-
الهبل
قد استبان الحق للمبصرفهل ترى يقلع قلبي الجريما هذه الجرأة يا قلب لوتركتها للفزع الأكبريا أيها المذنب ما لي أرىأمنك من ذنبك أمن البريضيعت في اللذات وقت الصباورحت في اللهو ولم تقتصرفتب إلى الله وخف مكرهوابك على ذنبك واستغفروالبس دروع الحزن من خوفهتغنك عن درع وعن مغفر
-
من القوم طالت في المعالي فروعها علوا وطابت في المساعي عروقها
إذا انتسبت للمكرمات بنو العلى فأنت أخوها دونهم وشقيقها
وكم من ملوك قد ثللت عروشها وما كان لولا أنت خلق يطيقها
طغت وبغت فعل الفسوق وأعرضت فحاق بها طغيانها وفسوقها ...
صمدت لهم في كل بيداء مجهل وقد أظلمت تحت العجاج طريقها
وسقيتهم كأس الحروب كأنما أديرت عليهم بالعوالي رحيقها
وأدخلتهم في الدين كرها وطاعة وقد بان من دين الإله مروقها
إلى أن رعوا حق الشريعة وارعووا وما كان لولا أنت ترعى حقوقها
وما زلت حتى انقاد طوعا حماتها وحتى استوت أملاكها ورقيقها
وجاءتك تمشي في القيود ذليلة وقد جف خوفا من سيوفك ريقها
أتترع يوما للعفاة مواردا وأصدر عنها ظاميا لا أذوقها
لك المجد والعلياء غير منازع إذا لج في دعوى المعالي فريقها
-
سلوا دارهم أين استقر فريقها
سلوا دارهم أين استقر فريقها وأي فلاة كان فيها طريقها
سقاها الحيا من أربع ومنازل لهوت بها إذ ليس غيري طروقها
إذ العيش ريان المعاطف أخضر ولم تذو من دوحات لهوي عروقها
لقد رحلوا منها الغداة وخلفوا حشاشة قلب ليس يهدا خفوقها
خليلي قد أبرمتما إذ عذلتما وكلفتماني خطة لا أطيقها
ترومان أن تسلو عن الحب مهجتي أيحسن من بعد الوفاء عقوقها
وغير سواء يا خليلي فاعلما مقيد نفس في الهوى وطليقها
ألا في سبيل الحب مهجة وامق إذا لاح برق الأبرقين يسوقها
وغيداء يسبي الغصن لبن قوامها ويفضح شمس الأفق نورا شروقها
سقتني على أولى الشبيبة والصبا كؤوس هوى ما خلت أني أذوقها
-
ثق بالذي صير دون الورى
ثق بالذي صير دون الورى في راحتيك البسط والقبضا
ما أحكموا من كيدهم عقدة إلا وأحكمت لها نقضا
كم عرض الكلب على قبحه بالنبح للبدر وما عضا
زين إبليس لهم ما أتوا فاعتقدوا طاعته فرضا
راموا بحكم الجهل أن يجحدوا من فضلكم ما طبق الأرضا
وما دروا أن ديون العلي بسمر ارماحك تستقضى
وأن أسيافك من غيظها ما طعمت أجفانها غمضا
وأن آراءك إن أعملت في حادث كالسيف أو أمضى
فروا من الخوف فما قصرت خيلك في أدبارهم ركضا
كانوا من الحيرة في ظلمة يلعن فيها بعضهم بعضا
حتى استبانوا بك نهج الهدى واستوضحوا السنة والفرضا
وقد غدا غاية مطلوبهم أن تغفر الذنب وأن ترضى
فاصفح بحلم عنهم مغضيا فالصفح من دأبك والإغضا
وخلهم في الأرض أسرى فقد ملكت منها الطول والعرضا
-
هو الربع لكن غير الدمع مغناه
هو الربع لكن غير الدمع مغناه فلا تنكروه إن محاه وأبلاه
وأقفر ممن تعهدون فقلتم سواه ولا والله ما هو إلا هو
يذكرني شاري البروق أهليه فيضمن دمعي عند ذلك سقياه
ويرتاح قلبي إن تذكرتهم وقد تهون ما يلقى المتيم ذكراه
سقى الله عصرا فيه قد ضم شملنا جميعا ودهرا بالوصال قطعناه
وأنسا بهم أبدلت عنه بوحشة وعيشا تقضي لست والله أنساه
فيا ليت شعري هل يعود زمانه ويسعد دهري في المنام بلقياه
