَنِّعَ الأرْكَانِ
فَثَوَى وَغادَرَ فيكُمُ بِصَنِيعَةٍ، خَيرَ البُيوتِ وَأحْسَنَ البُنْيَانِ
-
وَجَدْنَا خُزاعِيّاً أسِنّةَ مَازِنٍ، وَمِنها إذا هابَ الكُماةُ جَسُورُها
على ما يهَابُ القَوْمُ من عاجِلِ القِرَى إذا احمَرّ من نَفْخَ الصَّبَا زَمهَرِيرُها
وَهُمْ يَوْم وَلّى أسلَمٌ ظَهرَهُ القَنا وَفَرّ، وَشَرُّ النّاسِ بأساً فَرُورُها
وَهُمْ يَوْمَ عَبّادِ بنِ أخضَرَ بالقَنَا وَبالهِنْدوَانِيّاتِ بِيضاً ذُكُورُها
أبَوْا أنْ يَفِرّوا يَوْمَ كُرّ عَلَيْهِمُ، وَلا يَقْتُلُ الأبْطَالَ إلاّ كَرُورُها
جَلَوْا بالعَوَالي وَالسّيُوفِ غِشاوَةً، يكادُ مِنَ الإظْلامِ يَعَشى بَصِيرُها
وَهُمْ أنْزَلُوا هِنْداً مَنازِلَ لمْ تكُنْ لَهُمْ قَبْلَهَا إلاّ مَصِيراً تَصِيرُها
وَدارَتْ رَحى الأبطالِ في حَوْمة الوَغى وَأظْهَرَ أنْيَابَ الحُرُوبِ هَرِيرُها
وَهُمْ رَجَعُوا لابنِ المُعَكْبَرِ ذَوْدَهُ وَقد كانَ عَنها قد تَوَلّى مُجِيرُها
وَهُمْ صَدّقُوا رُؤيا بُرَيْقَةَ إذْ رَأتْ غَيابَةَ مَوْتٍ، مُسْتَهِلاًّ مَطيرُها
فكَذّبَهَا مِنْ قَوْمِهَا كُلُّ خَائِنٍ، وَقَدْ جَاءَهُمْ بالحَقّ عَنهمْ نذيرُها
فَما راعَهُمْ إلاّ أسِنّةُ مَازنٍ يُدِيرُ قَنَاهَا، بالأكفّ، مُدِيرُها
وَخَيْلٌ تَنَادَى بِالمَنَايَا إلَيْهُمُ، وَآساَدُ غِيلٍ لا يُبِلّ عَقِيرُها
-
ألَستَ، وَأنْتَ سَيْفُ بَني تَمِيمٍ، لجارِي إنْ أجَرْتُ تَكُونُ جَارَا
بَلى فَوَفَى وأطْلَقَ لي طَلِيقاً، وَعَبْدَ الله، إذْ خَشِيَا الإسَارَا
وَقَامَ مَقَامَ أرْوعَ مَازِنيٍّ، فَأمّنَ مَنْ أجَرْتُ وَمَنْ أجَارَا
وَمَا زلْتُمْ بَني حَكَمٍ كُفَاةً لِقَوْمِكُمُ المُلِمّاتِ الكِبَارَا
تُحَمِّلُكُمْ فَوَادِحَهَا تَمِيمٌ، وَتُورِدُكُمْ مَخَاوِفُهَا الغِمَارَا
وَتَعْصِبُ أمْرَهَا بِكُمُ، إذا مَا شَرَارُ الحَرْبِ هُيّجَ فَاسْتَطَارَا
-
لَقَدْ طَلَبَتْ بالذَّحلِ غَيرَ ذَمِيمَةٍ إذا ذُمّ طُلاَّبُ الذُّحُولِ الأخاضِرُ
هُمُ جرّدوا الأسيافَ يَوْمَ ابنِ أخضرٍ فَنَالُوا الّتي لا فَوْقَها نَالَ ثَائرُ
أقَادُوا بهِ أُسْداً لهَا في اقْتِحَامِهَا عَلى الغَمرَاتِ في الحُرُوبِ بَصَائِرُ
