الثبات على المبادئ ..
كلما كانت شخصية الشخص أقوى .. وثباته على مبادئه أشد .. كان أهم فى الحياه ..
أحياناً يكون من مبادئكـ عدم أخذ الرشوه .. مهما ملحوا أسمائها .. بقشيش .. هديه .. عموله .. فاثبت على مبدئك..
زوجه يكون من مبادئها .. عدم الكذب على زوجها .. مهما زينوه لها .. تمشية حال .. كذب أبيض ..فلتثبت على مبادئها ..
من المبادئ..
عدم تكوين علاقه محرمه مع الجنس الآخر ..
عدم شرب الخمر ..
شخص لا يدخن .. جلس مع أصحابه فليثبت على مبادئه..
الشخص الثابت على مبادئه وإن انتقده أصحابه أحياناً .. واتهموه بعدم المرونه .. إلا أن مشاعرهم الداخليه تؤمن أنها أمام بطل ..
فتجد أن أكثرهم يلجأ إليه عند الشدائد .. أو ليستشيره فى مشاكله الشخصيه .. ويشعر بأهميته أكثر من غيره ..
وليس هذا خاصاً بأحد الجنسين دون الآخر .. بل الرجال والنساء فى ذلك سواء ..
فاثبت على مبادئك ولا تقدم تنازلات .. عندها سيرضخ الناس لها ..
لما ظهر الإسلام فى الناس جعلت القبائل تفد إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ..
فجاء وفد قبيلة ثقيف وكانوا بضعة عشر رجلا .. فلما قدموا أنزلهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المسجد ليسمعوا القرآن ..
فسألوه عن الربا والزنا والخمر ؟
فأخبرهم أن ذلك كله حرام ..
وكان لهم صنم ورثوا عبادته وتعظيمه عن آبائهم .. اسمه " الربة " ويصفونه بـ"الطاغيه"..
وينسجون حوله القصص والحكايات للدلاله على قوته .. فسألوه عن " الربه " ما هو صانع بها ؟
فقال – صلى الله عليه وسلم – دون تردد: "اهدموها "..ففزعوا .. وقالوا : هيهات .. لو تعلم الربة أنك تريد أن تهدمها .. قتلت أهلها !!
وكان عمر – رضى الله عنه حاضراً .. فعجب من خوفهم من هدم صنم .. فقال : ويحكم يا معشر ثقيف !!ما أجهلكم !! إنما الربة حجر!! لا يضر ولا ينفع ..
فغضبوا .. وقالوا:إنا لم نأتك يا ابن الخطاب ..
فسكت عمر..
فقالوا: نشترط أن تدع لنا الطاغيه ثلاث سنين .. ثم تهدمه بعدها إن شئت ..
فرأى النبى – صلى الله عليه وسلم – أنهم يساومونه على أمر فى العقيده !! وهى أعظم مبدأ فى حياة المسلم ..والتوحيد هو أصل الإسلام .. فما دام أنهم سيسلمون .. فما الداعى للتعلق بالصنم.. !!
فقال – صلى الله عليه وسلم – "لا"..
قالوا:فدعه سنتين ثم اهدمه ..
قال: "لا" ..
قالوا: فدعه سنة واحده..
قال: "لا" ..
قالوا : فدعه شهراً واحداً !!
قال: " لا" ..
فلما رأوا أنه لم يستجب لهم فى ذلك .. علموا أن المسأله مسألة شرك وإيمان .. لا مجال فيها للمفاوضه !!
قالوا : يارسول الله .. فتولَّ أنت هدمها .. أما نحن فإنا لن نهدمها أبداً..
فقال – صلى الله عليه وسلم – "سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها .."
فقالوا : والصلاه .. لا نريد أن نصلى .. فإننا نأنف أن تعلوا است الرجل رأسه !!
يعنى : لا يرضون لشدة تكبرهم أن تكون مؤخرة أحدهم وقت السجود أعلى من رأسه !!
فقال – صلى الله عليه وسلم – " أما كسر أصنامكم بأيديكم فسنعفيكم من ذلك .. وأما الصلاه .. فلا خير فى دين لا صلاة فيه .. !!"
فقالوا : سنؤتيكها .. وإن كانت دناءه ..
فكاتبوه على ذلك..
وذهبوا إلى قومهم .. ودعوهم إلى الإسلام .. فأسلموا على مضض ..
ثم قدم عليهم رجال من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لهدم الصنم .. فيهم خالد بن الوليد .. والمغيره بن شعبه الثقفى ..
فتوجه الصحابه إلى الصنم ..
ففزعت ثقيف .. وخرج الرجال والنساء والصبيان .. وجعلوا يرقبون الصنم .. وقد وقع فى قلوبهم أنه لن ينهدم.. وأن الصنم سيمنع نفسه ..
فقام المغيره بن شعبه .. فأخذ الفأس .. والتفت إلى الصحابه الذين معه وقال : والله لأضحكنكم من ثقيف !!
ثم أقبل المغيره بن شعبه إلى الصنم .. فضرب الصنم بالفأس .. ثم سقط على الأرض وجعل يرفس برجله ..
فصاحت ثقيف .. وارتجوا ..وفرحوا .. وقالوا :أبعد الله المغيره .. قتلته الربه .. ثم التفتوا إلى بقية الصحابه وقالوا : من شاء منكم فليقترب..
عندها قام المغيرة ضاحكاً ..
وقال: ويحكم يا معشر ثقيف .. إنما هى "لكاع " أى : "مزحه ".
وهذا صنم .. حجارة ومدر .. فاقبلوا عافية الله واعبدوه ..
ثم أقبل يهدم الصنم .. والناس معه .. فما زالوا يهدمونها حجراً حجراً .. حتى سووها بالأرض ..
وحـــي..
" من طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، ومن طلب رضا الله بسخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس "
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