وقائلة صبرا على غصص النوى فقد قيل أن الصبر تحمد عقباه
ومن يك لم يصبر مع القرب قلبه فكيف وقد زم الرحيل مطاياه
فآها لصب كلما ذكر النوى أبا ذكرها أن يطعم النوم جفناه
وآها لآمال طوتها جوانحي إذا هب داعيها بدمعي لباه
أقول لعل الدهر قد نام طرفه وجاء من الإقبال ما أتمناه
ومهما أومل قط من نيل حاجة أباها علي الدهر ما لي وإياه
وليس على الأيام تقريب مطلب إذا أبعد الشخص المؤمل مرماه
ألا في سبيل الحب قلب معذب رماه بسهم البعد من كان يهواه
قضى برهة في طيب عيش بوصله فأبعده عنه الزمان وأقصاه
ودري ثغر ما له من مشابه وربتما للناس في الناس أشباه
تمثل لي بالسحر وردا ونرجسا وما هي إلا وجنتاه وعيناه
دعاني إلى دين الصبابة طرفه ولم أدر ما دين الصبابة لولاه
فيا ويح قلبي ما أشد خضوعه لديه وما أقساه قلبا وأجفاه
وأحفظني حبا لعهد وداده وأوهن عقد الود مني وأوهاه
ومكتئب أخفي هواه صبابة زمانا فأضناه سقاما وأحفاه
يهيم لعلوي النسيم إذا سرى بنشر أقاحي حاجر وخزاماه
ويصبو إلى الأغصان أغصان رامة إذا ذكرته قد من كان يهواه
ويسأل عن حال العقيق وأهله ألا فسقى الله العقيق وحياه
ويذري لتذكار الغوير مدامعا تكفل عن أيدي الغمام بسقياه
ويذكر نعمان الأراك فينتشي بعاثر رياه فكيف برؤياه
وما أنس لا أنس الحمى ولربما تحول دهر بالمحب فأنساه
وليل سريناه على متن همة تكلفنا ما يعجز الدهر مأتاه
تكفل فيه النسر خفض جناحه لعزم فتى لا يرتقي النسر مرقاه
وقد وقفت فيه الثريا كأنما تعرفنا أدنى الطريق وأقصاه
كأن عصا الجوزاء حدت لسيرها من الأفق حدا فهي لا تتعداه
فشبهتها بين النجوم وقد بدت بكف صفي الدين بين عطاياه
فتى لا يداني في المكارم رفعة ولا تبلغ الأوهام في المجد مرماه
فتى جل قدرا في الورى عن مشابه من الخلق طرا والخلائق أشباه
أخو كرم لا يبتدي القول واعدا بجدواه حتى تبتدي الفعل كفاه
وما هو إلا عقد مجد وسؤدد وتبر من العلياء أخلصه الله
فلو أنصفت غر الأهلة نعله لكان على الأحداق منهن ممشاه
صفي الهدى كن حيث شئت من العلى فما الجود إلا اسم وأنت مسماه
رويدك ما فوق الكواكب رفعة فأي محل فوقها تتوخاه
أبا حسن والدهر قد جار واعتدى علي وبالأضرار قد طال مسعاه
وحملني دينا أبيت لأجله أسامر نجم الأفق ليلي وأرعاه
فكن منقذي من جوره يابن حيدر وكن صارفا عني أذاه وبلواه
أنلني من المعروف ما أنت أهله وقل لتصاريف القضا قد أجرناه
فسوحك سوح لا يضام نزيله وكيف يضيم الدهر من أنت مولاه
-
سقامي يظهر ما أضمر
سقامي يظهر ما أضمر ودمعي يعرف ما أنكر
كتمت الذي بي خوف العدي ومضمر سر الهوى مظهر
ولى عاذلان على مالكي فهذا نكير وذا منكر
أطيلا ملامي أو أقصرا فإني في الحب لا أقصر
بليت به قاسي القلب لا يراعي عهودي ولا يذكر
يخادعني جفنه بالفتور وما الموت إلا إذا يفتر ...
ويخطر تيها فلا السمهري لدن ولا الغصن الأخضر ...
فيا خاطرا في رداء البها سواك ببالي لا يخطر
إلى كم تجيء شكاتي فلا تصيخ إليها ولا تنظر
أحين سعت بي إليك الوشاة صدقت في الذي يذكر ...
وهبني كما نقل الحاسدون عني ظلما وما زوروا ...
فأين التجاوز عمن يسيء وأين إقالة من يعثر ...