وَلَمْ يعْتِمِ الإدرَاكُ منهُمْ بذَحلِهم فَيَطْمَعَ فيهِمْ بَعْدَ ذلكَ غادِرُ
كفِعلِ كُلَيْبٍ يَوْمَ يدعو ابنُ أخضرٍ وقد نَشِبَتْ فيهِ الرّماحُ الشّوَاجرُ
فَلَمْ يَأتِهِ مِنْهَا، وَبَينَ بُيُوتِهَا أصِيبَ ضيَاعاً، يَوْمَ ذلك، نَاجِرُ
وَهُمْ حَضَرُوهُ غَائِبِينَ بنَصْرِهِمْ، وَنَصرُ اللّئِيمِ غائِبٌ، وَهوَ حاضِرُ
وَهُمْ أسْلَمُوهُ فاكْتَسَوْا ثوْبَ لامةٍ سَيَبْقَى لهمْ ما دامَ للزّيتِ عاصِرُ
فَما لكُلَيْبٍ في المَكارِمِ أوّلٌ، ولا لكُلَيْبٍ في المَكارِمِ آخِرُ
ولا في كُلَيْبٍ إنْ عَرَتْهُمْ مُلِمّةٌ كَرِيمٌ عَلى ماأحْدَثَ الدّهرُ صَابرُ
-
ألا إنّ مِسْكيناً بكَى، وَهْوَ ضَارِعٌ لفَقْدِ امرِىءٍ ما كانَ يَشبَعُ طائِرُهْ
إذا ذُكِرَتْ أيدي الكِرَامِ إلى النّدى وَآثَارُهَا ذَمّتْ يَدَيْهِ مَعَاشِرُهْ
وَلا تَبكِ مِن فَقدِ امرِىءٍ لستَ ذاكراً لَهُ لامَةً إلاّ استَمَرّتْ مَرَائِرُهْ
-
كَمْ لكَ يا ابنَ دَحمةَ من قرِيبٍ مَعَ التُّبّانِ يُنْسَبُ وَالزِّيَارِ
يَظَلّ يُدافِعُ الأقْلاعَ مِنْهَا، بِمُلْتَزِمِ السّفِينَةِ وَالحِتَارِ
إذا نُسِبَتْ عُمَانُ وَجَدْتَ فيها مَذاهِبَ للسّفِينِ وَللصَّرَارِي
أُولَئِكَ مَعْشَرٌ أقْعَوْا جَمِيعاً على لُؤمِ المَناقِبِ وَالنِّجَارِ
أرَى داراً يُشَرّفُها جُذَيْعٌ كألأمِ مَا تكونُ مِنَ الدّيَارِ
على آسَاسِ عَبْدٍ مِنْ عُمَانٍ تَقَيّلَ في رِفَاقِ أبي صُفَارِ
-
لَيسَ العَقائِلُ مِنْ شَيْبانَ نافِقَةً، وَفيهِمُ مِنْ كُلَيْبٍ عَقْدُ أصْهارِ
النّازلِينَ بِدارِ الذُّلّ، إنْ نَزَلُوا، وَالألأمِينَ بِأسْمَاعٍ وَأبْصَارِ
وَإنّ حَدْرَاءَ ما كانَتْ مصَاهِرَةً، بَينَ الألائِمِ مِنْ ضَيْفٍ وَمن جارِ
-
إنّ بُغائي للّذِي إنْ أرَادَني مَكانَ الثّرَيّا إنْ تَأمّلَها البَصَرْ
وَإني الّذي لا يَبْحَثُ السّرَّ وَحْدَهُ إذا كان غَيرِي مَن يَدِبّ إلى الخَمَرْ
أنا ابنُ الّذي أحْيا الوَئِيدَ وَلمْ أزلْ أحُلّ بهامَاتِ اللّهامِيمِ مِنْ مُضَرْ
وقد شَكَرْتُ أبا الأشبالِ ما صَنعتْ يداهُ عندي وخيرُ الناسِ من شكرا
لقد تداركني منه بِعَارِفَة حتى تلاقى بها ما كان قد دَثَرا
فما لجودِ أبي الأشبالِ من شبةٍ إلا السحابُ وإلا البحرُ إذْ زَخَرا
