10-05-2012 10:08
الرياض (صدى) :لم يدر بخلد أي شخص من مرتادي مطاعم الوجبات السريعة
أن يصل سعر "شاورما الدجاج" بنوعيها الصاروخ والجامبو لـ 10 ريالات في أي يوم من الأيام،
بعد أن كان سعرها يراوح في السابق ما بين 6 إلى 7 ريالات،
وهذا ما حدث في عدد من مطاعم الوجبات السريعة الشهيرة في الرياض،
وكان نتاج إفرازات أزمة الدجاج التي طالت الأسواق المحلية والعالمية.
وشهدت الارتفاعات في أسعار شاورما الدجاج اختلافاً من مطعم لآخر، حيث بقيت الأسعار لدى بعض
المطاعم كما هي دون تغيير، بينما قامت مطاعم أخرى بزيادة ريال واحد بداية الأسبوع الماضي،
وتوقعت أن تزيد أكثر من ذلك، والبعض الآخر غرد خارج السرب بالزيادة في الأسعار ابتداء من نهاية الأسبوع الماضي،
حيث وصل سعر الشاورما (الصاروخ والجامبو) بنوعيه لـ 10 ريالات،
بينما ارتفع سعر الحبة الواحدة للشاورما من 3 إلى 4 ريالات.
وأكدوا عزمهم وضع قائمة جديدة في الأسعار خلال اليومين المقبلين بعد استنفاد الكمية الموجودة لديهم من الدواجن،
مشيرين إلى أن الزيادة في سعر الشاورما بريال واحد التي قاموا بوضعها خلال الأسبوع الماضي ليست
كافية في ظل ارتفاع أسعار الدواجن مؤخراً حتى يكون السعر بناء على التكلفة الحقيقية.
كما أكدت بحسب"الاقتصادية" مطاعم أخرى لم تقم برفع سعرها الحالي نيتها القيام بذلك خلال الأيام القليلة
القادمة وعزوا عدم رفع أسعارهم أسوة بغيرهم لوفرة ما لديهم من مخزون الدجاج.
وأبان أحد مديري المطاعم قائلاً "نعتزم زيادة الأسعار خلال الأيام المقبلة، ولم نرفع أسعارنا حالياً
لوجود كمية كافية من الدجاج لدينا، وإذا استمر الوضع كما هو عليه فسنضطر إلى الزيادة مجبرين".
وأضاف آخر: "زدنا ريالاً واحداً بداية الأسبوع الماضي، وطرأت بعد ذلك ارتفاعات في أسعار الدجاج؛
لذلك من المتوقع أن نزيد في السعر أكثر من ذلك إن استمرت أوضاع أسعار الدجاج على ما هي عليه الآن".
عدد من المستهلكين الذين التقتهم "الاقتصادية" عبروا عن تخوفهم من الزيادة المطردة في أسعار الشاورما
في مطاعم الوجبات السريعة، وأن تتزايد الأسعار أكثر من ذلك خاصة بعد الزيادة التي شهدتها معظم المطاعم بريال واحد،
وقالوا "إن ضعف الرقابة على مطاعم الوجبات السريعة قد يجعل البعض منها يزيد في السعر أكثر مما هو حاصل الآن".
وكان وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة قد أصدر قراراً وزارياً بإخضاع الدجاج لأحكام
السياسة التموينية واعتباره إحدى السلع التموينية الرئيسة، كما أصدر قراراً بتعليق تصدير الدجاج حتى
اكتفاء السوق المحلية واستقرار الأسعار. وأكدت الوزارة أنها تتابع أسعار الدجاج وترصدها بشكل يومي
وتنشر الأسعار بكل شفافية للمواطنين على موقعها الإلكتروني، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف
عالمياً بنسبة 30 - 40 في المائة في الفترة الأخيرة كان السبب الرئيس في ارتفاع أسعار الدجاج
المحلي والمستورد، حيث إن تكلفة الأعلاف تمثل 70 في المائة من تكلفة إنتاج الدجاج.
وبمتابعة الأسواق العالمية فإن أسعار مدخلات الأعلاف للعقود الآجلة لأشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر
سجلت انخفاضاً بمقدار 13 دولارا و48 دولارا للطن لكل من الذرة وفول الصويا على التوالي،
مما سيكون له الأثر في استقرار الأسعار عالمياً.
وتعرضت بعض مشروعات الدواجن المحلية حالياً إلى مشكلات إنتاجية تتمثل في ارتفاع نسبة النفوق،
حيث بلغت في أحد أكبر المشاريع إلى 20 في المائة من إنتاجه، ما فاقم من المشكلة وأدى إلى
انخفاض كمية الإنتاج المحلي المعروضة في السوق.
وتشير الوزارة إلى أن سياسة الدولة الرشيدة بتخفيف تأثير الأسعار العالمية على المواطنين بدعم مدخلات
الأعلاف ساهم في تخفيف تعرض الدجاج المحلي لارتفاع الأسعار العالمية، حيث إن سعر الدجاج
المستورد بلغ في متوسطه 13.5 ريال للكيلو بزيادة 25 في المائة، وهي نسبة مقاربة لزيادة الأعلاف
عالمياً، متجاوزاً بذلك سعر الدجاج المحلي الذي ارتفع 7 في المائة ليصبح بمتوسط 12.75 ريال للكيلو.
مما أدى إلى تحول شريحة من مستهلكي الدجاج المستورد إلى استهلاك المحلي الأفضل سعراً،
إلا أن الإنتاج المحلي من الدجاج لا يغطي إلا نسبة 43 في المائة من إجمالي الاستهلاك المحلي.
وأوضحت الوزارة أن الجهات المعنية تتابع بشكل دقيق أسواق الدواجن، وأن التنسيق يتم حالياً بين وزارة
التجارة والصناعة ووزارتي المالية والزراعة أعضاء لجنة التموين الوزارية
لضمان اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة.