أذنبي وحدي أم هكذا ذنوب المحبين لا تغفر
وها أنا قد جئت مستغفرا أتقبل من جاء يستغفر
ويا هاجرا لي حتى متى لمضناك طول المدى تهجر
إذا شئت أن نتسلى هواك ونصبر لا كان من يصبر
فقل لقوامك لا ينثني وقل للحاظك لا تسحر
ولا تر أبصارنا مقلة وقدا هما السيف والأسمر
وغط العذار فمهما بدا فإنا على خلعه نعذر
وإلا فقل لي ماذا نقول غدا حين يجمعنا المحشر
فإنك أورثت جسمي الضني وحملتني فوق ما أقدر
وخلفت قلبي لا يهتدي لغير هواك ولا يبصر
أما خفت أني بسيف الهدى مليك البرية أستنصر
بأمنع من سمع السامعون وأكرم من أبصر المبصر ...
فإن جاد يوما فمن حاتم وإن جال يوما فمن عنتر ...
هو ابن النبي هو ابن الوصي كذلك فليكن المفخر ...
هو الضارب الهام يوم الوغى إذا ما الكماة بها قهقروا
مليك بكفيه للطالبين سحائب لا تأتلي تمطر
نمته نجوم سماء العلي ولكنه بدرها النير
حوى رتبة كل سامي الفخار من الناس عن نيلها يقصر ...
-
عيد ثغور الأماني فيه تبتسم
عيد ثغور الأماني فيه تبتسم وموسم كل أجر فيه يغتنم
عادت بعز وإقبال عوائده لمن تقصر عن أوصافه الكلم
ملك بنى غرف العليا وشيدها على دعائم عز ليس تنهدم
يعفو فتبتسم الأرجاء صاحكة وترجف الأرض خوفا حين ينتقم ...
له سيوف حداد أكلها أبدا وشربها مهج مفرية ودم
بيض إذا فارقت أجفانها لوغى فإنما القدر الماضي لها حلم
أقسمت لولا أياديه وعزمته ما كان في الأرض لا سيف ولا قلم
كم موقف خاص أحشاء الحروب به وموجها بدم الأبطال يلتطم
وكم أعاد أبادتهم صوارمه قتلا ولو أسلموا طوعا له سلموا
ما زال يقتلهم في كل معركة تشيب من هولها الأصداغ واللمم
إذا ظل يدعو أخاه كل ذي رحم إليك عني فليست بيننا رحيم
أقراهم ماضيات الحد تفعل في موائد الحرب ما لا يفعل النهم
جزاهم السيف عن كفران نعمته والسيف أحفظ ما تحمي به النعم
ولم يزل مقدما في كل ملحمة غراء فيها عرى الأقدام تنفصم
حتى غدا الدين لا في عينه عمش من الضلال ولا في أذنه صمم
من الملوك الألى لولا وجودهم وجودهم في الورى لم يعرف الكرم
من سادة قادة شم جحاجحة ترعى لديهم عهود الله والذمم
سادوا البرية من عال ومنخفض فهم ملوك وأملاك الورى خدم
فكل فضل نبيل دون فضلهم وكل مجد أثيل دون مجدهم
إذا تفاخر أملاك الورى فخروا وإن تحاكم أبناء العلى حكموا
وإن دعاهم إلى الإعطاء مفتقر يلبه المجد والعلياء والشيم
وتستعير البرايا من مكارمهم فكل مكرمة بين الورى لهم
فازوا من الرتب العليا بأرفع ما تدعو له شيم العلياء والهمم
ترى معاديهم في كل معركة شهب البزاة سواء فيه والرخم
يبني لهم غرف المجد الأثيل فتى مسود لا يداني جوده هرم
لو أن أسيافه في الأرض مصلته من أول الدهر لم يعبد بها صنم
ليهن قوما إلى أبوابه وفدوا فإنها كعبة المعروف والحرم أمسترق ملوك الأرض قاطبة كيف استرق يديك الجود والكرم
لو أنصف الدهر أهليه لما حديت إلا لقصد حماك الأينق الرسم
لا يعدم الله هذا الخلق منك يدا بجودها أمن الأقتار والعدم
وانعم بمقدم هذا العيد لا برحت لديك فيه وفي أمثاله النعم
واسعد بمأجور ما قدمت من قرب وما دعا لك فيه العرب والعجم
يفديك رب حسود في الملوك بما أحرزت من قصبات السبق دونهم
ما دمت فالدهر مأمون عدواته والعيش غض وثغر الملك مبتسم
-
ملك به عز الشريعة مظهر
ملك به عز الشريعة مظهر يزهي به الدين الحنيف ويفخر
وبناء عز شيد في أوج العلى ينحط كسرى عن ذراه وقيصر
ومخائل ميمونة وسعادة مقرونة بعزائم لا تفتر
وصوارم مصقولة وذوابل يعنو لها المستكبر المتجبر
وغنائم من ذي الجلال ولم يزل رب البرية للجميل ييسر
يا من له في كل يوم كريهة من جده الميمون سيف أبتر
لولا محبتك الجلاء لمن طغى لكفاك جد في الحروب مظفر
أيقيسك البحر الخضم وللورى من كل أنملة بكفك أبحر
كف ترى الأملاك لثم بنانها شرفا ويحسدها الغمام الممطر