كلَّ يوائلُ ما امتدت غَواربُه إذا تكْفكفَ منه الموجُ وانحدرا
ليس بأجودَ منه عند نائبِه إذا تروّحَ بالمعروفِ أو بكرا
-
إذا خِندِفٌ باللّيلِ أسْدَفَ سَجْرُها وَجاشَتْ من الآفاقِ بالعَددِ الدَّثْرِ
رَأى الناسُ عندَ البَيتِ أنّ الحَصَى لنا على السُّودِ مِنَ أوْلادِ آدَمَ وَالحُمرِ
وَما كنتُ مُذ كانتْ سَمائي مكانَها، وَما دامَ حَوْلَ الناسِ مُطّلَعُ البَدرِ
لأجْعَلَ عَبْداً باهِلِيّاً، لخِبْثَةٍ، إلى حَسبي فَوْقَ الكَوَاكبِ أوْ شِعرِي
ألاَ قَبَحَ الله الأصَمَّ وَأُمَّهُ، وَنَذرَهُما المُوفَى الخَبيثَ من النَّذْرِ
وَلا مَدّ بَاعاً باهِليٌّ إلى العُلَى، وَلا أُغْمِضَتْ عَيْناهُ إلاّ على وِتْرِ
ألَسْتُمْ لِئَاماً إذْ أغَبْتُ إلَيْكُمُ إذا اقتَبَسَ الناسُ المعاليَ من بِشْرِ
-
إني رَأيتُ أبا الأشْبالِ قَدْ ذَهَبَتْ يَداهُ حَتى تُلاقي الشّمسَ وَالقَمَرَا
التّارِكُ القِرْنِ تحتَ النَّقْعِ مُنجَدِلاً إذا تَلاحَقَ وِرْدُ المَوْتِ فاعتَكَرَا
لا مُكْبِرٌ فَرَحاً فِيمَا يُسَرّ بِهِ، فَإنْ ألَمّتْ عَلَيْهِ أزْمَةٌ صَبَرَا
وَقَد شكرْتُ أبا الأشبالِ ما صَنَعَتْ يَداهُ عِندي، وَخَيرُ الناسِ مَن شكَرَا
لَقَدْ تَدارَكَني مِنْهُ بِعَارِفَةٍ، حتى تَلاقَى بها ما كانَ قَدْ دَثَرَا
فَما لجُودِ أبي الأشْبَالِ مِنْ شَبَهٍ إلاّ السّحابُ وَإلاّ البَحْرُ إذْ زَخَرَا
كُلٌّ يُوائِلُ ما امْتَدّتْ غَوَارِبُهُ، إذا تكَفْكَفَ منهُ المَوْجُ وَانحَدَرَا
لَيْسا بِأجْوَدَ مِنْهُ عِنْدَ نَائِلِهِ، إذا تَرَوّحَ للمَعْرُوفِ أوْ بَكَرَا
-
يَرْضَى الجَوَادُ، إذا كَفّاهُ وَازَنَتَا إحْدى يمينَيْ يَدَيْ نَصْرِ بنِ سَيّارِ
يَداهُ خَيْرُ يَدَيْ، شَيْءٌ سَمِعتُ به مِنَ الرّجَالِ لِمَعْرُوفٍ وَإنْكارِ
العابِطُ الكُومَ، إذْ هَبّتْ شَآمِيَةً وَقاتَلَ الكَلبُ مَنْ يَدنو إلى النّارِ
وَالقائِلُ الفاعِلُ المَيْمُونُ طَائرُهُ، وَالمانِعُ الضَّيمَ أنْ يَدنو إلى الجَارِ
كَم فيك إنْ عُدّد المعرُوفُ من كَرَمٍ وَنائِلٍ، كَخَليجِ المُزْبِدِ الجَارِي
أنْتَ الجَوَادُ الّذِي تُرْجَى نَوَافِلُهُ وَأبْعَدُ النّاسِ كلِّ الناسِ مِنْ عارِ
وَأقرَبُ الناسِ كلِّ الناسِ مِنْ كَرَمٍ، يُعطي الرّغائِبَ لمْ يَهْمُمْ بإقْتَارِ