من ذا يطيق نزال مثلك في الوغى لو قابلتك بكل قيل حمير
ولمن رآك ولم يمت من حينه بسيوف خوفك إنه لمعمر
ولرب يوم قد أثرت قتامه وصبرت إذ لا ذوجنان يصبر
وظلام نقع للوغى جليته والأسد في أجم الذوابل تزار
فغدا الضحى بك وهو ليل أليل وغدا الدجى بك وهو صبح مسفر
يابن الأولى نصروا شريعة جدهم واستنقذوا دين الآله وأظهروا
قوم لهم غايات كل سيادة عنها تأخرت الملوك وقهقروا
طالوا وطابوا عنصرا ووشيجة نعم الوشيجة منهم والعنصر
سر حيث شئت يسر لديك مصاحبا من نصر مولاك العديد الأكثر
ومر الزمان بما تشاء فلم تزل طول المدى تنهى الزمان وتأمر
ما اختراك المولى لتحمي ملكه إلا لأنك درعه والمغفر
كم من ملوك قادة ذللتهم وقد استطالوا جهدهم وتكبروا
ومقاول أفنيتهم قتلا وقد سلكوا سوى نهج الهدى فتحيروا
نبذوا عهود الله خلف ظهورهم وعتوا على باريهم واستكبروا
لو كان للتوفيق فيهم مدخل تابوا إلى باريهم واستغفروا
عميت بصائرهم لعظم ذنوبم والحق أبلج واضح لو أبصروا
راموا بجهلهم وضعف عقولهم إخفاء دين محمد لم يقدروا
طلبوا المحال فحال دون مرامهم مصقولة بيض وموت أحمر
وكتائب خضر تظل كماتها كالأسد في أجم القنا تتبختر
ظنوا الإله ينيلهم ما أملوا والله أعلى أن يضام ويقهر
جزت السباسب خلفهم فتركتها والمسك أدنى ريحها والعنبر
وفتحت قهرا من معاقل أرضهم ما كان يعجز عنده الإسكندر
وغدا يصفد كل ليث منهم ويباع بالنزر الغزال الأعفر
في موقف للنقع فيه غمامة نار المنايا تحتها تتسعر
سلت به مثل النجوم صوارم تركت رداء النقع وهو مشهر
بيض تسود كل منتصر بها ما لم يكن لجميل صنعك يكفر
من كل مشحوذ الجوانب لم يزل مذ كنت من علق الأعادي يقطر
والسمر تخطر للقا فقدودها تزهى ارتياحا والأسنة تزهر
من كل مطرور السنان طعينه لا ينثني وكسيره لا يجبر
ما زلت تسقيها دماء رقابهم فليذاك تثمر بالرؤوس وتبذر
والخيل تمشي في الحديد معدة وعيونها شزرا إليهم تنظر
لم يدر حين تكر في آثارهم أهي السهام ام الجياد الضمر
يطلعن من غرر لهن أهلة ينجاب من إشراقهن العثير
من كل معروف الأصول تخاله كالسيل من أعلى الذرى يتحدر
وإذا جرى البرق اليماني خلفه أبصرته بغباره يتعثر
وإذا سعى معه الحيا منصوبا ألفيته من خلفه يتكسر
تهوى لهاديه القنا فيردها نفس له للغيظ منهم يزفر
نسج العجاج عليه درعا سابغا عن فضها باع الأسنة يقصر
لولا امتثال الأمر في إرهابهم لكفاه ما نسج العجاج الأكدر
يعلوه ملك ما أهم بغاية للمجد إلا نال ما يتعذر
لله أحمد كم على ومكارم تعزى إليه وكم معال تبهر
ملك إذا ركب الجواد حسبته بدرا له متن السحاب مسخر
وكأنما أخلاقه لجليسه من ورد روضات المحامد تعصر
من ذا سواه له المحامد تنتقى وتحاك أبراد الثنا وتحبر
يا أيها الملك الذي عزماته وصفاته في كل أرض تذكر
وافيت هذي الأرض تحيي ميتها ولنور دين الله فيها تطهر
ومنحتها نظر الشفيق فجئتها تحيي مآثر سالفيك وتعمر
فأشدت من آثارهم ما شيدوا ولما ابتدأت من المكارم أكثر
حتى لقد حسدت رباها مكة واشتاق قربك خيفها والمعشر
فاستجلها عذراء يطوي نشرها طيا ويقصر عن مداها بحتر
لم أذكر الفتح بن خاقان ولا قد عاقني عن بحر جودك جعفر
لا زلت والدهر العصي مطاوع والملك ريان المعاطف أخضر
والشمس لم تكسف لأمر فادح أنى وحظك في السعادة أوفر
لكنها استحيت فاطفت نورها لما راتك ونور وجهك أنور
أو انها هويت جوادك فاغتدت تهوي إليه وهي نعل أحمر
هذي الكرامات التي لا تنتهي والمجد والشرف الذي لا ينكر
وبقيت كهفا يستغيث بك الورى طرا ويبصر رشده المستبصر
وعلى النبي وآله من ربنا أسنى صلاة لا تزال تكرر
ما فاح مدحك في البسيطة عنبرا واهتز من طرب لذكرك منبر
-
إن الكتابة شأنها
إن الكتابة شأنها أعزز به عندي وأعظم
يعلوبها قدر الفتى وتعز صاحبها وتكرم
ولقد دخلنا للصناعة من قريب رب سلم ...
-
تنبه حظي بعد طول منام
تنبه حظي بعد طول منام بخير مليك وابن خير إمام
وردت النمير العذب من سوح أحمد على ظمإ مني له وأوام
فنلت به رمح السماك مصاعدا وطنبت فوق الفرقدين خيامي
ورحت بعين بالأماني قريرة ولاقيت منه الحادثات بلام
أمنت مرامي الحادثات بظله ونلت من المرمى البعيد مرامي
وطلت به من كان قدما مطاولي وساميت في العلياء كل مسامي
وأصبحت والشآني الحسود يقول لي ليهنك مرقا في السعادة سامي
وأصبح بي عامي الطويل كلحظة وكم لحظة مرت علي كعام
وكنت أظن الدهر أنكد لا يفي بحفظ عهودي أو برعي ذمامي
فأصبح دهري خاضعا وكأنما يحاذر حدي ذابلي وحسامي
ولم لا تذل النائبات لمن أوى إلى خير مناع وخير محامي
فيا قلب طب نفسا فقد فزت بالمنى ويا عين قد نلت الأمان فنامي
-
رميت أسهم آمالي فلم تصب
رميت أسهم آمالي فلم تصب ورحت أدعو الندى جهرا فلم يجب
وخاب ظني فيمن كنت أحسبه أبر من رحمي الأدنى وأرحم بي
أهل الفضائل والخيل الصواهل والسمر الذوابل والخطية القضب ...
ومن إليهم تناهى كل مكرمة ومن بهم عز قلب الجحفل اللجب
ومن أناملهم جودا لآملهم في كل مخمصة تغني عن السحب
ما لي وقد جئت ناديكم ألوذ به رجعت عنه أسير الهم والكرب
حبرت فيكم برود المدح معلمة فما حصلت على شيء سوى التعب
حاشاكم مالبخل تمنعون فتى وفاكم ببديع النظم منتخب
أين النوال الذي ما زال دأبكم به ملكتم رقاب العجم والعرب
وأين ما قد عهدنا من تلطفكم بكل منتزح الأوطان مغترب
وكيف خابت ظنوني في أكفكم وظن غيري فيكم قط لم يخب
وما أقول لمن قد جاء يسألني عنكم ومثلي لا يصبو إلى الكذب
أما بكم تضرب الأمثال سائرة في المجد والجود والعلياء والحسب
والله ما قصرت مني مدائحكم وإنما أدركتني حرفة الأدب
يا ويح قلبي كم ظلت تقلبه أيدي الهموم على فرش من اللهب
ولهف نفسي لو أجدي وواحربا لو كان ينفعني إن قلت واحربي
أفي المروءة أن تظمي وقد صدرت عن بحر جود بعيد القعر مضطرب
فإن أعد خائبا عن بابكم فلقد قلدتكم بعقود الدر والذهب
وقلت فيكم مديحا لو مدحت به شمس الضحى لسخت بالأنجم الشهب
وقد رميت عدي فقري بنائلكم لكنني لسواد الحظ لم أصب
هي السعادة إن تبدو مطالعها يحظ الفتى ببلوغ السول والرب
وإن يكن غيرها والحر ممتحن فما على من أقام العذر بالطلب
يا دهر كم أتلقى كل نائبة بعزم ذي جلد يوهي قوى النوب
وكم أصبر نفسا طال ما طعمت طعم البلا في طلاب المجد كالضرب
وكم أومل والآمال تعكس آمالي وتمنعني عن نيل مطلبي ...