-
جَعَلْتُ لهَا بَابَينِ بَابَ مُجَاشِعٍ وَبَاباً لُجَيْمِيّاً عَزِيزاً مَرَاوِمُهْ
وَمَا فِيهِمَا إلاّ سَيُصْبِحُ جَارُهُ تَطَلّعُ في جَوّ السّمَاءِ سَلالِمُهْ
-
حَسِبْتَ قِذافي بَعدَ عامٍ، ولمْ يَكُنْ قِذافي زَمَاناً مَا يُرَوَّحُ سَائِمُهْ
سَتَعْلَمُ يا حَيْضَ المَرَاغَةِ أيُّنا لَهُ حِينَ يَدْعُو مِنْ تَمِيم قَماقمُهْ
ألمْ تَعوِ عَن قَيسِ بنِ عَيْلانَ باسطاً إلَيهِمْ يَدَيْ مُستَطعِمٍ لا تُطاعمُهْ
بِأعْرَاضِ قَوْمٍ خنْدفِيِّينَ مِنهُمُ لُؤيُّ بنُ فِهْرٍ والسُّعُودُ وَدارِمُهْ
أرَى كُلَّ جانٍ من تَمِيمٍ إذا جَنى لَهُمْ حَدَثاً، كانتْ عَليّ جَرائمُهْ
وَقَدْ عَلِمَ الجانُونَ أنّ ابنَ غالِبٍ لكُلّ دَمٍ، قالُوا هَرَقناهُ، غارِمُهْ
وَلمّا دَعا الدّاعُونَ أينَ ابنُ غالِبٍ لصَدْعِ ثأًى يُخشى لَهُمْ مُتَفاقمُهْ
دَعَوْا غالِباً عِنْدَ الحَمالَةِ وَالقِرَى، وَأينَ ابْنُهُ الشّافي تَميماً نَقايمُهْ
-
تَذَكّرْتُ أيْنَ الجَابِرُونَ قَنَاتَنَا، فقُلْتُ بَني عَمّي أبَانَ بنِ دارِمِ
رَمَوْا ليَ رَحْلي، إذْ أنَخْتُ إلَيهمُ بِعُجْمِ الأوَابي واللِّقَاحِ الرّوَائِمِ
لَهُمْ عدَدٌ في قَوْمهمْ شافعُ الحَصَى، وَدَثْرٌ مِنَ الأنْعامِ غَيرُ الأصَارِمِ
تَجَاوَزْتُ أقْوَاماً إلَيْكُمْ، وَإنّهُمْ لَيَدْعُونَني، فاخْتَرْتُكُمْ للعظائِم
وَكُنتُمْ أنَاساً كان يُشفَى بمالِكُمْ وأحلامِكُمْ صَدْعُ الثّأي المُتَفاقمِ
وَإنّ مُناخي فيكُمُ سَوْفَ يَلْتَقي به الرّكْبُ من نَجدٍ وأهل المَواسِمِ
وَأيْنَ مُناخي بعَدَكُمْ إنْ نَبَوْتُمُ عَليّ، وَهَلْ تَنْبُو صُدورُ الصّوَارِمِ
-
أفاطِمَ! ما أنْسَى نُعاسٌ وَلا سُرًى عَقابِيلَ، يَلْقَانَا مِرَاراً غَرَامُهَا
لِعَيْنَيكِ وَالثّغْرِ الّذي خِلْتُ أنّهُ تَحَدّرَ مِنْ غَرَّاءَ بِيضٍ غَمامُهَا
وَذَكّرَنِيهَا أنْ سَمِعْتُ حَمَامَةً بكَتْ فبكى فوْقَ الغُصُونِ حَمامُهَا
نَؤومٌ عنِ الفَحشاءِ لا تَنطِقُ الخَنا، قليلٌ، سَوى تَخبيلِها القَوْمَ، ذامُهَا
أفاطِمَ! ما يُدرِيكِ ما في جَوَانحي مِنَ الوَجْدِ وَالعَينِ الكَثِيرِ سِجَامُهَا
فَلَوْ بِعْتِني نَفْسِي التي قَدْ ترَكْتِها تَساقَطُ تَترَى، لافْتَداها سَوَامُهَا