وكم أردد زفراتي وأكتمها خوفا من الحاسد الغيار يشمت بي
واحسرتا لهموم في الهموم غدت فعالة فيه فعل النار في الحطب
-
أين استقر السلف الأول
أين استقر السلف الأول عما قريب بهم ننزل
مروا سراعا نحو دار البقا ونحن في آثارهم نرحل
ما هذه الدنيا لنا منزلا وإنما الآخرة المنزل
قد حذرتنا من تصاريفها لو اننا نسمع أو نعقل
يطيل فيها المرء آماله والموت من دون الذي يأمل
حلا له ما مر من عيشها ودونه لو عقل الحنظل
ألهته عن طاعة خلاقه والله لا يلهو ولا يغفل
يدبر هم المرء إن أدبرت ويقبل الهم إذا تقبل
يا صاح ما لذة عيش بها والموت لا ندري متى ينزل
يدعو إلى الأحباب من بيننا يجيبه الأول فالأول
يا كادحا يجهد في كسبها أغرك المشرب والمأكل
ويا أخا الحرص على جمعها مهلا فعنها في غد تسأل
لا تتعبن فيها ولا تأسفن لما مضى فالأمر مستقبل
ما قولنا بين يدي حاكم يعدل في الحكم ولا يعدل
ما قولنا لله في موقف يخرس فيه اللسن المقول
إذا سؤلنا فيه عن كل ما نقول في الدنيا وما نفعل
ما الفوز للعالم فيعلمه وإنما الفوز لمن يعمل
-
يا صفي الإسلام دعوة عبد
يا صفي الإسلام دعوة عبد قد حسا كأس صفو ودك صرفا
قد أتاكم من المديح بعقد حسنه مثل وصفكم ليس يخفي
كالصبا رقة وكالروض نشرا وكأخلاقك الشريفة لطفا
كعقود الجمان يعجز عنه كل من صرع القريض وقفي
خذله من عصابة خالفوا الأمر وأخطوا خطيئة ليس تعفا ...
قوم سوء أصغوا إناي وقد أترعته من نوالكم فتكفا ...
قد أنالت كفاك عبدك خمسين فأخفوا نصفا وأعطوه نصفا ...
وأبى الله أن تكون عطياتكم خمسة وعشرين حرفا ...
وأراها تخالفت دونك الأيدي على نقصها ومثلك وفي ...
ولأنت الذي يدفع الفقر ويعطي الأموال ألفا فألفا ...
أين منك السما سموا وجودا أنت أسمى قدرا وأسمح كفا
-
هذا العقيق فقف بنا يا حادي
هذا العقيق فقف بنا يا حادي فبه سليت حشاشتي ورقادي
واحبس بكاظمة قلوصك منشدا ما للدموع تسيل سيل الوادي
وأعد أحاديث الغوير لمغرم أضحى حليف صبابة وسهاد
وحذار من وادي النقا والسفح من أضم فثم مصارع الآساد
وأنا الفداء لبابلي لواحظ يسطو ببيض من رناه حداد
ظبي من الأتراك غصن قوامه يزري بغصن البانة المياد
فارقت قلبي عندما فارقته فكأنما كانا على ميعاد
كم ذا أكابد من هواه على النوى حرقا تفتت قلب كل جماد
رشأ بليت بهجره وبعاده وبرائح بالعذل فيه وغادي
يا عاذلي خل الملامة إنني أدري بغيي في الهوى ورشادي
دعني وشأني أو فكن لي مسعدا إن الكئيب أحق بالإسعاد
حسبي صروف الدهر تهضم جانبي وتحول ما بيني وبين مرادي
كم اشتكي جور الزمان ولا أرى لي من يعين على الزمان العادي
حتى دعاني السعد لا تخضع ولذ بحمى الصفي وناد زين النادي
السيد العلم الهمام المنتقى حرم الطريد وكعبة الوفاد
الملك سيف الدين أفضل من نضا سيفا على الأعداء يوم جلاد
ملك حديث فخاره يرويه بالإسناد عن آبائه الأمجاد ...
ليث مخالبه إذا حضر الوغى بيض مهندة وسمر صعاد
كرم يود البحر لو يحكيه مع بأس يذيب البيض في الأغماد
ملك علا رتب الفخار بهمة رفعته فوق الكوكب الوقاد
وقفا مآثر سالفين تقدموا من كل ذي شمم طويل نجاد
وتقدم الأملاك طرا في الندى سبقا وهل سبق لغير جواد
لو كان في الزمن القديم تشرفت بشريف خدمته بنو عباد
لله كم منن أفاض على الورى غراء كالأطواق في الأجياد
لو قصر العافون عن طلب الندى لأقام فيهم للنوال منادي
يستقبل الجلي ببيض صوارم كفلت له بغناء كل معادي
وبسالة أغنته عن حمل القنا توهي القوي وتفت في الأعضاد
فلتفخر منه العلى بأغر رحب الكف رحب الصدر رحب النادي ...
بغضنفر شرس له من نصره عين على الأعداء بالمرصاد
يقظان في طلب العلى لم تكتحل من غير سوء عينه برقاد
تالله ما عمرو أخا بأس ولا كعب بن مامة عنده بجواد
من معشر سبقوا الملوك إلى العلى سبق الجياد الضمر يوم طراد
وحووا تراث المجد عن آبائهم ووراثة الآباء للأولاد
وتبوأوا في المجد أشرف مقعد ورقوا من الجوزاء فوق مهاد
أمبلغ الأمل الطويل ووارث المجد الأثيل وملجأ القصاد
أمجرد الأسياف لم يغمدن في شيء سوى الهامات والأكباد
لك في العزائم عن سيوفك غنية فذر السيوف تقر في الأغماد
ماذا عسى مدحي المقصر قائل وثناك بين غوائر ونجاد
ما زال ذكرك حيث كنت مصاحبي في في كل رابية علوت ووادي
فافخر على قوم مضوا ما إن لهم في الفخر غير تقدم الميلاد
واسمع شكية ذي وداد صادق وأسير فقر ما له من فادي
عبد تخطى نحوه صرف القضا وعدت عليه من الزمان عوادي
طال البقاء وقد وعدت ولم تزل معطي الأماني صادق الميعاد
فانظر إلى حالي وعجل أوبتي فضلا وفك من الخطوب قيادي
أرسل على أرض افتقاري غارة بسحائب المعروف والإمداد
واللبث لم يطل لملالة أيمل عذب الماء قلب الصادي
لكن إلي طلب العلوم وكسبها طال اشتياقي واستطال سهادي
أيطيب لي زمني ولم أجري به في حلبة العلم الشريف جوادي
مولاي قد وافيت بابك وافدا وعلى الكريم كرامة الوفاد
وركبت من عزمي إليك مطية وجعلت ذكرك في المفاوز زادي
وتركت أملاك البرية عن يد إذ كنت قبلة مقصدي ومرادي
وطويت نحوك كل أغبر قاتم عن حر أكباد وضر بادي
وقصدت حضرتك الشريفة عندما جار الزمان ولج في إبعادي
وافيتها والنحس موهن ساعدي فحللتها والسعد من أعضادي
وسلوت عن أهلي وأوطاني بها إذ حيث كنت من البلاد بلادي
وآستأمنت مني صروف الدهر إذ نهضت جيوش نداك في إنجادي
وأنلتني الحسنى وكم منن بها قلدت أعناق الورى وأيادي
شكرا أبا حسن لنعماك التي عاد الصديق بهن من حسادي
عادات فضل منك لم تخرج بها عن عادة الآباء والأجداد
وجميل رأيك في يا من لم تزل أراؤه مقرونة برشاد
واستجلها عذراء شاب لحسنها فود الوليد وبان نقص زياد
واسلم عليك سلام ربك دائما وصلاته بعد النبي الهادي
-
كم ذا يذوب أسى وكم يتجلد
كم ذا يذوب أسى وكم يتجلد أين المعين له وأين المسعد
أأهيل وادي المنحنى وحياتكم إني على ما تعهدون وأعهد
لا تنكروا كلفي بكم وصبابتي هذا الضنى ودموع عيني تشهد
ما خان قلبي عهدكم أبدا ولا مدت لسلواني إلى صبري يد
أأخونكم وأود قوما غيركم أنى وعهدكم لدي مؤكد
يا هاجرين وليس لي ذنب سوى دمع يفيض ولوعة تتجدد
ومحملي الصب الكئيب صبابة بين الجوانح حرها لا يبرد
أكذا يكون جزاء من حفظ الهوى ورعى عهودكم يهان ويبعد
وبمهجتي الرشأ الذي من خده في كل قلب جمرة تتوقد
الطرف منه مهند والخد منه مورد والجيد منه مقلد
يمسي ويصبح آمنا في سربه وأخاف وهو القاتل المتعمد
يسبي القلوب بمقلة سحارة هاروت فتنتها يحل ويعقد
وبقامة ألفية فتانة من فوق أرداف تقيم وتقعد
سكرت معاطفة بكاس رضابه فلها اعتدال تارة وتأود
فكأن ذكرى أحمد خطرت لها ولذكره يندى الجماد الجلمد
يا مالك الملك العقيم ومن له في كل أرض أنعم لا تجحد
مهلا فما فوق السماك لطالب قصد ولا فوق الثريا مقعد
أنفقت مالك في الندى مستخلفا ربا خزائن فضله لا تنفد
أو يمم الطلاب يم مكارم إلا وأنت مناهم والمقصد
علما وحلما باهرا وسماحة فليهتدوا وليقتدوا وليجتدوا
سجعوا بذكرك في البلاد وإنما طوقتهم بالمكرمات فغردوا
وتعلموا منك المديح فمنك ما تعطيهم كرما وأنت المنشد
ما سوحك المحروس إلا جنة لو أن من يأتي إليه يخلد
ما زال سيفك منذ كان مجردا في غير أفئدة العدى لا يغمد
ماذا أقول وكل قول قاصر والفضل أكثر فيك منه وأزيد
الدهر من خطار رمحك خائف والموت من بتار سيفك يرعد
كم موقف يوهي الجليد وقفته للموت فيه توعد وتهدد
ما زال عنك النصر فيه كأنما في الكف منك زمامه والمقود
حتى تردد من رآك أأنت للفتح المبين أم السيوف تجرد ...