لأعطَيتُ مِنها ما احتكَمتِ وَمِثْلَهُ، وَلوْ كان ملءَ الأرْضِ يُحدى احتكامُها
فَهَلْ لكِ في نَفْسِي فتَقْتَحمي بهَا عِقاباً، تَدَلّى للحَيَاةِ اقْتِحَامُهَا
لَقَدْ ضَرَبَتْ، لَوْ أنّهُ كان مُبْقِياً، حَيَاةً على أشْلاءِ قَلْبي سِهَامُهَا
قَدِ اقتَسَمَتْ عَيْنَاكِ يَوْمَ لَقِيتِنَا حُشاشَةَ نَفسٍ ما يَحِلُّ اقِتسامُهَا
فكَيْفَ بِمَنْ عَيناهُ في مُقْلَتَيِهِمَا شِفَاءٌ لنَفْسٍ، فيهما، وَسَقَامُهَا
إذا هيْ نأتْ عَنِّي حَنَنتُ، وَإنْ دَنَتْ فأبْعَدُ من بَيْضِ الأنوقِ كَلامُهَا
وَتَمنَعُ عَيْني وَهيَ يَقظَى شِفاءَها، وَيُبْذَلُ لي عِنْدَ المَنَامِ حَرَامُهَا
وكائِنْ مَنَعْتُ القَوْمَ من نوْم لَيلةٍ، وَقَدْ مَيّلَتْ أعْناقَهُمْ، لا أنامُهَا
لأدْنُو منْ أرْضٍ لأرْضِكِ إن دَنَتْ بهَا بِيدُهَا مَوْصُولَةٌ وإكَامُهَا
أفاطِمَ ما مِنْ عاشِقٍ هُوَ مَيّتٌ من الناسِ إنْ لم يُرْدِ نَفسِي حُسامُهَا
وَلَجتِ بعَينَيْكِ الصَّيودَينِ مَوْلِجاً من النّفسِ إنْ لم يوقِ نَفسِي حِمامُهَا
لَقَدْ دَلّهَتْني عَنْ صَلاتي، وَإنّهُ لَيَدْعُو إلى الخَيْرِ الكَثِيرِ إمَامُهَا
أيَحْيَا مريضٌ بَعدَما مُيِّتَتْ له سَوادُ التي تحتَ الفُؤادِ قيامُهَا
أيُقْتَلُ مَخضُوبُ البَنَانِ مُبَرْقَعٌ بِمَيْتٍ خُفَاتاً لَمْ تُصِبْهُ كِلامُهَا
فَهَلْ أنْتِ إلاَّ نَخْلَةٌ غَيرَ أنّني أرَاهَا لِغَيري ظِلّهَا وَصِرَامُهَا
وَمَا زَادَني نَأيٌ سُلُوّاً ولا قِرىً مِنَ الشّامِ قَد كادَتْ يبُورُ أنامُهَا
إذا حُرِّقَتْ منهُمْ قُلُوبٌ، وَنُفّذَتْ مِنَ القَوْمِ أكْبَادٌ أُصيبَ انْتِظامُهَا
كمَا نُحِرَتْ يَوْمَ الأضاحي بِبَلْدَةٍ من الهَدْيِ خَرَّتْ للجُنُوبِ قِيامُهَا
ألا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيّرَ بَعْدَنَا أُدَيْعاصُ أنْقَاءِ الحِمَى وَسَنَامُهَا
كأنْ لمْ تُرَفِّعْ بالأُكَيْمَةِ خَيْمَةً عَلَيْهَا نَهَاراً، بالقُنيِّ ثُمامُهَا
أقامَتْ بها شَهْرَينِ حتى إذا جَرَى عَلَيهِنّ مِنْ سافي الرّياحِ هَيامُهَا
أتاهُنّ طَرّادُونَ كُلَّ طُوَالَةٍ عَلَيْهَا مِنَ النَّيّ المُذابِ لِحَامُهَا
عَلَيْهِنّ رَاحُولاتُ كُلِّ قَطِيفَةٍ، مِنَ الخَزّ أوْ مِنْ قَيصرَانَ عِلامُهَا
إلَيْكَ أقَمْنَا الحَامِلاتِ رِحَالَنَا وَمُضْمَرَ حاجاتٍ إلَيْكَ انصِرامُهَا
فرَعنَ وَفَرّغنَ الهُمومَ التي سَمَتْ إلَيْكَ بِنَا، لمّا أتَاكَ سَمامُهَا
وَكَائِنْ أنَخْنَا من ذَراعَيْ شِمِلّةٍ إلَيْكَ، وَقَدْ كَلّتْ وَكلَّ بغامُهَا
وَقَدْ دأبَتْ عِشرِينَ يَوْماً وَلَيْلَةً، يُشَدّ بِرُسْغَيْها إلَيْكَ خِدامُهَا
وَلا يُدْرِكُ الحَاجاتِ بَعْدَ ذِهابِهَا مِنَ العِيسِ بالرُّكْبانِ إلاّ نَعَامُهَا
لَعَمرِي لَئِنْ لاقَتْ هشاماً لطالَ مَا تمَنّتْ هشاماً أنْ يكونَ استِقامُهَا
إلَيْهِ، وَلَوْ كَانَ المُنَهِّتُ دُونَهُ، وَمِنْ عَرْضِ أجبالٍ عَلَيهَا قَتامُهَا
وَقَوْمٍ يَعضّونَ الأكُفَّ، صُدورُهُمْ عَليّ وَغارَى، غَيرُ مُرْضىً رِغامُهَا
نمَتْكَ مَنَافٌ ذِرْوَتَاهَا إلى العُلى، وَمِنْ آلِ مَخْزُومٍ نَماكَ عِظامُهَا
ألَيسَ امْرُؤٌ مَرْوَانُ أدْنَى جُدوده، لَهُ مِنْ بَطاحِيَّ لُؤَيٍّ كِرَامُهَا
أحَقَّ بَني حَوّاءَ أنْ يُدْرِكَ الّتي عَلَيْهِمْ لَهُ، لا يُستَطاعُ مَرَامُهَا
أبَتْ لِهشامٍ عادَةٌ يَسْتَعِيدُهَا، وَكَفُّ جَوَادٍ لا يُسَدُّ انْثِلامُهَا
كما انْثَلَمتْ من غَمرِ أكدَرَ مُفَعَمٍ فُرَاتِيّةٌ يَعْلُو الصَّرَاةَ التِطَامُهَا
هِشامٌ فَتى النّاسِ الذي تَنْتهي المُنى إلَيْهِ، وَإنْ كانَتْ رِغاباً جِسامُهَا
وَإنّا لَنَستحْيِيكَ مِمّنْ وَرَاءَنَا مِنَ الجَهْدِ، وَالآرَامُ تُبْلى سِلامُهَا
فَدُونَكَ دَلْوِي إنّهَا حِينَ تَستَقي بفَرْغٍ شَديِدٍ للدّلاءِ اقْتِحامُهَا
وَقَدْ كانَ مِتْراعاً لهَا وَهيَ في يدي أبُوكَ، إذا الأْورَادُ طَالَ أُوَامُهَا
وَإنّ تَمِيماً مِنْكَ حَيثُ تَوَجّهَتْ، على السِّلمِ، أوْ سَلِّ السيوف خِصَامُها
همُ الإخوَةُ الأدْنَوْنَ وَالكاهلُ الذي بهِ مُضَرٌ عند الكِظاظِ ازْدِحَامُهَا
هِشامٌ خِيَارُ الله للنّاسِ، وَالّذِي بِهِ يَنْجَلي عن كلّ أرْضٍ ظَلامُهَا
وَأنْتَ لِهَذا النّاسِ بَعْدَ نَبِيّهِمْ، سَمَاءٌ يُرَجّى للمُحُولِ غَمامُهَا
وَأنْتَ الّذي تَلْوِي الجُنُودُ رُؤوسَها إلَيْكَ، ولَلأيْتَامِ أنْتَ طَعامُهَا
إليكَ انتَهَى الحاجاتُ وانقَطَعَ المُنى، وَمَعْرُوفَهَا في راحَتَيْكَ تَمامُهَا