وهي الرماح الزاعبية أم هي الأقدار ترمي من أردت فتقصد ...
وهي السعادة إذ قصدت إلى الوغى حملتك أم سامي المقلد أجرد
وهي الجيوش أم المنايا قدتها للحرب أم بحر خضم مزبد
هيهات لا يقوى لما تأتي به بشر ولكن الملائك تعضد
يا خير من ركب الجياد ومن له في الكون ألوية الولاية تعقد
ذللت في الأرضين كل ممنع فجميع أملاك الورى لك أعبد
لم يبق إلا مكة فانهض لها فالله جل بنصره لك منجد
جرد لها أسياف عزمك إنها لطلوع نجمك بالسعادة ترصد
والدهر فيما تبتغيه طائع والسعد فيما تنتحيه مسعد
أيصدكم عنها أناس ما لهم قدم إلى العليا تسير ولا يد
ولأنتم دون الورى أولى بها فبها مقر أبيكم والمعهد
طهر من الترك الطغام بقاعها فلطال ما عاثوا هناك وأفسدوا
عود عداة الله من إهلاكهم ما كان عودهم أبوك محمد
جرد حسامك إنه في غمده للغيظ منهم جمرة تتوقد
وأدر عليهم بالصوارم والقنا حربا يشيب إذا رآها الأمرد
ومر الزمان بهم فإن لصرفه سيفا يشتت شملهم ويبدد
أين المفر لهم وسيفك خلفهم في كل ارض أغوروا أو انجدوا
إن أشهروا جهلا عليك سيوفهم فلسوف في الهامات منهم تغمد
أو اشرعوا سمر الرماح فإنها لا بد في لباتهم تتفصد
أو أوقدوا نار الحروب فإنها بدمائهم عما قريب تخمد
ماذا عسى أن يوقدوا من كيدهم نارا وربك مطفىء ما أوقدوا
لا تبتإس بفعالهم فلربما يكفيك شأنهم القضاء المرصد
ما فعلهم ويد الإله عليهم ما فعل سيف ليس تحمله يد
وهم الكلاب العاويات وإنما ذاقوا حلاوة حلمكم فاستأسدوا
الله أسعدكم وأشقى جمعهم والله يشقي من يشاء ويسعد
وأراد منك الله جل جلاله من نصر هذا الدين ما تتعود
ولسوف تقدح فيهم أسيافكم شررا لأيسره يذوب الجلمد
ويقال قوم قتلوا منهم وقوم أوثقوا أسرا وقوم شردوا
وإليكها ملك البرية مدحة كادت لها الشمس المنيرة تسجد
من صادق في ود آل محمد يفنى الزمان ووده يتجدد
نظما تود الغانيات لو أنها يوما بدر عقوده تتقلد
يشكوك فقرا قد تحمل قلبه من اجله كربا تقيم وتقعد
فقرا أناخ على العيال بكلكل وسطا فقلت لسيفه ما يولد
أرسل عليه من نوالك غارة شعوا تفرق جيشه وتبدد
وأفض علي بحار جودك منعما حتى يموت بغيظه من يحسد
لا زلت مرجوا لكل عظيمة تبني معالم للعلي وتشيد
وعليك صلى الله بعد محمد ما دام ذكرك في البرية ينشد
والآل ما هبت صبا نجدية وشدا بذكرك مغور أو منجد